جرح – اجترح – افترى – اكتسب – ارتكب – اقترف – احتمل – كسب – عمل – فعل- تجانف
هذه الكلمات كلها في منظومة أساليب ارتكاب الذنوب. وكل الكلمات فيما عدا فعل وتجانف هي للكافرين أما فعل وتجانف فهي للمؤمن يقال فعل الذنب أو تجانف للذنب.
جرح واجترح: من أساليب ارتكاب الذنوب وهي تعني الذنب الذي يترك أثراً لا يُمحى (ولكم في الجروح قصاص) كل جرح يبطل المكان الذي وقع عليه والجُرح يبطل المجروح فإذا جُرح الشاهد لم تقبل شهادته. (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات) واجتراح السيئة لا يكون إلا للكافر. وكل سيئة تُمحى إلا الشرك بالله. (ويعلم ما جرحتم بالنهار) (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) سورة الجاثية آية 21
اقترف: وأصلها من قرف. وقرف لها معنيين: يقال قرف الشجرة عندما يُنزع عنها اللحاء أو القشرة الخارجية مما يؤلم الشجرة ولكنه طيب الرائحة. ويقال قرف الجُرح أي كشطه وهو مؤلم ومقزز لما فيه. واقترف بمعنى نزع الشيء بشكل مؤلم لكن الألم قد يكون طيباً يورث محمدة أو قبيحاً يورث مذلة. لذا تأتي اقترف بالخير (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) سورة اشورى آية 23 والشر (وليقترفوا ما هم مقترفون) (وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون) سورة الأنعام آية .120 يقال اقترف الصلاة واقترف الزنا. واقتراف الحسنات يترك أثراً محموداً وذكراً طيباً ولساناً محموداً حتى بعد الممات لأن الحسنات طيبة الرائحة ولا يقوم بها إلا القلّة كأن يكون الإنسان عفيفاً أو كريماً. اقترف واجترح قد تكون مرة واحدة.
احتمل: إصرار على الذنب والاستمرار عليه حتى يصبح ثقيلاً بحسث لا يمكن أن يحمله يوم القيامة فالحمل كماً والإحتمال كيفاً (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) سورة الأحزاب آية 58
كسب: تقال لمن مات على هذا الشرك (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته) وهو حصيلة عمر الإنسان وهو كل عمل الإنسان وهو كل ما باشر أسبابه أو لم يباشر أسبابه كأن يدعو لك أحد بظهر الغيب ونحوه.
اكتسب: هو كل ما يملك وباشر أسبابه أو كل ما فعله الإنسان عن قصد. واكتسب أكثر من كسب بالمبنى وهذا يدل على زيادة المعنى فالذنب أعظم وأضخم من الحسنة فالحسنة تُصنع من جانب تضعيف الأجر حتى أنها تكاد تتلاشى مقابل جزائها.أما السيئة فهي بمثلها لها حضور لأنها تساوي أجرها. والكسب يكون عادة في الأمور الأخروية والإكتساب في الأمور الدنيوية. والإكتساب افتعال فيه جهد وإصرار والله تعالى لا يكتب علينا إلا ما نصرّ عليه. (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)
افترى: هو التآمر كتشويه سمعة عالم أو داعية أو ما شابه وهي تقال على الإشاعات والتهم. (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) (انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا) سورة النساء آية 50، (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون) سورة الأنعام آية 21.
عمل: تقال للكافر عادة (يعملون السيئات) . والكافر عمله العام كله سيء والعمل عام يقال عمل فلان نجّار أما الفعل فهو جزء من العمل كأن يقال نجّار الأبواب أو غيرها. (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لوأن بينها وبينه أمداً بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) سورة آل عمران آية 30، (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة التوبة آية 102
فعل: الفعل هو من جزئيات العمل والعمل هو العام. والفعل من عمل المؤمن يقال للمؤمن فعل الفاحشة أو فعل السيئة وليس عمل الفاحشة أو عمل السيئة. وما إن يفعل المؤمن فعلته حتى يتوب عنها وإن كانت فاحشة. وكلمة لا إله إلا الله كلمة عظيمة ومن فضل الله تعالى أن كل الذنوب إلا الشرك قابلة للمغفرة (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) سورة النساء آية 114، (وما يفعلوا من خير فلن يُكفروه والله عليم بالمتقين) سورة آل عمران آية 85، (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) سورة الصافات آية 102
جنف: كل شيء تضطر إليه لارتكاب الحرام أكلاً أو شرباً أو شِركاً ولا يرضى به قلبك (إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان) وكل ضرورة وكل اضطرار تدفعك إلى أن يصبح الحرام حلالاً وأنت كاره له ولا تأخذ منه إلا الحدّ الأدنى. (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم) فيُكره الفعل ويُكره الرخصة فيه. وهي تقال للمؤمن الذي يضطر لارتكاب إثم أو حرام أو جريمة وهو كاره لها في قلبه ويأخذ منها فقط ما يبقيه حيّاً كمثل العطشان في صحراء يوشك على الموت فيشرب من الخمر وهو يكره الرخصة ولا يشرب إلا بالقدرالذي يحفظ عليه حياته من الهلاك. أو كأن يأكل لحم خنزير أو ميتة في حال الإشراف على الهلاك وليس هناك طعام آخر لكنه لا يفعل هذا باستمرار وإنما فقط للضرورة القصوى. (فمن خاف من موص جنفاً فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم) سورة البقرة آية 182
بثت الحلقةبتاريخ 15/2/2002 م