الحروف في القرآن الكريم, حرف النون

حرف النون – منظومة الأنفاس (نفخ)

اسلاميات

منظومة  الأنفاس

التنفس – الشهيق– الزفير – النفخ –  النفث –  الشمّ –

منظومة الأنفاس وهي جمع نفس والنفس كما تعرفون هذا الهواء الذي يمسك الخير ويمسك الحياة على المخلوقات الحية. حينئذٍ كل شيء يتنفس أي يدخل الهواء ويخرجه، هذا النفس وهو هواء الحياة إذا كنت تتنفسه فإنك تستمده من ما حولك من رياح. حينئذٍ التنفس هو استمداد النفس. هذا النفس هو علامة وسر وسبب الحياة للمنظومة الحيوانية سواء كانت هذه المنظومة ناطقة كالإنسان أو غير ناطقة. الكلمات التي تتجحفل مع كلمة التنفس ونحن في حرف النون والفاء وهي النفس وهي كالآتي: التنفس، الشهيق، الزفير، النفخ، النفث، الشمّ، كلمات قرآنية، تنفس (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾ التكوير) (لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿106﴾ هود) (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ﴿68﴾ الزمر) (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴿4﴾ الفلق) (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴿94﴾ يوسف). هذه الكلمات كلها تستعمل النفس بغرض معين بأسلوبٍ معين لهدفٍ معين حينئذٍ كل واحدة منها عندما تقولها يفهم القارئ أو السامع أنك استعملت النفس استعمالاً خاصاً.

التنفس عملية استمداد النفس للحياة.

النفخ أدخلت هذا النفس فضخيت ضخ النفس ضخاً بشيء آخر لهدفٍ معين (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴿29﴾ الحجر) الخ.

الشهيق: هو طبعاً هذا النفس إذا أدخلته بعمقٍ إلى الجوف وأمسكته يسمى شهيقاً فإذا لفظته إلى الخارج بقوة ومدٍ وصوت كما يفعل المتألم من أنين أو توجع يسمى هذا زفيراً (لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ).

أما النفث فهو قذف الهواء أو قذف النفس بدون ريق إذا كان بريق يسمى تفلاً – وهذا ما جاء في القرآن الكريم – فإذا قذفت هذا النفس بقوة من بين شفتيك باستعمال اللسان إن كان بريقٍ يسمى تفلاً تفل علي أو كما هو بصق وكلاهما لم تأتي في القرآن لا تفل ولا بصق البصاق للإهانة التفل لأمر ما إن كان في فمك شيء وأردت أن تتفله، وإن كان بدون ريق فقط صوت يسمى هذا نفثاً (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، إذا كان لأجل إدخال رائحة معينة يسمى شماً. وطبعاً إذا كان لشم الريح بالذات يسمى تنسماً كشم النسيم وهذه أيضاً كلمة لم تأتي في القرآن الكريم. التي جاءت في القرآن الكريم هي التنفس والشهيق والزفير والنفخ والنفث والشم والله أعلم، هكذا هي المنظومة وكل واحدة منها لها فلسفتها الخاصة.

التنفس: نحن نتكلم عن التنفس وكيف استعملها القرآن الكريم؟ وكيف استعملتها السنة النبوية؟ وكيف استعملها الناس في لغة العرب؟ طبعاً التنفس عرفناه وكلمة (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) تعطينا معلومات هائلة عن تفتح لنا الباب كيف استعمل العرب كلمة التنفس. من كلمات استعمال النفس والتنفس في الكتاب والسنة ما يلي أولاً كما هو أخذنا بأنها الحياة (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) يعني معناها بدأ الصبح حياً وأيضاً تأتي بمعنى البركة كما قال عليه الصلاة والسلام “ألا إن الإيمان يماني والحكمة يمانية وأجد نفس ربكم من قِبَل اليمن” أي بركة ربكم وهذا شيء مفرح لأهل اليمن، وتأتي أيضاً بمعنى كلمة الفرح “لا تسبوا الريح فإن فيها نفس الرحمن” أعني الفرج تفريج الكروب “لأن فيها نفس الرحمن” أي فرجه رب العالمين يفرج على الناس بالريح التي تسوق الغيث وتسوق المطر وحينئذٍ بعدما كان الناس في قحطٍ ومحل وعطشٍ وكربٍ هذا يفرج عليهم. ورب العالمين لما قال (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) لو لم يكن الصبح ببهاء وجمالٍ وإشراقٍ وريحٍ طيبة وإحساسٍ جميل لما سماه تنفساً لأن التنفس عادة إذا أُطلِق فهو على الصحة الكاملة لأن التنفس السليم الذي إذا وضع الطبيب سماعته على صدرك أو على ظهرك قال لك أنت تنفسك سليم دليل الصحة الكاملة، فأي خللٍ في عملية الشهيق والزفير تعني أن في صحتك خللاً. ورب العالمين يقسم بالصبح إذا تنفس لم يقل صبح الهم والغم والجوع والحرب والبغضاء لا بل الصبح الجميل فرب العالمين يقسم لعباده بنعمة عظيمة بصبح مشرق جميل يستيقظ فيه العباد بفرح وسرور يستقبلون يوماً جميلاً بعمله وإنتاجه والفرص المتاحة لعباده في كل مكان وزمان هذا تنفس الصبح. وإلا إذا أصبحت وأنت في غمٍ أو همٍ أو موتٍ أو مصيبة أو خوفٍ أو جوع ليس هناك صبحاً متنفساً وإنما صبحٌ يكاد يلجم أنفاسه هكذا. ولهذا يقال اللهم نفِّس عني أي فرج فالفرج ينفس. ويقول العرب تنفست الريح أي جاءت طيبة ليس فيها غبار ولا فيها مخاطر وعندنا ريح ورياح وحينئذٍ الريح دائماً فيها عذاب وفيها مصائب والرياح دائماً فيها خير ويقول الشاعر مجنون ليلى:

فإن الصبا ريحٌ إذا ما تنفست          على نفس محزون تجلّت همومها

ريح الصبا مشهورة بأنها تنفس الهموم وتأتي بالسعد هكذا لماذا سميت هكذا النفس؟ لأن النفس يدخل إلى الجوف يبرده مثال السيارة فيها هوائي يبرد الماكينة كل شيء حار هناك ما يبرده فهذا النفس عبارة عن جهاز لتبريد الحرارة الداخلية. ومن أجل أن النفس هو يجلب السعد يقال هذا شيء نفيس ونفيس يعني له قيمة منفردة ومتميزة. والمنافسة أي بذل الجهد حتى يعلو النفس، المنافسة مغالبة على شيء ثمين (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴿26﴾ المطففين) المنافسة ليس معناها أنك أنت تتمنى وأنا أتمنى لا بل تعني أن كل ٌمنا بدأ مرحلة عملية للحصول على هذا الذي نتنافس عليه، طالبان نجيبان ذكيان يتنافسان على الدرجة الأولى في الثانوية العامة كل واحد منهم يحاول أن يخرج بمعدل إما مائة بالمائة أو 99.9% وفعلاً الآن في الدولة مجموعة من الطلاب في هذا العام يتنافسون على الدرجة العليا لأن كلهم معدلاتهم 99.9% معناه ما هذا التنافس؟ كيف وصلوا إلى هذا؟ بالتعب الشديد الذي جعل أنفاسهم تتصاعد من هنا جاء قوله تعالى (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) يبذلون جهداً يبذلون فيه أنفاسهم هكذا هو معنى الكلمة. من استعمالات العرب لكلمة النفس بمعنى السِعة يقال أنت نفسي أنت في نفسٍ من أمرك أي أنت في سعة ليش مستعجل؟ ليش مكروب؟ أنت في نفسٍ من أمرك يعني أنت عندك سعة. والنفس عند العرب الجرعة خذ من الإناء نفساً نفساً يعني جرعة جرعة خذ جرعة ثم اترك الإناء ثم خذ نفساً وهكذا. والنفس في لغة العرب طول الكلام يقال تنفس الخطيب يعني أطال كلامه فهو عندما يتكلم ثم يأخذ نفس بهذا النفس يكتسب قوة جديدة على مواصلة الكلام بخلاف ما لو حبس أنفاسه ولهذا الخوف يجعلك تحبس أنفاسك. من أجل هذا كثرة التنفس دليل على الرخاء على الأمان على السعادة على أنك في سعة من أمرك. يقال هذا شربٌ ذو نفس يعني فيه ري وكلنا نعرف يقدم لك كأس ماء تشربه وأنت غير متلذذ بل قد تكون متقززاً إما لأنه كدر أو به شوائب أو أنك استقذرت الإناء أو أنك استقذرت اليد التي قدمت لك الماء ولكنك عطشان فشربته على غير لذة بينما قُدِّم لك كأس نظيف من يدٍ نظيفة وأنت على عطش على ظمأ كأس ماء بارد كما قال صلى الله عليه وسلم “كالماء البارد للظمآن” ولهذا يوم القيامة من حالات المحشر الرهيبة هذه الكأس الباردة التي تأتيك على ظمأ حينئذٍ يقال شِربٌ ذات نفس و كأسُ ذات نفس أو شرب ذو نفس أي فيه ري ويقال أيضاً شربٌ غير ذي نفس إذا كان كريهاً. وكذلك يقال بلد ذو نفس وطعامٌ ذو نفس وبلدٌ غير ذي نفس أي البلد الذي هو ذو نفس هو البلد الذي تجد فيه نفسك في سعة وفي دعة وفي أمنٍ وفي رخاءٍ إلى آخر المواصفات التي تجعلك سعيداً في بلدٍ دون بلد. ما الذي يجعلك في هذا البلد شقي في بلدٍ آخر؟ هو هذا الفرق بالضبط، هذا بلدٌ ذو نفس وهذا بلدٌ غير ذي نفس. أي باختصار هناك بلدان على وجه الأرض على امتداد التاريخ وخاصة الآن هناك بلدان أن تعيش فيها مذعوراً شديد الذعر ولهذا تتلفت يمين شمال تشعر كأنك في جحر ضبٍ من شدة كربك وتتلفت في كلامك في مشيتك تغلق أبوابك عندما تدخل مرعوب من كل شيء وترتاب في كل شيء وهذا موجود بكثرة الآن في العالم العربي والإسلامي بكثرة هائلة لا تعرف من الذي سيخبرك عنك ومن الذي سيسجنك ومن الذي سيخدعك ويشي بك والرزق شحيح والماء شحيح والأمن معدوم الخ من الأمور السيئة بحيث جعلت هذا البلد الناس تكتم فيه أنفاسهم يقال هذا بلد غير ذي نفس. فكلمة نفس في لغة العرب وفي القرآن الكريم والسنة النبوية تدل على الخير أو الشر إيجاباً وسلباً بقدر طاقتك وقدرتك وفرصتك في أن تتنفس برضا أو أن تتنفس وأنت مكروب، وحينئذٍ هذه العبارة استعملت مجازاً على حالات متعددة سلباً وإيجاباً وحيث ما ذهبت في كتب المعاجم أو شعر الشعراء تجد أن كلمة هذا الشيء ذو نفس، يقال فلان له نفس طويل في العلم وهناك فرق بين أن يقول هذا له نفس طويل في العلم وباع في الطويل في العلم، باع طويل في الكيف عنده قدرة أن اخترع اختراعاً هذا له باع طويل، نفس للمواصلة والمطاولة يستمد يقرأ ويكتب ويقرأ ويتعلم ويبحث ويستمر إلى أن يكتشف أشياء يقال هذا فلان نفسه طويل في العلم. وهكذا في التجارة هكذا في السياسة هكذا في الرياضة وتستعمل كلمة النفس إما سلباً وإما إيجاباً يقال فلان ذو نفس وفلان غير ذي نفس يعني هناك شخص لعب مباراة واحدة وثانية ثم خرج من الملعب وآخر بقى عشرة وخمسة عشرة سنة وهو نجم الملاعب هذا يقال ذو نفس. هكذا في العلم هكذا في السياسة هكذا في التجارة هنالك من خبط خبطة جاءت الأسهم وأصبح مليونيراً لا يعرف لا قبلها ولا بعدها وجلس كم سنة أنفق المال كله ثم انتهى به الأمر كما كان وآخر ذو نفسٍ في التجارة هذا وغيره هو هذا ديدنه ولهذا أصبح تاجراً عظيماً يعرف من أين تؤكل الكنف ويقدم خدمات ويعمل مشاريع ويتبرع ويغني ويثري ويطور التجارة هذا تاجرٌ ذو نفس. هكذا في هناك حاكم قام بعمل في حياته ويذكر بأنه كان تقليدي وبليد وخامل ليس منه شر ولكن ليس منه خير أيضاً يوم من الأيام قام بعمل حسن وآخر كل شهر كل شهرين كل خمسة أشهر يقوم بعمل رائع يبهر العالم يقال هذا حاكمٌ ذو نفس حينئذٍ كلمة النفس على غلاوتها أنت بدون نفس تموت فكل شيء بدون نفس يموت الرياضة التجارة السياسة لا بد من صاحبها أن يكون ذا نفسٍ طويل حتى يعيش وتعيش مهنته. حديث العلماء من أصحاب القلوب وهم شيوخ علماء الأرض يتحدثون عن الأنفاس بشكل عجيب أنفاسك كأيامك معدودة فكما تحرص على أيامك عليك أن تحرص على أنفاسك، والنفس أيضاً الحسد عند العرب يقال نفسني على النصر أو نفس علي النصر والظفر لأن الحاسد لشدة حنقه وغضبه يتألم بحيث يحبس أنفاسه كذلك الخائف عندما يخاف لا يتنفس يحبس أنفاسه تماماً فإذا ذهب الخوف يقال تنفس الصعداء. فكلمة النفس أعجوبة العجائب يقال تنفس العمر أي طال والتنفس على غاية الفرح كما في الحديث “وجاء وقد حفزه النفس” كان الصحابة الكرام قد صلوا المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم فبعد الصلاة منهم من ذهب إلى بيته ومنهم من بقي في المسجد وقبيل العشاء خرج عليهم النبي عليه الصلاة والسلام وقد حسر ثوبه عن ركبتيه وقد حفزه النفس أي جاء بسرعة ونفسه يعلو ويهبط قال “ما أجلسكم هنا؟ قالوا: يا رسول الله فرغنا من صلاة وننتظر الأخرى قال: الله ما أجلسكم إلا هذا؟ قالوا: الله ما أجلسنا إلا هذا قال: لقد رأيت ربي يباهي بكم الملائكة ويقول انظروا إلى عبادي” فيها عدة روايات “فرغوا من صلاةٍ وينتظرون أخرى أشهدكم أني قد غفرت لهم” ولهذا سمي هذا الرباط، والرباط هو “من صلى المغرب في جماعة ثم جلس في مصلاه حتى يصلي العشاء فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط”. شاهِدُنا “وقد حفزه النفس” نفسه بدأ يغلبه لشدة فرح النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المكرمة من رب العالمين عز وجل.

بمناسبة عيد الاتحاد وهو عيد كل العرب لأن هذا الاتحاد حجة على العرب جميعاً يوم القيامة جميع حكام العرب سوف يسألهم الله عز وجل لما لم تسعدوا شعوبكم كما فعل حكام الإمارات؟ حينئذٍ هذا الذي جرى في الإمارات جرى في أجزاء التاريخ القليل في صدر هذه الأمة وعادت هذه التجربة العظيمة الرائدة بشخصية سمو الشيخ زايد رحمة الله عليه الذي أصبح رمزاً لم يعد الشيخ زايد رئيس دولة وراح كما يفعل الكثيرون مئات من الملوك والرؤساء حكموا جزاهم الله خيراً ثم انتهى مات أو عزل أو انتهى انتخابه الخ وجاء غيره وجاء غيره. هناك من الحكام في تاريخ هذه الأمة وفي تاريخ كل أمة حكام صاروا رموزاً روزفلت في أمريكا مثلاً، الملك ادوارد في بريطانيا، وهكذا صاروا رموز يدلون على مجد الأمة وفكرها وفلسفتها وحكمها وتقدمها فصار رمزاً توضع صوره على العملة والتماثيل وفي كل مكان لم يعد مجرد حاكم حكم وراح لا بل أصبح رمزاً. من يومها منذ أن أنشئ هذا الاتحاد وساهم فيه كل حكام الإمارات وشيوخهم بهذا اللون وهذا الكيان الذي صار في عيون الناس أمنية ما رأيت بلداً ولا شعباً ولا كاتباً ولا أديباً ولا زائراً ولا سائحاً إلا ويقول ما هذا البلد؟! ولهذا أنا دائماً أقول أسأله تعالى أن يحمي هذا البلد من حسد الحاسدين لكي لا ينفسوه على أهله وحينئذٍ هذا البلد هو بلدٌ ذو نفس كما يقول العرب وكما قال الله تعالى (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) صبحُ هذا الإتحاد تنفس طال وهو صبحٌ طويل إن شاء الله مئات السنين وصبحٌ ذو جمالٍ وبهاءٍ وإشراقٍ وخصبٍ على نحو ما يعرف الجميع يكفي أن تعلم أنه ليس من قواعد الكون العامة إلا استثناءً أن لا يكون للحاكم معارض، ما من حاكمٍ إلا له معارض، دلّوني على معارضٍ واحد لسمو الشيخ زايد رحمة الله عليه أو معارض واحد لحكومة الاتحاد عامة هل هناك في الأرض العربية أو الإسلامية أو في داخل الدولة من يقول أنا لا أريد الاتحاد أو هذا الاتحاد سيء؟ هذا أمرٌ لم يحدث في أمريكا هناك من يريد الانفصال عن بعض الولايات وهناك من يشتم هذا الرئيس أو يعزله أو ما شاكل ذلك في كل الدنيا حينئذٍ هذا بلد ذو نفس كيف يصير البلد ذا نفس؟ نتأمل كتاب تالله عز وجل وحينئذٍ نعرف كيف يصبح البلد ذا نفس حتى يتنفس طويلاً كما تنفس الصبح من آيات الله عز وجل. الله تعالى قال (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ﴿58﴾ الأعراف) البلد الطيب كل شيء طيب فيه ثلاث عناصر ايجابية على الأقل قد تكون عشرة عشرين لا يمكن أن يكون الشيء طيباً إلا فيه ثلاث عناصر ايجابية (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ﴿72﴾ التوبة) المسكن الطيب واسع وآمن وفيه كل حاجاتك، (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴿15﴾ سبأ) بلدة فيها ماء وفيها زراعة وفيها أمن (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴿24﴾ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿25﴾ إبراهيم) فسّرها لك قال لك شجرة جذورها في الأرض فروعها عالية تؤتي أكلها كل حين ثلاث عناصر وهكذا، ما هو هذا البلد الطيب الذي هو بلدٌ ذو نفس بناءً على أن كلمة التنفس في كتاب الله عز وجل تعني كل هذه العناصر؟ واحدة واحدة نحن طبعاً استثنينا الرئيس الرمز لأن هذا استثناء هذا لا يحدث إلا نادراً جداً فكم عندنا نحن الحكام العرب منذ جاء الإسلام إلى الآن كم واحد رمز؟ أربعة خلفاء وعمر بن عبد العزيز والباقي خلفاء جزاهم الله خير بني أمية وبني العباس لكن لهم أخطائهم ولهم أعدائهم ومنهم من لعنهم الخ لكن الرموز معدودين في كل الدنيا حاكم أو حاكمين نحن لدينا ثلاث أو أربعة أو خمسة ستة وهذا من نعمة الله عز وجل إذا صار رمزياً سمو الشيخ زايد على الأجيال القادمة إلى يوم القيامة سيذكر الناس ما قاله الشيخ زايد أياً كان الحاكم أياً كان رئيس الدولة أياً كان رئيس الوزراء سيقال وقال زايد وحكى زايد وكان زايد وكلما تمر الأيام والسنوات سوف تتمركز وتترسخ سيرة سمو الشيخ زايد في قلوب الناس جميعاً حتى تصبح بنفس المهابة والمكانة التي وصل إليها الحكام الرموز في تاريخنا الطويل الذهبي، العناصر التي يمكن لكل دولةٍ تفعلها وفي العصر الحديث الذي نحن فيه لم تفعلها بشكل مطلق إلا دولة الإمارات هناك نسبي في كل دولة هناك جانبٌ نسبي كل هذه العناصر فهذا من فضل الله عز وجل ومعظم هذه العناصر هي من فضل الله عز وجل وجهد الحاكم فيها محدود ولكن الله عز وجل ينزل رحماته وبركاته على من يستمطرها بعدله. عدل السلطان هو الذي يستمطر كرم الله عز وجل وتوفيقه وسداده وأنتم تلاحظون في كل دول العالم العربي هناك تنمية وهناك إعمار وهناك عدل الخ لكن أن ينمو كل هذا على الشكل الذي ينمو فيه وهذا من اللامعقول ليس بجهد البشر هذا الذي يتم في هذه الدولة. فمن غير المعقول أن تجتمع فيها كل هذه العناصر بحيث لا تجد عنصراً واحدا ًيعتبر خللاً أساسياً ينبغي القضاء عليه ولا شيء إطلاقا ًولا واحد وهذا من أعجوبة العجائب في عصر كهذا كأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول أنا قادر على أن أوفق عباداً من عبادي وعبداً من عبادي على أن يقيم دولة كهذه الدولة فهي نوع من أنواع رحمة الله عز وجل. الأساس هو عدل السلطان، أساس البلد ذي النفس يقال بلد ذو نفس ونحن نستطيع أن نتنفس فأنفاسنا ليست مكتومة فكلمة نتنفس أي نسعد، الأساس هو العدل (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴿29﴾ الأعراف) أولاً بالقسط والقسط غير العدل. القسط مرحلتين أولاً تزيل الظلم ثانياًً تحقق العدل، حيث ما وجدت ظلماً أزلته وحيث ما وجدت حقاً عدلت فيه، مزدوجة هذا القسط ولهذا السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله هؤلاء ملوك الجنة أولهم إمام عادل. هكذا هذا العدل وعلامة ذلك كيف تعرف أنك عادل؟ وما من حاكم حتى الذي قتل وأعدم وعذّب وذبح ودمر يقول لك أنا عادل لا يقول أنه ظالم ولذلك هناك ميزان لا يخطئ هو نسبة المحبين له من شعبه، كم نسبة من يحبك من شعبك أكثر ممن يخافك؟ حينئذٍ إذا كان شعبك يحبك ولا يخافك فاعلم أنك عادل مطلق، فإذا كانت هناك نسبة هناك من يخافون منك لأنك ظالمهم وهناك من يحبونك لأنك مكرمهم فعدلك إذاً نسبيٌ ومشكوكٌ فيه. فالعدل المطلق هو أن يحبك شعبك ولا يخافك. الثانية أمن المجتمع، مجتمع آمن له علامات كثيرة تمشي في الشارع الباب مفتوح الخ وعلامته الرئيسية أن الحاكم إذا شاء يستطيع أن يمشي في الشارع وحده، إذا كان حاكم هذا البلد ألفه الناس يسوق سيارته أو يركب حصانه بين الناس بالشهر مرة بالشهرين ويذهب إلى الأسواق ويسوقها بنفسه يعني ولا يخاف ولا يخشى فهذا دليل على أن المجتمع آمن كل شيء له ميزان وميزان المجتمع الآمن أن حاكمه ممكن أن يركب السيارة في أي وقت ويفتر بالشوارع ويزور الناس لوحده لا أحد معه، رأينا هذا في أوروبا بأمريكا غير موجود لكن في أوروبا موجود وفي الإسلام موجود كان سيدنا عمر رضي الله عنه ينام في الشارع ومملكته لا تغيب عنها الشمس “عدلت فآمنت فنِمْت يا عمر” حينئذٍ إذا كان هذا الحاكم رئيس الدولة أو رئيس الوزراء يستطيع أن يمشي بسيارته وحده ويقابل الناس ويسلم عليهم ويعطونه الرسائل وينزل ليشرب الشاي عند هذا البيت وهذا البيت فاعلم أن هذا مجتمع آمن وهذا ما نشاهده كل يوم في هذا البلد، جميع الشيوخ ورئيس الدولة ورئيس الوزراء كلهم نراهم في الشوارع وحدهم كما كان سمو الشيخ زايد رحمة الله عليه. ثالثاً الحزم الرباني، حزم الحاكم الرباني الحزم الرباني الحاكم هناك حزم شيطاني هذه القسوة بالتخويف بالموت بالتعذيب الناس مرعوبة نعم الناس ماشية عدل لكن من الخوف وإذا أمنك يفعل بك كل شيء كما هذا الأب القاسي الشديد العنيف على أولاده منضبطون أمامه ولكن إذا غاب عنهم عملوا كل المحظورات هذه ليست تربية وليس حزماً هذا حزم شيطاني لكن الحزم الرباني هو أن تكون حازم ولكن أولادك يفعلون أمامك كما يفعلون خلفك لأن حزمك بود ليس بتخويف بشخصيتك بفكرك الثاقب كما هو يقول سيدنا علي كرم الله وجهه “لا يكون الأب مع أولاده أباً إلا إذا كان معهم طفلاً حتى إذا التمسوه وجدوه رجلاً” صح هو بسيط ويمزح مع هذا ولا يخيفهم بل بالعكس يحبونه لكن عندما يكون هناك خلل قوي وعندما يرى أخطاء يكون حليماً لكن إذا كان الخطأ قوي حينئذٍ يرون منه شخصية أخرى. هكذا رب العالمين إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، رب العالمين ليس لديه رد فعل سريع يملي لأنه حليم حلم رباني ولهذا (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ﴿45﴾ فاطر) كلنا شاهدنا أخطاء من بعض الناس أخطاء جسيمة وسمو الشيخ محمد سمو الشيخ زايد أنا رأيت بعيني وسمعت بأذني ويعرفون أن هذا خطأ كبير لكن لعله يتوب لعله يتوب لعله يتوب وعندما لم يتب هكذا حينئذٍ يعرف كيف أن الدولة لها نظامها ولها رجالها هذا هو الحزم الرباني في رقة وود وتربية مع حزمٍ إذا اقتضى الأمر. إذاً الحزم الرباني وهو حزم الله عز وجل هو الإمهال (إن الله ليملي للظالم..) ولهذا رب العالمين قال (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴿42﴾ إبراهيم) فالحاكم الطيب كحكام الإمارات هو حاكم لكن عينه مفتوحة جيداً وكل شيء أمامه ولا أحد يلعب على الدولة والدولة كلها تحت عين بصيرة ساهرة تعرف أين الخلل ومتى ما استشرى الخلل وأصبح يهدد المجتمع يضر المواطنين سوف تجد يد الحاكم القوية الرحيمة تنقلب إلى يد حازمة وهذا هو الحزم الرباني الذي ليس بصدد انتقام شخصي أو إفراغ غيظ أو إفراغ غضب لا فالقضية قضية قانون وقضية مصالح أمة. رابعاً السلوك الاجتماعي والعلاقة بالآخر كل مجتمع كل دولة في العالم فيها أجناس ومذاهب وطوائف وعنصريات وأقوام مختلفة كيف استطاع الحاكم أن يجمع هؤلاء؟ تقول الآية (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿17﴾ النمل) مملكة علاقة الناس بالناس جن وأنس وأقوام وهذه ملكة سبأ (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿23﴾ النمل) تستشير الناس هؤلاء كيف استطاعوا أن يجعلوا لهم وازعاً؟ ما الذي يجعل الإمارات وفيها حوالي 150 جنسية من كل لغة ومن كل ملة بهذا التآخي الذي لا تجده في أي دولة غربية أو أمريكية ناهيك عن دولة عربية؟ انظر العراق ماذا جرى به، كل الدول العربية هذه العلاقة بالآخر العلاقات الإثنية طائفياً ومذهبياً وفكرياً وحزبياً أصبحت سموماً، حينئذٍ كيف استطاع حكام الإمارات أن يجعلوا هذا النسيج الجميل كصياغة السجاد الإيراني الجميل فيه ألف لون وكأنه روضة زهور؟ هكذا هو الشعب هنا أي خلل أي مخالفة أي عبث بهذا النسيج الجميل تجد اليد تمتد بحنو وأدبٍ وحزم تفضل وبدون أذى تفضل أنت قمت بخطأ كبير فاخرج أو إذا أنت مواطن تحاسب على فعلتك ليس هناك تعذيب ولا قطع رؤوس ولا ماكينات تصهر الأرجل كما في بعض الجمهوريات الخ. هذا هو الحزم الرباني وحينئذٍ يأتي بعدها حسن السلوك. هذا حسن السلوك ما الدليل عليه؟ المسجد اذهب إلى المسجد هل أن المصلين متناحرون لا يكلم أحدهم الآخر؟ كما هو الآن في معظم أجزاء العالم الإسلامي، ما من صيغة أقبح من صيغة الإسلام عند بعض الإسلاميين أي أن العبث، طبعاً كل جيل له عابثون وعابثوا هذا الجيل من يسمون أنفسهم بالإسلاميين المختلفين طائفياً وحزبياً وفكرياً ومذهبياً كلٌ يكفر الآخر تطور الأمر كلٌ يقتل الآخر تطور الأمر كلٌ يقطع رأس الآخر تطور الأمر كلٌ يخرق عين الآخر بالدريل تطور الأمر كلٌ يلقي الآخر بالأفران وكلٌ يقول لا إله إلا الله والله أكبر، والإمارات فيها مذاهب وأفكار وطوائف والمسجد جميل ومنسجم متآخي كما كان على امتداد التاريخ في العالم الإسلامي وما في غير الإمارات بهذا النسيج الجميل المتحاب من غير أن يجد أحد من الناس فرصة لن يبدي انفعاله أو غضبه أو رفضه للآخر أو هذا الذي وجد طريقة في معظم الدول العربية والإسلامية استحر القتل بالمسلمين فيما بينهم. إذاً المسجد هو العلامة كما أن لكل صفة مرت علامة علامة الوحدة الوطنية النسيج الاجتماعي المسجد إذا كان المسجد هادئاً على ما كان في عهد أجدادنا مسجد هادئ جميل منسجم تصلي وتخرج كلنا نقول لا إله إلا الله (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ﴿78﴾ الحج) لا يهمنا عنوانك فأنت بظاهر الدولة أنت مسلم في بيتك أنت حر سواء كنت اخواني أو بعثي أو شيوعي أو وهابي أو سلفي أو شيعي أو سني لا يهمنا فأنت حر لكن إياك أن تحاول طرد الآخر وأن تعتدي عليه وأن تسلبه حريته أنت في المسجد مسلم (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) كلنا مسلمون هذا شيء خاص فيك في بيتك مزاجك في الطعام في الشراب في ما تقرأ نحن لا نعرف ماذا تقرأ، تقرأ كتاب شيوعي قومي شيعي سني أنت حر لا نمنعك إياك أن تعمم هذا وتجعل من هذا سبب لقتل الآخر هذا هنا ممنوع هذا هنا تم طواعية لماذا؟ الناس على دين ملوكهم، هذا التسامح عند الشيوخ في هذه الدولة المباركة كلنا نعرف أنت تدخل إلى الشيخ بسيارتك إلى قرب غرفته لا يمنعك أحد، ما هذا الرقي؟ ما هذا التسامح؟ ما هذه الثقة بالنفس؟ ما هذه الثقة بالشعب؟ فإذا كان الملوك هكذا فأنت قطعاً ستكون منضبطاً مثلهم وهذا الذي جرى في هذه الدولة ولعل ما يجري هنا 5% منه يجري في العراق في سوريا في أفغانستان في باكستان في بعض الدول التي بدأت فيها المصائب من الآن ليتهم يتعلمون من هذه البلدة. خامساً الرزق الحسن (وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا﴿75﴾ النحل) الرزق الحسن كما يقول المفسرون عدة مواصفات علامته كما قلنا لكل شيء علامة وعلامة الرزق الحسن أن يكون رزقك في بلدك فالبلد لا يجبرك أن تهاجر في العراق الآن هاجروا السوريين هاجروا المصريون هاجروا الفلسطينيون هاجروا الهنود هاجروا الباكستانيون هاجروا الخ كل العالم الآن تقريباً يهاجر طلباً للرزق ويأتي إلى الإمارات ما من بلدٍ في العالم إلا وله جالية في الإمارات. إذاً الإماراتي لا يبحث عن الرزق في غير بلده بل في بلده وكلنا سمعنا عن المكرمة التي تمت من الدولة قبل أيام هذه المكرمة الثالثة أو الرابعة في زيادة الرواتب فكلما وجدت هذه الدولة أن الأسعار غلت قليلاً رأساً لاحظوا هذا في شعبهم وجاءت المكرمة والمكرمات المتعددة سخية جلية تتناسب مع النفسية السمحة الراقية لشيوخهم على هذا الذي نراه، شيوخ تتلذذ بإسعاد شعبها هكذا كان المسلمون الأوائل كما قال سيدنا أبو بكر الصديق في أول خطبة خطبها. حينئذٍ هذا الذي يجري هنا لا تجده إلا نادراً في دول العالم كله. هذا الرزق الحسن قلنا أن يكون في بلدك وهذه واحدة من الصفات الكثيرة لكن الرزق الحسن أن تكون في بلدك رخياً. سادساً مجموعة الضمانات: ضمان صحي ضمان اجتماعي أصحاب الاحتياجات الخاصة الأيتام الأرامل المعوقين أنواع وأنت امش بهذه الدولة كلنا دكتور نجيب وأنا ذهبنا إلى هذه المراكز نلقي المحاضرات ورأيناهم حتى السجون والله يا أخي أنا ذهبت إلى سجن دبي وكأنه فندق خمس نجوم وتدريب على الحرف فتخرج وأنت لديك حرفة والذي يحفظ خمس أجزاء من القرآن تخفف عنه العقوبة والذي يحفظ القرآن يخرج ويعلمونهم فقه وكمبيوتر فتخرج أنت إنسان آخر فعلاً دور إصلاح وليست دور عقاب هكذا هو الأمر. سابعاً التطور العلمي البلد الطيب ذو النفس فيه علم فالعلم أساس الكون أساس الحياة وما من عبادة أعظم من العلم (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ َ﴿45﴾ العنكبوت) أي العلم فالعلم أعظم ذكر لله عز وجل وهذه البلد على صغرها كم جامعة فيها كم جامعة رسمية وأهلية؟ كم هم هؤلاء الناس وصلوا إلى أعلى الدرجات؟ كم جائزة للعلماء وجائزة للأداء الوظيفي وجائزة للاختراع؟ كم من آلاف الطلاب يبعثون؟ أما هذا المشروع العظيم مشروع دبي العطاء هذا أعجوبة العجائب هذا الذي يحدث لأول مرة في التاريخ سنتكلم عنه في الحلقة القادمة لأن الحلقة تتكلم عن هذا الموضوع عن الإنفاق من أجل هذا التطور العلمي هنا في هذا البلد على هذه الوتيرة المتطورة دائماً فنحن حضرنا إلى هذا البلد المبارك عام 76 وأنشأنا جامعة الإمارات وكنا حوالي أربع عمداء ورئيس جامعة و12 رئيس قسم ولم يكن هنالك جامعة نهائياً والله ما توقعنا أن هذه الجامعة تكون في يوم من الأيام إلا عشر جامعة بغداد لأن جامعة بغداد منذ مائة سنة وإذا بها بأربع خمس سنوات بعشر سنوات تفوق معظم بل كل جامعات الدول العربية التي أعرفها والتي درست فيها أو درست فيها. أما الآن فانطلاقة الإمارات في قضايا التعليم ومجالس العلم ومؤتمرات العلماء والتطور بشكل مذهل ولهذا أسأله تعالى أن يحميهم لأننا في عصرٍ ربما كان تطور العلم الذي فيه يزيد عن الحد ربما يثير بغضاء بعض الناس. أيضاً قيمة الشعب متى تكون قيمة الشعب عالية علامة ذلك قيمة العملة وهذا شيء معروف قيمة الشعب من قيمة عملته إذا كانت عملتك ساقطة فالشعب لا قيمة له وهذا معروف ليس معنى أن ليس له قيمة أنه لا قيمة له لكن هو أصبح اهتمامه بالقضايا بائس وتعرفون ماذا يعني الدرهم الإماراتي والحمد لله وهو في اطرادٍ باستمرار إن شاء الله. أخيراً المحافظة على التقاليد التي كان عليها أجدادك وأجداد أجدادك وكلنا نعرف كيف أن الخليج عموماً المملكة وقطر والبحرين والكويت وعمان كلها كل مجلس التعاون الخليجي من أكثر العرب حفاظاً وخاصة الإمارات على تقاليد العرب وعلى التقاليد الإسلامية والمساجد عامرة لباسهم عاداتهم نساؤهم ما من شريحة من شرائح العرب تصل إلى مستوى تقاليد الخليج العربية في الضيافة في الكرم في رمضان في الولائم في الأعراس وبارك الله فيهم وجزاهم الله خيراً ونسأله تعالى أن يديم العز على هذا الشعب كما قال الأثر (كما تكونوا يولى عليكم) وقد ولى الله عليهم أمثالهم فلهم الفضل والجود والكرم ونسأله تعالى أن يطيل في أعمار شيوخها وأن يسعد شعبها وأن يوحد العرب جميعاً على نحو ما وحد الإماراتيون أنفسهم.

بُثّت هذه الحلقة بتاريخ 30/11/2007م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها