الحروف في القرآن الكريم, حرف الحاء

حرف الحاء – منظومة الحمد

اسلاميات

منظومة   الحمد والتسبيح 

الحمد–  الشكر – الثناء- التعظيم – التوقير – التكبير – التسبيح

هذه الكلمات تمثل منظومة التسبيح وهي تتعلق بذات الله تعالى حمداً وشكراً. والتسبيح يشمل كل هذه الكلمات فالتسبيح هو أن تشكر الله تعالى وتحمده وتوقره وتثني عليه وتكبره وتعظمه وكل هذا نوع من أنواع التسبيح وكلمات هذه المنظومة هي الكلمات التي يتعامل بها العبد مه الله عز وجلّ وما من أحد أحب إليه الحمد من الله عز وجلّ. والحمد لله تملأ الميزان كما في الحديث الصحيح. الفروق بين الكلمات في كتاب الله تعالى هي فروق لا يتوصل إليها إلا أصحاب الحس الرفيع المرهف في هذه اللغة العظيمة المقسدة ومن عظمتها وبلاغتها أن الله تعالى جعلها لغة أهل الجنة وستكون متعة المتع أن يتخاطب بها الناس في الجنة لبلاغتها وفصاحتها وجمالها وروعة نسجها.

الحمد والشكر: الحمد على الصَنعة والصنيع والشكر على النعم. إذا رأيت رجلاً يصنع شيئاً دقيقاً جميلاً أو عظيماً فإنك تحمده على ذلك فهذه صنعة أو صنيع بأن أسدى إليك فعلاً يسعدك كأن يعفو عنك أو يتوسل لك أو يتجاوز عن هفواتك وعثراتك. والصنائع هي الأفعال المحبوبة كما جاء في الحديث “صنائع المعروف تقي مصارع السوء” وهي الكرم والسخاء والحِلم والضيافة وقضاء حوائج الناس والشفاعة لهم. الصنعة جمعها صناعات والصنيعة جمعها صنائع فإذا أسدى لأحدهم معروفاً أو صنيعاً استوجب حمدك له على هذا الصنيع. أما الشكر فيكون على النعمة كأن يعطيك أحدهم هذية أو زوجك ابنته فهذا عطاء مادي تلمسه فهو يستحق الشكر وأن تستعمل هذه النعمة استعمالاً يُسرّ المنعم عليك بها. وعندما يصنع لك أحد صنيعاً تحمده لتشهره بمدى اعجابك بما صنعه ويستحق الحمد عليه وهذا هو الفرق الدقيق بين الحمد والشكر. أن تحمد الله تعالى على الصنعة والصنيع وأن تشكره على النعمة التي تصل إليك مادياً. الله تعالى أعطانا سمعاً وبصراً وأولاداً وسخّر الشمس والقمر والنجوم هذا يستحق أن نشكره عليها ولذلك قال تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) ابراهيم) ولم يقل ولئن حمدتم فإن حمدته على خلق السموات والأرض فكيف يزيد لك في ذلك هل يخلق سماء وأرضاً أخرى؟.

قال تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) الانعام) (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر) هذه كلها صنائع نحمده على الصنعة والصنيع (فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) المؤمنون) ونشكره على النعم. ما من باب يمكن أن تحمد الله وتشكره كأن تفعل ذلك من خلال أسمائه الحسنى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) الاعراف) عندما تحصي هذه الأسماء وسبق أن فصلنا أن الاحصاء غير العدّ فالعدّ هو أن تقول الله الرحمن الرحيم أما الاحصاء فهو ماذا يعني كل اسم وكيف تستعمله وكيف تعبده بهذا الاسم كالرحمن والرحيم والمتكبر. لكي تحمد الله حق حمده وتعبده حق عبادته عليك أن تفعل ذلك من خلال تلمّس حسن صنعه وصنيعه وتمام نعمته عليك من خلال اسمائه الحسنى وهذا باب على المسلمين أن يتعلموا هذه الاسماء الحسنى وفي الحديث “إن لله تسعاً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة” ولم يقل من عدّها. والاحصاء شغل المفكرين والعارفين والاحصاء أن تدرك حوانب هذا الاسم وعلاقته بالاسماء الأخرى وكل عبد من عباد الله تعالى سوف يكتشف أن هناك اسماً معيناً يحتاجه في العلاقة بينه وبين ربه.

أثنى: الثناء هو نفس الحمد بفارق أن الثناء ذكر الجميل على ما يتجدد من فضل وكلما فعل الله تعالى معك صنيعاً كأن يغفر ذنبك أو حلِم عليك أو ستر عورتك وتكرار هذه الصنائع من الله تعالى وتكرار حسن صنعته في الكون (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) طه) وقد أمرنا بالتأمل في خلق الله تعالى في أواخر سورة آل عمران “ويل لمن قرأ الأواخر من آل عمران ولم يتفكر بها”. إذا تكرر الحمد لتكرار الصنعة والصنيع فهو الثناء لذا قال تعالى (مثاني) كل يوم تكتشف في هذا القرآن بشائر عظيمة وصنيعة جديدة وصنعة جديدة فهذا الذي يقتضي حمداً متكرراً وهو الثناء. تًثني على فعل مرة واحدة هذا حمد وعندما تكتشف أن هذا الأمر يستدعي حمداً جديداً فهذا هو الثناء. وفي الحديث القسي في سورة الفاتحة (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين ) كم مرحمة يرحم الله تعالى بها عباده (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) وكذلك رحمته لا تحصى فعليك أن تحمد الله تعالى حمداً جديداً فتُثني عليه وكذلك كتاب الله مثاني إلى يوم القيامة سيكتشف الناس فيه صنيعة عجيبة مما يستدعي تجديد الحمد له تعالى وهذا التجديد هو الثناء. فكل من يستدعي فعله أن تحمده كثيراً وتكرر الحمد لتجدد أفضاله وفضائله فهذا هو الثناء.

مجّد: نفس المعنى بفارق واحد أنك هنا تحمد الله تعالى على صنعه وصنيعه معك. أعطاك عينان حميلتان هذا خلق الله وصنائعه كثيرة سترك وعافاك ووقاك السوء ولو يعلم كل عبد كيف يدبر الله تعالى أمره لذاب في الله عشقاً. الله تعالى هيّأ لك الأمور ويدبرها لك. المجد تذكره بالجميل لا على صنعه وصنائعه ولا نعمه وإنما على مُلكه وهيمنته فهذا هو التمجيد.

الحميد المجيد صيغة مبالغة أي كثير الحمد وكثير التمجيد (مجدني عبدي) في حديث سورة الفاتحة. (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) غافر) ملك لا تحيط به العقول وعندما تمجّد الملك لملكه وسعة نفوذه وجبروته وقوته وفتوحاته وعندما تذكر هذا   فقد مجّدته أي أعطيته مجداً مَجَد يمجد فهو مجيد ومَجُد فهو ماجد. المجد هو الرفعة العليا رفعة القوة والنفوذ والكلمة (إن ربي حميد مجيد).

عظّم: فيها جزء من ما مضى باضافة شيء واحد هو تضخم الشيء كمّاً وأثراً وتأثيراً. قد يكون هناك ملك مجيد لكن تأثيره على شعبه قليل مثل ملك بريطانيا مثلاً هذا لا يطلق عليه ملك عظيم لأنه لا يملك التأثير على شعبه ولا يحكم. الملك الذي يملك ويحكم هو العظيم. وفي رسائل الرسول r إلى المقوقس قال فيها إلى عظيم الروم لأنه كان ملكاً يحكم وله تأثير على شعبه.

التعظيم هو التضخيم في الأثر. يقال ذنب عظيم أي تأثيره قوي في اعمالك فيمحقها محقاً ويقال فوز عظيم أي ليس بعده خسارة. كل عظيم متضخم كمّاً وكيفاً وتأثيراً بحيث يكون تأثيره ضخماً في كل نتائجه.

وقّر: فيها كل المعاني السابقة بزيادة أنك بمجلسه تكون ساكناً حوارحك ساكنة لا ترفع صوتك في حضرته (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) الفتح) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) الحجرات) (لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا (63) النور) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) المجادلة) تدخل بهدوء حركاتك موزونةتخفض صوتك. الرسول r قال لو أوشكت الصلاة على النهاية لا تستعجل وإنما تأتي الى الصلاة وعليك السكينة والوقار.

السكينة تكون في القلب من خوف أو اضطراب (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) الفتح) والوقار يكون في الجوارح أي حركاته موزونة يقال رجل وقور يتكلم بهدوء بكلام موزون تهابه والتوقير للعين “رجل يذكركم الله وجهه” (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) نوح) عندما يذكر الله تعالى تخشع وتكون هادئاً ولا تصخب ولا يرتفع صوتك ولا تكون حركاتك صاخبة “تعلموا العلم وتعلموا له الوقار” كبار الصالحين تجلس أمامهم في غاية الهدوء والتوقير والسكون.

كبّر: الكبير الذي لا أحد فوقه يأمره وإنما يأمر كل من تحته (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111) الاسراء).

سبّح: التسبيح بكل ذلك عندما تحمد الله أو تشكره أو تثني عليه أو تحمده أو تعظمه أو توقره أو تكبره فإنك تسبحه. والتسبيح هو سرعة التأثر ترى طفلاً جميلاً أعجبت بجماله فلا تملك إلا أن تقول سبحان الله. والسباحة هي الجري السريع في الهواء واستعملت في الماء وكل شيء سريع الحركة يسمى سباحة فعندما ترى شيئاً من عجائب صنع الله فأنت تحمده وهذا تسبيح (سبحان الذي خلق السموات والأرض) كل صنعة أو نعمة من نعم الله تعالى تثير اعجابك لا بد أن تحدث واحداً من كلمات هذه المنظومة حمداً أو تكبيراً أو توقيراً أو تعظيماً أو ثناء فهذا تسبيح أي أسرعت بحركتك كي تحمد الله أو تثني عليه أو تكبره أو توقره (سبحان الذي خلق الليل والنهار) (سبحان الذي أسرى بعبده) كل صنعة أو صنيعة أو نعمة تقتضي تسبيحاً (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) (سبحان الذي بيده الملك) (وسبحوه بكرة وأصيلا) . كل هذه المنظومة التي تحمد الله وتشكره وتوقره تمسى تسبيحاً.

خلاصة: الحمد على حسن الصنعة والصنيع، والشكر على تمام النعمة والثناء على تعدد الفضل المتجدد في كل حال والتمجيد على المُلك والهيبة والتعظيم على ضخامة الشيء وتأثيره وأثره والتوقير على الهيبة والتكبير على التفرّد وكل هذا يسمى تسبيحاً.

لو عددنا صنائع الله تعالى ومصنوعاته التي تثير العجب الشديد سبح بحمد ربك أي أسرع بحمد ربك عندما ترى نعمة بالغة تسبح الله عز وجل بحمد وشكر (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) لو تعلم مدى اتقانه هذه صنعة جعل الله تعالى فيها شفاء من مرض واخبار كوني ومعنى متجدد الى يوم القيامة وفيه اشارة لكل شيء في الدنيا وعلى الرغم من الاكتشافات لم يجد أحداً متناقضاً واحداً في القرآن (غير ذي عوج) لا يتناقض مع أي حقيقة عليمة.

 الصنائع الحميدة كثيرة من الله تعالى تستحق الحمد والله تعالى:

1.     فضّل الانسان على سائر المخلوقات أرسل الرسل لهداية الانسان الى توحيده وهي أعظم صنيعة وما من صنيعة على الانسان أعظم من أن يرشده الله تعالى الى توحيده (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) قمة الوصول إلى الله تعالى والتحضر الانساني الذي سينشلك من عالم الحيوان هو التوحيد.

2.     جعل الأديان كلها دين واحد يعترف بعضها ببعض.

3.     جعل هذه الأمة وحدها تؤمن بهذه الحقيقة ايماناً كاملاً لا توجد أمة تؤمن بباقي الرسل ولا تفرق بين أحد من الرسل مثل هذه الأمة.

4.     جعل العدل من حق الناس على اختلاف أديانهم (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) النساء) لا فرق بين مؤمن وغير مؤمن.

5.      جعل إقامة العدل لكل حكومة مانعاً من موانع الاهلاك (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود)

6.     من حُسن صنيعه شرّع التوبة التي تغفر الذنوب جميعاً.

7.     جعل الحسنات مضاعفة والسيئات مفردة

8.      جعل الاختلاف بين الأمم سبب من أسباب حماية الحياة (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج)

9.     جعل كل ما تكرهه نفسك عبادة تكفّر الذنوب جميعاً من بلاء وهمّ ومرض وغمّ

10. رفع المسؤولية عن الانسان عدا الخطأ والنسيان وما استُكره عليه.

11. جعل كل ما يذهب من ماله العام صدقة له

12. سخّر للإنسان كل شيء قبل أن يُخلق.

13. لم يؤاخذ على الذنب إذا تبعه الاستغفار.

14. جعل كل ظلم يصيب الانسان مكفّراً لذنوبه.

15. ينزل الله تعالى في كل ليلة يبسط يده ليتوب المشيء ويستجيب لمن يدعوه.

16. جعل في الدنيا رحمة واحدة وادّخر 99 ليوم القيامة (لا يدخل النار إلا شقي).

17. شرّع السفاعة للأنبياء والأصدقاء والشهداء والعلماء المخلصين العاملين.

الأسماء الحسنى:

من نور صنائع رب العالمين مع العبد أن شرّع الأسماء الحسنى ولو أحصيناها فعلاً لرأينا كيف رسم الله تعالى بهذه الأسماء منهجاً بحيث لا يتحيّر العبد في عبادة لها قيمة. وحتى نستفيد من اسماء الله الحسنى علينا أن نحصيها قبل أن نعدّها.

الله: الاسم الأول تعداده 1 وإحصاؤه أن تقول أنه دال على الذات الجامعة لصفات الإلهية كلها حتى لا يشذ منها شيء ولا يطلق هذا الاسم على غير الله لا حقيقة ولا مجازاً. حظّر العبد من هذا الاسم التألّه أن تتخذ الله إلهاً وليس رباً. الرب رب الكافرين والمؤمنين والله إله موسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم والله إله المؤمنين به وحدهم وليس إله المشركين به. الله تكررها وتفهمها على هذا النسق فإنك توحده توحيداً خالصاً ولا يمكن لعقلك أن يشذ عنها وأن تكون خالص القلب ولا تلتفت لمن سواه ولا تخاف إلا هو سبحانه فهو مركز التوحيد ومداه ومداره الحق.

الرحمن: تعداه 2 وإحصاؤه قريب من الاسم الأعظم الله بدليل قوله تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (110) الاسراء) هو قاضي حاجات العبد في الآخرة. كم عندك من الحاجات في الآخرة فالله تعالى بصفة الرحمن يقضيها لك  وإذا ثابرت على ذكر الرحمن الرحمن الرحمن سوف تصل في النهاية أن الله تعالى بسرّ هذا الاسم سيقضي كل حاجاتك يوم القيامة. والرحمن اسم لقاضي الحاجات لمن يستحق ولمن لا يستحق إن الله لا يُسأل عما يفعل فقد يكون الانسان عاصياً أو فاجراً لكن بذكرك لهذا الاسم وعبادتك لله تعالى من خلاله تنالك الرحمة فتقضى حاجاتك وإن لم تكن تستحق ذلك.

الرحيم: تعداده 3 وإحصاؤه قاضي حاجات العبد في الدنيا على الوجه العام الذي ذكرناه لمن يستحق ومن لا يستحق فالشمس والقمر والصحة والأولاد والرزق وكل النعم التي تراها. من حيث كونه رحيماً أعطاها لمن يستحق ومن لا يستحق في الدنيا وفي الآخرة أيضاً من حيث كونه رحماناً إلا من استثناه قطعاً (إن الله لا يغفر أن يشرك به) إذا قلت أنت ربي ومهما كانت نياتك فأنت مرشح لأن ينالك هذا الاسم العظيم.

الملك: تعداده 4 وإحصاؤه هو الذي لا يستغني عنه شيء في شيء فكل شيء يستمد وجوده منه أو مما هو منه فهم مستغني عن كل شيء وهذا هو الملك المطلق. والملك من ملوك الأرض هو الذي يستغني عن كل شيء سوى الله وتلك هي رتبة الأنبياء استغنوا في الهداية عن كل أحد إلا الله تعالى واحتاج إليهم كل أحد ويليهم العلماء ورثة الأنبياء وبهذه الصفات يقرب العبد من الملائكة بالصفات ويتوب إليه بها. قال بعضهم أوصني قال كن ملكاً في الدنيا تكن ملكاً في الآخرة قال كيف؟ قال اقطع شهوتك وطمعك عن الدنيا تكن ملكاً في الدنيا والآخرة فإن الملك في الحرية والاستغناء.

بُثّت هذه الحلقة بتاريخ 18/2/2005م