(وأمرهم شورى بينهم)
توسط الشورى بين إقامة الصلاة والإنفاق.
(تفسير القرآن – الشيخ خالد اسماعيل – بتصرف)
(وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿٣٨﴾ الشورى)
في الغالب يقرن القرآن بين الصلاة والزكاة (وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿٣﴾ البقرة) لأن الصلاة صلة بالله وإحسان مع الله والإنفاق في سبيل الله إحسان لعباد الله وهذا جماع الخير أن تكون علاقتك بالله تعالى طيبة وعلاقتك مع الناس طيبة.
لكن في سورة الشورى توسطت الشورى بين الصلاة والإنفاق في سبيل الله ليبين عظم هذه الصفة وهذا مناسب لاسم السورة ومقصدها فالسورة تحث على الاجتماع على إقامة دين الله تعالى (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) أمرهم أي كل أمورهم لم يخصص أمرا دون أمر.
والسورة مكية وهذا دلالة على أن أمر الشورى عظيم والله تعالى حث المؤمنين عليها منذ بداية الدعوة في مكة مع أنهم كانوا مستضعفين في مكة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتشاور مع الصحابة (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ). هكذا ينبغي أن تكون الشورى بين المسلمين يتشاورون في أمور دينهم وما يصلح البلاد والعباد، يتشاور كلٌ بحسب مجاله لاستخراج أحسن الآراء. فالشورى تجمع القلوب ويزيد التراحم بينها.
وإقامة الصلاة بأحكامها وشروطها وأركانها والاجتماع عليها فيها دلالة على الاجتماع على دين الله وهو مقصد سورة الشورى، فالمسلمون يصلون خمس مرات يوميًأ جماعة في المساجد وهي فرصة ليجتمعوا ويتشاوروا في أمور دينهم ودنياهم.
والزكاة والإنفاق في سبيل الله تعالى (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) الإنفاق والتكافل الاجتماعي بين المسلمين من أسباب اجتماع القلوب وإقامة دين الله تعالى.
كلمة شورى أصلها في اللغة من شَارَ العَسَلَ : اِسْتَخْرَجَهُ، اِجْتَنَاهُ أي بمعنى التصفية والإخلاص.
قال الحسن البصري: ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم.
إعداد صفحة إسلاميات