الفاء المباركة – ليلة القدر
بسم الله الرحمن الرحيم. نريحكم الليلة من الفاء المباركة لأن هناك ما هو أشد مباركة من هذه الفاء وهي ليلة القدر خير من ألف شهر يا الله! ليلة العمر يعني أنت تعرف أن يوم القيامة النظام كما يلي من تساوت حسناته مع سيئاته فذلك الذي يحاسب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً ومن زادت حسناته على سيئاته فهذا الذي لا يحاسب أولئك السابقون هذا لا يحاسب رأساً يبعث على الجنة على طول ومن زادت سيئاته على حسناته يا لطيف فذاك الذي أثقل ظهره وأوبق كاهله. كيف يمكن أن تضمن ضمان بالمائة مائة أن حسناتك أكثر من سيئاتك؟ هذه الليلة التي أنت فيها اليوم، اليوم ستة وعشرين يعني غداً سبعة وعشرين حينئذٍ هذه الليلة الأغلب أنها ليلة القدر المفروض كلنا من العشر الأواخر نسهر لكن هذه الليلة بالذات ليلة السابع والعشرون خير من ألف شهر يعني خير من ثلاث وثمانين سنة عبادة قيام ليلها وصيام نهارها. ماذا لو أنك عبدت الله عز وجل ثلاث وثمانين سنة لم تغضبه ولم تعصه يوماً وتقوم الليل وتصوم النهار ماذا تكون حسناتك؟ بلا حساب. هذه الليلة في كل عام تضيف إلى رصيد حسناتك هذا المقدار الجديد، رصيد كامل كل سنة تضيف إلى حسناتك عبادة ثلاث وثمانين سنة يعني لو صمت رمضان عشر مرات ثمانمائة وثلاثين سنة إذا عشرين سنة صمت رمضان بألف وستمائة سنة إحسبها.
حينئذٍ هنا أنت متأكد بالمائة مائة سوف تأتي حسناتك أكثر من سيئاتك بهذه الليلة لأنها خير من ألف شهر نحن حسبناها بألف شهر هي خير من ألف شهر. ولهذا والله الخسارة العظمى أنك تنام هذه الليلة! هذه علاج حسناتك وسيئاتك ومستقبلك هذه الليلة من ساعة ما تصلي العشاء إلى الفجر هي ضمانتك إذا سهرتها فقد أضاف الله إلى رصيدك رصيد ثلاث وثمانين سنة يا رجل حسنات فأنت ناجٍ بحول الله بالمائة مائة من غير تبجّح.
حينئذٍ عليك أن تعلم بأن من فاتته هذه الليلة يبقى في خطر ربما تأتي سيئاتك أكثر من حسناتك وتحاسب حساباً شديداً. إذا أردت أن تدخل الجنة دخول الملوك وبلا حساب وفي الدرجات العالية لأن حسناتك عظيمة أضيف إليها في كل عام عبادة ثلاث وثمانين سنة يعني ألف شهر قيام ليلها وصيام نهارها وبدون معصية، من الذي يقضي شهراً واحداً بدون معصية؟! بل من الذي يمر عليه يوم واحد بدون معصية؟! شوية غيبة، شوية حسد شوية نقاش إلى آخره. أنت بهذه الليلة فائز، أصحاب هذه الليلة فائزون لا محالة لست فائز فوزاً سهلاً فوزاً عظيماً (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة).
حينئذٍ على كل من يريد الفوز يوم القيامة وأن يكون في الدرجات العلا من السابقين السابقين فعليه بهذه الليلة وهذه من أعظم كرم الله على عباده ومن نفحات الله على عباده “وإن لله نفحات فتعرضوا لها” وهذه من أعظم نفحات الله بهذه الليلة أربع خمس ساعات من صلاة العشاء إلى الفجر يعطيك الله كل هذا العطاء الهائل (خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) القدر) الألف شهر فهمناها، والخير كم؟ يمكن أربع خمس أضعاف لأن عطاء الملوك هكذا، عطاء الملوك الفضل أعظم من الأجر (ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ (70) النساء) أعظم من أجرك، إذاً عليكم بهذه الليلة المباركة إغتنموها لكي تضمنوا أنكم أولاً بدون حساب ثانياً أنتم في الدرجات العالية لرفعة رصيدكم من الدرجات بهذه الليلة فاسهروها واجعلوها هي وسيلتكم إلى الله سبحانه وتعالى والله قال (وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ (35) المائدة) وهذه من أعظم الوسائل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.