تخبط– مار – ماد – اهتز – رجف – زلزل – ذهل – جنون – خبل – حيرة – هيام
منظومة التخبط تحتوي على كلمات وكل كلمة منها تعني حركة غير محسوبة وغير منضبطة وغير مسيطر عليها. زلزال (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴿1﴾ الزلزلة) الزلزال حركة غير محسوبة وغير مسيطر عليها كذلك كلمة تخبط (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ (275) البقرة) تخيل أن أعمى في داخل بستان بين أشجار ثم بيده عصا قوية ويخبط بالأشجار هل يعرف هو كم ورقة وقعت؟ على أي الأغصان وقعت هذه الأوراق؟ لا يعرف حركاته غير مسيطر عليها وغير موزونة فكل كلمة من هذه الكلمات التي سأذكرها الآن بما تعبر عن حركة غير موزونة وغير منضبطة وغير مسيطر عليها سميناها منظومة التخبط وهي تخبط (يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، ماد ويميد (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ (15) النحل)، اهتزت (فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ (10) النمل)، رجف (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ﴿6﴾ النازعات)، زلزل (وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴿11﴾ الأحزاب)، ذهل (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ (2) الحج)، جنون (وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴿51﴾ القلم) والجنون حركة غير مسيطر عليها، خبل(مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا (47) التوبة)، حيرة (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا (71) الأنعام) حينئذٍ هذه الكلمات كلها كلمات تدل على حركة غير مسيطر عليها هكذا.
التخبط: كما ذكرنا من خبط الشجر بلا نظام وحينئذٍ لا تعرف أنت كم غصن وقع ولا كم ورقة وقعت ولا ماذا تريد هذا يسمى تخبط.
مار: لدينا مار يمور موراً (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ﴿9﴾ الطور) تمور السماء الذي يمشي على عرض بسرعة فالشخص يركض إلى الأمام أما أن تركض على عرضك هذا يمور موراً كالموج الذي في البحر فالموج الذي في البحر لا يمشي إلى الأمام يمشي على عرض، على الشاطئ. إذا كان هذا السير العَرَضي-بفتح العين- بسرعة شديدة يسمى موراً هكذا السماء تنقشع وتطوى كطي السجل للكتب (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ (104) الأنبياء) وفعلاً أنت كما تطوي البساط تطوى السماء من حيث العرض هذه تمور موراً وطبعاً حركة غير مسيطر عليها فكل شيء يمور من عندك يسمى مار يمور موراً.
الاهتزاز: نحن قلنا المور عرضي تأخذ عرض، الاهتزاز يمين شمال فوق تحت آلي (فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ) الفرق بين المور يمور موراً ويهتز اهتزازاً الاهتزاز محوري تهتز كالآلة عندما تهتز، شغَّل أي آلة ترى فيها اهتزازاً إلى كل الجهات هذا اهتزاز (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿25﴾ مريم)،
الرجف: ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) الراجفة حركة الخائف عندما تكون خائفاً ورأينا في الأفلام شخص محكوم بالإعدام وساعة ما بدأوا ينفذون فيه الإعدام بدأ يرتعش والصورة في التلفاز كانت واضحة فجسمه كله يرتعش من خوفٍ من الإعدام وكل خائف يرتعش هكذا وحينئذٍ حركة غير مسيطر عليها وغير موزونة.
الزلزال: تخبط الأرض والبناء بفعل صدمة مثل إعصار التسونامي أو الزلزال الذي وقع في كولومبيا أو في ميامي أو كاترينا زلازل عمارات وقعت وأبراج وكلها غير مسيطر عليها (وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) لم يعد في وسعهم أن يسيطروا على أنفسهم.
لدينا أيضاً ذهول وجنون وخبل:
الذهول: حركة العقل النائم لفترة قصيرة لانشغاله بهمّ. عنده هم أذهله أي عطّل حركة عقله فصارت حركة العقل غير موزونة وغير مسيطر عليها ذهب بعيداً وهو يحكي معك لكنه ذهب بعيداً لم يعد في وسعه السيطرة على حركة عقله مشغول بهمّ أهم من هذا الذي تحدث به معك لذا دقيقة دقيقتين ساعة نصف ساعة ليس أكثر يسمى ذهولاً (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ).
الجنون: دائم الفرق بين الذهول وبين الجنون أن الذهول مؤقت والجنون دائم أو لنقول طويل قد يستمر سنوات وقد يشفى وقد لا يشفى لكنه ليس لمدة أربع خمس دقائق وربع ساعة ونصف ساعة فهذا الذهول فالشخص أول ما يسمع القيامة تقوم يذهل ثم بعد ذلك يتماسك.
الخبل: (مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا) الخبل هو عندما تتأثر حركة الأعضاء بفساد العقل مثل حركة جنون العقل أو ذهول العقل إذا صاحبه حركة الأعضاء غير المنضبطة وغير المسيطر عليها تسمى خبل وقد رأيتم بعض الأشخاص يكون عقله خفيف لكن يديه أيضاً ورجليه وفمه وشفتيه وعينيه كل أعضائه غير مسيطر عليها تتحرك ذاتياً يسمى هذا خبل (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ (47) التوبة) فالخَبال عقل غير مسيطر عليه إن كان ذاهلاًً أو مجنوناً ثم أضيف إلى هذا حركة الأعضاء غير منضبطة وهنالك أناس أيديهم ترتعش أرجلهم تتحرك يمين ويسار يقع ويقوم يسمى هذا خبل أو خبال.
الحيرة: تخبط العقل لعدم استطاعته أن يأخذ قراراً (قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ﴿71﴾ الأنعام) كشخص كان مؤمن ثم أتوا أناس منهم الشيوعي والعلماني والملحد وأشكال هذا يجره يمين وهذا يجره يسار والآخر يحاول إقناعه فهذا الشخص يحتار فليس لديه قرار يتخذه، هل يبقى على الإيمان؟ هل ينضم إلى هؤلاء؟ كل من ارتد عن دينه الصحيح مرّ بهذه الحيرة هذا كلام معقول (شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا (112) الأنعام) أي كلام منمق. هؤلاء الشيوعيين في الاتحاد السوفييتي الذين عمموا الشيوعية على العالم كله فلا يوجد هنالك دولة في العالم بلا استثناء إلا كان فيها شيوعيون ألحدوا بالله بعدما كانوا مؤمنين سواء كانوا يهوداً أو نصارى أو مسلمين، كل هؤلاء الذين ألحدوا اقتنعوا إلى حد ما هل أنا مخطئ أم لا؟ أبقى مسيحي مسلم أو أصبح ملحداً؟ إلى أن زال الاتحاد السوفييتي وزال الإلحاد من الأرض حتى أفاق من أفاق ونعوذ بالله رب العالمين من قبضه على إلحاده فهو خالد في النار. هذه الحيرة (وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ) استهوته من الهويّ وليس من الهوى: الهوي هو الوقوع من الأعلى.
التردد: هذا الحيرة أما التردد اضطرابٌ في أخذ القرار أو نقيضه وانظر إلى الفرق بين التردد والحيرة الحيرة هو أن لا يكون لديك قرار مطلقاً فليس لديك القدرة على أن تأخذ قراراً أما التردد فلا أنت لديك قرارين هذا أم هذا؟ فأنت حائر بين القرار أو نقيضه فقط فأنت لديك رؤية واضحة لكن إما هذا وإما نقيضه يسمى هذا تردداً بينما الحيرة إطلاقاً ليس له أي شيء (ِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) التوبة).
ماد: نعود إلى كلمة ماد يميد وهي كلمة الباب ونحن وصلنا إلى حرف الميم و ونحن على وشك الانتهاء من هذا البرنامج هذه آخر كلمة في حرف الميم وبقي لدينا نون واو هاء والياء بقي لدينا أربع حروف ونصفها قد أخذناها مسبقاً. فالكلمة كلمة ماد يميد، ماد الشيء يميد ميداً ومَيَداناً هو دار بشدة حتى ألقى ما عليه، كل شيء يحمل شيئاً يحمل ملابس، إنسان، حيوان سواء كان سفينة أو سيارة أو مائدة أو أي شيء أو غصن ولذا سمي الغصن المياد لأنه يلقي ما عليه من عصافير أو بلابل تحرك طارت العصافير فكل شيءٍ يتحرك -وفي الغالب دوران – حتى يلقي ما عليه يقال ماد (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴿15﴾ النحل) وفي حديث ابن عباس يقول صلى الله عليه وسلم (فتح الله الأرض من تحتها فمادت)، حديث سيدنا علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(فسكنت من الميدان برسوب الجبال). وماد السراب اضطرب، وماد الرجل إذا انثنى وتبختر، وماد الرجل أصابه الغثيان وحيرة ودوار من سُكرٍ أو من بحرٍ أو من طيران. في البحر دوار البحر فلا يستقيم ويميد تلف به الدنيا وهنالك حديث عجيب عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (المائد في البحر له أجر شهيد) وطبعاً يقاس عليه الطيران فهنالك أناس يتأثرون من الطيران فمنهم من يتقيأ والخ وسابقاً لم يكن هنالك طيران فكل من يركب البحر أو يركب الطائرة ثم يشعر بالدوار وفي الإسلام البلاء أعجوبة (إن الحمى في ليلة فذاك من فوح جهنم وهذا نصيب المؤمن من النار) فالدوار من باب الأولى. الصداع (إن ليلة من الصداع تذر العبد يمشي وما عليه خطيئة) انظر إلى كرم الله فدوار البحر أو دوار الطائرة أقسى فهو يتقيأ ويغمى عليه وعندما ينزل من البحر أو من الطائرة يبقى يوم ويومين دائخاً فهذا له أجر شهيد، أرأيت كرم الله سبحانه وتعالى؟! ولهذا سميت المائدة مائدة فالمائدة مدورة دائرية ورأساً الأَكَلة ما شاء الله عليهم بعد خمس دقائق لا يبقى شيء فدوران المائدة ألقت ما فيها وتخلت لم يعد فيها شيء فسميت مائدة. وفي الحديث (تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها) بثواني انتهت وسميت مائدة من هذا الباب تدور بينهم. كلمة ماد يميد يوم القيامة من علامات الساعة تميد ولدينا الميدان وسمي الميدان ميداناً لأن فيه حركة سريعة وبسرعة يفرغ، فهل رأيت الناس يقفون في الميدان بالسيارات في الدوار؟ لا بد أن ينتهي فالإنسان في الدوار أو في الميدان لا يبقى كثيراً والحركة فيه سريعة دائرة ودائماً الميدان يُخلي من عليه في الغالب وإذا بقيت هذه مخالفة لأنك تعطل السير. فكلمة ميادة ويميد وماد وميدان هو الدوران الذي يلقي ما عليه ويفرغ ما عليه (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) لولا هذه الجبال (وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ﴿4﴾ الانشقاق) لو أنه لم يكن هنالك جبال لكان دوران الأرض ألقى بنا في البحار أو في الهواء أو في المجهول ولذلك في العقوبات قال الله تعالى (فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴿26﴾ النحل) هو هذا الذي أقوله الميدان. هنالك في الآخرة معروف فيوم القيامة رب العالمين سبحانه وتعالى يجعل الأرض تميد والقرآن الكريم يستعمل كلمة ماد يميد (يميد الأرض من تحت أقدامهم) على الطغاة والطغاة أنواع (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ (61) النحل) الطغاة نوعان: ظالم لكن لا يقتل قد يستمر لكن إذا اتخذ الظالم القتل وسيلةً لا بد أن تميد الأرض من تحت قدميه. وخذ التاريخ كله ما من أحد أعمل السيف بشعبه وقتلهم وعذّبهم إلا انقطع ذكره تماماً ولم يعد له وجود في الأرض ولم يعد أحد ينتسب إليه حتى لو دام ملكه مائة عام. وخذ التاريخ كله فالأرض لا تطيقه ينتهي تماماً مهما بلغ مجده. ما من حاكم إلا ورب العالمين سبحانه وتعالى يهيئ له من يبصره بهذا العدل (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴿44﴾ الأنعام) فبالله عليك من يصدق أن هذا الفرعون العظيم الذي يقول (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي﴿51﴾ الزخرف) ثم بعد ذلك استعمل القتل يقتل أبناءهم ويستحيي نسائهم ولديه من الذباحين والخناقين يدورون على كل طفل يذبحوه هذا يغرق في البحر؟ هو وملكه ووزراؤه وجيشه كلهم رب العالمين يسوقهم يسوقهم يسوقهم ثم يدخلون على بحر وهو الذي كان يقول الماء تجري من تحتي وإذا بالماء تأتي من فوقه هذا شأن كل حاكمٍ قاتل. ما من حاكمٍ ونعدد بعض الأشياء من التاريخ عاد وعاد طبعاً من أشد منهم قوة حينئذٍ عاد انتهوا إلى النهاية (فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ ﴿6﴾ الأنعام) ( فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا ﴿72﴾الأعراف) ولا واحد، ( فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ﴿8﴾ الحاقة) ولذلك سموهم بائدة وقس على هذا كل نظام أو جماعة أو عائلة أو طائفة أو دولة تقتل وهنالك فرق بين أن تقتل واحد أو اثنين هذا شيء وبين أن يكون القتل سياسة كما هو في العراق الآن وكما هو في كثير من البلدان الإسلامية ينتهي هذا النظام ينتهي تماماً. ثمود (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿78﴾ الأعراف) انتهوا، لوط (فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴿74﴾ الحجر)، شعيب (وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ ﴿90﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿91﴾ الأعراف) وهكذا خذ كل الدنيا (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ ﴿6﴾ الأنعام). يقول تعالى (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴿65﴾ الأنعام) أما الشيع ويذيق بعضنا بأس بعض هذا مصيبة هذه الأمة في هذا العصر والنبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية قال أعوذ بالله أعوذ بالله وعند وقوله (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) قال (هذه أصعبها ولمّا يأتي تأويلها بعد) كيف ستحدث لا أعرف ونحن أدركنا هذا الآن (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) بدأت من العصور الأولى. فلاحظوا كم أن القتلة ينتهون تماماً كما قلنا الخوارج مائة سنة يذبحون الناس ويبقرون البطون لم يعد لهم وجود ولو أنهم الآن عادوا لكن سينتهون أشد من النهاية السابقة. الشيوعيون الاتحاد السوفييتي كان يملك نصف الكرة الأرضية وعنده من القنابل الذرية ما يمكن أن يدمر الأرض خمسين مرة ما الذي جرى لكي يذهب؟ دخل حرب وهو كان مُعَدّاً لمواجهة أمريكا قوتان عظيمتان ينتهي على أيدي أناس حفاة تقطعت أرجلهم من الغرغرينا لأنه لم يكن لديهم أحذية يلبسونها، وهذه الغواصة الذرية التي هي فخر البحرية السوفييتية غرقت في البحر وفيها 150 خبير وضابط عظيم من ضباط القوة البحرية انتهت إلى الآن هي في البحر. هؤلاء القتلة بقدر ما قتلوا أناس في السجون في زمن ستالين وغيره وهجّروا الناس إلى سيبيريا وأبادوا الأمة وفي كل مكان حكم الحزب الشيوعي سواء في مصر أو في سوريا أو في العراق السحل والقتل والتحريق على أعمدة الكهرباء فانتهوا بالكامل. القوة القومية العربية على زمان جمال عبد الناصر وزمن البعثيين اتخذوا القتل والتعذيب بالسجون وسيلة انتهوا نهاية لن تعود بعدها إطلاقاً. الصرب ماذا فعلوا بالمسلمين؟ انتهوا تماماً. الفاشيون النازيون ما من قوة إلا وتنتهي. البيض في جنوب إفريقيا وفي رواندا فرانكو الخ، قاعدة واحدة لا يبقى منهم أحد. الصفويون في إيران قتلوا عشرة ألاف عالم سني بليلة واحدة سنة 1905 حاصروا البصرة وقتلوا ثلثي سكانها بليلة ما من أحد يتخذ القتل وسيلة إلا باد بشكل غير معقول. بني أمية يملكون الكرة الأرضية بعد مجزرة الحسين في زمن السفيانيين انتهت الدولة بالكامل وعندما أتت دولة المروانيين بمجزرة علي زين العابدين انتهت الدولة بالكامل. فالقتلة لابد أن يزولوا ولهذا الذي يحدث في العراق الآن وبدأ في فلسطين وبدأ في لبنان وبدأ في الشيشان هؤلاء القتلة لابد أن ينتهوا (فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴿26﴾ النحل) فلا تكفيهم الأرض. حقيقة إنصافاً للتاريخ ما من دولة في العالم إلا واتخذت القتل وسيلة ما عدا الإمارات حتى الذي يُحكَم بالإعدام لا ينفذ فيه وهذه قضية لم تحصل إلا في زمن عمر بن عبد العزيز. هل تعرف أن النظام في الإمارات عندما يكون هناك حكم بالإعدام يكون محكمة، شخص قتل يحكم عليه بالإعدام فالنظام عرفي ما ينفّذ فيه إلا بعد ست سنوات لعلّ أهل القتيل يعفون عنه، هل رأيت أخلاقية أعلى من هذه؟ وأنا مرة كنت مع سمو الشيخ زايد رحمة الله عليه وكان معنا معالي أحمد السويد فسمو الشيخ زايد قال: شيخ أحمد أنا عندي طبيعة هل هي حرام أو حلال وهي أنني عندما يُحكم على شخص بالإعدام في المحكمة أحاول أن أقنع أهل القتيل بأن أعطيهم أموالاً لكي يعفون عنه هل هذا حلال أو حرام؟ فقلت: هذا هو الإحسان الله يقول (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ (90) النحل) حتى أحمد السويدي الحقيقة والله هذا هو التفسير الذي كنت أنا ذاهل عنه فقلت: رب العالمين يقصد بالعدل القصاص والإحسان أن تعفو، أن تعفو عن من ظلمك فأنت الآن تساهم بالإحسان والله لم يقل أنه يحب العادلين بل قال (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿42﴾ المائدة) إذاً الدولة الوحيدة التي – وأنا أستطيع أن اشهد- لم تقتل أي شخص سياسي ولا ظلماً هذه الدولة ومن يُحكم عليه بالإعدام قانوناً لارتكابه جريمة قتل تحاول الدولة تأجيل التنفيذ لعل أهل القتيل يعفون ويقبلون بالدية وأحياناً تساهم الدولة إذا كان القاتل معسراً على أن تحكمه بسنتين ثلاثة أربعة الخ. إذاً من علامات بقاء الدولة وبقاء الحكم أن تكون عادلة في الدماء لأن الدماء ما من أحدٍ يلغ في الدماء إلا وينال جزاءه في الدنيا قبل الآخرة. وكل دولة تعدل بين شعبها بحيث ما تتخذ الدماء وسيلة للسيطرة تُعمِّر إلى أجيال كثيرة جداً تحقيق إنصافاً الدولة الوحيدة – حسب علمي – التي لم يعدم فيها أحد هي هذه الدولة. يقول تعالى (قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ) قضية مراودة المؤمنين لكي يرتدوا هذه ظاهرة من أول ما جاء الإسلام إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة. ورب العالمين سبحانه وتعالى من سننه في كل الأمم التي يبعث لها نبياً أن يمحص المؤمنين (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾ العنكبوت) وإلا أنت كيف تفسر شخص يولد على الإيمان من أم وأبوين مؤمنين ثم يأتي شخص يضحك عليه ويجعله ملحداً؟! وهذه قضية أحياناً لا تخضع لقياس وكأنها كما قال تعالى (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ﴿33﴾ الأنعام) إلى أن قال له (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿35﴾ الأنعام) إذاً هي سُنّة الله في خلقه وفعلاً من عوفي فليحمد الله وفعلاً (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ﴿17﴾ الحجرات) من أجل هذا (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴿179﴾ آل عمران) وأحياناً تعجب كيف تتطور جماعة أو طائفة أو حزب أو فئة أو حاكم أو شخص بأن يلغ في دماء الناس؟! فبالأمس العراق كما نعرف فازت بمباراة كرة القدم على فريق كوريا الجنوبية ونحن نهنئهم بهذه المناسبة لأن العراقيين يحتاجون نصراً وفرحة ولو صغيرة وهذه الفرحة وحّدتهم بالأمس كما سمعنا هنا في الإمارات كلموهم وبسوريا بالأردن قالوا نحن عراقيين شيعة وسنة وشعب واحد وفرحوا بهذا. وفي نفس الأفراح حصل تفجيرين الأول بين الشيعة والآخر بين السنة، في هذه الفرحة البسيطة سيارتين مفخخة وإذا بها تقتل 30 إلى 40 شخص في كل مكان. أمريكا تقول أن هذا من فعل الحكومة! بالله عليك حكومة تقتل شعبها لأنه فرح بنصر في كرة قدم؟ هل يمكن عقلاً أن حكومة أو جماعة أو طائفة كهؤلاء يمكن أن تبقى في أذهان الناس؟ هذا قدر الله عز وجل (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ) من أجل هذا رب العالمين سبحانه وتعالى من حكمته أن ينظِّف هذا الكون بين الفينة والفينة (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقود جيشه في أحد خسروا خسارة عظيمة (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ (152) آل عمران) من أجل هذا لا يوجد كبير، كل جماعة تتخذ القتل لا بد أن يلعنها التاريخ ويلعنها الله عز وجل وتلعنها الملائكة وتصبح مثاراً ومثالاً للخسة في الدنيا والآخرة.
ملاحظة من أحد المستمعين: الذهول ليس له علاقة بالتخبط وإنما هو حالة من الشلل الذهني الناتج عن التخبط فما رأي الشيخ في هذا؟ الإجابة: نحن قلنا شيء غير مسيطر عليه وأعتقد الذهول غير مسيطر عليه كذهول سيدنا عمر عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وكلنا نذهل في ساعة صدمة، في ساعة همّ نذهل لكن لفترة موجزة ربع ساعة نصف ساعة أو ساعة ثم ينتهي الأمر.
القتل في هذا الوقت جاء بعد فكرة التكفير وفكرة التكفير هو التخبط الذي نحن نعيش فيه اليوم والغريب أن التكفير بدأ مع الإسلام ما أن مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى وضع بعضنا سيفه في رقاب البعض بأنك كافر ومنهم الخوارج. والخوارج هؤلاء الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم (يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فطوبى لمن قتلهم وقتلوه) حينئذٍ هؤلاء على امتداد التاريخ الإسلامي موجودون من البداية كم صيغة كم جماعة اتخذوا القتل باسم الدين طائفياً ومذهبياً وفكرياً؟ والآن كما تراهم على قدمٍ وساق عمموا كما عممت كل القتلة في هذا التاريخ من الفاشستية إلى النازية إلى الشيوعية إلى القومية إلى العلمانية الخ وأخيراً الطائفية. وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم (من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله) اغتبط على أساس أنه مجاهد وأنه قتله لأنه مشرك رغم أنه مسلم ويقول لا إله إلا الله (من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً) ما في ولا عمل يقبل أي خالد في النار والآية واضحة (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا (93) النساء) أي على إيمانه وفي الحديث (من قال لا إله إلا الله عصم مني دمه) وأحد المشركين قالها في أثناء المبارزة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أقتلته وقد قالها؟).
في إجابة على اتصال من أحد الإخوة العراقيين حول الوضع في العراق أجاب الدكتور أن العراق سيتوحد ولن يكون شوكة في جنب العرب والمسلمين إذا بقي العراق على ما هو عليه الآن من هذه الفرقة سوف يؤثر في كل الدول العربية الأخرى ولكن إن شاء الله سيكون عوناً وسنداً ومثالاً على ما عوّدنا في التاريخ وفي التاريخ هذا الذي جرى في العراق جرى عدة مرات وعاد نظيفاً نقياً؟ فالعراق الآن ينظِّف نفسه وأشهد أمام الله أن هذا الذي يجري لا يشكل واحد بالألف من العراقيين جاءوا في ظروف معينة لكن 999 من العراقيين بكل أطيافه ومكوناته وطوائفه ومذاهبه هم شعب واحد متعلم متحضر مثقف. هذا الشعب أول شعب في التاريخ قبل الخليقة كلها والأصيل لا تخف عليه لأن الأصيل يرجع إلى أصالته وما هي إلا شهور قليلة وسوف يعود العراق كما كان بلداً عظيماً كريماً عوناً لكل العرب والمسلمين وليس عبئاً عليهم وجزى الله العرب خاصة المجاورين بما تلقونا من مشاكلنا ولاجئينا ومساعداتهم وخاصة دولة الإمارات التي وقفت من أول ساعة وفرشت العراق كله بالإعانات والأغذية وجزاهم الله خيراً.
وقضية أن على أن هذه الفتنة في العراق قد جاءت من الخارج هي قضية تاريخية ومسلم بها المستشرق الأمريكي دونر يقول أنه ما من فتنة كبرى وقعت في العراق إلا كانت شُعلتها من الخارج ولم تكن شعلتها من الداخل حتى تلك الفتنة التي وقعت في زمن الصحابة الكرام في مهد هذا الإسلام إنما كانت شُعلتها بقايا المرتدين الذين سيدنا أبا بكر قد أجبرهم على دفع الزكاة فأخفوا ولم ينتقلوا إلى العراق مع المجاهدين للفتح وعندما جاءت هذه الفتوحات من كل صوب سارعوا ليقطفوا هذه الثمار ويأكلوا هذه الخيرات وحملوا معهم مشاعل تلك الفتنة والعياذ بالله. وهذه القضية عجيبة فهذه الأمة مخترقة اختراقاً عجيباً فالمدينة المنورة في قوة اندفاعها يأتون جماعة لا أحد يعرف من أين أتوا يدخلون ويقتلون عمر بن الخطاب الخليفة ولا أحد يعرف من هم ثم بعد ذلك يأتون على عثمان حوالي أربعمائة شخص لا أحد يعرف من أين أتوا ويحاصرون عثمان رئيس الدولة أربعين يوم ويقتلونه شر قتلة وذلك حدث في قوة الدولة دولة أسقطت فارس والروم ما هذه اللعبة؟ وبعد ذلك قيل جاء علج ووراءه منظمة ولها توابع وقد أتوا بشخص خبل واستغلوه لهذه الفتنة وهو لا يدري. وهذا يدل على أننا طوال التاريخ ونحن مخترقين فسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي وعمر بن عبدالعزيز تعرضوا لنفس الشيء والحسن والحسين فهذه الأمة أعجوبة العجائب عندما تقرأ تاريخها كأنه قدر.
إضافة من إحدى المستمعات كلمة يهيمون وتنضم إلى المنظومة كلمة الهائم (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ﴿225﴾ الشعراء) الهيام حركة غير مسيطر عليها وإن كانت جانب مشاعر وعاطفة كالجنون والخبل والذهول الهيام أيضاً.
قتل قتيل بالمدينة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُعلم قاتله – كما في العراق الآن خمسين جثة يومياً مائة جثة ولا أحد يعرف من قتلهم- فصعد صلى الله عليه وسلم إلى المنبر وقال (أيها الناس يقتل قتيلٌ وأنا فيكم ولا يعلم قاتله والله لو اجتمع أهل السماء والأرض على قتل امرئٍ لعذبهم الله ولكبّهم الله في النار) أهل السماء والأرض بقتل واحد يهتز عرش الرحمن (لزوال الكعبة أهون عند الله من إراقة دمٍ مسلم) ومنها القسامة التي يحمل بها أهل القرية جميعاً ويُحلّفون بالله سبحانه وتعالى ولهذا هذا الذي يجري الآن في العالم الإسلامي من بعض الدول التي أصبح القتل فيها كما قال صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج) قضية مرعبة فالأمر أصبح عادياً أنه خمسين مائة جثة يُعثر عليها يومياً ومخرّقة العيون أي وحشية هذه؟ واترك المسلم وانظر ماذا يقول صلى الله عليه وسلم عن قتل المُعاهَد يقول (من قتل معاهداً) سواء كان يهودياً أو مسيحياً أو صابئياً (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة) وهو معاهد (ومن قتل معاهداً في غير كنهه) المعاهد إذا ارتكب بعض الجرائم ألغى العهد كأن يكون جاسوساً أو قتل أحداً غيلة بذلك يسقط العهد لكن هذا الذي يتكلم عنه النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل شيء كان في بيته وأنت قتلته (من قتل معاهداً في غير كنهه حرم الله عليه الجنة) وهو معاهد فكيف لو أنت تقتل مسلماً؟ وهذه ظاهرة مئات يومياً وفي الإعلام يقول خمسين ستين لكن ثق مئات يومياً يخطفون من بيوتهم أو من السجون ويقتلون شر قتلة بالتعذيب بخرق العيون ولهذا هذا زمنٌ لا بد أن يتخلص العرب أولا ً العرب أولاً عليهم أن يتكاتفوا لكي يتخلص العرب أو العراقيون من هذا الذي هم فيه وإلا فإن هذا داء يسري نعوذ بالله الأمة في خطر شديد. من أجل ذلك أمم الغرب الآن تتنادى الآن الشعب الأمريكي، الشعب البريطاني وغيره الآن يتنادى لإنقاذ العراق من حكوماته وكما قلنا في الحلقة الماضية (لا تقوم الساعة حتى يكون الروم اشد الناس عليكم وهم يومئذٍ أمنع الناس من ظلم السلطان) فالآن من الذي ينقذ العراق؟ لسنا نحن ولا العرب بل الشعب البريطاني والشعب الأمريكي تصور المفارقة العجيبة ولهذا العالم كله إذا بقي العراق على ما هو وكل العالم احتل لكن تبقى الدولة قائمة وهنالك حكومة وجيش وشرطة وأنظمة وأجهزة فالدولة باقية الصين احتلت وروسيا وألمانيا وبريطانيا كل العالم احتل أما بهذه الطريقة الفجة هذا خطر على العالم وظاهرة جديدة.
سؤال من أحد المشاهدين في قوله تعالى (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ﴿6﴾ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ﴿7﴾النازعات) كلمة الرادفة هل هي من المنظومة؟ الإجابة: الرادفة التي تأتي بعدها هي صحيح أنها أيضاً ترجف لكن رجفة ثانية أما الرادفة أي الثانية فالثانية مسيطر عليها لكن ما هي محتوى الثانية لم يقل (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) هذه غير مسيطر عليها. (تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) أي التي تأتي بعدها وهي أيضاً رجفة فحينئذٍ هي كمعنى الرجفة في المرتين.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم (اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله وقتل النفس) ويقول (أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة وأول ما يقضى بين الناس الدماء) أول حقوق بين الناس رب العالمين يفصل بينها هي الدماء ولهذا الصلاة من حيث الأعمال إذا حسنت حسن سائر عمله والدماء إذا جاء العبد وفي رقبته دم فقد هلك والنفس مطلقة. يقول قال ابن عمر رضي الله عنهما لما قال الحديث (لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) فقال ابن عمر رضي الله عنهما (من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حِلّ) ورطة لا تستطيع الخروج منها. وفي الحديث (من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة) كأن يقول يستحق هذا أو افـ/عل لم يقل افعل بل افـ أو نصف كلمة اقتل اقـ ثم سكت تراجع أي كلمة تدل على أنك أنت تؤيد هذا القتل فقد هلكت نعوذ بالله (بُعِث يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله) ولذلك في عهد سيدنا عثمان بعض السلف تكلموا بشيء مما كانت يجري عليه ذلك الوقت من السعة فلما قتل سيدنا عثمان لاموا أنفسهم بأنهم قد خاضوا هذا الأمر واعتبروا أنفسهم عوناً والدليل على هذا ما ورد في قصة سيدنا صالح أن الذي قام بالقتل واحد ولكن الدعاء عمّهم.
بُثّت الحلقة بتاريخ 27/7/2007م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها