الحروف في القرآن الكريم, حرف العين

حرف العين – منظومة طلب الحماية (استعصم)

اسلاميات

 

منظومة  طلب الحماية

استعصم– استمسك – استجار – استغاث – استنصر – استعان

الكلمات التي تستعمل في طلب الحماية أو طلب النجاة كما استعرضتها في كتاب الله على قدر علمي – ما زلنا في حرف العين ووصلنا إلى فعل عصم – إستعصم، إستمسك، إستجار، إستغاث، إستنصر، إستعان هذه هي الكلمات التي رأيت أنها تستعمل إذا أردت أن تطلب النجاة أو العون أو الحماية من غيرك في ساعة الخطر

إستعصم: كما ورد في كتاب الله على لسان امرأة العزيز (وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ (32) يوسف) أي استعصم بالله عز وجل أي طلب أن يمنع الله عنه كيد هذه المرأة أو يحميه منها ولذلك قال تعالى (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) يوسف) فاستجاب الله تعالى دعاءه بأن يعصمه فعصمه لم يكن من السهل على أي إنسان شاب مثل يوسف u شاب مثل فلقة القمر غريب عن أهله يشعر بوحشة الغربة مع زوجة رئيس الوزراء أكرمته ودللته وأكرمت مثواه وعاملته هي وزوجها كما لو كان ابنهما (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا (21) يوسف) ومع ذلك وهما وحدهما في القصر الكبير وراودته أياماً وشهوراً إلى أن طفح بها الكيل فغلقت الأبواب وقالت هيت لك ومزقت ثيابه من أمام ثم ألفيا سيدها لدى الباب وهو يدافع (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)) كم من الناس من يستطيع أن يفعل ذلك وهو لما استعصم قال (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33)) فاستجاب له ربه (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)) إستعصم بالله أي طلب العصمة والحماية من الله عز وجل. والمعصم والعصمة والعاصم وهي من مشتقات القرآن الكريم (قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) هود) (وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101) آل عمران) ما هو السر اللغوي في كلمة عصم؟. ما الفرق بين حمى وعصم؟ حمى قد يكون نسبي، أنا أحميك أب يحمي إبنه لكن الحماية نسبية يمكن أن يحيمه بشكل نسبي لكن قد يصاب الإبن بضرر، إذا قال عصمه لا يمكن أن يصيبه أي ضرر. يعني العصمة هي الحماية المطلقة للشيء المستعصَم منه (وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101) آل عمران). لما قال إبن نوح (قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء) أي يمنعني من الغرق بشكل مطلق. منطقة الطوفان بين نينوى الموصل وبين أربيل في شكال العراق وذلك المكان هو الوحيد المأهول في أيام نوح، إلى الآن هي منطقة جبلية هائلة فيها شلالات وبراكين. المنطقة كلها جبال إلى هذا اليوم قال (قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ) من وجهة نظر كنعان إبن نوح أنه لو تسلق الجبل فلنيغرق أن الجبل شاهق، ما قال سأحتمي بالجبل، قد يقول أحتمي بشجرة ضخمة لأن الحماية نسبية لكن عندما تكون الحماية مطلقة تقول استعصم. إستعصم طلب الحماية المطلقة التي لا يمكن أن يناله خطر بعدها. إستعصم أي أنك تطلب الحماية من غيرك.

إستمسك: غيرك يطلب الحماية منك (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) الزخرف) أنت احفظه، الكتاب الذي أنزل إليك إحمه من الضياع والنسيان والتحريف وما إلى ذلك. (وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101) آل عمران) الإستمساك غير الإعتصام. الإعتصام تطلب الحماية من غيرك والاستمساك أنت تحمي غيرك، غيرك يطلب الحماية منك. لو أراد الله تعالى الحماية النسبية لقال: والله يحميك من الناي وإنما قال (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) المائدة) حماية مطلقة لا يأتيك ضرر أبداً.

(إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) النساء) هكذا هو الأمر. العصمة مأخوذة من العِصام وهو جلد قوي غليظ كالحبل يشد به فم القِربة بحيث لا يتسرب منها قطرة إذا شدها بالعِصام. والعصام هو السوار الغليظ المحكم، والمعصم هذا هو مكان العصام والعصام هو السوار الغليظ المحكم الذي لا يمكن أن يخرج من يد المرأة إلا إذا قطعوا يدها وهكذا كانوا يفعلون أيام السلب والنهب إذا أرادوا أن يأخذوا هذا السوار، هذا العصام قطعوا يدها لشدة تمسكه بالمعصم.

بدا لي منها معصمٌ حين جمّرت       وكفٌ خضيضٌ زُينت ببنان

فوالله ما أدري وإن كنت دارياً         بسبع رميت من الجمر أم بثماني

إذن المعصم مكان العصام والعصام سوار غليظ محكم لا ينزع من معصم المرأة إلا بقطع كفّها، هكذا هو الإعتصام وكل مشتقاته.

الإستمساك: أنت الذي تفعل هذا بغيرك فعندما تستمسك برأي، بمذهب، بدين، فأنت الذي تحميه حماية مطلقة  تبذل دمك في سبيله وأنت سعيد (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) الزخرف) هذا الفرق وانظر دقة التعبير بين استعصم واستمسك (أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) الزخرف) يعني لا يفرّطون فيه.

إستجار واستغاث: أنا عندي مشكلة أستغيث بك وأستجير فما الفرق بينهما؟ (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6) التوبة) (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ (15) القصص) للأسف الشديد المفسرون يقولون نفس المعنى استغاث واستجار واستعان واستنصر، أي تضييع هذا لدقة كلام الله عز وجل. أولاً الإستغاثة والإستجارة كلاهما أنت في مشكلة أنت في خطر تطلب من غيرك أن يحميك والفرق بينهما دقيق جداً.

الإستجارة أن تستجير بأقرب الناس إليك مكاناً لكن من خطر محتمل لم يقع بعد. سمعت أنه صدر قرار بإلقاء القبض علي من الشرطة لأمر ما وأنا ما زلت في بيتي حراً لم تأت الشرطة بعد، أذهب لأي إنسان أقرب واحد لي أقول له أجرني. الرسول r لما عاد من الطائف وأراد أن يدخل مكة علم أن قريشاً أهدرت دمه فرأى المطعم بن عدي فقال له أجرني فأجاره هو وأولاده، لم تأت قريش لتقتل النبي r لكنه شعر أن هناك خطر قادم؟ الإستجارة أن تطلب الحماية من أقرب الناس إليك مكانياً من أقرب واحد إليك مكاناً فالإستجارة تكون من خطر محتمل.

الإستغاثة من خطر وقع فعلاً. الشرطة جاءت وألقت القبض عليك فأنت تستغيث. لاحظ مع سيدنا موسى (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) في خطر واقع. في قصة موسى قال (فاستغاثه) ومع النبي r قال (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ) (فأجره) هذه لقطة جميلة لا تقول أجّله وإنما لو أحد من المشركين إستجارك لا تؤخره بل طمئنه – وهم يتهمون الإسلام بالارهاب -.أجِره الآن وأدخل على قلبه الطمأنينة. فالفرق بين استجار واستغاث أن الإستجارة من خطر محتمل والاستغاثة من خطر وقع فعلاً. واحد يريد أن يعبر النهر والنهر فائض يقول لشخص أستجير بك أن تعبرني معك حتى لا أغرق والآخر بدأ يعبر وبدأ يغرق فيستغيث. أهل النار وهم في النار في الحديث يقولون للرسول r يا رسول الله أغثني، وفي الحياة نحن نستجير من النار فنقول: اللهم أجرني من النار لأنها لم تقع بعد، في الحديث : من استجار من النار سبع مرات تقول النار اللهم أجره.

استنصر: طلب الحماية في الحرب. وفي الأمور العامة يستعين بك أحدكم في بناء أو في مال يقال إستعان.

هذه منظومة طلب الحماية في كتاب الله تعالى استعصم واستمسك واستغاث واستجار واستنصر واستعان وعرفتم كيف أن القرآن الكريم يستعملها كلٌ في مكانها بالضبط (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً (122) النساء).

قبل أن ندخل في تفصيل كلمة استعصم وعصم والعصمة ومعصوم وهي موضوع شائك في هذه الأمة، هناك خلاف في الاستغاثة واحد يقول يا رسول الله أغثني أو يا علي أغثني أو يا شيخ فلان أغثني أو يا فلان أغثني هذا كله ليس من الإسلام فإذا أردت أن تستغيث من كرب الدنيا والآخرة فاستغث بالله كما في الحديث عن عبادة بن الصامت قال خرج علينا رسول r فقال أبو بكر قوموا بنا إلى رسول الله نستغيث به من هذا المنافق فقال r لا يقام لي وإنما يقام لله تعالى. أما في أمور الحياة فهي واردة كإغاثة اللهفان “وتغيث اللهفان”، من أغاث ملهوفاً في حاجيات الدنيا اليومية تستغيث برجل يغيثك مما أنت فيه من كرب كما قال صاحب موسى الذي أراد المصري أن يقتله (فاستغاثه الذي من شيعته) أما الإستغاثات بالصالحين والأولياء فعليك أن تستغيث بالله لأنهم هم يستغيثون بالله ولا يرضوا أن تستغيث بهم لأنك وإياهم في نفس الكرب يوم الفزع الأكبر يوم الخوف يوم يجثو الأنبياء فيه على الركب من الخوف ذلك اليوم الذي يؤمّن الله تعالى من يشاء منهم. الإغاثة في الدنيا في الأمور العامة وفي الآخرة الإستغاثة بالنبي r من أهل النار. نحن الآن نقول اللهم أجرني من النار لأنه ما وقعت بعد وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره عن يوم القيامة أن أهل النار لما يرون الرسول r يقولون ” يا رسول الله أغثني” هم قالوا هذا على ملأ من الناس ويعلمون أن الله تعالى يسمعهم، قل يا محمد سل تعط واشفع تشفّع ويعلمه الله تعالى من الأدعية ما لا يعرفه حينئذ لما يرون الرسول r يقولون أغثنا أو أغثني من حيث أنهم وقعوا في الورطة نفسها كما قال r إن شفاعتي حق لأهل الكبائر من أمتي. السرُّ في هذا الحديث كلمة (أمتي) فليس كل مسلم من أمة محمد r. هناك مسلمون ليسوا من أمة محمد كما قال r: إن لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي بدعوته، كل نبي دعا كما قال نوح مثلاً (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) نوح) وإني اختبأت دعوتي شفاعتي لأمتي فهي نائلة منهم إن شاء الله من مات ولم يشرك بالله شيئاً من أمتي. هل كل مسلم من أمة محمد r؟ الجواب لا. كما في الدنيا عندنا نظام إسقاط الجنسية في بعض العقوبات التي تمس أمن الدولة بعض العقوبات بعد أن يسجن يطرد من البلد ويسحب منه الجنسية وهذا شأن من أول التاريخ يسمونه المدوّر، يُديّر أي يطرد من الديار، هذا منبوذ، الرسول r رأى أحد المسلمين بعد أن أسلم وجاء اعترف للنبي r بذنب خطير فقال له r بما أن الإسلام عصم دمك فغرِّب عني وجهك فلا أراك أبدا. بعض الدول إذا عمل أحدهم عملة حقيرة كأن يكون قد زنا بأحد محارمه بعد أن يعاقب عليها يطردوه من العشيرة فلا يعود إليهم أبداً وكأنه ليس منهم. حينئذ يوم القيامة يكتشف بعض الناس أنهم يفرزون عن أمة محمد r، صحيح أنهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله لكن عمل عملة مذلة فيدير بحيث يفصل من أمة محمد.

تتبع كل الأحاديث الصحيحة التي يقول فيها (ليس منا) أو (ليس من أمتي). تارك الصلاة ليس من أمتي، أول ما يسألأ العبد عنه يوم القيامة الصلاة فإن حسنت حسن سائر عمله وإن بطلت بطل سائر عمله. أول سؤال: كنت تصلي يا عبد الله؟ يقول نعم كنت أصلي، هناك من يصلي وصلاته باطلة لا قيمة لها أركانها ناقصة فإذت حسنت صلاته بأركانها وشروطها وإذا كان لا يصلي أو صلاته باطلة لا ينفعه عمل.

الغاشّ ليس من أمة محمد r (من غشنا ليس منا) و(من غشّ العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تبلغه مودتي) هؤلاء ليسوا من الأمة. من ضمن الذين لا يستغاثون إذا استغاثوا بالنبي r من أجل شفاعته يوم القيامة كما قلنا تارك الصلاة والغاشّ ومن غش العرب سياسياً أو اقتصادياً أو ما شاكل ذلك كما في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي (من غشّ العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي). لا يبغض العرب إلا باغض للإسلام كل الأمم غير المسلمة إذا تراهم يحبون العرب لحبهم للنبي وللإسلام لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك شيء من البغض للعرب لا لأنهم عرب لكن لموقفهم السياسي أو الاجتماعي أو السلوكي أو الأخلاقي وبعض فترات التاريخ قال r: ويل للعرب من شر قد اقترب. وها نحن في هذا الشر الذي أصبح يغلّف الأمة العربية فتناً وانكسارات ذلاً وتفرقاً وحروباً طائفية ومن تكالب الأمم علينا جميعاً. كذلك الذين يفصلون يوم القيامة (الغالّون) (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (161) آل عمران) والغلول سرقة الأموال العامة مفصول من أمة محمد r لأن كل فرد من الشعب له نصيب في الأموال العامة للدولة فالذي يسرق من خزينة الدولة كأنه يسرق من الشعب كله وهو عدو للشعب كله. الشهيد الذي غلّ الشملة كما قال r: إن الشملة التي غلّها في خيبر لتشتعل عليه ناراً، وهو شهيد. كذلك القاتل من قتل مسلماً متعمداً بغير ما ذنب فلا شفاعة له. المماري هناك بعض الناس يحفظ كلمتين يماري العلماء ويجادلهم، أُبيّ وأبو موسى الأشعري جلسا يتماريان في آية على عتبة بيت رسول الله r فخرج r عليهما كأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من شدة غضبه فقال: مه ما بهذا أُمِرتُم ولا بهذا بُعثت، المماري لا أشفع له، المماري بانت خسارته. والآن المراء أصبح ظاهراً بين الجهلاء والعلماء، يأتي أحدهم يحفظ كلمتين يقول أن أفهم الناس ويخطيء الناس والعلماء، هذا لا يشفع له الرسول r. كذلك اللعانون، هذا مفصول من هذه الأمة فما بالك بمن يلعن آل البيت ويلعن الصحابة ويلعن الأولياء وهذا قد يخرج من الملّة لأنه يكذب القرآن.

العصمة:

الكلمة تطبق حتماً في موضعين لا ثالث لهما: أولاً عصمة دم المسلم وماله، المسلم معصوم الدم إلا بحقّ. وثانياً عصمة الأنبياء في التبليغ عن الله عز وجل، فكل الرسل معصومون من الكذب على الله عز وجل (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) الحاقة) جميع الرسل معصومون من أن يكذبوا على الله عز وجل وإنما هم مأمورون في التبليغ عن الله تعالى كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ (67) المائدة). فيما عدا ذلك ليس هناك بشر معصوم قطعاً لكن هناك بشر صالحون ناهيك عن الأنبياء. كل منا في حياته، في قريته، في مدينته، هناك رجال أو نساء من الصلاح والجال والبهاء بحيث تستطيع أن تقسم بالله أنهم معصومون لم يعصوا الله في حياتهم. “نِعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه” صهيب من أصحاب النبي وكان عبداً كان فيه سماحة وأخلاق عالية وتربية هائلة وفيه أنفة عن الذنب ليس فقط خوفاً من الله لكنه يأنف النقائص يأنف أن يزني أو يغتاب. هناك أناس وجوههم تذكرك بالله تعالى، يغض بصره، لحية بيضاء، صوت خفيض، يده سمحة، كأنه ملك على الأرض عندما تراه تقول هذا لم يعص الله تعالى يوماً، هذا لا يعني أنه معصوم وإنما الله تعالى أصابه بلطفه، هناك لطف من الله عز وجل هذا اللطف يجعلك تستدرجه بحسن سيرتك “إن الرجل لينال بحسن خلقه ما لا يناله الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر”. على هذا الغرار هناك صحابة وأولياء ورجال من آل بيت النبي r لو رأيتهم أنت في حلٍ أن تقسم الأيمان أنهم لم يعصوا الله في حياتهم هذا ليس معصوماً، يستطيع أن يذنب لو أراد وهذه قيمة الإنسان أنه يستطيع أن يذنب لكنه لا يذنب (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ (18) الحج) وكلهم مجبرين مسيّرين (وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ (18) الحج) ليس كلهم. الإنسان يمكن أن يفعل ولا يفعل. أما الملائكة فلا تستطيع إلا أن تفعل (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) التحريم). الطائع من البشر أفضل وأحب إلى الله من الطائع من الملائكة، أنت تستطيع أن تعصي لكنك لم تعصي حباً في الله تعالى. كل نبي له معجزة ولكن كل مذهب يأتي بخرافة، هذه المذاهب التي فرقت المسلمين وتناحروا فيما بينهم حتى استحلّ بعضهم دم بعض من أول أيام الإسلام إلى هذا اليوم وهم مئات الملل والنِحَل ذهبت كلها لمزابل التاريخ، كل منهم يأتي بخرافة يستدرج بها أتباعه. العصمة هي فقط عصمة الأنبياء من الكذب على الله سبحانه وتعالى، عصمتهم في تبليغ الرسوالة فقط وإلا فهم بشر مثلنا (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ (110) الكهف) يختلف عن البشر أنه يوحى إليه، هو صادق r لذا قبل أن يُبعث كان يسمى الصادق الأمين، هذه رعاية الله له من طفولته. من ليس معصوماً لا يعني أنه مذنب، هناك توفيق وتسديد من الله عز وجل (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الأحزاب) ليسوا معصومين ولكنهم قاموا بأخطاء كما أن النبي r قيل له (عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ (43) التوبة) (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) عبس) (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) طه) (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) القصص) هذا قانون البشر وقوانين خرافة العصمة لآل بيت النبي أو الأنبياء من كل شيء، هذا النقاش التاريخي معصومون قبل النبوة وبعدها علماً أن العصمة ومبدأها لم تأت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن وما تناقش فيها المسلمون إلا في العصر العباسي الثاني، عصمة آل البيت وعصمة الأولياء وغيرها والقرآن يكذّب ذلك كله. العصمة فقط لدم المسلم بغير حق عصمة كاملة وسأذكر بعض هذه العصمة:

عصمة الدم: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) المائدة) القتل نوعان: قتل قصاص (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا  (33) الإسراء) هذا معروف قانون الجناية يتولى هذا. وهناك قتل على العقيدة: أنت مشرك، أنت مبتدع، أنت سني، أنت شيعي، والتاريخ مليء. يقول r قال : إذا وضع السيف في رقاب أمتي لن يُرفع إلى يوم القيامة. وما يجري في العراق والجول الإسلامية من قتال طائفي ومذهبي كما قال r لا تقوم الساعة حتى يكون فيكم الهرج الهرج الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل القتل، حتى يقتل الرجل أخاه وجاره وابن عمه حتى لا يدري القاتل لِمَ قتل ولا المقتول فيم قُتِل؟ هذا خالدٌ في النار إلا إذا كان هذا مشرك. الآن إستعرض كل المسلمين على اختلاف مذاهبهم هل وجدت فيهم فئة مشركة مثل أبو لهب؟ لا يوجد كلهم يقولون لا إله إلا الله. حديث الشفاعة ” فهي نائلة منهم من مات لا يشرك بالله شيئاً” كل من يقتل مسلماً على طائفيات أو حزبيات أو مذهبيات أو فئويات فهو خالدٌ في النار. (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) لا هو قاتل حتى تقتلوه ولا فاسد ولا جاسوس ولا مبتدع ولا زاني ثيّب ولا مرتدّ فيما عدا هذا فكأنما قتل الناس جميعاً. هناك من قتل نفساً بغض النظر مؤمن أو غير مؤمن (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) المائدة) وهناك من يقتل مؤمناً على إيمانه: أنت شيعي، سني (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) النساء). منذ أن جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى يومنا هذا أربعة خلفاء ثلاثة منهم قُتِلوا قتلاً وبقي السيف في رقاب أمتي إلى هذا اليوم، وهذه من التصفيات، هذا من مكر الله تعالى حتى يميز الخبيث من الطيب (مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ (179) آل عمران). هذا سمت الله تعالى في خلقه أنه في كل جيل هناك فتنة تصفي الأمة يسقط خبثها من أجل ذلك أن تقتل مسلماً على عقيدته متهماً إياه بالشرك أنت حتماً مشرك “إذا قال أحدكم لأخيه يا مشرك فقد حار بها أحدهما” إذا كان مشرك لا بأس ” فإذا قالوها عصموا مني دماءهم” كيف تقتل رجلاً يقول لا إله إلا الله؟! هذا الذي يجري في العراق الذي أصبح معرّة التاريخ ووصمة في جبين العراقيين جميعاً شيعة وسنة  ما قرأناه في التاريخ ونبذناه وقلنا هذا من مبالغات المؤرخين الآن يجري على الفضائيات هذا هو المطلوب تعميمه في كل العالم العربي بل في كل العالم الإسلامي هو من تصفيات الله عز وجل حتى يقول تعالى لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد. ” كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا رجل يموت كافراً أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً” إن من ورطات الأمور التي لا مخرج منها لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم بغير حِلّه، ” أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة الصلاة وأول ما يقضى الدماء” كل الأحاديث التي فيها رغائب يقول فيها ما اجتنبت الكبائر ” من قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مائة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ما اجتنبت الكبائر” وأهم الكبائر الشرك بالله وقتل النفس بغير حق.

في سؤال لأحد المتصلين سأل عن العصمة التي يدعيها بعض المذهاب لبعض الإئمة فأجاب الدكتور: هذه نظرية ظهرت في العصر العباسي وكل جماعة إدّعت أن أئمتها معصومون وهذا ليس صحيحاً وهذه العصمة ما جاءت في التوراة ولا الانجيل ولا القرآن ولم يذكرها الرسول ولا الخلفاء صار خلاف حينئذ كما يجري اليوم ومراءات بعد أن أصبحت الدولة تملك الدنيا فصار هناك ترف العقول وترف الناس. المعصومون بفعل الله عز وجل فقط الأنبياء عن التبليغ فقط وإلا فيخطئون (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) طه) ناهيك عن بيت النبي r الذين قال تعالى فيهن (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الأحزاب) أناس من عامة المسلمين وعلمائهم تقسم بالله أنه لم يعص الله يوماً. الرسول r قال: “نعم العبد صهيب” ما كان صهيب من آل البيت. أهل البيت شرّفهم الله تعالى بهذا البيت وهم أسياد الأمة (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى (23) الشورى) العصمة بالمعنى التي تقال فيه هذا ليس صحيحاً وإنما هو من خرافات العقول والصحيح أن لهذه الأسرة الطاهرة لطفاً من الله. جعفر الصادق كان يصفرّ عندما يقرأ القرآن ويقول أتعلمون أنا أكلم من؟ وزين العابدين كان أشد الناس خوفاً من الله تعالى. أما أنه معصوم من الله هذه خرافة المذاهب وكل مذهب جاء بخرافة.

وفي سؤال لأحد المشاهدين عن ما هو موقف المسلم السني من المسلم الشيعي؟ أجاب الدكتور: أنت قلت المسلم السني والمسلم الشيعي، هما مسلمان ” كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” والموقف أن يكون معصوماً منه. هناك تجاوزات وانحرافات وما يحدث في العراق لا يمثل الشيعة كلهم. هذا يحدث من أيام الخوارج قتلوا الصحابة وقطعوهم إرباً ” من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله حُرِّمت عليه الجنة” اغتبط أي ظن نفسه أنه يفعل شيئاً للإسلام. واحد مشرك عبد الأصنام تبارز مع مسلم في معركة غلبه المسلم فطرحه أرضاً وقبل أن يصل السيف إلى عنقه قال المشرك لا إله إلا الله لكن السيف سبق فقتله فبقي الرسول r كلما رآه يقول له أقتلته وقد قالها؟ قال له قالها فرقاً من السيف قال له r أشققت عن قلبه؟

(وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا (94) النساء) إذن هكذا هو الإسلام، سحقاً لكل من يقتل مسلماً على هويته وعلى مذهبه كما سحق الكافرون والخوارج وسنة الله تعالى في خلقه أنه لا بد للقاتل أن يقتل شر قتلة وخاصة القاتل الجماعي. خذ التاريخ جميعاً الخوارج قُتِلوا شر قِتلة، الذين قتلوا آل بيت النبي r كانوا حوالي 400 واحد سلّط الله تعالى عليهم شر خلقه المختار الثقفي الذي إدّعى النبوة قتلهم يقطع أيديهم وأرجلهم وتركهم يموتون نزفاً. (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) إبراهيم) ما من قتلة جماعياً إلا ويسلط الله عليهم شر خلقه. اصبروا عليهم وتأملوا مصائرهم سيسلط الله تعالى عليهم شر خلقه وهم إلى جهنم قاتلين ومقتولين. من فجر التاريخ الفتنة في العراق لم تكن من العراقيين منذ أن جاء عمر وفتح العراق تخلف بقايا المرتدين الذين كانوا في الجزيرة وبعد الفتوحات قام هؤلاء يقطفون الثمار وهذا كلام مؤرخ أميركي، والآن الفتنة في العراق من دولتين متجاورتين. نسأل الله تعالى أن يطفيء هذه النار.

بُثّت الحلقة بتاريخ 12/1/2007م