سحر البيان

سحر البيان – إعجاز العرب على أن يأتوا بمثل هذا القرآن

اسلاميات
مقدم الحلقة: الدكتور حسام النعيمي
تاريخ الحلقة:  6 /3/2009 ـ 9 من ربيع الاول1430 هـ

سحر البيان

 

موضوع الحلقة: إعجاز العرب على ان يأتوا بمثل هذا القران

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد اشرف خلق الله اجمعين وعلى اله بيته الطيبين الطاهرين وصاحبته والتابعين ومن تبعهم الى يوم الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايها المشاهدون الكرام كنا في الحلقة الماضية قد تكلمنا بشكل عن الاعراب في عدد من الايات الكريمة وفي هذه الحلقة نحاول ان نخرج من دائرة الاعراب الى دائرة اخرى ونحن نتلمس جوانب البيان القرانين او جوانب في السحر البياني القراني هذا الذي جعل العرب يعجزون على ان يأتوا بصورة من مثله بين ايدينا او امامنا ايتين من سورة البقرة الناظر فيهما يستوقفه سؤال في ما يتعلق في التقديم والتأخير هذا تقدم هنا وتأخر هنا بعض الناس او الانسان يقرا وقد لا ينشغل باله في هذا به مثل هذه الامور لكن ننبه من ينشغل باله في هذه ونثير في نفس قارئ القران فاذا قراء شيء يقف لينظر ما هذا قال العلماء في هذا الايتان طبعا بينهما مسافة من سورة البقرة الطويلة الاية الاولى هي الاية الثامنة والاربعون من سورة البقرة الاية الثانية هي الاية الثالثة والعشرون بعد المئة الاية الثامنة والاربعون ماذا تقول الكلام طبعا مع المثالين مع الذين هادوا وقلنا قبل قليل ان الذين هادوا لهم شأن كبير في محاورات القران الكريم وفي شأنهم واتقوا يوما يعني كونوا على خوف من ذلك اليوم القران يخوفهم وما يزيدهم الا نفورا واتقوا يوما لا تجزي نفسا عن نفسا شيئ ما عنده ذنب على احد ولااحد شايل ذنب على احد واتقوا يوما لا تجزي نفسا عن نفسا شيئ ولا يقبل منها شفاعة ولا يأخذ منها عدل ولا هم ينصرون العدل هو ما يعدول الجرم لايأخذ منها عدل يعني ما يأخذ منها من المال ما يعدل الجرم الذي ارتكبته لان الانسان في الدنيا اذا ارتكب شيء وهذا موجود الى يومنا هذا وفي العشائر القديمة كان موجودا يعني الانسان اذا جرح شخص ينبغي ان يعطي مالا الى اهل المجروح واذا قتل يعني هذه الفدية التي يعطيها يعني قد تنجيه من العقاب والا تبقى هذه مسألة الثارات فجاء الاسلام فهذب هذا الموضوع وجعل لولي المقتول السطان فلا يسرف في القتل ويمكن ايكون يأخذ مكان هذا فداء ان يأخذ مالا مقابل هذا فنلاحظ الاية الكريمة هنا لا يقبل منها شفاعة الشفاعة تقدمت ولا يأخذ منها عدل ولا هم ينصرون هذه الثامنة والاربعون والاية مئة والثالثة والعشرين واتقوا يوما الكلام ايضا معا اليهود ايضا ماضي الكلام معهم بشأنهم ثم قال لهم واتقوا يوما لا تجزي نفسا عن نفسا شيئ هذا نفسه موجود في الاية التي قبلها واتقوا يوما لا تجزي نفسا عن  شيئ ولا يقبل منها ايضا نفسه موجود ولا يقبل منها هنالك قال شفاعة هنا قال عدل ولا يقبل منها عدلا ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون والنهاية ولا هم ينصرون يعني صار عندنا تقديم وتأخير بعض العلماء القدماء يقول لك هذا تلوين في العبارة حتى لا تأتي نفسها لكن نحن عندنا مواطن تأتي نفس الاية لكن المراد نفس المعنى كاملا يعني احيانا تكرر فبأي الاء ربكما تكذبان ما غير فيها تكرر للتذكير بكل اية وفي كل نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى فتكرر هنا بعض العلماء قال لا المسألة ليس مسألة في التعبير هنالك غاية لما ننظر في حياة الناس في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام وقبله وممكن في العشائر الان ما زالت الذي يقتل انسانا الذي هو اعلى الجرم  اعلى جريمة قتل النفس المحصنة بغير نفس لما يقتل انسانا عن ذلك طبعا في الاسلام قتل النفس المؤمنة عمدا جزاء القاتل جهنم خالدا فيها الكلام على القتل الخطأ انه عنده سهم يريد ان يصيب طيرا والسهم يضرب انسان صاعد على الشجرة مثلا يقطع بعض الثمار ويقتل قتل الخطأ فينبغي بعد ذلك دفع الفدية لاهله او يكون هنالك نظر الحاكم مع اهله المهم فيحنما يقع هذا مع انسان ماذا يصنع قالوا عنده طريقتان اما ان يذهب مع مجموعة مع اهله ويأخذ معه الفداء ويقول لهم والله يا جماعة هذا وقع بيدي وخذوا هذا الفداء فقد يرفضون ذلك ويطردونهم فيسألون من من شيوخ القبائل شيخ هذه العشرية يحترمنه يبدأون يفتشون عن شفيع عن شفعاء لان القتل واهل القاتل مالهم من قيمة فطردو فيذهبوا ليفتشوا عن شفعاء ويبعثون الشفعاء عند ذلك هذه صورة الصورة الثانية انه ابتدئا يقول لك والله هؤلاء لا يحترموننا و اولا يبعث الشفعاء ويحملهم الفدية العدل فأذن هنالك صورتان اما ايذهب بالفدية ويأتي بالشفعاء او يقدم الشفعاء و تلحقهم الفدية كم تريدون كم من المال تطلبون فيأتي بعد ذلك العدل عندنا صورتان اذن لغرض تيأس هؤلاء اليهود حتى يكونوا يائسين ما لهم اي سبيل ومعهم خاتم الكتب ما عندكم اي مجال فأتقوا يوما ما ينفع فيه ان تقدم الشفيع وبعد ذلك الفدية لان ما عندنا صورة ثالثة لفداء النفس يعني اتقوا يوما لايوجد شيء لافتداء انفسكم المجال الان انه تدخلون فكيف ذلك قالوا نجمع بين الايتين الاية الاولى اشارة الى صورة من صور الفداء والاية الثانية اشارة الى الصورة الثانية الاية الاولى قل واتقوا يوما لا تجزي نفسا عن نفسا شيئ ولا يقبل منها شفاعة وقالوا قد جاء بصيغة التذكير لان التأنيث جاءت بشكل مجازي لكن المذكر عندهم اقوى في التأثير فقال لا يقبل منها شفاعة زلا يأخذ منها عدل هذا المال لا نأخذه لا نقبل الشفعاء ولا نقبل المال طيب بقية الصورة الثانية جاءت في المكان الثاني واتقوا يوما لا تجزي نفسا على نفسا شيئ ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة فأذن بهذا اليوم سد عليهم باب لا يتصورن يعني هذا اليوم لا مجال فيه للتلاعب اعلموا ذلك اذا كان في الدنيا يمكن ان تقدم شفاعة يقدم عدل ويأتي الشفاعة هتان الصورتنا انقلوها الى الاخرة في الاخرة ما عندكم مجالين الذين لا مجال ثالث لهما فأذن ينبغي ان تهيئوا انفسكم لاتباع هذا النبي خاتم الانبياء صلى الله عليه وسلم يعني محاولة تيأيس في هاتين الصورتين عندنا امر اخر يتعلق بهذه الامور بالاقارب في سورة المعارج وفي سورة عبسى يعني تحتاج وقت لاستخراجها الاية الكريمة في سورة المعارج يوم تكون السماء كالمهل اذن هذا يوم القيامة وتكون الجبال كالعهن ولا يسأل حميما حميما يبصرونهم يود المجرمُ اذن الكلام على المجرم يود المجرمُ لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه ذكر البنين اولا وصاحبته واخيه وفصيلتيه التي تأويه ومن في الارض جميعا ثم ينجيه لاحظ الترتيب يود المجمُ لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه قدم الاولاد اولا وصاحبته بعد ذلك واخيه وفصيلته التي تأويه العشيرة القريبة التي هو فصلتا منها فصيلتيه التي تأويه التي تحافظ عليه يود ان يفتدي بذلك ومن في الارض جميعا اقتلوا عني من في الارض بدلي خلي هذا الترتيب في الارض في سورة عبس فأذا جاءت الصاخة ايضا هذا في يوم القيامة ايضا في يوم القيامة حالات لانه يوما مقداره خمسون الف سنة ففيه حالة كثيرة في صمتا وفيه سؤال وفيه احيانا لا يتسائلون وفي ايضا يتكلمون ويدعون لان خمسين الف سنة يعني ليس صورة واحد ليس حالة واحدة ليس هو يوم من اربعة وعشرين ساعة كما نقول هو نهار لان اليوم في لغة العرب نهار ما قال سخرها عليهم سبع ليلية وثمانية ايام اذن اليوم هو النهار فهو يوم طويل فيه شتى الصور لمى نجد في صور يوم القيامة فاذا جاءت الصاخة يعني التي تصخوا صراخ الاذن يوم يفر المرءه من اخيه واميه وابيه هنا ذكر الام والاب هنالك ما ذكر الام والاب وصاحبته وبنيه لكلا يومئذ شئنا يئويه يعني هذا ترتيب ويريد ان يبين لنا عظمت ذلك اليوم وهول ذلك اليوم لكن هذه صورة ذكرت لنا الترتيب اختلف ما سر هذا البيان ما سر هذا الاختلاف هكذا عفو الخاطر ننظر في العبارة لاحظ العبارة الاولى اولا وصف مجرما والمجرم يريد ان يفتدي اذن هنالك فداء لجرم هنالك مجرم يريد ان يفتدي تخيل يعني مجرما جزاءه الحرق بالنار ونار جهنم وهنالك جنة فهو يريد ان يفتدي نفسه ويوم القيامة الكل يقول نفسي نفسي يعني ما ينفع يقول هذا ابني وهذا ابي وهكذا الكل نفسي وقول فقط محمد عليه الصلاة يقول امتي امتي يا رب امتي صلى الله عليه وسلم فمجرما يريد ان يفتدي يقولون له سنرميك بالنار لو تخيلنا الاقارب على شكل دوائر اقرب موجود الى يده يستطيع ان يعطيه من يكون يعني اقرب عنده لو تصورنا ذلك من هول ذلك اليوم اقرب الناس اليه هو ولده فيقذف بولده اولا لا ينفع وبعد ولده الذي ينام في فراشه زوجه يقذف الزوجة ما ذكر الام والاب رعايتا لمقامها في حالة الافتداء ثم ياتي الى الاخ ومن ثم الى الفصيلة لانها دوائر يريد ان يفتدي نفسه فلما يفتدي اقرب شيء اليه يعطيه وهذا غير موجود في الحقيقة هذا مجر ايظاح وبيان كيف تتخيله وكيف تتصوره يعني تخيل هذا بأي حال هو بحيث لما يبدا بالافتداء يدفع القريب عنه لان الكلام على الفداء ان يفدي نفسه الاية الاخرى كلام على هرب على هزيمة نرجع على نفس الدوائر اقرب الناس ليسوق به الولد ثم الزوجة وهنا ذكر الاخ والابوين والاخرين يعني هذه الدوائر هكذا تكون يعني اتفاق او اتصال هكذا تكون فلما يريد ان ينهزم ينهزم من من هو بعيد اشبه بحلاقات يقطع اخر حلقة اولا لانها تثقله فيركض فأذا وجد انه سيدرك لان قال يوم يفر المرء ما جعلها افتداء حتى يبدأ بهؤلاء لا فرار يعني يفر فرارا تخيل حلقات يقطع ابعد حلقة ثم التي تليها يعني يتخفف فلاحظ الصورة لان الصورة اختلفت اخلف التعبير تعبير الفرار غير تعبير الفداء الفرار ركض وهزيمة فيتخلص من متعلقاته ما معقول قطع اول حلقة فتذهب كل الحلاقات يعني هو يطمع ان يبقى هؤلاء معه يقطع اخر حلقة ابعدها لذلك جاءت الصورة في الفرار يفر المرء من اخيه اقرب من اخيه  وامه وابيه بالفرار ذكرهما ينهزم منهما لكن بالفداء لا يليق ان يذكرهما هم داخلا في وفي ارض جميعا فينجيه هو ايضا يحاول ايفتدي نفسه بهما لكن القران الكريم رعاية لمقام الابوين نلاحظ كيف استعمل من في الارض ادخلهما تحت ومن في الارض جميعا ثم ينجيه لكن هنا لان هزيمة وهرب ممكن الانسان ان يهرب من ابويه فقال يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه ايضا وصاحبته وبنيه وقال يومئذ كل امرءا شأنا يغنيه في امر اخر في مسألة التقديم والتأخير يعني نذكر نماذج سحر البيان القراني ما جاء عفو الكلام هذا ولا رتب وانما ينبغي ان يتدبر به الانسان المسلم ويتفكر به يعني لاحظ مثلا لما قال على لسان الكفار قالوا لا تذرنا اللهتكم ولا تذرنا ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ولا سواعا  انت تقرأ يلفت نظرك شيء وقالوا لا تذرنا الهتكم لا تتركوا الهتكم ثم بدا يفصل يعني لا تتركوا اللهتكم كلام عام ولا تذرنا ودا لاحظ اعاد الفعل ولا تذرنا ودا لا مع الفعل تذرنا ودا ولا سواعا ولكن قال ولاسواع اي لم يذكر الفعل ولا سواعاً اذن في الاولى ذكر لا والفعل في الثانية ذكر لا وحدها في الثالثة ولايغوث ذكرلا ويعوق من غير لا ونسرا من غيرلا ما هذا النظام الانسان يسال نفسه هل هذا هكذا ياتي القراء الاعتيادي يعني العرب كانوا يعرفون هذه الاسماء يعرفونها ويعرفون صورها لكن لما مر الزمن الان نحن نقرأ الاية يوقفنا حقيقة هنا تكرر الفعل هنا جاءت لا في مكانين لم يذكرها لما ننظر في كتب علماءنا القدماء هذه المعبودات ما شانها ماهي قالوا لنا نعم قال لاتذرون الالهتكم ولاتذرون وداً قالوا ود  كان صنما على هيئة رجل اي رجل عظيم اي انه اكبر الالهة عندهم فلما كان بهذه الهيئة بصورة رجل كما ان القران الكريم كما قلنا اكثر من مرة يريد ان يعطي المعنى بالفاظه واسلوبه بحيث العربي يدرك ذلك يتفهم ذلك العربي فاعيدت كلمة تذرون لان هذا العربي يعلمه جيداً انه هذا اعلى الالهة اعلى الاصنام فيعاد معه الفعل ولا تذرون وداً اهتمام وعناية به هكذا ولاسواعاً هنا ما ذكر الفعل لكن جاء بـ (لا) قالوا هذا الصنم صورته صورة امراة والمراة عند العربي يعني حتى في اللغة تاتي بعد الرجل فذلك الصنم الذي كرجل جاء معه بالفعل والصنم الذي كامراة جاء معه بـ (لا) ونوى الفعل لان العطف على نية تكرار العامل اي كانه قال ولاتذرون سواعاً لكن ماذكرها محذوفة ولكن اكتفى بالعطف ولكن تكرر لا ,لا تذرون وداً ولا سواعاً يغوث قالوا يغوث على صورة فرس هذا حيوان ,يعوق قالوا على صورة اسد نسر على صورة النسر اذن ماذا صنعت الاية حتى يكون ذلك متجاوباً مع فهم اولئك الناس الذين وقفوا متكوفين مشدوهين امام كلام الله سبحانه وتعالى قال انتم هكذا مع الرجل اعاد الفعل مع الرأة قدر الفعل واعاد لا مع الحيوانات جمعها جميعا ب (لا) اذن حتى نقرأ الاية بما يتفك وما فهمنى من معناه ينبغي ان يكون هكذا ولا تذرنا الهتكم ولا تذرنا ودا  ولا سوعى ولا يغوث ولا يعوق نسرى يعني لا واحدة تجمع هؤلاء الثلاثة لا وهي الثلاثة كما يقولون بين قوسين توضع هكذا فأذن نجب عندما يكون هنالك حرف موجود او حرف غير موجود لفظه موجودة ولفظه غير موجودة نفتش عن الحكمة ونتفكر عن هذا المجال كلام الامام الرازي رحمة الله عليه عندما قال الحكمة لا بد منها ولا نعلم ما هي يعني لانعلمها على حقيقتها ولكننا نقول ما يخطر بالبال يكون بضوابط اللغة ومعرفة واقع العرب عندما نزل القران الكريم يعني حتى ما يقول الشخص الملك كيف الملك في ذلك الزمان ويقول شخص اركض برجلك يقول بماذا يركض لا لا اركض هنا بمعنى ابحث الارض برجلكه لان الركض جاء بعد عملية البحث لان هو بحث الارض برجله فخرج الماء فقال هذا مغتسل باردا و شراب اذن ينبغي للأنسان ان يتبين ما يقرأه وينظر الى ما كتبه علماءنا الكرام لكي يعيش في معرفة سحر البيان القرائني اقول هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ….