الحروف في القرآن الكريم, حرف الواو

حرف الواو – منظومة الوحوش

اسلاميات
بسم الله الرحمن الرحيم

منظومة  الوحوش

الوحوش– الذئاب – القسورة – السبع – الحية – الثعبان – الحوت – الحمر المستنفرة –

انتهينا من حرف النون وبعد حرف النون يأتي حرف الهاء وتبين أننا استعرضنا جميع كلمات حرف الهاء مع الأبواب السابقة فلم نجد في باب حرف الهاء ولا كلمة واحدة لم تبحث ولهذا سوف نتجاوز هذا الفصل فصل الهاء بعد الهاء يأتي حرف الواو وأيضاً حرف الواو قد استنفذنا كل كلماته وبحثناها ما عدا كلمتين كلمة الوحوش وكلمة أخرى نتركها إلى الحلقة القادمة. الكلمة التي لم نبحثها كلمة وحش وكان علينا أن نبحثها منذ زمن لأن كلمة الوحوش تتجحفل مع الذئب حرف الذال الذئب والقسورة والسبع والحية والثعبان والحوت والحمر المستنفرة وهكذا ترى أننا أهملنا هذا لا أدري لماذا كان مع الذئب أو مع الحية حرف الحاء كنا أخذنا كل هذه المنظومة وشاء الله عز وجل ألا نبحث في هذه المنظومة منظومة الوحوش لكي نأتي نحن طبعاً صار لنا أربع خمس سنين في هذا البرنامج وقدمنا أكثر من 400 حلقة وحينئذٍ ربما شاء الله عز وجل أن نؤجل هذا الموضوع موضوع الوحوش إلى هذا اليوم عندما استفحلت الوحشي في العالم. فالعالم الآن يمر بوحشية متناهية لم يعرفها التاريخ إلا في العصور الحجرية الأولى كما سأذكره بعد قليل إذاً الوحوش والذئاب والقسورة والقسورة طبعاً الأسد في الرأي الراجح والسبع والحيّة والثعبان والحوت والحمر المستنفرة هذه حيوانات وحشية من حيث أنها لا تعيش مع الإنسان بل هي قد تصادمه وتعاديه جميع المخلوقات الحية مثل الطيور والحيوانات منها ما هو إنسي ورب العالمين سخرها كل حيوانٍ أو طيرٍ سخره الله عز وجل فهو إنسي من حيث (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً﴿66﴾ النحل) (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿8﴾ النحل) (وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿41﴾ النور) الخ كل هذه التي تعيش معنا وهي شريكتنا في هذه الكرة الأرضية جميع الأنعام وجميع الطيور الإنسية كلها شريكة الإنسان في هذه الكرة الأرضية لأنها إنسية سواء كان إنسان من الأنسنة أو إنسان من الأنس، هنا من الأنس فحينئذٍ يقال إذا جاء الليل كما يقولون في المثل إذا جاء الليل أنس كل وحشيٍ واستوحش كل إنسي من أجل هذا كل شيء تخافه لأنه عدوك فهذا يدخل في منظومة الوحوش وكل شيءٍ يعيش معك في بيتك الأنعام الخيل البغال الحمير الطيور الأسماك كل حيوانٍ تأنس به ولا يهاجمك ولا يفترسك وأنت وإياه مستأنسان فهو إنسي.

الوحش: إذاً كما قال تعالى (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ﴿5﴾ التكوير) الوحوش لا تحشر لأنها مستوحشة ولكنها في تلك الساعة التي وطبعاً هذا حدث يحدث الآن تصديقاً لهذه الآية الكريمة قبل أن يحدث زلزال شديد تشعر هذه المخلوقات الوحشية فتستأنس ببعضها وتحشر. فحينئذٍ إذا كانت بعرض عارض في زماننا طبيعي تستأنس فما بالك بذلك الهول يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت؟! إذا النجوم انكدرت والكواكب انتثرت والبحار فجرت، حينئذٍ فعلاً الوحوش تأنس ببعضها وتذهب مع الناس الذئاب والنمور والأسود تعيش مع الناس لكن لا تؤذيهم، دلالة على أن الله تعالى قد أعطاها طاقات سمعية خفية تفوق طاقات ليس للإنسان وسائله كما تفضلت الأقدمون لم يكونوا يعرفون مواعد الزلازل والبراكين ولكن كان يرون أن الحيوانات تفر من مكانٍ إلى مكان وقد قرأت في إحدى الكتب القديمة أن أحد العلماء نزل ضيفاً عند صاحبه فإذا به مرة يقول له تبيت داخل الخيمة ومرة يتركه يبيت في خارج الخيمة فقال له أنا لا أعرف لماذا أقول لك هذا لكنني – أجلّك الله – أرى أن الكلب إذا استأنس أن يبيت خارج الخيمة اطمأننت اضطراداً عرفت أن هذا الكلب – أجلّك الله – كلما دخل وبات وهو خائفٌ ومضطرب هذا دليل أن هنالك أمرٌ ما. النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن عذاب القبر قال “يسمعه كل المخلوقات إلا الثقلين”. هكذا إذاً الوحوش جميع الحيوانات بلا تسمية الذئب وحش والأسد وحش وهكذا فالوحوش اسم جنس فجميع الحيوانات غير الأنيسة والتي هي من أعداء هذا الإنسان أو مما يخيفه ويفترسه فهي وحوش وكل ما عدا ذلك شيءٌ آخر. هذا الوحش (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ).

الذئب: الذئب معروف لا يحتاج إلى تعريف لكن فيه خصيصة واحدة إن الذئب إذا لم يكن جائعاً لا يأكل أحداً ولا يفترس أحداً وهذا يعني أن الإنسان أشد فتكاً من الذئب كما يقول-أعتقد والله أعلم- البحتري:

عوى الذئب فستأنست بالذئب إذ عوى           وصوّت إنسانٌ فكدت أطير

والله إن ما يجري في بعض الدول العربية كالعراق وأفغانستان والشيشان وباكستان والله دونه الذئاب والوحوش فالوحوش لا تعمل هذا الذي يجري الآن وما من فترة في تاريخ البشرية المعاصرة أشد وحشية من هذا القرن العشرين والواحد والعشرين الذي نحن فيه كما قال الشاعر:

رعاة الشاة.       فكيف إذا الذئاب لها رعاة

فأصبح الذئاب هم الرعاة.

السبع: كذلك السبع (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ (3) المائدة) حينئذٍ السبع سواء كان أسداً أو ذئباً أو نمراً أو ما شاكل ذلك.

الحية والثعبان: عندنا الحية والثعبان (فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ﴿20﴾ طه) ( فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ﴿107﴾ الأعراف) الحية من حيث كونها تتسلل خفية تسمى حية والثعبان من حيث كونه يقفز فجأة فيلتهم إنساناً كاملاً وهذا له فمٌ كبير فعلاً يلتهم الإنسان أنا رأيت هذا بعيني في ماليزيا أن هناك ثعابين إذا وجدت إنساناً نائماً تبتلعه بالكامل وفعلاً تتميز بأن لونها لون الأرض فأنت لا تدرك بأن هذا ثعبان إلا إذا تحرك لشدة شبه لونه بلون الأرض التي هو فيها.

الحوت: الحوت الله أعلم سمك القرش الذي يبتلع إنسان كامل (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿142﴾ الصافات) لا بد أن يكون هذا حيواناً عظيماً ونحن رأينا حيتاناً في البحار.

الحمر المستنفرة: (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ﴿50﴾ المدثر) هي الحمر الوحشية.

القسورة: الأسد (فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ (51) المدثر).

هذه هي التي أحصيتها في كتاب الله حينئذٍ نقول إذا جاء الليل استأنس كل وحشي واستوحش كل إنسي مأخوذ من الإنس-بكسر الألف- أو من الأُنس-بضم الألف- كونه مؤنساً أو كونه إنسياً يقال أرض موحشة أي كثيرة الوحوش هكذا وما عدا ذلك من بقية الحيوانات الأنعام وغيرها هي من غير هذه المنظومة.

الوحشة الهمُّ وحشة والخلوة وحشة والخوف وحشة وتوحّش الرجل خلا بطنه من الجوع فهو متوحش إذا جاع الإنسان يصبح إعتدائياً إذا اشتد به الجوع ولهذا حتى في الإسلام الجائع له الحق أن يسرق وأن يقاتل كما في الخبر (عجبت لهؤلاء الفقراء لما لا يحملون سيوفهم) حتى يحصلوا على لقمة يأكلوها على كل حال يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تحقروا من المعروف شيئاً ولو أن تؤنسوا الوحشان في الأرض) أي شخص مستوحش من خوفٍ أو همٍ أو قلقٍ أو غربةٍ أو خربةٍ إذا أنسته فهو معروف.

هكذا هي هذه المنظومة سهلة وميسرة ومعروفة من حيث كونها متوحشة هذه المنظومة وتفترس الإنسان وطبعاً هي معذورة لأن هذه قوانينها خلق الله هذه الحيوانات المتوحشة على هذه القوانين وهو هناك مخلوقات بادت كالديناصورات وبعض الحيوانات التي كانت ترعب الدنيا. المشكلة في هذا أن يتوحش الأنيس كأن يكون هناك ديك قاتل ديك يقتل أحياناً أو سمكة صغيرة تقتل أو الجمل إذا هاج يقتل لأن الجمل حقود برغم شدة صبره لماذا يقال اتقوا غضب الحليم لأن الحليم يحتمل لكن إذا غضب غضب هكذا الجمل إذا توحش فإنه يقتل هذه خلاف القوانين وتوحشها قليل ونادر. جميع هذه الحيوانات الأنيسة توحشها نادرٌ جداً وعادة إذا توحشت تقتل فالكلب هذا إذا أصابه داء الكَلَب يقتله أهله فالكلب المكلوب يقتل وهكذا لأن هذا خلاف قوانينه. هذه الوحوش قوانينها أن تكون متوحشة ولهذا إن لم تكن متوحشة فهي خلاف القانون أن يكون ثعباناً ولا يأكل أن يكون أسداً ولا يفترس أن يكون ذئباً ولا يقتنص حينئذٍ هذا فيه خلل في قانونه كالذكورة والأنوثة.

أعظم أنواع الوحشية والتوحش هو توحش الأنيس كما قلنا وما من أنيسٍ على وجه الكرة الأرضية أعظم ولا أجمل ولا أبهى ولا أرقى من الإنسان (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿11﴾ لقمان) هذا المخلوق الجميل الهائل الذي استخلفه الله في الأرض (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴿30﴾ البقرة) لما أودع الله فيه عز وجل من صفات عجيبة غريبة في خلقه وأخلاقه وخلقه من أجل هذا يتجسم القبح والخطيئة عندما يكون هذا الإنسان الحليم الوديع المؤنس الإنسي الذي أنسن الحياة كلها إذا كان متوحشاً فقبحه لا حدود له. يقول الإمام الغزالي في إحيائه إن الله سبحانه وتعالى حرم لحوم الوحوش لأنها تكسب آكليها طباعها وقد ثبت هذا فالذي يأكل خنزيراً يصيبه داؤه والذي يأكل الأسود فعلاً تصيبه الشراسة وهذا ثابت الآن أن الغذاء له علاقة بالطباع.

نتكلم الآن عن وحشية الإنسان إذا توحش وحشية الإنسان أطلق عليها القرآن الكريم كلمة الطغيان (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ﴿6﴾ العلق) (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴿43﴾ طه) أي قتل. الطغيان هو أن تقتل بغير حق الفيصل الحد والحد الحاسم بين الأنسنة والطغيان أو التوحش أن تقتل إنساناً بغير حق (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴿151﴾ الأنعام) وحينئذٍ إذا وصل الإنسان قد ترفض الآخر قد ترفضه قد تعاديه قد تكيد له قد تحسده كل هذا من قوانين البشر وليس من قوانين البشر أن يقتل بغير حق هذا توحش ولهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (أول ما يحاسب عليه الناس يوم القيامة الدماء) وقال عليه الصلاة والسلام (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً) يعني كل أخطائك ربما لك فيها باب من شفاعة إلى تكفير إلى كفارات الخ إلا الدماء فإنها يوم القيامة مصيبة المصائب. حينئذٍ رب العالمين تكلم عن الطغيان يقول (فَأَمَّا مَنْ طَغَى ﴿37﴾ وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿38﴾ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ﴿39﴾ النازعات) طغى أي قتل فرعون بدأ يقتل كل الذكور والتاريخ المعاصر مليء بالقتول قتول طائفية كما في العراق ببشاعة لم يعرف لها التاريخ مثيلاً ناهيك عن العار وناهيك عن السباب وناهيك وناهيك لكن أن يصل الإنسان إلى هذا الحد الحيواني الكاسر بل إن الحيوان لا يأنف أن يفعل مثل ذلك أن يقتل بالأسلوب الذي يقتل العراقيين أنفسهم طائفياً وحزبياً ومذهبياً وعرقياً هذا لا يحدث إلا من أشر أنواع التوحش وهو توحش الإنسان. توحش الإنسان ما من شيء يضاهيه والتاريخ القديم عرف واحداً أو اثنين من الطغاة أعملوا سيوفهم في الناس طغاة معروفون دمويون لكن أن يكون هناك جمهور كامل شعبٌ كامل يمر بهذه اللوثة التي تجري في بعض الدول كما حصل في كوسوفو كما حصل في الشيشان وأفغانستان من حروب أهلية وكما يبدو أنه سيحدث في باكستان ويبدو أنها خطة مدبرة في بعض أجزاء هذه الكرة الأرضية هذا توحشٌ لا يشبه توحش الأفاعي ولا الحيات ولا الحيتان ولا الأسود ولا السباع ما من شيء يشبه هذا التوحش لأن تلك وحوش بقوانينها خلقها الله وحشية أما هذا الإنسان الذي استخلفه الله عز وجل. وكلمة الأنسنة مجموعة عواطف، الفرق بين البشر والإنسان أن البشر من دم ولحم أنت حالك حال الحيوان إلا أن بشرتك ظاهرة فأنت بشر ليس عليها لا ريش ولا صوف ولا شعر ولا شيء هذا قانون كقانون الحيوانات من حيث الطعام والشراب والأكل والمرض الخ. أما الإنسان مجموعة عواطف كرم سخاء عطاء حلم عفو حب رأفة شفقة هذه كيف تخلى عنها الإنسان بحيث يفعل أن يقتل أخاه بالدريل أن يضعه في الفرن لأنه يختلف معه بالطائفة أو لأن اسمه اسم يدل على طائفة معينة؟! وهذه طبعاً ليست حالة واحدة بل هيجان كامل مستمر خمس سنوات الإنسان قد يقتل مرة ربما تخاصم مع شخص وفقد أعصابه فقتله واستغفر وتاب وزعل وانحكم الخ وقد يعدم لكن أن يستمر خمس سنوات يقتل ولا يستفيق هذه وحشية لم يعرف لها التاريخ مثيلاً إلا في هذا العصر الذي نحن فيه. يتوحش الإنسان إذاً في الحالات التالية إذا بدأ يقتل حتى ألِف القتل صار القتل عنده شيء عادي فقد صار متوحشاً ولا يتوقف وإذا اعتزل وألِف العزلة حتى لم يعد يستطيع أن يعايش بشراً وهذا نوع من أنواع المرض هذا توحش.

سؤال: هو تعقيب بسيط على موضوع الحلقة لدي تعليق أن البشر هذه الأيام فيهم أناس متوحشين أكثر من الوحوش فنحن نسمع ونقرأ كل يوم في الجرائد كالأم التي ترمي ابنها وآخر يقتل الآخر فهذا الكلام شيء بشع ففي حياتنا هذه الأيام أصبحوا الوحوش يتعلمون منا وليس العكس صحيح صار الوحوش هذه الأيام ملائكة بالنسبة لنا. الإجابة: والله صحيح كما قال تعالى على آخر الزمان (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴿65﴾ الأنعام) فلما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم قال (أعوذ بالله ولما يأتي تأويلها بعد) كيف رب العالمين سيذيق بعضنا بأس بعض؟ هذا الذي يجري اليوم يا سيدي يأتي شخص مخبول يفجر نفسه يقتل أربعين خمسين شخصاً ليس لهم ذنب جاءوا لكي يصلوا في المسجد في العراق في كل مكان في باكستان كما نسمع اليوم في أفغانستان في كل مكان في العالم يفوت واحد أقنعه بأنك ستتعشى مع النبي يتعشى مع النبي ويقتل أربعين خمسين امرأة وأربعين خمسين طفلاً وخمسين رجلاً ففي الفلوجة مثلاً دخلوا على مسجد وهذا الذي دخل في الجمعة والناس مكتظة قتلوا الإمام وعائلته والمصلين وهذا الأفندي الذي فعل هذا بحزامٍ ناسف قالوا له أنت (ستتعشى مع النبي) والله لن يتعشى إلا مع إبليس كما قال تعالى (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي﴿22﴾ إبراهيم) هنا يا أخي الكريم يا أخ عبدالغفار يأتي قوله تعالى (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ﴿17﴾ الحجرات) إن من بين هؤلاء منه مثقف ومتعلم وقد يكون خريج كلية كيف غسل دماغه بحيث يقتل المسلمين؟ والله يقول (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿93﴾ النساء) (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴿45﴾ المائدة) ولهذا كما تفضلت والله إن الحيوان لا يفعل ما يفعله البشر الآن ولهذا أنا أعتقد أن العالم الآن ينظف نفسه أنت لاحظ جميع الأطياف والطوائف والعناوين والأحزاب والفئات كثير منها تسقط تنفجر لكي يعود الناس متآخين متساوين متآلفين هذا الدين دين أممي ما رفض أحد لا رفض اليهود ولا رفض النصارى كل إنسان على هذه الأرض له مكان مع هذا الدين وأنت تعرف هذا جيداً الآن الأرض تنظف نفسها والله أعلم وتنفجر الفقاعات جميعاً ولو أن الثمن باهظٌ جداً.

سؤال: هل البأس الشديد في الآية بيننا كعرب أو بيننا كمسلمين؟ الإجابة: والله الآية واضحة (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴿65﴾ الأنعام) وخارج المسلمين في حديث (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها) (لا تقوم الساعة حتى يكون الروم) أي الغربيون (لا تقوم الساعة حتى يكون الروم أشد الناس عليكم وهم يومئذٍ أمنع الناس من ظلم السلطان) كما هم الآن والآية تقول (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴿2﴾ الممتحنة) لا هذا بيننا بين المسلمين مع بعض نعوذ بالله وهو الذي يقع الآن (ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب).

ومن التوحش أن تقتل امرأة أو طفلاً متعمداً فالآن ليس طفل واحد بل أطفال فقبل خمسة أيام كان في إحدى الفضائيات العالمية خمس ملايين طفل عراقي يقتل ويذبح ذبح النعاج يموتون جوعاً وعرياً وضياعاً ولقطاء ليس لهم أحد والعالم يتفرج هكذا أي وحشية هذه؟! فهذا القتل الجماعي هذه القنابل التي ألقيت على هيروشيما وعلى ناكازاكي وهذه الإبادة الجماعية الكاملة في كل مكان في فلسطين وفي العراق وفي كوسوفو وأفغانستان وفي باكستان وفي بعض دول إفريقيا إبادة جماعية كاملة بالمئات والآلاف وناهيك عما يتوقع أن يحدث في هذا العالم لو قامت حرب ذرية كما قال السيد بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن الحرب العالمية القادمة ستكون حرب نووية معنى هذا إبادة والله العظيم لا يفعلها الحيوانات كما قال الإخوة المتصلين والله الحيوان لا يفعل هذا الحيوان يقتل حيوان آخر لكي يأكل من الجوع.

سؤال: الله سبحانه وتعالى يقول (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴿8﴾ الحج) هل إذا كان الإنسان دخل في الجدال بدون علم ولا هدى ولا كتاب أن يصبح من منظومة الوحوش؟ الإجابة: قطعاً والله يا أخي قطعاً للعلم طبعاً سنذكر بعض أسباب التوحش من ضمنها هذا الجدل (ما ضلّ قومٌ بعد هدىً إلا أوتوا الجدل) (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴿46﴾ العنكبوت) من أجل هذا (جلس صحابيان جليلان) أحدهما أُبيّ و(أقرأوكم أُبيّ) وأبو موسى الأشعري وأنت تعلم من هما (يتجادلان في آية من كتاب الله فخرج عليهما النبي عليه الصلاة والسلام كما يفقأ في وجهه حب الرمان) أي من شدة احمرار وجهه من الغضب قال (مه مه يا أمة محمد أبهذا أمرت أم بهذا بعثت؟ أنا ضمينٌ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو مخطئ وأنا ضمينٌ ببيت في وسط الجنة لمن ترك المراء وهو مصيب) والمراء كما تعرف هو الجدال العقيم وفعلاً من أسباب التوحش هو الجدال ومعظم مصيبتنا الآن كما تعرف يا أخي الكريم يا أبا يوسف والجدال الآن هذا التكفير والتبديع والزندقة أنت كافر وأنت مشرك على تفاهات وسخافات لم تعد تنطلي على أحد وكنسها التاريخ إلى مزابله ولعنهم التاريخ من الخوارج إلى الزنج إلى الزط إلى كل من قتل وهذه قاعدة كل من يقتل الآخر اعلم أن هذا من جنود إبليس حتى لو رأيت ثوبه ولحيته إلى نعاله. حقيقة الأخ أبو يوسف من الشارقة فتح آفاقاً جميلة لما تكلم وقال (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ) إشارة إلى أن القرآن الكريم صنف الناس ومن هؤلاء تلك التصفيات التي تخرج عن طابع الإنسانية والإسلام عندما حارب كل هذه الرذائل بين أسبابها ومصادرها ولهذا (تركتكم على السمحاء ليلها كنهارها) من أجل هذا (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴿165﴾النساء).

سؤال: أنا عراقية وأسألك ما رأيك بهذا الوحش الأمريكي الذي أطلق على زوجي النار بدون أي ذنب بدون أي سبب وكانت بينهم مسافة كبيرة تقريباً 100 متر واضطررت لمغادرة العراق لعدم وجود الرعاية الصحية الكافية لأبو ظبي؟ الإجابة: زوجك محظوظ ضربة بطلقة ونحن في العراق متعلمين عليها وهذا إذا كان الأمريكي أطلق عليكم النار العراقي لو أخذ زوجك كان قتله بالدريل (وكما تكونوا يولى عليكم) وافرحوا أن زوجك وجد مأوى وجد من يعالجه وجاء الإمارات التي احتوت العراقيين وكل من جاءها ما بال الذين في الخارج مئات الآلاف الآن في السجون تقطع أوصالهم يومياً يؤخذ أربعين خمسين مائة واحد سجين يقتلون ويرمون في المزابل ويقولون جثث مجهولة! كيف تكون مجهولة؟! يأخذونه من السجن ويعذبونه إلى أن يموت ثم يذهب إلى المزبلة فأنت زوجك محظوظ أنه عند الأمريكان وللأسف الشديد يا ابنتي الآن إذا عراقي اعتقل عند الأمريكان العراقيون يفرحون أهله يقولون الحمد لله عند الأمريكان على الأقل لا يقطعون أوصاله ولا يخرقونه بالدريل ولكن يحاكموه بينما في السجن العراقي ينتهي يموت وقد سمعت عندما أعلنوا أنهم سيفرجون عن الأبرياء في العيد ثم تراجعوا عن كلامهم وهم يقولون أبرياء سنفرج عن الأبرياء والآن لا لن نخرج الأبرياء والله هذا الشعب لبس العار ومتى يأتي ذلك الذي سوف يغسل العار عن وجه العراقيين؟!!.

ومن ضمن الوحشية في هذا العصر هو اغتيال السياسيين بطريقة التفجير فأنت تغتال سياسياً هذا أمر وحشي ولكن أن تقتل معه خمسين مائة شخص كما فعلوا مع الحريري أو مع باقر الحكيم في العراق أو كما حصل بالأمس لبنظير بوتو وقس على هذا فهذا في كل مكان يجري وهذا كله جديد أنك أنت لديك عدو على فرض أنه أنت في نسقٍ ما تقتل عدوك وهذا أيضاً وحشية أما أن تقتل معه أربعين خمسين مائتين خمسمائة شخص هذا والله كما قالت أختنا أن الحيوان لا يفعل هذا لا الأفعى ولا الثعبان ولا الأسد لا يفعل هذا فقط الإنسان. من الوحشية الهائلة الآن في هذا العصر الاتجار بالأطفال وأصبح هذا الأمر علني ففي دارفور مائتين ثلاثمائة طفل يسرقون ويباعون أولاد أطفال دول كثيرة تسرق بالعراق الآن ملايين والغريب أن الناس فقدوا الحياء فقدوا الشعور بالعار بالتلفزيونات يظهرون أطفال وفتيات صغيرات يمارسن الدعارة عمرها سبعة ثمانية عشر سنين وليس هناك واحد من أهلها من الحكام الذين يدعون أنهم عراقيون تأخذه ولو غيرة ولو دقيقة واحدة فلم يبقى لديه إحساس بالعار لأنه هو عار هم عار ولهذه هذه الوحشية ما بعدها وحشية خمس ملايين طفل مشردون حينئذٍ هذا أي حشية هذه.

سؤال: أنا من العراق وأنت أكثر العارفين وعلى إطلاع مستمر بما نعانيه بالعراق عن موضوع الحلقة إذا استوحش البشر وأصبح من الصعوبة معاشرتهم والعيش بهكذا مجتمع فما الذي على الإنسان أن يفعله في مثل هذا الموقف؟ الإجابة: علمنا عليه الصلاة والسلام أن تبقي إنسانة وهذا ما يحصل منكم بارك الله فيكم مأجورين قال إياك أن تكون وحشاً مثله وإياك أن تقاتله لأنك ستكون مثله وحشاً (فإن خفت أن يبهرك شعاع السيف فضع ثوبك على رأسك يبؤ بإثمك وإثمه) يا ابنتي والله كما لبس العار هؤلاء القتلة من مليشيات إلى أحزاب إلى طوائف إلى جماعات فإن الذين ظلموا وهجروا وقتلوا وقطعت أوصالهم هؤلاء ملوك الجنة من مات منهم مات شهيداً ومن عاش مر بامتحانٍ عظيم فنجح نجاحاً باهراً ما تلوث لا بقتل أحد لا بسرقة مال أحد ولا بتهجير أحد والله ما من امتحان ولا فتنة أعظم من هذه في تاريخ العبودية مع الله (الم ﴿1﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾ العنكبوت) (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿155﴾ البقرة) فأنتم الصابرون فليذهب هؤلاء القتلة إلى مزبلة التاريخ وإلى مزبلة جهنم وقعرها وأنتم سيذكركم التاريخ بنظافة اليد وعفة اللسان وعفة البطن وهذا الصبر الهائل وهذا البلاء الذي ابتلاكم الله به فصبرتم صبراً عظيماً والله تعالى يقول (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿10﴾ الزمر) وبارك الله فيكم على صبركم.

ومن الوحشية أيضاً ظاهرة التعذيب في السجون التي الآن نادراً ما تجد دولةً تستطيع أن تبرئ نفسها وخاصة الدول المتقدمة المتحضرة القوية ضربت مثلاً في خلق وبناء السجون المرعبة الرهيبة التي يتمنى الإنسان أن يدخل نار جهنم ولا يدخلها وهذه جديدة أيضاً كان الناس إلى عهدٍ قريب يقولون حقوق الإنسان وحقوق السجناء والعدالة وما إلى ذلك وحينئذٍ الآن علناً تتفاخر الدول بما عندها من سجون علنية وسرية تعذب الناس تعذيباً لا يتصوره العقل هذا أيضاً ًمن توحش الإنسان في هذا العصر من ضمنها أيضاً وهذا أيضاً لأول مرة ظاهرة المليشيات في العالم في دارفور في أوروبا في أمريكا في العراق في الشيشان في باكستان مليشيات مثل شركات الأمن الشركات الأمنية مأجورة أنت تؤجر شركة تحقق لك الأمن بالتاريخ حصل مرة في مصر مثلاً كان يسمونهم العيارون هؤلاء العيارون أي فتوات السلطان لم يكن له سلطة ولا يشغل نفسه قال أعطوني مثلاً مائة ألف ليرة ذهب وأنتم خذوا من الناس ما تشاءون فسلطهم على الناس بالقهر والتعذيب وقطع الألسن وخرق العيون حتى يأخذون أموالهم الآن هذه المليشيات تفعل ذلك في السابق نقول عصر حجري عصر ليس فيه إعلام في غفلة من التاريخ الآن علناً ويظهرون لك الصور يأخذون هذا السجين يمشي ثم يحملونه على عربة لأنهم مزقوه وكسروا عظامه نفسه يصور مرة ثانية عائد إلى زنزانته وهو مهشم إضافة إلى تسريب والله أنا رأيت بعيني والله العظيم شيءٌ لا أظن أن إبليس يفعل مثله لا أظن هكذا والعالم كله يفعل هذا وفي أرقى الدول.

سؤال: سمعت كلامك بأنه بالنسبة إذا جاء شخص ليقتلك فلا تبادر لقتله فهل هذا ينطبق على من أتى لكي يغتصب أرضك؟ هل أخبئ رأسي؟ الإجابة: نحن نتكلم على المسلمين (إذا التقى المسلمان بسيفهما) المسلمان أما في كل قوانين الدنيا أن الغازي تحاربه والمحتل تحاربه ومن أراد أن يقتلك تدافع عن نفسك ومن أراد أن يغتصب عرضك تدافع عن نفسك إنما يقتل الإنسان عن دينه وماله وعرضه ووطنه لكن نحن نتكلم عن قضية أخرى والله ليس لدينا مشكلة هذا المحتل يريد أن يخرج لكنه لا يعرف كيف فالناس كفيلون به في كل مكان في الدنيا احتلت بريطانيا واحتلت ألمانيا واحتل العرب والهند والصين كل المحتلين في آخر الأمر خرجوا الشعوب بالاحتلال تصبح كاسرة، نحن نتكلم عن أن يكون بعضكم مع بعض أن يكون هناك مسلم يقتل مسلماً طائفياً أو حزبياً أو فئوياً أو عرقيا ًهذا الذي يجري الآن في العالم الإسلامي من الجدل وما جدل على حكاية وحينئذٍ يا سيدي الكريم كلامنا عن هذا التوحش وإلا هو ما من احتلالٍ في العالم إلا ويولد مقاومة قضية يعترف بها بوش نفسه بموضوعية كاملة قال (لو كنت عراقياً لقاومت الاحتلال) وهذه كلمة تحسب له. إذاً هذه قضية من قوانين هذا الكون ونحن نتكلم عن عائلة بعضهم يقتل بعضهم في جميع العالم الاحتلال يوحد الشعب يصبح يداً واحدة أما أن يصطف ناس مع المحتلين لكي يقتلوا شعبهم هذه جديدة حدثت مرة بالتاريخ أو مرتين مرة شخص اسمه أبو رغال في اليمن وعلى البيت الحرام ومرة آخر ابن العلقمي دل المغول على بغداد نفرين في التاريخ فقط لم يحصل في الكرة الأرضية لا في العرب ولا الإنجليز ولا في غيرهم أن شخص دل المحتل على بلاده إلا هذان الشخصان والناس يلعنوهما والآن يا سيدي أحزاب وطوائف وجماعات وقبائل وأعراق تفعل هذا ولا تشعر بالحياء وباسم الدين وليست تفعل هذا فقط بل تقتل شعبها نيابة عن المحتل بالدريل والحرق والتفجير والسيارات والتفخيخ كما تسمع لم يتركوا عالماً ولا واعظاً ولا طياراً ولا ضابطاً ولا مهندساً ولا طبيباً إلا قتلوه بهذه الطريقة ومنهم من يقول الله أكبر كأنه سيدخل الجنة والذي أصبح وطني والخ وحقيقة إذا لم تستحي فاصنع ما شئت. السؤال كيف يمكن أن ينزع الحياء بهذه الجملة بهذه الكثافة؟! هذه ظاهرة جديدة يا ابني كل الذي يجري في القرن21 ونهايات القرن20 كله جديد لم يحدث في التاريخ مثله احتلال جديد وقيم جديدة وقواعد جديدة وأخلاق جديدة وسمعة جديدة.لا نعرفه، عندما كتب لابن عباد أن يوسف ابن تاشفين قد جهز الجيش لكي يقاتلك قال (لأن أرعى ابل ابن عباد خيرُ من أرعى خنازير الفونسو) يا أخي سيدنا الحسين عندما أتى إلى العراق قال اتركوني لكي أذهب وأقاتل مع يزيد الحسين يقاتل مع يزيد لأن يزيد كان يقاتل الديلم الحسين سيد شباب أهل الجنة يقاتل مع هذا التافه الحقير الذي اسمه يزيد هكذا هم الرجال الأشراف هكذا هم، على كل حال الله أعلم يا دكتور أن الأرض تنظف نفسها جميع هذا سيسقط الآن في العالم كله دول وأحزاب وجماعات ومذاهب كله يسقط ولن يبقى إلا الحق إن شاء الله، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نحارب المدنيين في القتال في الحرب لا امرأة ولا طفل ولا مدني ولا شيخ ولا كاهن ولا راهب وأنت تقتل ناس بالآلاف وتقول الله أكبر، نسأل الله العافية.

بُثّت هذه الحلقة بتاريخ 28/12/2007م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها