الحروف في القرآن الكريم, حرف العين

حرف العين – منظومة التبعيض (عضين)

اسلاميات

 

منظومة  التبعيض

التبعيض– التجزئة – التقسيم – التفريق – التعضية –

التبعيض كلمة من كلمات ربما يتوهم بأنها بمعنى واحد وليس الأمر كذلك: التبعيض والتجزئة والتقسيم والتفريق والتعضية وكلها كلمات قرآنية يعني أن الشيء الواحد قُسِّم إلى أقسام عديدة وإلى أكثر من جزء، لكن الفرق بين التبعيض والتجزئة والتقسيم والتفريق والتعضية فروق جوهرية ولهذا استعملها القرآن الكريم استعمالاً إعجازياً ليس في وسع بشر أن ينتبه إلى هذه الفروق الدقيقة بين كل كلمة وكلمة حتى يستعملها عشرات المرات بحيث لا تشذ ولا مرة واحدة عن مكانها الطبيعي المعجز.

التبعيض: تقسيم الأشياء إلى أحكام وأوصاف، مجموعة من الناس بعضهم ناجح وبعضهم راسب، بعضهم ذكي وبعضهم غبي مع بقاء الجميع كتلة واحدة. (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ (55) الإسراء) واحد فاضل وواحد مفضول وكلهم مفضلون، كلهم كتلة واحدة في القرآن لا ينقسمون. التبعيض فقط لإضفاء وصف آخر. لا نقول قسّمت المال إلى أبعاض بعض المال لي وبعض المال لك، لا، هذه قسمة. التبعيض إضفاء أوصاف أو أحوال معينة على مجموعة من الناس مع بقائهم كتلة واحدة. (وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) الزخرف) لم يقل كل الذي تختلفون فيه لأن هناك أحكام لا تُبيّن مثل يوم القيامة والآجال وماذا تكسب غداً. وهناك أمور لا تحتاج إلى بيان لأنها معروفة بالعقل مثل وحدانية الله عز وجل من خلال النظر (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ (101) يونس) العقل يدرك ما يبين وحدانية الله عز وجل، الأنبياء يأتون بما يبين وحدانية الله عز وجل، الأنبياء أمروهم بالوحدانية لكن ما بينوا كيف تصل للوحدانية؟ العقل وحده يصل له والقرآن خاطب العقل (انظروا) (ألم يروا) (ألم تروا) استعمِل عقلك تصل إلى أن الله تعالى واحد فالأنبياء ما بينوا هذا. وهناك أشياء يجب على النبي أن يبينها مثل أصول الشريعة وأصول العقائد، وهناك أمور يبينها أو لا يبينها لأن العلماء والفقهاء يستنبطونها من أفعال النبي r وأقواله ومما جاء في الكتاب والسُنّة. إذن ليس كل شيء يبيّن (وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) الزخرف) وجميع الأشياء تبقى واحدة لأنها محل نظر. إذن التبعيض إختلاف وتفريق وتبعيض بوصف من الأوصاف مع بقاء الشيء متماسكاً على خلاف الجزء.

التجزئة: تقسيم إلى تكميلي، كل جزء يكمل الكل، لا يكون الكل إلا بوجود الجزء. نقول في البيت هذا جزء للضيافة وهذا جزء للنوم لا يمكن أن تستقل، الأبعاض قد تستقل. الأجزاء لا يكون إلا بوجود البعض الآخر أما البعض فلا يتوقف وجوده على وجود البعض الآخر، هذا ناجح وهذا راسب، هذا فاضل وهذا مفضول، كل واحد لوحده وفي النهاية هم كتلة واحدة. الجزء لا يستقل وحده، الأنبياء ممكن أن يستقلوا وحدهم: هذا موسى وهذا عيسى وهذا محمد عليهم الصلاة والسلام جميعاً. الجزء هو ما لا يتم الكل إلا به، كل شيء يتوقف تمام الكل عليه يسمى جزءاً. (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ (44) الحجر) ما قال بعض ولا فريق هذا يعني أن هؤلاء الخالدين في النار كلهم مجموعة واحدة لا يفترقون لكن كلٌ يدخل من باب بحسب شدة عذابه: من باب الحطمة أو باب السعير أو باب زمهرير أو باب الهاوية أو باب سقر، كل واحد حسب عذابه لكنهم فريق واحد، هؤلاء جميعاً أمة واحدة خالدة في النار لا يخرجون منها أبداً لكن دخولهم إلى النار من فريق، حينئذ يتبين أن أحدهم يكمل الآخر لا يفترقون، هؤلاء مثلاً إذا قلنا أنهم مليون خالدون في النار فقط يتفرقون من حيث الأبواب لكنهم كتلة واحدة: أهل الحطمة، أهل السعير، أهل الهاوية كلهم يشكلون فريقاً واحداً يسمى أهل النار الأشقياء الخالدون في النار. إذن الجزء مكمل ولا ينفصل عن الكل (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ (15) الزخرف) هل الباقي ليسوا عباده؟ هل هؤلاء الذين قالوا أبناء الله أو بنات الله لم ينفصلوا عن مجموع العباد فهم من العباد. إذن الجزء لا ينفصل عن الكل يتميز عنه لكن لا ينفصل.

التقسيم والقسمة: القِسم عكس الجزء ينفصل إلى الأبد. (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (8) النساء) عندنا مبلغ من المال يعطى كل واحد قسم ويذهب. الشيء إذا إنقسم لا يعود إلى وحدته أبداً وإنما يبعّض ويقسم لكي يذهب كل قسم إلى حال سبيله بعيداً عن الآخر كالتقسيم الذي ينادى به في العراق، كل فرقة دولة: السنة دولة والشيعة دولة وهكذا وهذه هي الخطة المرسومة التي تعمم على العالم العربي، معناها لم يعد هناك وحدة تربطهم، لم يعد هناك وطن واحد، قالوا تقسيم ما قالوا تجزئة ولا تبعيض وإنما تقسيم وأهل السياسة قالوا لمرة شيئاً صواباً فاختاروا كلمة التقسيم ما قالوا تبعيض ولا تجزئة. التقسيم على خلاف التجزئة، أميركا الآن ولايات مجزّأة لكنها لا تنفصل كل واحدة تكمل الدولة الأخرى في إطار الدولة الكبيرة ولكل ولاية استقلالها الذاتي هذا يسمى جزء. فالتجزئة غير التقسيم فلو انفصلت هذه الولايات كما صار في الاتحاد السوفياتي يسمى تقسيماً.

التفريق: لا بد من خصومة (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (159) الأنعام) هناك خصومة وخلل. (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) الحج) فريق كرة القدم له خصم ولكل مشجعه فصار فريقان. فريق، فرّق، تفريق، فِرق، فِرق أي جزء إذا قلنا فريق شيء متحرك وإذا قلنا فِرق غير عاقل (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) الشعراء) كان بينهم خصومة، لما انتهت المعجزة تلاطم بعضهم مع بعض. تفرقة وتفريق لا بد من وجود شيء سلبي جعل هناك فرق وفريقان أو تفريقاً أو فرقة وكل ما كان من هذا القبيل فبينهما خصومة.

التعضية: قسمة ما لا ينقسم كما قال تعالى (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) الحجر). القلم مثلاً لا ينقسم لكن لو كان قلمين ينقسم، جاء في الخبر: “لا تعضية في الميراث” مثلاً إذا مات شخص وعنده سيارتان مثلاً وله ولدان كل واحد يأخذ سيارة لكن لو ترك سيفاً ذهبياً لا يمكن تقسيمه ولو قسمته لعضّيته. التعضية قسمة ما لا ينقسم. هناط طوابع بريدية مستعملة سعرها عشرة ملايين دولار لو اشترك اثنان في طابع حتى يبيعوه ثم اختلفوا كيف يقسمونه؟ لا بد أن يبيعه أحدهم للآخر، هكذا في الميراث إذا كان هناك بيت واحد أو سيارة واحدة لا بد أن يشتري واحد من الآخر. فالتعضية تقسيم وتفريق وتبعيض لكن لما لا ينقسم. (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) كيف تقسم قوله تعالى (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الماعون) الصلاة لا تنقسم، فالذي يفعل هذا بالقرآن يدرس آية ويترك آية هذه تعضية. القرآن كتب وكل موضوع في القرآن الكريم كتاب كامل: كتاب الصلاة، كتاب الصوم، كتاب الموت والقرآن كتب (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103) النساء) (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً (145) آل عمران) (كتب على) (كتب في) أنت لما تأخذ آية واحدة تسمى تعضية، (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ) أحدهم قال لا تصلوا لأن الله تعالى قال ويل للمصلين، هذه تعضية والقرآن لا يُفهم بالتعضية لأنك تقسم ما لا ينقسم ويجب التعامل مع القرآن على أنه كتب، الموضوع الواحد تتبع آياته حيث وجدتها في كتاب الله ثم ضعها رتلاً، هذا الترتيل (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) المزمل) ولا أدري من أين جئنا بالتريل على أنه حسن القراءة؟ ذاك تجويد وليس ترتيل. الرتل هو أن تضع مجموعة آيات في نسق واحد قائدها واحد وسائقها واحد. إبل في خط مستقيم في حالة سير والذي يقودها واحد من الأمام ويسوقها واحد من الخلف يسمى رتلاً، رتل من الإبل، رتل من الدبابات، رتل من العربات، هذا هو الرتل باللغة العربية. رتّل القرآن أي ضع الآيات المتناظرة في القرآن في الموضوع الواحد ضعها رتلاً وانظر بها كلها مجتمعة، غذا أخذت قسماً منها يكون تعضية. العضة والعزة، العضين والعزين من كونك تقسم ما لا ينقسم. من أجل ذلك لا يصلح القرآن إلا أن تقرأه كتباً كتباً وقد سبق منذ سنوات أن قدمنا برنامجاً على قناة دبي بعنوان (فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) البينة) وأثبتنا أن الموضوعات في القرآن تجتمع كلها في كتاب واحد إذا أحسنت ترتيبها على أن لا تدخل غريباً يعني عندك رتل من الإبل بعير وراء بعير تسير في الطريق تمشي رتلاً إذا أدخلت بينها حمارين أو جوادين لا تعود رتلاً لأنه صار بينها غريب. رتل من الدبابات أو رتل من العربات لو أدخلت معها تاكسيات لا تعد رتلاً، أو إذا كانت الدبابات في مرابضها لا تسمى رتلاً ولو قادها أكثر من قائد لا تسمى رتلاً لذا الرتل قائده واحد وسائقه واحد ولهذا في الجيش هناك قائد واحد يقال قائد الفوج وقائد الرتل وبدون القائد يصبح الأمر فوضى. هذا معنى التعضية أن تقسم ما لا ينقسم وهذه رذيلة. التفريق مصيبة لأن فيه خصومة والتعضية فيه خلل وخطأ وأنت تفسد الأمر. مثلاً لو أردنا أن نرتب أي موضوع إياك أن تأخذ آية آية لهذا (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7) آل عمران) من قال في القرآن رأيه أو بما لا يعلم فليبوأ مقعده من النار، لا بد أن يكون للقرآن أهل كما أن للفيزياء أهل وللسياسة أهل وللاقتصاد أهل، كلٌ ميسّر لما خُلِق له والقرآن له أهله كما قال r: ” إن لله أهلين من الناس، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن أولئك أهل الله وخاصته”. إن من إجلال الله إكرام صاحب القرآن لأنه يشتغل بكلام الله. إياك أن تقول في القرآن برأيك أو بما لا تعلم سوف تسأل عن هذا. من أبسط أدوات القرآن وحسن تأويله وفهمه أن ترتله ليس كما يفعل القرّاء العظام هذه حسن التلاوة وحسن الصوت. ” ما أذن الله لشيء كما أذن لحسن الصوت يتغنى بالقرآن” “لله أشد أذناً لصاحب الصوت الحسن بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته” البعض يغيب عن الوعي لشدة تذوقه للصوت الجميل والله تعالى أشد أذناً لصاحب الصوت الحسن، هذا تحسين الصوت، تجويد وليس ترتيلاً.

(وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) أي يا محمد ضع الآيات المتناظرة كلها في رتل وانظر لها كوحدة واحدة بعضها عام وبعضها خاص، بعضها مطلق وبعضها مقيد، بعضها ناسخ وبعضها منسوخ، وفي النتيجة تخرج بحكم موحد جميل يحتمل عدة وجوه ينفه الأمة من غير أن يفرقهم وما تفرقت الأمة إلى ما نسمعه ونشاهده من المخزيات أن يضع بعضهم سيفه في رقاب البعض الآخر إلا لأنهم عضوا القرآن. ناس سموا أنسفهم سُنّة تمسكوا بالصحابة وهذا شيء عظيم (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة) وتساهلوا في الباقي وهناك من لعن آل البيت مائة عام وهناك أناس سموا أنفسهم شيعة تمسكوا بالآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الأحزاب) وأخذوا جزءاً من القرآن وكلاهما مخطئ لا بد أن يؤخذا القرآن جميعاً. هذا القرآن الكريم إياك أن تعضيه خذه كله أو اتركه كله، لا ينفع أن تأخذ جزءاً وتترك جزءاً آخر، تأخذ جزءاً تقول هذا معي وهذا جزء لا يعنيني. (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) أي عضواً عضواً، عضين من الأعضاء. لو أن أحدهم جاءه ولد والعشيرة كلهم أحبوه وكل واحد أخذ منه عضواً لأنه يحبه، هذه تعضية وسيموت الولد لأنهم قسموا ما لا ينقسم وهكذا فعل المسلمون أخذوا من القرآن عضواً، كل واحد أخذ قسماً حتى قتلوه والقرآن لا يقتل وسوف يأتي يحاجج الناس يوم القيامة فإما أن تأخذوه جميعاً، الذين عليك أن تقدسهم آل بيت الرسول r وأنت تصلي عليهم كل يوم في صلاتك فمن لعن آل البيت فقد خرج من المِلّة لأنه يكذِّب القرآن (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى (23) الشورى) (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) كيف يكذب القرآن؟ والذي يلعن أصحاب رسول الله r حصراً من المهاجرين والأنصار والرضوانيين الذي قال تعالى عنهم (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ) فأنت خرجت من الملة وما أكثر من خرج من الأمة كما قال r في حديث الورود على الحوض ” إنكم لتردون على الحوض وأنتم مقحمون في النار وأنا آخذ بحجزكم وأنتم تتفلتون مني وأقول يا رب أمتي أمتي فيقال أنت لا تدري ماذا أحدثوا بعدك” وقد رأى الرسول r بأُم عينيه ما يحصل في العراق وما سيحدث بعد سنوات في غير العراق كما يخططون وقال ” لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج الهرج الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل القتل، حتى يقتل الرجل أخاه وجاره وابن عمه حتى لا يدري القاتل لِمَ قتل ولا المقتول فيم قُتِل؟” ونصحنا r أن لا نضع سيفنا في رقاب أحد فإن دخل أحد عليك وبهرك شعاع السيف فضع ثوبك على رأسك يبوء بإثمك وإثمه. وقال r: ” لا تقوم الساعة حتى تكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً بيبع دينه بعَرَض من الدنيا”.

قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (159) الأنعام) ليسوا من هذه الأمة. الدين جاء ليجمع (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) الأنبياء) جمعها الله تعالى على القِبلة فالتفريق يكون بالخصومة. التعضية والتفريق كلمتان سلبيتان في كتاب الله عز وجل، التعضية تقسيم ما لا ينقسم والتفريق تفريق الموحد من هذه الأمة. (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) التشيع بلغة القرآن جماعة تؤمن بشيء معين تتحمس له وترفض كل ما عداه ومن أول يوم جاء فيه الإسلام والمسلمون يفعلون هذا. المسلمون خلطوا بين التفريق والتفضيل ففهم البعض أن تفضيل بعض الأنبياء أو الأولياء على بعض تفريقاً هكذا فهم الخاصة ونشأ الخلاف بين الفرق. هذا من مكر الله عز وجل أن النبي r أخبر بالتفاصيل أخبر كيف يُقتل الحسين حتى وصف له الرجل الذي يقتله وأخبر بفتنة عائشة وعليّ وبفتنة صفّين وبفتنة عليّ ومعاوية بالتفصيل وكله وقع، الزبير كان يسير مع رسول الله r وعليّ كان على التلّ فقال r للزبير فلتقاتلنّه وأنت له ظالم. إياك أن تتعرض لمكر الله لذا : من عوفي فليحمد الله”.

(وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) الأنعام) من عوفي فليحمد الله، ما اهتديت إلا لأن الله تعالى هداك، معنى ذلك أن هذا الذي يجري وجرى في التاريخ مع كل الأنبياء أصحابهم تضاربوا، هذه الفتنة (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت) عليك أن تنظر لكتاب الله عز وجل وهناك مقياس واحد: آيتان رتّلهما مع بعض (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الأنعام) هذا سبيل رب العالمين، هذا الدين سهل الإنطلاق والطرق إليه كثيرة وسِر معتدلاً. (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) ليسوا من هذا الدين. هذا الدين جمع الأمم مسيحيون وإسلام ونصارى وإبراهيم وإسماعيل لا نفرق بين أحد من رسله هذا لم يفعله إلا المسلمون حصراً، لا يوجد دين ولا مذهب ولا فلسفة تؤمن بما قبلها إلا هذا الدين. كم مسلم إسمه يعقوب وموسى وعيسى؟ (لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) البقرة) ولا يوجد مسلم واحد يلعن موسى وعيسى على خلاف ما يفعلون هم، فالدين الذي يوحد الديانات هو الإسلام من أجل هذا خطاب الأمة للمسلمين: يا محمد أمتك التي تفرقت بدينها هؤلاء ليسوا مسلمين من حيث الميزان الوحيد إذا رأيت نفسك تكره أو وجدت في نفسك شيء أو عندك عنوان في الإسلام : شيعي وسني وقدري ومعتزلي وصحابي، مئات العناوين، إذا وجدت نفسك في أي عنوان إلى أن أبغضته فأنت على باطل حتماً فما بالك لو ضربته. فما بالك لو قتلته؟ الرسول r يقول: “لعن الله من آذى ذمّياً” آذاه باللسان، فما بالك بمن قتله؟ أو قتل مسلماً؟ هذا الشقاء من مكر الله (أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) الأعراف) لذلك كثير من الصحابة آثروا الابتعاد عن الفتنى. نحن الآن في مصيبة يكاد بعضنا يفني بعضاً لذلك الغبش في هذا الزمان كثير. لذا حديث أنه من كل ألف يدخل واحد الجنة، ما يجري الآن في العراق والصومال وأفغانستان وما جرى في لبنان وربما يشتد وربما يقتل الرجل أخاه وجاره وابن عمه. يجب أن يكون لك عنوان: أنت مسلم وكل العناوين الأخرى باطلة من حيث أنها تؤدي إلى بغضاء وإذا لم تؤدي إلى بغضاء فلا مشاحة في الاصطلاح: معتزلي، أشعري، شيعي، سني، تقول الكل باطل إلا أنا كما في الحديث: ” إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم” من أجل هذا (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) وكان الدين يجمعهم هؤلاء ليسوا مسلمين. (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) النساء) فمن كفّر مسلماً فقد كفر، والمسلم من قال لا إله إلا الله بغض النظر عما في قلبه لأن ما في قلبه عند الله تعالى.

الله تعالى جعل عنصرين في الحياة: الماء والدين فقال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الأنبياء) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ (24) الأنفال) فكما أن الماء لا يصلح أن يكون سبباً للحياة إلا إذا كان بلا لون ولا طعم ولا رائحة فإن الدين لا يُصلِح حياتك إلا إذا أخذته نقياً من غير لون ولا طعم ولا رائحة، فاللون هو الطائفية والطعم هو الهوى واللذة. معظم فرقتنا يشوبها الهوى، هذا الذي يغالي في محية النبي r وهي محبة محمودة وهي هوى جميل لكن ما أكثر الهوى المرذول الذي يُخرِج من الملة كما فعل النصارى بعيسى u. هذا الدين إما أن تأخذه نقياً بلا عنوان آخر لكن السؤال ما يجري من الخبث هناك علماء ومفكرين وينساقون إلى هذا الخبل وهذا مكر الله عز وجل لذا (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) وإلا كيف أن أبو لهب العبقري يعبد حجراً وغاندي يعبد بقرة؟!

سؤال من إحدى المشاهدات: على أي أساس نرتّل؟ فأجاب الدكتور الكبيسي: ضعي الآيات في الموضوع الواحد ولو أخذنا كتاب البعث والحشر مثلاً فيه كلام كثير واجمعي الآيات التي تتكلم عن الحشر والموت. وكذلك كتاب البيوع والتوحيد والحرب وغيرها وكل موضوع في القرآن لو جمعت آياته يسمى رتلاً. (فيها كتب قيمة) ما موقف الناس بعد الموت والبعث؟ (وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) الواقعة) هذه أول شيء : سابقون وأصحاب يمين وأصحاب مشأمة، أصحاب المشأمة نحن لسنا منهم، السابقون لسنا منهم، بقي أصحاب الميمنة. ننتقل إلى سورة فاطر (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) فاطر) البشرية كلها ثلاثة أقسام: ميمنة، مشأمة، سابقون. أقسام أصحاب الميمنة: ظالم لنفسه الذي زادت سيئاته على حسناته ، مقتصد من تساوت حسناته وسيئاته، سابق بالخيرات حسناته زادت على سيئاته. القرآن والسنة يقول أن الذي تزيد حسناته على سيئاته يدخل الجنة بغير حساب. ثم خمسين خمسين (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) الإنشقاق) أما الذي أوبق كاهله (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف). الله تعالى قال: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (9) المطففين) و(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (20) المطففين) مرقوم أي عدّاد، عدّاد السيئات وعداد الحسنات يعني إذا كان عداد الحسنات أكثر يدخل الجنة بغير حساب والعكس يحاسب حساباً شديداً لأنه من نوقش الحساب هلك. إقرأي القرآن وافعلي الأعمال التي تضمن أن عداد الحسنات يزيد. إعملي أعمالاً تصفِّر عداد السيئات، كيف؟ الحسنات مستمرة صلاة وصوم وصداع وآلآم، حسنات بالمليارات في اليوم والسيئات نفس الشيء لكن تصفّر. الصلاة تصفّر والاستغفار يصفر والصوم يصفّر ولا إله إلا الله، من سرّه أن يرى صحيفته يوم القيامة فليُكثر من الاستغفار. صوم يوم حار، التمسك بالدين في الغُربة، دمعة من خشية الله، يتيم في البيت تربّيه، حاكم عادل يحب الناس ويعفو عن المخطئين يسهر ليل نهار يرحمهم ويزورهم، الجهاد، البلاء، ليلة من الصداع والمليلة أي الحمُى تكفر الذنوب، من قُتِلأ ولده غدراً، هؤلاء ملوك الجنة إذا ماتوا على لا إله إلا الله. في حين أن القاتل حبط كل عمله (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) الكهف) ” لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً”، حفظ البقرة وآل عمران، بر الوالدين إذا أتى العبد بحسنات كالجبال لكنه عاقٌ لوالديه حبطت أعماله ، إكرام الجار، الإستغفار، صلاة الليل، كظم الغيظ، قضاء حوائج الناس.

سؤال من مشاهد يسأل عن معنى القرية في قوله تعالى (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) الإسراء) فأجاب الدكتور أن القرية في القرآن هي المجتمع، الدولة. كل دولة قرية. المترفين: إذا شاع الظلم والزنا والرب رفع الله يديه عن الخلق فلا يبالي بأي وادٍ هلكوا. انظر إلى الشعوب جمعت هذه الثلاثة وأضافت إليها القتل فسيبيدها الله تعالى ويمحقها محقاً. ما من طائفة تقتل الناس بهذا الشكل إلا أٌبيدت، سُنة الله تعالى في خلقه أن القتل الجماعي يؤدي إلى أن القاتلون يُقتلون شر قتلة حتى ينقطع أثرهم والتاريخ شاهد على ذلك.

هكذا نفهم القرآن بهذا الترتيل. نأخذ موضوعاً متكاملاً لذا قال تعالى (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (7) الأنبياء) (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ (83) النساء) (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) كل منهم في بابه. الشيخ يفسر آيات الأحكام الشرعية والآيات الطبية يفسرها الأطباء والآيات الفلكية يفسرها الفلكيون وهكذا. إذن (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) كل في بابه، أهل الفيزياء هم فرسان الميدان لهذا الكتاب وكل يوم يمر تكتشف قضية علمية تؤيد بالعلم القاطع أن هذا القرآن كلام الله كما قال موريس بوكاي العالم الفرنسي في كتابه عن القرآن الكريم.

هكذا هي كلمة التعضية (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) الحجر) المشكلة أن الفتنة القائمة الآن العلماء انقسموا قسمين وكل منهم يأتي بالحجج التي تؤيد فرقة مما يزيد النار ضراماً والرسول r في الإسراء والمعراج رأى عذاب خطباء الفتنة وما أكثرهم الآن ووالله لا يؤجج نارها ولا يبعث البغضاء لفئة على فئة إلا هالك. (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) الأنبياء) وإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا دماءهم. ما أحسن ما فعل إبن الجوزي عندما دخل على قرية فوجد فريقان يقتتلان هذا يقول عليٌّ أفضل وهذا يقول أبو بكر أفضل، فعندما رضوا به حكماً فاعتلى المنبر وقال خيرهما من كانت إبنته تحته فرضيت الفرقة الأولى ورضيت الفرقة الثانية. عليٌّ من آل البيت وأبو بكر من الصحابة ولا يقارن هذا على هذا كما قال عليٌّ ابن أبي طالب نحن آل البيت لا يقاس علينا ولا نقاس على أحد.

بُثّت الحلقة بتاريخ 19/1/2007م