الحروف في القرآن الكريم, حرف الكاف

حرف الكاف – منظومة أمراض العين (كمَه)

اسلاميات

 

منظومة  أمراض العين

الكمه – العمى – العشى- الزيغ – الطغيان – المدّ – الطمس – الغطاء – الخيانة

منظومتنا لهذا الأسبوع هي منظومة أمراض العين وأمراض العين كأمراض القلب منها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي فمن أمراض القلب النزلة والجلطة والخفقان وضيق الشرايين هذه أمراض مادية وهناك أمراض معنوية كثيرة كما قال تعالى (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴿10﴾ البقرة) ومن أمراض القلب المعنوية الحسد والغل والبغضاء والبخل والشح والشرك وما إلى ذلك. هكذا هي أمراض العين وأمراض العين أيضاً منها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي. ومن الأمراض المادية: الكمه وهي كلمة الباب نحن في حرف الكاف ومن حرف الكاف نصل إلى كلمة كمه.

كمه: والأكمه هو الذي يولد أعمى فهو مرض مستعصي من أمراض العين إلا على سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام قال (وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ (49) آل عمران) فالكمه هو مجموعة أمراض العين ومن أمراض العين الكمه والعمى والعشى والزيغ والطغيان والمد والطمس (لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ (66) يس) والغطاء والخيانة (خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ (19) غافر) وهكذا كما سنشرحها الآن باختصار ثم نصل من ذلك إلى موضوع الحلقة.

الكمه والعمى : إذاً فالأكمه هو الذي يولد أعمى (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿72﴾ الإسراء) حينئذٍ العمى هو عدم البصر مطلقاً لمرضٍ أصابه والعمى قد يشفى. أما الكمه فهو لا يشفى إلى الآن على الأقل إلى الآن لم يصل الناس إلى شفاء له وذاك الذي يولد أعمى من بطن أمه إلا سيدنا عيسى عليه السلام (وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ).

العشى: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿36﴾ الزخرف) وهو العمى الليلي فهو نظره سليم ولكنه في الليل لا يرى بل أيضاً في بعض أجزاء النهار لا يرى وحينئذٍ الآلة سليمة مبصرة ولكنها في بعض الحالات غير قادرة على البصر.

الزيغ: العين التي فيها قصر لا ترى على بعد (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴿17﴾ النجم) الزيغ أن يرى أقل مما ينبغي.

الطغيان: طغيان البصر أن يرى أكثر مما ينبغي كتلك التي تسمى زرقاء اليمامة التي كانت ترى الشيء على بعد ثلاثة أيام.

الطمس: (لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ) الطمس هو العمى الأسود كأن ترى شخصاً عينيه مفتوحتان وتراهما ولكنه لا يرى (وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ﴿66﴾ يس) هذا طمس.

الغطاء: (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي﴿101﴾الكهف) هذا أيضاً نوع من أنواع البصر السليم ولكن فيه عجز عن أن يرى الحقائق بشكل مطلق، لا يرى إلا الباطل.

الغشاوة: الأخف من الغطاء الغشاوة (وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ (7) البقرة) هو في الحقيقة البصر سليم ويستطيع أن يرى الحقائق ولكن في بعض الأحيان تنزل غشاوة على بصره فلا يرى الأشياء المهمة وهذا هو الفرق بين الغشاوة والغطاء فالغطاء عجز مطلق عن البصر والغشاوة عجز نسبي.

البياض: أن يكون فيه ماء أبيض (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴿84﴾يوسف) في آخر العمر بعد الثمانين، بعد التسعين أو لمرض ما ينزل ماء أبيض على الوجه يصبح الرجل لا يرى والعينان كاملتان لا ترى فيهما اعوراراً أو عمى آخر يسمى هذا العمى الأبيض أو الماء الأبيض.

الخيانة: من الأمراض المعنوية الخيانة (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ (19)غافر) وهي العين التي تتسارق عندما يرى عورات الناس ينظر إليها (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ (45) الشورى) تسمى الخيانة.

العين القاتلة: هي الإزلاق (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴿51﴾ القلم) وهذا موضوع طويل وعريض وموضوع مخيف يبين لنا كيف أن ذكر الله عز وجل الذي سأذكره بعد قليل له تأثير أثبته العلم الآن بالأجهزة والمكتشفات والمختبرات، شيء يذكر عليه اسم الله أو لا يذكر الطعام تسمي أو لا تسمي، الماء تشربه تقول بسم الله أو لا تقول، فرق هائل في الآثار العلم الآن المجهري يثبت ذلك. الإزدراء: هذه العين المزدرية التي تنكسر (وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا (31) هود).

مدّ العين: مد العين هو الحسد أو الغيرة (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ (131) طه) هذه منظومة آفات العين وعيوبها المادية والمعنوية وكل واحد منها تقتضي حلقات ولكننا نختصر في هذه الحلقة على عشى العين. العشى كما قلنا (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) والعشى كما قلنا أن تبصر مرة ولا تبصر أخرى سواء كان بحالاتك النفسية أو بحالات الطقس أو بحالات الجو أو بحالات الظلام والنور فحينئذٍ هذا هو العشى نتكلم عنه من قوله تعالى في سورة الزخرف لأنها آيات عجيبة تنطبق على كل عصر من عصورنا ولم تأخذ نصيبها من السبر والغور (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿36﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿37﴾) السبيل ولم يقل عن الصراط وتكلمنا في حلقة الصراط هناك الصراط والسبيل والإمام وكل واحدة لها معناها والطريقة الخ (وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿37﴾ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿38﴾ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿39﴾الزخرف) نتكلم عن هذا الموضوع بكلمة أعشى. والأعشى كما قلنا الأعشى والعشواء الأعشى كما هو ذلك الشاعر المعروف الأعشى الذي كان لا يرى ليلاً والعشواء مؤنثها أو كما يقول طرفة بن العبد:

رأيت المنايا خبط عشواء من تُصِب   تُمِته ومن تُخطئ يُعَمّر فيهرم

أي العشواء هو الشيء غير المقصود غير منظم ليس له هدف هكذا يأتي صدفة. هذه الآيات ترسم لنا فلسفة في هذا الدين من سنن الله في خلقه في هذه الأمة. هذه الأمة لها وضع خاص من حيث أنها آخر الأمم فإن لله فيها شأناً والفرق بين محمد عليه الصلاة والسلام وبين بقية الأنبياء عليهم السلام أن محمداً r للناس كافة وكل رسول إنما بعث لقومه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ (28) سبأ). ولأنه كافة للناس ولأن كتابه المعجز الخالد في كل جيل من أجيال البشرية إلى يوم القيامة تكتشف فيه معجزة تثبت أن هذا كلام الله عز وجل فهو يواكب تطورات الحياة ومسار التاريخ ومسارب الزمن حتى تجد كل جيل على وفق معلوماته وفرشته المعرفية والحضارية وتطوره في العلم والمعارف والثقافة يجد في ذلك إعجازاً. ولهذا هذا الدين من علامات إثباته وثباته هو أن تتطور البشرية ثقافة وحضارة على خلاف بعض الأديان التي حُرّفت وشُوهت حتى أصبحت خرافات وقصص للأطفال بحيث إذا عرضتها على المعرفة فإنها لا تصمد وتصبح نوعاً من أنواع لعب الأطفال. هذا الدين صلاحه في العلم والمعرفة (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (19) الرعد) (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (28) فاطر) وكلما تطورت الثقافة والمعرفة والعلم كلما اكتشف الناس أن في هذا القرآن علماً غزيراً لا يستخرجه ولا يُخرِجه إلا الغور في المعارف والثقافات والحضارات والعلوم على وفق ما يفتح الله للناس من رحمة في كل جيل من الأجيال. وبهذه المناسبة ونحن في غمرة ابتهاجنا بهذه المكرمة الجديدة من مكارم سمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي في أنه ولأول مرة نسمع في التاريخ المعاصر بل حتى والقديم من يقدم هذا العطاء السخي لنصرة وتطوير ودفع عجلة الحضارة والعلم والثقافة والمعرفة إلى الأمام وهذه مكرمة ليست هي الأخيرة وإنما هي مكارم ستلحقها كما سبقتها مكارم أخرى ينتظر لها أن تلملم شمت الكتاب والأدباء والمخترعين والعلماء والمعرفيين المثقفين في العالم العربي لسعتها وسخائها ونظامها الذي لا بد أن يكون على مستواها لكي يدفع عجلة العلم والمعرفة في كل الميادين. وإذا كان للإعجاز القرآني مكان فيها وسوف يكون له مكان فيها فسوف يرى الناس من هذا الإعجاز العلمي عجائب بحيث كما قال تعالى (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴿53﴾ فصلت) أنه أي القرآن هو الحق وهذا ما نفعله في هذا البرنامج وما يفعله كثير من علماء هذه الأمة في برامج أخرى موازية.

نقرأ هذه الآيات (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا) الشيطان هنا إنسي (شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا (112) الأنعام) المقصود هنا شيطان إنسي هو الذي يُسلَّط على هذه الأمة لكي ينحرف ببعضها حتى تصبح فرقة ضالة تعمل في الإسلام والمسلمين خرقاً وذبحاً واختراقاً (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) يُقنعه (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا (33) سبأ) إذاً هنالك مكرٌ. (وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) لم يقل الصراط ونحن قلنا في حلقة الصراط والسبيل والخ قلنا الصراط هو الموصل بين ضفتين أي جسر بين جبلين قمة جبلين أو ضفتي نهر أو ما شاكل ذلك حينئذٍ هذا الطريق الصراط المستقيم هذا لا يلتوي ومستقيم وليس له فروع ولا يمكن أن تعبر إلا من هذا الطريق لا يوجد طريق آخر فهو غير قابل للاجتهاد ليس فيه سعة أنت لست في سعة من أمرك أنت ملزم بأن تمر من هذا الجسر لأنه لا يوجد غيره وهذا يعني التوحيد توحيد الله عز وجل وما ينبغي له التي هي الوصايا العشرة وهي (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿151﴾ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿152﴾ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿153﴾ الأنعام) هذه الآيات الثلاث التي فيها الوصايا العشر وهي القاسم المشترك بين التوراة والإنجيل والقرآن الكريم ليس لك فيها حرية لأنه جسر ليس هنالك غيره إما باطل وإما حق ما عدا ذلك أن تعبر من الجسر إلى – كما نسميه الآن بلغتنا المستوردة الهاي واي – أي طريق واسعة جداً أنت تخرج من الجسر الضيق المحدد الذي لا فروع فيه والذي لو خرجت عن يمينه أو عن شماله ستسقط في البحر أو في النهر أو في الوادي فأنت هالك. عندما تعبر الصراط المستقيم وهو هذه الأشياء التي ذكرناها والباقي فيه سعة كله فيه سعة مذاهب وأراء وأفكار خذ ما تشاء من سعة هذا الدين والله سمى نفسه الواسع عز وجل. حينئذٍ قال (وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) الذي هو بعد الجسر، هذا الشرع الواسع كل شخص أخذ منه زاوية ضيقة جداً وكفّر الباقين هذا من سُنن هذا الدين كأنه قدر من أقداره ما من جيل يصبح في غاية من المنعة والعزة والانتشار والصمود إلا يعقبه أو ينشأ فيه جماعة تدمره، تضيّقه، تتمسك بجزئية صغيرة وتلغي كل هذا السبيل الواسع الواضح الذي فيه سعة للجميع ثم يبدأون أولاً بتكفير الناس ثم بقتلهم هذه قضية لا تختلف من أول الإسلام وإلى يوم القيامة كما قال تعالى (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ (65) الأنعام). النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعوذ بالله أعوذ بالله، قال تعالى (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ (65) الأنعام) قال صلى الله عليه وسلم: هذا أهون ولما يأتي تأويلها بعد، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف كيف رب العالمين سيطبق هذا القانون على هذه الأمة بحيث يلبسهم شيعاً ويذيق بعضهم بأس بعض وما أن مات النبي صلى الله عليه وسلم وراءه بسنوات حتى بدأ ذلك حتى بدأ تطبيق هذه السنة ما هي هذه السُنّة؟ هذه السنة تبدأ بقوله تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾ العنكبوت) من سنن الله في خلقه أن الأمجاد الإسلامية عندما تكون على هذا النحو العظيم انتصارات باهرة يتجحفل معها الذرء وقبل أن نشرح الباقي ننتقل إلى آية أخرى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ (179) الأعراف) الذرء عندما يكون لك حمّام تحرقه أو فرن تحرقه أو مكان تحتاج فيه نار دائماً هنالك زبالات وأوراق قديمة يجمعها المنظفون وموظفوا النظافة يجمعونها في أماكن هذه يجمعونها لكي يحرقوا بها ما ينبغي أن يُحرق ولكي يسخنوا فيها ما ينبغي أن يُسخّن سواء كان فرن أو معملاً أو ما شاكل ذلك. فهناك أشياء ومحروقات معدة للحرق هذه يسمونها الذرء أي إعداد أشياء أو جماعات أو أشخاص أو مواد أو معادن إعدادها لكي تكون وقوداً (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (24) البقرة) الناس والحجارة كالزبالة التي تجمع من الشوارع في مكان معين لكي تُحرق بها الأفران والمعامل وما إلى ذلك، هذا الذرء (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا). هذا الذرء هو مصيبة الأمة هذه الغوغاء الصيادون المتصيدون الانتهازيون المتسلقون المنافقون هذه مصيبة هذه الأمة في سورة المنافقون (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿1﴾ المنافقون) حينئذٍ هؤلاء كل نكبات الإسلام منهم من حيث إن لله فيهم شأناً من حيث أن الله سبحانه وتعالى قال (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا (141) آل عمران) (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿3﴾ العنكبوت) كل انتصار للأمة سواء كان محدوداً أو واسعاً وقد يستمر الانتصار قرن أو قرنين منعة وعزة وهكذا ثم يخرج من هذا الانتصار من هذه القوة هذه الثعالب وهذه الديدان التي تمتحن إيمان المؤمنين (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا) (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ (179) آل عمران) ما أن وقعت معركة بدر ذلك الانتصار العظيم على الشرك كله أو معظمه إلا وكان هذا الانتصار ذلك المجد الخالد كان سبباً في كثرة المتسلقين والمنافقين والمتسللين والمدّعين والخرّاصين فرب العالمين جاءهم بنكبة أحد (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ) لماذا؟ لأن (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا (152) آل عمران) مصيبة هذا الدين إذا كان قادته أو علماؤه أو مفكروه طلاب دنيا إذا كانوا طلاب دنيا فلا بد أن ينكبوا وهذا الذي جرى فرب العالمين في أحد محص إيمان المؤمنين فسقط من سقط وبقيت النخبة التي بقيت على إيمانها حيث أن الله سبحانه وتعالى عفا عنهم بعد ذلك. إذاً عندما يتكاثر المسلمون ويعلوا مجدهم حتى يكون هذا المجد جاذباً لأطياف ممن ذرأهم الله لجهنم. هناك فتنة هناك تمحيص هذا التمحيص يأخذ ثلاثة أشكال كل شكل له أسلوبه: الفتنة، الابتلاء، الامتحان. الفتنة في ما تشتهيه النفس في الشهوات (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) هذا في ما تحبه نفسك في الملك في المال في السلطان في الأولاد في الأتباع في الأشياء جميلة (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ ﴿14﴾ آل عمران) كل ما تحبه نفسك مما قد يطغيك وقد يجعلك سيئاً يسمى هذا فتنة. النوع الثاني البلاء بما تكرهه نفسك من أمراض (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿155﴾ البقرة) إذاً كل شيء تكرهه نفسك من أمراض وبلاء وحرب وخذلان وتقهقر وفقر وظلم يظلمك الناس تصبر أو لا تصبر؟ هذا أيضاً نوع من أنواع التمحيص. النوع الثالث الامتحان والامتحان هو بيان الكفاءة (أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ (3) الحجرات) فكلنا نصلي ولكن من يصلي صلاة جيدة؟ (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿1﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿2﴾ المؤمنون) هذا امتحان. كلنا نكلم النبي صلى الله عليه وسلم لكن من يكلمه بأدب؟ (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿3﴾ الحجرات) كلنا ننفق ولكن من الذي ينفق سراً؟ (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ  (134) آل عمران) كلنا قد نسامح لكن من يكظم غيظه عندما يستبد؟ ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿134﴾ آل عمران) من يفعل هذا؟ (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿35﴾ فصلت) هذه امتحانات. إذاً تمحيص المؤمنين إما بالفتنة فيما تشتهيه نفسك وإما بالبلاء فيما تكرهه نفسك وإما بالامتحان لحُسن الأداء (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (2) الأنفال) (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا (15) الحجرات) امتحانات عالية شهادات ثم قال (أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا (4) الأنفال)، هنالك مؤمنون وهنالك مؤمنون حقاً نجاح باهر امتياز. حينئذٍ هذه الأساليب الثلاثة التي يمحص فيها المؤمن لكي يستخرج الله منهم أصحاب الدرجة الأولى وهم (النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴿69﴾ النساء) كل من قال لا إله إلا الله يدخل الجنة كل من قال لا إله إلا الله مصدقاً بها قلبه يدخل الجنة هذه قضية مفروغ منها، التوحيد هو الأساس فلا إله إلا الله هي اللولب. وحينئذٍ مهما فعلت ما دمت مؤمناً بها ومصدقاً بها فأنت داخل سواء كان من أول يوم أو بعد مليون سنة أنت داخل إلى الجنة. لكننا هنا نتكلم عن التمحيص لكي يختار الله عز وجل (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ (68) القصص) اصطفاء (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴿69﴾ النساء) حينئذٍ هؤلاء لا يأتون إلا بالتمحيص إما عن طريق الابتلاء وإما عن طريق الفتنة وإما عن طريق الامتحان. انظر إلى نسق التاريخ كل مجد من أمجاد المسلمين يأتي وراءه دورة ضعف يأتي فيها هذا السقط من الناس الذين لا همّ لهم إلا أن يبتعدوا ويُبعدوا الناس عن السبيل والسبيل هو الطريق العريض والسبيل هو هذه الشريعة مثلاً أنت إذا أردت أن تصلي فأردت أن تتوضأ منهم من يقول إذا خرج دم ينتقض وضوؤك والآخر يقول لا الوضوء لا ينتقض وهنالك من يقول أن الوضوء ينتقض إذا لمست امرأة والآخر يقول لا ينتقض إلا إذا كنت بشهوة وهكذا إذاً فيها أراء مختلفة حد أدنى (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا (187) البقرة) وحد أعلى (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا (229) البقرة) أنت حر فيما بينهما هذه سعة هذا الدين هذه السعة هي السبيل (تركتكم على السُنة والسبيل) هذا السبيل (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي (108) يوسف) حينئذٍ أنت في هذا حر. الذي يأتي من هؤلاء الغبش الذين لا علم ولا معرفة ومشبوه ومطعون ومجهول الأصل ومجهول الدافع كلما رأى سبب من أسباب قوة هذا الدين سلط سهامه عليه. كلنا نعرف أن الدين الإسلامي هذا كان مجده في مرحلتين: مرحلة الصحابة الكرام عندما وصل إلى مدياتٍ عظيمة بقوة وحضارة وجمال وصحة حتى صار ذلك الجيل أساساً ومصدراً ومرجعية لهذه الأمة (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهدين) (الله الله في أصحابي) حينئذٍ هؤلاء الأصحاب، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بما وهبهم الله من رضا (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ (117) التوبة) (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿18﴾ الفتح) الخ أنواع الرضى العظيمة التي شهد الله لهم بها والنبي صلى الله عليه وسلم قال (لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه). حينئذٍ هؤلاء الذين أكسبوا الأمة هذا المجد العظيم وأسسوا لهذا الدين تأسيساً كريماً لم يحظ بمثله أي مذهب أو دينٍ آخر، هؤلاء برز من بينهم جماعة من هذا الذرء وإذا بهم يكفّرون الصحابة منهم من كفّرهم ولعنهم وهم الروافض ومنهم من قتلهم شر قتلة وهم الخوارج فرقتان منهم من تلعن والأخرى تقتل وحينئذٍ هذا الوضع هو الذي كان سبباً وآلة وأداة للتمحيص. الذرء كله ذهب (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ (179) آل عمران) ولهذا لما قال (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولمّا يأتي تأويلها بعد، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن الخوارج قال أنهم (فتيان سفهاء الأحلام شأنهم التحليق أو سيماهم التحليق يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم) يقرأ من أنفه هؤلاء (يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّة يقتلون إمام المسلمين والمسلمين) قتلوا الصحابة وقتلوا سيدنا علي عليه السلام. حينئذٍ هذا أول تمحيص للمؤمنين وفعلاً ضلّ من ضل أشتات من الناس لمدة عقود تلعن الصحابة وتقتلهم شر قتلة وبقروا بطون الحوامل وقطعوا ألسنة العلماء الخ. ثم نهض المسلمون بعد ذلك مرة أخرى حيث قيّض الله لهذه الأمة جماعات من الصالحين الذين زهدوا في الدنيا زهداً عظيماً قومٌ من الزاهدين يتقربون إلى الله بزهدهم وذكّارون يذكرون الله ليلاً ونهار حِلَقاً وفرادى وهم الأولياء (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62﴾ يونس) هؤلاء الذين هم أسياد الأمة بعد ذلك بعد أن كبا المسلمون في تلك العصور المظلمة قاموا وهم جيش صلاح الدين الأيوبي والذين نشروا الإسلام في إفريقيا وفي آسيا حصراً هؤلاء من الصالحين، وجماعات منظمة كل واحد اتخذ له طريقة في الذكر والعبادة على كتاب الله وسنة رسوله والقاسم المشترك بينهم حب الله وحب رسوله والذكر وقيام الليل والزهد في الدنيا مع محبة الناس وأشاعوا الرضا والمحبة ولم يكفّروا أحداً تألّفوا الناس كانوا لينين على هذه الأمة حتى على الخطائين على المذنبين أصحاب فكر جميل أصحاب كرامات أصحاب خوارق (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه) والتاريخ المتواتر نقل لنا صفات وصفحات مشرقة لهؤلاء الأمة الذين ردوا الصليبين عن القدس والذين فتحوا الممالك والذين نشروا الإسلام كله في إفريقيا وفي آسيا حصراً إضافة إلى بعض بقع في أوروبا. هؤلاء أقاموا مجداً جديداً للمسلمين ثم مرة أخرى ينشأ من بين هؤلاء الناس ذلك الذرء الذي أعده الله لجهنم من حيث أنهم صدّوا هؤلاء عن السبيل هذا الطريق الواسع الطريقة الواسعة الكريمة الرحبة طريق الله عز وجل التي تتسع للخطائين وغير الخطائين تتسع لرجل قتل مائة رجل ثم تاب أو نوى التوبة فغفر الله له، تتسع لبغيٍ سقت كلباً يلهث فغفر الله لها، تتسع لرجل لم يعمل حسنة قط إلا أنه كان يرحم أهله فاتسعت له رحمة الله عز وجل، ضيقوها وأخرجوهم عن هذا السبيل (وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) وهو فقط الموحد والمسلمين كلهم كفار وتسمعون ما يفعلونه في العراق وما فعلوه في الشيشان وغيره قتلوا الناس بقروا بطون الحوامل قطعوا الألسنة خزقوا العيون أحرقوا المساجد على أهلها أحرقوا المصاحف ويدعون أنهم إنما ينصرون الإسلام. هذا من سنن الله في خلقه إذا أراد الله عز وجل أن يبني نهضة للأمة جديدة وأن يخرجها من وهدتها يهيئ لها مثل هؤلاء ليوقظوها يذهب هناك ضحايا رب العالمين سبحانه وتعالى قال (ليتخذ منكم شهداء). حينئذٍ يتخذ الله شهداء من هذه الأحوال ويكون هؤلاء الشهداء هم الوقود الذي يوقظ الأمة من جديد لكي تعود إلى مجدٍ قادمٍ عظيم. فإذا رأيت الأمة تبتلى بما ابتلي به المسلمون في عصر الخوارج من تقتيل وتشريد فاعلم أن وراءها نصر وقد حدث وإذا رأيت الأمة اليوم تقطع أوصالها ويقتل علمائها وتشرد عن ديارها وتتهم بالباطل وتتألب عليهم الأمم (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها) إذا رأيت ذلك فاعلم أن وراء هذا الإعصار صحواً جميلاً عظيماً وعصراً زاهراً وهذا ما نتوقعه بأقرب مما تتصورون. ولهذا هذا الدين حرم عليكم القنوط واليأس أبداً. القنوط واليأس من الكبائر العظيمة إياك أن تقنط من رحمة الله عز وجل حينئذٍ هذا الوضع المتردي الذي نحن فيه بشائر خير ولولا وخز الإبرة ما استقام الثوب، كل مريض لا بد أن يوخز لكي يشفى، وكل أرض لابد أن تقلب بالقوة لكي تُثمر وهكذا هذه الأمة الآن تُحرث في كل مكان تتساقط فيها الفئويات والحزبيات والدعاوى والذرء هذا الذي تراه متسربلاً بلباس الدين وهو ذئب كاسر وهو مليءٌ حقداً وكراهية هذا سيزول قريباً لكي تصفو الأمة وتشرق شمسها عن يومٍ عظيم. كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ويصلي إلى القبلة هو أخوك تحت أي عنوان كان ويحرم عليك دمه وماله وعرضه وإلا مهما قلت ومهما ادّعيت إذا ولغت بقطرة دمٍ من دماء المسلمين فاعلم أنك هالك كما قال تعالى ( وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ) ويقول (حَتَّى إِذَا جَاءَنَا) يوم القيامة فهو كيف فعل هذا؟ هذا خارجي وهذا رافضي وهذا وهابي وهذا قاتل وهذا مُرجعي وهذا قدري أشكال في التاريخ هنالك شخص واحد علمهم وتزين لهم بزي الصلاح وهو لا يحسن أن يقرأ آية يوم القيامة يقول له (يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) لكن بدون فائدة (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ) حينئذٍ هذا الذي يعشُ عن ذكر الله كلمة يعشُ كلمة عظيمة في كتاب الله وما جاءت إلا هنا (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ) أي الذي لا يقرأ القرآن بتدبر، لا يسأل عالماً، والذكر هو العلم (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ (45) العنكبوت) العِلم، فالعلم سيد الموقف (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (9) الزمر) وإذا رُفِع العلم من صدور الرجال فهو في نهاية الزمن. حينئذٍ نقول إن هذا الوضع الذي نحن فيه هو يعشُ عن ذكر الله فإذا عشى عن ذكر الله فإنه لا بد أن يخدعه قرين حيث يخرجه من السبيل إلى ضيق الحياة وإلى أن يقتل المسلمين ويكفّرهم ثم يذهب بالذرء كما قال تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿179﴾ الأعراف) وهذه الآية في القرآن تقول (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿100﴾ التوبة) فأنت كيف تلعن شخص الله قد رضي عنه؟ ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿93﴾ النساء) كيف تقتل عالم جليل وتدعي أنه مشرك؟ هذا مكر الله أصابهم مكر الله عز وجل (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴿99﴾ الأعراف).

إذاً هكذا هي العين العشواء التي لا ترى الشمس وحينئذٍ عندما لا ترى الشمس لا بد أن تغرق في الظلام من أجل هذا إن شمس هذا القرآن الكريم واضحة وحينئذٍ الله تعالى قال (لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿29﴾ ص) وقال (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ (43) النحل) أما أن يقرأ شخص أحمق أو جاهل أو مدسوس ولو تعرف أن وراء كل حركة من هذه الحركات شخص من أعداء هذه الأمة جاء دسيساً ففرّقها فرقاً. وحينئذٍ لماذا أنت تنساق وأنت أمامك الشمس لأنك لا ترى الشمس فعينك عشواء. هذه العين العشواء هناك لها كما قال تعالى لها قرين وأنت لو تتتبع كل هذه الفرق التي قتلت المسلمين شر قتلة تقطيع الأوصال والتاريخ مليء ما من فرقة من هذه الفرق الضالة إلا اتخذت القتل سبيلها وبين المسلمين وحدهم تقطيع أوصال ،خرق عيون بالسهام والسمل والآن بالدريل وهو حي تخرّق عيناه ثم يلقى في الزبالة وتنسف المساجد الآخر يذبحهم ذبح الخروف لأنهم مشركون وهو وقسم كبير منهم لا يصلون وقسم منهم يرتكب كل المحرمات تزيأ بهذا الدين وبدأ يقتل الناس يريد منهم نقود كثيرة وإتاوات ويختطفهم وهم من أسوء خلق الله ويدعون بأنهم مسلمون. حينئذٍ هؤلاء هم الذين قال الله تعالى فيهم (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ) وهؤلاء مسلمون وليسوا كفار فالكفار طمس (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي) هم كافرين أصلاً أما الآية (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ) فهي عن المسلمين (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) شيطاناً إنسياً (وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿37﴾ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿38﴾ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ).

ننتقل إلى العين الأخرى وهي العين القاتلة (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ) هذه من اللامعقول والكون مليء باللامعقول وطبعاً اللامعقول صار الآن معقولاً. الآن العلم يثبت أن في العين إشعاعات عظيمة هذه العين هذا المخلوق الذي رب العالمين سبحانه وتعالى جعله من علامات قدرته العظيمة (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ (78) النحل) فالأبصار هذه من معجزات الله سبحانه وتعالى على خلقه ومن علامات وحدانيته وقدرته. هذه العين لا نزال نحن في غموض كبيرٌ عنها العلم الحديث يقول بأن بعض العيون تصدر إشعاعات يمكن إذا ركزت على حديدٍ تجعله ينطوي، على مروحة في السقف تجعلها تتلوى، على رجلٌ يعجبك فتقتله كما قال المصطفى عندما قال أحد الناس عن رجل رأوه والله ما هذا الجسد الأبيض؟ فخر مريضاً فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم (لِمَ يقتل أحدكم أخاه هلاّ برك). هنا يأتي دور الذكر هذه الآية تنطبق على كثير من الحالات (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ) والذكر كما تعرفون من الكلمات المشتركة فالذكر أنواع ذكر لساني وهو التسبيح والاستغفار، ذكر قلبي وهو الخشوع والتأمل في الكون والذكر العقلي وهو العلم وذكر القرآن الكريم وقد تكلمنا في حلقة ماضية عن فلسفة الذكر وتخرج بنتيجة من ذلك أن الكون هذا كله هو عبارة عن ذكر الله عز وجل (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴿44﴾ الإسراء) وبالتالي من أنت؟ فلا بد أن تُسبِّح الله عز وجل وأخبرني أحد العلماء التونسيين عن تجربة أجراها أمامي صنع جهازاً يمر به الماء هذا الجهاز يقرأ القرآن على الماء ويكون في جانب والجانب الآخر ماء غير مقروء عليه آثار وتجارب تدل على أثر أن تقول بسم الله الرحمن الرحيم عندما تشرب أو تأكل أو عندما تدخل منزلك وتقول بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أن تذكر الله في كل أمر، في دخولك وخروجك من البيت، دخولك وخروجك من المسجد، قبل الطعام بعد الطعام عندما ترى أية من آيات الله في الكون كل الأوراد المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء في الكتاب والسنة لرأيت عجباً. والقرآن الكريم يحدّثنا عن الذكر فسيدنا موسى عليه السلام ما أن قال (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴿24﴾ القصص) حتى اغتنى وتزوج وأمِن بعد خوف بهذه العبارة وما أن تقول إن لله وإن إليه راجعون إذا أصابتك مصيبة إلا انصب عليك الصبر والعزاء والأجر صباً. وهكذا كل أنواع الذكر في الكتاب والسنة لو تعرف آثارها – ومن سنن الله أنك لا ترى آثارها – لكن عليك أن تكون حصيفاً (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) والعلماء العاملون ليس العلم فقط بجمع المعلومات العالِم لا يكون عالماً إلا إذا عمِل بعلمه ما عداه قارئ القراء والرسول صلى الله عليه وسلم قال (أكثر منافقوا أمتي قرائها) ونحن لسنا علماء لكن نحن قراء. وحينئذٍ كن أنت عالماً بآية أو آيتين بمسألة عليك أن تعمل بها تصبح عالماً. حينئذٍ هذا الذكر الذي يقيك شر العين القاتلة. وباب العين عجائب لو تستطيع أن تبقى فيه أسبوع ولا تنتهي ماذا يمكن أن تفعل هذه العين؟ هناك عين كالنظرة تقلب سيارتك، نظرة تقتلك، نظرة تعمي عيني ولدك، نظرة تقتل حصانك، نظرة وبعيني رأيت هذا أمامي سقط جزء من البيت لا يُسقطه مدفع سقط أمامنا لأن أحد الموجودين عينه قاتلة وهو يعرف أن عينه تصيب وقال هذا أنا فصاحب البيت قد دعا الناس على وليمة وفعلاً البيت كان جميلاً فهذا الشخص- صاحب العين القاتلة- ما أن رأى هذا سقط ركن منه لا يسقط بمدفع. وحينئذٍ هذا الباب الواسع يبطله أنك إذا رأيت شيئاً أعجبك قل (تبارك الله) فقط (بارك الله لصاحبه) بهذا الذكر ينتهي عمل العين.

سؤال من إحدى المشاهدات تسأل عن كلمة النزغ إذا كانت من أمراض العين؟ النزغ من أمراض القلب.

إذاً نحن في هذه العين والآن حقيقة الآن في هذا العصر يبتلى بها الناس كثيراً ومع ذلك لم تلق حظها ونصيبها من الرعاية والانتباه في حين هناك شيء لا يقع كثيراً أخذ من الناس ما أخذ مثل موضوع السحر كل من رأسه يؤلمه أو لم يحصل على وظيفة أو لم يكسب مالاً لمدة أسبوع أو أسبوعين فوراً يتبادر لأذهانهم السحر وأنه معمول لهم عمل وأنهم مسحورين وهذا كله دجل وخداع. نعم السحر موجود لكن ليس مسيطراً على هذا الكون تقع حالة أو حالتين ومؤقتة (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴿69﴾ طه) (مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴿81﴾ يونس) كل من فيه مشكلة نفسية أو اقتصادية أو وظيفية أو أسرية يقال له أنت معمول لك عمل وطبعاً هذا أصبح مضحكاً ومخزياً ولا يليق بأمة محمد هذه الأمة العاملة (قل ربي الله ثم استقم). وحينئذٍ والله لو أخلصت النية وقُدِّم لك السم فقلت اللهم إني أتوكل عليك بطريقة معينة من التوكل الحقيقي لما ضرّك كما فعل سيدنا خالد وغيره. حينئذٍ العين قاتلة وعلى كل واحد منا أن يكون دقيق النظر والانتباه إلى عينه، هل حدث أنه أعجب بشيء سواء كان ولداً أو فرساً أو سيارة أو بناءاً أو بيتاً أو قصيدةً أو موقفاً فأعجبه وشعر بأن قلبه خفق هل حصل سوء لذلك الشيء؟ حينئذٍ عليك أن تنتبه أن لك عينين قاتلتين فعليك أن لا تكون مبحلقاً في أشياء الآخرين.

سؤال من إحدى المشاهدات عن الآية (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿22﴾ ق)؟ هذه إيجابيات. نحن تكلمنا عن أمراض العين وفي حلقة قادمة علينا أن نتكلم عن إيجابيات العين ورب العالمين تكلم عن إيجابياتها عجباً كما في قوله تعالى (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿22﴾ ق) وهذه اللقطة في البرزخ عندما يموت الإنسان من ساعة الإحتضار وقبل أن نصل البرزخ وأنت بالاحتضار (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ الواقعة) لا يزال هنالك نفس لكنه غائب عن الوعي الآن لأنه مع الآخرة من تلك اللحظة المجنون يفيق والطفل يكبر والجاهل يصبح عالماً يتربى عقلك وروحك تتربى وتترقى في البرزخ ترقياً هائلاً لكي تكون روحك صالحة لذلك الجسد العملاق القادم الذي لا يمكن لعقولنا أن تدرك إيجابياته وميزاته. جسد هائل لا يموت ولا يمرض ولا ينام ولا يجوع ولا يعطش جسد ثلاثين متر فيه من الجماليات ما فيه حينئذٍ في هذه الفترة (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) بصرك أي ترى كل شيء فالإنسان عندما يموت كل شيء واضح أمامه، كل شيء عالم الدنيا وعالم الآخرة.

سؤال من إحدى المشاهدات عن وسائل الحماية من العين القاتلة؟ للحماية من العين القاتلة أولا ترقي نفسك بالمعوذات وإذا كان لديك ولد أو بيت ولو تعرفون آثار الذكر في كل شيء فهنالك فرق هائل بين شخص يأكل ولا يُسمّي وآخر يُسمي قبل أن يأكل. فرق خيالي والعلم يثبت هذا اليوم وبالتالي اذكر الله على كل حالة إذا كان لديك سيارة جميلة، بيت جميل، ابن جميل دائماً حصّنه والنبي صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله كان يحصن نفسه بالمعوذات يقرأها على يديه ثم ينفث فيها ثم يمسح بها وجهه ولما كان مريضاً طلب من السيدة عائشة رضي الله عنها أن تفعل ذلك فكانت تمسك يده الشريفة وتمسح بها رأسه ووجهه. فالرقية حق والرقية جائزة بالفاتحة، بكثير من الآيات وليكن معك كتيب عن الأذكار كل حالة كل جزئية كل حركة لها ذكر مأثور وسوف ترون أن هذا الذكر عجيب (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) لكي يبعدك رب العالمين عن كل هذه الآفات وأنتم تلاحظون 99% من هذه الأمة بعيدة عن هذه الوساخة، لا يقتلون أحداً، لا يحرقون مساجد، لا يكفّرون أحد، كل من يقول لا إله إلا الله مقبول بالمحبة يحبون الخطائين لكي يهدوهم الخ من أجل هذا عليكم بذكر الله (وذهب الذاكرون بكل خير) وأسأله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين وأن يقينا شر هذه البدع والضلالات والزيغ والقتل وكراهية المسلمين والولوغ بدمائهم وأن نلقى الله وليس في رقابنا قطرة دمٍ لمسلم.

بُثّت الحلقة بتاريخ 8/6/2007م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها