بسم الله الرحمن الرحيم <!– function FP_swapImg() {//v1.0 var doc=document,args=arguments,elm,n; doc.$imgSwaps=new Array(); for(n=2; n<args.length; n+=2) { elm=FP_getObjectByID(args[n]); if(elm) { doc.$imgSwaps[doc.$imgSwaps.length]=elm; elm.$src=elm.src; elm.src=args[n+1]; } } } function FP_preloadImgs() {//v1.0 var d=document,a=arguments; if(!d.FP_imgs) d.FP_imgs=new Array(); for(var i=0; i<a.length; i++) { d.FP_imgs[i]=new Image; d.FP_imgs[i].src=a[i]; } } function FP_getObjectByID(id,o) {//v1.0 var c,el,els,f,m,n; if(!o)o=document; if(o.getElementById) el=o.getElementById(id); else if(o.layers) c=o.layers; else if(o.all) el=o.all[id]; if(el) return el; if(o.id==id || o.name==id) return o; if(o.childNodes) c=o.childNodes; if(c) for(n=0; n<c.length; n++) { el=FP_getObjectByID(id,c[n]); if(el) return el; } f=o.forms; if(f) for(n=0; n<f.length; n++) { els=f[n].elements; for(m=0; m
التأخير–التأجيل – الإنظار – الإرجاء – الإملاء – الإمهال
منظومة التأخير تعني أن كل شيء تؤجله بعد أجله والكلمات التي أحصيناها في كتاب الله عز وجل هي التأخير (يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴿13﴾ القيامة)، التأجيل (وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا (128) الأنعام)، الإملاء (إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا (178) آل عمران)، الإنظار (قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿14﴾ الأعراف) والإرجاء (وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿106﴾ التوبة) هذه هي الكلمات التي تفيد تأخير الشيء إلى موعدٍ آخر. ولكل واحدة من هذه الكلمات زاوية تشير إليها الكلمة لا تشير إليها الكلمة الأخرى وبذلك ينتفي الترادف قطعاً من كتاب الله عز وجل وهذا ما لم يأخذ به المسلمون منذ أن جاء الإسلام وإلى هذا اليوم وكأنهم اتفقوا على أن القرآن فيه ترادف وهذه من عجائب هذا القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه وما من عصر إلا ويسخر الله سبحانه وتعالى من يبحث في هذا الكتاب العزيز ليجلِّي للناس شيئاً لم يكونوا قد ألفوه من قبل.
التأخير: هو تغيير النسق فأنت إنسان بالتسلسل على سبيل المثال كان دكتور نجيب أولاً ثم أحمد الكبيسي ثانياً ثم زيد ثالثاًً فنقوم نحن بتغيير هذا التسلسل فنجعل زيد هو أولاً ونؤخر نجيب إلى الآخر يسمى تأخيراً أي أن المقدَّم تجعله مؤخراً إذاً قضية تسلسل سواء كان بالوظيفة، بالدرجة، بالصلاة، فهنالك صلاة مقدّمة وأخرى ومؤخرة يقال السُنّة القبلية والسُنّة البعدية فمن أخر الصلاة عن وقتها، الصلاة لأول وقتها. حينئذٍ التأخير تغيير التسلسل من كان أولاً تجعله آخراً يسمى هذا تأخير مثل جمع التقديم وجمع التأخير ويقول تعالى (يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) أنت قد تقدم عملاً صالحاً أو تؤخره.
التأجيل: أنت تضرب للعمل أجلاً معيناً أنت ينبغي أن تأتيني في اليوم الفلاني إن لي عليك ديناً لا بد أن تسلمه إياي في اليوم الفلاني يسمى أجل، الموت له أجل معين ولذلك سمي الموت أجلاً. حينئذٍ (رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا (128) الأنعام) (وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ (99) الإسراء) جعل لهم أجلاً مستقبلاً فهو هذا الأجل الوقت المضروب يسمى أجلاً طبعاً. هذا الأجل وهذا التأخير قد يكون لدقيقة وقد يكون لمليون عام وقد يكون لسنة فهو غير محدد ولكن إذا كان حصراً أي أنت تؤجله مدة طويلة جداً يسمى إملاءً (إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا) ( وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ﴿46﴾ مريم) الأب يقول لابنه لماذا تسب في آلهتي؟ اهجرني ملياً حينئذٍ هذا الإملاء عندما يستمر العمر ويمتد ويطول يسمى إملاءً لأن المدة طالت (إن الله ليُملي للظالم) يعطيه مسافة طويلة جداً حتى إذا أخذه لم يفلته. (الشيطان سول لهم وأملى لهم) ولهذا الشيطان عندما يريد أن يجعل شخصاً يتمادى في المعاصي يُمنّيه بأن عمره طويل وأمامه سنين طويلة وأنه يستطيع أن يتوب ويصلي في آخر عمره وإذا به يموت في اليوم التالي (الشيطان سول لهم وأملى لهم) هذا الإملاء.
الإمهال: فيه نوع تهديد كشخص محكوم بالإعدام لا محالة فالقاضي رأى الشرطي يعتعت بهذا الرجل فقال القاضي لا أمهله على مهلك وبرفق لأنه سيُعدَم سيُعدَم ليس له مكان آخر يذهب إليه فعلى مهلك معه وفعلاً كل الدنيا عندما يكون هنالك شخص محكوم بالإعدام من ساعة الحكم إلى ساعة التنفيذ يدلل فيسألونه عن رغباته ويحترمونه ويضعونهم في مكان جيد لأنه معدوم معدوم (فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴿17﴾ الطارق) فهو سيذهب إلى جهنم سيذهب إلى جهنم فأنت لا تستعجل عليهم (إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا ﴿84﴾ مريم) هذا الإمهال (فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا) فالإمهال إذن هو التأخير برفق و هدوء.
الإنظار: هو التأخير أمام عينيك. مثلاً واحد رب عمل والعامل ما أنجز عمله فيقول له انظرني، ما يقول له أخرني ولا أمهلني ولا أجّلني، يقول انظرني يعني أنت تراقبني الآن وأنا أعمل أمام عينيك وسوف ترى كيف أنجز العمل. رب العالمين لما شاف إبليس عصى قال له خلاص أنت (﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿18﴾ الأعراف) فقال إبليس انظرني (﴿ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿13﴾ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿14﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿15﴾ الأعراف) هو أمام رب العالمين ما في واحد يلعب خارج أنظار رب العالمين لأنه سبحانه يسمع ويرى والشيطان كان جداً دقيق ما قال أمهلني ولا قال أخرني ولا قال أملي لي و لكن قال انظرني لأنني سأعمل أمام أنظار الله عز وجل. وأهل النار لما يصير بينهم وبين أهل الجنة حوار يقولون انظرونا يعني أخرونا قليلاً لكي نقتبس من نوركم. أصحاب الجنة يوم القيامة خارقون بشكل لا يمكن لعقلك الآن في الدنيا أن يدركه يعني طبيعة أهل الجنة وطبيعة شكلهم وأعمالهم وطولهم وعرضهم وكلامهم وجمالهم متعة، الحديث مع واحد من أهل الجنة أو النظر إلى واحد من أهل الجنة في غاية المتعة لشدة جماله وحسنه وبهائه ولهذا أهل النار يقولون (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ 13الحديد﴾﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴿13﴾ الحديد) إذا تحاور أهل الجنة وأهل النار، أهل النار يشعرون بشيء من الراحة لشدة جمال ونور أهل الجنة فيقولون انظرونا ما يقولون تأخروا لأنكم ستتأخرون أمام أنظارنا. لاحظ دقة القرآن الكريم كان ممكن يقولون أمهلونا أو تأخروا أو أملوا لنا و لكن قال انظرونا لأننا سوف نكون أمام أنظاركم.
وأخيراً الإرجاء وهو تأخير الأمل. تأخير تحقيق الطلب. مثلا أنت وزير أو مدير عام أو أمير وواحد قدم لك طلباً وله عندك حاجة فتقول له حسناً إن شاء الله سيتم تحقيق طلبك خلال يوم أو يومين، هذا يسمى إرجاء يعني عندما أؤخر تحقيق أمنيتك يسمى إرجاء. (وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106) التوبة) حينئذ رب العالمين قسم العباد إلى أقسام كثيرة كما سأذكرها الآن: ماذا قال الملأ لفرعون عندما جاءه موسى وقال له يا فرعون أنت لست بإله تعال نُمتَحن أنا وأنت، فقالوا لفرعون (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ (111) الأعراف) لا تطرده ولا تقتله ولكن أعطه أمل أنك تؤخر هذا الطلب في المماحنة إلى أن نستعد نحن (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿111﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ﴿112﴾ الأعراف) الخ (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ) لم يقل أخِّره ولا أمهِله بل (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ) دقة متناهية لم يكن في هذا الكتاب العزيز من إعجاز إلا هذا الإعجاز اللغوي لكفى ولكن الله شاء أن يكون فيه إعجازات كثيرة لا حصر لها في هذا الكتاب وفي كل جيل وفي كل مائة سنة يكتشف الناس إعجازاً جديداً لم يكونوا قد أطّلعوا عليه من قبل.
هكذا هي هذه المنظومة ربما بعض السامعين كما عودونا في كل حلقة تقريباً يتصل بنا فاضل أو فاضلة ممن يتابعوننا يستدركون علينا بكلمة جديدة ذهبت عنا وهذا من فضل الله عز وجل وجزى الله خيراً كل من يساعدنا في هذا الباب. سوف أقف عند هذه الآية (وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) فكلنا همُّنا الشاغل وشغلنا الشاغل موقفنا يوم القيامة (ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ ﴿103﴾ هود) حينئذٍ مَنْ من بني آدم سواء كان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو حتى وثنياً إلا ويفكر ماذا بعد الموت؟ ماذا بعد الموت؟ وهو شغل الناس الشاغل. حينئذٍ رب العالمين عز وجل يقسم الناس في كتاب الله العزيز عدة أقسام يقسّمهم وهم في ساحة المحشر (وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ﴿7﴾ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴿8﴾ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ﴿9﴾ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴿10﴾ الواقعة) ثم يقسّمهم يقسّم المسلمين الصالحين ليس المسلمين فقط بل كل من يعبد الله ويوحده قسمهم أقساماً ثلاثة (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿32﴾ فاطر) ثم يقسّم المسلمين وحدهم وفعلاً تقسيم هائل ومخيف يعني نستطيع أن نقول أن 2% من هذه الأمة نعوذ بالله جعلهم الله عز وجل ممن أصابتهم لعنة الله وممن أصابهم مكر الله فهم مسلمون ويعترفون بالقرآن الكريم وبالسُنّة النبوية ويحفظون الآيات ثم يُعمِلون أفكارهم وطائفتهم ومذهبهم ونِحلتهم وبدعتهم على عكسها تماماً ولا عذر لهم، ما هو عذرك يا رجل؟ هذه الآية واضحة، هذا اختصاص إبليس في قوله (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿16﴾ الأعراف) الصراط المستقيم كل شيء ثابت لا نقاش فيه ولا تأويل ونحن قلنا أن القرآن متشابه ومُحكَم، المتشابه فيه عدة أراء (أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ (43) النساء) هل هو لمس باليد؟ هل هو الجماع؟ هل هو المداعبة؟ هذا ينقض أو لا ينقض؟ فيه آراء يحتمل التأويل لكن (وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ (72) الأنعام) فقال أحدهم أنا لا أصلي الإسلام لا يأمرني بالصلاة ويستدل بهذه الآية فكيف؟ يقول أنا أعرف أن القرآن يقول أقيموا الصلاة لكن أنا لا أصلي لأن طائفتي تأمرني بأن لا أصلي وإن كان القرآن يأمره بالصلاة فإنه لا يصلي لأن طائفته أمرته بذلك، هذا يشكل 2% نعوذ بالله وما استطاعت أي طائفة أو أي جماعة أو أي حزب أو أي نحلة أن تتخلص من هذا إلا من رحم ربي، قِلّة من الناس هم الذين لم يندرجوا اندراجاً كاملاً في هذا الضلال وإنما لديه أمر واحد – من هذا الضلال- ولكن هناك أشخاص دخلوا بالكامل بطائفة أو بمذهب أو بحزب أو بجماعة خالدة في النار لأنها كافرة مع أنها تصوم وتصلي وتحج وتزكي لأنها تناقض شيئاً ثابتاً من الدين بالضرورة بالكتاب أو بالسُنّة بحيث لا نقاش فيه. فرب العالمين هؤلاء صنّفهم عدة أصناف من زمن النبي صلى الله عليه وسلم وإلى يوم القيامة، من زمن النبي قال (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا (97) التوبة) وقال السبب الأعراب هم البدو سكان البادية، فرقة أخرى قال (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ (99) التوبة) هذه ناجية عظيمة إذاً هؤلاء نوعان. ثم هنالك هذه الفئة العظيمة (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ (100) التوبة) فرقة أو جماعة (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿102﴾ التوبة) موجودون إلى يوم القيامة ثم (وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) أيضاً جماعة، لون آخر، ثم قال (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا (107) التوبة) هو ليس مسلماً لكن لديه دار عبادة أخرى وليس لها علاقة بالمساجد وهكذا رب العالمين يعلِّمنا وكل هؤلاء مفهومون لكن في قوله تعالى (وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) رب العالمين يشك لا يعلم؟! هذه الآية تلفت النظر، نأخذ الآيات واحدة تلو الأخرى بسرعة أولاً (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا) لماذا؟ لأنهم يتخذون ما أنفقوا مغرماً لأنهم منعوا الزكاة، ما هي الزكاة؟ نحن لا نعرف الزكاة؟! الخ والله قال (وَآَتُوا الزَّكَاةَ (43) البقرة) قالوا حتى وإن ذُكِرت في القرآن إذا لم تسقطوا عن الزكاة نحن لن نطيعكم ولو قلت له هذه آية في القرآن يقول ولو، نعوذ بالله فهو يصادم القرآن الكريم بقضية لا تقبل النقاش كيف تستطيع أن تأتي بحكم وتقول الزكاة ليست فرضاً وأنا لا أدفع الزكاة، وإذا قلت له في القرآن قال تعالى (وَآَتُوا الزَّكَاةَ) فكيف ترد على هذا؟ هل هذه آية في القرآن؟ يقول نعم فإذا سألته لماذا لا تدفع الزكاة؟ يقول لأنها ليست واجبة، كيف هذا؟ هذا مكر الله أن يقول لك شخص نعم الله عز وجل قال (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ (43) البقرة) لكن أنا أعتقد أن الزكاة ليست واجبة ولذلك لا أدفع فإذا سألته لماذا؟ لا يعرف أن يرد عليك أو أن يعطيك إجابة، هذا قوله (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا). النوع الثاني (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ) ورب العالمين سبحانه وتعالى جعل هذه الآية عجيبة أيضاً تبين مدى قدر الرسول صلى الله عليه وسلم عند الله سبحانه وتعالى فرب العالمين قال (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (103) التوبة) إذا شخص أنفق نفقة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم صلي على آل فلان) يدعو له، كل من يأتي بالزكاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله أنت ابن من يا فلان؟ فيقول (اللهم صلي على بني فلان) وفعلاً رب العالمين يرزقهم ويبارك في حلالهم وفي أموالهم وفي أرزاقهم الله قال (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) فمن الأعراب إضافة إلى كونهم منافقين هناك أناس يتخذون ما ينفقون قربات – جمع قربة – (قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ) حينئذٍ هذا نوع. ثم هنالك الجنس العالي (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) حينئذٍ هؤلاء هم قمة هذه الأمة الذين سبقوا إلى الإسلام وهم أسياد الأمة كما سأعدِّدهم بعد قليل. وقال (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) انظر إلى الدقة (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) والله أنا لم أكن أصلي والآن أصلي اللهم اغفر لي يا ربي أني لم أكن أصلي والآن أصلي، كنت أشرب الخمر اغفر لي يا رب العالمين، يعترف ونحن عندنا قاعدة معروفة عند كل المسلمين العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فهناك من كان يسرق ثم ترك وتاب ومن كان يزني وترك ومن كان يأخذ الربا وترك كل من اعترف فهذا يعني أنه تاب والذي يعترف أي أنه تاب فالاعتراف توبة فكل من اعترف بذنوبه رب العالمين قال (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) وكلمة عسى في القرآن الكريم واجبة أي أن الله قد غفر له وهذه بشارة عظيمة. كل من خلط عمل صالحاً وآخر سيئاً وكل ابن آدم خطّاء كلنا نفعل ذلك، هذا إذا اعترف قال يا ربي أنا مخطئ أنا تارك صلاة سأبدأ أصلي الآن فأنا عجّلت التوبة الآن ندمت وعجّلت وحينئذٍ هذا الذي اعترف بذنبه مهما كان ذنبه (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) وتعرفون قصة الذي قتل مائة رجل ثم تاب فتاب الله عليه وتأمل ليس هناك ذنب يصعب على التوبة (التوبة تجُبُّ ما قبلها) ولهذا لا يدخل النار إلا شقي (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ). أخيراً (وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ) لماذا؟ لماذا لا يغفر له الآن؟ لأنه لم يتب إلى الآن ربما يتوب. الآية الأولى لمن تاب لكن هنالك أناس لا يزالون مستمرون في الذنوب نحن لا نعرف هل هؤلاء سيتوبون قبل الموت؟ أو لن يتوب؟ إذا لم يتب إذاً حسم الأمر الله لم يعده بالمغفرة وقد يغفر له لكنه لم يعده، وإذا تاب فقال (إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ). لا بد أن كل مسلم يعذر الله عز وجل إذا وضعه في النار يقول له يا عبدي فقط تُبْ، تقرَّب إليّ في الليل (إن الله يبسط يديه بالليل والنهار لكي يتوب أصحاب الذنوب) (لله أفرح بتوبة عبده…الخ) ما الذي يمنعك؟ وقبل أن نتكلم عن هؤلاء نتكلم السابقون الأولون (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) هؤلاء هم أسياد الأمة، يقول علماء هذه الأمة أن السابقين هم أولاً الصديقون في الإسلام وهم من النساء خديجة ومن الكهول أبو بكر ومن الشباب سيدنا علي ومن الرجال زيد هؤلاء هم أول من أسلم في هذه الأمة فهم صديقوا هذه الأمة ثم يتجحفل معهم السابقين الذين صلّوا إلى القبلتين أي أنهم من أول يوم مع المسلمين فصلى إلى بيت المقدس ثم عندما حُوِّلت القبلة صلى إلى الكعبة فهو إذاً من السابقين. ثالثاً الذين هاجروا هجرتين وبالتالي المهاجرون الذين هاجروا إلى الحبشة وهاجروا إلى المدينة، ثم الذين شهدوا بدراً، ثم الذين بايعوا بيعة الرضوان وحينئذٍ الذين شهدوا بدراً هم الأنصار والذين صلّوا القبلتين هم المهاجرون من مكة، حينئذٍ هؤلاء كلهم من السابقين. يتجحفل معهم من أحبّهم لوجه الله كما في الحديث ما فرح أصحاب النبي كما فرحوا بقوله عليه الصلاة والسلام (إن الرجل ليحب القوم لا يلحقهم بعمل فيحشر معهم – وفي رواية فيبعث معهم- لحُبّه لهم) ولهذا من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله( اثنان تحابا في الله) فما بالك إذا أحببت صدّيقاً؟! وإذا أحببت النبي صلى الله عليه وسلم؟! عندما سأل رجلاً النبي صلى الله عليه وسلم : متى الساعة؟ فقال رسول الله: ماذا أعددت لها؟ قال: والله ما أعددت لها كثير صلاة ولا كثير صيام إلا أني أحبك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت. بهذا الحب والحديث (يحشر المرء مع من أحب) فحينئذٍ إذا أحببت الصديقين أولاً وهم علي وخديجة وأبو بكر وزيد وأحببت السابقين الذين عددناهم فأنت معهم بحبك لهم وإن لم تلحقهم بعمل وهذه من نفحات الله الخطيرة. فتأمل الفرق بين من يحبهم وبين من يلعنهم، تأمل الفرق الهائل (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ (10) الحشر) وعكس هذا لا تقوم الساعة حتى يلعن آخر هذه الأمة كل هؤلاء أبو بكر وعلي وخديجة والمهاجرون والأنصار والرضوانيون هناك من يحبهم ويترضى عنهم وهناك من يلعنهم، وبالتالي انظر إلى مكر الله كما سأذكر بعد قليل. حينئذٍ هنا في هذا الأساس تعجب كيف استطاع إبليس أن يبَرَّ بقسمه ووعيده ويقعد الصراط المستقيم؟! نحن نتصور كما قلنا في حلقة سابقة أن الشخص يزني أو يلعب قماراً أو يأخذ ربا أن هذا بفعل إبليس لكن هذا غير صحيح لأن هذا فعل نفسك فنفسك كفيل بها (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ (14) آل عمران) وهذه من الشهوات، كل شيءٍ تشتهيه نفسك من المحرمات هذا من نفسك وليس من الشيطان فالشيطان لا يضيع وقته في هذه التفاهات فالشيطان قال (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) ليس أي طريق. فالصراط المستقيم هو الجسر الفاصل بين جبلين أو ضفتي نهر، كل جسر عدل وقوي ومتين لأنك بدونه تغرق أو تقع من شاهق فلا نجاة لك إلا أن تعبر على هذا الجسر، هذا الصراط المستقيم، قصير، محدود، متين جداً، موثوق جداً يصل بين الكفر والإيمان، بين الحق والباطل كما قلنا في قوله تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) ليس فيها نقاش، صراط مستقيم ثابتة فأن تقول لا أنا لا أصلي. ولو تعدد في الأمة ترعب ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم (سلوا الله حسن الخاتمة) لأنها ليست مضمونة (ومنكم من يعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبين الجنة ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار) الآن (يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا) هذا معنى قوله (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) فذلك لا يعني أن أجعله يزني فهو إذا زنى يكفيه أن يصلي ويتوب توبة حقيقية وينوي ألا يعود (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا (135) آل عمران) حسم الأمر.
نعدّد بعض الأشياء الله قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (9) الجمعة) كيف يكون تأويلها؟ والرسول الكريم يقول (من ترك ثلاث جُمَع عامداً متعمداً نبت في قلبه النفاق) كيف تأول هذه الآية؟ وهنالك من يقول أنا لا أصلي الجمعة ويقول لك أنه إذا فلان الفلاني الذي اختفى في سرداب أو غرفة يخرج بعد خمسمائة ألف سنة سوف أصلي الجمعة وهو مسلم، يقرأ قرآن، في بيته قرآن، يصلي إلى القبلة ويقول لا إله إلا الله محمد رسول الله وإذا قلت له تعال وصلي الجمعة ويقول لك لا أنا لا أصلي الجمعة وإذا سألته لماذا يقول لا أصلي إلى أن يخرج المهدي والمهدي لن يخرج ربما قبل خمسة ألاف سنة ربما أنت تموت قبل ذلك، أريد عذر واحد العقل يقبله أليس هذا من مكر الله عز وجل؟ أليس من هذا من وعيد إبليس؟ (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) آية ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) وشنّع على الذين (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴿11﴾الجمعة) وإذا سألته لماذا لا تصلي؟ قال لك لا أعرف. هذا معنى قوله (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) هذه واحدة. والله تعالى قال (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ (3) المائدة) وهنالك آية (وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ (173) البقرة) أي الكافر الذي يذبح للأصنام والمسلم الذي يذبح لشيخٍ أو قبرٍ أو إمام ويقول لك هذا للحسين، هذا لعبد القادر، وإذا قلت له هذا حرام كالميتة (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ) (وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ) وإذا قلت له هذه الآية يقول لك لا أدري، تُفسَّر، تؤل، فيها اجتهاد، تقول له (أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ) فيها مجال إذاً هذه كيف؟ لا يرد هذا معنى قوله تعالى (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿17﴾ الأعراف) ونفذ هذا ولهذا (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ (17) الحجرات) من عوفي فليحمد الله فلا يقل أنا، فمن أنت؟ هذا الذي يعبد بقرة الآن وكان في يوم من الأيام مسلم يعبد بقر، يعبد حجر، وهنالك طائفة تعبد الشيطان كانوا مسلمين فمنهم الطبيب والمهندس والأستاذ والفيلسوف والمربي والمخترع، علماء كبار لكنهم ضاعوا فمنهم من يعبد الشيطان أو قبر الخ كل هذه الأشياء التي سأذكرها بالمئات ولا 1% من هذه الأمة يتّبعها لكن عليها طائفة أو مذهب أو فئة، القرآن واضح صراط مستقيم لكنه يقول لك أنا لا أعبر عليه. يقول تعالى في قتل المؤمن (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا (93) النساء) لم يقل ومن يقتل نفساً فهذا أمر عام قتل عادي يستطيع أن يتوب منه أو بالقصاص وينتهي الأمر كشخص عصبي قتل شخصاً فحكم عليه بالإعدام وانتهى الأمر أو عوفي الورثة عنه ودفع الدية وذهب الذنب، أما أن أقتلك لأنك في نظري كافر، وأنت تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله والحديث المتفق عليه لا يوجد أحد ينكره (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأنفسهم) (من قال لا إله إلا الله فقد عصم مني دمه وماله) أحاديث لا ينكرها أحد وتقتله وإذا سألته كيف تقتله؟ يقول لك هذا شيعي أو هذا سني أو وهابي أو مرجي وهذا قدري إلا إذا ورد نص، ورد النص بقتل الخوارج فقط (طوبى لمن قتلهم فقتلوه) (يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية) لأنهم يقتلون، النبي صلى الله عليه وسلم أباح دم الخوارج لأنهم يقتلون الناس وما عدا هذا لا يجوز فمن يقول لا إله إلا الله فقد عصم دمه وماله وانتهى الأمر والذي يتولى القتال هو الإمام أم أنك تدعي بأنك يجب أن تقتلني هذه هي الفوضى. وبالتالي هذه آيات وأحاديث أنت كيف جعلت نفسك تقتل العلماء والدعاة والصالحين والمجاهدين على أنهم مشركون؟! تحرق المساجد كما في العراق الآن يحرقون المساجد والمصاحف ويقتلون العلماء ويقتلون الصالحين هؤلاء وهؤلاء هذا لديه دليل أنكم أنتم خارج الملة وهذا يقول أنتم أعداء لآل البيت والآخر يقول أنتم مشركون ويذهب للصلاة ويعبد الله هذا مكر الله عز وجل (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) وانظر إلى هذه الآية (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا) أنا مؤمن أو لا؟ إشهدوا أيها الناس أني أشهد أن لا إله إلا الله ولكنه يقول لك لا أنت مشرك. رب العالمين في هذه الآية (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿100﴾التوبة) فأنت تأتي وتلعن أبو بكر وتلعن عمر وتلعن الأنصار والمهاجرين وتستحِّل دمهم، الخ فكيف هذا؟ كيف تفسر هذه الآية؟ يا أخي يا عاقل تعال أنا خائف عليك من دخول جهنم فأنت هكذا تُكذِّب القرآن وتكذيب القرآن كفر فإذا سألته هل هذا القرآن أو لا؟ يقول لك هذا القرآن وإذا سألته هل هذه آية أو لا؟ يقول لك هذه آية وإذا سألته من هم (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) يقول لك لا أعرف كلهم كفار وإذا سألته على أي أساس؟ يقول لك لا أدري الله يقول (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ (40) التوبة) من الذي كان معه؟ يقول لك أبو بكر فهو الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم (فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ (40) التوبة) فيقول لك لا أعرف ويقول لعن الله أبابكر- والعياذ بالله- يا ابن الحلال خف على نفسك فهل أنت مجنون؟ أليس هذا من مكر الله عز وجل؟. السيدة عائشة رضي الله عنها يقول تعالى (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿11﴾ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴿12﴾النور) (يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿17﴾ النور) فيقولون لك لا السيدة عائشة زانية – والعياذ بالله- وهذا الكتاب أمامه!! كما قال اليهود عن السيدة مريم أنها زانية، ولو تحدثت معه وقلت له أنت مسلم وتصوم وتصلي هل هذا قرآن أو لا؟ يقول لك هذا قرآن فما معنى هذه الآية؟ يقول لك لا أدري. سيدنا علي هو رأس آل البيت (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿55﴾ المائدة) سيدنا علي بن أبي طالب (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ) وليُّه وقال (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿8﴾ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ﴿9﴾الإنسان) سيدنا علي كما قال سيدنا أبوبكر الصديق (ما نزل قرآن في أحد كما نزل في عليّ) يا دكتور نجيب مائة سنة عليٌّ يُلعَن على المنابر في يوم الجمعة وأحد الأشخاص عندما لُعِن سيدنا عليّ قام وترك المسجد وذهب إليه مع عدة أشخاص وقال له يا أخي اتق الله أنت كيف تلعن عليّ؟ ثم خرجوا صلوا الظهر وخرجوا ثم بعد ذلك دُفنوا أحياء، ثم أنت يا رجل أنت الذي أمرت بسبِّ عليّ على المنبر كيف تقول أنت في هذه الآية؟ أليس هذا قرآن؟ يقول لك بلى؟ عليّ أليس برأس آل البيت؟ قال لا، ألم يقل الله عز وجل (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى (23) الشورى)؟ ألم يقل صلى الله عليه وسلم (من أحبهم فبحبي أحبهم)؟ ألم يقل الخ؟ يقول لك بلى إذاً لماذا تلعنهم؟ يسكت دون جواب. وحينئذٍ أليس هذا من مكر الله؟ (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) أحياناً ولو واحد بالمليون هنالك تأويل لا بأس، قل لك كيف تأول أنك تلعن الصحابة؟ والقرآن يقول (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ) كيف تأول أن تلعن علي بن أبي طالب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (من أحبهم فبحبي أحبهم) (علي مدينة العلم وبابها) والخ كم حديث وكم آية أبو بكر الصديق (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ﴿17﴾ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ﴿18﴾ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ﴿19﴾ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ﴿20﴾ وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴿21﴾ الليل) حينئذٍ تقول فعلاً (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ (17) الحجرات) فهذا الإنسان في قضية الإيمان والله ليس لأحدٍ فضل إلا لله وإلا كيف تفسر شخص عبقري عظيم فيلسوف يعبد بقرة؟ يعبد حجر؟ يعبد الشيطان؟! تصور ذلك؟ كيف يحدث هذا؟! (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ (8) الممتحنة) إذا كان رب العالمين ينهاك أن تقتل مسيحياً أو يهودياً في ديارك (أوصيكم بذِمّة محمدٍ خيراً) كيف تستحل هذا بقتل مسلم بالإبادة؟ وحينئذٍ كل شيء عندما ترى ماذا يفعل والمشكلة أن كل شخص اتخذ له إلهاً هذا شيخ وهذا إمام وهذا السيد وهذا رئيس الحزب وهذا المفتي وكأنه لا يوجد لا رب ولا نبي (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ (7) الحشر) وبعضهم إذا قلت له الحديث يقول لك لا لكن شيخي يقول كذا. وحينئذٍ هذا هو البلاء العظيم، من أجل هذا الله تعالى قال (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ (108) الأنعام) فأنت يجب ألا تسُبّ الأصنام فما بالك بلعن آل البيت والصحابة والأولياء والآن تجاوزنا اللعن إلى الإبادة إبادة كاملة وحينئذٍ من عوفي فليحمد الله عز وجل. حينئذٍ هؤلاء الناس كلهم من هذا الباب الذين سبحانه وتعالى أضلّهم وجعلهم قدوة للشياطين. ثم هنالك (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) هؤلاء هم أهل التوبة، والتوبة هذا الباب العظيم وقد ربطها رب العالمين بالصدقة فيبدو أن الإنفاق يوم القيامة متجلي (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سيغفر الله لهم ولكنه قال (عَسَى) وعسى في كتاب الله واجبة. ثم قال (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ) وحينئذٍ على كل صاحب ذنب إذا تاب أن يُحسِن الإنفاق في سبيل الله.
استطراد من الدكتور نجيب: هذه الآية سيدي الشيخ تذكرني بما ذكره محمد المروزي في كتابه” قيام الليل” يقول أن الأحنف بن قيس وردت له الآية الكريم (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿10﴾الأنبياء) فقال: لا بد أن يكون ذكري في القرآن الكريم فقال علي بالمصحف فتأمل الصنف الأول من الآيات التي تتكلم عن مصير الكفار إلى النار فقال أعوذ بالله أن أكون من هؤلاء، فنظر الآيات الأخرى التي فيها الذين آمنوا وعملوا الصالحات وما وعدهم الله تعالى بها من جنة فقال أنا لن أُعِدّ لمثل هؤلاء فأخذ يبحث عن ذكره في القرآن الكريم إلى أن وقعت عيناه على قوله تعالى الآية التي ذكرتها (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) وهذا شأن معظم المسلمين.
يقول رب العالمين (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ) تطهرهم من الذنوب وتزكيهم من الوساخات من سوء الخُلُق وبالتالي الصدقة إذاً تطهّر أعمالك من الذنوب فيغفرها الله لك وتزكّي نفسك من بعض الأشياء التي لا ترقى إلى الذنوب ولكن من باب الحسد والغيرة الخ فتخرج يوم القيامة كأنك لم تذنب أبداً، كيوم ولدتك أمك وهذا بالإنفاق ولهذا دائماً الإنفاق يقدم حتى على الجهاد. ويقول بعد ذلك رب العالمين (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) ما من احد تصدّق إلا والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي عليه ولو بقبره يقول (اللهم صلي على آل فلان) لأنهم تصدّقوا ثم يقول (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ (104) التوبة) كلمة (هو) وانظر القرآن الكريم لا يوجد فيه حرف أو كلمة زائدة لم يقل ألم يعلموا أن الله يقبل التوبة لأنها لو كانت هكذا فمعنى هذا أن غيره يقبل التوبة ولكن بقوله (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ) أي أن ما من أحد يقبلها أما أن تذهب إلى القس تعترف حتى يغفر لك أو إلى السيّد الخ لا يوجد هذا في الإسلام فقط الله وحده الذي يقبل التوبة ويأخذ الصدقات (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ (104) التوبة).
سؤال من أحد المشاهدين: هل المقصود في قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴿10﴾ الواقعة) بالأسبقية بالإسلام أم السابقون بالعمل الصالح والمبادرة إليه لأنه تعالى يقول (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ﴿13﴾ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴿14﴾ الواقعة) أيضاً من الآخِرين هناك سابقون فليس الأمر مجرد أسبقية؟
وللتوضيح هناك فرق بين شيخ يحكُم وبين رجلٍ يملك من المال أو من المرتّب كما يأخذ الشيخ. صحيح أن رئيس الوزراء يأخذ مائة ألف درهم وأنت أيضاً تأخذ مائة ألف درهم أنت راتبك كراتبه فأنت أيضاً على مستوى عالي لكن يبقى الشيخ شيخ وأنت لست شيخاً في المقام، فالسابقون بالإجماع وبالجُملة كما قلنا وهم الصدّيقون والرضوانيون وأهل بدر كما عددناهم من قبل، هؤلاء شيوخ يوم القيامة لا يستطيع أحد أن يلحقهم (لو أنفق أحدكم مثلي جبل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه) لكن هنالك من يأخذ نفس الأجر لكن لن يكون هناك، صحيح أنه يأخذ نفس الأجر، نفس المكان، نفس المقام في نفس الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين لكن هذا الذي هو من الصالحين ويبقى في نفس الفردوس الأعلى كبار الصالحين لكن لن يصبح مثل عيسى وموسى ومحمد ولا مثل أبو بكر وخديجة وعلي وزيد لأنهم صدّيقون من نوع آخر. إذاً هناك حديث ( من قال دبر الصلاة 33 سبحان الله و33 الحمد لله و33 الله أكبر فإنه يلحق من سبقه ولا يلحقه من بعده) أي من السابقين ولكن فقط في الراتب، بالأجر، بالمقام، بالقصر، لكن لا يكون بنفس الوجاهة، وجاهات الجنة (وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ (45) آل عمران) وجاهة الجنة عيسى وموسى ومحمد وإبراهيم وإسماعيل ومن علية القوم وهم الصدّيقون صدّيقوهم ووراءهم قليل من الشهداء والصالحين فهم مائة درجة حينئذٍ نعم هناك سابقون إلى الآن ونحن نسمع عن بعض الناس الآن العجب هو صحيح سابق يسبقني ويسبقك ويسبق الأمة كلها الآن ويأخذ نفس الأجر نفس المرتب الذي يأخذه أبو بكر لكن لا يصبح مثل أبو بكر لا يصبح في مقامه. إذاً هناك السابق مقاماً وهناك السابق رتبة فالأمير الشيخ فريق وأنت أيضاً فريق ولكن يبقى الشيخ شيخ وأنت لست شيخاً إذاً يبقى هو في مقام أعلى ولو أن مرتبتك كمرتبته.
قال الله تعالى (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ (125) الأنعام) الذي علينا أن نقول الحق (يجمع الله العلماء يوم القيامة فيوقِفُ العالِمَ بين يديه يقول: لما لم تقل الحق وقد عرفته يقول: يا ربي فرقت من الناس-أي خِفت- قال: كنت أنا أحق أن تخشاني اذهبوا به إلى النار) ونحن نريد أن نبرئ ذمتنا وأنا واثق أن هؤلاء القتلة الذين أصابهم مكر الله لا بد أن يسمعنا في يوم من الأيام ولو واحد وقد حصل هذا عدد لا بأس به، ثلاثة هنا وأربعة هنا وخمسة هنا عادوا إلى الله وبقي الشيعي شيعياً وبقي السني سنياً وبقي الحزبي حزبياً لكن استقامت عقيدته وقال كل من يصلي إلى القبلة هو أخي ولم يعد قاتلاً ولم ولم الخ فالحمد لله رب العالمين على هذا الكلام ولو اهتدى به واحد خيرٌ لنا من الدنيا وما فيها.
أخيراً نقول (وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) هؤلاء كلهم فهذا الذي قال (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) أي تاب وباب التوبة مفتوح ليل نهار إلى أن تطلع الشمس من مغربها فسارعوا إلى المغفرة (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿133﴾ آل عمران) فأنت لا تعرف متى ستموت قل يا ربي تبت إليك ويغفر لك كل ذنوبك كأنك لم تذنب (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) والذنب يا جماعة قانون، كل ابن خطّاء فأنت لست من الملائكة تُب إلى الله الآن وتُب غداً وبعد غد كلما أخطأت تُب وبذلك تنتهي المشكلة أما أن تقول لا بعد وقت، تشرب خمر مستمر، تارك صلاة مستمر، تأكل ربا مستمر، قاتل يا رجل تُب إلى الله ذلك الرجل قتل مائة شخص وتاب إلى الله والله قبل توبته لكن والله العظيم لو أدركتك منيتك ولم تتب عن دم وليس دم قتل لو جرحت يد مسلم ظلماً الويل لك، ولهذا (وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ) هذا الذي يقتل الآن والذي يلعن الصحابة والذي لا يصلي الجمعة والذي يلعن سيدنا علي والذي يقتل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم والذي الخ هؤلاء الناس إذا ما تلافتهم رحمة الله عز وجل وأقلعوا عن ذلك قبل أن يموتوا فلا أمل في نجاتهم لأن كل هذا من الكفر (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا (93) النساء) أنت تُكفِّرني، قتلتني لأني كافر وربما قد سمعتم في الأخبار أنهم وجدوا في منطقة سلمان الفارسي عشرون شخص مقطوعي الرؤوس وهم مسلمين من أهل الصلاة وهؤلاء الناس الذين يسمون الخوارج أو الوهابية والخ يقولون أنتم كلكم مشركين ويذبحون في العلماء لم يُبقوا من العلماء أحد في العراق علماء بالسبعين والثمانين سنة أعمارهم قضوا أعمارهم في طاعة الله ويقولون له أنت مشرك ويفصلون رأسه عن جسده وهذا الذي يفعل هكذا يعتقد أنه يجاهد ويطمع في الجنة ووالله لا يرى الجنة في حياته لا في الدنيا ولا في الآخرة (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿93﴾ النساء) فليقرأ هذه الآية وهذا الذي قتله إمام وشيخ جامع ووإمام خطيب ومدرّس خرّج ألاف العلماء أليس مؤمناً إذاً لماذا تقتله؟ يقول لك أن جماعتي قالت هذا مشرك اقتله وعلى هذا المنوال لم يتركوا أحداً قتلوا الناس كلهم ومنهم من يحرق جوامع السنة والآخر يحرق جوامع الشيعة ما هذا الخبل؟ وأنت يجب ألا تحزن الله سبحانه وتعالى قال (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ (8) فاطر) أصابهم مكر الله عز وجل (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿35﴾ الأنعام) هؤلاء الناس الذين ابتلاهم الله تعالى بهذا الوباء ثقوا بأن الله يبغضه إما عاقٌ لوالديه أو زاني أو لوطي أو آكل ربا أو قاطع رحم ففيه خصلة يبغضها الله عز وجل فيرفع الله يديه عنه (إذا شاع الخمر والربا والزنا) شخص يشرب خمر ويزني ويأخذ ربا وعاق لوالديه (رفع الله يديه عنه فلا يبالي بأي وادٍ هلك) هذا الذي يجري وفعلاً (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) والله عافية يا إبليس! ما هذا الذكاء؟! تأتي على شخص يصلي ويصوم وله لحية ومسواك ويقتل مسلماً بدمٍ بارد يقول والله هذا مشرك يحرق جامع والله سبحانه وتعالى يقول (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ (114) البقرة) بالإجماع من سنن الله كل من يهدم بيوتاً العبادة لا بد أن يفنى شرّ الفناء وكل من يقتل مسلماً ومؤمناً على إيمانه لابد أن يفنى أما من يقتل واحد من آل بيت رسول الله يفنى فناءً لا يبقى له أثر، الذين قتلوا سيدنا الحسين سلّط الله عليهم شرّ خلقه وهو المختار الثقفي قطّع أيديهم – وهم أربعة ألاف شخص- قطّع أيديهم وأرجلهم وتركهم ينزفون حتى الموت، كل من يقتل المسلمين الآن في العراق، في فلسطين، في أفغانستان، في بيروت، في كل مكان ستكون نتيجته لعنة الله والملائكة والناس والتاريخ ولن يبقى له ذكر إلا كما يذكر الناس ابن العلقمي وغيره ورب العالمين قال (وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ (140) آل عمران) وهنيئاً لكل من مات على أيديهم والنبي قال على هؤلاء الخوارج وأمثالهم (طوبى لمن قتلهم فقتلوه) والله سبحانه وتعالى يتخذ شهداء.
بُثّت الحلقة بتاريخ 29/6/2007م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها