برنامج التفسير المباشر

برنامج التفسير المباشر 1433هـ – سورة المدثر

اسلاميات

الحلقة 168

ضيف البرنامج في حلقته رقم (168) يوم الجمعة 15 رمضان 1433هـ هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور زيد عمر العيص ، أستاذ التفسير بجامعة الملك سعود .

وموضوع الحلقة هو :

علوم سورة المدثر .

*****************

د. الشهري: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. حيّاكم الله أيها الإخوة المشاهدون الكرام في هذه الحلقة القرآنية التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها عوناً لنا على فهم كتابه وتدبره. أرحب بكم أيها الإخوة في مستهل هذا اللقاء وسيكون حديثنا بإذن الله تعالى عن سورة المدّثر. وأحرب باسمكم جميعاً في بداية هذا اللقاء بضيفي فضيلة الأستاذ الدكتور زيد عمر العيص، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود، حيّاكم الله يا دكتور زيد.

د. زيد: حياكم الله وحيّا الله المشاهدين الكرام

د. الشهري: أهلاً وسهلاً لك. سورة المدثر هي يبدو من أقدم السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وبالأمس كنا نتحدث مع ضيفنا الدكتور محمد بن سريع السريع عن سورة المزمل واليوم سورة المدثر لعلنا نتحدث خلال حديثنا أيهما أسبق بالنزول؟. بداية نبدأ باسم السورة

د. زيد: بسم الله، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام الله على المشاهدين الكرام وعليك. سورة المدثر أولاً لم تُعرف بغير هذا الاسم عند أهل الفن أما في تاريخ نزولها كلام طويل لكن الراجح والله أعلم من مجموع الروايات أنها ثاني سورة نزلت. السورة الأولى هي سورة اِقرأ التي نُبئ بها النبي صلى الله عليه وسلم وكان أول لقاء بينه وبين جبريل عليه السلام من خلال هذه السورة ثم نزلت بعد ذلك سورة المدثر. لكني أود أن أسترعي انتباه المشاهدين الكرام إلى قضية غاية الأهمية وهي حينما نقول أن هذه السورة نزلت في كذا ونزلت في سنة كذا إنما لا نريد السورة كلها في الغالب يراد بذلك مطلعها ولكن السورة نزلت متفرقة، عامة سورة القرآن نزلت على دفعات. فهذه السورة كغيرها من السور، بداية نزولها كان بعد  يمكن القول أنها نزلت في أواخر ذي القعدة هذا توجيه الطاهر بن عاشور هذا المحقق رحمه الله رحمة واسعة حيث قال أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل الوحي عليه في رمضان ثم الرواية التي تقول إن كفار قريش قد اجتمعوا وأن الناس قادمون عليكم في الموسم القريب فماذا أنتم قائلون لهم؟ فواضح أن اجتماهم كان قبل الحج فربما كان في ذي القعدة إذا أضفنا إلى هذه الفترة فترة فتور الوحي وهي عبارة عن أسابيع قليلة جداً فيكون نزول هذه السورة بعد سورة العلق التي نتكلم عن مطلعها فقط. وهذه أول سورة فيها الأمر بالتبليغ والقيام بأمر الدعوة والإنذار

د. الشهري: ويكون الحديث الذي ذكر عن جابر رضي الله عنه أنها هي أول سورة نزلت مطلقاً يعني نزلت في الدعوة.

د. زيد: نعم، الحديث في البخاري صحيح

د. الشهري: ما هو موضوع سورة المدثر الذي تدور عليه آياتها؟

د. زيد: موضوعها هو الأمر بالقيام بالدعوة للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل من جاء بعده من أمته ممن هو أهل لذلك. هي نقطة الانطلاق، الأمر بالانطلاق والأمر بالقيام (قُمْ فَأَنذِرْ) يا أيها المدثر قُم. والمدثر هنا ليس لزاماً أن يراد بها ذاك المعنى الحقيقي، صحيح حصل منه تدثر وحصل منه تزمّل في لحظة ما لكن لا يفهم أن السورة نزلت عليه وهو مدّثر إنما تلبس بهذا الوصف فصار مدّثراً والمدّثر هو المتغطي لكن هنا الآية هذه تشير إلى المتغطي بالدثار لكنها في حقيقة الأمر لها أبعاد نحن نقف مع دلالات الآيات ونفتح المجال لهداياتها. هذه دعوة لكل مدّثر بماله وعياله وصحته وراحته وانشغاله يتدثر الإنسان بها فتحول بينه وبين القيام بالدعوة. فهو نداء للجميع لكل هؤلاء: قُم يا أيها المدثر بهذه الأثقال قُم فأنذر

د. الشهري: هذه بداية ممتازة جداً. دعنا نتوقف مع أبرز هدايات السورة طالما تتحدث عن الإنذار وأنها هي أول سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وكلفته بالقيام بأعباء الدعوة للغير مطلقاً

د. زيد: السورة مرتبة ترتيباً دقيقاً: أمرٌ بالإنذار يتبعه أمرٌ بالصبر يتبعه كذلك الحرص على نقاء السريرة ثم بعد ذلك الاستعداد لمواجهة الأعداء ثم تحذير هؤلاء الأعداء وتخويفهم ثم بعد ذلك يظهر مشهدان مشهد أهل النار ومشهد أهل الجنة فهذه السورة لخصت القصة من أولها إلى آخرها منذ أن قال أول كلمة (قُم) إلى أن استقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.

د. الشهري: منهج متكامل

د. زيد: سورة متكاملة جداً من أولها إلى آخرها مقدمة ثم في وسطها بيان للوسائل والعقبات والمساعِدات ثم بعد ذلك الخاتمة بالجنة أو بالنار

د. الشهري: نأخذها واحدة واحدة

د. زيد: الأول (قُمْ فَأَنذِرْ)

د. الشهري: هذه أول واحدة

د. زيد: بدأت بالإنذار والإنذار عام هنا ما قال له أنذر فلاناً أو أنذِر بكذا. فهي مطلقة وذاك يعني أن الإنذار لكل من يتأتى إنذاره. يعني ذلك من أول يوم ظهرت عالمية هذا الدين من أول كلمة ما قال قم أنذر قومك، جاءت في مكان آخر (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) الشعراء) فيما بعد لكن أول لفظ أُشعر النبي صلى الله عليه وسلم أن دعوتك عالمية (قُمْ فَأَنذِرْ) والإنذار هنا مقدم على البشارة

د. الشهري: لماذا لم يذكر البشارة هنا؟

د. زيد: الحقيقة هنا  الناس غافلون والناس كفار والناس تائهون نائمون فيحتاجون إلى شيء يوقظهم ولا يوقظ في هذا المقام إلا الإنذار. الإنذار يعني مواجهة الناس وهي تحتاج إلى صبر (قُمْ فَأَنذِرْ) فكان لا بد من الصبر ولكن قبل الصبر هنا لا بد أن يستحضر النبي أو صاحب الدعوة أياً كان يستحضر عظمة الله وهو يدعو (قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)) ليس المراد هنا المعنى الدقيق الحقيقي أن يقول الله أكبر، لا، إنما استحضِر أن الله أكبر من كل ما تجده في طريقك من معوقات ولهذا في اللحظة الأولى يا محمد صلى الله عليه وسلم أنذِر وأنت تستحضر عظمة الله وهذا يدفع على القوة واستحقار كل ما دون الله سبحانه وتعالى

د. الشهري: حتى في الصيغة (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) بتقديم المفعول به إشارة إلى أنه ليس هناك أكبر منه سبحانه وتعالى

د. زيد: نعم، يعني لا تستحضر عظمة أعظم من الله سبحانه وتعالى هذه لا بد منها للداعية لو أن النبي صلى الله عليه وسلم واجه الناس وهو يحسب لهم حساباً ويزن لهم وزناً ويخشى منهم ربما أثّر ذلك في الدعوة. اِنطلِق وهذا كان منهج الدعاة. العزّ بن عبد السلام حين قابل أحد المماليك في مصر واجهه تلك المواجهة المشهورة جداً فلما انتهوا قالوا له: نحن تعجبنا من موقفك كنت عظيماً قوياً مستعلياً قال استحضرت عظمة الله فهان أمامي. رأيته كأنه بعوضة. اسحضار عظمة الله أمام الخصم لا يصبح الخصم شيئاً. هذه أول كلمة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد قم فأنذر قال (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)

د. الشهري: إذن هذا هو المقصود بتكبير الله سبحانه وتعالى وليس مجرد اللفظ الله أكبر

د. زيد: استحضار أن الله أكبر من كل شيء تجده في طريقك

د. الشهري: ثم قال (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) وهنا أسئلة تأتي ما المقصود بـ (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)

د. زيد: هنا الداعية لا يمكن أن يدعو الناس إلى الله سبحانه وتعالى ويكون فيه خلل، لتبدأ بنفسك. وطهارة الثياب عند العرب لها معاني عديدة منها الطهارة الحسية ومنها الطهارة المعنوية الصفاء والنقاء والاخلاص  فالنفس لأن فاقد الشيء لا يعطيه فالمراد بتطهير الثياب هنا تطهير النفس وأيضاً تطهير الثوب

د. الشهري: وقد أُمرنا بهذا وهذا في أحاديث كثيرة.

د. زيد: نعم، كلاهما مطلوب

د. الشهري: ثم قال (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) وهذه كلها يبدو من مقومات الداعية

د. زيد: نعم صحيح، هجر الشرك بكل صوره والمفاسد بكل صورها والابتعاد عنها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يبني، صارت مرتبة: قُم أنذِر مستحضرا عظمة الله تعالى مستحضراً وجوب أن تكون نفسك صافية نقية وتكون متجنباً كل صورة الضلال والفساد. تصور داعية بهذه الصورة. بعد ذلك قال له استعن بالله (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) من نادى في البشرية بهذا النداء لا بد أن يجد من يقف في وجهه، فاصبر من أجل الله (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) كأن الصبر لا يكون إلا من أجل الله وهو الذي يُقبل الصبر الذي من أجل الله هو الذي يدوم وهو الذي يُقدم عليه الانسان وهو منشرح الصدر

د. الشهري: الله أكبر. كنا نتحدث أمس في سورة المزمل فكان ذكر الدكتور محمد أن سورة المزمل يمكن أن نقول أن موضوعها الأساسي هو زاد الداعية وهنا سورة المدثر ليست بعيدة عنها

د. زيد: صحيح هي هذه تلتقي مع تلك

د. الشهري: ولعل هذا من أوجه التناسب بين السورتين

د. زيد: متكاملات ولذلك حتى في القرآن جاءت متتالية

د. الشهري: ثم بعد ذلك يقول (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) كأنه ينتقل

د. زيد: هنا جاء دور التخويف وكأن القرآن الكريم يكشف عن مشهد مخيف

د. الشهري: وهو مناسب للإنذار

د. زيد: نعم، عاقبة الإنذار تتحقق وهو يُنقر في الناقور. وهذا تردد في القرآن كثيراً وهو الصيحة (ونفخ في الصور) لكن هنا الناقور أشد وقعاً على النفس من كلمة الصور لأن النقر فيه قرع بشدّة والسورة كلها تلاحظ فيها قوة هكذا ضرب، كأن فيها ضرب (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ)

د. الشهري: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) هي فإذا نفخ في الصور

د. زيد: نعم نفس المعنى. هنا استحضار مشهد رهيب ومهيب سيكون هذا المشهد بداية لإنذار الناس وتخويف الناس حين ينذرون هذه عاقبة الانذار بعد ذلك هناك ناقور ثم هناك حساب ثم هناك جنة ونار

د. الشهري: ثم قال (فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)) يشير إلى يوم القيامة

د. زيد: نود هنا حتى ما نقف عند الجزئيات قد لا يتسع لها الوقت كثيراً. نعود إلى هذه السلسلة المنطقية المتناسبة: أمره بالانذار ثم أمره بعد ذلك باستحضار عظمة الله ثم تطهير النفس وباجتناب كل ما يسيء إلى شخصه وإلى دينه ثم بعد ذلك ذكر بأن هناك حساباً وعذاباً ثم بعد ذلك عرض أنموذجاً ممن يعترضون على هذا الدين. المعترضون كثيرون لكن القرآن الكريم قدّم لنا أنموذجاً من هؤلاء وهو الوليد بن المغيرة في قصته المشهورة وذلك في سبب نزول كما لا يخفى عليكم أن كفار قريش اجتمعوا لمناقشة أمر النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة حين اقترب موسم الحج والقصة معروفة لدى المشاهدين الكرام. اِستقر رأيهم على أن يقولوا إنه سحر وهذا الذي ذكره لهم الوليد بن المغيرة. الله سبحانه وتعالى هنا يتحدث عن الوليد ليكون رمزاً للمعارضين والطغاة والمتجبرين في كل زمان ومكان. ولعل هذا الاجتماع يتكرر، خلايا الأزمة، فريق العمل في كل مكان جتماعات، في كل مكان، أينما يظهر هذا الدين تظهر اجتماعات للمكر بهذا الدين والله سبحانه وتعالى يأبى أن يُمكر لدينه حتى يبطش بالماكرين لأن الطريق أمام الدين ليست ممهدة. هذا الاجتماع وحصل بعده ملايين الاجتماعات واستمر الدين وانتصر الدين. هذا أول واحد من الاجتماعات احتاروا ماذا يقولون كما هو الحال يحتارون ماذا يقولون من أهل الدعوة وأهل الخير يبحثون عن جواب يقنع الرأي العام من أول يوم الرأي العام له وزنه لأن القضية هذه وهذا الدين له مكانة في نفوس الرأي العام حتى من الخصوم أحياناً لا يقتنعون بما يقال ولهذا احتار كفار قريش ماذا نقول: كاذب؟ والله عمره ما كذب، مجنون؟ والله هو أعقل الناس، ما وجدوا شيئاً فقالوا أخيراً نقول سحر يمكن أن يصير هناك نوع من الضبابية على الناس أما الكذب لا تمشي لأنه لا يكذب، صعب الآن تأتي بداعية كبير وأعداؤه يقولون فلان يسرق! ابحث عن شيء آخر غير السرقة! كفار قريش كانوا يستحضرون لأن الموجه لهم واحد وهو ابليس. ابليس حضر ذلك الاجتماع ويحضر بعد ذلك كل الاجتماعات إلى يوم القيامة.

د. الشهري: وهناك نقطة مهم ظهرت لي من كلامك في قوله (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) إشارة إلى أن الداعية ينبغي أن يكون نقي الثوب طاهراً لا يمكن أن تدعو الناس إلى الإخلاص وإلى الأمانة وأنت تسرق أو أنت تأكل الحرام ونحو ذلك حتى لا يجد هؤلاء المعترضون ما يطعنون به عليك

د. زيد: وهذا يدل عليه كلام زعماء قريش ما وجدوا شيئاً على ذات الرسول صلى الله عليه وسلم حاولوا أن يجدوا فيه شيئاً ما وجدوا فذهبوا للدعوة ما وجدوا في الدعوة شيئاً أيضاً فهي تدعو لمكارم الأخلاق وتدعو للخير والصلاح قالوا إذن نقول سحر

د. الشهري: دعنا نتوقف مع التهم التي ذكروها في قوله (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) قلت أن المقصود به الوليد بن المغيرة

د. زيد: الغالب أنه هو

د. الشهري: الوليد بن المغيرة هو والد خالد بن الوليد

د. زيد: سبحان الله! يخرج الحيّ من الميت.

د. الشهري: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴿١١﴾ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ﴿١٢﴾وَبَنِينَ شُهُودًا ﴿١٣﴾) يقال أنه كان لديه عشرة من الأبناء

د. زيد: أحياناً يحصل مبالغات في شخصيته لتتناسب مع هذا الكلام. إنما باخصار شديد الله تعالى يقول لنبيه اِمض في دعوتك ودع عنك المتربصين والمعارضين فإن شأنهم لي. (ذرني) أنا سأبطش بهم بطريقتي سبحانه وتعالى حتى لا يحمل همهم ويشعر أنهم عقبة في طريق دعوته

د. الشهري: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الحجر)

د. زيد: دعهم لي، (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) الحديث عنه لكنه يشمل كل الناس كل من وقف بوجه الدعوة ومكر وخطط وحاول أن يصنع عقبات في وجه الدعوة قال (ذرني) سواء كان يعتمد على ماله أو أولاده أو على النفير سواء كان معه مال أو جاه أو نفير هذه تتكرر أصلاً هي تمثلت أول ما تمثلت في الوليد كان صاحب وجاه وكان صاحب مال وربما كان صاحب أولاد أو عزوة من أهله وعشيرته وهذه كلها تتكرر في كل زمان ومكان فقال الله تعالى ذرني وهؤلاء الذين يوظفون هذه الإمكانات إمكانات المال والجاه والسلطان والقوة والعدد يوظفونها بوجه الدعوة دعك منهم (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) هذا تهديد رهيب لهؤلاء (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) هي لها عدة معاني لكن من المعاني التي أستحضرها هنا كأن الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه ذرني أنا وإياه فقط- أستخدم عبارة أستغفر الله منها – كأن الله يقول ذرني أنا وإياه في الحلبة فقط ليس هناك غيرنا ليرى

د. الشهري: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) يذكره بأصل خلقته أنه قد خلقه وحيداً لا مال له ولا ولد

د. زيد: هذا أحد المعاني ولكني أرى المعنى الأول أقوى

د. الشهري: يلاحظ في وصف الله سبحانه وتعالى لموقف الوليد بن المغيرة من هذا الموضوع أنه قد وجد عناء ووجد مشقة في الوصول إلى التهمة المناسبة للنبي صلى الله عليه وسلم هل هو كاذب هل هو شاعر هل هو ساحر وبدأ يفكر

د. زيد: بذل جهداً كبيراً

د. الشهري: (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ﴿١٨﴾ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴿١٩﴾ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴿٢٠﴾ ثُمَّ نَظَرَ ﴿٢١﴾ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ﴿٢٢﴾ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ﴿٢٣﴾)

د. زيد: هذه الآيات وقف عندها بعض المفسرين وأطالوا النفس فيها فذكروا وصفاً عجيباً لكن لا يتسع له الوقت إنما حسبنا أن الرجل كان في ورطة وكان في مشقة عجيبة كيف يخرج للناس وماذا يقول للناس؟ بذل جهداً كبيراً واستخدم كل طاقاته وكل إمكاناته من أجل الوصول إلى خلاصة تقنع الطرف الآخر وهو نفسه غير مقتنع فيها

د. الشهري: ثم بعد أن ذكر هذا خلص إلى النهاية أنه سحر فقال (إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ)

د. زيد: هذا الشيء الذي استطاعوا أن يقولوه لأنه جاءهم بشيء لا يعهدونه وجاءهم بشيء يترك أثراً عجيباً في النفوس هم لم يستحضروا الإيمان فقالوا لا بد أن يكون هناك سحر وغاب عنهم أنه الإيمان وليس السحر لأنه فرق بين المرء وزوجه وفتن كمال يقولون الأبناء عن آبائهم، قالوا الذي نعرفه نحن الذي نؤثره في ماضينا أنه لا يصنع هذا الصنيع إلا السحر، إذن هو سحر.

د. الشهري: ثم ينتقل الحديث عن جهنم كأنه يتحدث عن الوعيد

د. زيد: لا بد من تخويفهم ولا بد من حصرهم بين موقفين رهيبين موقف النقر في الناقور ثم ذكر هؤلاء ثم ذكر بعد ذلك النهاية. تحدث عن جهنم بأوصاف عجيبة ومخيفة في هذا المقام أن هذا وكل من على شاكلته وكل من سلك مسلكه وكل من قلده في موقفه من الاسلام سيكون هذا مصيره

د. الشهري: لاحظ أن هذا كما ذكرت أن هذه السورة من أوائل السور التي نزلت تكاد تكون ثاني سورة وهذا هو أول وصف لجهنم بهذا التفصيل طبعاً جاء بعد ذلك توصيف كثير لها في القرآن الكريم لكن هذا أنا أتصور كيف كان وقعه على المشركين؟!. لو نتوقف عند هذه الآيات (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) لماذا سقر؟

د. زيد: هذا إشارة إلى عمقها أنها عميقة جداً وأنها دركات وأنها شديدة الحرارة

د. الشهري: وفي قوله أيضاً (لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ)

د. زيد: تجمع الناس وتسوقهم وتضم كل من يستحق هذا الأمر. لاحظ هنا قوة العبارة سقر، لواحة للبشر، لاحظ الراء أيضاً قوية عكس الهمزة أو الياء قوية فكأنها قرع تقرع الناس وهذا أسلوب القرآن المكي الوعظ فيه بإسلوبه إضافة إلى ما تضمنه من معاني. حتى نلملم الحديث بعد أن تكلم القرآن عن جهنم هنا هذا الوصف الدقيق والذي أثار بعض الاستفسارات عندما قال (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) وهذه التسعة عشر نحن لا نقف عندها لأنها أمر علم غيب نحن على يقين أن هذا الرقم مخيف،هل هو تسعة عشر ملكاً؟ تسعة عشر نوعاً؟ هذا لا يعنينا نحن نأخذ الأمر برمّته، هذه جهنم المخيفة الرهيبة التي يتكلم عنها القرآن بعشرات السور نحن على يقين أنه يقوم عليها خَزَنةٌ غاية في القوة شداد يناسبون وصفها الذي ذكره القرآن الكرم فالتسعة عشر هؤلاء لا نقف عندهم

د. الشهري: طبعاً أبو جهل سخر من هذا الرقم

د. زيد: سخر منها هو وغيره كما ورد وقال أنا أكفيكم عرة وأنتم تكفوني تسعة! هذا الفهم الساذج. لا نريد أن نقع نحن فيه ونقول كيف تسعة عشر لجهنم كلها؟! جاء الرقم هذا في سياق الحديث عن النار نأخذها جملة هكذا لكن المهم في ذلك ليس المهم هذا، المهم في الحقيقة الأسباب التي أوجبت دخول هؤلاء للنار، أنا لا أقف لماذا قال سقر وتسعة عشر هذه واضحة جداً سياقها يفسرها لنا إنما الذي يهمني (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) هذه التي تهم المشاهد الكريم

د. الشهري: نأخذ هذه الأسباب لكن بعد هذا الفاصل. فاصل نعرض فيه سؤال الحلقة ثم نعود لمواصلة حديثنا بإذن الله تعالى

——————————

فاصل – سؤال الحلقة:

السؤال الخامس عشر

قوله تعالى (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ (٥١)) ما هو معنى كلمة (قَسْوَرَةٍ)؟

1- الليل.

2- الأسد.

3- الموت.

——————-

د. الشهري: حيّاكم الله أيها الإخوة المشاهدون مرة أخرى، ما زال حديثنا متصلاً عن سورة المدثر مع ضيفنا الأستاذ الدكتور زيد بن عمر العيص أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود بالرياض، حياكم الله يا دكتور زيد مرة أخرى.

د. زيد: الله يحييك.

د. الشهري: نواصل حديثنا حول قوله تعالى (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢)) وهذه جاءت عند الحديث عن أهل جهنم أليس كذلك أهل النار؟

د. زيد: جاء الحديث تقريباً مختصراً في وصف جهنم.

د. الشهري: قال (لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (٣٧)).

د. زيد: ثم بعد ذلك بيّن ما يعنينا نحن المكلّفين قال (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢)).

د. الشهري: يعني ما الذي كان سبباً في دخولكم إلى جهنم؟

د. زيد: ونقف هنا عند مسألة أن هذا اعتراف من أهل النار وليس حديثاً على لسانهم هذا فيه تأكيد.

د. الشهري: أنهم دخلوها بسبب.

د. زيد: قال (مَا سَلَكَكُمْ) فسألناهم نحن ما قلنا على لسانهم فذكروا أربعة من الأسباب وهي والله تستحق أن نقف عندها. أولها (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣)) فالصلاة هي السبب الأول في دخول جهنم أي لم نكن نعبد الله تعالى في ذاته، الصلاة هي عبادة الله في ذاته وهي أول ما يُسأل عنه المرء (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣)). الثانية (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤)) لم يعبدوا الله في خلقه. الإنسان المسلم يعبد الله في ذاته ويعبد الله في خلقه.

د. الشهري: يعني بالإحسان إليهم.

د. زيد: نعم، هذا معنى مهم الحقيقة فمن يعبد الله في ذاته لا بد أن يعبد الله في خلقه هذا الأصل لأنه عبادتان متكافئتان أو متوازنتان يكمل بعضهم بعضاً فهؤلاء ليس فيهم خير لا لأنفسهم وليس فيهم خير لغيرهم، ليس فيهم لا خير لازم ولا خير متعدي إذاً لا خير فيهم فالنار أولى بهم.

د. الشهري: أعوذ بالله وسبحان الله مع أن هذا كان في أول الإسلام يا دكتور الحديث عن الصلاة.

د. زيد: هذه نقطة مهمة أحسنت في أول الإسلام.

د. الشهري: لعلنا نناقش هذا نأخذ اتصالاً لو سمحت يا دكتور الأخت زهرة من الإمارات تفضلي يا زهرة.

زهرة من الإمارات: سؤال في سورة يوسف لما يوسف عليه السلام إخوانه جاءوا عنده على أساس أن يعطيهم بضاعة أو شيء فهو قال لهم (ائتوني بأخ لكم من أبيكم) لماذا قال لهم بمعنى هو سألهم يعني طلب منهم إنهم يأتون بأخ لهم من أبيهم لماذا هم ما شكوا إن هذا يوسف أو كيف سألهم هذا السؤال؟

د. الشهري: إذاً أخذنا سببين الآن الذي هو (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤)).

د. زيد: يعني لم يكن فيه لا خير لنفسه ولا خير لخلق الله سبحانه وتعالى.

د. الشهري: هل هذا فيه إشارة يا دكتور زيد إلى أن الصلاة كانت في ذلك الوقت قد شُرِعت؟

د. زيد: الحقيقة هنا تأتي مسألة التي ذكرتها قبل قليل وهي نزول السورة نزلت على تتابع.

د. الشهري: يعني قد يكون صدرها أولها نزل ثم وسطها.

د. زيد: وسطها تأخر قليلاً وهذا من وسطها الذي تأخر قليلاً.

د. الشهري: أنت ذكرت أنهم ذكروا أربع أشياء هذه اثنين الآن (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤)).

د. زيد: وأنا أود أن ألفت انتباه المشاهدين الكرام وهم أهل لذلك إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل من أسباب دخول جهنم عدم عمل الخير، عدم إطعام المساكين، فإطعام المسكين ليس مجرد مكرُمة من الناس وتفضلاً وعملاً تكميلياً يكمل الإنسان به دينه ويزين به دينه بل هو

د. الشهري: ركيزة أساسية.

د. زيد: حاجز بينه وبين النار ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم «اتقوا النار ولو بشق تمرة» يعني إطعام المسكين والقيام على المساكين وأهل الخير والمحتاجين هذا سبب من أسباب النجاة من النار. أما السبب الآخر فهو خطير.

د. الشهري: الثالث.

د. زيد: الثالث قال (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥)) ما أصل الخوض؟ أصل الخوض النزول في الماء والسير فيه دونما تنسيق وتنظيم يعني يتخبّط لاحظ واحد يمشي في ماء فرق بين من يمشي في الماء ومن يمشي على البرّ، الذي يمشي على البرّ تكون مشيته متزنة مرتبة واضحة مستقيمة أليس كذلك؟

د. الشهري: بلى صحيح.

د. زيد: من يمشي في الماء عكسه تماماً.

د. الشهري: يتخوّض.

د. زيد: يخوض لأنه المشي في الماء صعب. استعير هذا المعنى لأولئك الذين يقولون في دين الله يقولون بما لا يعرفون ويقولون بالظنّ وبالتُهم وبإعمال العقل وبترداد التهم والظنون والشُبَه هذه صفة موجودة في مجتمعنا. الكل للأسف كثيرون إلا من رحم الله يخوضون مع الخائضين.

د. الشهري: دون علم.

د. زيد: إذا ذُكِر الإسلام الكل يتكلم، إذا ذُكِر أهل الخير تكلم الناس فيهم بما

د. الشهري: بالحق والباطل.

د. زيد: بالباطل وبالباطل! لأن أهل الخير لا يقال فيهم إلا باطلاً! فهذا الخوض يتنبه له الناس في مجلس، في ليالي رمضان، الناس تصوم في هذه الأيام الحارة جداً ثم بعد الإفطار يخوضون مع الخائضين والله خطير! القرآن كلام واضح جداً (وَكُنَّا نَخُوضُ) قال (مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥)) كلام دقيق والله نحن الحقيقة الناس تكلمت فتكلمنا نخوض مع الخائضين

د. الشهري: مع أنه قد حذّر (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) [الأنعام:68].

د. زيد: (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) [الأنعام:68] (إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ) [النساء:140] يعني أنتم منهم والله هذه الآية أنا أتمنى على المشاهدين الكرام أن يستحضروها (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥)) ربما يكون لا علم له وكما يقولون لا ناقة له ولا جمل في الموضوع فيتكلم الناس في أهل الخير فيشارك معهم، يتكلم الناس في الدعوة فيشارك معهم، يتكلم الناس عن الإسلام فيشارك معهم، فيجد نفسه في جهنم وربما يكون عَبَدَ الله وأطعم المسكين لكن توافر فيه سبب من أسباب دخول جهنم أي ليس شرطاً أن تجتمع الأسباب الأربعة.

د. الشهري: واحد منها يكفي.

د. زيد: وبالذات الخوض مع الخائضين! الناس تصلي والناس تطعم المسكين والناس تؤمن بيوم الدين لكن الناس تخوض مع الخائضين.

د. الشهري: قد يكون أيسر ما يكون على الناس.

د. زيد: كثير من المسلمين لا يوجد فيه إلا صفة واحدة من هذه الصفات وهي الخوض مع الخائضين لكن هذا الخوض يذهب بما قبله وبما بعده. هذه مسألة مهمة جداً الخوض مع الخائضين أيها الإخوة المشاهدون خطير جداً.

د. الشهري: ثم قال بعده (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦)).

د. زيد: يوم الحساب لأن الذي لا يستحضر يوم الحساب أصلاً لو لم يكن هناك يوم حساب وعقاب وجنة ونار ما فيه داعي لكل هذا الأمر. يعني ما الذي يدفع الناس أن تضع نصب عينيها أن هناك جنة وناراً؟ ولهذا السورة من بدايتها (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨)) تذكير بالجنة وتذكير بالنار.

د. الشهري: أستأذنك نأخذ سؤال من الأخ علي من الباحة تفضل يا علي.

الأخ علي من الباحة: استفسار من سورة يوسف الآية 30 (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ) هل في قضية يوسف عليه السلام مرتبطة هذه الآية مع الآية قبل ما يخرج من السجن إنهن متهمات مع امرأة العزيز بمراودته عن نفسه؟

د. الشهري: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ) تقول هي مرتبطة بالآية التي في.

الأخ علي: حينما أراد الخروج من السجن.

د. الشهري: (قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) تسأل عن وجه الارتباط بينها.

الأخ علي: نعم، جزاك الله خيراً.

د. الشهري: أبشِر، نعود يا شيخنا إلى سورة المدثر نختم ثم بعد الفاصل نجيب على الأسئلة إن شاء الله. نواصل حديثنا عن سورة المدثر الآن ذكر الله سبحانه وتعالى سبب دخول أهل النار إلى النار ذكر أربعة أسباب.

د. زيد: أربعة أسباب.

د. الشهري: ذكر منها أو قال (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣)) وقدّم الصلاة (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (٤٧)).

د. زيد: وهو الموت ساعة الحساب. ثم بعد ذلك جاء الحديث.

د. الشهري: قال (فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (٤٩)).

د. زيد: ثم تحدث هنا عن بعض أوصاف لهؤلاء الناس الكفار سواء هذه الأوصاف في الدنيا أو في الآخرة لكن غالباً تحمل على الدنيا كانوا ينفرون من الحق، ينفرون من الدعوة لا يأنسون بأهل الخير ولا بالدعوة.

د. الشهري: (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ (٥٠)).

د. زيد: تصور! هذا وصف عجيب.

د. الشهري: سبحان الله وهذا يكاد يكون مضطرداً في كل من يكره الدعوة ويُعرض عنها ويتثاقلها.

د. زيد: يعني أهل الشر ينفرون من الخير ومن الإسلام ومن القرآن كما تنفر الحمر من الأُسد في الغابة. وصف دقيق هذه عادة القرآن الكريم في أمثاله.

د. الشهري: والحمر هي الحمر الأهلية كما يقول المفسرون المستوحشة لأنها تفر المستوحشة تفر بسرعة.

د. زيد: وهي المتوقع من القسورة والقسورة هنا قيل الأسد وقيل الصياد وكلاهما صحيح تفر من الصياد أو تفر من الأسد. بعد ذلك حتى نختم الحديث السورة تضع قاعدة وهي قاعدة المسؤولية الفردية، التبعية الفردية.

د. الشهري: أي يظهر هذا في السورة؟ (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨)).

د. زيد: (لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (٣٧) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨)) هنا المسؤولية فردية بعد هذا العرض، بعد الإنذار، بعد التحذير، بعد التنبيه على الأسباب الموجِبة لدخول النار جاء الحديث والإعلان (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨)) أي كل شخص مسؤولٌ عن أعماله ويوم القيامة ستكون هذه النفوس مقيدة مثقلة بهذه الأعباء التي أدّت إلى دخول النار باستثناء المؤمنين،

د. الشهري: (إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩)).

د. زيد: (إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩)) أصحاب اليمين هؤلاء احتاطوا لأنفسهم لم يقدموا على الله وقد حملوا هذا العبء الكبير الذي وجدناه (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨)) يعني أسيرة.

د. الشهري: أسيرة مرهونة.

د. زيد: مرهونة، مسؤولة، محاسبة عن الكفر بالله وعدم إطعام المسكين، عن الخوض، عن ترك الصلاة، عن كذا، وكذا، وكذا، هذه الأحمال هذه الأوزار يحملون أوزارهم يوم القيامة كاملة ولكن أصحاب اليمين (فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ).

د. الشهري: (فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١)) يعني كما قال الله (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (٣٤)) [المطففين]). أستأذنك بأخذ سؤال من أحد الإخوة الأخ عبد الرحمن من الرياض.

الأخ عبد الرحمن من الرياض: أعتذر يا شيخ أود أن أرجع لسورة الجن. الضيف الكريم ذكر في سورة الجن إنه حقائق ذكر منها عدة عناصر منها التوحيد وعالمية الإسلام والدعوة وذكر أنه وضع الجن في موضعهم الصحيح  وذكر نقطة مهمة قال إن أكثرهم في النار أريد دليلاً على أن أكثر الجن في النار هذا أمر. الأمر الثاني: هل يدخل تحت مسمى الجن كل أنواع الجن؟ الأمر الثالث وهو الأخير قال إن الكفار من الجن هم الشياطين والعفاريت والأنواع الأخرى ما تدخل تحته؟

د. الشهري: حديثنا شيخنا حول سورة المدثر ثم نعود للأسئلة إن شاء الله ثم يقول الله سبحانه (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً (٥٢)).

د. زيد: يعني هذه حملها بعض العلماء في هذا المقام على الحسد وأن من أسباب كفر كفار قريش أنه لِمَ كانت الرسالة على محمد صلى الله عليه وسلم لماذا لا يكون نحن مثلاً؟ لماذا هذا القرآن نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي نشره للناس وأنذر الناس به؟ لمَ لا يكون فلان أو فلان لما لا أكون أنا؟

د. الشهري: (لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١)) [الزخرف].

د. زيد: وكل هذا الكلام يرد عليه قوله تعالى (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) يعني هذه من الإشارات التي تكشف لنا عن أسباب معاداة كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا من أبرز الأسباب لم يكونوا يكذبونه ويعرفون أنه ليس بساحر ولا بمجنون ولا بكاهن يعرفون كل هذه الأمور (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (٣٣)) [الأنعام] يعني حقيقة الأمر مسلّط على هذا القرآن.

د. الشهري: فتح الله عليك يا دكتور نأخذ الفاصل الأخير في هذه الحلقة، فاصل ثم نواصل أيها الإخوة حديثنا ونجيب على أسئلتكم إن شاء الله تعالى.

——————-

فاصل تعريف بنشاطات مركز تفسير

مطبوعات مركز تفسير – كتب علمية – أبحاث –

——————-

د. الشهري: حياكم الله أيها الإخوة المشاهدون مرة أخرى، ما زال حديثنا متصلاً عن سورة المدثر مع ضيفنا الأستاذ الدكتور زيد عمر العيص أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود. قبل أن نواصل حديثنا يا دكتور زيد ولعلي أستأذنك وأستأذن الإخوة المشاهدين نشاهد الفائز في مسابقة البرنامج.

الفائز في سؤال الأمس: تركي بن عبد الله الموسى من الرياض.

د. الشهري: نعود يا شيخنا إلى أسئلة الإخوان. الأخت زهرة من الإمارات تقول (قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ) هي تسأل تقول كيف عرف إنهم عندهم أصلاً أخ وكيف ما شكوا إنه يوسف؟.

د. زيد: السؤال جيد أنا أود أن أذكِّر بشيء هؤلاء جاءوا يطلبون مساعدة وهي تشبه ما نراه اليوم في عصرنا الحاضر من تقديم استمارة واستبانة بالحالة الاجتماعية لما يذهب واحد يطلب مساعدات.

د. الشهري: يقول كم عدد أفراد الأسرة؟

د. زيد: نعم يقدم قائمة استمارة يملأها فلما عرفهم يوسف عليه السلام عمل لهم الاستبانة هذه بذكائه وبوحي من الله أنتم كم تحتاجون؟ تحتاجون كذا نحتاج كذا يكفيكم كذا لا ما يكفينا كذا أنتم أين تسكنون؟ والله نحن كذا أنتم كم عددكم؟ نحن عددنا كذا وعندنا أب، عندكم إخوان؟ فأثناء استدراجهم قالوا له عندنا أخ لنا آخر لكن من أبينا ما جاء معنا قال أنا أريد أن تثبتوا لي أنكم صادقون حتى أعطيكم كل ما تريدون لكن أريد دليلاً على صدقكم قالوا ما الدليل؟ قال أخوكم هذا الذي من أبيكم أحضروه لنا أنتم في الاستمارة كتبتم أن لكم أخ من أبيكم وإلا لا؟ قالوا نعم، قال أحضروه حتى أتأكد من صدقكم.

د. الشهري: في المرة القادمة.

د. زيد: نعم، هذا الجواب.

د. الشهري: الأخ علي من الباحة سأل سؤالاً وقال في سورة يوسف أيضاً ذكر الله سبحانه وتعالى قصة النساء في أول السورة (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ) ثم لما أراد أن يخرج من السجن قال يوسف عليه السلام لمن جاءه (ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) فيسأل هو هل هذه الآيات مترابطة؟

د. زيد: نعم هو المراودة في البداية كانت من امرأة العزيز ثم لما حصل الذي حصل مكرت امرأة العزيز بالنساء اللآتي تكلمن بشأنها فجمعتهن ثم قالت (اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (٣١)) ثم بعد ذلك قال يوسف عليه السلام شعر أن المراودة وأن الرغبة فيه ستنتقل من امرأة العزيز إلى الحاضرات جميعاً ولهذا قال (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ).

د. الشهري: (وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (٣٣)).

د. زيد: فنسب الكيد إليهم وليس إليها هي (وإلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ) واضح أن الكيد صار جماعياً بعد أن كان فردياً (وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (٣٣)) فحصل الذي حصل. فبعد ذلك لما حصل الذي حصل قال (ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) ليكشف الحقيقة.

د. الشهري: وليبرئ نفسه.

د. زيد: وإلا كان بإمكانه أن يخرج لكن ما أراد أن يخرج بعفو من الرئيس من الملك من الأمير لأن لو خرج بعفو لظن الناس أنه خرج بعفو مع ثبوت التهمة. قال لا، أنا لن أخرج إلا بعد أن تظهر البراءة كاملة ولهذا قال (فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ) لماذا حصل هذا؟ فهذا يبين أن المكر كان من المجموع.

د. الشهري: الأخ عبد الرحمن من الرياض سأل وقال حول سورة الجن السؤال الأول أنك ذكرت يا دكتور أن أكثر الجن في النار.

د. زيد: والحقيقة هذا أمر هو أكثر المكلفين في النار الجن والإنس (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (١٠٣)) [يوسف] والآيات واضحة فنحن نعتقد أن أكثر المخلوقات في النار الإنس والجن.

د. الشهري: المكلّفين.

د. زيد: والدليل على ذلك انظر في عصرنا الحاضر كم نحن الآن؟ ستة مليار كم تطلع منهم إن شاء الله من المسلمين؟ هذا على مدى الزمن.

د. الشهري: التاريخ.

د. زيد: والكفر في الجن أثبت والتمرد فيهم أعتى، فسيدخل النار من الجن أكثر ما يدخل من الإنس فإذا كان أكثر الناس في النار فإن أكثر أكثر الجن في النار هذا واضح عموم الأدلة تؤكد هذا.

د. الشهري: وأيضاً الحديث عن الكثرة في القرآن الكثرة أنهم أهل ضلال (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (١٧)) [هود]، (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (١٣)) [سبأ] وإلى آخره. السؤال الثاني ذكر يقول أنت ذكرت أن الجن، العفاريت هل هؤلاء كلهم يسمون الجن؟

د. زيد: أولاً لا يخفى على المشاهدين الكرام أن كل ما استتر عنا من مخلوقات فهم جن ولهذا لغة الملائكة جنّ مستترون عنا أما مصطلح الجن فإنما يطلق على مخلوق بذاته معين ألا وهو الجانّ الذي تكلم عنه القرآن الكريم. هؤلاء أصناف كما قلنا منهم المؤمنون ومنهم الكافرون كفرة الجن هم الشياطين ومنهم المردة ومنهم العفاريت. قال العلماء المردة والعفاريت هم من تتوافر فيهم القوة بناء على (قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ) [النمل:39] الجنّ الراجح والله أعلم أن كافرهم هو إبليس وذريته.

د. الشهري: سؤاله الآخر يقول نفس الفكرة كفار من الجن يبدو أنه مترادف.

د. زيد: ذكرنا إجابة شاملة.

د. الشهري: هنا وأنا أريد أن نجيب عليه يا دكتور لأن الحقيقة أنا أجبت عنه وأنا أظن الأخت كانت معنا ثم ذهبت التي هي الأخت أم عزيزة من مكة سألتنا سؤالاً والحقيقة إنه من الأسئلة يا دكتور زيد التي ترتبط بسياقات الآيات وبلاغتها تقول في سورة الصافات -وطبعاً أجبنا عليه في حلقة كان معي الدكتور محمد الخضيري لكن يبدو أنها ما كانت تشاهد الحلقة اتصلت علينا مرة ثانية وقالت أجيبوا ثانية- فسألتني قالت في سورة الصافات الله سبحانه وتعالى ذكر قصة نوح وذكر قصة إبراهيم وذكر قصة موسى وذكر يونس وذكر لوط فكان يقول بعد قصة نوح قال (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (٧٩) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٠)) ثم ذكر قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال في آخرها (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٠٨) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (١٠٩)) ثم ذكر موسى فقال (سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (١٢٠) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٢١)) ثم لما جاءت قصة يونس وقصة لوط لم يقل فيها هذه اللفظة لم يقل “سلام على لوط في العالمين” تقول ما هي الحكمة؟ فهل تجيبها يا شيخ؟ وأيضاً أريد أن تعطينا توجيه يا دكتور لها وللإخوة مثل هذه الأسئلة هل هناك أجوبة قاطعة فيها أم هي مجرد اجتهادات من العلماء سواء المتقدمين أو المتأخرين؟

د. زيد: لا شك أن ليس هناك إجابات قاطعة إن صح التعبير إنما هي إشارات ظنية تظهر للمفسر بما فتح الله عليه من خلال التدبر والتأمل. فمثل هذه الأسئلة يصعب الإجابة عنها بعجالة لا بد أن تستعرض السورة كلها وينظر في حديث القرآن عن هؤلاء فلماذا قال هنا “سلام” ولم يقل هنا “سلام”.

د. الشهري: بالضبط طبعاً ظهرت لي أنا كنت أتأمل فيها وأريد أن أجيب على الأخت فنظرت في نوح عليه الصلاة والسلام وإبراهيم وموسى الذين قيل فيهم هذه الآية نظرت إلى أنهم كانوا هم أصحاب ذرية وذريتهم أنبياء نوح وإبراهيم وموسى أما لوط ويونس فلم يكن فيهم هذه الصفة. الأمر الثاني أن يونس عليه الصلاة والسلام قد عاتبه الله في القرآن الكريم في قوله (وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ) [القلم:48] فلم يقل هذا وتبقى كما تفضلت المسألة مسألة اجتهادية لكن الناس في الحقيقة الآن وهذه إيجابية يا دكتور زيد وهي الناس يتدبرون القرآن في رمضان ونحن تأتينا اتصالات كثيرة جداً لماذا ذكر الله كذا ما الفرق بين كذا وكذا وهذا لا شك أنه من ثمار التدبر والنظر والتأمل وهذا شيء إيجابي.

د. زيد: حتى لو لم يقف القارئ على جواب شاف كاف بالنسبة له فهو له أجر التدبر ثم ينبغي أن يصاحب هذا الأمر لذلك أنا قلت مرة إذا بقي وقت.

د. الشهري: انتهى الوقت لكن نختم بها.

د. زيد: بإيجاز شديد أقول ينبغي لكل قارئ للقرآن أن يكون له قضية مع القرآن يبحث عنها مثل هذه نظرة جيدة. واحد آخر يبحث عن دائماً المقابلة بين أهل النار وأهل الجنة، بين أهل الصلاح وأهل الفساد، دائماً واحد آخر يبحث عن الإضافة الإضافات إلى الله سبحانه وتعالى (عِبَادَ اللَّهِ)، (نَاقَةُ اللَّهِ)، (كِتَابَ اللَّهِ)، يبحث عن هذه الآيات يقف عندها، واحد آخر يعني يكون له قضية يعني لا يقرأ مجرد

د. الشهري: حتى تثمر قراءته

د. زيد: إي نعم وحتى تكون صلته بالقرآن وثيقة.

د. الشهري: أسأل الله أن يتقبل منا ومنك يا دكتور زيد. أيها الإخوة المشاهدون انتهى وقت هذه الحلقة وأسال الله أن يجعلنا وإياكم من المتدبرين لكتابه. باسمكم جميعاً أشكر ضيفي الأستاذ الدكتور زيد عمر العيص أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود كما أشكركم على متابعتكم وألقاكم غداً وأنتم على خير في أمان الله.

د. زيد: وأنا أشكر لكم وللمشاهدين الكرام.

د. الشهري: الله يحفظك يا دكتور.