الفاء المباركة

الفاء المباركة – فوقاه الله سيئات ما مكروا

اسلاميات

الفاء المباركة – فوقاه الله سيئات ما مكروا

بسم الله الرحمن الرحيم. ولا نزال مع الفاء المباركة ولا نزال أيضاً مع سيدنا موسى عليه السلام في هذه الفاءات العجيبة. تقرأون قول سيدنا موسى كما جاء في الكتاب العزيز يقول لقومه (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (14) غافر) بعد ما ناقشهم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار فقال (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر) عبارة لها سر عظيم، (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) دعاء مضبوط قوي موجز له سر خيالي (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر) ماذا قال بعدها؟ جاءت الفاء المباركة (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ {45} النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ {46} غافر) هكذا هذا الدعاء.

(وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر) دعاء مقدّس كما يقول جعفر الصادق عليه السلام عجبت لمن أحاط به مكرٌ كيف ينسى أو كيف يذهل عن قول سيدنا موسى عليه السلام (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر) لأن الله تعالى يقول بعدها (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا (45) غافر). وكل من يخشى مكراً من أي نوع أو مؤامرةً أو إتهاماً أو إعتداءً أو تحاك حوله الدسائس إذا دعا بهذا الدعاء في كل يوم عشر مرات قبل أن ينام بعد أن يستيقظ في الثلث الأخير من الليل بنيّة هذا الذي يعاني منه قال (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر) فإن الله يخاطبه كما خاطب سيدنا موسى لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب قال (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا (45) غافر) .

إذا أردت أن يقيك الله كل مكر الناس من سحر ومشاغبات ووشايات وإيقاع من رئيس عمل أو من جار من زميل أو من قرين وحسد وبغضاء إلى آخره، و كل ما تعاني منه إذا أردت أن يقيك الله شر ذلك فتوسل إلى الله بهذا الدعاء دعاء سيدنا موسى (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر) قال الله بعد ذلك (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا (45) غافر) هكذا هو الأمر إذاً. إن باب السماء مفتوح وباب الدعاء مفتوح والله سبحانه وتعالى يبسط يديه بالليل والنهار لكي تدعوه وإذا رفعت يديك إلى الله لا بد وقد أخذ على نفسه كتب على نفسه أن يستجيب لك الدعاء وقال (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) غافر) وأنت مستجاب الدعاء ما دام مطعمك حلالاً. حينئذٍ إذا لم يستجبه لك في الدنيا فقد إدّخره لك في الآخرة وما عليك إلا أن تدعو الله عز وجل بحاجتك ولكل حاجة صيغة، وصيغة المكر مكر الأخرين وكلنا يعاني حتى الأنبياء وحتى الحجارة

لم يخلو من نَكَدٍ الأيام ذو نَفَسٍ         حتى الحجارة أبلاها بنقّار

هذه قوانين الكون أن يكون لك أعداء وحاسدون ومشاغبون ومبغضون فالدعاء (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر) وثِق أن الله سبحانه وتعالى سيشملك بقوله (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا (45) غافر) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.