الحروف في القرآن الكريم, حرف الدال

حرف الدال – منظومة الدخول (دخل)

اسلاميات
حرف الدال

منظومة  الدخول

 

دخل – نفذ  –  ولج- اقتحم- وقب

هذه منظومة الدخول في كتاب الله عز وجل وكل كلمة في المنظومة ترسم نوعاً من انواع الدخول لا ترسمه الكلمة الأخرى وبذلك نبرهن على أن القرآن ليس فيه ترادف اطلاقاً على نقيض ما تعارف عليه العلماء الذين أجمعوا على ان في القرآن مترادف وما من كلمة تشبه الكلمة الأخرى في القرآن الكريم إلا وهناك فارق بينها وترسك زاوية من زوايا الصورة لا ترسمها الكلمة الأخرى.

دخل: الدخول هو الوصول الى باطن الشيء على شرط أن يكون المخرج هو نفس المدخل. عندنا دخل يدخل دخولاً فهو مدخل (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80) الاسراء) وعندنا أدخل يُدخل إدخالاً والادخال يصير مُدخلاً (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) الحج). المَدخَل من دخل والمُدخَل من أدخل. وعندما يصير الدخول صعباً يقال ادّخل مدّخلاً (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) التوبة) أي المكان الذي يصعب الدخول فيه فالهارب او الخائف او المنهزم مثلاً يذهب لمكان ضيق يختبئ فيه ويدخله بصعوبة كدخول المغارات. ادّخل يدّخل ادّخالاً فهو مدّخل إذا كان الدخول صعباً. هذا من باب الدخول الى الشيء وفي القرآن مشترك وكلمة دخل بالاضافة الى هذه المعاني تأتي بمعنى الباطل يقال فلان فيه غش وفيه باطل وفيه دَخَل. ويقال دخل في الباطل (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) النحل). إذن الدخول هو الوصول الى وسط الشيء فإذا دخلت فهو مَدخل وإذا أُدخِلت فهو مُدخل وإذا كان الدخول بصعوبة فهو مُدّخَل وكل هذه الكلمات جاءت في كتاب الله تعالى.

نفذ: كل شيء مدخله ومخرجه هو نفسه يسمى دخل مثل بيوتنا جميعاً ندخل ونخرج من نفس المكان فاذا كان المدخل من مكان والمخرج من مكان مقابل يقال نفذ (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) الرحمن) مدخل السماء غير مخرجها وأنت في الفضاء الأعلى تدخل من مكان وتخرج من مكان آخر فأنت تنفذ فيها نفوذا فدخولك على طريقة النفوذ والنفاذ. جميع الانفاق فيها منفذ يقال نفذت من النفق ولا يقال دخلت النفق وفي علامات المرور ما يسمى منفذ وليس مدخل وهذه كلمة في غاية الدقة اللغوية.

ولج: عندما تدخل في مكان ضيق (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) الاعراف) الجمل قيل أنه حبل السفينة وقيل أنه البعير وفي الحالتين يكون من الصعب دخولهما في سم الخياط لضيقه. (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6) الحديد) ليس هناك حد فاصل بين اشتباك الليل والنهار وانما في غاية الصعوبة. الليل والنهار يتشابكان وليسا على وتيرة واحدة فلا ندركهما ولا تشعر كيف يحدث الليل والنهار فلو كان لديك طفل وراقبته على مدى عشرين عاماً لا ترفع بصرك عنه فإنك لن تدرك نموّه وهكذا الليل والنهار يقصران ويطولان ولا ندرك كيف حدث هذا. فكل مدخل ضيق على عقلك او على بصرك او على جسمك او على يدك يسمى وليجة (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) التوبة) فرق ان يكون لك ولي أو يكون لك وليجة فالوليّ مثل: (اب، جد، اعمام، عشيرتك، لهم نفوذ كامل وأصل في حياتك) وهناك وليجة شخص ليس من عشيرتك لكنه عاش بينكم وانتمى لكم فهذا تصرفه في اضيق حدود وهو ملحق بكم الحاقاً. هذه الوليجة يقدم خدمات ليثبت نفسه. يقول تعالى على المؤمنين في القرآن وهما نوعان: مؤمنون يتخذوا الكافرين اولياء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) المائدة) وعندنا مؤمنين يتخذون من عدوهم وليجة يستعينون به في بعض الامور بشكل خفي  وسموه وليجة لأنك تدخل اليه سراً في اضيق مكان.

اقتحم: الدخول الى وسط الشيء مخيف مهلك بقوة وشدة وعنف  يسمى اقتحاماً (هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (59) ص) الاقتحام الى النار يكون بقوة ولا يكون بسهولة او سرور وإنما في غاية الرعب والشدة ومن هذه الآية يفهم أن الدخول الى النار ليس على وتيرة واحدة لأن عذاب النار متفاوت فالمشرك الخالد في النار ناره ليست على وتيرة واحدة فبعضهم عذابه أقل أو أكثر من الآخر (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) السجدة) (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) النحل) فالمشرك النافع لغيره لا يكون عذابه مثل عذاب المشرك الذي يظلم الناس ويبيدهم.

وقب: الوقب هو الكوة. كل شيء يدخل في شيء يسمى وقباً (خنجر في نصله، سيف في غمده، قفل في بيته، غلق في مغلقه، الليل عندما يدخل في برجه، الشمس عندما تدخل في برجها (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) الفلق) يدخل دخولاً غير كريم لأن اليل عندما يدخل في برجه والليل غدّار لا ندري ماذا فيه و لذلك أمرنا بالاستعاذة عند دخول الليل. كل شيء اذا دخل في غمده تتوقع منه خطراً فهو وقب. وفي الحديث: “لعن الله من ناول أخاه سيفه غير مغمود” “لعن الله من أشار لأخيه بحديدة” وافزاع المسلم وإخافته بكلمة أو اشارة من الذنوب العظيمة يوم القيامة.

هذه منظومة الدخول وكلمة (دخل) كلمة فلسفية عظيمة في القرآن والدخول أساس كل مشروع خير وكل مشروع شر وهو الخطوة الأولى في كل خير أو شر فأنت تدخل في رحمة الله، تدخل بيتك، تدخل في الصلاة، تدخل المسجد وهكذا والقرآن يحدثنا عن انواع المداخل والدخول الى هذه المداخل خيرها وشرها.

الاقتحام في النار لا يشمل الكافرين فقط والنار ناران: نار خاصة بالكافرين لا يدخلها موحّد (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) الليل) هذه النار العظيمة خاصة بمن لا يؤمن بالله رباً ولا إلهاً. وهناك نار خاصة بالموحدين الذين يرتكبون المُقحمات والمقحّمات. وفي رحلة الاسراء والمعراج عندما وصل r الى سدرة المنتهى أعطاه الله تعالى ثلاثاً: الصلوات الخمس وخواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله  من امته شيئاً المُقحمات وفي رواية المقحّمات. وهذا من كرم الله تعالى وإكرامه لرسوله r وهي بشارة عظيمة على شرط أن تكون من أمة محمد r وليس كل مسلم من أمة محمد r وحتى تكون من أمته r عليك أن لا تكون مشمولاً بأحاديث “ليس منا من” هؤلاء جميعاً مطرودون من هذه الأمة ولا تشملهم الشفاعة (ليس منا من غشنا، من لم يوقر الكبير، من لم يرحم صغيرنا، من ترك الصلاة، من فرّ من الزحف وغيرها). هناك ذنوب تخل بكونك من أمة محمد r: تارك الصلاة، الذي لا يزكي والذي لا يصوم ليسوا من أمة محمد r وأهل الربا وكل من يأكل الربا متعمداً وآكل مال اليتيم عمداً والمراءون من العلماء والدعاة والوعاظ وكذلك القتلة (من قتل نفساً بغير نفس)، والعاق لوالديه وقاطع الرحم عمداً ومات على ذلك قبل أن يتوب والتولي يوم الزحف ومدمن الخمر والمفرّق بين الرسل وأهل البغضاء وقتلة الفتنة وهذا ما نشهده اليوم المسلم يقتل المسلم تحت حجج واهية ومن كيد الشيطان والفتنة تحصد أرواح المسلمين من بعد وفاة الرسول r الى يومنا هذا مع ان الاسلام حرّم القتل الا في حالات محددة وهي النفس بالنفس والثيّب الزاني وتارك الجماعة. أما من كان مواظباً على الصلوات الخمس ومبتعداً عن الكبائر فيغفر الله تعالى لهم اكراماً للمصطفى r.

الدخول: لكل شيء مدخل خير وشر وهناك مداخل شريفة عظيمة وهناك مداخل شر ومن المداخل العظيمة الشريفة في كتاب الله تعالى: دخول الحرم المكي (فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) آل عمران) كل من يدخل الكعبة عليه أن يلتزم بالذل والطأطأة والمهانة لأنه دخول الى مغفرة الله تعالى كاملة. ومن الدخول الجميل لمّ شمل الأسرة كما قال تعالى في سورة يوسف (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ (99) يوسف) ومنه دخول بلد أُجبرت على تركها (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) الفتح) ودخول بيت الغير بالاستئذان وهذا دخول مقدس وعليك أن تغض بصرك وتعرّف عن نفسك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) النور) وهناك دخول الملائكة الى بيوت المؤمنين (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) الرعد) كل بيوت المؤمنين مليئة بالملائكة وهي مجموعات ملائكة للاستغفار وملائكة تحب الأطفال وغيرها ويجب على المؤمن ان لا يضع في بيته ما يمنع بقاء الملائكة فيه او دخولهم اليه ومنه وضع الصور الكاملة او المجسمات أو الكلب الي ليس لك به حاجة أو الجُنُب فعلى الزوجين ان يسارعا بالاغتسال من الجنابة وإلا فليوضأ على الأقل الى حين يغتسلا. ومن الدخول العظيم الدخول في دين الله أفواجا (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) النصر) والآيات الكونية تقرّب الناس الى ربهم كما نرى هذه الأيام. والدخول الى أماكن السعادة والشفاعة في الدنيا والآخرة والدخول في الصل بين اثنين أو الدخول في السم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) البقرة) والسلم هو السلام او الاصلاح بين اثنين. والدخول لأماكن المغفرة كبيت المقدس والبيت العتيق وكذلك الدخول لبد غريب بشكل آمن (وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) يوسف) والدخول الى بيت إذا دُعيت اليه ومن أعظم الدخول الدخول في زمرة الصالحين (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9) العنكبوت) فعليك أن لا تكتفي بأن تكون من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وإانما ترتقي لتصبح من الصالحين وهم الشريحة الرابعة بعد الأنبياء والصديقين والشهداء هؤلاء تخصصوا في الصلاح حتى اصبحوا من الصالحين. وكذلك الدخول في باب من أبواب الرحمة (فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) النساء) ورحمة الله تعالى وسعت كل شيء ولا يمكن حصرها فإذا أدخلك الله تعالى برحمة من رحماته فقد نجوت.

قال تعالى (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) النساء) كل مدخل كريم هو المدخل الذي ليس فيه إهانة ولا مذلة ولا ضيم وما عليك إلا أن تجتنب الكبائر وتستغفر من الصغائر إذا ارتكبتها حتى تصبح من الكبائر لأن الاصرار على الصغيره يجعلها كبيرة.

وكل نوع من أنواع الدخول له دعاء خاص به (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80) الاسراء) (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) الفلق) والدعاء مخ العبادة والذين يقوم على الدعاء ولا تستقيم عبادة لمسلم إلا بالدعاء فإذا خلت العبادة من الدعاء فهي ناقصة والمسلم يحصل بالدعاء على مرتبة لا يحصل عليها بالعبادة وقد تكون من أشد العابدين وتصل لمرحلة محدودة وغيرك عبادته أقل ولكنه يصل الى مرحلة أعلى منك وذلك بالدعاء. (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61) النور) السلام عند دخول البيت دعاء وكل حركة في اليوم والليل فيها دعاء مأثور وبه تأمن مكر الله تعالى لأن الدعاء مخ العبادة. وقال تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر) أمرنا تعالى بالدعا ووعدنا بالاستجابة ولا يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة لم يذكروا فيها اسم الله ولا تصلح عبادة بدون دعاء. ةمن دعاء الرسول r : اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج. يعلمنا r الدعاء في حالات الدخول وحالات الدخول الضيقة وفي الشدة ففي أُحُد اجتهد r بالدعاء حتى بان ابطيه فنصره الله تعالى لشدة ابتهاله ودعائه ٍ.

وعل المسلمين أن يتعلموا ثقافة الاستغفار في هذه الأيام ويكثروا من الاستغفار الذي يجعل من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ويرزق الله تعالى به المستغفرين من حيث لا يحتسبوا والله تعالى أقرب لعباده فعلى الأمة أن تتعلم ثقافة الدعاء والتضرع الى الله تعالى في كل حالة ويقول تعالى في الحديث القدسي: أنا جليس من ذكرني.

ومن دعاء الإمام أحمد في ساعات الشدة والضيق كما رواه الإمام الجوزي: يا دليل الحيارى اهدنا دليل الصادقين وأدخلنا في عبادك الصالحين.

بثت الحلقة بتاريخ 11/11/2005 م