الفاء المباركة

الفاء المباركة – فنادته الملائكة

اسلاميات

الفاء المباركة – فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ

بسم الله الرحمن الرحيم. كل زوج في الأرض من أولاد آدم أمنيته أن يكون له ولد لا فرق في هذا نبي وغيره، جميع الأنبياء الذين ما رزقهم الله ولداً ذكراً كانوا يبتهلون إلى الله عز وجل دائماً أن يرزقهم ولداً حتى من بلغ منهم المائة وعشرين عاماً أو تسعين عاماً مثل سيدنا زكريا وسيدنا إبراهيم ودعاء عباد الرحمن (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ (74) الفرقان) يعني ولد. ولكن هذا المطلب في مرة من المرات جاء بعد الفاء الشريفة مضوغ صياغة هائلة. تعرفون قصة زكريا مع السيدة مريم العذراء (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) آل عمران) (هنالك) هذا النص يعطينا تشريعاً جديداً أن الدعاء عند الآيات الكونية الخارقة مستجاب، يعني أنت لما ترى كسوفاً أو خسوفاً أو عواصف كبيرة، انشقاقات أمطار هائلة عندما ترى آية من آيات الله عليك بالدعاء. فسيدنا زكريا لما رأى مريم يأتيها رزق لا يدري من أين، كانت في معبد لا يدخل عليها أحدٌ غيره (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء). إحفظ هذا النص! إذا لم يكن لك ولد ذكر وأردت ولداً ذكراً وامرأتك تتشوف لهذا وقد أنجبت لك بنات كثيرات وفي نفسك ونفسها أن يكون لكما ولد ذكر إحفظ هذا النص جميعاً (رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء) لأن بعده تأتي الفاء الشريفة الكريمة التي هي أهم عندك من الهواء النقي ومن الماء العذب على الظمأ (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء) (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) هذا نص عليك أن تحفظه وكل من ليس لها ولد وليس له ولد ويريد ولداً عليه أن يقرأ هذا النص بنية الولد وسوف يعطيه الله ذلك على أغلب الاحتمالات مع الاعتماد على حسن الظن بالله لقوله تعالى في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي. إذا كلنا نقول (رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء) نريد ولداً وهؤلاء أنبياء وسيدنا إبراهيم خليل الرحمن وكل الأديان تقول إبراهيم أبونا ومع هذا أراد ولداً ولم يستغني عن الولد. وسيدنا زكريا لما رأى آية من آيات الله الخوارق وأن هذه الفتاة الطاهرة النقية التي هي في محراب في الطابق الثاني ولا يدخل عليها إلا هو خالها قال أنّى لك هذا؟ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، سيدنا زكريا تأمل لا بد أن يكون هناك ملك يأتي لها بالطعام وهو طعام الصيف في الشتاء وطعام الشتاء في الصيف، جاءها بعنب وليس الوقت وقت عنب إذن هناك خارق، هناك حالة كالكسوف والخسوف وما ترون في هذا الزمان آيات الكون كثيرة فإذا مررت بمطر شديد بخسوف بكسوف كما حصل قبل أيام فادعو الله دعوة تحتاجها وتتمناها بعد الفاء كما قال تعالى (رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء) (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى) هذه الفاء إعطاء الولد كان نتيجة لهذه الصيغة بالضبط وعليك أن تقولها بنفسها من غير أن تزيد عليها أو تنقص لأن فيها سراً لا تعرفه وأي تغيير أو تبديل بالكلمات قد يُشكل في الأمر. علينا أن نعرف بأن هذا الدعاء رب العالمين عز وجل الذي رتب عليه الفاء والاستجابة السريعة، هذه فاء التفريع بسرعة لما قال (رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء) (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى) انتهى الأمر. هكذا هي هذه الفاء الشريفة فعليك أن تحفظ دائماً ما قبلها لكي تفوز بما بعدها وهذا وعد الله سبحانه وتعالى كما يقول علماؤنا رضي الله عنهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.