سحر البيان
موضوع الحلقة : البسملة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف خلق الله أجمعين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أيها المشاهدون الكرام. وقفنا في الحلقة الماضية عند كلمة بسم الله الرحمن الرحيم. وبينا أن كلمة بسم الله الباء وما بعدها يتعلقان بمحذوف يأتي في التقدير بعدهما. يعني بسم الله أبدأ، وهكذا سائر المعاني التي نبدأ فيها بسم الله في كل أمور حياتنا بعد كلمة بسم الله. يقدر ذلك المحذوف وكلمة الله إنما جاءت بعد كلمة بسم الله إشارة إلي ذات الله ـ سبحانه وتعالى ـ الخالق البارئ المصور الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ثم وهي توصف ولا تصف. كلمة الله وما سمي بها لا في الجاهلية ولا في الإسلام. وهي شاملة لجميع الأسماء الحسنى يستحضر العبد من الأسماء الحسني مع ذكر اسم الله، ما هو بحاجة إليه في واقعه ذلك الذي يذكر فيه اسم الله ـ عز وجل ـ. ثم جاءت بعدها كلمة الرحمن، وهي يعني مرتبة ثانية لنقل بعد كلمة الله. أيضا العرب ما سمو بها في جاهليتهم ولا في إسلامهم، وما استعملوها وصفا لغير الله ـ سبحانه وتعالى ـ. هم يقولون: الله هو الرحمن، يعني يصفون الله بأنه رحمن، لكن ما وصفوا إنسانا بأنه رحمن. قلنا إلا ما كان في حروب الردة، وكلمة رحمن هذه صيغة فعلان فيها معنى المبالغة. يعني بلوغ الفعل أقصى درجات معناه. وقلنا الرحمة فيها معنى الانعطاف والاحتضان للشيء. كأنه ينعطف عليه يعطف عليه فيرحمه، ومنه سميت الرحم أيضا لأنها تنعطف على الجنين تضمه في داخلها. وكلمة رحمن تكون للدنيا والآخرة، وكلمة رحمن تكون للمؤمنين ولغير المؤمنين. الكل يرحمهم الرحمن ـ سبحانه وتعالى ـ بما يهبهم من الصحة ويهبهم من نعمه ـ جلت قدرته ـ. وكلمة الرحيم هي صفة مشبهة. يعني يكون فيها معنى الملازمة حتى يكون الجمع بين رحمن ورحيم معنى التجدد في كلمة رحمن. لما يتجدد من مخلوقات يرحمها، وكلمة رحيم أن هذه الرحمة ثابتة له ـ سبحانه وتعالى ـ لا تتغير، فضلا عن أنه كلمة رحيم قالوا: هي خاصة بإن فيكون قد أثار عندنا تدرج بالبسملة من الأوسع إلى الأضيق. أحيانا بعض العبارات يكون التدرج معكوسا من الأضيق إلى الأوسع، أو من الأدنى إلى الأعلى، وأحيانا من الأعلى إلى الأدنى. هذا من الأوسع الذي هو أدنى إلى الأعلى. هكذا وكلمة رحيم ممكن أن يوصف بها… يعني أو يسمى بها. نقول فلان رحيم، والله ـ عز وجل ـ يعني علمنا ذلك فوصف رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه بالمؤمنين رءوف رحيم. فصرنا نستطيع أن نقول هذا إنسان رحيم بأهله، هذا إنسان رحيم أو ننفي عنه نقول هذا إنسان غير رحيم بأهله. هذه بسم الله الرحمن الرحيم هنا عندنا شيء حقيقة في بسم الله الرحمن الرحيم يتعلق بالرسم. يعني أنت تجد كلمة بسم الله أو كلمة اسم هذه تكررت في القرآن الكريم في أكثر من موضع. سنأتي إليها ـ إن شاء الله تعالى ـ كلمة اسم الهمزة التي في أوله هذا اللفظ هي همزة وصل، وهمزة الوصل معناها هي الهمزة ولادتها تكون بانطباق الوترين الصوتيين ثم ينفصلان فجأة، فتولد الهمزة هكذا. فأما الألف فتولد بنوع من انخفاض اللسان في وسط الفم. يعني عدم ارتفاعه من أوله وعدم ارتفاعه من آخره، لأن ارتفاعه من الأول يولد الكسرة، ارتفاعه من الأقصى يولد الضمة. لكن لما ينخفض اللسان مع ارتفاع قليل جدا من الوسط هذا الارتفاع لا يولد احتكاكا مسموعا في الصوت مع اهتزاز الوترين الصوتيين تولد الألف. إذا: الألف غير الهمزة، الألف هو الصوت الذي نسمعه مثلا بين القاف واللام في كلمة قال. ولذلك العلماء القدماء لما كانوا يعلمون.. لما يريد أن يبينوا الألف يستعمل معه اللام، فيقول لام ألف. لا يعني لام مع ألف. هو صوت لا لأن الألف لا يمكنك أن تلفظها وحدها، ما ممكن تلفظ ألفا وحدها، لأن الألف عبارة عن فتحة طويلة أو حركة طويلة، والحركات لا يمكن أن تلفظ أي حركة من الحركات الثلاث، أو الإمالة أو غيرها ابتداءً وحدها. لابد أن تعتمد على حرف قبلها. فإذا لما نقول عند العلماء يقولون الألف لما يبدأ بعد الحروف، يقول ألف باء. لما تأتي إلى كلمة ألف… ماذا يعني بها؟ تجد أنه يعني بها الهمزة، لأن الهمزة لم يكن لها سورة. أول من يضع لها سورة هو الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي توفي سنة 75 ومائة للهجرة. ما كان عندهم صورة للهمزة، صورتها في أول الكلام الألف. يعني كلمة أكل يضع ألفا ما عندنا صورة. بعد ذلك وضعت على الألف. هذا رأسا في العين لأن خليل قال: أنا وجدتها تشبه العين فقطعت رأس العين، وجعلته للهمزة. فالهمزة إذا تولد بهذا الضغط. كلمة اسم هذه إذا بدأنا بها أي همزة وصل، همزة الوصل يعني هي الهمزة التي يأتي بها لتتوصل إلى النطق بالساكن. الحرف الأول عندما يكون ساكنا نأتي بهمزة حتى نتوصل إلى نطقه. يعني لما نأتي إلى كيف نأخذ الفعل المضارع من الماضي نضيف أحد أحرف المضارعة المجموعة بكلمة أنيت كتب كاف تاء باء ماضي، لما تريد أن تجعله مضارعا تأتي بحرف مضارع تقول: يكتب خلي الياء حرف المضارعة بالأول الأمر مأخوذ من المضارع. كيف نأخذ الأمر من المضارع؟ قالوا: تحذف حرف المضارعة وتحذف الحركة من الآخر. فلما نأتي إلى يكتب لاحظ الكاف ساكنة، يكتب فيه ضمة تحذف الضمة من الآخر، صارت الباء ساكنة. يكتب تحذف الياء بدأنا بالكاف الساكنة، لا يمكن فقيل يأتون بالهمزة، فيقولون اكتب تنطق الهمزة. يعني تكون همزة قطع، لكن إذا كان قبله شيء عند ذلك لا تحتاج إلى الهمزة، تبقى مكتوبة. يقول لك: فاكتب له. فاكتب له، ما قال فأكتب له. فاكتب تلغى نرجع إلى كلمة اسم السين في كلمة اسم ساكنة، لأن يقولون يعني في الأصل من سمو، وبعض يقول من وسم، لا شغل لنا بهذا. المهم أن السين ساكنة فجيء لها بهمزة الوصل. إذا بدأنا نقول اسمك فلان أو قول اسمي فلان، لكن لما تريد تسأل داخل الدرج تقول ما اسمك، مو ما أسمك. ما اسمك تحذف فيه اللفظ، لما تقول بسم الله جئت بالباء… الباء المكسورة التي تباشر السين، فلا تحتاج إلى الهمزة، لكن سنة العرب في كلامها أنهم كانوا يثبتون همزة الوصل كما نقول في كلمة فاكتب له. لما تقول فاكتب تضع الفاء مع الهمزة مع همزة الوصل، لكن لا تنطقها تقول فلان كتب لي، يقول لك فاكتب لا تلفظ، لكن تكتب. لما نأتي إلى القرآن الكريم. نجد أن كلمة بسم الله رسمت من غير أن تقر هذه الهمزة. هل هذه الهمزة حذفت في كل المواضع التي وردت في القرآن الكريم؟ الجواب: لا. نجد أحيانا الهمزة هذه موجودة. يعني سورة الألف موجودة، وأحيانا محذوفة. لما ندقق أولا نقول رسم المصحف هذا كلام القدماء، رسم المصحف توقيف. أيش يعني توقيف؟ قالوا: موقوف على ما رسمه الصحابة الكرام. فريق من العلماء وهم القلة، أو يعني رأيهم ليس هو الأدق. يقولون إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي كان يقول لهم اكتبوا هذا هكذا، واكتبوا هذا هكذا. الثابت في الأحاديث الصحيحة أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان يقول لهم: اجعلوا هذه الآية بعد قوله تعالى كذا، أو بين قوله تعالى كذا وكذا في سورة كذا. لما تنزل آيات مفرقة وليس سورة كاملة. فهذه الآيات هذا الثابت يقول لهم: هذه الآية اجعلوها هناك، لكن ما ثبت أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال لهم: اكتبوا هذه الكلمة من غير ألف واكتبوا هذه الكلمة بالألف، ما ثبت عنه. يعني الاستدلال يقول لك: لما تستدل أنه كان أميا يقول لك: هذا وحيا من الله، لكن هذا لم يثبت أنه قال ما عندنا نص واحد صحيح يقول إنه اكتبوا كلمة رحمة في آخر سورة الكهف بالتاء المربوطة، واكتبوا كلمة رحمة في أول سورة مريم بالتاء المفتوحة. ما عندنا هذا النص. لكن القرآن الكريم مرسوم هكذا، يعني الصحابة رسموا كلمة رحمة قال هذا رحمة من ربي في آخر سورة الكهف. أظن الآية 98 مرسومة كما نرسمها الآن، بعدها كم سطر تأتي سورة مريم ذكر رحمت ربك عبده زكريا. تجد كلمة رحمة مكتوبة بالتاء الطويلة رحمت بالتاء الطويلة. لو أخذت أي مصحف مطبوع أو مخطوط مطبوع في بلد إسلامي أو مطبوع في الغرب مخطوط قبل مائة عام، أو مخطوط قبل ألف عام تنظر في آية 89 من سورة الكهف تجد كلمة رحمة بالتاء المربوطة آية 2 من سورة مريم تجد كلمة رحمت بالتاء المفتوحة. لماذا؟ لأنه لما جاء يعني القرآن الكريم نزل أصواتا، والنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان يقولها أصوات العبارات بالصوت. كان ينطق وهم يرسمون على رسم زمانهم، لأن كان الخط العربي يمر بمراحل تطور، وهذا الذي نميل إليه الحقيقة… لا أنه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقول لهم: اكتبوا هذا. هكذا أكتبوا هذا هكذا. لا. كان يقول لهم هذه الآيات ضعوها في المكان الفلاني من السورة. هذا نعم ثابت، لكن اكتبوه هكذا، ما ثبت وإنما الخط العربي كان يمر بمراحل تطور ثبت من الحفريات ومن النقوش أن هناك تطور للخط العربي. لما نزل القرآن كان متعلمو الكتابة هذا خطهم، ثم تطور الخط وصار له قواعد في الإملاء، فجاءوا إلى الإمام مالك ـ رحمة الله عليه ـ وقالوا يعني هذه نسخ المصحف التي كتبها الصحابة في عهد عثمان ـ رضي الله عنه ـ وبعث بها إلى الأنصار، وصار كل أهل مصر يعني عندنا نسخة بالبصرة… نسخة في مكة، نسخة بالمدينة. أي واحد في مكة مثلا يريد أن يكتب نسخة من المصحف ماذا يفعل؟ يأتي إلى المصحف. الإمام الذي أرسله عثمان ـ رضي الله عنه ـ ويضع الصفحات أمامه وينقش جسم الحرف القرآني، كما نقش فلما يأتي كلمة فيها ألف يضع الألف كلمة ما فيها ألف، ما يضع الألف كلمة مكتوبة بالتاء الطويلة يكتبها بالطويلة، كلمة بالقصيرة يكتبها بالقصيرة. فقالوا للإمام مالك: نحن صار عندنا قواعد، فلماذا لا نكتب المصحف؟ أو كان السؤال هو هل نكتب المصحف على كتابة اليوم؟ يعني على قواعدنا؟ قال: لا… إلا على الكتابة الأولى. يعني إذا أردت أن تكتب مصحفا تضع أمامك نسخة المصحف الأول، أو نسخة منسوخة عليه، وارسم جسم الحرف القرآني كما هو. لذلك تجد مثلا إلى الآن كلمة الربى… مكتوبة بالواو الصلاة مكتوبة بالواو. بعدين وضعوا هذه الألف الخنجرية للتعليم خارج جسم الحرف، حتى يقول لك اقرأها الصلاة بالألف وهكذا فصار التزام برسمهم لماذا؟ قال لك: حتى لا يكون ذريعة للتحريف، يقول لك والله نعدل الإملاء لأن صار عندنا قواعد جديدة للإملاء. التاء متى تكتب هكذا، متي تكتب هكذا، فهذه قواعد جديدة، فلماذا لا نطبقها على القرآن؟ هو ليس هناك مانع لنقل شرعي، ليس هناك نص قال الله ـ عز وجل ـ لا تكتبوا القرآن إلا هكذا، أو من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ. يعني عقلا ممكن أن يكتب القرآن على الخط الحالي لا مانع، لكن المسلمون التزموا بهذه الفتوى… فتوى الإمام مالك وقالوا: جسم الحرف القرآني لا نغير فيه، لكن الحاجة طرأت لضبط النطق فماذا يصنعون؟ صاروا يضعون علامات فوق الحرف تحت الحرف، أما الجسم كما هو لم يتحرش به أحد. يعني بقي المكتوب بالواو مكتوبا بالواو، بقي الحذف بقيت الإضافات. أحيانا يعني في كلمة سأوريكم دار الفاسقين… أنظرها في المصحف ما أذكر في أي آية، لكن ما تمر بها أنتبه الآن وأنت تقرأ المصحف. في المصحف الشريف ستجد أن هناك عدم توافق بين خط المصحف وما نعرفه من الإملاء. سأوريكم دار الفاسقين مكتوبة سين أ ومكتوبة واو يعني لو نريد نقرأها نعرف نقرأها سأوُريكم… الخطاط كتب الواو كل من يريد أن يكتب مصحفا يأتي إلى هذه الآية يكتب الواو. يا أخي: يقول لك هذه واو زائدة، قال لا زائدة ما زائدة، اكتبها لأنه أنت إذا أردت أن تكتب مصحفا اكتب على المرسوم، ما تغير. ولذلك يعني القول بأنه صار تحريف في القرآن قول في غاية الظلم وفي غاية الحماقة. إن الذين لم يتجرءوا على تغيير حرف لمطاوعة الإملاء كيف يتجرءون على تغيير في كتاب الله ـ عز وجل ـ؟ كيف يتجرءون؟ والله إن هذه الآية كان مكانها بالمكان الفلاني، ونقلوها هنا. كيف يقول هذا الكلام؟ يعني هذا جهل فاضح في تاريخ القرآن الكريم. أنت لا تعرف كيف يستطيعون التغيير، والقرآن الكريم محفوظ في الصدور عند عشرات الألوف. كان في زمانه لما جاء العلماء كيف يتجرءون إذا غير هنا يعترض عليه الناس هناك، فلم يغير حرف واحد في كتاب الله ـ سبحانه وتعالى ـ. حرف زائد اكتبه زائدا، حرف ناقص لا تكتبه. لذلك صاروا يكتبونه فوق الحرف، { وكذلك نجي المؤمنين } ننجي نونين. ننجي لاحظها في القرآن كيف مكتوبة، مكتوبة بنون واحدة، وجانب النون هناك نون صغيرة فوق جسم الحرف. يعني جسم الحرف ثابت ننجي هو كتبها نجي الكاتب ننجي أضافها نون صغيرة مثل ما وضعوا الفتحة والضمة والكسرة والسكون والشدة، كلها خارج جسم الحرف القرآني. يعني هذا موضوع حقيقة لعلي أطلت فيه، لكن له أهميته حتى نعلم دقة المسلمين في كتابة مصحفهم أنهم لم يطوعوه للإملاء، لم يكسروا جسم الكلمة حتى لما جاء الخليل ووضع الهمزة وجدت أنه ممكن الهمزة توضع في الأصل. أقول كتبوا ألفا فجاء الخليل ووضع فوق الألف صورة الهمزة حتى تكون أقول، وهكذا لما نأتي إلى كلمة فاسألوا أهل الذكر، أو واسألوا أهل الذكر… تجده في المصحف لأن كانت مكتوبة واو وسألوا والسين واللام والواو، فالسين بهذا التسنين الذي فيها فوضعوا الهمزة طائرة بين السين واللام. يعني ما وضعوا لها ركيزة، وما كتبوها على ألف. لأن جسم الحرف لا يتحرش به. تريد تضبط تجعل هناك ضبط للنطق، تعين الناس على ضبط نطق القرآن لك ذلك. عمل لون لكن ما تكسر الكلمة وتحط شيئا في داخله إضافات. فوق الحرف تحت الحرف الضمة فوق الهمزة الهمزات وضعت لأن كانوا يكتبون كلمة مؤمن تكتبها بالواو مومن، فلها مكان الهمزة تضعها فوق الواو فصارت مؤمن. كلمة بئر لها مكان الهمزة، لكن كان يكتبها على سورة ياء… بير مثل بير لها مكان أقول كما قولنا لها مكان على الألف فوضعها لكن في أماكن أخرى ما لها مكان فوضعوها خارج جسم الحرف القرآني. هذه الهمزة وكذلك الحركات علامة الشدة وغير ذلك. لما نأتي إلى كلمة بسم الله نجد أنها أيضا في كل مصاحف الدنيا على طريقته وضعت من غير ألف، لكن نجد أنه هناك كلمة اسم جاءت في القرآن الكريم بالألف حينما نجمع هذا نستطيع أن نخرج بقانون… عفوا يبدو أن الكتبة الصحابة الكرام كانوا قد ألزموا أنفسهم بذلك القانون. هذا القانون خلاصته وسآتي ـ إن شاء الله ـ إلى أدلة عليه من كتاب الله ـ عز وجل ـ وممكن أي مسلم يراجع ذلك القانون يتمثل في وجود شرطين إذا وجد الشرطان تحذف الألف من كلمة اسم في الخط، حيث ما ورد في القرآن الكريم يعني قد يقول القائل: والله فلان استعرض كل القرآن الكريم، وفتش لا ليس هكذا. يعني ينبغي أن يذكر أصحاب الفضل في ذلك، عندنا المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم. يعني هذا يفترض لا يستغنى عنه بيت مسلم. المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي ـ رحمة الله عليه ـ نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزانه. أخذ كل كلمة في القرآن الكريم حقيقة ما عدا الحروف، وقد جاء من بعده من جاء ووضعه الآن على الإنترنت موجود هذا، لكن هذا جهد الرجل كل كلمة يعني أنت الآن تخطر في ذهنك كلمة، وقلت لكم { سأوركم دار الفاسقين } هذا أنا لا أعلم الآية أين أتى، إما كلمة أوري في رأي راء همزة ياء… أفتش عنها يذكر لي كل الكلمات الواردة بكل الآيات أو بكلمة فاسقين… فسق أفتش فجئت لهذا الكتاب وأخذت كلمة اسم حيث ما وردت، ورأيت متى تكون كلمة اسم بالهمزة، ومتى تكون يعني ما استعرضت القرآن كله، وإنما استعانة بكتاب محمد فؤاد عبد الباقي ـ رحمة الله عليه ـ الذي وجدته ممكن استخراج قانون. هل كان هذا في ذهن الصحابة الكرام، وهم يكتبون؟ لا ندري حقيقة، لكن نقول الملاحظ يلاحظ هذا. إذا كان اللفظ كلمة اسم مرتبطة بالباء دون غيره. يعني إذا قبلها الباء وقد أضيفت إلى لفظ الله دون غيره من الألفاظ. يعني الكلمة تكون بسم الله هكذا إذا اختل أي شرط من هذين الشرطين يكتبون الألف. يعني لما يأتي فسبح بسم ربك العظيم… الباء كلمة بسم نجد أنه باء وألف، وكلمة اسم لماذا؟ لأن أضيفت إلى كلمة رب. بسم ربك ولم تضف إلى كلمة الله. بسم الله فقط في كلمة بسم الله يحذف الألف. إذا: يعني هذه الظاهرة يعني إذا كان ليس هناك الباء، أو إذا كانت الإضافة إلى غير اسم الله. فعند ذلك يثبتون الألف. التطبيق يرى ذلك. سأذكر الحقيقة نماذج من هذا أولا في ورود كلمة بسم الله، نقول كلمة بسم الله من غير ألف. بالمناسبة كلمة الرحمن أيضا حيثما وردت في القرآن الكريم رسمت من غير ألف، حيثما وردت. وأيضا هذا باستعراض من كتاب محمد فؤاد عبد الباقي ـ رحمة الله عليه ـ. وكلمة الله من غير ألف إلى الآن نحن نرسم كلمة الرحمن من غير ألف. يعني بقينا على هذا الرسم، وكلمة الله نرسمها أيضا من غير ألف. لكن نضع فوق اللام شدة وعلى الشدة نضع صورة الألف التي يسمونها الألف الخنجرية، في الشدة والألف هذه مضافة ولا هي المفروض أن يكون هناك ألف من كلمة الرحمن. هذه ألف بعد الميم الرحمن، لكن لا تكتب. وهذه ألف وليست همزة وصل، وكلمة الله بعد اللام الثانية بينها وبين الهاء هناك ألف في النطق… الله لكن ما رسمت هذه الألف، فوضعوا شدة إشارة إلى أنه لام التعريف مدغمة في اللام الثانية، كما نجد على كلمة الشمس. لما نضع بجوارها تجد العلماء يكتبون علي الشين شدة، السماء يضعون على السين شدة. لماذا؟ يعني يقول لك اقرأها الشمس شين، ما تقرأ اللام الشمس السماء الدار تضع شدة. معنى ذلك أنه أقلب اللام إلي جنس الحرف الثاني، الحروف القمرية تلفظ اللام معها التي جمعت بكلمة ( أبغي حجك وخف عقيمه) يعني أبغي الهمزة إسلام الإسلام ما تقول إسلام مثل الشمس هكذا فو ألف خنجرية صغيرة فوق الشدة، يعني بعض الكتبة المصحف للأسف الشديد أغفلوا رسم هذه الألف، صار يرسم فتحة مائلة كأنه إشارة إلى الألف. الألف هذه من الضروري إذا أردنا أن نضبط أن ترسم فوق الشدة إشارة إلى ذلك، فإذا هذه كلمة الرحمن هذه ألف كلمة الله هذه ألف، ما رسمت ولا ترسم اسم هذه همزة وصل وترسم أحيانا ولا ترسم أحيانا أخرى. فالاستعراض ـ إن شاء الله ـ سيكون في بداية الحلقة القادمة. أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.