برنامج بينات

برنامج بينات 1433هـ – الحلقة 12- تأملات في سورة النساء آية 156-157

اسلاميات

بينات – رمضان 1433 هـ

الحلقة 12

الآيات 156 – 157

الشيخ مساعد الطيار: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حلقة من حلقات بينات أبدؤها مع أخوي الكريمين الشيخ عبد الرحمن الشهري والشيخ محمد الخضيري وقد كنت قطعت حديث أخي الحبيب الدكتور محمد وهو يتحدث عن ولادة عيسى عليه الصلاة والسلام وتلك الآية العجيبة التي جعلها الله سبحانه وتعالى في مريم وأمه ولعلي أعيد الكلام مرة أخرى للشيخ محمد لإكمال هذه القضية.

الشيخ محمد الخضيري: نحن كنا في تفسير قول الله عز وجل (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156)).

الشيخ عبد الرحمن الشهري: الذين هم اليهود.

الشيخ محمد الخضيري: وهم اليهود لما كان الله سبحانه وتعالى يعدد مخازيهم وصفاتهم وما وقعوا فيه من الذنوب التي استحقوا عليها العقوبات العظيمة لأنه قال (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ)، (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156)) هذه هي الخصلة الخامسة التي ذكرها الله في هذا المقطع. ماذا قالوا على مريم؟ طبعاً اتهموها بالزنا وحاشاها من ذلك والله سبحانه وتعالى قد ابتلاها بما ابتلاها به عندما حملت من غير أب ولما أنجبت عيسى عليه الصلاة والسلام تمنّت أنها لم تولد قالت (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (٢٣) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (٢٤) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (٢٥)) [مريم] هؤلاء القوم لما جاءت به إليهم تحمله قد نقول لهم شيء من العذر لو اتهموها بشيء من ذلك لو لم يكن معها آية أو بينة لكن القوم رأوا الآية البينة الظاهرة التي يؤمن على مثلها العقلاء والبشر ومع ذلك ما انصاعوا لذلك وهذا معهود من مثلهم لأنهم يكفرون بما هو أعظم.

الشيخ مساعد الطيار: وقد طلبوا ما هو أعظم.

الشيخ محمد الخضيري: قالوا (أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً). فهي جاءت به تحمله (قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (٢٧)) [مريم] وكان المفترض أنهم يسألون ما هذا الذي معك؟ ومن أين جاءك؟ مباشرة اتهموها (لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (٢٧) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (٢٨)) [مريم] هنا التزمت مريم بما أرشدها الله سبحانه وتعالى إليه.

الشيخ مساعد الطيار: الصمت.

الشيخ محمد الخضيري: وهو (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ) [مريم:26] الصوم هنا بمعنى عدم الكلام (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (٢٦)) [مريم]، (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (٢٩)) [مريم] إذاً هم يستغربون أن يُشار إليه، هذا لا إشكال فيه، (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ) [مريم:30] تولى هو الإجابة عن أمه والدفاع عنها وتكلم بكلام فصل جزل عظيم يدل على أن هذا الكلام جاء في مقام دفع الفِرية عن أمه.

الشيخ مساعد الطيار: والعجيب أنه بدأ بالعبودية كأنه سيكون شيئاً في المستقبل.

الشيخ محمد الخضيري: سبحان الله! (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (٣١) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (٣٢)) [مريم] هذا الكلام المفروض لما سمعوه من طفل في المهد قد يكون في يومه الأول أو الثاني أو في أيامه الأولى يفترض أن يكون آية بينة على سلامة هذه المرأة من التهمة التي اتهمت بها ومع ذلك أصروا وأبوا إلا أن يلصقوا بها هذه التهمة ويلاحقوها بها ويرموها بأشنع وهي التهمة

الشيخ عبد الرحمن الشهري: ما هي سهلة.

الشيخ محمد الخضيري: ما هي سهلة عظيمة جداً على النفوس نسأل الله أن لا يبتلينا.

الشيخ مساعد الطيار: آمين.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: إذاً هذا هو البهتان العظيم.

الشيخ محمد الخضيري: إي نعم.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: الذي قالوه على مريم عليها الصلاة والسلام.

الشيخ محمد الخضيري: نعم.

الشيخ مساعد الطيار: والبهتان من أشد الافتراء.

الشيخ محمد الخضيري: إي نعم أسوأ أنواع الافتراء. (وَقَوْلِهِمْ) أيضاً ما زالت (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ)، (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ)، (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ).

الشيخ مساعد الطيار: (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ)، (وَقَوْلِهِمْ) يعني عطف قولاً على قول.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: طبعاً هذه القضية هي من القضايا الكبرى عند النصارى وهي قضية صلب عيسى عليه الصلاة والسلام.

الشيخ محمد الخضيري: لا، قبل أن تتحدث عنها من جانب النصارى تحدث عنها من جانب اليهود لأن الآيات تتحدث عنهم.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: لكن أقصد هذه القضية التي يأتي القرآن الكريم بتوضيحها هنا هي من القضايا الأساسية عند النصارى وهي قضية الصلب يعني الآن شعار النصارى الآن ما هو؟

الشيخ مساعد الطيار: الصليب.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: شعارهم الصليب لأنهم يرون أن عيسى عليه الصلاة والسلام قد صُلِب عليه من أجلهم أنه قد ضحى بنفسه وقُتِل في سبيل تطهير المسيحيين وتطهير أتباعه والله سبحانه وتعالى يقول هنا (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا) يعني اليهود (إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) هم يرون أنهم قد قتلوه كما تفضلتم في حُكْم من قتله لأنهم حاولوا قتله فيأتي الله يوضح هذه الحقيقة (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) يعني الآن بالنسبة لنا نحن المسلمين لا شك عندنا الأمر واضح أن عيسى عليه الصلاة والسلام قد رفعه الله إليه وأنه لم يُقتَل عليه الصلاة والسلام وأنه سوف ينزل في آخر الزمان فيقتل المسيح الدجال.

الشيخ محمد الخضيري: ويموت الميتة التي كتبها الله

الشيخ عبد الرحمن الشهري: الميتة الطبيعية طبعاً هناك خلاف هل هو ما زال حيّاً الآن؟

الشيخ مساعد الطيار: لا تؤثر.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: نعم هذه المسألة ليست ذات أثر ممكن تقول أنه ميت الآن (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) [آل عمران:55].

الشيخ مساعد الطيار: ليس لها أثر.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: نعم هل المقصود بها أني رافعك وأنت ما زلت على قيد الحياة ثم تنزل هذه مسألة لكنه لم يُقتَل هذه المسألة قطعاً أنه لم يقتل عليه الصلاة والسلام بيد اليهود وأنه لم يُصلب وأن قضية صلب المسيح هذه كلها باطلة.

الشيخ مساعد الطيار: والعجيب هنا أنهم يتبجحون ويعتبرونها من محاسنهم.

الشيخ محمد الخضيري: أعوذ بالله.

الشيخ مساعد الطيار: أنهم قتلوه والعياذ بالله.

الشيخ محمد الخضيري: يعني هي ظلم ومع ذلك يتبجحون بها.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: لكن العجيب الذي فعلاً لا ينقضي عجبي منه عندما يأتي البابا من سنوات ويبرئ اليهود من دم عيسى.

الشيخ محمد الخضيري: قضية سياسية.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: طبعاً نحن نقول إن اليهود براء من دم عيسى قطعاً لم يقتلوه هم حاولوا يقتلونه لكنهم لم يقتلوه.

الشيخ مساعد الطيار: هم براء من جهة ولكنهم

الشيخ عبد الرحمن الشهري: أقصد هم لم يقتلوه.

الشيخ مساعد الطيار: لم يقتلوه.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: لكن هم يتبجحون بهذا ويقولون إنَّا قتلناه ثم يأتي القسيس الآن يقول لا، هم لم يقتلوه يعني المسألة فيها عبث ولعب بأديان الناس وكذب.

الشيخ مساعد الطيار: عبث بتاريخ أمة كبيرة جداً وهذا عجيب أنه يكون شخص واحد كلمة منه تنسحب على جميع التاريخ يعني هل سمعت أن أحد ناقض قوله أو اعترض على قوله؟ مع أنهم يدّعون البحث العلمي.

الشيخ محمد الخضيري: صحيح.

الشيخ مساعد الطيار: وعندهم في ذلك لكن بعض باحثيهم بحث في هذه المسائل وتعب، وتعب وهو يبحث وينتقد ولكن في النهاية لم يصل إلى الحق. أنا أذكر واحد من الإخوان يقول سألت واحداً من المبشِّرين سألته قلت الآن عندكم في كتابكم أن عيسى جلس ثلاثة أيام في القبر هم يقولون ثلاثة أيام لكن إذا حسبنا هي في النهاية ما تجي لها يومين فكيف؟ يقول قام يحوس ويحاول يجيب من هنا يمكن ويمكن قال له هذه عقيدة ما فيها يمكن ويمكن هذه عقيدة عندك إما أن تعلمني حتى أنا اقتنع أو قل إن هذا الكلام باطل الذي في الكلام هذا باطل يقول تعب قال طيب دعني أسأل فلان، فلان أعلم مني وأدعه يكلمك، طبعاً أنا ما عنده لكن سبحان الله العظيم الأسئلة لكن لما جاء كبيرهم هذا يناقشه فقلت له هي مسألة رياضية واحد زائد واحد كم يساوي؟ ثلاثة وإلا اثنين؟ قال لا طبعاً اثنين قلت خلاص أنا أريد أن أقتنع كيف صار تقولون ثلاثة أيام وطلعت أقل من ثلاثة أيام أريد أن أفهم فقط قال أنت تعرف هذه يقول بدأ يجيب لي احتمالات ويمكن قلت ما ينفع هذا كله كلام.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: هذه سهلة قضية بقائه في القبر لكن التي أصعب منها.

الشيخ مساعد الطيار: قصدي إنه.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: أنا أقول لك التناقض موجود التناقض في دين اليهود والنصارى يلقاها الواحد وهو على الطريق بكثرة.

الشيخ محمد الخضيري: واضح.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: واضح ولذلك هم أصبحوا لا يحبذون النقاش.

الشيخ محمد الخضيري: نعم صحيح هو يقول عندهم قناعة ما يرتاحون للنقاش.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: يعني تصدق وأنت ماشي.

الشيخ محمد الخضيري: أنا أذكر هذا جيداً لما كنا أبا عبد الله في أمريكا كنا إذا أردنا أن نُحرج إنساناً ممن نمر بهم لكن في ذلك الوقت كانت الأوضاع هادئة وبسهولة إنك تفتح نقاش مع أي شخص ما يثور لأجل ذلك ولا يتغير ولا يتهمك بأنك إرهابي وكذا لأن هذه الموجة ما كانت جارفة فكنا إذا جئنا إلى شخص نسأله يعني ممكن تبين لنا كيف الثلاثة واحد والواحد ثلاثة؟ يسكت قليلاً ثم يقول أنا ما أفهم هذا الأمر ممكن تروح للبطريرك وإلا القسيس يفهمك هذا الأمر نقول هذه قضية مهمة جداً يعني المفروض كل واحد يفهمها. أليست هي من قضايا الاعتقاد التي لا يمكن لإنسان أن يكون مؤمناً إلا بها؟ يقول نعم هذه لا بد من ذلك فتقول له اشرح لي يقول لا أنا ما أستطيع أشرح أنا ما أستطيع حتى أفكر في هذا الأمر أنا لست مؤهلاً أن أفكر في أمر مثل هذا. فنقول له نحن في الرد بينما نحن المسلمين أهم قضايا عقيدتنا يستطيع الطفل الصغير أن يتحدث فيها كما يتحدث فيها العالم الكبير والفهم فيها متحد بين هذا وهذا، القضايا الكلية قضايا الاعتقاد التي لا يصح إيمان عبد إلا بها كلها واحدة عندنا ما تختلف العالِم يعرف تفاصيل ودقائق ونصوص وشروحات وأشياء لكن ليست لازمة لكل أحد أما نحن ولله الحمد والمنة عقيدتنا في أن الله واحد وأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو الخاتم وأن هناك ملائكة وأن هؤلاء الملائكة يطيعون الله سبحانه وتعالى وأن هناك يوم آخر جنة ونار تختلف بين عجوز كبيرة لا تقرأ ولا تكتب وبين عالِم له مئة مؤلف؟

الشيخ مساعد الطيار: ما تختلف.

الشيخ محمد الخضيري: ما تختلف قضايا جعلها الله سبحانه وتعالى.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: وكررها ووضحها ولذلك أنا قبل قليل لما قلت إن هذه القضية السهلة التي مرت علينا الآن في الآيات هذه هي معضلة كبيرة عند اليهود والنصارى.

الشيخ مساعد الطيار: صحيح.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: في عقائدهم إلى اليوم موجودة وانظر كتبهم الآن وكنائسهم ونقاشاتهم العقدية اختلاف، أنت بالنسبة لك لا، واضحة.

الشيخ مساعد الطيار: واضحة جداً.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: عيسى عليه الصلاة والسلام نحن نعرف فعلاً أنه ولد لغير أب صحيح

الشيخ مساعد الطيار: نعم.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: وأن مريم عليها السلام هي أمه صحيح ولكن هذا معجزة يعني أن الله قد أرسل جبريل عليه الصلاة والسلام ونفخنا فيها من روحنا يعني هذه التفاصيل نحن نؤمن بها ونراها وليس عندنا أي مشكلة فيها.

الشيخ مساعد الطيار: ولهذا بعض النصارى الذين يؤمنون إذا قرأوا قصة.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: تبسيط عقيدة.

الشيخ مساعد الطيار: لا اتضحت له المشكلة التي كانت عنده يعني المشكلة في ولادة عيسى عليه الصلاة والسلام في حياته مع أمه ما الذي حصل؟ كيف نشأ هذا

الشيخ عبد الرحمن الشهري: الطفل.

الشيخ مساعد الطيار: الطفل؟ غير واضحة عندهم فإذا قرأها في القرآن وإذا بها واضحة جداً.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: وليس فيها إساءة لعيسى عليه الصلاة والسلام بل فيها وضع له في موضعه لأنك عندما تقول أنه بشر وأنه عبد لله سبحانه وتعالى وهو نبي من الأنبياء ليس في هذا إهانة له لأنهم هم يرون عندما تقول هذا الكلام أنك تهين عيسى لأن عيسى عندهم هو الرب إله فأنت تنزله إلى مرتبة البشر فتهينه، يرون هذا إهانة لعيسى عليه الصلاة والسلام وليس في ذلك إهانة هذا هو حقيقته عليه الصلاة والسلام (ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (٣٤)) [مريم] ولذلك قال تعالى (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٧٦)) [النمل] جميلة هذه قوية.

الشيخ محمد الخضيري: إيه والله، لا ونحن يا إخواني يجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى كيف جاءت عقيدتنا بهذا الوضوح بهذا البيان بهذه البساطة والسهولة ثم ولِدنا عليها ولم يقع عندنا أدنى ريب أو شك فيها والله يا أخي لو أنك بقيت ساجداً لله عمرك كله تشكر الله على هذه النعمة فقط لكان قليلاً في حق من أوضحها لك.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: طمأنينة.

الشيخ محمد الخضيري: إي نعم طمأنينة واضحة المعاني.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: لكن قد يقول قائل يا إخواني الآن أننا نحن نقول هذا الكلام لأننا ساذجين يعني الأشياء التي نعرفها بسيطة ما عندنا عمق فكري لا والله، والله بالعكس هذا الوضوح الذي لدينا ليس فيه تناقض ترى تتوقع أنت إن بساطته الذي تعرفه العجوز ويعرفه الصغير والكبير أنه لسذاجته والله لعمقه وقوته وإنك تعيش عمرك وتتعمق ما شئت أن تتعمق والله ما تجد تناقض ولا تجد تعارض لأن هذه حقائق أخبرك بها الخالق سبحانه وتعالى ونقلها لك الصادق عليه الصلاة والسلام ماذا تريد أكثر من ذلك؟ ولذلك الذين ما شاء الله يدخلون في الإسلام من النصارى وخاصة من علمائهم يعيش بقية عمره يعيش لذة الفرح في الهداية وحتى بعضهم والله إنه يلقاه في السبعين الآن وإنه ما زال كأنه أسلم أمس فرح وسعادة واغتباط بهذه الهداية وهذا النور وهذه الإشكالات الكبرى انحلت أمامه.

الشيخ مساعد الطيار: أبو عبد الله قضية الدقائق ذكرت شيئاً لعله يفيد القارئين مرة واحد من التجار له عناية بترجمات القرآن فدعاني لحضور لقاء علمي في أحد المسلمين التي في الغرب كان عنده بعض المشكلات في ترجمة بعض نصوص العقائد فجزاه الله خيراً كان أحضر متخصص في اللغة وعلى أنني أنا في التفسير وجاء بأناس لغتهم ألمانية وناس لغتهم يعني متعددي اللغات وهم من أصول تلك البلاد يعني ألماني من أصول ألمانية وأمريكي من أصول أمريكية وهكذا فكان الحقيقة دار النقاش حول قضية كيف نترجم صفات البارئ سبحانه وتعالى والأخ الذي كان يطرح المشكلة يطرح مشكلة بالفعل فأنا لا أخفيكم أول ما بدأ يتكلم أنا أحسست بالمشكلة فقلت والله بالفعل فيه مشكلة كيف (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)) [طه]، (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) [المائدة:64]، (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [الفتح:10] كيف ستتكلم عن الرحمة، عن المحبة، هو ذكر أشياء في هذه فكان هو يريد حلاً وكان يقول فيه مشكلة وطرحوا حلاً معيناً فأنا كأني بصراحة في أول ما طرح مِلت إلى قوله ولما طلبوا مني الحديث أنا اعتذرت قلت دعوني أنا آخر واحد أود أن أسمع خاصة الذين هم أنا ما عشت المشكلة فخلونا نسمع الذين عاشوا المشكلة فأنا كلامي ناقص فدار الحديث حتى وصل إلى الذين أصولهم ليست عربية فردوا عليه رداً قوياً قالوا مع احترامنا لقولك هذه مشكلة التي تذكرها لم ترد عندنا ولم ترد عند من أسلم من قومنا وهذه الصفات التي أنت تقول إنها مشكلة هي في الحقيقة مشكلة عندك لأنك أنت مستشكل بعلم الكلام وأنت عندك مشكلات تتوقع أنها ستكون مشكلات وهي ليست مشكلات ونحن لما قرأنا (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)) [طه]، (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) [المائدة:64]، (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [الفتح:10] ما فهمنا أبداً ما تظن أنه ستقع فيه مشكلة أبداً لم نفهم هذا الشيء. يقول أصلاً منذ أن عرفنا أن الخالق غير المخلوق انتهت كل المشكلة عندنا، كانت المشكلة عندنا أن الخالق جزء من المخلوق وهذه التي كانت تبعث عندنا مشكلة لكن لما تبين لنا أسلمنا ورأينا أن الخالق غير المخلوق هذه المشكلة لا يوجد لها أصل فوالله أنا تعجبت قلت سبحان الله! الحمد لله أنني لم أتكلم أول الأمر فرجعت إلى قولهم.

الشيخ محمد الخضيري: أنت تذكرني بقصة وقعت يذكرها الشيخ جعفر شيخ إدريس يقول إني دخلت على امرأة، امرأة من المسلمين في بلاد الغرب فابنها هي تعلّم ابنها أن الله موجود في كل مكان وتقول أحرجني الابن يقول يا ماما أنا رحت المطبخ ما لقيت الله، يا ماما أنا فتشت تحت الكنبة ما لقيت الله، تقول لا أعرف كيف.

الشيخ مساعد الطيار: العبارة

الشيخ محمد الخضيري: إيه العبارة ما هي طيبة لإنها تقول الله موجود في كل مكان فهذه عبارة طبعاً من عبارات أهل البدع هذه العبارة بهذه الصورة فقال لها الشيخ من أين لك أن الله موجود في كل مكان؟ المذكور في القرآن أن الله في السماء والذي ثبت في السنة أن الله سبحانه وتعالى في السماء في حديث الجارية قال «أين الله؟ قالت: في السماء، قال: اعتقها فإنها مؤمنة» يقول قالت والله صحيح أنا بأقولها لولدي فالولد لما سألها قالت له ربنا في السماء فرفع يديه إلى السماء المشكلة انتهت كلية بهذا الجواب البسيط اليسير السهل الذي توافق مع الفطرة وهو الواقع والذي تدل عليه النصوص أيضاً.

الشيخ مساعد الطيار: جميل فإذاً قصدي فقط أخذت منك يا أبا عبد الله أنه ولله الحمد والمنة ديننا ليس فيه تعقيدات وفيه وضوح وأيضاً وضّح كثيراً مما وقع فيه خلاف بين اليهود والنصارى ولهذا قال هنا قالوا (إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) ما معنى (رَسُولَ اللَّهِ) يعني هنا نُصِبَت.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: يعني بدل يعني كأنهم يقولون إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم أو أنا قتلنا رسول الله.

الشيخ مساعد الطيار: لكن ما رأيك يا أبو عبد الله لو تركناها بعد الفاصل.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: طيب.

*.*.*.*.*.*.*.* فاصل *.*.*.*.*.*.*.*

– تقرير عن مركز تفسير وملتقى أهل التفسير

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

الشيخ مساعد الطيار: حياكم الله أيها الإخوة والأخوات المشاهدون ونعود لاستكمال ما وقفنا عنده من التعليق على قوله (رَسُولَ اللَّهِ).

الشيخ عبد الرحمن الشهري: الله سبحانه وتعالى يقول هنا ينقل عن اليهود أنهم قالوا إنا قتلنا عيسى ابن مريم الله قال (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) رسولَ الله هنا إعرابها أنها بَدَل عن عيسى ابن مريم كأن سياق الكلام إنا قتلنا رسول الله. طبعاً قد يقول قائل هل هم يؤمنون بأنه رسول الله سبحانه وتعالى؟ الجواب أنهم لا يؤمنون ولكنهم يتهكّمون، يتهكمون به أنه هذا الذي يدّعي أنه رسولَ الله قتلناه كما في قوله سبحانه وتعالى (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ).

الشيخ محمد الخضيري: (إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦)).

الشيخ عبد الرحمن الشهري: (إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦)) [الحجر] ما دام أنك تظنون بأنه نزل عليه الذكر يعني يا من تدّعي. يعني كما يأتي الآن واحد يدعي مثلاً أنه ضابط وهو كذّاب فيأتي الضابط يعذّبه ويقول خذ أيها الضابط يسخر منه وهو قد انتحل هذه الصفة فكذلك هنا عندما يقولون (إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) هم وصفوه بالرسالة هنا من باب التهكم به عليه الصلاة والسلام ويقولون نحن قتلناه هذا الذي يدّعي أنه رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو رسول الله عليه الصلاة والسلام حقاً.

الشيخ محمد الخضيري: وقالها قوم شعيب لشعيب لما قالوا (أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنتَ).

الشيخ عبد الرحمن الشهري: (الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (٨٧)) [هود].

الشيخ محمد الخضيري: هل يقولونها الآن وهم يثبتون له الحلم والرشد؟

الشيخ مساعد الطيار: لا وإنما من باب التهكم.

الشيخ محمد الخضيري: من باب التهكم ولذلك يعدّ بعض العلماء مثل هذه الأوصاف ولو كانت في ظاهرها جميلة إذا قيلت بهذه النية أنه قَذْف يعاقب عليه الإنسان يعاقب عليه بالتعزير إذا كانت الكلمة ليست رمياً في العِرض وإذا كانت رمياً بالعرض مثلاً أن يقول إنسان لآخر أنا ابن أصول مثلاً يعني ما معناها؟ فهو تعريضاً برميه بأنه ليس كذلك فيُلزم بعض العلماء في هذه الحالة بأنه يكون عليه حدّ القذف إذا قالها.

الشيخ مساعد الطيار: أنا أريد فقط في قضية (رَسُولَ اللَّهِ) هم الآن إذا كان من كلامهم فهو صار من باب ماذا؟ التهكم وأيضاً فيه الحقيقة نوع من التبجح.

الشيخ محمد الخضيري: كيف؟

الشيخ مساعد الطيار: إي نعم التبجح بمعنى أنهم كانوا يقولون هم لا يقولون لأن ادعاء الرسالة هم يعرفون أن الأنبياء في بني إسرائيل كثر.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: كثير.

الشيخ مساعد الطيار: فعيسى عليه الصلاة والسلام لم يكن بدعاً من الرسل وهم كانوا أصلاً يسألونه كما في أخبارهم طبعاً كانوا يسألونه هل أنت أهو أأنت أنت؟ أو قال أأنت هو؟ طبعاً هم كانوا ينتظرون نبي آخر الزمان وعيسى عليه الصلاة والسلام جاء بمعجزات كبيرة جداً بالنسبة لمجتمع بني إسرائيل طبعاً كان يبرئ الأكمه والأبرص وله قصص واضحة في هذا ومن باب الفائدة لم يشتهر الطب في بني إسرائيل يعني قالوا بعض العلماء أنا أول من رأيته الجاحظ هو أول من ذكرها لا أذكر من قالها قبله أن كل نبي يبرع بما برع به قومه أو يأتي بما برع به قومه.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: تكون معجزته من جنس ما برع فيه قومه.

الشيخ مساعد الطيار: وهذا ليس صحيحاً لأنه هذا غير لازم وإنما أن تكون الآية مما يفهمها القوم وقوم بني إسرائيل لم يشتهر عنهم أنهم كانوا أطباء فيبرع عيسى عليه الصلاة والسلام به إنما نقول إنه جاء بهذه الآيات الظاهرة التي يؤمن عليها البشر كما هو حال الآيات في جميع الأنبياء.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: أصلاً حتى عيسى لو جاء بهذه المعجزات اليوم لكانت معجزة.

الشيخ مساعد الطيار: معجزة.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: حتى اليوم يعني هل الطب اليوم وصل إلى أنه يحيى الموتى؟

الشيخ مساعد الطيار: أبداً.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: يبرئ الأكمه والأبرص؟

الشيخ محمد الخضيري: أبداً.

الشيخ مساعد الطيار: فالمقصود أن عيسى عليه الصلاة والسلام لم تكن نبوته تلك الخفية بل إنك تكاد تجزم أنهم موقنون بأنه رسول من عند الله ولكن كفرهم وجحودهم ما كان فيه من الكفر والجحود المعروف عنهم جعلهم ينكرون رسالته من باب الجحود فلما قالوا (رَسُولَ اللَّهِ) حتى فيها إشعار أنهم عندهم شيء من الإحساس أو العلم بأنه مرسَل ليس فقط من باب التهكم كله وإنما أيضاً تشعرك بذلك الاضطراب الذي يحصل عندهم ويقينهم بأن هذا مرسل من عند الله وإلا قتلوا زكريا ولم يكن بينهم وبين زكريا أي مصادمة وقتلوا كذلك يحيى.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: في الحقيقة أيضاً فيها إشارة إلى عتوهم الشديد يعني إن كانوا يؤمنون كما تقول بأنه رسول الله ويقتلونه والله هذه منتهى الجرأة على الله سبحانه وتعالى أليس كذلك؟ !

الشيخ مساعد الطيار: وهذا الذي يفعلونه.

الشيخ محمد الخضيري: هذا التبجح.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: ولذلك لا يُستغرب اليوم عندما يقتلون إخواننا في فلسطين ويقصفونهم بالفسفور الأبيض ويقصفونهم بالقنابل يعني هذه ولا شيء مقارنة بقتلهم للأنبياء عليهم الصلاة والسلام وانتهاكهم.

الشيخ محمد الخضيري: قالها مرة أحد الفلسطينيين الذين قدموا من غزة وهو يسلي الناس يقول يا جماعة هؤلاء الذين يقتلونكم قد قتلوا قبلكم الأنبياء يعني من أنتم أمام هؤلاء الأنبياء؟! لكم سلف فيهم فليكن ذلك سلوة لكم.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: ليس هذا معناها أن نستكين لهم.

الشيخ محمد الخضيري: لا.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: لكن نقول لهم ليس هذا مستغرباً على أخلاقهم أنهم قتلة مجرمون قتلوا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقتلوا المؤمنين في تاريخهم الطويل ولا زالوا يقتلون المسلمين إلى اليوم.

الشيخ مساعد الطيار: في قوله (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ) طبعاً ذكر الله سبحانه وتعالى قتلهم فقط ولكن أضاف هنا الصلب ما قالوا إنا قتلناه وصلبناه وإنما قالوا (إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ) فالله سبحانه وتعالى ذكر الحدث كاملاً قال (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ) لكن هناك مقتول ومصلوب فقال الله سبحانه وتعالى عنه ماذا؟ (وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) فكّ المشكلة يعني الآن هناك مقتول ومصلوب فمن هو؟ هو الشبيه. ما هي قصة هذا الشبيه؟ هذه أيضاً قضية حيّرت النصارى لننظر الآن إلى تاريخ الأنبياء وعادات الله مع رسله كيف فهمها النصارى لكن كيف أعطانا الله سبحانه وتعالى عاداته مع أنبيائه هل الله سبحانه وتعالى من عادته مع أنبيائه أن يجعل من بين أصفيائه خائناً؟ أن يجعل بين أصفيائه من يخالفه باعتقاد؟ أبداً، هؤلاء الذين اختارهم الله.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: تقصد الحواريين.

الشيخ مساعد الطيار: الحواريين نعم هؤلاء الذين اختارهم الله واصطفاهم لصحبة عيسى عليه الصلاة والسلام حواري يعني ملازمون له حتى في الأناجيل واضح جداً ملازمة هؤلاء الحواريين لعيسى عليه الصلاة والسلام في حلّه وترحاله كيف يتصور أن هؤلاء الأصفياء يخرج منهم خائن كما يظن النصارى؟! هكذا يظنون أن واحداً من هؤلاء الحواريين وشى بعيسى عليه الصلاة والسلام والحق أنه ليس كذلك بل الحق والله أعلم أن عيسى عليه الصلاة والسلام أخبرهم إني ذاهب إلى ربي وإن هؤلاء سيسعون في قتلي فمن منكم يُلقى عليه شبهي.

الشيخ محمد الخضيري: فيقتل مكاني.

الشيخ مساعد الطيار: فيُقتل مكاني وله الأجر هذا هو المقام الأعلى ويكون له الأجر فاختار يهوذا أن يكون كذلك ولهذا هم يهود الإسخريوطي يجعلونه ماذا؟ خائناً وأنه منافق لأنه بزعمهم وشى بعيسى وليس الأمر كذلك، ما الذي حصل؟ أنه في هذه الحال في آخر لقاء بينه وبين الحواريين.

الشيخ محمد الخضيري: عيسى.

الشيخ مساعد الطيار: إي نعم أخبرهم أنه ذاهب إلى ربه وطلب هذا الطلب واختار يهوذا أن يكون كذلك ومضى عيسى عليه الصلاة والسلام وأخبرهم بما سيكون وأخبرهم بالنبي الذي سيأتي من بعده وهذه موجودة في الإنجيل عندهم إلى اليوم يعني وإن كانت ما زالت فيها تحريفات ثم مضى عيسى عليه الصلاة والسلام بل حتى في أناجيلهم إشارة إلى واحد كان موجوداً في هذه الحالة حالة دخول هؤلاء وأنه فرّ يعني أنه فرّ في كتبهم فلا يمتنع أن يكون هو عيسى الصلاة والسلام وهذا الذي ألقي عليه الشبه مسكوه على أنه عيسى واستسلم لم يتكلم وحصل ما حصل بأمر الله وتحمّل هذا الحواري هذا الأمر ولهذا قال الله سبحانه وتعالى (شُبِّهَ لَهُمْ) كيف وقع الشبه؟ إنما وقع الشبه بهذه الطريقة هذه عادة الله سبحانه وتعالى بأنبيائه أن يختار لهم الصفوة وأن هؤلاء الصفوة يفدون نبيهم.

الشيخ محمد الخضيري: كما فعل أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار.

الشيخ مساعد الطيار: وكما فعلوا معه في كل موطن من المواطن ما كانوا يُسلموه. خبيب وخبيب يعتبر ليس في عداد صفوة الصحابة ليس في عداد أبي بكر وعمر وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف لما قال له المشركون.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: هل تتمنى أن تكون آمناً في أهلك وأن النبي صلى الله عليه وسلم مكانك يُقتل؟ فقال والله لا أحب أن أكون آمناً في أهلي وأن رسول الله يشاك شوكة.

الشيخ محمد الخضيري: يا الله! انظر الحب كيف.

الشيخ مساعد الطيار: ولهذا نقول للذين يستمعون إلينا أن هذا الحدث حتى النصارى لطخوه وجعلوا من أصفياء نبيه من هو خائن فلم يفهموا رسالة عيسى عليه الصلاة والسلام ولم يفهموا عادة الله مع أنبيائه في اختياره أناساً يكونون الخُلّص له ونحن نؤمن يقيناً أن أولى الناس بالأنبياء هم من يختارهم الله لصحبته، لملازمته، الجلوس معه، والبقاء معه فترة طويلة هؤلاء لا يمكن يوجد فيهم من يكون خائناً أو يكون منافقاً.

الشيخ محمد الخضيري: لنبي الله عليه الصلاة والسلام. في قوله (وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ) اختلفوا فيه في من؟

الشيخ عبد الرحمن الشهري: في شأن عيسى عليه الصلاة والسلام هل صُلِب؟ هل قتل؟ من الذي قتل نيابة عنه؟ يعني هذه مسألة.

الشيخ محمد الخضيري: بقوا في شك منها.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: إلى اليوم.

الشيخ محمد الخضيري: إلى اليوم ولم ينزع منهم هذا الشك لأنهم سبحان الله متى جاوزوا الحق وقعوا في عرض الشك ومن وقع في الشك سبحان الله لا يكاد ينزع عنه حتى يعود إلى الحق فإذا عاد إلى الحق ذهب الشك وزال مثل من كان في ظلمة يا أبا عبد الله فإنه يتخبط مرات في هذا الجدار ومرة في هذا الجدار ومرة في هذا الجدار لكن لو بان له الحق ورأى النور الأصل لا يمكن يصدم في جدار.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: لذلك الحقيقة يا إخواني نحن ولله الحمد والمنة نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق.

الشيخ محمد الخضيري: آمين وأن يرينا الحق حقاً.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: نعم وأنتم تتحدثون في هذا يعني أنا أتخيل هذه المشكلة العظمى عند النصارى مشكلة هذا الشك الموجود عندهم في عيسى الذي ذكره الله هنا في قوله سبحانه وتعالى (وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)) يعني هذا الشك والريب الذي هم يعيشونه في شأن عيسى عليه الصلاة والسلام نجانا الله منها الحمد لله يا إخوان.

الشيخ مساعد الطيار: الطمأنينة نعمة.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: قسماً بالله انظر كيف تقبل على حياتك بل وتقبل على آخرتك وأنت مطمئن مرتاح أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. لا عندك شك ولا عندك ريب في هذا لا ريب في القرآن ولا ريب في النبي صلى الله عليه وسلم ولا ريب في الله سبحانه وتعالى كيف خلق الله السماوات والأرض واضح بالنسبة لك كيف خلق آدم كيف يكون مصيرنا في الآخرة حتى يدخل أهل الجنة الجنة بل حتى ماذا يتكلم به أهل الجنة في الجنة ذكره الله لنا وماذا يتكلم به أهل النار يا إخواني ترى هذه نعمة

الشيخ محمد الخضيري: عظيمة.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: ينبغي أن نقدرها حق قدرها.

الشيخ محمد الخضيري: إيه والله ولذلك بعض الذين يتصلون يا أبا عبد الله ممن يقرأون لبعض المنحرفين أو يحصل عندهم زيغ لذنب أو لرؤية بعض الأشياء التي تشكك وليس عنده اعتقاد صحيح للخروج من الحيرة إذا دخل في ميدان الحيرة يصيبه ألم نفسي كبير جداً خصوصاً إذا كان بداياته الاعتقادية جيدة ثم إنه لم يثبت عليها بحث عن مخارج وبدائل والعياذ بالله قد لا تكون سديدة ولا سليمة يحصل عنده من الحيرة والاضطراب ما يتمنى معه الموت. أنا حدثني مرة رجل من أهل الديانة والعلم كأنه حصل عنده شيء من الشك في شيء من أمور الاعتقاد فأقسم لي بالله أنه تمر به الليالي لا يستطيع أن ينام يقول اضرب هذا بهذا وأتكلم عن هذا ثم أعود إلى ذاك وأنا مضطرب قال لي بنفسه والله إني سافرت في ليلة من الليالي لأصلي الفجر مع الشيخ ابن عثيمين الله يرحمه حتى يزيل هذا الشك ويزيحه عني يقول فما زال الشيخ بي يطمئني ويبين لي الحق ويبين لي لماذا أنا وقعت في هذا حتى بدأ يذهب ويزول وتنقشع الظلمة وأبشّرك الآن أني الحمد لله ذهب لكن يقول ذقت من مرارته وألمه شيئاً لا يوصف قلت وأنت أنت؟! خريج شريعة وأصابك هذا؟! قال أصابني، قلت نسأل الله العافية والسلامة إذاً لا أحد في مأمن والصحابة أصابهم شيء من هذا لما كانوا يأتون للنبي صلى الله عليه وسلم يقولون يا رسول الله إن أحدنا

الشيخ عبد الرحمن الشهري: يحدث نفسه بما لا يتكلم به لكان.

الشيخ محمد الخضيري: لأن يكون حممة أو قال: لأن يخر من السماء ولا أن يتكلم به قال: أوجدتم ذلك؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان. ما قصده بصريح الإيمان؟ كراهيتهم لهذا الحديث الذي يأتي به الشيطان ويضعه في نفس الإنسان فإذا كرهته فهذا صريح الإيمان أما إذا اطمأننت إليه وبدأت تثيره وتعيده وتتفقده تقلبه يميناً وشمالاً فأنت وقعت في البلاء فاحذر ولذلك يأتي الشطيان ويدلس على الناس بأشياء عجيبة مثلاً من خلق الله؟ افرض إن الجواب فيه واحد قبله وماذا بعد؟ نفس السؤال يعاد إلى متى؟

الشيخ عبد الرحمن الشهري: إلى لا نهاية.

الشيخ محمد الخضيري: إلى لا نهاية يا أخي اختصرها من أول هو الأول فليس قبله شيء ولذلك إذا جاءك الشيطان وقال لك مثل هذا السؤال مباشرة تجيب هو الأول فليس قبله شيء، الله ربي لا أشرك به شيئاً، تنفي عنك الشرك كله وتؤمن بالله عز وجل الإيمان الثابت.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: الحمد لله. (وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ) يعني أنهم يتبعون الظن الذي يجدونه. الأناجيل يا دكتور مساعد وأنت تقرأ في هذا كثير الأناجيل فيها اختلاف كثير في هذه المسألة والشُرّاح الذين شرحوا الأناجيل اختلفوا أيضاً فيما بينهم فأصبحت هذه المسألة من المسائل الشائكة عندهم بشكل لا يستطيع صغار الناس أو عامة الناس ما يعرفون الحقيقة مساكين أليس كذلك؟

الشيخ مساعد الطيار: صحيح.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: يعني فعلاً هم مضيّعين هل عيسى هو إله وإلا هو ولد الإله وإلا ما قصته الأب والابن وروح القدس حتى واحد مرة في أحد اللقاءات قال هذا ثلاثة في واحد كيف تكون ثلاثة في واحد؟ حتى قال هذا شامبو هذا ما هو إله، ثلاثة آلهة في واحد؟ واحد منهم قال فعلاً هذه مسألة تحتاج ناس أعلم بالشريعة قال يا أخي ما تحتاج أحد أعلم بالشريعة ولكن تحتاج رجوع إلى العقل ما أقول لك رجوع للعقل يا أخي ثلاثة وثلاثة من هو الإله؟ من هو الرب؟

الشيخ محمد الخضيري: الخالق المدبر.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: من الرب منهم؟ ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لأحد العرب قال: «كم تعبد من الآلهة؟ قال: تسعة.

الشيخ محمد الخضيري: أو سبعة.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: أو سبعة.

الشيخ محمد الخضيري: قال: فأيهم تجعله لضرّائك؟

الشيخ عبد الرحمن الشهري: قال: ستة في الأرض وواحد في السماء. قال: فأيهم لرغبك؟ قال: الذي في السماء».

الشيخ محمد الخضيري: اختصرها يا أخي.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: حتى العقل.

الشيخ محمد الخضيري: يدل عليها بسهولة بأوضح الأدلة وأعمقها (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ (٣٦)) [الطور].

الشيخ مساعد الطيار: أنا أود أن ننبه على خطورة أفلام الكارتون والأفلام ومشاهدة المباريات وغيرها من هؤلاء النصارى أنهم يفعلون بعض الحركات التي هي أصل التثليث عندهم.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: ويزرعونها في نفوس الناس.

الشيخ مساعد الطيار: أو هم يعملونها أصلاً لأنها سجيتهم هذه عبادتهم.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: يعني قصدك أنها أحياناً يسوون حركة.

الشيخ مساعد الطيار: حركة الثلاثية هذه.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: التي هي التثليث.

الشيخ مساعد الطيار: نعم هذه تدل على التثليث الحركة هذه فترى بعض اللاعبين بعد ما يسجل هدفاً أو كذا يصنع هذه الحركة.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: صدقت

الشيخ مساعد الطيار: إي نعم وتعرف مع الأسف كثير من أبنائنا قد لا يدرك أن هذه لها أو أحياناً يعمل هكذا يعني إشارة إلى الصليب يعني فيه حركات تعمل يجب أن ينتبه المسلم إلى أن هذه مرتبطة باعتقاد عندهم أنها مرتبطة باعتقاد ولهم فيها اعتقادات كثيرة جداً ومنها أن الصليب إذا وضع على مريض أنه يبرأ، الصليب إذا وضع على مجنون أنه يخرج منه الجن، الصليب إذا وضع كذا عندهم اعتقادات، هم في اعتقاداتهم لا يزالون يتمسكون بها.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: طبعاً أنت لو فكرت فيها نحن الآن عندما نقول النبي صلى الله عليه وسلم آثار النبي صلى الله عليه وسلم ألا يُتبرّك بها آثاره عليه الصلاة والسلام؟

الشيخ محمد الخضيري: بلى.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: مثل شعره عليه الصلاة والسلام أليس كذلك؟

الشيخ محمد الخضيري: إي نعم.

الشيخ عبد الرحمن الشهري: لأننا نعرفه أنه حق هذا لكن هم على باطلهم الذي هم فيه يظنون أنه حق أن الصليب الذي هو شعارهم أنه هو الحق فلا يُستغرب هذا منهم.

الشيخ مساعد الطيار: لعلنا أيضاً نكمل لأن الوقت انتهى فنكمل إن شاء الله ونعد الإخوة بأن نكمل بعض القضايا المرتبطة بتاريخ عيسى عليه الصلاة والسلام فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لي ولكم بما سمعنا وبما نقول إنه سميع مجيب.