الحروف في القرآن الكريم, حرف الدال

حرف الدال – منظومة العقوبات الصوتية (دمدم)

اسلاميات
حرف الدال

منظومة  العقوبات الصوتية

دمدم- رعد – قصف – عصف – زجر – صريخ – بكاء – تصدية- أزيز- زلزلة – تفجير – ضبح – حسيس- قرع – صيحة – تغيّظ –

العقوبات من البشر كما هي العقوبات من الله تعالى. البشر يضعون العقوبات من أجل رفع الظلم الذي يمكن دفعه. الظلم نوعان ظلم يمكن للمظلوم أن يدفعه عن نفسه كأن يُضرَب أو يُقتل أو يُسرق يقيم دعوى فيرفع عنه الظلم. والقرآن الكريم يقسم هذه العملية القضائية الى قسمين: القسط وهو رفع الظلم أولاً ثم العدل وهو إثبات الحق وهو المرحلة الثانية، قال تعالى (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) الاعراف) وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل) وهذا في كل العالم، العملية القضائية تقوم برفع الظلم زاثبات الحق لكن المخلوقين يختلفون في بعض قيم العقوبات باختلاف حضاراتهم ودياناتهم مما يؤثر في نوع العقوبة المشروعة والشرعية فمثلاً اتفق البشر على أن الحبس والغرامة عقوبات شرعية واختلفوا في العقوبات البدنية من قتل أو جلد أو قطع يد أو قصاص. كل قوانين العقوبات في العالم هي عقوبات من المعقول والتعذيب الذي يمارس في العالم كله علناً في كثير من دول العالم وخاصة في دول العالم الثالث وبخاصة الدول العربية والاسلامية المتخلفة التعذيب أصبح ظاهرة معلنة ومن الغريب أن العالم المتحضر بدأ يستسيغ هذا النوع من العقوبات ولا ينفي ذلك على رغم ما نسمعه منهم. هذا المعقول يقابله عقوبات من الله عز وجل هي من اللامعقول وهذه العقوبات تحدث إذا انقلب الظلم الى طغيان. الظلم كما قلنا نوعان: نوع تستطيع أن تدفعه عن نفسك إما بقوتك أو قوة القانون أو ما شاكل ذلك وهذا الذي يضع له البشر القوانين. وهناك ظلم ليس للمظلوم أي قدرة على دفعه وهو يسمى طغياناً فإذا انقلب الظلم الى طغيان وصار لا يمكن دفعه إلا بقوة خارقة يضع الله تعالى له قوانين العقاب وهي حتمية تاريخية الى أن تقوم الساعة فيتدخل الله تعالى تدخلاً مباشراً بغير أسباب لينتقم من الطاغية والتاريخ شاهد على ذلك. العقاب إذن من الله عز وجل كالعقاب من البشر وكما أن للبشر نوعاً من أنواع التعذيب بالأصوات فإن لله تعالى مثل هذا وهو سبحانه لا يُسأل عماذ يفعل. البشر يعذبون بالأصوات والله تعالى يعذب بالأصوات والعذاب بالأصوات هو من اشد وأقسى أنواع التعذيب سواء في قوانين البشر من المعقول أو قوانين الله تعالى من اللامعقول. هناك معتقل عسكري ومعتقل مدني والمعتقل العسكري يعذّب عذاباً لا يمكن احتماله فيصرخ صراخاً لا يمكن وصفه بكل أدوات الوصف بحيث لو خُيّرت بين أن تسمع صراخ المعذَبين أو أن تكون من المعذبين لاخترت أن تكون من المعذَبين لأن صراخ المعذبين يجعلك تشعر أنه لا قيمة لك لمجرد سماعك هذا الصريخ وهو صريخ من المعقول وعادة في السجون ما يختارون للتعذيب أناساً مرضى نفسياً يتلذذون بسماع هذه الأصوات وبتعذيب المعتقلين.

منظومة العقوبات الصوتية في كتاب الله تعالى 15 كلمة كل كلمة تعبر عن نوع من انواع الأصوات التي تشعر فيها بالعذاب الهائل لأن الصوت له لغة كما أن للعين لغة فمن النظرة يمكن أن تعرف إذا كانت هذه النظرة تعني حباً أو شوقاً أو عتاباً أو استفهاماً أو ازدراء أو ولهاً أو غضباً أو مدحاً أو غيرها لأن النظرة تعكس ما في قلبك من مشاعر فللعين لغة وكذلك للصوت لغة ومن الصوت يمكن أن تفهم إن كان المتكلم يزجرك أو ينهرك أو يكفّك عن عمل أو يستفهم أو يمدح أو أي شعور يريد أحدهم أن يعبر عنه. والأصوات مختلفة فهناك أصوات تدل على البهجة والأصوات التي تؤنس كالأذان وهناك أصوات تدخل السعادة والبهجة الى قلبك وهناك اصوات تدخل الحزن طالبكاء وصوت الناي والكمان. هذه لغة الأصوات ومن الأصوات ما هي أدوات للتعذيب الشديد استعملها البشر للتعذيب من صؤيخ واصوات أخرى.

هذا الطغيان ليس له دافع إلا الله عز وجل. فرعون طغى واستأسد على بني اسرائيل وكان يقتل أبناءهم ويستحي نساءهم ولذا قال تعالى لموسى u (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) طه) لم يقل إنه ظلم فكان لا بد لهذا الطغيان من أن ينتهي بكارثة، وما من طاغية على وجه الأرض إلا ولا بد أن ينتهي نهاية غير متوقعة يهيء الله تعالى لها الأسباب فيزيل الطاغية ازالة تشفي صدور الذين طغى عايهم. لله عز وجل تعذيباً بالأصوات لكن كل صوت له اسم معين كما جاء في القرآن الكريم. والله تعالى له عدة أسباب للتعذيب منها الغرق (كما حصل مع فرعون) والأعاصير (ثمود) والخسف (قارون) والمسخ والتشريد (بني اسرائيل) واحياناً يسلّط الله تعال بعض الناس على بعض وهذا من انتقام الله تعالى منهم إذا طغوا.

كل كلمة قرية في القرآن الكريم تعني مجتمعاً (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) النحل) مجتمع ظالم يعضهم يظلم بعضاً فيسلط الله تعالى بعضهم على بعض (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) العنكبوت) كل جماعة طاغية سلّط الله تعالى عليها تسليطاً مباشراً لأن هذا الطغيان ليس بوسع أحد أن يدفعه إلا الله تعالى. وهذه سنة من سنن الله تعالى في خلقه (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) ابراهيم) الله تعالى ليس غافلاً وكل شيء يجري بأمره. من ضمن العذاب وأدوات التعذيب التعذيب بالأصوات:

دمدم: (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) الشمس) هو صوت الهدّ عندما تسقط عمارة مرة واحدة تصدر منها صوت (دُم) صوت رهيب إذا سمعته شعرت بالفزع الشديد. من ضمن عقوبة الله تعالى للطغتة أن ينزل عليهم عذاباً بصوت عجيب كصوت الهدّ فيتفاجأون فيه وما يحدث من تفجيرات في العالم من ضمن هذا الصوت. الرعد مثلاً في بعض الحالات يملؤك رعباً وفزعاً بحيث يهرب منه لمجرد الصوت فماذا لو جعله الله تعالى صوت عذاب؟ قوم عاد وثمود أهلكوا بالصيحة والصيحة نسميها اليوم القنبلة الفراغية، ثمود كانت بيوتهم في الجبال أهلكهم الله تعالى بصوت عظيم كالدمدمة مات كل من في البيوت ثم ألقى عليهم بعض الحجارة. فالدمدمة صوت من اصوات الرعب يسخرها الله عز وجل إذا وجد طاغية أو شعب طاغي يهلكه الله تعالى بهذا الصوت.

الرعد: (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) البقرة) في بعض الحالات نسمع رعداً وبرقاً تكاد الأذن تنفجر من الصوت.

القصف: (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69) الاسراء) القاصف والقصف هو الصوت الصادر من الريح التي تكسر الأشجار وتوقع البنيان لكنها لا تثير اعصاراً أو فيضاناً.

العصف: (فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) المرسلات) هي الريح التي تصدر أصواتاً هائلة تكسر الأشجار وتوقع البنيان وتثير حالة من الطوفان والعصف يعقب كل نوع من أنواع التفجير ويقال أن العصف الذري لا بد أن يعقبه عصف.

القرع: (وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) الرعد) الكفان كفران النعمة، السلاح نعمة والعلم نعمة وكل ما يفتح للانسان هو نعمة من نعم الله تعالى فإذا استعملها الانسان بالخير فهذا استعمال النعمة في طاعة الله تعالى وإذا استعملها في ظلم الآخرين والاعتداء عليهم فهذا من كفران النعمة وعذابهم من الله تعالى أن يصيبهم بصناعاتهم قارعة ونحن نرى الآن أن كثيراً من الصناعات بدأت تضر بأصحابها مثل الأسلحة النووية والقنبلة الجرثومية وغيرها كما حصل في مفاعل تشيرنوبل الذي بتسريب بسيط حدث فيه مات أكثر من 120 ألف شخص في ليلة واحدة. والقرع هو ضرب شيء صلب بشيء صلب والقارعة نوع من الشعور بالخوف والرعب من صوت كصوت ضرب الحديد بالحديد. أصوات قوية تصدر من شيئين صلبين يضرب أدهما بالآخر يسمى هذا قرعاً.

الزجر: صوت الطرد (فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) النازعات) إنسان نائم وتريد ايقظه فتصرخ به يسمى هذا زجراً أو أن تطرد حيواناً كاسحاً فتصدر صوتاً قوياً فيهرب فما بالك إذا أراد ربك أن يوقظ نياماً أو يُنهي حكماً أو يبعث أمواتاً أو يهلك طاغية؟ يستعمل صوتاً من أصوات الزجر بحيث يصبح بعدها الطاغية انساناً هامداً.

البكاء: هو حزن مع سيلان الدمع وهو نوع من أنواع التعذيب. كاذا لو أن طفلك بكى طوال الليل من ألم أو مرض فستكون أنت في غاية الألم والتعذيب والرسول r كان يقول لفاطمة عندما كان الحسين يبكي: “يا فاطمة أسكتيه فإن بكاءه يؤذيني”، كان r يشعر بألم لمجرد بكاء الطفل. ماذا لو أبكاك الله عز وجل على عزيز مما تملك من وطن أو مال أو أهل بكاء الثكالى (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) التوبة) وما أشد تعذيب الباكي إذا كان طاغية فقد ملكه.

وهناك فرق بين بكى وبكاء فالبكاء إذا كان الصوت أكثر من الحزن أو بكى فياقل إذا كان الحزن في قلبك أكثر من صوت البكاء كما قال تعالى (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا {س}(58) مريم).

الزلزلة: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) الزلزلة) هزة أرضية تسقط المباي وتحدث أصواتاً مرعبة. وهناك زلزلة مادية وهي أي اضطراب مادي يحصل اهتزاز فتسقط المباني وتحدث اصواتاً تفتت الأعصاب وتشعرك بألم شديد ولا بد أن تجثو على ركبتيك، ويوم القيامة ولشدة أهوالها وأصواتها المرعبة يجثوا الأنبياء على ركبهم من شدة الرعب من الأصوات ويشعرون بعذاب شديد فيجثون على الركب من شدة الخوف كما ذكر r في الحديث الشريف. هذه الزلزلة تحدث أصواتاً وكل شيء حولك يحدث أصواتاً مرعبة. وهناك زلزلة معنوية فقد تكون الزلزلة اضطراباً نفسياً من الداخل (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) الاحزاب). فالزلزلة إما أن تكون صوتاً خارجياً أو اضطراباً من داخلك يجعلك مضطرباً حتى تسقط من الوهن والاعياء.

الصيحة: صوت كالقنبلة الفراغية تحدث صوتاً هائلاً يموت الناس بها.

التصدية: التصفيق الحاد والصفير الحاد (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) الانفال). الضوضاء في السجون والتعذيب بهذه الأصوات أصبح منتشراً مثلاً أن يضعوا موسيقى معينة طوال 24 ساعة أو صوتاً مستمراً : بكاء أو غيره. والآية تشير الى المشركين الذين كانوا يجتمعون حول المسلمين في صلاتهم فيصفقون ويصفرون بشكل مستمر بحيث يحاولون أن يمنعوا المسلمين عن صلاتهم من شدة الازعاج الذي يسببه هذا الصفير والتصفيق.

التغيّظ: هو صوت الحقد. لسانك ساكت لكن قلبك يغلي من الحقد وإذا أمسكت بالذي يحقد عليه تريد أن تخنقه تصدر صوتاً مما في قلبك عليه لأن حقدك شديد. هذا الصوت يكون على السامع أشد من الخنق. قال تعالى (إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) الفرقان) التغيظ لا كون إلا مع الزفير. عندما تريد أن تبدي غيظك من أحد تصدر صوتاً موحشاً كالوحش الكاسر وهذا صوت الحقد الذي يصل الى حد الانتقام كما جهنم يوم القيامة. يقول الشاعر:

عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى           وصوّت إنسان فكدت أطير.

الأزيز: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) مريم) صوت الرصاص أو صوت سقوط الجبل حينئذ لو كنت في حرب ومرت عليك من جانب أذنك رصاصة أو صاروخ أو قنبلة تسمع لها أزيزاً يذهب بالقلوب وصوت الطائرة في الحرب وهي تقصف صوت مخيف يشعر الناس برعب شديد. وصوت أزيز الطائرات أشد من الموت. الأزيز صوت يستعمل للعقوبات من الله رب العالمين فيسلّط على الطاغية أزيزاً من داخله كالنمرود كان يشعر بأزيز في أذنيه لا يدعه ينام حتى مات.

الضبح: صوت الخيل عندما تكون في سرعة متناهية (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) العاديات). تصوّر مئة فرس تضبح معاً تصدر صوتاً يشعرك برعب شديد هذا الضبح تمثله الآن هدير الدبابات والمدرعات في معركة. في السابق كانت الخيل عندما تضبح لتقي الرعب في قلوب العدو والأصوات كفيلة بإنهاك العدو.

التفجير: شيء صلب تفجّره فيحدث صوتاً عظيماً. (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ  ) (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) البقرة) فجر الله تعالى لبنس اسرائيل اثنتي عشرة عيناً من الماء من صخرة فهذا التفجير أحدث صوتاً عظيماً فما بالك إذا كان التفجير بقنابل وعبوات وغيرها.

الحسيس: صوت النار المرعب فالنار عندما تتقلب لها حسيس يمزّق الأعصاب (لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) الأنبياء).

هكذا هي المنظومة العظيمة في كتاب الله عن الأصوات التي تحدث رعباً وهناك منظومة الأصوات التي تحدث بهجة والأصوات التي تحدث تُحزِن.

هذه العقوبات من الله تعالى للظالم يعاقب به الطغاة الذين لا يستطيع أحد أن يدفع طغيانهم وظلمهم إلا الله تعالى (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) الجن). القوة المفرطة عندما تستعمل مع قوة هزيلة لا تتناسب معها تنقلب القوة المفرطة على نفسها فتهلك. فرعون مثلاً طغى ثم هلك والنمرود والشيوعيون والروس وهتلر وهذه سنة من سنن الله تعالى وعلى كل ذي قوة مفرطة أن لا يغترّ بقدرته والله تعالى أشد قوة منه. هناك أعاصير دمرت أمماً وشعوباً. ويقال في اعصار تسونامي أنه لو زاد تسونامي شعرة لدمّر نصف الكرة الأرضية. إياك أن تكون طاغية، قد تكون ظالماً فيذهب الذين ظلمتهم ليأخذ بحقه ممن هو أقوى منك لكن إذا كنت طاغية فانتظر عذاباً من الله عز وجلّ.

بُثّت الحلقة بتاريخ 9/12/2005م