برنامج بينات

برنامج بينات – 1431هـ- تأملات في سورة النساء الآيات 5-6

اسلاميات

الحلقة الخامسة

د.  الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ومن والاه. مشاهدي الكرام تحدثنا في المجلس الرابع الماضي من مجالس تفسير سورة النساء حول قول الله عز وجل (وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً{4}) ثم قال الله عز وجل بعدها (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا) وفي هذه الآية كنا قد ابتدأنا حول تعريف السفه وبيان حقيقة السفيه واليوم نتم الحديث حول هذه القضية بإذن الله عز وجل ونسأل الله أن يوفقنا فيه للخير لكن بعد أن نستمع لجملة من الآيات فدعونا ننصت لها ونسأل الله أن يجعلنا من الخاشعين .

الآيات :

(وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5) وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6))

مشاهدي الكرام بعد أن استمعنا إلى هذه الآيات الكريمة نبدأ الحديث حول قول الله عز وجل (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5)) قوله (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ) بينا فيما سبق حقيقة السفيه وأنه الذي لايحسن التصرف في الجملة وسواء كان هذا من الرجال الذين يوصفون بالسفه وهذا الوصف حقيقة فيهم أو من الأطفال اليتامى الذين تقدم ذكرهم في الآية أو من النساء وقد حمل كثير من السلف السفه وفسروا السفهاء على النساء منهم ابن عباس وليس هذا لأن السفه مقصور عليهم ولكن لبيان أنه كثير فيهم وأن كثيرًا من النساء لا تحسن التصرف في المال وتصرفه في غير الأمور المهمة ولاتجعله في الأمور التى لا تقوم الحياة إلا بها، فتجد المرأة تبدل في الملابس وتغيّر في المجوهرات وفي أشياء كثيرة ليست هي من أساسيات الحياة، فيذهب المال من بين يديها ولعل والله أعلم الإحصائيات تحكي هذا وبكل قوة. أنا قرأت مرة إحصائية إنه 61% من القوى العاملة في العالم هي من النساء و 1% من مدخرات الموجودة في العالم هي من ملك النساء مما يدلك على أن النساء لا يحسنّ التصرف في المال ولا يبقين منه شيئًا ولذلك إذا وقع في أيديهن مايحسن أن يحافظن عليه ويبقينه للمهمات

د.  الشهري : هذا طبعًا غالبًا وإلا فيهن ممن يحسن التصرف.

د.  الخضيري : هذا غالبًا وإلا منهن من هو خير من كثير من الرجال ولكن ينبغي للزوج وينبغي للأب وينبغي للأخ وينبغي ممن ولاه عز وجل أمر امرأة أن يتبين فيها هذا فإن كانت تحسن التصرف أباح لها التصرف في مالها وأن تقوم عليه كما تشتهي وتحب وإن كانت ليست بذاك فليأخذ على يدها كما أمر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية .

د.  عبد الرحمن : طبعًا تلاحظ سبحان الله تعالى في هذه الآية تحميل المجتمع مسؤولية المحافظة على المال بصفة عامة في قوله (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً) ففيها أول شيء تحميل المسؤولية لكل من يصح منه الخطاب سواء كان وليًا ليتيم أو وليًا لنساء زوجة أو غيرها أو كان خطابًا لمن لديه أبناء كبار ولو كانوا كبارًا في السن تحميل المسؤولية لأنه أضاف المال له فقال (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ) فالوصف أو الإضافة هنا أنها من باب تحميل المسؤولية لك يعني هذا المال مالك ولايصح لك أن تؤتي السفهاء الذين هذه صفتهم عندما قلنا أن السفه هو الخفة والتى تظهر في عدم حسن التصرف للمال وإساءة حسن التصرف في المال قد تظهر من الصغير وتظهر من اليتيم وتظهر من المرأة وقد تظهر من الكبير الذي لايُحسن التصرف. فبعض السفه هنا في هذه الآية علامته عدم إحسان التصرف قد يكون هذا من طفل صغير أو من امرأة صغيرة أو يكون من واحد كبير لكنه سفيه عمره يمكن ستين سنة لكنه سفيه ينفق الأموال في غير وجهها. هنا تأتي تحميل المجتمع مسؤولية الأخذ على يد هؤلاء والحجر على السفهاء ومنعهم من إساءة التصرف بحيث يضر بالمجتمع وهذا يقع كثيرًا الآن ولهذا قال (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً) وأن المجتمع لايقوم إلا بالمال وكل من يعبث به ولو كان يملكه فهو يعبث بالإقتصاد العام الذي يستدعي التدخل من المجتمع للحجر على السفيه وهذا مبدأ في الإسلام وهو الحجر على السفهاء عندما يظهر من السفيه وإن كان يتصرف في ماله إلا أنه يتدخل في مثل هذه الحالة ويحجر على السفيه ويمنع من إساءة استخدام ماله .

د.  الخضيري : الحجر عند الفقهاء طبعًا على نوعين:

1ـ حجر لحظ النفس .

2ـ وحجر لحظ الغير.

الحجر لحظ النفس هو أن يحجر على الإنسان في التصرف في ماله لئلا يفسده فهذا يسمى حجر على النفس بمعنى أن يحفظ له ماله كالحجر على الصغير وغير الرشيد في التصرفات المالية.

وحجر لحظ الغير هو أن يكون الإنسان قد تراكمت عليه الديون ولا تسدد موجوداته بديونه لا تفي بهذه الديون ويأتي الدائنون ليطالبوا بالمال فهنا يحجر عليه بمعنى أنه ما يتصرف في المال لئلا يضر ببعض الدائنين دون بعض يعني يؤثر بعضهم على بعض لمكانته أو قربه أو غير ذلك يحجر عليه ويأتي الحاكم أو القاضي ويقسم هذا المال بين الغرماء كل بحسبه، هذه أنواع الحجر.

السؤال هنا يا شيخ مساعد (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ) هل المعنى لا تؤتوا السفهاء أموالكم أم أموالهم وسماها أموالكم؟ لأنكم تشرفون عليها ؟

د.  مساعد : وهذا الظاهر (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ) هي تحتمل أهم شيء الصفة الأخرى (التى جعل الله لكم قيامًا) يعني أنتم تقومون عليها بالحفظ والصيانة. فهذا الذي تقومون عليه بالحفظ والصيانة مخالف له أن تعطوه السفهاء لأنهم سيعملون بها خلاف ما هو مطلوب منكم من حفظها .

د.  الخضيري : إذن يصح في الآية فيما يظهر من الحكمة التي ذكرت أن يقول ولا تؤتوا السفهاء أموالكم أنتم فيضيعوها وحرام عليكم أن تدعوها

د.  مساعد :فهو نوع من التبذير أو الضياع.

د.  الخضيري : أو أموالهم هم وجعلها أموالًا لكم لأنكم أنتم تحميلكم مسؤولية إدارتها .

د.  مساعد: وتحفيز على الحفظ كأنها أموالكم ولهذا لاحظ (وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا) أصل مادتها باقية وهم يرزقون فيها كأن المقصود يدور ويتاجر به وينمّى ويكون الرزق فيه لا منه، ليس مستقطعًا منه وإنما كأنه جزء من المال .

د.  الخضيري : لاحظ قول الله تعالى (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ {8}) لأنه من أصل المال يقتطع منه أما هذا كأنه حث للأولياء على أن لايجمدوا هذه الأموال فليعملوا فيها حتى يرزق هؤلاء فيها في هذه الأموال ولا يقتطع منها .

د.  مساعد : ولهذا من الفوائد الانتباه إلى الضمائر وكما كنا ندعو دائمًا لو أن قارئًا أخذ هذه الصفحة وبدأ ينظر إلى الضمائر فقط من بداية الصفحة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ) إلى (حسيبًا) نهاية الآية رقم ستة ويتأمل في الضمائر وعود الضمير سيجد سبحان الله مفاجأة أن الضمائر كثيرة جدًا يعني يمكن أنا الآن لا أعرف كم ضميرًا في هذه الصفحة لكن يمكن أقول حدسًا أنها تتجاوز عشرين ضميرًا في هذه الصفحة، معنى هذا أن الضمائر كثيرة جدًا جدًا ولهذا كان من أكثر علماء التفسير عناية بالضمير ـ فيما أعلم الآن ـ إثنان الطاهر بن عاشور من المتأخرين والطبري من المتقدمين العناية بمرجع الضمير وهذا أمر مهم جدًا لماذا؟ لأنه لاحظ الآن بعض الأحيان تأتي مخالفات في الضمير  (َكلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ{11}) وقال (فَمَن شَاء ذَكَرَهُ {12})) ولم يقل (ذكرها) فما العلاقة بين الضمير المؤنت والضمير المذكر ؟

(َكلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ) يمكن تكون لقصة عبس أو الآيات (فَمَن شَاء ذَكَرَهُ) أي ذكر القرآن وإنما عبر بالضمير المذكر وهو أشمل هنا لأن الضمير المؤنث إن رجع إلى الآيات أو رجع إلى قصة عبس فهي جزء منه فابتدأ بالجزء وختم بالكل. فهذا أمره كثير جدًا ولهذا نحن الآن نلاحظ أنه قال (فارزقوهم فيها) وفي الآية الأخرى قال (منه) فخالف بين الجار والمجرور وعود الضمير إليه فهنا (فيها) دل على أنهم كأنهم هم في هذا المال لاينقطع عنهم بخلاف (منه) يقتطع من هذا المال وليس لهم علاقة به أبدًا أما ما دام فيها فما زال لهم ارتباط بهذا المال.

د.  الخضيري : جميل، دكتور عبد الرحمن لو سمحت لما عرّفت السفيه وقلت هو غير الرشيد قد يفهم كثير من الإخوة المشاهدين بأنه الإنسان الذي يشتري الشيء الرخيص بثمن غالِ مثلًا وما يعطي الأشياء قدرها ولا يحسن المماكسة ويبذل المال الكثير في أشياء مثلًا تافهة الفقهاء ذكروا شيئًا غريبًا جدًا أنا أخشى لو ذكرناه أن ينبهر كثير من المشاهدين من موضوع السفه، من ينفق المال في معصية الله عدّه كثير من الفقهاء أنه من السفهاء .

د.  الشهري : لاشك، والسفاهة تظهر فيه أكثر مما تظهر في ما نسميه الغبن في البيع يعني كونك تشتري شيئًا بثمن غالٍ جدًا أنا أعتبره ظهور السفه أقل من ظهوره في رجل يبذل أمواله في معصية الله وينفقها في معصية الله

د.  الخضيري : لاشك لكن هل يمكن تطبيق هذا في الواقع ؟ الواقع إنه أكثر الناس ونحن نقول هذا والله ولا نتمنى للناس إلا الخير

د.  مساعد : بارك الله فيك ، لكن الحرص عليهم!

د.  الخضيري : إي والله أنهم يبذلون أموالهم في معصية الله واحد يشتري أشياء للغناء والعياذ بالله للفواحش وكذا ولايمنعه أحد من التصرف في ماله لو كان الحقيقة أولياء الأمور يجعلون على مثل هؤلاء من يقوم عليهم متى رأوا منهم إسرافًا في شراء أو بذل المال في مثل هذه المعاصي بالمال أن يؤخذ على يده وأن يحجر عليه. المهم أن الفقهاء نصوا على أن من صرف ماله في معصية الله دخل في السفاهة.

د. عبد الرحمن: أنت تتحدث عن معناها الذي تدخل فيه ثم تطبيق هذا شأن آخر. لكن إيراد هذه الآية ضمن الحديث عن اليتامى لأن أكثر المفسرين عندما يأتون إلى الحديث عن السفهاء ينصون إلى اليتيم الذي لا يحسن التصرف في ماله وأنه لا يرتفع عنه هذا الوصف ووصف اليتم إلا إذا تأكدت من أنه يحسن تصريف المال

د. مساعد: وهو يرتفع عنه وصف اليتم لكن لايرتفع عنه وصف السفه

د. عبد الرحمن: فأقصد أنه يبقى وصف السفه عليه ما دام لا يحسن التصرف ما دام أنه كبر.

د. مساعد : فلذلك قال (فإن آنستم منهم)

د. عبد الرحمن : (رشدًا) المفسرون دائمًا يركزون على اليتيم عند الحديث عن هذه الآية في حين أن يدخل فيها كما قلنا النساء واليتامى وغيرهم يدخلون في وصف السفه والعموم فيها واضح وأنه منهي للرجل أن يعطي ماله أو يُمكّن من ماله السفهاء سواء كانت من زوجة أو من أبناء أو من بنات أنه لا يجوز أن يمكن هؤلاء إذا كانوا يتصرفون فيه تصرف سفيه من المال وأيضًا قال (وارزقوهم فيها واكسوهم) ليست مقصورة ـ فيما يبدو لي ـ على اليتيم أنه أمر للولي بأن يستصلح أمر اليتيم ويثمره له ويعطيه فيه كما تكلَّمت وإنما حتى الأبناء فإنك تنفق عليهم بإحسان وتعطيهم بإحسان ولكن تطلق أيديهم في مالك فيتصرفون به تصرفًا غير لائق .

د.  الخضيري : في قول الله ـ  عز وجل ـ يمكن أبو عبد الملك أشار إليها نريد أن نقف عندها (التى جعل الله لكم قيامًا) ألا ترون أن هذا فيه رفع من قدر المال وأهميته في بناء الحياة وفي إنشاء المشاريع وفي عز الأمة وفي إغناء الإنسان عن السؤال وغير ذلك؟! وأن مشكلة كثير من الناس أنه لايقدُر هذا المال قدره فتجده مثلًا في الصيف نحن الآن في الصيف تكلفه سفرة واحدة مثلًا تكلفه مائة ألف ريال!، لماذا مائة ألف نقول له أنت كم راتبك؟يقول خمسة آلاف أو أربعة آلاف ريال يعني ضعف راتبه قرابة عشرين مرة !

د.  مساعد : من أين أتى به؟!

د. الخضيري : إما جاءت من حرام أو أنه والعياذ بالله استدان وهذا ما يفعله كثير من الناس يستدينون رحلة مدتها أسبوع أو أسبوعين تذاكر طيران وفنادق فخمة وأكلات وملابس وشرب وفي النهاية انتهت الأموال ولم يبنِ بها بيتًا ولم يبق لأولاده الصغار شيئًا ولم يدخر للزمن المقبل، ما يدري الإنسان عن تقلبات الزمن. فقوله (جعل الله لكم قيامًا) يدل على شرف المال وأن الناس يجب عليهم أن يُراعوا نعمة الله عليهم في المال وأن لا يبذلوه إلا في موضعه ولذلك يقولون (ما عال من اقتصد) كيف؟  من اقتصد يعني من درس كيف يضع المال كيف يوفره كيف يسوسه .

د. عبد الرحمن: هذا النوع لا يفتقر

د.  الخضيري : أبدًا، والواقع يدل على ذلك. أضرب على ذلك مثال بعض الجنسيات الآن في بلادنا معروفة وأنا ما أحب أن أذكرها تجد الواحد منهم راتبه ألفين ريال مع ذلك لا يسأل !عنده سيارة وعنده شقة وعنده من المتاع يعني إذارأيت إلى لباسه وإلى أثاثه يعني ما تميزه كثيرًا عن سائر الناس مع أن المبلغ الذي يستلمه من عمله زهيد! من أبنائنا نحن في بلادنا من يستلم خمسة آلاف ومع ذلك ما ينتهي نصف الشهر ومعه من ماله شيء كيف يا أخي هذا الأمر؟! إلا للدلالة على أنه لايملك حسن التصرف في المال ولا عنده أي رشد ليصرف هذا المال، لماذا؟ فاتورة الجوال ألف وخمسمائة ريال، طيب بالله عليك هذا يبني مجدًا لنفسه وأبنائه؟ّ! يبقى طول عمره في ايجارات يبقى طول عمره مسكين ما استطاع يبني نفسه .

د.  الشهري : والله سبحان الله مظاهر السفه في حياتنا اليوم كثيرة .

د.  الخضيري : خصوصًا مع الرفاهية التى حصلت اليوم يعني لسهولة الحصول على المال .

د.  الشهري : بالضبط، تلاحظ الآن معظم الناس الآن يحرص على شراء أجهزة الجوال الحديثة

د.  الخضيري : مع أنه لا يستفيد من كثير من خدماتها !!!

د.  مساعد : أنا ألاحظ، نعم تجد أنه يملك جهاز جوال تجد أن أسعارها في الألفين وراتبه أنا أعرف أنه لايتجاوز الألفين أو الثلاث أو الأربع والخمس آلاف !

د. الخضيري : كيف هذا يكون ؟!

د.  عبد الرحمن : كيف يكون هذا؟ لماذا هذه المبالغة والمباهاة يجاري الأغنياء وأصحاب الدخل المرتفع يجاريهم في أكلاتهم في عاداتهم وفي لباسهم وفي أجهزتهم وهذا أنا أعتبر أنه من السفه أليس كذلك ؟!

د.  الخضيري : بلى .

د.  عبد الرحمن : حتى فيما ذكرت قبل قليل وأنا عجبت وسمعت فيما سمعت حتى تيقنت من مثل هذه الأشياء من يستدين ويأخذ قرضًا من البنك من أجل أن يسافر في الإجازات !!يأخذ خمسين ألف أو ستين ألف ويسددها في سنتين أو ثلاث من أجل ماذا؟ قال: والله يروح يتمشى! ويستمتع! ما هذا ؟ !!أنا ما اقتنعت بمثل هذا الأفكار وهي أشبه ما تكون بالدخول تحت هذه  الصفة وهي صفة السفه .

د.  الخضيري : قوله (الذي جعل الله لكم قيامًا) ينبغي لنا أن نراعيها، النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال. (إضاعة المال) يعني أن يأتيك الله مالًا يمتحنك الله به فتذهب وتبذله في غير وجهه..

د.  عبد الرحمن : ليس المقصود به فقدانه وإنما أن تنفقه في غير وجهه  .

د.  الخضيري : نعم، وشراء أشياء تجاري بها الناس وتحاول أن تصرف بها وجوههم أو تقلد بها من وسع الله عز وجل عليه، يا أخي أنت مُدّ رجلك ـ كما يقولون ـ على قد لحافك!

د. مساعد : في قوله (وقولوا لهم قولًا معروفًا) هذه فيها إشارة إلى أنه قد يصدر من السفيه ما يزعجك أيها القيّم على المال .

د.  الشهري :قطعًا سيصدر !

د.  الطيار : صحيح، ولهذا سبحان الله .

د.  الخضيري : يا بخيل، أنت ضيقت علي ّ!

د.  الطيار : أنت ضيقت عليَّ ، أنت لم تعطنِ مالي، أنت لم تفعل!، فسبحان الله كيف يأتي هذا الأمر للقائم إشارة إلى أن هناك شيئًا سيحصل لكن هذا الأسلوب القرآني قد يقول قائل ما علاقة (ولاتؤتوا السفهاء أموالهم) و (وقولوا لهم قولًا معروفًا)؟

د.  الخضيري : يعني إذا رددتموهم عن أموالهم التى بين أيديكم فتلطفوا في القول لماذا؟

د.  مساعد : لأنه قد يحصل منهم ما يسوؤكم .

د.  الشهري : مائة في المائة سيحصل

د.  الخضيري : هذا واحد يا أبو عبد الملك أيضًا ثانيًا من أجل أن تدرؤا ما بأنفسهم

د.  مساعد : هذا جيد .

د.  الخضيري :يعني مسكين لما يقول لك يا أخي هذه فلوسي أعطني إياها فتقول له: لا أنت رجل ما شاء الله تبارك الله وأنا فقط من أجل مصلحة مالك وأبشر بالخير وكلها فقط سُنيّات يسيرة وأموالك كلها بيدك وأنا أؤمل فيك الخير الكثير وما أخذتها والله إلا من أجل مصلحتي ومصلحتك مثلًا مثل هذه العبارات هو ينتفخ ويرضى وهذا يدلنا على أن الإنسان لضعفه الكلام يغنيه عن كثير من الأشياء وأن الناس لو أحسنوا سياسة من حولهم بألسنتهم لصلحت أحوال كثيرة ومنها المرأة ، المرأة والله بذاتها والله أنا أتوقع أن كثيرًا من الرجال

د.  الشهري : يُحسن التعامل معها

د.  الخضيري : نعم، بعبارت وألفاظ فترضى بكثير يعني النساء يرضيهن كما يقال في البيت يغرهن الثناء كما يقال في البيت :

د.  الشهري :

خدعوها بقولهم حسناء            والجوارِ يغرهن الثناء

د. الخضيري: يعني الكلام المعسول هذا يجعل المرأة ترضى بالقول المعروف هذا .

د.  الشهري : ولا شك أن هذا من الحكمة في إدارة الحياة .

د.  مساعد : ولهذا نقول التركيز على القول المعروف وهذا أيضًا بحث موضوعي في أنه لو نظرنا إلى توصية القرآن بالقول بالمعروف طبعًا بالقول بالمعروف في أكثر من موطن سواء قولوا للناس حسنًا أو القول بالمعروف والنظر إلى المواطن التى أمر فيها بالقول في المواطن الحساسة فيها شيء شائك التي ترتبط بالنفوس يحتاج إلى إنسان قوي النفس يكون عنده تحمل في أنه يقابل ماذا؟ الإساءة بالإحسان لايستعجل فيرد الإساءة بالإساءة .

د.  الخضيري : انظر الآن إذا سألك سائل ولم ترد إعطاءه إما لأنك لاتقدر أو لأنك لم ({قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى } البقرة263 هذا نفس المعنى الموجود في الآية لكنه في مجال آخر من مجالات الحياة .

د. عبد الرحمن : طبعًا (قول معروف) المراد به القول الحسن لأن أحيانًا بعضهم يقول القول الحسن هو: القول الذي تعارف عليه الناس وكذا وإنما القول المعروف وفي قوله هنا قول معروف: هو الحسن

د.  الطيار: نعم، في سورة الإسراء ({وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً} الإسراء 28 سماه القول الميسور. الحقيقة هذه الأوصاف اللطيفة لهذا المنطق الذي يُطلب من المسلم أن يكون دائمًا يتكلم بالقول الحسن، القول المعروف، القول الميسور، أوصاف سبحان الله تعطي المسلم لو طبقها تعطيه لسانًا طيبًا. ولهذا سبحان الله لو تأملت حال بعض العصاة ونظرت إليه قبل أن يهديه الله وبعد هدايته كيف سبحان الله لغته تبدأ تتغير من السباب والشتام والكلام السيء إلى الكلام الحسن يعني سبحان الله ينقلب انقلابًا شديدًا بدل أن يقول لك (الله يلعنك) يقول ( الله يغفر لك ) يعني انقلبت من هنا تربية ، لا شك أن هذه دعوة الإسلام ولذلك وصف الرسول صلى الله عليه وسلم حتى في كتب بني إسرائيل أنه ليس بصخّابٍ في الأسواق وليس بسبابٍ ولا شتّام ٍ وهذا وصف موجود عندهم. هذه أنا أقول مهم جدًا أن نلتفت إلى أن ننتبه لهذه الخاتمة في قوله (وقولوا لهم قولًا معروفًا) كأن فيه إشارة لما ذكر الدكتور محمد فإنه لو طلبوك وأردت أن تطيب خاطرهم بالكلام الطيب وأيضًا لو أساؤوا لك بالكلام فأيضًا ترد عليهم بالقول المعروف .

د.  الخضيري : بالمناسبة الحقيقة أنا أقول أن العادة الجارية بين عوام الناس لما يكون إنسان ضعيف أو سفيه أنه لا يسمع إلا الكلام الجارح اسكت أنت خبل ما فيك خير أنا جالس أقوم على مالك لأجل مصلحتك لأنك إنسان ما تفهم ولأنك إنسان كذا والعبارات التي فضلًا عن طون المال أُخذ من يده أضيف إليها والعياذ بالله جرح اللسان أشد من جرح اليد تصور ماذا يبقى من هذا الإنسان من كرامة؟! خلاص الآن كأنك تلغي إنسانيته وتجعله مثل البهائم بل أسوء نسأل الله العافية .

د. عبد الرحمن : الآية التى بعدها يا مشايخ (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ) تلاحظون في الآية التى قبلها أنه جاء فيها النهي (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً) ثم ختمها بالأمر (وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا) ثم جاء الأمر (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ) أولًا هنا لما جاء ذكر اليتامى (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى ) فيه دلالة على أنه السفهاء في الآية التى قبلها يدخل فيه السفيه ويدخل فيه غيره ممن اتصف بصفة السفه يعني الله لم يقل ولاتؤتوا اليتامى أموالكم وإنما قال (ولاتؤتوا السفهاء أموالكم ) فيه إشارة إلى أن الصفة التى جعلت أو التي أدت إلى المنع هي صفة السفه وليس صفة اليتم أليس كذلك ؟

د. الخضيري : نعم .

د.  الشهري : لما يأتي في الآية التي بعدها فيقول (وابتلوا اليتامى )والإبتلاء هنا بمعنى الإختبار (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ) ولذلك يقول العلماء كيف تبتلي اليتيم؟كيف تستطيع أنك تبتلي اليتيم وتشوف هل هو يحسن التصرف أو لا يحسن التصرف ؟

د.  مساعد :يبدو أنها مفتوحة كلٌ بحسبه أليس كذلك ؟

د.  الشهري : أحسنت، لكن قالوا تعطيه جزء من المال وتنظر كيف يتصرف

د.  الخضيري : فإن اشترى الشيء بثمنه المعتاد أو بغبن يسير فهذا مغتفر وإن كان مع غبن كبير دل ّ ذلك على أنه لم يصل إلى الرشد المالي .

د.  الشهري  : والحقيقة أن الإنسان العاقل يستطيع أن يحكم على تصرفات اليتيم بتصرفاته العامة سواء في تصرفاته في المال أو تصرفاته في إدارة شؤونه أوتصرفاته في دراسته أو تصرفاته في تجارته إلى آخره فكل يستطيع أن يحكم (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى) لذلك الله سبحانه وتعالى لم يحدد كيفية الإبتلاء وإنما تركها للولي (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ)

د.  مساعد : في ظنك النكاح ألا يدل على سن البلوغ ؟

د.  عبد الرحمن : بلى .

د.  مساعد : وهذا يدل على كأنه إشارة إلى سن البلوغ وعند سن البلوغ ينتهي اليتم.

د. عبد الرحمن: ولهذا ذكر العلماء هذا كيف يبلغ اليتيم الرشد؟ فمنهم من ذكر أنه يبلغ سن الزواج ومنهم من قصر ذلك على التصرف بالمال قال يعني لا ترتفع عنه الولاية إلا إذا ضمن الولي أنه يحسن التصرف (آنستم منهم رشدًا) الرشد نفسه .

د.  مساعد. فإذن عندنا الآن مرحلتان :

المرحلة الأولى : مرحلة الانتهاء من اليتم.

والمرحلة الثانية : مرحلة الإيناس (ايناس الرشد منهم ) يعني مرحلتان .

فإنتهاء المرحلة الأولى لا تدل على بداية المرحلة الثانية بل لا بد من الإختبار ولذلك قال (فإن آنستم منهم رشدًا) (آنستم) مأخوذة من الأنس أليس كذلك ؟

د.  عبد الرحمن : بلى .

د.  مساعد. من الرشد ماتطمئنون به إلى أن هذا اليتيم قادر على التصرف قال (فادفعوا إليهم أموالهم) فنسبها إلى هؤلاء اليتامى مثل ما قال (وآتوا اليتامى) في الآية الثانية ثم قال (ولاتأكلوها إسرافًا وبدارًا أن يكبروا) ثم قال (ولاتأكلوا أموالهم )

د. عبد الرحمن : فعلا الأكل له دلالة واضحة

د. مساعد: (ولاتأكلوا أموالهم إلى أموالكم) هذا من باب إقامة الظاهر مقام المضمر وفي هذه الآية إقامة الظاهر في مقامه لأنه أعاده إلى الضمير قال (ولاتأكلوها إسرافًا وبدارًا أن يكبروا)

د. محمد: في قوله (فادفعوا إليهم أموالهم) لاحظ أنه عبر في المرة الأولى قال (وآتوا اليتامى أموالهم ولاتتبدلوا الخبيث بالطيب) الإيتاء يكون في الغالب شيئًا فشيئًا بخلاف الدفع فإنه يكون جملة واحدة فلما آنسوا منهم رشدًا وابتلوهم وبلغوا النكاح يقال له لا سلطان لك على مال اليتيم فادفعه إليه كله قل ّ أو كثر، انتهى دورك. هناك (آتوا) صرف عليهم أنفقوا عليهم شيئًا فشيئًا

د. عبد الرحمن: هنا لما قال (ولاتؤتوا السفهاء أموالكم )ثم يأتي هنا فيقول (وابتلوا اليتامى) الضمائر كما مثل ماتفضلت حسبتها فوجدتها أكثر من أربعين ضمير في الصفحة !!!

د.  مساعد : ما شاء الله أنا قلت حدسًا لأني توقعت أكثر

د.  عبد الرحمن : لكن لاحظ أنه يقول (ولاتأكلوها إسرافًا وبدارًا أن يكبروا) بعض الأولياء يريد أنه يُنهي الأموال قبل أن يكبر اليتيم يحاول أن يستعجل وصرفها وتبذيرها في غير وجوهها قال الله (إسرافًا وبدارًا أن يكبروا) يعني تبادرون في إنهاء الأموال والتصرف فيها قبل أن يكبروا ويأخذوا حقهم:

د.  الخضيري : طبعًا هنا صفتان:

1ـ  أن تؤكل على وجه الإسراف فيتوسع في المال وفي الصرف من أجل أن ينفيه وأن ينتفع هو به بناءًا على جواز مخالطة مال اليتيم لمال ؟

2ـ والثاني : قد لايكون على وجه الإسراف لكن يبادر به قبل أن يكبر اليتيم ويأخذ ماله فهو يبادر به

د.  مساعد : ويعطي اليتيم ماله

د.  الخضيري : لا، يبادر به بمعنى يأكله مبادرة ولو لم يكن على وجه الإسراف النهي عن الخصلتين لا يعني أنه لا بد أن يجتمع (إسرافًا وبدارًا) (إسرافًا) على حدة (وبدارًا) منكم قبل أن يكبروا ثم ذكر بعد ذلك أنه من كان غنيًا فليستعفف وهذه الحقيقة إرشاد أن من أغناه الله تعالى من أولياء اليتامى أن لا يأخذ أجرة على توليه لمال اليتيم وأن لايتوسع في مال اليتيم بل (فليسعفف) إن أجره إلا على الله وغناه من عند الله تعالى ومن كان فقيرًا فليأكل بالمعروف. طبعًا ذكر العلماء أن أكلهم بالمعروف يكون على قدر الأجرة المعروفة عند الناس يعني في كم يتولى رجل مال يتيم يعني على حسب المال كثرته أو على حسب الوقت الذي يصرف في هذا المال .

د.  مساعد. لاحظ طبعًا قوله (قول معروف) وهنا قال (بالمعروف) التعبير بالأكل كثير في هذه الصفحة (فليأكل) (لاتأكلوا) (كلوا) (كل)

د.  الخضيري :ويأتي بعدها قوله (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا) مما يدل فعلًا على أن التعبير عن الأكل في الأخذ والتصرف يعني فيه إشارة إلى أخص أنواع الاستخدام  .

د.  مساعد : أنا أردت أن أنبه إلى ما نسميه بعلم الوجوه والنظائر

د.  الخضيري : وهو أن المعروف يأتي بوجوه متعددة

د.  مساعد ، نعم ، (قولًا معروفًا) غير (أكلًا معروفًا) و(أكل بالمعروف)

د.  الخضيري : قوله (ومن كان غنيًا فليستعفف) الحقيقة فيها إشارة إلى أن من أراد أن يصنع للناس معروفًا وقد أغناه الله سبحانه وتعالى فعليه أن يكمل هذا المعروف بأن يستعف عن تلك الأموال وعن تلك ..

د.  مساعد : مع أنه يجوز له الأخذ

د.  الخضيري : مع أنه يجوز له الأخذ لو رغب في ذلك لكن ليرغب فيما هو أعظم عند الله وأجزل .قال (فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم) انظر ما تركت الآية جانبًا من جوانب التوثيق أو أي جهة من جهاتها إلا وقد أحكمتها متى يعطى اليتيم؟ في أي سن؟ بعد أي اختبار؟ من هو الذي يؤنس منه الرشد؟ ثم ماذا لك من الحق؟ وماذا عليك؟ بذل المال وكيف يأخذ الإنسان لو كان فقيرًا وكم يعطي وماذا يدفع؟ وماذا ينقص؟ إسرافًا وبدارًا أن يكبروا كفى بالله حسيبًا إن كنتم تحسبون وتدققون فالله عز وجل أشد منكم وأعظم .

د.  مساعد. و(حسيبًا) بمعنى كافيًا

د.  الخضيري : ممكن هذا أيضًا .

د.  مساعد : يعني تصلح أن تكون للمتصرف في مال اليتيم أن لا يُظلم يعني إذا أشهدت عليه وخشيت الظلم فكفى بالله حسيبًا لك وكافيًا لك .

د.  الخضيري : نعم، الحقيقة الكلام حول هذه الآية عظيم جدًا ونسأل الله أن يفقهنا فيها وفي سائر كتابه الكريم .

مشاهدينا الكرام بهذا نصل نحن وإياكم إلى نهاية حلقتنا هذه شاكرين لكم حسن الاستماع والإصغاء وللمشايخ ما تفضلوا به من العلم النافع نسأل الله أن يجزيهم خيرالجزاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بُثّت الحلقة بتاريخ 5 رمضان 1431 هـ