الحروف في القرآن الكريم, حرف اللام

حرف اللام – منظومة اللعن (لعن)

اسلاميات

منظومة  اللعن

اللعن–السب – اللوم – الذم – الذأم – الطعن – التقبيح – الرمي – القذف –

ها نحن في حرف اللام وفي هذا الحرف أخذنا معظم كلماته سابقاً وعندنا في هذه الحلقة كلمتان في هذا الحرف كلمة اللعن وكلمة اللوم وهي من منظومة السب والشتم واللعن وإلخ وكلماتها التي تتجحفل معها في كتاب الله عز وجل هي اللعن واللوم والذأم والذم والسب والطعن والتقبيح والرمي والقذف وكلمة اللعن هي كلمة الباب واللعن هو رأس هذه المنظومة وأشدها أثراً وخطورة فكل من يلعن تنزع بركته ويتعثر أمره ويطرد من رحمة الله عز وجل والشقاء فيه مقيم سواء كان فرداً أو شعباً أو جماعة أو أمة.

اللوم: إبداء عدم الرضى عن فعل لم يكن متوقعاً من فاعله يعني رياضي بارع وإذا به يكبو فيلومونه كيف تفعل هذا وأنت الرياضي العظيم، إمرأة رئيس الوزراء تعشق عبداً من عبيدها (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30)) (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ (32) يوسف) كيف يصدر منها هذا الفعل؟. (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (29) الإسراء) أنت رجل عندك مال فلماذا تبذره؟ الناس يلومونك على هذا عندما تصبح فقيراً بعد غنى. (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) القيامة) التي تلومك وأنت التقي النقي عندما تذنب ذنباً خفياً تلومك وتبقى أياماً تنوح ونفسك تقرّعك كيف فعلت هذا؟. اللوامة أنت رجل فاضل لكنك كبوت في ذنب من الذنوب فتلومك نفسك هكذا هو اللوم عندما يقع منك فعل لا ينبغي أن يقع من أمثالك.

الذم: كل فعل ممدوح إذا ارتكبت عكسه فهو مذموماً الكرم ممدوح فعندما تكون بخيلاً هذا ذم، الشجاعة ممدوحة فإذا كنت جباناً فأنت مذموم، الحلم ممدوح فإذا كنت عصبياً وغضوباً فأنت مذموم. وهكذا الأفعال والأشخاص وكل شيء يحبه الناس مما يمتدحونه إذا ارتكبت عكسه فأنت مذموم فالذم أن يقع منك شيء على خلاف الفعل الممدوح. سيدنا يونس نبي (لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) القلم)، (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً (22) الإسراء) (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18) الإسراء) كل شيء عكس الممدوح إذا قرّعك الناس يسمى هذا ذماً. هذا الذم عندما ترتكب شيئاً عكس الفعل الممدوح، أنت بخيل لست كريماً، أنت خائن لست عفيفاً وغضوباً لست عفيفاً، جاهلاً لست عليماً.

الذأم: (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا (18) الأعراف) ذم زائد نفي وهذا من دقة اللغة في القرآن وهي لغة أعجوبة لغة ندل على المعنى بالحرف، كل تغيير بالمعنى واحد ارتكب جرماً ذمّه الناس لأنه بخيل أو جبان أو خائن وواحد ذمّه الناس فطردوه. عندنا في الزنا غير المُحصَن إذا زنى يُجلد مائة جلدة ويُغرّب عاماً جلد وتغريب أو يدوّر من الديرة هذا ذأم عندما يتبع الذم تغريب أو نفي أو تدوير أي إبعاد عن الديرة يسمى هذا ذأماً لأن الذأم أي الرعب، يجلد مائة جلدة ويقال له لا تأتي إلى الديرة عاماً هذا يثير الرعب وهذا يسمى ذأماً وهكذا قال تعالى عن إبليس (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا) ذم الله تعالى ابليس على فعلته ثم طرده من الجنة فهذا ذأم والذأم يشمل الذم والطرد.

السبّ: عندما تدعي عدم صلاحية الشيء لأن فيه عيباً. تقول هذه سيارة لا أريدها لأن فيها عيباً الشيء الفلاني، يسمى هذا سبّاً. رجل يخطب امرأة ثم تتركها وتقول فيها عيب ما. فالسب عدم الركون إلى الشيء لبيان عيبه. ولهذا أنت كموحد عندما ترى ناساً يعبدون أصناماً تقول ما هذه الأصنان لا قيمة لها هذا يسمى سبّاً ومن دقة القرآن قال (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ (108) الأنعام) عندما تدعي بطلان الأصنام لأن فيها عيباً عندها سيسبون الله تعالى إذن ترفّع عن سبهم. واحد يقول هذا الحاكم جيد لكنه خائن، صحابة كرام هناك من يسبهم كل هذا يسمى سباً فالسب إذن بيان بطلان شيء في اعتقادك لأن فيه العيب الفلاني يسمى هذا سبّاً.

الطعن: هو السب إذا وصل إلى حد أن يثير حرباً. كل سب إذا أدى إلى حرب يسمى طعناً (وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) التوبة) لم يقل سبوا أو نكثوا أيمانهم وسبوا وإنما قال طعنوا أي حرب، ما أن تسمع كلمة طعنوا إلا ووراءها حرب. هكذا يستعمل رب العالمين الحرف العربي بهذا الإعجاز الذي لا يختلف في مسألة واحدة. وسمي الطعن لأن اللسان أمضى من السيف فأنت قد تحتمل طعنة الرمح في جسدك تتعالج لكن لا تحتمل الطعن في سمعتك أو سمعة امرأتك أو أمك أو عشريتك وكا يقول المثل: جراحات السنان لها التئام ولا يلتئم ما جرح اللسان، فاللسان يطعنك أكثر من طعنة السيف. ويسمى طعناً لأنه يثير اضطراباً. إذا طعن أحدهم في دينك يثير اضطراباً كما في العصر الحديث حدثت كثير من الحروب وقامت قيامة العالم الإسلامي وهذا يؤدي إلى حروب باردة هذا يسمى طعناً (وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ)

الرمي والقذف: إذا رمى أحدهم امرأة أو رجلاً بالزنا فإن كان قريباً منها أبوها، أخوها، عمها، من حارتها، من أتباعها يسمى رمياً (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ (6) النور) فإذا كان بعيداً سمع بها يسمى قذفاً (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (53) سبأ) فالقذف إذا كان اتهاماً بالزنا من شخص بعيد عن المقذوفة وبالتالي هذا نوع من أنواع السب والشتم لكن بالزنا خصوصاً. لا يسمى رمياً أو قذفاً إلا إذا كان بالزنا. هذا الفرق بين الرمي والقذف.

التقبيح: (وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) القصص) عندما تشتم الثاني بما هو مقزز بحيث يجعلك تنعدل عنه ولا تقربه فلان به سُلّ أو إيدز أو فلان لوطي لا أحد يمشي معه ويبتعدون عنه. كل سبّ بما يقزز في أعراف الناس بحيث يجعل الناس يتقززون منه ويبتعدون عنه يسمى هذا تقبيحاً يقال قبح الله وجه فلان كما قال تعالى عن فرعون وقومه (هم من المقبوحين) لأن هذا من الذين اتخذوا القتل سياسة وفي التاريخ الإنسانس كل من يتخذ القتل سياسة الناس يبتعدون عنه، الفتوة أو القاتل المأجور لا يسلم عليه أحد وهذا القاتل كل عمله باطل يزهد فيه الناس ويقشعرون منه ولا يسلِّم عليه أحد ولهذا يصبح إنساناً كريهاً ويسمى هذا مقبوحاً ففرعون يقتل أبناءكم ويستحي نساءكم قتل الدنيا كلها ففي الدنيا مقبوح وفي الآخرة مقبوح لأن المقبوح يصاب بالنحس فلا ترجو له صلاحاًً. اللعن هو أقصى المنظومة قد يسبك أحد أو يشتمك أو يلومك كل هذا محتمل أن تتوب منه لكن متى ما لُعنت فقد انتهيت فاللعن مصيبة المصائب. إذن سواء كان فئة أو جماعة أو شعب أو دولة استعملت القتل الاتحاد السوفياتي بقدر ما قتل المسلمين وأباد شعوباً في سيبريا غنتهى نهاية الكلاب لم يعد أحد ينتسب إليه أو يردد فلسفته لأنه قاتل وهكذا فرعون وكذلك الخوارج قديماً وحديثاً هكذا القتلة في العصور ينتهون نهاية بائسة الكل يتبراً منهم الكل يبتعد عنهم لا يسلم عليهم أحد فهم مقبوحون، فالتقبيح هو أن تذكر إنساناً بما يتأبى عنه الناس بحيث يعتزلونه ويصبح مقززاً لا تستسيغه النفوس الطبيعية.

هناك كلمتان في المنظومة لم تستعملا في القرآن لكن وردتا في الحديث وهما الشتم والهجاء. الهجاء عندما أشتمك شعراً، كما في الحديث (اللهم إن فلاناً هجاني فاهجُهُ) والشتم يتعلق فقط بالوجه إن كان قبيحاً دائماً قبيح ووجهه مكشر ذائماً تراه يكاد ينفجر غيظاً ووجهه قبيح جداً كما قال الحطيئة عن نفسه:

أرى لي وجهاً قبّح الله شكله           فقُبِّح من وجه وقُبِّح حامله

فالشتم خاص بقبح الوجه.

خلصنا من المنظومة التي هي اللعن، الطعن، الذم، الذأم، اللوم، التقبيح، السب، الشتم، القذف، الرمي هذه هي منظومة اللعن وكل واحدة ترسم صورة أو زاوية في المعنى: الشتم خاص بالوجه، السب بطلان الشيء، قذف يقذف امرأة بالزنا من قريب، والرمي من بعيد واللعن هو مصيبة المصائب والملعون مطرود من كل خير.

اللعن: من الله هو الطرد مع المنع من الخير إذا لعن الله قوماً فلم يصيبهم خير لا في الدنيا ولا في الآخرة وإذا كان اللعن من الملائكة أو النبيين أو الناس (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) البقرة) ربما يكون له توبة لكن في الأرجح ليس له توبة وإذا كان اللعنة على شيء أو حيوان إذا قال لعنة الله على هذا البعير لا بد أن تلقى ولا تؤكل لأن فيها ضرر عجيب وإذا لعن أحدهم سيارته عليه أن يتركها لأنه لن يصلح شأنها وكل ملعون لا ينبغي أن يبقى في مكانه وإذا صدرت اللعنة من إنسان لا بد أن تصيب إما اللاعن أو الملعون، إذا قال أحد لعنة الله عليك تذهب اللعنة إلى سابع سماء ثم تعود فإذأ كان الملعون يستحقها تصيبه وإذا كان مظلوماً ترجع إلى اللاعن وهذا هو الفرق بين لعن الله عز وجل الذي يصيب الملعون حتماً أما لعن غير الله عز وجل مثل لعن الناس (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) الملائكة والرسل معصومون وفي الغالب تصيب الملعون نحاسة وتعسير ولا ييسر أمره بشيء ويبقى منحوساً إلى أن يموت ويبقى اللعن بين الناس هذه يبقى لها طريقان: كل من يلعن إنساناً تذهب لعنته إلى السماء السابعة ثم تعود فإذا وجدت طريقها إلى الملعون لأنه يستحق ذلك ولأنه ارتكب فعلاً يُلعن صاحبه تبقى على الملعون ولا شيء على اللاعن وإذا كان الملعون لا يستحق اللعن تعود اللعنة على اللاعن ولذا جاء في الحديث ليس المؤمن طعاناً ولا لعاناً، لا تطعن الناس بأعراضهم ولا تعلنهم. إلعن من لعنه الله (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) المائدة) الذين أشركوا وليس كل بني إسرائيل أما الموحدون فهم على الشرع فإذا لعنتهم فأنت لعنت من لعنه الله عز وجل، أما أن تعلن إنساناً لم يرتكب فعلاً يستحق اللعن فسوف يعود إليك كالاتهام بالشرك الذي شاع الآن والحديث المتفق على صحته: إذا قال الرجل لصاحبه يا كافر يا مشرك رجعت إليه فحار بها أحدهما” الرسول r يقول لا أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، هذه الأمة موحدة، ترجع إلى هذا اللاعن وإلى هذا المتهم للأبرياء فتراه كريهاً بائساً ناكراً لوالديه لا خشوع ولا عين تدمع ولا قلب يخشع ويظهر عليه غضب الله ونقمته في الدنيا والآخرة والملعون في الدنيا ملعون في الآخرة. إذن اللعن هو الطرد مع المنع من الخير إذا كان اللعن من الله عز وجل والسب مع الدعاء عليه إذا كان اللعن من البشر. إذن صار اللعن سبٌ مع طرد من رحمة الله ونعمته فتراه منحوساً وهذه مجرّبة. إذا لعن أحدهم بيته أو سيارته أو دابته ترى هذا الملعون اختلف حاله.

خلصنا من المنظومة اللعن التي هي اللعن  الرمي القذف هذه هي منظومة اللعن والسب وكل واحدة ترسم زاوية  رمي من بعيد، واللعن الذي هو مصيبة المصائب والملعون مطرود من كل خير.

الملعونون في الكتاب والسُنّة:

نستعرض بعضاً ممن لعنهم الله سبحانه وتعالى ثم نتكلم في السُنّة. من الذين لعنهم الله تعالى في القرآن:

الذين ينقضون العهد من بعد ميثاقه إذا عاهدت قوماً فلا تنكث لأن الناكث ملعون (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً (13) المائدة). (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) الرعد) عندما تبرم عهداً مع إنسان عليك أن تفي به وهذه من علامات المؤمنين ومن مصائب اليهود في التاريخ كله أنهم لا يفون بعهد (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (100) البقرة). إذن كل من ينقض العهود فهو ملعون وانظر حال من نقض عهداً قد يكون غنياً لكنك تراه يبعثر ماله وتصيبه اللعنة وتصير كل أموره عسيرة على خلاف الذين يوفون بالعهد (وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ (91) النحل).

الذي يقتل المؤمن على إيمانه، القصاص قتل النفس بالنفس (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ (45) المائدة) والقصاص يمحو الخطايا السيف محّاء للخطايا كما في الحديث إذا قتلت شخصاً ثم حكم عليك بالاعدام تلك كفارتك ولا شيء عليك لكن الكلام إذا قتلت مؤمناً بسبب إيمانه كما هو الحال في جميع أنحاء الأرض من ابني آدم إلى يوم القيامة (أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ (28) غافر) هذا يحدث في كل الدنيا الخوارج قتلوا نصف الصحابة والآن هناك من يقتل الصالحين والمؤمنين علناً على أن هذا مبتدع أو مشرك ويقتله ثم يذهب ليصلي هذا ملعون (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) النساء) هكذا هو وملعون كل من يقتل رجلاً يشهد أنه لا إله إلا الله فهو ملعون في الدنيا والآخرة وفي الآخرة خالد في النار والقضية في غاية الخطورة كما في الحديث  لا يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً، وأي دم حرام أكثر أن تقتل رجلاً على إيمانه!

الذين يؤذون الله ورسوله الأذى باللسان والضرر باليد هناك من يتطاول على الله عز وجل ورسوله وهناك شعوباً عربية مثل العراق يشيع على ألسنتهم سب الله والرسول والدين، هم إذا سبوا قبراً تقوم الدنيا ولا تقعد والله تعالى يُسبّ علناً ويسب الرسل والصحابة والتابعين انظر ماذا يجري في حالهم منذ أن فشت فيهم هذه الآفة لذا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لما جاء العراق ومرّ ببابل ما صلى العصر فتهامس اثنان قالا علياً ما صلى فقال عليّ انظروا إلى هذين الذين يذكرون علياً بصلاة العصر ألا تعلمون أن هذه بابل وأرض بابل ملعونة وق لعنها النبي r ولا تصح الصلاة في الأرض الملعونة فلما تجاوزها صلّى. وهناك شعبان آخران في المنطقة العربية يتساهلان في سب الله تعالى والرسول عندهم نفس الفتنة والبلاء والمصائب فعلى هذه الشعوب التي دأبت على سب الله ورسوله والدين عليها أن تقلع وأن تربي أولادها على أن هذه فاجعة عظمى وأنها ردّة، سب الدين والمزاح مع الله أو مع النبي رِدّة (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) التوبة) آية أوضح من الشمس فتأمل في شعب مرتد وهو يظن أنه مؤمن أي مصيبة هذه؟ّ على كل أب من هذه اللحظة أن يحذر أولاده الذين يلعبون في الشارع من سب الله أو سب النبي بكلمات بذيئة الكبار والصغار عندما يختصمان يسب أحدهما رب الآخر وهذه نتائجها التي ترونها فكل الشعوب المبتلاة بالحروب والقلاقل كلها مما شاع فيها سب الله ورسوله (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) الأحزاب) كبني إسرائيل حيث شردوا وضاعوا وتاهوا وجاءتهم المصائب (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ (167) الأعراف). هذا اللعن فاللعن نحس عظيم إذا نزلت بك لعنة الله عز وجل. (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ (61) التوبة) (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ (64) المائدة) تسب الله وتسب الرسول وتسب الدين على لعب أو خلاف بينك وبين زوجتك هذا ملعون وإذا لُعِن انتهت حياته في الدنيا والآخرة وهو مرتد على الدين ويموت كافراً وبإجماع المسلمين إذا قلت نكتة على الله تعالى أو الرسول r يُقتل ولا تقبل له توبةـ ويقتل إن تاب أو لم يتب وهذا أصبح مستشرياً في الدول العربية وهو مصيبة.

اليهود والنصارى الذين يتفنون في الكذب على المسلمين واتهامهم شتى التهم الباطلة (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً (51) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) النساء) بعض فرق اليهود والنصارى في التاريخ كانوا يقولون أن الذين يبعدون الأصنام أكثر صواباً من المسلمين ويحترمونهم أكثر من المسلمين، هؤلاء ملعونون

من الذين يلعنون الذين يقطعون أرحامهم وهذه مصيبة المصائب (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) محمد) الرحم متعلقة بالعرش يقول الله عز وجل ألا يكفي أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك” من كانت له رحم وقطعها فهو ملعون ولينظر إلى حاله، “من أحب أن يزاد له في رزقه وينسأ له في عمره فليصل رحمه” قاطع الرحم من الملعونين.

من الملعونين في كتاب الله عز وجل كاتمو العلم ” من تعلم علماً فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة” وكما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) البقرة). وللعلم من ضمن كتم العلم أن يستفتيك رجل من المسلمين له مشكلة فتلزمه مذهباً معيناً وأنت تعلم أن له حلاً في مذهب آخر كأنك وضعت المذهب مقام الدين، الدين دين الله ودين رسوله ولهذا السنة متعددة. مثلاً واحد طلق زوجته أنت طالق طالق طالق أنت من مذهب يقول هذه ثلاث طلقات وهناك مذهب يقول هذه واحدة وعليك أن تقول له أنه هذا في المذهب هذا ثلاث طلقات طلاق بائن وفي مذهب آخر هذه مرة واحدة الله تعالى قال (الطلاق مرتان) لم يقل اثنتان (طالق طالق) هذه واحدة، مرتان أي مرة اليوم ومرة قبل، هذا رأي صحيح وهذا رأي صحيح وأنت إختر لك واحدة وأنت حر واختر الرأي الذي يحل مشكلتك. اختلاف الفقهاء ليس اختلافاً وإنما هو وجهة نظر ثانية تضاف إلى وجهة نظر الأولى لكي تحل مشاكل المسلمين، أنت عينك تؤلمك تذهب إلى طبيب لم يشفيك فتذهب إلى غيره لكن لا يجوز أن تقول لا يجب أن تذهب إلى طبيب غيره. من قال أن هذه المذاهب منزّلة؟ المذاهب ليست منزلة وأصحابها قالوا إننا نبرأ ممن يقلدنا يوم القيامة قالها الشافعي وقالها غيره وإنما هم أناس سئلوا فأجابوا. فأنت قل لهم هذا الرأي وهذا الرأي وكل علماؤنا كل واحد له رؤية، الشافعي من بغداد إلى القاهرة غيّر رأيه بالكامل وقيل لربيعة لم ى تكتب فتاواك قال كيف أكتبها وقد أغيرها بعد أسبوع والرسول r كان يفتي في المجلس الواحد بأكثر من فتوى بحسب حال المستفتي. أنت تلزم الناس بمذهب مالك فقط، الإمام مالك نفسه رفض أن يحمل الخليفة الناس على مذهبه وقال هناك مذاهب أخرى وكلها صحيحة ومن لم يجد شيئاً في مذهبي فليذهب إلى عالم آخر. جاء القراء ووعاظ السلاطين آخر الزمان وقالوا لا يجوز، واحد يقول لمست امرأة قل له عند فلان لا ينقض وعند فلان ينقض ولا تقل له هذا ينقض فقط. كل من يكتم عن الناس الفقه الصحيح بعتبر من الذين يكتمون ويعسرون وهو يخالف الكتاب والسُنّة.

قادة الفتنة (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) الأحزاب) كل الفتن التي تقتل الناس فيها قادة ووراءهم أتباع وميليلشيات فلان وفلان وهو لا يساوي نعلاً لا خلق ولا شرف ولا دين ولا أصل إنسان ساقط، هؤلاء قادة الفتن قال فيهم العنهم لعناً كبيراً وفعلاً كل من يقتل الناس ملعون في الدنيا والآخرة.

أهل القذف والرمي: ما أشقى من يقذف امرأة ولو كان صادقاً والأولى أن يستر وإلا يأتي بأربع شهداء يشهد أن ذكر هذا دخل في فرج هذه من يفعلها أمام الناس؟  رب العالمين يقول لك لا تورط نفسك اسكت ولا تفضحها إلا أن تأتي بأربع شهود شهاداتهم متطابقة أنه رأى ذكره داخلاً في فرجها وإلا تجلد أنت ولا تقبل لك شهادة ولا يعد لك وضع اعتباري ويا لها من عقوبة حينئذ قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) النور) كل من يقذف امرأة بالزنى أو يرميها بالزنى فهو ملعون في الدنيا والآخرة وجرب إذا سمعت رجلاً قذف امرأة سواء كانت زوجته أو غيرها إذا قذفها وهو كاذب انظر إلى حاله وسينتقم الله تعالى منه بحيث تصيبه لعنة الله ويصبح منبوذاً لا يقترب منه أحد.

الملعونون في السُنّة:

“لعن الله من لعن والديه” أنت تسب والدي أحدهم فيسب والديك فأنت تسببت في سب والديك ولعنهم فأنت ملعون.

“لعن الله من وسم حيواناً” البعض يضعون علامات بالنار على وجوه الحيوانات بالسيخ المحمي.

“لعن الله من ادعى إلى غير أبيه”

” لعن الله من ذبح لغير الله” كما هو شائع الآن هذا كله ملعون وهذا لا يؤكل لأنه شرك وهو من الميتة وفاعله ملعون

” لعن الله من عمل عمل قوم لوط”

“لعن الله من كمّه الأعمى عن السبيل” من باب الضحك والمزاح يتيه الأعمى ويضيعه في الطريق.

“لعن الله آكل الربا”

“لعن الله من لبس لبسة المرأة” كما يحصل الآن النساء تلبس ملابس الرجال والرجال يتشبهن بالنساء ويضعن الأقراط في آذانهم وغيره.

“لعن الله الخمر بكل مجتمعها” ” لعن الله في الخمر عشرة” كل من له علاقة بها ويدخل في حكمها كل مسكر. “لعن الله من اتخذ ما فيه روح غرضاً” يتعلم الرماية على حيوان أو عصفور حتى يتعلم كيف يصيد

” لعن الله من مثل بالحيوان”

” لعن الله النائحة والمستمعة”

“لعن الله المحلِّل والمحلَّل له”

“لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة”

” لعن الله من غيّر تخوم الأرض ولعن الله من سرق تخوم الأرض” هذه علامات المرور، سرقتها يتسبب بأن يتوه الناس في الأرض.

” إذا أصبحت المرأة هاجرة فراش زوحها لعنتها الملائكة”

” لعن الله من أشار إلى أخيه بحديدة” حرمة المسلم على المسلم عظيمة، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه من أفزع مسلماً أفزعه الله فكيف تخرق عيني مسلم بالدريل وكل من يخيف مسلماً مجرد إخافة فهو ملعون.

“لعن الله الراشي والمرتشي والرائش”

“لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، قلنا الأزارقة كلهم؟ قال بل الخوارج كلهم. أي كل من يقتل الناس يقول r: طوبى لمن قتلهم ثم قتلوه

” لعن الله الذين يشققون الكلام” أي يتقعر بالكلام.

هذا مجمل الملعونين في الكتاب والسنة وأخذناها باختصار واللعن عموماً قضية مشتركة بين الأديان السماوية جميعاً وكلها فيها أقوام ملعونين من الله والملائكة والناس فهي عقوبة مشتركة وعقوبة الدنيا ملازمة لعقوبة الآخر من حيث أن اللعن أقوى من الغضب لأن الغضب قد يكون وراءه رضى لكن اللعن مضطرد. وأثر اللعن في الأشياء لا تعد صالحة للإستعمال إذا لعنت دجاحة لا تؤكل وعليكم أن لا تلعنوا أحداً ولا تصاحبوا شيئاً ملعوناً.

سؤال من مشاهدة: هل كلمة الاستنساخ تدخل في المنظومة؟ لا تدخل مع المنظومة لأنها توثيق وليست سباً.

سؤال من مشاهدة: ألى أين تمتد الأرحام؟ الأرحام هم الذين لا يرثون منك كالعمات والخالات وبنات العم وبنات الأخ ما عدا الأصول والفروع كلهم أرحام.

سؤال من مشاهدة: ما جزاء من يلعن الصحابة أو الناس؟ اللاعنون يلعنهم الله، كل من يلعن مسلماً على إسلامه يلعنه الله. لعن الصحابة كفر وخاصة إذا كانوا من الأنصار والمهاجرين وأصحاب البيعة الرضوانيون شهد لهم القرآن فسبهم تكذيب للقرآن وتكذيب القرآن كفر. كذلك سب الإمام علي ردة وسب آل البيت كفر لأنه ردة. ما عدا هؤلاء الأصناف الأنصار والمهاجرين والرضوانيين وآل البيت يسموه فسق.

بُثّت الحلقة في 22/6/2007م