الحروف في القرآن الكريم, حرف الحاء

حرف الحاء – منظومة كيد الشيطان (احتنك)

اسلاميات

منظومة   كيد الشيطان

احتناك–  استحواذ – أزّ- وسوسة – نزغ – استزلال – تسويل – إملاء – تزيين – غواية – فتنة

تحدثنا في منظومة ابليس والجنّ من هو الشطان وما هو وباختصار إبليس هو شيطان آدم الذي أخرج آدم من الجنة فطرده الله تعالى من مملكة الصالحين لكن جنوده وأولاده وذريته وأعوانه وأتباعه وحزبه كلهم من الشياكين قسم منهم من الانس. والشيطان هو كل جنيّ أو مخلوق يتموّه ويتشكل على وفق ما تحدثنا عنه في مكانه (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) أياً كان هذا الشيطان فهناك مخلوق يتربص بنا كما قال r “إن للشيطان شأناً في كل شأن ابن آدم”. وهذه الحلقة هي عن عمل هذا الشيطان وأسليب فعل الشيطان مع ابن آدم وقد أعلن جهاراً (لأغوينهم أجمعين). الشيطان بدأ يُطلق على كل قول دقيق محكم يقال فعل شيطاني وأنت شيطان. فما هي أساليب هذا الشيطان في محاولة لأن يبرّ بيمينه عندما قال (لأغوينهم أجمعين) فالشيطان له عملان عمل مع المشركين وعمل مع المؤمنين في محاولة إضلالهم وضلالهم.

والأساليب التي يتخذها الشيطان مع المشركين ثلاثة: الاحتناك والاستحواذ والأزّ

الاحتناك: مأخوذ من حنك يقال حنك الدابة إذا وضع اللجام في حلقها الأعلى فإذا وضع اللجام أو العنان أو الخطام أو الرسن في حلق الدابة يسيطر الراكب على الدابة سيطرة كاملة وهذا هو الوضع السليم لراكب الدابة الذي يريد أن يسيطر عليها يجلس على مؤخرة الحيوان ويضع اللجام أو الخطام في حلق البعير فيقود الدابة ويوجهها إلى حيث شاء بحيث تفقد الدابة حركتها في الذهاب حيث تشاء. فالسيطرة الكاملة لراكب الدابة بأن يصبح زمامها في يده لأنه أحكم حنكها. هذا لا يكون إلا إذا صار العبد مشركاً والشرك وحده هو الذي يجعل ابليس أو قبيله وحزبه يسيطر سيطرة كاملة على الانسان إذا أشرك الانسان يسقط في يد ابليس بالكامل بحيث يحتنكه كأنه دابة (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) الأنفال) (لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) الاسراء).

الاستحواذ: عندما يتم الاحتناك يأتي الاستحواذ وهذا من دقة القرآن في التسلسل. والاستحواذ هو الضرب على حاذي الحيوان والحاذي هو مؤخرة الفخذين بما يلي الذَنَب. راكب الفرس يجلس على مؤخرة الدابة وبيده الرسن وعندما يريد أن تسرع الدابة يضربها على مؤخرة فخذيها مما يلي الذَنَب فإذا فعل ذلك أسرعت الدابة لمشيئته وهدفه وهذا الاستحواذ بسرعة غير اعتيادية. لما احتنك ابليس العبد فأشرك يحعله يسرع ويسارع في هذا الشرك عن طريق الضرب على مؤخرة عقله وتفكيره وهذا تعبير مجازي كما لو كان هذا المشرك دابة فعلاً فيصبح العبد محتنكاً ومسيطراً عليه أولاً وسريعاً جداً في تلبية أوامر الشيطان حينئذ صار هناك احتناك واستحواذ أي سيطرة كاملة وسرعة كاملة (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) المجادلة).

الأزّ: الخطوة الأخيرة هي الأزّ والأزّ هو غليان القدر تحته نار شديدة فيكون له أزيز كأزيز الرصاص والحوذي هو السائق الماهر والأحوذي هو الماهر والسريع في كل شيء. فالاستحواذ هو سرعة السوق ويأتي الأزّ بعد ذلك يجعلهم الشيطان يغلون غلياناً في محاربة الإيمان وأهله كما فعل المشركون بالمؤمنين على مرّ التاريخ وكما يفعلون الآن هنام من يحارب المؤمنين حرباً لا هوادة فيها تحت كل التهم والتبريرات إبادة كاملة. وقد صوّر الله تعالى لنا يوم القيامة بأن هؤلاء الذين اتبعوا الشيطان فصاروا حزبه بحصل بينهم نقاش يوم القيامة فالنار في ذلك اليوم تُحرق ولا تُميت ولا تفقد الوعي والناس يتناقشون والشيطان بينهم يلقي خطبته (إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم) بعد هذه الخطبة يطلق خزنة النار يدي الشيطان من القيود فيبدأ الضرب بالمشركين حتى يبلغ الضرب مبلغ الألم فينسيهم حرّ النار (الأخلاء بعضهم).

هذه هي أساليب ابليس والشياطين عموماً: الاحتناك أولاً ثم الاستحواذ ثم الأزّ وهو أشد أنواع الهزّ الذي هو قمة الحركة يسمى أزّاً وأزيزياً.

على مر العصور كان المشركون كثرة والمؤمنون المحدون قلة (لأحتنكن ذريته إلا قليلا) .

أما أساليب الشيطان مع المؤمنين فهي:

الوسوسة: هي الخاطرة الرديئة (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) الاعراف) (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) طه) كان المسلمون يُرعَبون عندما تأتيهم بعض الأفكار فأخبروا الرسول r بذلك فسألهم: أوجدتم ذلك؟ قالوا نعم فقال r فذلك صلاح الايمان. فالعبد إذا اكتمل إيمانه يأتيه الشيطان بالوسوسة. فالوسوسة إذن هي خاطرة سريعة ثم تنطفئ.

النزغ: تتطور الوسوسة لتصبح نزغاً (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) الاعراف) النزغ هو حركة وبداية التحرك والتحريك نحو الباطل. إخوة يوسف جاءتهم الوسوسة عندما فكروا بالقضاء على أخيهم يوسف وعندما بدأوا بتنفيذ ما فكروا به أصبحت هذه الفكرة نزغاً (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) يوسف) فالوسوسة تكون من غير إرادتك والله تعالى لا يحاسب الناس على ما يحدثون به أنفسهم أما النزغ فهو بإرادتك. يقال فلان نزغ بين الناس أي أفسد بينهم والنزغ في الغالب هو الافساد بين الناس. (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) الاسراء) (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) فصلت)

استزلّ: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) آل عمران) كل انسان منا عنده شيطان (قرين) هذا الشيطان ينتظرك ويتحرّى زلاّتك في أي موضوع في زنا أو غيبة أو رشوة أو عقوق وينتظر زلّتك فهذا استزلال فهو إذن عندما يتربص بك الشيطان حتى تزلّ والقاعدة عندنا كما في الحديث:” إن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً” عندما تخطئ ينتظر الشيطان ويستزلك حتى تزلّ.

لمّا تفعل الزلّة يهجم عليك الشيطان لكي تزلّ فعلاً فيزلك (إنما استزلهم الشيطان) عندما انسحبوا من المعركة (أزلّهم) أي طبقها فعلاً. استزل هي خطوة أخرى بعد وسوس ونزغ قال تعالى (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) البقرة) الشيطان انتظر حتى استزل آدم u ثم لما توجه آدم نحو الشجرة وفتح آدم الباب أزلّه الشيطان فأخرجه. الصغيرة تأتي بك الى الكبيرة وعندما تُمعِن في الرُخص تفتح باب الزلاّت ويدخل الشيطان من باب الصغائر حتى تصبح كبائر.

سوّل: بعد أن يوسوس الشيطان ثم ينزغ ثم يستزل ثم يزل يسوّل أي يجعله يصر على الذنب الذي فعله أي يستمر في الذنب ويكرره ويعود إليه فالعَوْد شرطٌ مغلّظ العقوبة. التسويل إذن هو حرص الشيطان على أن يسهل لك الأمر حتى تعود إليه مرة أخرى (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) محمد) وهذا كله مع ضلال بعد هداية هؤلاء أناس كانوا مؤمنين ثم انحرفوا واستمروا هؤلاء الشيطان سوّل لهم وقسم من الذين انحرفوا رجعوا الى الايمان.

الإملاء: يملي عليه: بعد أن يستمر بالتسويل ويستمر على ضلاله يملي الشيطان عليه ويفتح عليه أفكاره ولهذا قال تعالى وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) الحج) وقال (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) محمد) فبعد أن يحرص على الضلالة ويصر على المعصية يملي عليه الشيطان بأفكار وفلسفات. وكثير من البِدع تأتي بالنزغ ثم الاستزلال ثم زلة ثم تسويل ثم تصبح فلسفة يتبعها الناس (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) الزمر).

التزيين: لو أن هذه السلسلة كلها مع مؤمن ثم صحا يوماً يعود الشيطان ليزين له عمله فيعود من جديد. فالتزيين هو إذا شكّ الضال أو المنحرف يزيّن له الشيطان حتى يبقى على ضلاله.

الضلال: بعد أن كان مؤمناً صار ضالاً وخرج عن الطريق المستقيم (وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) النساء) وعندنا ضلال بعيد أي الكفر (فقد ضل ضلالاً بعيدا) والضلال عندما يكون بدون صفة في القرآن فهو ضلال المؤمن في بدعة أو انحراف.  (إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) يوسف)

الغواية: يصل المؤمن إلى مرحلة الغواية وهي الضلال المستمر عن جهالة. أنت وقعت في براثن الشيطان عبر كل هذا التدرج وكل هذه المراحل حتى ةصلت للغواية لأنك جاهل لم تستطع أن تقيم الحجة في نفسك. الغواية هي الانحراف عن الطريق المستقيم. عندما تستمر السلسة حتى تصل إلى حد الضلال والاضلال. الغواية أن تفقد مكانك ومكانتك التي كنت عليها عند الله تعالى (وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) طه) (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) طه) بهذه الفعلة هبطت درجة آدم عند الله قليلاً (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55) الاسراء).

الفتنة: كل الذي يجري يصب في آخر فعل وهو الفتنة (يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) الأعراف) أي لا يدمركم أو يوقعكم في مصائب وبلوى. الشيطان بعد أن يوسوس لك لحد الغواية يقول اذهب في جهنم (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) الحشر) حتى شياطين الانس عندما تتبعهم وتنفذ كل أغراضهم كعميل أو جاسوس ينتقمون منك أشد الانتقام.

هذه أساليب الشيطان لكن الله تعالى قال (فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) النساء)

والكيد هو التدبير الدقيق. اما كيف نتغلب عليه؟ فالكيد يذهب:

 بالاستغفار والاستعاذة (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) الأعراف) والشيطان خنّاس عندما تعصيه يحنس ولكن عندنما تتماهل وتتمهل ينتصر عليك.

التوكل (إنه ليس له سلطان)

الأدعية المأثورة: والتذكر (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) المؤمنون)

الذكر الدائم: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) الزخرف) وما من شيء يطرد الشيطان كاذكر المأثور الدقيق في أوقات معينة فتأمل إذا واظبت على وردك اليومي كما في سنة الرسول r لا يقربك الشيطان نهائياً

ما هي أدوات الشيطان ومحفزاته ومواطن تأثيره؟

مصادر القوة كاسلطة والمال والولد: كل عنصر من عناصر القوة يغريك بالظلم والشهوات والاستعلاء (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) التغابن) وهنا مسرح ابليس.

الشهوة: وأهمها النساء والمال. قال رسول الله r : “ما تركت فتنة من بعدي أضر على الرجال من النساء وعلى النساء من الرجال”

اللغو الكثير والغفلة: استمرار اللغو يجعل الشيطان يرتع في قلبك.

التسويف “إياكم والتسويف فإن الموت يأتي بغتة”

الرغبة المستمرة: تتمنى أن تصبح مثل أي شخص آخر مشهور قلبك متشوق لحب الدنيا تجعلك مرتعاً خصباً للشيطان “حب الدنيا رأس كل خطيئة”

العامل الوراثي: (إنا وجدنا آباءنا على أمة) ينتقل تراث الآباء بسهولة.

عامل السادة والسلطة: رئيس حزب أو طائفة (إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا)

التقليد: التصوف كان ثروة عظيمة في الاسلام لكن كثرة بدعهم وتعاونهم مع الأعداء والغزاة وشدة طاعتهم لقائدهم أصبحوا جهلة.

رجال الدين وأهل العلم: العلم ذو حدين إما ينقلك إلى الفردوس الأعلى أو حرّ جهنم (لو شئنا لرفعناه بها) بعضهم يحبون الدنيا ويفتون بالكذب ليُرضي السلطان ولإذا سيطر الطمع على أحد العلماء أفتى بما يغضب الله تعالى ويفتن الناس.

الدين: “أخشى عليكم الكتاب واللبن” الكتاب لأن الجاهل يقرأه يتأوله فيأتي ببدع وتفسيرات سخيفة. واللبن كثرة الزروع والغنم والابل والحليب ينشغل به العبد لبعده عن المدينة فلا جمعة ولا جماعة.

حب الشهرة: سواء كان عالماً أو منفقاً أو مجتهداً أو داعية أو غني “أول من تسعر بهم النار عالم ومنفق وشهيد”

الإسراف: في الانفاق على الحفلات وغيره يدخل الشيطان (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين).

بعض الأحاديث في كيفية الوقاية من الشيطان:

إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام فأنزل لآيتين فختم بهما سورة البقرة لا يُقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان.

ما من عبد يقول حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير إلا كتب له بها عشر حسنات وإلا كان في جُنّة من الشيطان حتى يمسي وإذا قالها في المساء كذلك.

“إذا استشاط السلطان تسلّط الشيطان” السلطان صاحب قوة عندما يغضب قد يُخطئ فعلى السلطان في ساعة الغضب يجلس ويتوضأ ولا يأخذ قراراً حتى لا يظلم.

ما يُخرِج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك عنها لحي سبعين شيطاناً” أي أن الصدقة تذهب كيد الشيطان وتضعفه.

للوضوء شيطان يقال له ولهان فاحذروه.

إذا بُليتم فاستتروا” من حيث أن المجاهرة بالمعصية والذنب يفيتح بابك للشيطان فيُزلهم بعد أن استزلك. ويقول تعالى إذا فعل عبدي سيئة فأمهاه ساعة لعله يستغفر فعليك أن تستغفر الله تعالى بعد الذنب مباشرة لأن سرعة الاستغفار والتوبة يُضعف الشيطان.

إن المؤمن ليُنضي شياطينه كما يُنضي أحدكم بعيره في السفر” من كثرة ما يجهد الراكب فرسه ويتعبه يصبح الفرس ضعيفاً ويقع من شدة التعب وكذلك المؤمن لشدة قهره للشيطان يُضعفه ويقهره ويوقعه.

بُثّت هذه الحلقة بتاريخ 18/3/2005م