الحلقة الأولى – رمضان 1431 هـ
تأملات في سورة النساء الآية (1)
د.عبدالرحمن الشهري: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الأخوة المشاهدون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله في هذا اللقاء المتجدد في برنامجكم برنامج” بينات” وسوف نبتدئ -بإذن الله تعالى- في هذا اللقاء وما يتلوه من لقاءات بالحديث والوقوف عند آيات سورة النساء، هذه السورة العظيمة التي تعد ثاني سورة من سور القرآن من حيث الطول، وقد اشتملت هذه السورة على الكثير من الأحكام والكثير من الاستنباطات والفوائد وسوف يكون حديثنا في هذا اللقاء مع المشايخ الدكتور :محمد الخضيري والدكتور :مساعد الطيار. -بإذن الله تعالى-
في هذا اللقاء ابتداء سوف نتحدث في هذه السورة بصفة مجملة لعلنا نتحدث إن شاء الله عن إسم السورة وعن مقصد السورة الأعظم الذي تحدثت عنه أو دارت حوله هذه السورة، ونتحدث عن نزول هذه السورة ، ومايمكن أن يسمى معلومات السورة
د.محمد الخضيري :أو علوم السورة
د.عبدالرحمن الشهري : علوم السورة. قبل أن ندخل فيها فلعلنا نبدأ يا دكتور محمد بالحديث عن اسم السورة سورة النساء لماذا سميت سورة النساء؟ ثم نأتي نتحدث بعد ذلك عن مناسبة سورة النساء -إن شاء الله -لما سبقها وماتحدثنا عنه في سورة آل عمران وما بعدها بإذن الله تعالى فنبدأ على بركة الله تعالى شيخ محمد.
د.محمد الخضيري : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. طبعًا نحن في هذه الليلة نصور في مكان لم نعتد التصوير فيه، في هذه الأماكن الطيبة بلدة ماذا؟ تنومة. وأيضًا في هذه الاستراحة الجميلة لأحبتنا من آل سليمان جزاهم الله عنا كل خير، وأيضًا في هذا العام 1431 قبيل شهر رمضان، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتم علينا حلقات هذا البرنامج على خير، ونحن عدنا إلى ما كنا عليه سابقًا من تصوير حلقات البرنامج في الخارج وليس في داخل الإستديو نظرًا لطلب كثير من الإخوة أن نعود لتلك العفوية وتلك الأماكن المفتوحة من أجل تضفي على البرنامج شيئًا من الحيوية والتجديد أيضًا وخصوصًا في البرامج الدينية التي تفتقر في كثير من الأحيان إلى الإبداع والتجديد، فلعل هذا البرنامج يكون أحد البرامج المبدعة وأسأل الله أن يكون له ذلك دائما وأبدًا.
طبعًا هذه السورة كما ذكرت يا دكتور عبد الرحمن هي سورة النساء وهي سورة مدنية نزلت بعد هجرة النبي-صلى الله عليه وسلم – وهذا معنى قولنا سورة مدنية، إذا قيل مدنية معناه بعد الهجرة وإذا قيل مكية قبل الهجرة. سميت سورة النساء ولا تشتهر هذه السورة بغير هذا الاسم وذلك والله أعلم أخذًا من لفظ في أول آية من آياتها عندما قال الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً). الحقيقة من يقرأ هذه السورة من أولها إلى آخرها يجد أنها عنيت بأمرالنساء، وأظهرت كثيرًا من الأحكام وأنصفت النساء، ودعت إلى إصلاح أحوالهن، وتغيير ما كان عليه أهل الجاهلية من هضمهن لكثير من حقوقهن، ومن يتتبع هذا في هذه السورة يجد أنه واضح وجلي. وأنا أقول في كون النساء يحظين باسم لسورة تعتبر من أطول سور القرآن يدل بلا شك على عناية القرآن بأمر النساء، وإخراجهن من ظلمات الظلم الذي كن يعشن فيه فلو كان القرآن أو كان الإسلام يهضم المرأة حقها ما ذُكرت أو جعل اسمها
د.عبدالرحمن الشهري :يعني جنس النساء
د.محمد الخضيري :جنس النساء عنوانًا لسورة عظيمة من سور القرآن
د.عبدالرحمن الشهري :في الوقت الذي لايوجد فيه سورة باسم سورة الرجال
د.محمد الخضيري :أو الذكور أو كذا. قال الله -عزوجل- في آية الخلق أو أنواع الجنين قال (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ) فقدّم الإناث في الهبة لبيان أنهن مما كرمه الله عز وجل وشرّفه وأعطاه الحق الوافي وهذا لايمنع أن تقال الحقيقة بالنسبة للمرأة في كل شيء وتنصف ويدعى إلى إصلاح جميع أحوالها وأن يقوم الرجل عليها قيامًا راشدًا لايشعر فيه بالعلو الذي يدعو إلى الظلم ولكن العلو الذي يدعو إلى الإصلاح والإنصاف والرأفة والرحمة والرفق بهن.
د.عبدالرحمن الشهري: وهذا مقتضى القوامة على وجهها الصحيح.
د.محمد الخضيري : نعم صحيح
د.عبدالرحمن الشهري: بالنسبة للاسم يا دكتور مساعد في كونها توقيفية يعني لم يثبت أنها سميت سورة النساء إلا بهذا الاسم أليس كذلك ؟
د. مساعد الطيار : هذا الظاهر, وبناءً عليه نقول أنه إذا ورد يعني لسورة من السور إسم واحد فالأقرب أنه ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم – والرسول -صلى الله عليه وسلم -لما سأله عمر عن الكلالة قال تكفيك
د.عبدالرحمن الشهري: آية الصيف
د.مساعد الطيار : التي في سورة النساء
د.عبدالرحمن الشهري: التي في سورة النساء
د.مساعد الطيار : نعم. يعني مهم جدًا في التسميات النبوية البحث عن حكمة التسمية لأنه كونه صدر عن النبي -صلى الله عليه وسلم -لايكون إلا عن حكمة هناك علة لكن قد يقول قائل لم نجد الصحابة -رضي الله عنهم- قد عنوا بالبحث عن هذه الحكمة ولا وجدنا مثلاً من بعدهم من التابعين وأتباعهم من قد بحثوا عن هذه الحكم والعلل، فهذا من العلوم التي هي تعتبر من المُلَح وليست من متين العلم فعدم الوصول إليه لا يؤثر والوصول إليه يعني يكسب..
د.عبدالرحمن الشهري: يزيدك معرفة
د.محمد الخضيري : يقين
د.عبدالرحمن الشهري: ويعينك على التدبر الصحيح لمعانيها عندما تفهم أنت الآن يعني مثًلا على سبيل المثال أذكر الدكتور إبراهيم خليفة أو إبراهيم عبد الرحمن خليفة له كتاب بعنوان “التفسير التحليلي لسورة النساء” فقال الآن سورة النساء نحن نقول أنها سميت بسورة النساء لأنه ذكر فيها حقوق النساء وذكر فيها النساء كثيرًا وهذا سبب مقبول ومشهور في كتب التفسير والذي يقول به فهو مصيب
د.محمد الخضيري :وقوله صحيح
د.عبدالرحمن الشهري:قال ولكن الذي أراه أن هناك معنى عميق في تسمية سورة النساء بهذا الاسم وهو أن سورة النساء عدد آياتها 176 آية يظهر بوضوح في هذه السورة معنيان متصلان بالمرأة
د.محمد الخضيري :جميل
د.عبدالرحمن الشهري: وهذان المعنيان منتشران في سورة النساء والمعنى الأول هو الإنصاف
د.محمد الخضيري : إنصاف المرأة
د.عبدالرحمن الشهري: نعم، والمعنى الثاني هو الإصلاح. فيمكن أن نقول أن الإنصاف والإصلاح الموجود في سورة النساء ولأن المرأة تحتاج الإنصاف وتحتاج الإصلاح، لذلك نحن لو قلنا أن حقوق النساء في سورة النساء أو قلنا أن سورة النساء هي سورة الحقوق حقوق المرأة وحقوق الأيتام وحقوق الضعفاء …..إلخ فهذا معنى مقبول لكن هناك معنى الإنصاف والإصلاح الذي تحتاجه المرأة تحتاج الإنصاف إذا كانت في الميراث، وتحتاج الإنصاف إذا كانت زوجة وتحتاج الإنصاف إذا كانت ابنة، أمًا .إلخ، وإذا كانت يتيمة أيضًا ، وتحتاج الإصلاح لأنه من حقوق المرأة الإصلاح وهو القيام على تربيتها
د.محمد الخضيري : وتهذيبها
د.عبدالرحمن الشهري: وتهذيبها وتعليمها حتى إذا تزوجت تكون على مستوى المسؤولية ,
د.محمد الخضيري : دعني أذكر بعض الآيات الدالة على الإنصاف
د.عبدالرحمن الشهري: على هذا المعنى
د.محمد الخضيري : وعلى الإصلاح
د.عبدالرحمن الشهري: نعم ، اذكرها
د.محمد الخضيري : مثلاً في الإنصاف قال الله -عزوجل – في أول السورة قال (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ) هذا إنصاف
د.عبدالرحمن الشهري: لليتيمة
د.محمد الخضيري : إي، إذا خاف الإنسان ألا يقسط ويعدل في حق اليتيمة فيعطيها مهرًا مثل ما تعطى نظيراتها من النساء فلا ينبغي لولي اليتيمة أن يتزوج بها لئلا يضر بمهرها وحقها في ذلك الأمر
د.عبدالرحمن الشهري: هذا إنصاف
د.محمد الخضيري : مثال الإنصاف. مثال الإصلاح (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا)
د.عبدالرحمن الشهري: هذا إنصاف
د.محمد الخضيري هذا إصلاح
د.عبدالرحمن الشهري: وإصلاح نعم
د.محمد الخضيري :هذا إصلاح
د.عبدالرحمن الشهري: وأيضا (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ )
د.محمد الخضيري :نعم هذا إصلاح
د.عبدالرحمن الشهري: نعم هذا إصلاح أيضًا، صدقت.
د.مساعد الطيار :لكن يا شيخ عبد الرحمن المعنى الذي ذكره الدكتور إبراهيم يدخل في كونه من الحقوق.
د.عبدالرحمن الشهري: لا شك
د.مساعد الطيار :فالإنصاف والإصلاح
د.محمد الخضيري :حقان
د.مساعد الطيار :حقان من الحقوق المرتبطة بالمرأة
د.عبدالرحمن الشهري: هو طبعا هو الآن ماذا يقصد الدكتورالخليفة؟ يقول الآن السورة سميت سورة النساء لهذه العلة لأنه قد انتشر فيها معنى الإنصاف والإصلاح المرتبط بالنساء الذي تحتاجه النساء، أما إذا تحدثنا عن الموضوع الآخر وهو ما هو موضوع سورة النساء أصلاً؟ قلنا موضوعها الحقوق حقوق المرأة، وحقوق الضعفاء، وحقوق الأيتام،
د.مساعد الطيار : وحقوق الورثة
د.عبدالرحمن الشهري: حقوق الورثة وهذه ستأتي معنا بكثرة
د.مساعد الطيار :مفصلة نعم
د.عبدالرحمن الشهري: فهذا يعني جانبان مختلفان أليس كذلك
د.مساعد الطيار :هذا صحيح
د.عبدالرحمن الشهري: موضوعات السورة وجانب تسميتها بسورة النساء
د.مساعد الطيار :و بما أنك ذكرت قبل قليل قضية العناية بالنساء يعني هي الحقيقة قضية مهمة ومن أخطر الأمور في نظري أن يكون الحق معك ولكنك لم تستطع بيانه
د.عبدالرحمن الشهري: نعم
د.مساعد الطيار : ولهذا من يضل من نساء المسلمين، ويذهبن إلى النظر إلى حقوقهن كحقوق المرأة الغربية هذا دلالة كبيرة جدًا على جهل هذه المرأة وأنها لم تعرف حقها الصحيح، وإلا فإننا نجد أن كثيرًا من النساء الغربيات إذا أسلمن أدركن أنهن بالإسلام وصلن إلى حقهن الصحيح
د.عبدالرحمن الشهري: نعم
د.مساعد الطيار : وأول حقوقهن هو قضية الحجاب. يعني يعتبر من الحقوق الكبيرة جدًا للمرأة التي نجد مع الأسف أن كثيرًا من المسلمات فرّطن فيه، وظنن أنه من التزمت أو ظنن أنه من
د.محمد الخضيري :من التضييق
د.مساعد الطيار :من التضييق على المرأة وهو في الحقيقة نوع من الإكرام، لم يدرك هذا الإكرام إلا من وقع في سوء الجاهلية فانتقل إلى الإسلام، فما بال بنات المسلمين اليوم ومعهن هذا النور يفقدنه ويتنازلن عنه؟! ولذا نقول مهم جدًا أن ننتبه أن عندنا الحق لكن عندنا ضعف في بيان هذا الحق و في إيصاله
د.محمد الخضيري :يعني قصدك يا شيخ مساعد أن هذه السورة تعطي المسلم القوة في بيان هذا الحق
د.مساعد الطيار :نعم
د.محمد الخضيري :وفي إظهاره لأنه يعتمد في إظهاره على كلام ربه سبحانه وتعالى والغريب أنه يأتي بشكل تنصيصي
د.مساعد الطيار :نعم
د.محمد الخضيري :يعني مثلاً انظر عندما يقول (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) يذكر النساء مع الرجال ثم يقول (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ) كذلك في قول الله -عز وجل- (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ) وفي قوله في آخر السورة (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) تنصيص على هذه المواطن بحيث يجهر المسلم بها ويعلم أنه يستند فيها إلى حق صريح ليس محلاً للاجتهاد ولا أيضًا للتواري ويعني عدم الوضوح
د.مساعد الطيار :صحيح
د.محمد الخضيري :نعم
د.عبدالرحمن الشهري: الحقيقة مسألة حقوق الإنسان في سورة النساء موضوع مهم جدًا
د.محمد الخضيري :نعم
د.عبدالرحمن الشهري: وقد أفرد يعني الدكتور-رحمه الله وغفر له – الدكتور عبد الحميد طهماز هذا الكتاب سماه (حقوق الإنسان في سورة النساء)
د.محمد الخضيري :نعم
وتحدث فيه بحديث طويل عن قضية كيف أن الغرب يعني يتشدق الآن بحقوق الإنسان وكأن كثيرًا من الناس حتى من المثقفين المسلمين يظنون أن ترسية مبدأ حقوق الإنسان ووضع أصول هذه الحقوق كأنها غربية النشأة وأن المسلمين لم يعرفوا حقوق الإنسان إلا لما جاءتهم من الغرب وبدأ الغرب يروجون لها كأن الإسلام لايعرف حقوق الإنسان ولم يضع لها. وأنا أقول سورة فقط كنموذج مع أن القرآن الكريم مليء بالحديث عن حقوق الإنسان
د.محمد الخضيري : صحيح
د.عبدالرحمن الشهري: والسنة النبوية، لكن في سورة النساء فقط فيها حديث مفصل ودقيق عن حقوق الإنسان سواءً النساء، أو الأيتام، أو حقوق الورثة، بصفة عامة والورثة قد يكونون كل الناس
د.محمد الخضيري :نعم. الأب ، والابن، والزوج، والزوجة، والإخوة، والأخوات، والأخ لأم ، والأخت للأم، والأشقاء كلهم يدخلون، فيعني مجرد الحديث عن سورة النساء حديث أتصور لو يتتبعه متتبع يجد فيه تفاصيل كثيرة
د.محمد الخضيري :أنا أقول يا أبا عبد الله أنه حقوق الإنسان التي ذكرت في سورة النساء وحدها فيها من الجوانب التي يعني يلمسها الإنسان في هذه السورة ما لا يمكن أن تجده في دساتير الأرض كلها، سأعطيك آية واحدة تسمى آية الحقوق في نفس السورة
د.عبدالرحمن الشهري: إيوه
د.محمد الخضيري : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ) لو تأخذ كل واحد من هؤلاء وتأخذ كيف الآية نصت على حقه ستجد من بين هؤلاء من لايذكر في دساتير الدنيا كلها مثلاً (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)
د.عبدالرحمن الشهري: نعم
د.محمد الخضيري: الصاحب بالجنب هو الصديق في العمل، الذي يسافر معك، الذي يركب بجوارك في الطائرة يسمى صاحبًا بالجنب، بالله عليك إقرأ في أي دستور لحقوق الإنسان في الأرض
د.عبدالرحمن الشهري:هل أعطت هذا النوع؟
د.محمد الخضيري: أبدًا، يمكن ولا تحدثت عنه، ولا أعطته أي جانب من الجوانب إنما تجد الحقوق الإنسان في العالم الغربي تتصل في حق البدن، والإيذاء ، حق المال ، حقوق معينة ظاهرة وواضحة لكن هذه الحقوق الدقيقة واللطيفة والمهمة في نفس الوقت لاتجد أحدًا يلتفت لها وهذا ما يميز يعني ألفاظ القرآن ومعانيه عن هذه الدساتير المختلقة
د.عبدالرحمن الشهري:بل حتى يعني مصداقًا لهذه الفكرة جبر الخواطر إن صح أن نسميها
د.محمد الخضيري: نعم
د.عبدالرحمن الشهري: مراعى في هذه السورة في قوله سبحانه و تعالى (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ) هم ما لهم حق في التركة ما لهم حق في التركة منصوص عليه ولكن الله يقول إذا حضر أحد من هذه الفئة القسمة فلا تنسوهم
د.محمد الخضيري :الله أكبر!
د.عبدالرحمن الشهري:يعني أعطوه ما يرضيه، أعطوه ما يجبر خاطره حتى لايخرج من هذه القسمة وفي نفسه شيء من الحسد أو في نفسه شيء من التشوف .
د.محمد الخضيري :بل يا أبا عبد الله في جبر الخواطر هناك ما هو أدق أيضًا من هذا
د.عبدالرحمن الشهري:ما هو؟
د.محمد الخضيري وهو أنك إذا بذلت المال لامرأتك مهرًا لها ينبغي لك أن تبذله بطيب نفس منك (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً)يقولون نحلة ليست هي العطية، النحلة هي العطية التي يكون صاحبها يعني
د.عبدالرحمن الشهري:طيب النفس
د.محمد الخضيري طيب النفس فيها
د.مساعد الطيار :ولهذا قال (فَإِنْ طِبْنَ)
د.محمد الخضيري :نعم (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا)
د.عبدالرحمن الشهري:كما أنكم أنتم أعطيتموه بطيب نفس فلا تأخذونه إلاإذا
د.محمد الخضيري :إذا طابت أنفسهن به
د.عبدالرحمن الشهري:جميل
د.محمد الخضيري :بالله عليك أين تجد من يتحدث عن طيب النفس في عطاء مال أو أخذ مال؟!
د.مساعد الطيار :إذن المشكلة ليست في الدستور الذي سميناه الدستور الإسلامي إنما في التطبيق
د.محمد الخضيري :نعم
د.عبدالرحمن الشهري::ترى يعني يا إخواني ترى بالمناسبة كثير من المسلمين,كثير منا لايفهم هذه المعاني من الآية
د.محمد الخضيري :نعم
د.عبدالرحمن الشهري:يعني (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) صدقاتهن :جمع صداق يعني المهر
د.محمد الخضيري : نعم
د.عبدالرحمن الشهري: نحلة ، وهذه الآية واضحة في أن المهر والصداق حق خالص للمرأة ,
د.محمد الخضيري : نعم
د.عبدالرحمن الشهري: تعالوا عندنا في المجتمعات الآن كثير من أولياء الأمور الآن يعتبر المهر هو أولى به هو أولى به ويأخذه ولايعطي للبنت أو الزوجة منه شيء
د.محمد الخضيري :صحيح.
د.عبدالرحمن الشهري: أين هذا الفهم للآية على وجهها؟! فأنا أتصور أننا بحاجة ماسّة حقيقة بأن نقرب معاني القرآن الكريم للناس وأن نحاول سواء في برنامجنا هذا أو حتى بصفة عامة وصية لإخواني الذين يمكن أن يبنوا للناس معاني القرآن أن يقربوا المعاني للناس، يعني هذا القرآن الكريم فيه من البلاغة ,وفيه من الإعجاز وفيه من الفصاحة ما لايدرك اليوم بمجرد قراءة القرآن
د.محمد الخضيري صحيح
د.عبدالرحمن الشهري وإنما يحتاج فعلاً إلى أن تبين للناس المعاني الدقيقة لهذه الآيات وأيضًا الدلالات التي تشتمل عليها هذه الآيات المعجزة. فمثلاً الآن عندما تقول (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) أن النحلة في اللغة، لايقال عن العطية نحلة إلا إذا كانت عن طيب نفس وهذا المفترض في المهر يكون عن طيب نفس
د.محمد الخضيري :نعم. أمر آخر يتصل بهذا ما أدري الأخ أبو عبد الملك إذا كان عندك فكرة تقولها؟
د.مساعد الطيار :لا، أنا أكملها في فكرة أخرى
د.محمد الخضيري :وهو حول هذه السورة وبيان دلالتها للناس أنا أرى أن هذه السورة ينبغي تقريرها في مناهج الدراسة وخصوصًا عند النساء أولاً لكثرة أحكام النساء الموجودة فيها، ثانيًا لأنه يذكر هذه الحقوق ويدل عليها ويؤكد يعني بطرق مختلفة وتبين هذا الشأن العظيم للمرأة في الإسلام،
د.عبدالرحمن الشهري بل حتى الرجال عفوًا الرجال هم معنيون بهذه السورة لأنها حقوق هم يقومون بها تجاه النساء
د.محمد الخضيري : نعم
د.مساعد الطيار :صحيح , يعني عليهم الحقوق
د.عبدالرحمن الشهري :نعم
د.مساعد الطيار :قد يقول قائل هذه السورة قبل قليل قلت الشيخ عبد الرحمن أنها ثاني أطول سورة
د.عبدالرحمن الشهري :في القرآن
د.مساعد الطيار :في القرآن, قد يقول قائل هل هذه السورة كلها نزلت دفعة واحدة؟
د.محمد الخضيري :نعم
د.مساعد الطيار :أو هي من الذي نزل شيئًا بعد شيء؟ طبعًا الظاهر أنها لم تنزل لم يذكر أنها طبعًا نزلت دفعة واحدة بل هناك آيات تدل على أنها نزلت متأخرة جدًا
د.محمد الخضيري :نعم
د.مساعد الطيار :وآيات نزلت متقدمة ثم هي كما عادة يعني العادة في
د.عبدالرحمن الشهري :نزول الوحي
د.مساعد الطيار :في نزول القرآن كما ذكر زيد بن ثابت، وتأليفه هو جمع الآيات بعضها على بعض ولكن الذي أمر بها هو الله – سبحانه وتعالى-ولهذا ترتيب الآيات باتفاق العلماء توقيفي
د.عبدالرحمن الشهري :توقيفي، نعم ، يعني الآيات وراء بعض
د.محمد الخضيري :أي نعم الآيات التي في السورة
د.مساعد الطيار :نعم قوله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ) قبل قوله (وآتوا اليتامى)
د.محمد الخضيري :نعم
د.مساعد الطيار : نعم
د.محمد الخضيري :وأنها الآية الأولى
د.مساعد الطيار :نعم وأنها الآية الأولى ،ولهذا بنى على هذه المسألة بعض العلماء حكمًا أنه لايجوز تنكيس
د.عبدالرحمن الشهري : الآيات
د.مساعد الطيار :الآيات
د.عبدالرحمن الشهري :تنكيسها يعني قراءتها بالعكس
د.مساعد الطيار :قراءتها بالعكس، نعم لأنه يخل لاشك بنظم القرآن و يخل بالمعاني لأن المعاني مترتبة هكذا
د.عبدالرحمن الشهري :وهذا غالبًا ما أظنه يفعله دكتور مساعد إلا واحد عابث يقرأ السورة من آخرها للأول صح أم لا؟
د.محمد الخضيري :وجدت يا أبا عبد الله إخوانا في إفريقيا، ولعله بعض الناس الآن يستمعون إلينا يقيسون حفظ الحافظ بقراءته للسورة من آخرها إلى أولها
د.مساعد الطيار :يعني هذي مجرد
د.عبدالرحمن الشهري :اختبار
د.مساعد الطيار :اختبار
د.محمد الخضيري :لا،لا ليست للتعنت، لكن نقول أيضًا لاينبغي أن يفعل هذا
د.مساعد الطيار :هذا تمام
د.محمد الخضيري :نعم لأنه وإن كان مقياس لحفظ الحافظ إلا أن مثل هذا يعني قد يعني
د.عبدالرحمن الشهري :فيه نوع من الإنقاص
د.محمد الخضيري :نعم فيه إنقاص من قدر القرآن، وتغيير لترتيبه الذي أنزله الله عليه
د.مساعد الطيار :ولهذا نحن نقول قضية مهمة جدًا يكثر الحديث عنها اليوم أن من يروم البحث عن ترتيب نزول الآيات والسور فإنه لن يستطيع أن يصل إلى ترتيب كلي.
د.محمد الخضيري: وإنما إجمالي
د.مساعد الطيار :يعني في بعض السور إجمالي أما في بعضها فمحال
د.محمد الخضيري: نعم
د.عبدالرحمن الشهري: نعم
د.مساعد الطيار :ولهذا من باب النصيحة لكتاب الله
د.عبدالرحمن الشهري : لعدم ورود دليل
د.مساعد الطيار :لعدم ورود دليل قطعي
د.محمد الخضيري : صحيح, نعم
د.مساعد الطيار :من باب النصيحة لكتاب الله أن ينتبه من يريد أن يفعل هذا الفعل وألا يحتج بفعل من فعله مثل بعض الذين كتبوا في هذا
د.عبدالرحمن الشهري: الذين كتبوا في التفسير
د.مساعد الطيار :فنحن نشكر لهم عملهم ولكن ليس هو العمل الصحيح
د.محمد الخضيري : نعم
د.مساعد الطيار :وقد سئلت إذا كان هناك فوائد في ترتيب النزول فكيف نستطيع أن نستفيد؟ فقلت لهم: الجواب واضح جدًا: من عُنيَ بترتيب النزول من العلماء فإنه يذكر الفوائد في مكان الآية بمعنى أنه لايمكن أن نجد أن أحدًا من العلماء يتكلم عن آيات الطلاق وبينها ناسخ ومنسوخ ولايتكلم عن هذه القضية
د.عبدالرحمن الشهري: المتقدم والمتأخر
د.مساعد الطيار: المتقدم والمتأخر ويمكن أن يُجعل في مقدمة كل سورة تنبيه على المتقدم والمتأخر والحديث عنه بحيث أن يكون مرتبطًا بالآيات نفسها على نفس الترتيب وعلى نفس النسق فالله سبحانه وتعالى من حكمته أن جعل الآيات هكذا وأنت كأنك لما تريد ترتب الآيات على النزول تخالف هذه الحكمة
د.محمد الخضيري: صحيح
د.عبدالرحمن الشهري: نعم
د.مساعد الطيار: وهذه قضية مهمة جدًا أن ننتبه لها. قضية أخرى ونحن نتكلم عن هذه السورة وعن موضوعات السورة ومقاصدها، ننتبه أيضًا إلى ملحظ مهم جدًا وهو أن كل من سبقنا من العلماء سبق إلى مقاصد الآيات يعني ما هو المقصود من هذه الآية؟، ماذا تريد هذه الآية؟ ما الذي توصله هذه الآية؟ ما الذي نفهمه منها؟ فهذه القضية مهمة جدًا في أننا نركز عليها وألا يشغلنا الحديث عن مقاصد السور وعن موضوعات السور وعن غيرها، لايشغلنا الحديث فيكون طاغيًا على مقاصد الآيات، ومعنى ذلك أن يكون عندنا نوع من التوزان حال الطرح فنذكر مقاصد السور ونتكلم عن الوحدة الموضوعية فيها، ونتكلم عن الموضوعات التي فيها، هذا جانب، ولكن أيضًا هناك جانب مهم جدًا وهو الجانب المراد الذي هو تفسير السورة على حسب
د.عبدالرحمن الشهري: ترتيبها الموجود في المصحف
د.مساعد الطيار: نعم ترتيبها الموجود في المصحف
د.عبدالرحمن الشهري : مع أن يعني تعليقًا على هذا الكلام يا دكتور ليس هناك أحد ممن كتب تفسير القرآن الكريم على حسب ترتيب نزوله تحدث عن ترتيب الآيات لأنهم ما يستطيعون أن يجزموا بأن هذه الآية نزلت قبل هذه الآية في السورة نفسها فترتيبهم للنزول هو ترتيب للسور إجمالاً فقط مع أن ما ذكرت أنت الآن سورة النساء لم تنزل دفعة واحدة
د.مساعد الطيار : نعم
د.عبدالرحمن الشهري : فقطعًا نزل جزء منها، ثم نزل بعده جزء من سورة أخرى أو سورة أخرى كاملة ثم نزلت تكملة بقية النساء وهكذا، يعني ليس هناك قول قاطع تطمئن إليه في ترتيب النزول، أنا متفق معك مائة في المائة صحيح
د.محمد الخضيري :أدل الأدلة على ذلك سورة البقرة هي أول سورة أنزلت بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم -على قول كثير من العلماء لكن المجزوم به أيضًا أن هذه السورة امتد نزولها إلى قبيل وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم -لأن آيات الربا من آخر ما أنزل في سورة البقرة من آخر ما أنزل على النبي -صلى الله عليه وسلم -وفيها قول الله -عزوجل –
د.عبدالرحمن الشهري : (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ )
د.محمد الخضيري : (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)
د.عبدالرحمن الشهري : طيب كيف يصنعون هذولا المشايخ الذي فسروا القرآن الكريم على حسب ترتيب النزول مثل الشيخ محمد عزت دروزة، ومثل الشيخ العناني العراقي، ومثل الشيخ عبدالرحمن حبنكة ترى
د.محمد الخضيري الميداني نعم رحمهم الله
د.عبدالرحمن الشهري : فسروها على أنها أول سورة نزلت في المدينة وتكلموا عنها أنها أول سورة ثم بعد ذلك جاءت سور النساء وغيرها مع أنه استمر نزولها من أول العهد المدني إلى آخر العهد المدني
د.محمد الخضيري :نعم
د.مساعد الطيار : نعم
د.عبدالرحمن الشهري : نعم فيعني وضعهم لها في الأول صح هي ابتدأ أولها لكنها استمرت ثمان سنوات أو عشر سنوات
د.مساعد الطيار : ولهذا نلاحظ مثلاً سبب نزول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى)
د.عبدالرحمن الشهري : في سورة النساء
د.مساعد الطيار : نعم أو (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) وأمثالها فإنها لها أسباب نزول أو أحوال نزول تدل على تأخرها وأن هذه الآية نزلت بعد تلك الآية نجزم يقينًا من خلال هذه الأحوال
د.محمد الخضيري :صحيح
د.مساعد الطيار : مما يدل على أن قضية ترتيب الآيات تكفّل الله -سبحانه وتعالى- بها ولهذا ارتبطت بقضية الإعجاز وأي مخالفة لهذا الترتيب فإنه يخل بهذا النوع من الإعجاز وهو ترتيب النظم على هذه الشاكلة، فمثلًا من يبحث في التفسير الموضوعي فيخرج الآية من مساقها
د.عبدالرحمن الشهري : نعم
د.مساعد الطيار :ويدرسها من خلال الموضوع مهما بلغ من الفوائد واللطائف والأشياء التي يستنبطها يبقى أن هناك نقصًا في ربط هذه الآية بمساقها بمعنى أنها لها في مساقها
د.عبدالرحمن الشهري : يعني معاني ودلالات
د.مساعد الطيار : أحوال ومعاني دالة لايمكن حينما تأخذها أن تتحدث عنها
د.محمد الخضيري :نعم
د.مساعد الطيار : ونعم أنت حينما تخرجها مع مثيلاتها من الموضوعات تخرج فوائد فنقول إذن هي القضية قضية توازن مهمة جدًا. ولهذا أنا استغرب من بعض الباحثين من إذا اقتنع بفكرة وأراد أن يبرز هذه الفكرة
د.عبدالرحمن الشهري : همّش الأفكار الأخرى
د.مساعد الطيار : نعم، جاء إلى ما تكلم به العلماء المتقدمون وألغاه كأنه لا يفيد أبدا، فبعضهم مثلاً يدعي أن دور التفسير التحليلي انتهى والآن جاء دور التفسير الموضوعي يعني بعبارات فيها شيء من الغرابة
د.عبدالرحمن الشهري : صحيح
د.مساعد الطيار : لكن نقول
د.عبدالرحمن الشهري : مبالغة
د.مساعد الطيار :لكن نقول الاعتدال والتوازن هو الأمر المطلوب
د.محمد الخضيري :حول موضوع الحقوق الحقيقة أنا لاحظت في السورة إذا قلنا أن موضوعها هو الحقوق أو حقوق الضعفاء الأمر بالتقوى فيها تكرر كثيرًا والعجيب أنه كلما ذكرت هذه الحقوق والعلاقات مع الناس وأداء هذه الحقوق بشكل يتقي فيه العبد ربه سبحانه وتعالى ويراقبه فيه أولاً قبل أن يراقب المخلوقين والأنظمة واللوائح التي يضعها الناس لتنظيم أحوالهم ،نحن نلاحظ هذه السورة افتتحت بالتقوى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ) لما جاء في موضوع يعني أداء حق المرأة عندما يكون الرجل قد يسمونه عند العامة طمح عنها، وإلا نشز عنها يعني ماعاد صار له رغبة فيها قال -جل وعلا – (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا)
ننتهي من هذا، بعدها تأتي آية الأمر بالتقوى في القرآن في قول الله -عز وجل- (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) أنا أعرف المشايخ الآن نزل المطر ماشاء الله
د.عبدالرحمن الشهري :الحمد لله، المطر
د.محمد الخضيري :نسأل الله أن يجعله خيرًا وإن كان فيه شيء من الحقيقة الضررعلى برنامجنا لكن نحن نقول يجعل الله فيه الخير للمسلمين، اللهم اجعله صيبًا نافعًا وبارك لنا في هذا البرنامج واجعله من البرامج المباركة
د.عبدالرحمن الشهري :اللهم آمين
د.محمد الخضيري :النافعة لعباده فأقول يعني الحقيقة هذه السورة أبرزت مع الحقوق قضية التقوى ونحن نقول يجب علينا عندما نتكلم عن الحقوق دائمًا مع الناس أن نبرز قضية التقوى
د.مساعد الطيار : صحيح
د.محمد الخضيري :لأنه لايمكن أن يستجيب الناس لها ولا أن يستقيموا على العمل بها ولا أن يقوموا بها في كل مكان تصور مع النساء بالله عليك أنت الملك وأنت القادر على أن تظلم أو تعدل أو تتفضل من الذي يجبرك على ترك هذا أو عمل هذا إلا إذا عمر قلبك بالتقوى؟! ولذلك من أول السورة إعلان (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا) إذن اتقوا فيه شيء عظيم جدًا يستحق أن يقال (اتَّقُوا) وهو أن هناك حقوق وحقوق لإناس ضعفاء يملكك الله -عز وجل -أمرهم
د.مساعد الطيار : ولهذا مصداق لقولك لو ذهبت إلى المحكمة ونظرت لإحدى يعني إهدار هذا الحقوق من بعض الناس يعني الزوج يظلم زوجته، والإنسان يأخذ مال غيره ولا يرده، و إنسان يفعل
د.محمد الخضيري :أموال يتامى
د.مساعد الطيار : أموال يتامى كلها راجعة إلى عدم التقوى
د.محمد الخضيري :صحيح
د.عبدالرحمن الشهري :نعم
د.مساعد الطيار : ولو كانت التقوى موجودة لزال كثير من هذه القضايا
د.محمد الخضيري :العجيب اقتران التقوى بآيات الطلاق والخصومات الزوجية
د.عبدالرحمن الشهري :كثيرًا
د.محمد الخضيري :متصل في القرآن
د.مساعد الطيار : صحيح
د.محمد الخضيري :في البقرة ، في سورة النساء ، في سورة الطلاق
د.مساعد الطيار : في الطلاق
د.محمد الخضيري : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)
د.مساعد الطيار : يعني أربع مرات أو خمس مرات
د.محمد الخضيري: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ) كلها سبحان الله تأتي في هذا الميدان لأنه ميدان نزاع وخصومة والتقوى تخف فيه.
د.عبدالرحمن الشهري :يعني لايمكن أن تفرض على رجل أنه يعدل مع زوجته، أو يعدل مع اليتيمة التي هي موليته إذا لم يكن هو من نفسه يعني يجد وازعًا من دينه وخوفه من الله -سبحانه وتعالى –
د.محمد الخضيري :صحيح، نعم .
د.عبدالرحمن الشهري : نعم
د.مساعد الطيار : أيضًا من القضايا المهمة طبعًا في قضية السورة سبقت وأن أشرنا فقط إلى جزء منها وهي قضية موضوعات السورة. قبل قليل قلنا أن التوازن مطلوب في التعاطي مع المعلومات نحن بحاجة في نظري إلى النظر في موضوعات كل سورة قبل الدخول في تفسيرها وأيضًا حتى قبل قراءتها أو قبل حتى حفظها بحيث أنه يكون عندك تصور لموضوعات السورة، والكلام عن موضوعات السورة نقول أن هناك موضوعات تفصيلية، وهناك موضوعات عامة ونحن نريد الموضوعات العامة بمعنى أن هذه المجموعة من الآيات تتحدث عن كذا، هذه المجموعة من الآيات تتحدث عن كذا، هذه المجموعة من الآيات تتحدث عن كذا، بهذا الشكل هذا المقصود من موضوعات السورة، ولو أن قارئ القرآن وضع في مصحفه الخاص مثلاً على حاشية المصحف مثلاًبداية السورة مثلاً الأمر بالتقوى، قد تعطي إنسان آخر تقول ما موضوع الآية ؟ يقول لك موضوع الآية خلق آدم أو خلق البشر، لماذا؟ لأنه نظر إلى
د.عبدالرحمن الشهري : (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)
د.مساعد الطيار : وقد يأتي واحد آخر ويضع موضوعًا آخر، لكن المقصود وإن تعددت نظراتنا إلى الموضوعات إلا أنه يقال النظر الخاص لكل واحد منا وهو يقرأ هذه السورة وعنده تصور خارقي لهذه الموضوعات التي تتحدث عنها السورة فإننا نعتبر أنه شيء جيد، وقد جربت أحيانًا في بعض الدروس في أننا نتأمل السورة ونحاول نستخرج منها المقاطع يعني هذا المقطع ينتهي أين أين ينتهي وأذكر أني كنت أستفيد من المصحف الباكستاني المصحف الباكستاني فيه ميزة
د.محمد الخضيري :الركوعات
د.مساعد الطيار : هي الركوعات يكتبون عليها عين والآن المصحف الكويتي الذي صدر قريبًا
د.محمد الخضيري :نعم يراعي
د.مساعد الطيار : استفادوا من هذه الركوعات ووضعوها وأنا الحقيقة أدعو أن يستفاد من هذه الركوعات لأنها في الغالب تكون في موقف تام فتمثل وحد متكاملة وقد يكون ضمن هذه الوحدة المتكاملة أكثر من موضوع فيمكن أن يلتفت إليها، وكما قلنا سابقًا في أحد برامج بينات لما تكلمنا عن فائدة هذا المصحف، وهذي العين أنها مفيدة للحفاظ من جهة فيقفوا على مواقف معينة، مفيدة لأئمة التراويح أن يقفوا على مواقف أيضًا تامة أو كافية، هذا أيضًا دعوة أن يكون هناك نوع من التدبر المتعلق بموضوعات السورة وبجمعها أقول أيضًا لو جمعت موضوعات السورة كلها ثم وضعت أمامك في لوح كبير ونظرت لموضوعات كل سورة فتستطيع أن تعرف ما هي الموضوعات الكلية التي ناقشها القرآن من خلال النظر الأولي لهذه الموضوعات .
د.محمد الخضيري :أنا من خلال دعوتك هذه يا دكتور مساعد الحقيقة ألحظ أن كل سورة يكاد يكون هناك يعني عنوان كما أسلفنا في سورة النساء مثلاً هي سورة الحقوق حقوق الضعفاء أو نحو ذلك تلحظ هناك عنوان عام ثم داخل هذا العنوان العام عدد من الموضوعات مثل ما ذكر الدكتور مساعد قبل قليل هذه الموضوعات ممكن تجعلها موضوعات رئيسية أو غير رئيسية. أيضًا في ثنايا السورة تجد هناك موضوعات فرعية تتردد يمينًا ويسارًا في ثنايا هذه الموضوعات الرئيسة، ما الذي يمنع الباحث أو التالي للقرآن وهو يقرأ سورة النساء إذا مر التقوى قال التقوى مر مرة واحدة لما مر عليه مرة ثانية اثنين مر ثالثة ثلاثة أربعة، إذا تكررتبين له أن هذا الموضوع أشبه مايكون بالموضوعات الرئيسية للسورة، قدر بذلك ما هي الموضوعات الرئيسة في هذه السورة وما هي الموضوعات الفرعية في السورة ، هذه الموضوعات الفرعية لا تخلو من حالين: إما أن تكون موضوعًا يمُهد له في هذه السورة فهو فرعي ثم يُؤسس يعني يكون أساسيًا في السورة التالية
د.عبدالرحمن الشهري :وهذا صحيح يليها
د.محمد الخضيري :الشيء الثاني إما أن يبقى موضوعًا فرعيًا لايتكرر في القرآن مرة أخرى ماذا نستفيد من هذا ؟
د.عبدالرحمن الشهري :أن هذا هو مكانه
د.محمد الخضيري :هذا هو حجمه في الإسلام وهذا هو حجمه في القرآن.
د.عبدالرحمن الشهري :نعم
د.محمد الخضيري :إذن فنحن ينبغي لنا إذا تحدثنا عنه إذا دعونا إليه إذا أنكرنا على إنسان خالف فيه ننكر بهذا الحجم
د.عبدالرحمن الشهري :بهذا القدر وبهذا الحجم
د.محمد الخضيري : نعم. ولذلك مما يرد به على الشيعة في موضوع ركنية الولاية أو الإمامة، أين هي الآيات التي تدل على الإمامة في القرآن أهل السنة قالوا لهم :هذا الركن الركين الذي لايثبت إسلام إنسان عندكم إلابه أين هو في القرآن
د.عبدالرحمن الشهري :ولايوجد أي
د.محمد الخضيري :فإذا لم تأت آية واحدة للدلالة عليه إلابنوع من التأويل والتأويل المتعسر
د.عبدالرحمن الشهري :والتحريف حتى
د.محمد الخضيري :إي نعم، ولا توجد آية صريحة بل ولا سورة تدل على هذا المعنى دلنا ذلك على أن هذا لايمكن أن يكون ركنًا ولادالاً على إيمان مؤمن ولاكفران كافر
د.مساعد الطيار : صحيح
د.محمد الخضيري :فمن هنا نتوقع أننا نستفيد هذه الفائدة الجليلة من هذا التقسيم الموضوعي لما يرد في السورة
د.مساعد الطيار : وأيضًا لو أن إنسان أيضًا من باب الفائدة لو أنه أراد التفصيل أكثر
د.محمد الخضيري :نعم
د.مساعد الطيار : فإنه سيجد موضوعات كثيرة جدًا جدًا من الموضوعات الخفية أيضًا وسبق أن طرحنا في سورة آل عمران إشارة إلى بعض الموضوعات مثلاً
د.محمد الخضيري :الثبات (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا)
د.مساعد الطيار : كأنه أيضًا الدكتور عبد الرحمن أشار إلى مثلاًموضوع لطيف جدًا وهو قضية العلم بالنيات هذا الذي يتكلم بالقرآن يخبر عن نيات لايمكن أن يكون هذا من عند محمد -صلى الله عليه وسلم -كيف يعرف محمد -صلى الله عليه وسلم -كما يزعم المستشرقون أنه من عنده كيف يعرف خفايا هذه النفوس؟!
د.محمد الخضيري :سبحان الله!
د.مساعد الطيار : وكيف يقدر ما فيها وكيف يعرف ويقول (إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا) مايدريه عن همهما؟!
د.محمد الخضيري :صحيح
د.مساعد الطيار : فإذن أنا أقول حتى لو دخلنا إلى هذه التفاصيل فانظر كم من الذي سيأتيك في قضية الموضوعات
د.عبدالرحمن الشهري :صحيح
د.مساعد الطيار : شيء لايحصر يعني لايحصر
د.عبدالرحمن الشهري :لعل هذا يفتح لنا الباب يا إخواني نتحدث عن موضوع ما تطرقنا إليه وهو علاقة سورة النساء بسورة آل عمران يعني ما المناسبة بين سورة النساء والسورة التي قبلها وهي سورة آل عمران؟ تذكرون أننا تحدثنا في سورة آل عمران حديثًا طويلاً عن النصارى وعن مجادلة أهل الكتاب وعن محاججتهم وكان حديث سورة آل عمران يدور حول هذا كثيرًا
د.محمد الخضيري :قرابة مائة وعشرين آية في آخر السورة نزلت عليهم
د.عبدالرحمن الشهري :كلها نقاش مع النصارى، أيضًا سورة النساء فيها نقاش وفيها محاججة لأهل الكتاب كثير
د.محمد الخضيري: نعم
د.عبدالرحمن الشهري : وهذه أيضًا من مزايا السور التي نزلت في المدينة لأن النبي -صلى الله عليه وسلم احتك باليهود كثيرًا في المدينة ، وكان هناك نقاش وهناك جدال، أيضًا هناك وفود من النصارى زاروا النبي -صلى الله عليه وسلم -وسألوا أسئلة وأوردوا إيرادات، والصحابة -رضي الله عنهم كانوا يحضرون مثل هذه اللقاءات، فكانت تأتي هذه السور تجيب عن هذه الشبهات، ونحن اليوم بالمناسبة ويعني أقول هذا للإخوة المشاهدين في أمس الحاجة حتى على مستوى المسلم العادي أن يتعلم عندما يقرأ الشبهات حول القرآن الكريم، يعني أنت الآن يادكتور مساعد الآن تقول إن المستشرقين يقولون إن القرآن الكريم من عند محمد
د.محمد الخضيري :أعوذ بالله
د.عبدالرحمن الشهري :أنا أقول يا دكتور محمد هذه الشبهة يكاد يجمع عليها كل المستشرقون و الطاعنون في القرآن ويقولون إن القرآن الكريم ليس من عند الله يعني مصدرية القرآن وإنما هو من عند محمد وهذا قرآن محمد
د.محمد الخضيري :عجيب
د.عبدالرحمن الشهري :في حين أن التأمل في آيات القرآن الكريم لاتجد فيها شخصية محمد
د.مساعد الطيار :صدقت
د.عبدالرحمن الشهري :أبدًا شخصية النبي -صلى الله عليه وسلم -تجدها تظهر في الحديث النبوي
د.محمد الخضيري :صحيح
د.عبدالرحمن الشهري :واضحة أليس كذلك؟
د.محمد الخضيري :بلى
د.مساعد الطيار :نعم
د.عبدالرحمن الشهري :تجدها واضحة في الأحاديث النبوية تجد فيها غضب أحياناً تجد فيها عطف تجد فيها شفقة
د.مساعد الطيار :إخبار عن أحواله أما هنا ليس هناك إخبار
د.عبدالرحمن الشهري :أما في القرآن الكريم فهو مختلف تمامًا عن الحديث النبوي. وبالمناسبة أنا أذكر كتاب ثمين جدًا, ونادر حتى في كتب التراث الإسلامي موازنة بين أسلوب القرآن وأسلوب النبي -صلى الله عليه وسلم في الحديث
د.محمد الخضيري :عجيب
د.عبدالرحمن الشهري :كتبه الدكتور إبراهيم عوض وهذا الحقيقة مع أنه من الموضوعات المهمة كان المفترض أنها تكتب من قديم
د.مساعد الطيار :صحيح
د.عبدالرحمن الشهري :هناك موازنة بين القرآن الكريم نسيج وحده مختلف أسلوبه، لغته، لاتستطيع أن تستشف من وراء آيات القرآن الكريم شخصية بشرية أبدًا
د.مساعد الطيار :هذا صحيح
د.محمد الخضيري :سبحان الله
د.مساعد الطيار :أبدًا، وهذا أحد الردود على المستشرقين
د.عبدالرحمن الشهري :نعم ،إنما تستشف أن وراءه شخصية إله
د.محمد الخضيري :لا شك
د.عبدالرحمن الشهري : نعم إله قادر، عظيم، يعلم السر، يعلم الغيب ، ويعلم كما تفضلت خفايا النفوس ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، هذا محمد -صلى الله عليه وسلم -يعرف هذا، أنا أقول هذ من أوجه المناسبة بين سورة النساء وسورة آل عمران حديثها عن أهل الكتاب ومحاجة أهل الكتاب، هل هناك مناسبات أخرى
د.مساعد الطيار :وهناك مناسبات لفظية، آخر آية
د.محمد الخضيري :نعم
د.عبدالرحمن الشهري : وهي (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ)
د.مساعد الطيار :لالا
د.محمد الخضيري :لا، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ)
د.مساعد الطيار : (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
د.عبدالرحمن الشهري : جميل ، ثم هنا قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ)
د.مساعد الطيار :نعم ،انتقل من التقوى الخاصة إلى التقوى العامة التقوى الخاصة بالمؤمنين في آل عمران
د.عبدالرحمن الشهري : جميل
د.مساعد الطيار :والتقوى العامة للناس في سورة النساء
د.محمد الخضيري :أيضًا الحديث في الجهاد في سورة آل عمران حديث ظاهر جدًا
د.مساعد الطيار :جدًا، نعم
د.محمد الخضيري :وهنا أيضًا (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ ) (فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ)……. إلخ. أيضًا في سورة آل عمران آيات التوحيد
د.عبدالرحمن الشهري : نعم
د.مساعد الطيار :والتوحيد أيضًا ظاهر في هذه السورة كما هو ظاهر في سورة آل عمران ،وإن كان في سورة آل عمران أظهر ،وأكثر
د.مساعد الطيار :الإشارة إلى المنافقين أيضًا في آل عمران
د.محمد الخضيري :نعم الإشارة إلى المنافقين في آل عمران واضحة جدًا
د.مساعد الطيار :وتفصيل في النساء
د.محمد الخضيري: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا)
د.عبدالرحمن الشهري: غزوة أحد
د.محمد الخضيري: نعم، بالمناسبة آيات غزوة أحد المذكورة في سورة آل عمران جاءت تتمتها في سورة النساء (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ) يقال إن هذا كان في غزوة أحد.
د.عبدالرحمن الشهري: جميل جدًا يعني هذه أوجه، أتصور المتأمل في السورة يجد أوجه ارتباط أكثر بين سورة النساء وبين سورة آل عمران مناسبات لفظية كما تفضلت ومناسبات أيضًا
د.مساعد الطيار :معنوية، نعم
د.عبدالرحمن الشهري: نعم، وأنا أذكرالحقيقة كتاب قيم -قبل أن أنساه- تحدث حديث رائع عن سورة النساء بالذات مع أنه موضوعه ليس سورة النساء فقط وهو كتاب لصديقنا الأستاذ الدكتور عماد زهير حافظ له كتاب بعنوان (منهج القرآن الكريم في رعاية ضعفاء المجتمع) فتحدث عن حقوق المرأة، وتحدث عن الأيتام وتحدث عن حقوق الميراث، وكيف أن الله -سبحانه وتعالى في سورة النساء تولى قسمة التركة كاملة. وفعلاً لعلنا إن شاء الله عندما نتحدث عن آيات المواريث سنبرز هذا الجانب بإذن الله
د.محمد الخضيري: إن شاء الله
د.عبدالرحمن الشهري: وهي فعلاً تؤكد معنى أنها سورة الحقوق كأنها تعطي كل ذي حقٍ حقه على أكمل وجه. لعلنا يعني نكتفي بها الحديث في هذا اللقاء الأول في حديثنا عن سورة النساء والذي سجلناه في هذا المكان الجميل في مدينة تنومة وقد تخللها مطر أمطر علينا فنعتذر
د.محمد الخضيري :لكن حتى إعداد الإستديو بهذا الشكل الذي يراه إخواننا المشاهدين
د.عبدالرحمن الشهري: كان متعبًا
د.محمد الخضيري :كان متعبًا، الآن لنا خمس ساعات ننتظر حتى نسجل هذه الحلقة
د.عبدالرحمن الشهري: فنرجوا، نحن نلتمس العذر
د.محمد الخضيري: نعم
د.عبدالرحمن الشهري: من التقصير ولعلنا إن شاء الله نلقاكم أيها الأخوة المشاهدون في لقاء قادم يعني أشكر الزملاء الدكتور محمد الخضيري والدكتور مساعد الطيار على ماتفضلا به في هذا اللقاء ونلقاكم بإذن الله تعالى
د.محمد الخضيري :لاتنسى إخواننا المصورين
د.عبدالرحمن الشهري : أشكر إخواننا المخرج والأخوة الزملاء المصورين في هذا اللقاء وأصحاب الإستراحة الإخوان آل سليمان أسأل الله أن يجمعنا وإياكم والإخوة على خير نلقاكم بإذن الله على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 1 رمضان 1431 هـ الموافق 11/8/2010م