الفاء المباركة

الفاء المباركة – فهزموهم بإذن الله

اسلاميات

الحلقة الثالثة – (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ)

بسم الله الرحمن الرحيم. ومن الفاءات الشريفة قوله تعالى (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ (251) البقرة). الحروب من طبيعة هذا الكون وهناك حروب مقدسة وكريمة وجميلة إذا كانت دفاعاً عن حق ولكن أصحاب الحق في كثير من الأحيان ضعفاء وعدوهم أقوى منهم بكثير بالعتاد والعدد والأسلحة والمكان والبيئة والطبيعة موقع المعركة، فماذا يفعل الضعفاء أصحاب الحق؟ رب العالمين عز وجل أرانا في كتابه العزيز هذه الفاء الشريفة (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ (200) البقرة) هذا الجيش العرمرم! قضية طالوت وجالوت كقضية بدر ناس قلّة وجاءهم جيش كبير! حينئذ لما رأوا هذا الجيش العرمرم قالوا (قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ) إلى أن قالوا (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) قالوا هذا الدعاء. فهو دعاء مقدّس فيه سرٌ عجيب لأنه جاءت بعده الفاء العظيمة الفاء الشريفة (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ) يعني هذه الهزيمة للعدو جاءت نتيجة لما قبل الفاء وهي هذه الصيغة التي قالوا فيها (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) وعلى كل أصحاب حق، مظلومين، تكالب عليهم العدو، طمع الناس بما في أيديهم، تآمر عليهم الآخرون الأعداء وهم قلة والأعداء كثرة، وحينئذ عليهم أن يحسنوا صلتهم بالله سبحانه وتعالى وأن يُجمعوا أمرهم بالاستعانة به سبحانه وتعالى على ما هم فيه وبما هم فيه من ضعف. حينئذ رب العالمين نقل لنا هذه الصيغة المقدسة ذات السر العظيم ولا ينبغي أن تزيد عليها حرفاً أو أن تنقص. إقرأها وقلها كما وردت في كتاب الله قبل الفاء فما قبل الفاء بكل ما فيه هو سر النجاح فيما بعد الفاء. فإذا كنت ضعيفاً وحولك أناس أقوياء أخذوا حقك ولا تستطيع التغلب عليهم فما عليك إلا أن تقرأ هذا النص بالضبط حتى لو كنت وحدك (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) فسوف ترى أن هذه العبارة العجيبة هذه الآية الشريفة ذات المغزى العظيم والسر الكبير الله فإن سبحانه وتعالى سوف ينجيك منهم وينصرك عليهم كما قال (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ). إذن هذه الفاء الشريفة حملت هذه البشارة العظيمة بناء وفرعاً على ما كان قبلها لكي تبين لك أن هذا النص من النصوص المقدسة التي فيها سر عظيم  كما قال علماؤنا وصالحونا عجبتُ لضعيفٍ لا يستطيع التغلب على عدوه كيف يذهل عن هذه الآية! (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) هذه الفاء المقدسة هذه الفاء الشريفة التي يأتي ما بعدها بأثر من آثار ما قبلها فعليك أن تتقن ما قبلها على كل ذي حاجة إذا تتبع هذه الفاءات الشريفة في كتاب الله عز وجل أن يحسن قراءة الظروف التي تمت فيها ذاك الشيء الذي جاء قبل الفاء سواء دعاء أو كلمة أو عبارة أو استغاثة أو ما شاكل ذلك. فعليك أن تتقن ذلك النص وأن تقوله بالظرف المعين كما قاله أصحابه الأوائل وسوف ترى أن النتيجة واحدة. (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ) بعد أن قالوا هذا الدعاء بخشوع وقوة وحاجة (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ) عندما قالوا (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) هذا نص على كل ضعيف أن يعتمد على الله عن طريقه وأن يتوسل إلى الله به فإن أثره قادم لا محالة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.