الحلقة 17
تأملات في سورة النساء من الآية (34) إلى الآية (35)
د. الشهري: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلّم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة المشاهدون الكرام في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأهلًا وسهلًا بكم في هذا المجلس القرآني المتجدد. كنا وقفنا أيّها الإخوة المشاهدون في اللقاء السابق مع أصحاب الفضيلة عند قوله تعالى في سورة النساء (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) وسوف نواصل في هذا اللقاء بإذن الله تعالى الحديث عن هذه الآيات لكن قبل أن نشرع في تدبر هذه الآيات والحديث حولها مع المشايخ الفضلاء نستأذنكم نستمع إلى هذه الآيات مرتلة ثم نعود إلى الإخوة المشاهدين للحديث حولها
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35))
وبعد أن استمعنا إلى هذه الآيات أيها الإخوة الفضلاء كنا توقفنا في اللقاء الماضي يا دكتور مساعد و يا دكتور محمد عند الحديث عن معنى القوامة وما يدور اليوم في كتابات كثير من الصحفيين وغيرهم حول الاعتراض – إن صح التعبير- على القوامة, فأنا أريد الحقيقة أننا نفرق بين المفهوم الصحيح للقوامة والمفهوم الخاطئ للقوامة والمعنى الصحيح لهذه الآيات حتى يتنبه الإخوة المشاهدين للمفهوم الصحيح لهذه الآية ولقوامة الرجل على المرأة. تفضل نبدأ معك يا دكتور مساعد حول هذه النقطة
د. الطيار: نعم، وسبق أن نبّهت إلى أنّ استخدام أو إلى أنّ النظر إلى ثبوت القوامة هذا واضح ثبوته بالنص القرآني (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء) فهذه القوامة من أين تؤخذ؟! من الشرع، نرجع إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم وننظر إلى تطبيقه العملي في تعامله مع أزواجه وبناته ومن حوله ممن هو وصيّ ووليّ عليهم ومن هنا تؤخذ القوامة الحقيقية
د. الشهري: يعني معنى هذا يا دكتور مساعد أنّ القوامة ليست فقط هنا بعض الناس تنصرف القوامة إلى قوامة الزوج على زوجته
د. الطيار: لا
د. الشهري: وإنما مفهومها قوامة الرجل على من يلي أمره مهما كانت بنته أو زوجته أو أخته إذا كان هو الذي يقوم عليها
د. الطيار: نعم لأن النص كما هو واضح (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء) ولهذا نقول إن بعض الصور التي يقع فيها خطأ في تطبيق القوامة وهي نوع من تسلط الرجل على المرأة أنها ليست من الشرع في شيء, ويجب أن نفرق بين ما هو من الشرع وما هو من العادات أو أحيانًا قد يكون من طبع الشخص أحيانًا بعض الطبائع أو بعض طبائع النفوس يكون لها سلطة على الآخرين لأنه بطبيعته هكذا يعني متشدد ويرى أن كل شيء خطأ لا تفعلوا كذا، لا تفعلوا كذا وفيه مندوح أو مباح
د. الشهري: والشرع أيسر من هذا
د. الطيار: نعم الشرع قد أباح هذا ويسّره. إذن نقول الرجوع أو المهم جدًا ونحن نتكلم أننا حينما نزن القوامة نزنها بماذا؟!
د. الشهري: بميزان الشرع
د. الطيار: بميزان الشرع
د. الشهري: واذكر أنك اقترحت اقتراحًا وهو تتبع يعني تطبيق القوامة في السنة النبوية وفي عمل الصحابة رضي الله عنهم وهذا والله بحث فكرة جميلة جدًا, عندك شي دكتور محمد حول هذه النقطة؟!
د. الخضيري: نعم, أنا الحقيقة يمكن بعد أن أستدرك حتى ما ذكره أبو عبد الملك كلمة التسلط وغيرها من الكلمات يمكن أن تكون أيضا موهمة, ونحن نقول المعنى الذي يجب أن يُنفى هو أن لا يكون الرجل ظالمًا ومتعديًا للحد في أخذه بهذا المفهوم. هذا المفهوم يعني أن يكون هو المدير الرئيس القائم على هذا البيت الذي يحل المشكلة ويعين على أن يُدار الأمر في بيت الزوجية وعشّ الأسرة بأسلوب طيب. أنا أظن أن كل واحد لو رجع إلى منطق العقل أو إلى منطق الواقع فإنه لا يمكن أن يجد مُنشأة إلا ولهذه المنشأة مدير, هذا المدير من هو؟! في جو الأسرة المكون من رجل وامرأة؟! لا يمكن أن تكون المرأة, هذا يجب أن نُزيله إلا إذا قلنا لا نريد أن نفصل في البشر نضع لكل أسرة محكمة
د. الشهري: حسب المؤهل يا شيخ
د. الخضيري: حسب المؤهل أو حسب السن أو الاسم أو الجمال أو النسب أو الحسب, لا, الرب سبحانه وتعالى يذكر قاعدة تامة مناسبة للواقع ومناسبة للعقل ومناسبة للفطرة وهي التي يهتدي إليها الناس. ما من منشأة في العالم كله إلا ولها قيّم، القيّم في عش الزوجية يجب أن يكون هو الرجل, الشرع جاء مؤكدًّا لهذه الحقيقة العقلية والواقعية التي اتفق عليها البشر ومدعمًّا لها لكن مثل ما تفضل الدكتور بحيث لا يستخدمها استخدامًا سيئًا كما يفعل مع الأسف بعض الناس ويجعل بعض المغرضين تصرفاتهم حجة على الشرع، لا يا أخي تصرفاتنا عمرها ما كانت حجة على الشرع إذا أساء مسيء فإساءته على نفسه, الشرع وضع قاعدة وهذه القاعدة صحيحة ومتفقة مع العقل والواقع والفطرة ولا تنسجم ولا تستقيم الأمور إلا بها, ومن يسيء استخدامها فإنما يُسيء على نفسه. يعني مثلًا الكتابة فضيلة ويُسعى إليها ويُعلم الناس إياها, لو جاء إنسان واستعمل الكتابة في أمر سيء هل نذمّ الكتابة؟! ما نذمّها, نذمّ القراءة؟! ما نذمّها وإنما نذمّ من استخدمها بأسلوبها السيئ
د. الشهري: جميل، ويبدو لي أنّ حتى هذا مركوز في فطرة الرجل وفي فطرة المرأة, الرجل مركوز في فطرته أنه يحب أن يكون هو المسؤول عن امرأته وعن بنته وعن موليته أليس كذلك؟! وعنده القدرة على ذلك ويقع في نفسه وربما يغضب لو رأى خلاف ذلك, لو وجد أن الزوجة هي التي تتصرف وتدير الأمور وتتجاوزه يشعر بنوع من الدونية. على الجانب الآخر يبدو لي أن المرأة بطبيعتها أيضًا تحب أن يكون زوجها هو الذي يدير الأمور وترى في هذا النوع من الرجال الرجل الكامل الذي يعني ترغب المرأة فيه والمرأة حتى لو كانت هي التي تتسلط أحيانًا وتدير الأمور هي في نفسها لا تحب هذا النوع من الرجل الذي ينقاد لها في كل صغيرة وكبيرة
د. الخضيري: يحدثني الدكتور عبد الحيّ يوسف يقول عُرضت علي مشكلة بين رجل وامرأة, المرأة كانت دكتورة أو طبيبة والرجل تعليمه عادي وإنسان بسيط جدًا لكن ما الذي حدث؟! المرأة يقول إتصلت بي وقالت أنا لا أطيق العيش مع هذا الرجل وأريدك أن تتدخل للإصلاح بيني وبين زوجي يقول وبالفعل لأن الرجلين لأني أعرفهما أو له بهما صلة جئت إلى
د. الطيار: هذا على سبيل التغليب الرجلين؟!
د. الخضيري: أنا قلت رجلين؟!
د. الطيار: نعم، لا بأس، لا بأس
د. الشهري: الرجل والمرأة
د. الخضيري: الحاصل يقول جلست معهما لأسمع منهما فقلت للمرأة تحدثي ماذا عندك حول هذه القضية؟ قالت أنا زوجي هذا منذ أن تزوجت ما في يوم قال لي لم دخلتِ؟ ولم خرجتِ؟ وأين ذهبتِ؟ ولماذا اشتريتِ؟ ولماذا تصرفتِ ذلك التصرف؟ أنا زوجي هذا لحم ودم من دون أن يكون هناك روح أو تدخل في شؤوني، أنا امرأة أريد رجلًا يكون له كلمة في هذا البيت
د. الشهري: إفعلي ولا تفعلي
د. الخضيري: تقول لأِشعر بالفعل أن معي رجل, رجل أحس بأن له قدرة وله حق وله قوامة وله إدارة في هذا البيت يعني شخصية لأنها تفخر بهذه الشخصية. ولذلك يُقال كثير من النساء تفرح أو تتلذذ عندما يكون زوجها يقول لها لا في مواطن التي تستحق هذه الكلمة بحيث إنها إذا رجعت إلى رشدها وآبت إلى عقلها بعد ساعة أو ساعتين أو يوم أو يومين قالت الحمد لله أن لي زوج يردعني عن تصرفاتي البلهاء أو السفيهة. يقول لي الدكتور فسألت الرجل قال يعني والله أبدا تتصرف كما تشاء وأنا ما يعني
د. الشهري: وهي إنسانة متعلمة وأنا أثق فيها
د. الخضيري: المهم يقول لي الدكتور فقمت من بينهما ولم أستطع أن أتكلم بكلمة واحدة, السبب إن المرأة ذكرت شيء بالفعل شعرت أنه وجيه في نقدها لهذا الزوج الذي لا يُقدم ولا يُؤخر ولا يهش ولا ينش كما يقول العوام
د. الشهري: طيب أفرض أنه استجاب لقولها هذا وصار كل شي لازم يدقق فيه فتعود مره ثانية وتقول فكوني من هذا النشبة!
د. الخضيري: وهذا خطأ, إذن ذاك خطا وهذا خطأ. ولذلك الكريم هو الذي شرحناه في مرات ماضية يتغافل ويُدير الأمور ويسوسها ويغضي على المرأة لو سمع منها كلمة نابية لو جرحته لو تأبّت عليه لو لم تسمع شيئًا من كلامه أو تطبق شيئًا من توجيهاته ما يتابع ويدقق على كل شيء، هلّا ذكرت أبيات بشار البرد التي قال فيها
د. الشهري:
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت وأيّ الناس تصفو مشاربه
وهناك بيت أحسن منه يقول:
وتغافَل عن أمورٍ جمةٍ لم يفز بالفضل إلا من غفل
د. الخضيري: وأيضا بيت آخر
د. الشهري: هل هو بيت أبو تمام؟
ليس الغبي بسيّدٍ في قومه
د. الخضيري:
لكن سيد قومه المتغابي
يعني الذي يرى كثير من
د. الشهري: يسوّي نفسه يعني كأنه ما رأى
د. الخضيري: لكنه لا ؟؟؟؟؟ في الجملة قوامة هذا البيت وإدارته وإتاحة الفرصة للناس في أن تُخطئ في ظل هذه الحدود والضوابط
د. الشهري: في حدود الصلاحيات والأنظمة
د. الخضيري: نعم جميل جدا
د. الشهري: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) دكتور مساعد الآن ذكر الله جانبين لمنح الرجل هذه المنزلة وهي منزلة القوامة فقال: (بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) يعني بما فضل الله جنس الرجال على جنس النساء (وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ)
د. الطيار: جميل, لاحظ الآن نعود إلى المسألة المهمة التي تكلمنا عنها وهي قوله: (بما فضل) من؟! الله, مره ثانية!, ولهذا نقول: (ولا تتمنوا مافضل الله) هنا قال: (بما فضل الله) فإذن الاعتراض على أصل القوامة إن اعترض أحد على أصل القوامة هو اعترض على شرع الله سبحانه وتعالى! نقول هذا مرتبط بتفضيل الله سبحانه وتعالى لجنس الرجال على جنس النساء. يعني جنس الرجال أعطاه الله سبحانه وتعالى قدرة على القيادة وقدرة على التحمل المشاق وقدرة على الصبر على مشاق الحياة ولم يعطها للمرأة, فهذا نوع من التفضيل لجانب الرجال بما فضل الله بعضهم على بعض. وهناك نوع من التفضيل أيضًا في جانب النساء لو كل رجل يقوم به, فعلًا تصور دكتور عبد الرحمن لو قيل لك مثلًا سنختبرك أسبوعًا نأخذ أم عبد الله ونذهب بها إلى أهلها, وتجلس أنت مع الأولاد, أعمار أولادك صغار هل تستطيع أن تتحمل في أسبوع؟!
د. الشهري: والله أسبوع أحاول!
د. الخضيري: والله ولا يوم, نسأل الله أن لا يخلينا جزاهنّ الله خيرًا
د. الطيار: لاحظ إذن إنّ المرأة في هذا الجانب أفضل من الرجل, والرجل في ذلك الجانب أفضل من المرأة, لكن جنس الرجل لا شك أنه أفضل من جنس المرأة. طبعًا من الأسباب الشرعية والعقلية والواقعية معها أيضًا أن المرأة جزء من الرجل ولا يمكن أن يكون الجزء أفضل من الكل أو الفرع أفضل من الأصل. لأنه فيما سبق لما أخذنا في الآية الأولى قلنا (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) فإذن هذا جانب يجب أن يراعى. وأنا أقول حقيقة أنّ من يتشدق أحيانًا ببعض الكلام من بعض الصحفيين المساكين الذين يريدون أن يكتبوا أحيانًا ما يحسّون أنهم ينتجون به شيئًا يرفع قدرهم فيما يدّعُون طبعًا عند الناس, أو يجعلهم دائمًا في الواجهة حتى ولو كان بأمرٍ سوء والعياذ بالله, هؤلاء مساكين هم يُخالفون الفطرة والعقل, واذهب إلى جميع أقطار العالم حتى العالم المتحرر لا يمكن أبدًا أن تجد في أغلبهم وأعمّهم أنّ المرأة هي الأصل والرجل الفرع أبدًا. نتكلم نحن الآن أمام واقع اذهب وابحث أنت إذا كنت ترضى بالبحث الميداني والبحث الإحصائي فدونك الآن هذه المجتمعات الكافرة أعطنا أنّ النساء أو الرجال خالفوا معنى هذه الآية الذي هو مرتبط أصلًا بخلقته
د. الخضيري: إذ ا أردت أن تكتشف الفطرة, انظر للأطفال وهم يلعبون, قد تجد طفلا ذكرًا ومعه مثلا بنت أو بنتان أو ثلاث يلعبون بفطرتهم وسجيتهم تجد أن البنت تبعٌ للولد، نادرًا ما يختلف الوضع علماً بأن ما أحد أملى عليهم أن ينظموا أنفسهم بهذه الطريقة لأن الله جبل المرأة على أن تكون تابعة لهذا الرجل وتركن إليه وتستند عليه. إسمع شهادات كبار السن من النساء ماذا يقولون لك؟ يعني من هي المرأة ؟! المرأة ضعيفة، المرأة تحتاج إلى رجل يكون سنداً لها, وتستظل بظله وتركن إليه وتأوي إليه, يحميها يدافع عنها يقوم بها ينصرها وهذا شيء نحن نشاهده ونراه. أُنظر إلى القوة البدنية وهذا من التفضيل ما أظن إن أحد يريد أن يماري أن قوة الأبدان عند الرجال دون النساء, قوة القلب أيضًا, في الحروب من الذي يصبر؟ من الذي يدافع عن البلاد؟ ما أظن في دولة من الدول من أول العالم إلى اليوم جعلت جيشها من النساء وتركت الرجال في المزارع وفي البيوت للطبخ والكنس وغيرها
د. الشهري: مع أنهم أدخلوها الآن، أدخلوا المرأة في الجيش
د. الخضيري: أدخلوها لماذا؟! لأغراض أخرى الخدمات المساندة وهذا هو الواقع, وليس هذا تقليل من قدر المرأة بالمناسبة, هي خلقت في مهمة إذا وضعت في غيرها
د. الشهري: كما قال عمر بن أبي ربيعة:
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جرُّ الذيول
لكن أنا صرت
د. الطيار: لكن هناك أيضًا فائدة وهي أنّ بروز بعض النساء وهذا يعتبر شاذًا ما نقول قليل بل هو شاذ نتكلم عن ملايين مملينة وليس عن يعني بروز بعض النساء في مناصب قيادية مثلًا أحدهم يقول شجرة الدر وآخر يقول بلقيس يتكلم والثاني يقول تاتشر وثالث يقول يعني نقول هذه التي تتغنّى بها وتذكرها مثالاً كم هي بالنسبة لما نحن فيه اليوم وللقرون التي مضت شيء لا يذكر, لماذا تجعل هذا أصل؟
د. الخضيري: تخرب القاعدة
د. الطيار : وتجعل هذا هو الأصل ويتكلم على هذا الأمر كان هؤلاء النسوة هنّ الأصل
د. الخضيري: أيضًا عند نزول المصائب, انظر كيف صبر النساء؟ّ! بل عند حلول بعض الإشكالات الآن, الآن عندما يصير بس في التماس كهربائي في بعض المدارس النسائية تسمع الصراخ والصياح وتصعق بعض النساء ويطأ بعض النساء بعضهن, وحصل هذا مره في حيّنا والله, حصل التماس كهربائي بسبب المطر انقلبت المدرسة, ووطئ بعض النساء بعضهن من كثرة العجلة, ومنهن كانت امرأة حامل ودُعيَ الإسعاف وإلى آخره في النهاية كان هناك شوشرة خفيفة. بل هناك أمر غريب جدًا حدثني أحد الأزواج زوجته طبيبة نساء وولادة, يقول لي زوجتي تقول بالخبرة تبين لنا أنّه في الشدائد ما يصلح لها إلا الرجال, أحيانًا عندما تُجري المرأة عملية شقّ البطن عند الولادة للمرأة “العملية القيصرية” يقول أحيانًا المرأة ما تستطيع سحب الولد من بطن المرأة, يحتاج إلى قوة, أحيانًا هذه القوة ليست مفقودة عند المرأة بقدر ما هي قوة العزيمة، تخاف، خصوصًا عندما تنبعث الدماء أو يكون هناك نزف تقول لا بد ونضطر اضطرارًا إلى دخول الرجال مع أننا قد نكون نُجري عمليات أكثر ونُزاول هذه المهنة بشكل أكبر ولكن مع ذلك لا غنى لنا عن الرجال لأنهم أقدر وأقوى وأثبت قلوبًا وخصوصًا عندما تكون مسألة فيها نزف. عندما يأتي النزف المرأة تخرج, طبيبة على قدرتها وإمكاناتها وخبرتها الواسعة تخور! بينما الرجل يجري هذه الأمور وهو ثابت أو رابط الجأش ثابت القلب, أنا لا أقصد بهذا التهوين يا جماعة ولكن
د. الشهري: فطرة الله التي فطر الناس عليها
د. الخضيري: هذي طبيعة وهذي طبيعة, مثل ما قال عمر بن الربيعة: كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جرُّ الذيول
د. الشهري: جميل, هذا مما فضّل الله به الرجال أولا: بالتكوين والتركيب والخِلْقة والفطرة فطرة الرجل والعقل كمال العقل ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادة المرأة أو المرأتين تعادل شهادة الرجل هذا أيضًا من كمال عقله
د. الطيار: (فرجل وامرأتان). إن تكرمتم أبو عبد الله المعني الثاني: (وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) نقف عندها مثل ما ذكر الدكتور محمد سابقًا بإشارة مهمة جدًا أنّ من مشكلاتنا ونحن نعالج بعض القضايا الشرعية, أنا نتصور واقعنا الذي نعتبره استثناء, مثال ذلك الآن الأصل الآن في النفقة هل المرأة هي التي تنفق على الرجل؟ أو الرجل الذي ينفق على المرأة؟!
د. الخضيري: طبعًا في شرع الله الرجل هو الذي ينفق
د. الطيار: الرجل هو الذي ينفق, ويدل عليه أو يشير إليه قول الله بحانه وتعالى في سورة طه: (فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) ولم يقل تشقيان, والعلماء يقفون عند هذه وينبّهون إلى أنّه قال (فتشقى) قال لأنّ على الرجل الحرث والزرع والبحث عن المال والطعام وجلبه للمرأة يعني المرأة ماذا؟! مخدومة
د. الخضيري: وأيضا لأنّ شقاؤه شقاء لها، إذا شقيَ هو شقيت هي أيضًا
د. الطيار: فلو جئنا الآن لهذا الوقت, العصر الذي نعيشه الآن, الحمد لله الكثير من النساء حتى في جميع العالم كثير من النساء بدأنَ يتوظفن ويستلمن رواتب. نقول للمرأة أنتِ إذا أخذتِ الراتب لستِ ملزمة بدفع قرش واحد لزوجك ولا أن تدفعي في هذا البيت أي شيء لو اكتنزتيه وقلتِ لن أدفع شيئًا سأجعل مالي هذا لي أتصرف به ما أشاء وأنت يلزمك عليّ النفقة, يقول لها على العين والرأس كلامك هو لك, وهذا هو شرع الله بمعنى
د. الشهري: لكن ينفق وهو مقهور!
د.الطيار: هذه قضية ترجع إليه! لكن المقصود أنّه مع وجود المال بين يدي المرأة أو قد تكون المرأة ورثت إرثًا, فالرجل هو المطالب بالنفقة, وتدّخل الزوجة إذا كان الله أعطاها مالًا, تدّخلها مع زوجها في النفقة هذا كرم منها لكنه ليس هو الأصل, فعودة لما ذكره د. محمد وهي مهمة جدا أننا أحيانًا نتصور الواقع الذي نعيشه ونحن نفسر الآيات وننسى تاريخ طويل جدًا عاشته المرأة وهي قعيدة في البيت والذين كنّ يشتغلن قليل وإنما كانت المرأة تجلس في بيتها وتُربّي الأطفال
د. الشهري: هذا المعنى يامشايخ ما أذكر أننا توقفنا عنده لمّا مررنا بآيات المواريث عندما قال الله سبحانه وتعالى: (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) والإشارة إلى ما يُتهم به الإسلام أنّه عنصري يفضّل جنس الرجال على جنس النساء فيعطي الذكر مثل حظ الأنثيين ولم نتوقف عند المسؤوليات
د. الطيار: لا أشرنا إليها, أذكر إننا أشرنا قد لا نكون أطلنا
د. الشهري: لأن أيضًا هذه الآية ترتبط بها (وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) يعني الزوج ينفق والأخ ينفق والوالد ينفق والمهر فيستحق أن يُعطى الضعف
د. الطيار: هذا أشرنا إليه
د. الخضيري: ولذلك قال: (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) مثل حظّ لما قلنا حظ الأنثيين الذي أعطاه للمرأة هو أقرب مايكون إلى أنّه حظّ لأنها لا تُكلّف, يأتيها كل شيء
د. الشهري: سبحان الله العظيم! يعني ما في فعلًا أنت عندما تتأمل المرأة ما هي مطالبة تنفق في الشرع في أي وجه في الأسرة يعني
د. الخضيري: في قضية الأدوات الموجودة في قوله: (بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا) الباء هذه طبعًا سببية أي بسبب و” ما” هنا يمكن أن تكون موصولة ويمكن أن تكون مصدرية أي بتفضيل الله بعضهم على بعض وبإنفاقهم أموالهم
د. الشهري: هذا يدل على أهمية المال في حياة الأسرة المسلمة أليس كذلك؟! في حياة المسلم, تذكرون في أول السورة قال: (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً) لاحظ فعلًا أنّ المال مهم جدًا لدرجة جعله الله من أسباب تفضيل جنس الرجال على جنس النساء, فهذا فيه إشارة على إن الواحد يحاسب صح أم لا؟
د. الخضيري: صحيح
د. الشهري: وهذا أنا ألاحظ في حياة الأسرة أو في حياة كثير من الأسر المسلمة المرأة مبذِّرة, وغالبًا تكون من أسباب افتقار الأسرة
د. الخضيري: وتبديد لمدخراتها
د. الشهري: وعندها في ذلك وجهة نظر يعني النساء يتواصين بأن يُحرص على تفليس الزوج أولًا بأول يعني حتى لا يجتمع عنده شيء من المال فيفكر في الزواج وتطمح نفسه في أن يتزوج زوجة ثانية وثالثة وكذا
د. الخضيري: ولكن الزوج الحكيم يستطيع أن يُلبّي حاجات المرأة وينفق عليها دون أن يجعل للمرأة سلطاناً على ماله فتبدده, ونحن نقول سبحان الله وأنا أقول هذا من نظرة اجتماعية ظاهرة جدًا مع كثرة من توظفن في المجتمع من المدرِّسات وغيرهن من الموظفات إلا أنّ مدخراتهن قليلة جدًا ولا يكاد يُعرف فيهنّ ما يسمّى برجال أعمال سيدات أعمال إلا قليل قليل جدًا
د. الطيار: غالب هؤلاء سيدات أعمال ممن
د. الخضيري: لأنهن لا يحسنّ التصرف في المال. تقول لي إحدى الأخوات أنّ كثيرًا من المعلمات معنا لا يأتي نصف الشهر ومعها من مالها شيء, وإني أسألهن أقول ماذا تصنعون بالمال؟ تقول والله لازم أطلع للسوق باستمرار واشتري وهدايا للأصحاب والصاحبات والصديقات والأخوات ومن أنجبت ومن أعرست ومن..
د. الشهري: ومن أوصانا بالدعاء
د. الخضيري: يعني ما تترك وفي النهاية سبحان الله هذا المال يذهب في غير الأشياء التي تقوم الحياة بها. يعني في نوافل الأمور بل في توافه بل في سفاسف الأمور, يعني كونها في كل يوم تبدو, تقول لي إحدى النساء عندنا بعض المدرسات في كل يوم تُرى في لبس لا تُرى عليه سائر العام طبعًا معنى هذا أنه إذا لُبس لا يُلبس مرة أخرى
د. الشهري: أي ميزانية تصمد لمثل هذه المرأة؟!
د. الخضيري: يا أخي يحدثني بعض الباعة يقول إنّ بعض المدرسات تأتي إلينا ومعها الراتب عندما كان الراتب يُصرف نقدًا ربطة وحدة, فعندما تشتري مجموعة من الأشياء, أقول لها الحساب كذا ما تحسن أن تُحاسبني
د. الشهري: تعطيني الراتب كاملًا
د. الخضيري: تقول خذ حقك وردّ لي الباقي. فيقول لولا أن يجعل الله في قلبي خوف وأمانة منه لكنت آخذ شيئًا زائدًا ولا تستطيع أن تحاسبني على ذلك! وهذا يدلك على ما طبعت عليه المرأة لأن هذه ليست شغلتها أصلًا
د. الشهري: (أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)
د. الخضيري: وهذا يا إخواني ما نقوله ونقسم بالله على ذلك انتقاصًا لقدر المرأة نحن نقول الرجل لا يُحسن أن يرعى طفلاً ,الرجل لا يُحسن أن يسوس البيت من داخله
د. الشهري: والله يوم تقول أنت إنك تقدر ترعى الأطفال والله حتى أنا نفسي أتورط في نفسي إذا غابت زوجتي, لا تُحسن تصنع طعام ولا تصنع
د. الخضيري: تبقى كأنك يتيم
د. الشهري: هذا والله إنه من كمال المرأة. أن تكون بهذه المثابة وترعى للرجل حقه وقوامته ومسؤوليته وتبقى هي في حدود مسؤوليتها والله إنّ هذا من كمالها ومن كمال جمالها ومن كمال مكانتها في حياة الأسرة
د. الخضيري: أنا أقول الأسرة يا أبو عبد الله يمكن ذكرت ذلك قبل, الأسرة يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما النساء شقائق الرجال) والشقيق يعني من يكون في شق وأنت في شق, يعني هو له جوانب يكملها لا تستطيع أنت القيام بها, وأنت كذلك أيضًا لك جوانب تكملها لا يستطيع الآخر أن يقوم بها. كذلك الرجل والمرأة في البيت فالرجل عليه أن يوجد هذا البيت وأن يحفظ هذا البيت وأن يؤمنّ لهذا البيت سبل العيش الكريم, من أراد أو سولّت له نفسه أن يمدّ يد السوء إلى هذا البيت و إلى أحد مما فيه فهذه مهمة من؟! الرجل. أما المرأة فهي التي تصنع من هذا البيت جنّة سكن يأوي جميع أفراد الأسرة بمن فيهم هي إليه فيسكنون ويرتاحون ويستترون ويطمئنون. المرأة إذا فهمت هذا الدور وقامت به, والرجل إذا فهم ذلك الدور وقام به هنا استقامت الأمور وأنّ السعادة لا بدّ وأن ترفرف على هذا البيت. لكن إذا كان الرجل يتدخل في الداخل تدخلاً سافراً بمعنى أنه يتدخل في شئون المرأة كيف رتبت الأواني في المطبخ مثلًا أو كيف تطبخ أو أعطيك مثالًا آخر وهي قصة وقعت في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل كان عسكريًا فتقاعد ولما تقاعد جلس في البيت, طبعًا هو لا ينام بعد الفجر, لمّا جلس المرأة أعدّت قهوة وكذا وأعدّت لأطفالها الطعام والشراب ثم ذهبت لتنام, هو طبعًا ما جاءه النوم لأنه معتاد أن يخرج إلى العمل بعد ما يذهب بالأطفال, فاستغرب أنّ بقايا الإفطار والسفرة بقيت على ما هي عليه والمرأة ذهبت للنوم, يا حرمة كيف تجعلين هذا باقي على ما هو عليه؟! المرأة تذمّرت أنّ الرجل تدخّل في شيء هو من شأنها ومن شغلها, الأمور بدأت تزداد سوءا, الرجل شعر أو اكتشف بعد الخمسين أنّ المرأة تعمل أشياء منكرة في البيت ما كان يراها من قبل! فالمهم بدأت الإشكالات وارتفعت الأصوات وحصلت الخصومات وذهبوا إلى القاضي, القاضي سأل المرأة ما القصة؟ ما جوابك عمّا يقول هذا الرجل؟! قالت يا شيخ أنا كنت أفطّر أولادي ثمّ أروح أرتاح وبعد ما أستيقظ الساعة التاسعة التاسعة والنصف أقوم أضفّ العفش وأزيّن كل حاجة ثمّ أذهب إلى جيراني, قبل ما يأتي زوجي الساعة الثانية أو الثانية والنصف أكون أعددت الغداء وهيّأت البيت وزينّت كل حاجة, فهو عندما ذهب رأى خيرًا وعندما جاء رأى خيرًا, الآن بدأ يدخل هذه ما يدخل فيها وليست من شأنه, فالشيخ أدرك بفطنته أنّ المشكلة في فراغ الزوج وبقاءه في البيت بدأ يتدخل داخل هذه الجنّة يُريد أن يُديرها هي ليست من شأنه, إدارتها من شأن المرأة فحَكَم على الزوج بوجوب الخروج من البيت الساعة السابعة صباحًا قال يا شيخ أين أروح؟! قال له إذهب للحرم هو في المدينة قال إذهب للحرم أقرأ قرآن وانفع نفسك أنت الآن مقبل على الآخرة
د. الشهري: متقاعد؟!
د. الخضيري: نعم متقاعد مقبل على الآخرة انفع نفسك ولا تأتي إلا بعد صلاة الظهر قالت المرأة إذا كان الأمر كذلك فلن يرى مني إلا خيرًا لأن الفترة هذه أنا التي أتصرف
د. الشهري: عنيدة زوجته كانت رتبت السفرة وانتهت المشكلةَ
د. الخضيري: لا في شي آخر هو النوم هو يقولها قومي صلحي الغذاء، وزيني كذا واصنعي كذا بدأ يتدخل طبعًا عسكري حياته كلها قائمة على الأوامر
د. الشهري: جميل جدًا, نحن أطلنا في حقيقة القوامة كثيرا لكنها كانت مهمة الحقيقة لأنها من الأشياء التي تُفهم الآن فهماً خاطئاً والآن بدأت المؤتمرات التي تريد أنها تنتصف للمرأة كما يقولون, بدأت تُثير هذه القضية تقول يجب عليك أن تطالبي بحقك والرجل ينبغي أن يُوقف عند حدّه وفعلًا والله
د. الطيار: هي سمعت للرجل الآن هي في هذا القول سمعت للرجل الآن هو الذي يقول لها طالبي بحقك
د. الشهري: لا، المرأة نفسها النساء مجموعة من النساء يأتمرون
د. الطيار: الذي بدأها هو رجل
د. الشهري: ممكن. نعود إلى قوله: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ) كأنّ هذه الآية تقسم النساء إلى قسمين: قسم من النساء صالحات يتقبلنّ هذه القوامة بصدر رحب ويرضينَ بهذه القوامة التي جعلها الله سبحانه وتعالى فطرة فطر الناس عليها لأنّ الله قال: (بما فضّل الله) فرضيت بهذا التفضيل الإلهي، (قانتات) والقانتات المقصود بها مطيعات هذا النوع الأول وسكت عن النوع الثاني
د. الخضيري: لا، ما سكت، بل جاء به
د. الشهري: في الآية التي بعدها
د. الخضيري: لا، (واللاتي تخافون نشوزهن)
د. الشهري: صح هذا النوع الثاني صحيح!
د. الخضيري: الآن تجد بعض النساء تؤذي زوجها مثلًا بكونها تصوم الاثنين والخميس أو تقوم من الليل ما قامت أو تتصدق أو تذهب للعمرة أو تعتكف أو غير ذلك, وما تدري إن صلاح المرأة في اجتهادها في أن تُطيع زوجها وتتحبّب إليه, كما في حديث أسماء بنت خارجة هي أليس كذلك؟! لمّا جاءت وقالت يا رسول الله فضّل الله الرجال بالجهاد والجمعة والجماعة وذكرت أشياء فما لنا نحن النساء ونحن قاعدات في بيوتكم طابخات طعامكم مغسلات ثيابكم ويعني حاضنات أطفالكم ما لنا نحن يا رسول الله؟! فقام الرسول صلى الله عليه وسلم مُتعجّباً من حسن السؤال, هل سمعتم سؤالاً أحسن من هذا السؤال؟! أو امرأة تفوّهت بمثل هذا؟! قالوا يا رسول الله ما سمعنا!, قال أبلغي مَنْ وراءك من النساء (أنّ حُسن تبعُّل إحداكن لزوجها يعدل ذلك كله) فنقول يا أختي المسلمة الصالحة هي التي ذكرها القرآن بهذا الوصف وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرّته وإن أمرها أطاعته وان غاب عنها حفظته في نفسها وماله) لاحظ، فحدد النبي صلى الله عليه وسلم من هي المرأة الصالحة. طبعًا نحن نقول أن هذه أسس صلاح في المرأة, ما جاء بعدها من حرص المرأة على التلاوة والتعلم والقيام والدعوة وغير ذلك هذا أمر تشكر عليه المرأة ولن يضيع عند الله لكن بشرط أن لا تُضيّع في الواجبات. وهنا قال (قانتات) دكتور مساعد قال قانتات: مطيعات لأزواجهن نحن نؤكدّ على هذا المعنى لماذا؟! لأنّ السياق يدلّ عليه, ماذا قال الله في أول الآية؟ قال : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء) لما يكونون قوامّين يحتاجون إلى نساء مطيعات هذا واحد
د. الطيار: لا ناشزات
د. الخضيري: ثم قال بعدها (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ) إذن ضدّ الصالحات من تخافون نشوزهن, إذن القانتة هي التي تطيع, والسنة تؤيد هذا المعنى قال: (الدنيا متاع وخير متاع المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرّته وان أمرها أطاعته) هل يمنع هذا أن يكون القنوت بمعناه العام؟! لا يمنع، وهو أن القانتة هي المطيعة لله والمطيعة لزوجها لا يمنع ذلك لكن هذا هو الأخصّ
د. الشهري: طبعا إنتهى الوقت, لكن قبل أن أختم اللقاء أشير إلى مفهوم خاطئ يتداوله الكثير من النساء يظنّون أنّ المرأة إذا كانت مطيعة لزوجها أنّها إنسانة ضعيفة الشخصية
د. الخضيري: وهذا غاية الخطأ
د. الشهري: مع أنّ الله سبحانه وتعالى أكدّ على هذا الوصف وجعل من صفات المرأة الصالحة أنّها قانتة مطيعة لزوجها وأنّ ليس ذلك لا من ضعف شخصيتها ولا من جهلها ولا من قلة حيلتها, ولعلّنا نفيض في هذا المعنى إن شاء الله ونُكمل الحديث حول هذه الآية في المجلس القادم بإذن الله تعالى. حتى نلقاكم أيّها الإخوة المشاهدون في اللقاء القادم من “بينات” نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 17 رمضان 1431 هـ