تأملات تدبرية

(الواحد القهار) في القرآن الكريم

(الواحد القهار) في القرآن الكريم
إعداد موقع إسلاميات

ورد (الواحد القهار) مقترنين في ستة مواضع في القرآن الكريم، في مجموعتين من ثلاث سور متتالية في النصف الأول من المصحف وثلاث سور متتالية في النصف الثاني منه.

في النصف الأول من المصحف:
(أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٣٩ يوسف﴾)
(قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿١٦ الرعد﴾)
(وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿٤٨ ابراهيم﴾)

في النصف الثاني من المصحف:
(قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٦٥ ص﴾)
(سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٤ الزمر﴾)
(لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦ غافر﴾)

معاني اسم الواحد والقهار
الواحد ورد في القرآن الكريم (22 مرة) والواحد هو الذي لا شريك له ولا عديل. وقال الخطابي الواحد الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر.
القهار هو الذي يدبّر خلقه بما يريد فلا يستطيع أحد ردّ تدبيره والخروج من تحت قهره وتقديره. والقهار الذي قهر الجبابرة من عُتاة خلقه بالعقوبة وقهر الخلق كلهم بالموت (الخطابي) والقهار الذي يقهر ولا يُقهَر.

اقتران اسم الواحد والقهّار:
اقترن اسم الواحد واسم القهار في القرآن كما سبق في ستة مواضع في القرآن الكريم وورد الاسمين (الواحد القهار) مقترنين في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تضوّر من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار.
والسر في اقتران الاسمين الواحد القهار – والله أعلم – أن من موجبات اسمه الواحد أن يكون قاهرًا قهارًا غالبًا لكل شيء. يقول الشيخ السعدي: “القهر ملازم للوحدة، فلا يكون اثنان قهارات متساويين في قهرهما أبدًا، فالذي يقهر جميع الأشياء هو الواحد الذي لا نظير له، وهو الذي يستحق أن يُعبد وحده كما كان قاهرًا وحده”.
كما يشير هذا الاقتران إلى معنى بديع وهو أن الغلبة والإذلال من ملوك الدنيا إنما يكون بأعوانهم وجندهم وعُددهم والله تعالى يقهر كل الخلق وهو واحد أحد فرد صمد مستغنٍ عن الظهير والمعين سبحانه.
(من كتاب: الأسماء الحسنى – تصنيفًا ومعنى)

مقاصد السور: د. محمد الربيعة
سورة يوسف تركز على الوعد بالتمكين بعد الابتلاء المبين من خلال عرض قصة يوسف ويعقوب وصبرهما الجميل المؤدي لمنّة الله لهما بالتمكين. تثبيتاً ووعداً للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين المطاردين معه. ولهذا جاء في ختامها قوله (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا)

سورة الرعد تركز على بيان حقيقة القوة والقدرة الإلهية ومظاهرها من خلال عرض الآيات الكونية ودقة تصريف الله لها، إثباتاً لما أنزل الله من الحق وما وعد به أولياءه وتوعد به أعداءه، مع بيان سنة الله في التغيير والتبديل.

سورة إبراهيم تركز على بيان وظيفة الرسل وحرصهم على إخراج الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد في مقابل مكر الكافرين وعاقبتهم. تأكيداً وتثبيتاً للنبي صلى الله عليه وسلم، وتوعداً للظالمين. ولذلك تكررت فيها ذكر الرسل، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.

سورة ص تركز على المخاصمة بالباطل وعاقبتها من خلال عرض مخاصمة المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم وتهديدهم بالعذاب

وسورة الزمر سورة التوحيد الخالص لله تعالى من خلال عرض آيات الله الباعثة على توحيده

وسورة غافر تركز على قضية معالجة المجادلين في آيات الله من خلال محاورتهم ودعوتهم للرجوع للحق وتعريضهم للتوبة وتخويفهم من العقاب، مع عرض الأسباب والآيات الباعثة على الإيمان والمخوفة من الكفر والنكران.

الواحد القهار