منظومة العطاء الخاص
نفق – نفح– نفل – نحل – أهدى – وهب – نقر – لهث
تكلمنا عن منظومة العطاء في حلقة سابقة وتكلمنا عنها من حيث الكلمات الأساسية العطاء والجود والسماحة والكرم والإحسان وهكذا التي تعني أن إحساناً أو نوعاً من أنواع العطاء بدون تفصيلاتها وبدون إدخال الجزئية في الكل الآن نتكلم عن تحقيق ذلك الكرم وقلنا الفرق بين الجود والكرم والسخاء بينا هذا والعطاء طيب كيف تعطي؟ هل أن كل عطاء له نفس الاسم؟ لا الجواب لا هناك عطاء عام تكلمنا عنه سابقاً ومنه عطاء الزكاة والأنفال والفيء وما إلى ذلك اليوم نتكلم عن عطاء خاص منظومة العطاء الخاص يعني أنا متبرع لا يلزمني ذلك بشيء ولا يلزمني ذلك بشيء وإنما أنا أقدم هدية لشخص ما هذا عطاء خاص الأشياء التي تفرح المقابل الفقير عندما يأخذ الزكاة لا يفرح لأنه يعلم أن هذا واجبٌ وفرض على جميع المسلمين فهو يأخذ حقه كمن يأخذ راتب الذي يأخذ راتب لا يشعر بمنة أن الدولة ويقدم شكر لا لأن هذا واجب الدولة تعطيني راتب مقابل عملي فالعطاء العام كالرواتب والزكاة وما إلى ذلك تكلمنا عنه الآن نتكلم عن منظومة العطاء الخاص كالهدية والهبة والنفحة وما شاكل ذلك شخص يقدم لك هدية (تهادوا تحابوا) (بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴿36﴾ النمل) وفعلاً شيء مفرح أن يقدم لك شخص ما هدية أو أنت تقدم هدية لعزيز بمناسبات مختلفة بزواج ببيت بعرس بمعروف بأي شيء هذه الكلمات في العطاء الخاص تتبعناها في كتاب الله عز وجل ووجدناها تنضم تحت ما يلي نفح ونفخ ونفل ونحل نحن في حرف النون بل نحن في أواخر كتاب النون وبعد النون الهاء والواو والياء وننتهي من هذا البرنامج. نفح ونفق ونفل ونحل وأهدى ووهب وانتهينا أما الصدقة والزكاة والرواتب فهذه من العطاء العام الذي تحدثنا عنه سابقاً وخمس الغنائم والفيء وما إلى ذلك. ما الفرق بين نفح ونفل ونحل وأهدى ووهب؟
النفل الزيادة مثال شخص أقرضك مائة دينار ألف درهم فلنقل مائة ألف درهم وأنت بعد أن وفيته هذا المال قدمت له زيادة في المال لم يشترطها ولم يتفق عليها إكراماً (من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه) هذا الرجل أسدى إليك معروفاً فقدمت له مبلغاً آخر هدية هذا يسمى نافلة (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ﴿72﴾ الأنبياء) (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ﴿79﴾الإسراء) النافلة الزيادة على الواجب كل عطاءٍ خاص أساسه زدت على الواجب جزءاً منه أو من جنسه يسمى نافلة كل عطاءٍ خاص بينك وبين اثنين أديت الواجب الذي عليك ثم زدت على ذلك منك يسمى هذا نافلة نفل فلانٌ فلان وهذا من علامات الشعور بفضل المنحول وفي الحديث القدسي (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) لماذا؟ رب العالمين قال لك يا عبدي صلي الصبح ركعتين أنت صليت أربعة قال لك يا عبدي أنت لا عليك غير الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء أنت صليت الضحى وصليت وصليت الوتر وصليت التهجد بالليل فأحبك لأنك نفلته أعطيته زيادة على الواجب والفرض الذي افترضه عليك لماذا فعلت ذلك؟ كما قال الدكتور نجيب أولاً لشعورك بفضل الله عليك فأنت إذاً محبة في الله ولفضل الله عليك أعطيته فوق ما يطلب منك، أعطيته فوق حقه حق الله عليك ركعتين الصبح أربع الظهر أربع العصر ثلاث المغرب وأربع العشاء كل ما عدا ذلك أنت نفلت الله به (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) فالنوافل العطاء الذي يزيد على الفرض الذي عليك دين قرض أو ما شاكل ذلك لأنك تشعر بفضل المقابل عليك فكل شيءٍ يكون أكثر مما يجب عليك وتعطيه طواعية لفضل المعطى فهذا يسمى نافلة أو نفلاً ولهذا فإن هذا من الأشياء المفرحة فهذا المقابل الذي أنت أكرمته بهذه الزيادة وأشعرته بهذه الزيادة أن له فضلاً عليك قطعاً سيفرح فهو عطاءٌ مفرح وعطاءٌ خاص بينك وبينه ليس عاماً هذا النفل.
النفح: أما النفح فهو العطاء الشامل الطيب الملذ الممتع المبهج أي عطاء تشعر معه بالسعادة باللذة كنفحة الهواء الرطب في يوم حار ما هو شعورك عندما تهب عليك نفحة من هواء عليل بارد في أمسية حارة في غاية الانتعاش لشعورك برقة هذه النفحة فالنفحة هو العطاء الذي يكون فيه ذوق والذي أعطاك في منتهى الكرم لا يمن عليك وكان تقديمها يحفظ كرامتك ويشعرك بقيمتك عنده هذه نفحة (إن لله نفحاتٍ فتعرضوا لنفحات الله) فالنفحات شأن الكرام الأغنياء يعطوك شيء لا تملكه وليس من ممتلكات أمثالك مثلاً شخص بدوي يركب البعير على غفلة تهديه سيارة مرسيدس آخر موديل قطعاً فيها ذوق فيها رفعة وتجديد حياة جددت حياته كنفحة الهواء الطيبة ولهذا عندنا نفحة وعندنا نفخة فالنفحة للبارد والنفخة للحار وحينئذٍ النفحة كل عطاءٍ خاص بين اثنين تشعر المقابل بقيمته وأنك رددت إليه روحه وأشعرته بأن له قيمة عندك يسمى هذه نفحة ونحن الآن في أرقى أيام النفحات ما من عملٍ أحب إلى الله عز وجل بعد رمضان من العمل في هذه الأيام حتى ولا الجهاد في سبيل الله كما جاء في الحديث فنحن في أيام النفحات ولهذا عطاء الله لكم عجب للصائمين للقائمين لأهل المساجد للمنفقين لأهل العلم وأهل العلم عندهم عند الله حظوة (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ﴿18﴾ آل عمران) حينئذٍ هذه الأيام والله يعطيك طول السنة يعطي الفقير طعاماً ويعطي المحتاج مالاً ويعطي المظلوم أو المهضوم أو الخائف يعطيه أماناً عطاء الله كثير لكنه عطاء معروف الحسنة بعشر أمثالها وبعشرين وبخمسة عشر وبثمانية عشر وبسبعمائة والخ عطاء الله في هذه الأيام من النفحات كالنسمة الباردة شامل ورطب وجميل وغامر تسمى هذه نفحة.
الهدية: ثم هنالك الهدية وهي ما كان في مقابل شيء مادي أو معنوي أنت أما أن تكون قد قدمت لي شيء فأنا أكافئك به كما يقول المثل العامي عندنا (الهدية بقة وردودها جمل) فالهدية أنت أسديت لي معروفاً إما مادياً أو معنوياً قمت لي بخدمة بدا منك شيء أحبه أكرمتني إكراماً مادياً أو معنوياً أو أي شيء شعرت أنا بأن لك فضلاً فقدمت لك الهدية رداً على ذلك إذاً في مقابل الهدية بالذات فيها مقابل وهي طبعاً مفرحة (بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) (تهادوا تحابوا) حينئذٍ الهدية هي عطاءٌ خاص من المفرح ولكن دائماً يكون في مقابل شيء إما مادي سبق منك أو معنوي سبق منك أيضاً وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها بل فيها غمزٌ من يأخذ الهدايا ولا يردها ولا يرد مثلها أي لا يثيب عليها فالموقف الكريم أن من أهدى إليك عليك أن ترد له الهدية وتثيب عليها. هذه النفحة جاءت في القرآن الكريم وطبعاً القرآن الكريم فيه مجازات (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿21﴾ آل عمران) فالعذاب ليس فيه بشارة ولكن من باب المجانسة وحينئذٍ رب العالمين قال تعالى (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ﴿46﴾ الأنبياء) والعذاب نفخة ليس نفحة أو لفحة (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴿104﴾المؤمنون) اللفحة غير النفحة اللفحة للحار والنفحة للبار ورب العالمين من باب التهكم بهم كما قال (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) قال (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ).
النِحلة: لدينا أيضاً كلمة النِحلة-بكسر النون- نحن قلنا الهدية بعوض في شيء سبق منك أكرمتني بشيء مادي أو معنوي أرده لك هذه هدية أما النحلة فهي عطاء بلا مقابل فأنت بلا مناسبة قدمت لي هدية بلا مناسبة فلم أقدم لك أي شيء هذه نحلة فالنحلة عندما لا تكون بمقابل (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ﴿4﴾ النساء) رب العالمين قال أنا رب العالمين نحلت هذا للنساء ولم أفرض على النساء أن يدفعن المهر والصداق للرجال ولو شاء الله كما عند الأقوام بعض الأمم المرأة تدفع المهر والصداق فرب العالمين في هذا الدين قال لا في هذا الدين الرجل هو الذي يدفع الصداق لامرأته وحينئذٍ نحلة فرب العالمين أعطى هذا العطاء الخاص للنساء بدون مقابل من كرم الله عز وجل (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) ولذلك قال الله تعالى (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴿21﴾ النساء) جعله الله حقاً خالصاً لأن هذا لله فعلاً (وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) يا الله (وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ) دخلت في فضاءٍ لا حدود له وهو مع غيركما أضيق من خرم الإبرة فالمرأة مساحتها مع غير الزوج أضيق من خرم الإبرة لا أحد يلمسها ولا احد ويراها ولا أحد يختلي فيها ولا أحد يكلمها بكلام غير لائق لاءات لا حصر لها مقدسة هذه عرض الأمة وشرفها أمة صارت أمة بعرض المرأة لنزاهة عرضها الأمة الوحيدة التي يتزوج الرجل فيها المرأة عذراء ولهذا لك أقارب وأعمام وأخوال بفضل الله وفضل المرأة عليك ولهذا الله قال أنت تدفع المهر نحلة ولهذا قال (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى) دخلت معها هذه التي لو أعطيتها كل ملك الدنيا لا تسمح لأحد أن يقبلها أو أن يلمسها أو أن الخ ناهيك عن ما هو أكبر من ذلك، كل ملك الدنيا تموت الحرة ولا تأكل بثدييها وفعلاً نساؤنا لو قطعتها إرباً لا تفعل الفاحشة لكن مع الزوج تدخل في فضاء يفعل ببعضهما ما يشاءان (أَفْضَى) (وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا).
سؤال من إحدى المشاهدات: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ﴿8﴾المدثر) هل النقر نوع من أنواع النفخ؟ الإجابة: رضي الله عنك أنا فخور بالمشاهدين والمشاهدات حقيقة هذه (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) نعم حقيقة نحن فخورين ببناتنا اللواتي في كل حلقة يضفن إلينا شيئاً لم نكن نفطن به وهذه (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) تعني إذا نفخ في الصور، فإن شاء الله نضيفها إلى المنظومة.
الهبة: نعود إلى منظومتنا فالهبة على خلاف النحلة وخلاف النفحة وعلى خلاف الهدية كلمة الهبة الهبة عندما لا تجدها إلا عند الواهب مثلاً الدولة هنا تعطي أراضي مجاناً للمواطنين وهذا لا يمكن أن تحصل عليه إلا من الدولة كونك لا تحصلها إلا من هذا الواهب تسمى هبة فرب العالمين لأنه وهاب (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴿49﴾ الشورى) فمن الذي يهب هذا غير الله عز وجل ليس هناك طريق للهبة غلا هذا الطريق فكل هبة وخذ القرآن الكريم (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ (50) الأحزاب) (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿84﴾ الأنعام) (وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴿35﴾ ص) كل هذا لا يمكن أن تحصل عليه إلا من هذا الواهب فإذا كثرت هباته سمي وهاباً فالوهاب من أسماء الله تعالى ناس قالوا من أسماء الذات وآخرين قالوا من أسماء الصفات ولا أفرق بين هذا وهذا ونحن فينا غرور أن نتحدث عن الله بهذا التفصيل وهو الذي (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ﴿103﴾ الأنعام).
سؤال: أريد أن أضيف كلمة إلى المنظومة السابقة منظومة النفخ كلمة يلهث (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ﴿176﴾الأعراف)؟ الإجابة: حدثتنا ابنتنا من السعودية أو من أبو ظبي وأضافت كلمة اللهث وقد أدخلناها إلى المنظومة بارك الله فيكم.
كل هذا الذي ذكرناه من أنواع العطاء الخاص والعطاء العام كل ذلك يشكل عبادات عظيمة إذا نويت بها وجه الله عز وجل من أجل هذا إن النية في هذا الدين أساسية ومركزية (نية المرء خيرٌ من عمله) (إنما الأعمال بالنيات) فإذا أنت نويت أن كل ما يخرج من يديك هو في سبيل الله ولوجه الله فكل ذلك عبادة من أجل العبادات فالإنفاق نوعان إنفاق الخاصة وإنفاق العامة إنفاق العامة بعض ما عندك إنفاق الخاصة أن تنفق كل ما عندك (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿133﴾ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ ﴿134﴾ آل عمران) فقير مريض عنده ما عنده يعطي هذا خاص هذا أبو بكر واثنين ثلاثة فقط والإسلام لا يأمرك بل ينهاك عن غير ذلك إذا كنت من أهل العامة وكلنا من أهل العامة فعبد الرحمن بن عوف من كبار الصحابة ولم يكن عنده غير بنت واحدة فقط فقال (يا رسول الله إني رجلٌ مليء) كان غنياً فتح مصارف وبنوك للمسلمين في كل الأرض الإسلامية لكي يقرض أصحاب الحاجات بدون فوائد تصور! جداً كان موفقاً من أهل التجارة وحينئذٍ هذا الرجل ليس له إلا بنت واحدة فقال (يا رسول الله إني رجلٌ مليء ولا يرثني إلا ابنةٌ واحدة أفتصدق بكل مالي قال: لا، قال: فبشطره قال: لا، قال: فبثلثه قال: الثلث والثلث كثير لأن تذر ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تذرهم فقراء يتكففون الناس) هذه القاعدة في هذا الدين، أنفق رويداً أنفق بقدر ما لا يخل بمصلحتك ومصلحة عيالك ومسؤولياتك الأخرى لا يأخذك الحماس وتعطي كل ما عندك إلا إذا كنت من أصحاب الخاصة وهؤلاء راحوا وانتهوا وأنا قد رأيت واحداً من الخاصة في حياتي رأيت أحد الناس لا يبقي إلا ما على جسده من ثوب ولا يأكل إلا كسرة خبز وكان عنده أموال طائلة هذا خاصة كأبو بكر الصديق لما تخلل بالعباءة نحن فيما عدا ذلك وهذا شيء جيد (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴿67﴾ الفرقان) أنت بين هذا وهذا أنت عليك زكاة هذا فرض زوّد شوي على الزكاة شوية هدية هنا هبة هنا نفحة هنا نفخة هنا نحلة هنا الخ وحينئذٍ أنت في مقامٍ رفيع لماذا؟ العبادات كلها جليلة وكل عبادة لها سمتها عند الله عز وجل أعظم ما يحبه الله عز وجل من العبادات منظومة الإنفاق والعطاء بكل أنواعه الخاصة والعامة المفرحة والواجبة هذه عند الله عظيمة جداً يزن بها الناس (تجاوزوا عن ذنب السخي فإن الله يستره) عطاء شربة ماء تشفع لصاحبها يوم القيامة حكم عليه بالنار والملائكة كانت تأخذه إلى النار مقيداً فرأى شخصاً فقال له أنا سقيتك وضوء شوية شربة ماء قال والله صحيح فقال اشفع لي فقال وهب لي وضوءاً ما كنت أحصله من غيره فكان سيموت من العطش وأيضاً هذه البغيّ كلب يلهث أعطته ماء هدية هبة نفحة نحلة فدخلت الجنة (تجاوزوا عن ذنب السخي) (السخاء خلق الله الأعظم) فكن سخياً بالمعروف. عندما نستعرض أي الإنفاق أكرم عند الله عز وجل هناك إنفاق في سبيل الله (قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿215﴾ البقرة) فالإنفاق في القرآن الكريم شاهد ولهذا هو القاسم المشترك بين كل المجاميع والمنظومات حينئذٍ عندما تتبع الكتاب أعظم أنواع الإنفاق الخاص والعام العطاء الخاص والعام ما كان في سبيل الله من حيث أولاً ما كان يتعلق بالوطن والمواطن قد تعطي فقير تعطي صديق هدية كل هذا جائز كله عظيم إما أعظم أنواع الإنفاق ما كان يتعلق بالأمة ككل وبالوطن والمواطن وذلك في ثلاثة حالات أعظم أنواع الإنفاق عند الله عز وجل والتي تغير حالة العبد 180 درجة عند ربه أولاً الوطن والمواطن أشد أعدائه فتكاً ثلاثة العدو الغازي من الخارج والذي قال تعالى (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿41﴾ التوبة) والعدو المخرب من الداخل والزاحف من جهلٍ وفقرٍ ومرض أخطرها هذا الخطير لأن ذلك كله كبيرة كله الجهاد الأصغر الجهاد الأكبر هو هذا الجهاد الأكبر والذي هو أعظم العطاءات أجراً ما كان لدفع الفقر أو المرض أو الجهل عن الوطن والمواطن من حيث أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالقوة والقوة هي العلم والقدرة إذا كان لك علم وقوة فأنت قوي كما قال سيدنا يوسف (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴿55﴾ يوسف) سيدنا داوود أول ما قال قال(عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ﴿16﴾ النمل) أول علاقة بين الله وآدم التعليم قال (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴿31﴾ البقرة) وحينئذٍ لو تتبعت العلم ومكانه ومحاربة الجهل ومحاربة الفقر ومحاربة المرض ولأن يكون المجتمع سليماً معافى من هذه الأعداء الثلاثة لأدركت أن العبادات هنا لا يغرنك من امرئ قميص رقع وإزاراً فوق كعب الساق منه رفع وجبين لاح منه أسرٌ قد قلع ولحية مفروشة وسواك معلق هذا كلام يفعله الشارد والوارد وفيه رياء أكثر مما فيه إخلاص من الأشياء التي تخيف والتباهي إذا شعرت بأن لك عبادة تحتقر الآخرين من خلاله فأنت محبط العمل نعوذ بالله وهذه أعجوبة العجائب في هذا الدين رجل صالح تقي ورع متتبع عنده أخ فاسق قال له والله ليدخلنك الله النار قالها باحتقار فقال الرب عز وجل من هذا الذي يتألى عليّ؟ وعزتي وجلالي لأدخلنه الجنة ولأدخلنك النار مكانه. تأمل هذا الدين لا يقبل التعالي على الناس ولهذا إن كثيراً من العبادات الشكلية التي لا تقدم ولا تؤخر تزرع في صاحبها روح التعالي والترفع وأنك أنت تحتقر من لا يفعله كشخص عنده لحية والآخر ليس لديه لحية فتنظر له بازدراء وآخر واضع سواك وأنت ليس لديك سواك تنظر له بازدراء شخص لا يصلي الليل وأنت تصلي الليل فتنظر له بصغار فأنت محبط عليك أن تشعر دائماً أنك أقل من غيرك وأن كل ما تفعله لا يساوي نفساً واحداً لو سجدت لله من ساعة ما ولدتك أمك إلى أن تموت بعد مليون السنة هذا السجود لا يوازي نفساً واحداً من أنفاسك فما بالك بنعم الله كلها إذاً العبادات التي توجع سلباً وإيجاباً هي العطاء من أجل هذا ولد الدرهم فانظر غيه من ورعه كم أنت عفيف عن المال الحرام وكم أنت سخي بالمال الحلال هذا الذي يوم القيامة يكون فيه الإبداع، ويقول ابن عطاء السكندري معصية أورثت ندماً خير من طاعة أورثت عجباً العجب محبط (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ ﴿17﴾ الحجرات) (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴿60﴾ المؤمنون) كل ما يفعل من جهاد وعطاء يرى نفسه لا شيء كأنه لم يفعل شيئاً (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿17﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿18﴾ الذاريات) ورسول الله يستغفر سبعين مرة في الجلسة الواحدة، حينئذٍ هذا الإنفاق أعظم ما يكون عندما يكون في سبيل العلم لماذا؟ أنت إذا كنت فقيراً ممكن أن تعيش بل إن الفقر يكون لذة في بعض المرات بل نحن مأمورون أن نكون فقراء ونحن أغنياء فأنت غني عندك فلوس لكن قال لك لا تأكل غير وجبة واحدة إذا أكلت أكثر من وجبة في اليوم فأنت مسرف (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴿141﴾ الأنعام) (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا﴿31﴾ الأعراف) قالت: يا رسول الله ما السرف؟ قال: أن تأكلي في اليوم أكثر من مرة. كل مرة وهذه المرة لا تجمع فيها بين لونين (ما جمع النبي بين لونين من طعام) وهذا اللون الواحد يجب أن لا يبقى منه زيادة (ما رفع من أمام النبي مائدة وفيها فضلٌ) والخ إذاً عليك أن تعيش عيشة الفقراء بالطعام والآن يقول الطب أن هذا هو الوضع المثالي للإنسان المتحضر وصدق النبي عندما قال (المعدة بيت الداء) ولهذا عندما أهدوه المقوقس قال ماذا نفعل بالطبيب؟ (نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) فهذا فقر. ثانياً أن لا يكون لديك أكثر من شيء تلبسه على جسدك أما نحن جميعاً أشكال وألوان وتلاحظوني أنا عندي أربع أو خمس بشوت هذا ليس من شأن المسلمين الصالحين إذاً فالفقر ممكن أن تتعايش معه والمرض ممكن أن تتعايش معه هنالك أناس معوقين رضي الله عنهم ملوك الجنة هنالك من هم مقطعة أيديهم وأرجلهم وفاقدي البصر ممكن أن تتعايش مع المرض إلا الجهل فهو مصيبة المصائب.
سؤال: هل العطاء بين الزوج وزوجته يعتبر من العطاء الخاص؟ الإجابة: جداً في الحديث (يا رسول الله الدينار أضعه في سبيل الله (أي في محاربة الفقر والمرض والعدو الخارجي والاحتلال والخ) والدينار أضعه في يد مسكين والدينار في فيه أهلي (أي في فم زوجتي) أيها أكرم عند الله؟ قال: الدينار في فيه أهلك) وفي رواية (في فيه عيالك) إذاً الإنفاق على البيت الخاص كأن تعطي زوجتك هدية تعطيها فلوس والنبي r قال عن الناس قال (أنفق عليهن من طولك) كل إنفاقٍ زائد على الزوجة هذا من العبادة إذا قصدت به وجه الله وليس لأنك تخاف منها فبعض الرجال محكومون من زوجاتهم ويعطيها غصباً عنه فهذا غير محسوب بل هو يعطيها طواعية إذا كنت أنت رجل في البيت ولكنك تدلل الزوجة وتعطيها المال والهدايا ومدللها تماماً فأنت تعمل عطاءً خاصاً من أعظم أنواع العطاء. الضيافة عطاء عظيم والهدية والهبة والخ أعظمها ما كان على زوجتك لأنك تحصنها بذلك.
حينئذٍ نقول أن ثقافة الناس في العطاء في العطاء الخاص فيما هو شائع الآن ينحصر في أماكن معينة وقر في أذهانهم أن هذا كل العطاء الحسن عند الله وهو مثلاً بناء المساجد الآن تذهب إلى أي شخص وتطلبه المال من أجل بناء المساجد يعطيك مباشرة ولكن لو قلت له أبني مدرسة لا يعطيك وهذا إجحافٌ هائل التمكين (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ﴿21﴾ يوسف) (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴿6﴾ القصص) التمكين العلم والمال إذا وهب الله المملكة أو الشخص أو الدولة أو الحاكم علماً ومالاً فقد مكنا له في الأرض وحينئذٍ الأمة هذه ينبغي أن تمكن فمن أسباب ضعف الأمة الآن عندها مال لكن ليس لديها علم ولهذا عليك أن تعلم أولاً الأرض كلها مسجد وطهور جميع الأرض صلي حيثما تشاء والإسلام لا يحب البهرجة بالمساجد لكن يحب الإنفاق على العلم ولهذا يقول (لأن تذهب إلى بيت من بيوت الله حتى ولو أرض مساحة تتعلم باباً من أبواب العلم خيرٌ لك من أن تصلي ألف ركعة) تأمل إذاً كم هو أجر من يعطي على العلم تعلم طالب ترسل طالباً إلى مكان يتعلم منه لكي يعود فينفع الأمة معهد محل اختراع محل أبحاث أجره هذا عند الله هائل فما بالك بمن يتبنى مليون طفل في العالم الإسلامي لتعليمه؟ وهذه قضية أصبحت عظيمة وسمو الشيخ محمد معروف أعماله كثيرة لكن التاريخ عندما سيذكر كل انجازاته العظيمة المتنوعة سيذكر هذه على رأسها هذه باقية العمران في كل مكان موجود وصحيح أن هنالك إبداعات وفي كل الجوانب فيها الحاكم العادل المتمكن الذي يهديه الله سبحانه وتعالى لكن أن يخطر هذا لأول مرة أن يخطر في بال حاكم على مستوى العالم كله ومحاربة الجهل في كل مكان والخ هذه طفرة جديدة أصبحت حجة على كل الحكام من أجل هذا الإنفاق العلم كما قال تعالى في كل ما يتعلق بالعلم من قدرة وإبداع فأنت لو تأخذ كل الإبداعات في خلق الله تقوم على العلم والمال ولهذا أن تنمي المال وأن تترع نفسك أو اهلك أو أولادك العلم أول ما يسأل العبد عنه لأولاده يسأل العبد أباه يوم القيامة عن اسمه وأمه وعلمه سيدنا عمر جاءه شخص يشكوه أن ابنه يعقه فلما سأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه الابن لماذا يعق أباه؟ قال أنه لم يعلمه شيء وأنا كبير جاهل والكل علماء فقال عمر للأب اذهب فقد عققته قبل أن يعقك، إذاً الإنفاق على العلم من أعظم أنواع هذه الإنفاقات برغم عظمة الإنفاق على المساجد وعلى العطاء وعلى كل أنواع الإنفاق. حينئذٍ نقول كما قال الهدهد (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿23﴾ النمل) العرش العظيم العلم (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴿7﴾ هود) كان علمه وقدرته حينئذٍ العلم والمال أساس كل مكنة في هذه الدنيا ولذلك رب العالمين كل الثلاثيات التي فيها عبادات ونحن قلنا بأن العبادات زمر (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا﴿73﴾ الزمر) زمرة أهل الليل زمرة المجاهدين زمرة الشهداء زمرة العلماء هذه الزمر القاسم المشترك بينها كونهم (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿3﴾ البقرة) (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿16﴾ السجدة) أهل الشورى (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿38﴾ الشورى) (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴿11﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ﴿12﴾ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿13﴾ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴿14﴾ البلد) وهكذا كل أنواع المجاميع عباد الرحمن (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿63﴾ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴿67﴾ الفرقان) إذاً الإنفاق القاسم المشترك ويعني أنك إذا كنت سخياً سخاءً عاماً أو سخاءً خاصاً حينئذٍ أنت يوم القيامة وفي الحديث (كل امرئٍ يوم القيامة في ظل صدقته) ولذلك عليك أن تكون سخياً لأن الله سبحانه وتعالى يحب الأسخياء، أما هذا الذي ذكرته مشروع سمو الشيخ محمد مشروع هائل مشروع سخاء وهذا من جيبه الخاص ليس من أموال الدولة رغم أن الدولة لا تقصر لكن هذه خطوة مباركة وفق الله سمو الشيخ محمد إليها نبه أذهان الناس وعقولهم وكتب مجد لهذه الدولة أول مرة في التاريخ دولة يتبنى شخصية من شخصياتها البارزة وحاكم من حكامها يتبنى هذا الأمر باسم مدينته باسمه وباسم عائلته وضرب لذلك مثلٌ حتى ما أبقى لأحدٍ حجة فتأمل مليون طفل! تأمل هذا! ثم ماذا لو أن حاكماً آخر وما أكثر الحكام الطيبين وما أكثر الحكام الأغنياء نحوا نحو هذا والفضل لمن سبق (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴿10﴾ الواقعة) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (ما تصدق الناس بصدقة مثل علمٍ ينشر) يعني مما يلحق العبد بعد موته علمٌ نشره ولهذا جهود العلم عالم أو متعلم أو ناشر أو معطي أو أنت ترزق الطلاب أو أنت تفتح مدرسة هذه المنظومة الهائلة فعلاً (من تعلم كلمة أو كلمتين أو ثلاثٍ أو أربع….. الله عز وجل إلا أدخله الله الجنة) (العالم والمتعلم شريكان في الأمر) شريكان في الأجر فما بالك بمن يقيم ذلك كله يقيم المدارس والمعاهد ويهيئ الأسباب لطلبة العلم ولمعاهد العلم ولجهود العلم منظومة هائلة ولذلك هذا العطاء الخاص والدولة تفعل هذا عطاءٌ عام الدولة تنفق على المدارس وعلى الجامعة وما شاكل ذلك ولكن أن تقوم أنت بنفسك وتحرر الآخرين شخصياً وتقود قافلة من المتبرعين وأصحاب الخير وأصحاب القدرة تنبههم إلى هذا وترسم لهم الطريق وتقودهم إلى عطاءٍ يشمل العالم جميعاً هذه جديدة، ومن العطاءات في هذه الأيام الرائعة التي نحن فيها والتي العمل فيها لا نظير له بعد رمضان هو ما يلي: أولاً أن تحجج من لم يحج وفي هذه السنة بالذات مما وجه إلينا من أسئلة على مدار الساعة في اليوم لا أدري ما الأسباب هي من توفيق الله عز وجل ولكن لا بد من محرض فصارت ظاهرة تحجيج من لم يحج ظاهرة عامة في هذه الدولة المباركة بالمئات يكلمونا ويسألون هل تعرفون أحداً لم يحج لكي نرسله على حسابنا؟ بالمئات بلا مبالغة والكل يسمعني ويعرف من الذين كلمونا وفعلاً رشحنا أسماء كثيرة ممن نعرف وسألوا غيرنا أيضاً كذلك الأضحيات والأضاحي في هذا البلد نصحناهم أن يدفعوها في البلدان الفقيرة التي تمر بأزمات كفلسطين والعراق وأمثال ذلك إذاً العطاء الخاص المفرح وأنتم تعلمون تحدثنا مرة في منظومة الفرح كيف أن إدخال السرور على قلب المسلم ينجيك وينجيك من عذاب القبر يخلق الله من ذلك السرور ملكاً جميلاً يؤنس وحشتك في القبر في مرحلة البرزخ ومرحلة البرزخ موحشة إلا إذا رب العالمين آنسك بعمل صالح وهذه كلها مكتوبة الأعمال الصالحة من ضمنها إدخال السرور على العباد ومن الأشياء التي ينبغي أن لا ننساها من فاته أن يصوم العشرة والحمد لله ظاهرة الصيام هنا كثيرة جداً فلا ينبغي له أن يفوت صيام عرفة فإن صيام عرفة يغفر ذنوب سنتين السنة الحالية والسنة المقبلة فعليكم ألا يفوتكم، ثالثاً وهذا المهم العطاء في الأعياد اغنوا السائلين عن المسألة في هذه الأيام والله سبحانه وتعالى يضاعف العطاء لمن يعطي فعلينا جميعاً أن نعلم بأن العطاء الخاص المفرح الذي يدخل السرور من هبة أو هدية أو نفحة أو نحلة تغفر ذنوبك جميعاً.
بُثّت هذه الحلقة بتاريخ 14/12/2007م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها