الحلقة الرابعة: من إعجاز اللغة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف خلق الله أجمعين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المشاهدون الكرام
تكلمنا في الحلقة الماضية بشأن الحال التي عليها الذي يتلقى القرآن الكريم والفرق الكبير بين حالنا اليوم وحال العرب الذين كان القرآن الكريم يخاطبهم من حيث الادراك والفهم العميق لكلام الله سبحانه وتعالى ومعرفة الجوانب البيانية بحيث أن الانسان منهم اذا سمع الآية من القرآن الكريم يتيقن انه ليس من كلام احد من البشر ،نحن أبناؤهم نعم لكن بيننا وبينهم زمن طويل ن ومع أن التحول في كل اللغات وهذا الذي وقع للغات الدنيا جميعا فبمرور أكثر من ألف عام يتحول أهل اللغة الى لغة أخرى هي اللهجة التي أصبحت لغة كما وقع للغات الدنيا جميعا فبمرور أكثر من ألف عام يتحول أهل اللغة الى لغة أخرى هي اللهجة التي أصبحت لغة كما وقع للغة اللاتينية في أوربا بحيث كما قلنا الآن لا أحد يعرف اللاتينية الا اذا درسها وليس هناك نوع من التفاهم بين لهجات اللغة اللاتينية في البلاد المختلفة كإيطاليا وفرنسا، ومتعلم العربية يرتيط بالعربية حتى القديم منها لكن يبقى هذا التذوق والتلدذ بالاسلوب بالاختيار يتعنى عنه ومن أجل ذلك جاء العلماء فصاروا يكتبون عن اعجاز القرآن، الاعجاز البياني ويبينون الاستعمالات المتعددة والكثيرة للفكرة الواحدة أحيانا في عبارات مختلفة فيبحثون عن الأسرار، وذكرنا كلمة الامام الرازي وقلنا هذه الكلمة سوف نكررها بين حين وآخر ليعلم المشاهد الكريم فكرة العلماء القدماء عندما يقولون بالاختيار يعني جاء اختيار الكلمة ههنا هكذا في الجانب الفلاني هذا ليس ما يخطر بالبال منفلتا من قوانين لغة العرب وأسانيدها لا يعني هذا لا يقبله أهل هذه اللغة وانما وفقا لضوابط لغتها ،نتصور كيف كان العربي يتلقى كلام الله سبحانه وتعالى ونحن في هذا البرنامج كما قلنا سنتوجه هذا التوجيه، برنامجنا ليس كلاما عن اعجاز القرآن، في اعجاز القرآن جوانب متعددة وكتب فيها العلماء قديما وحديثا، لكن نحن عندنا كلام على جوانب من سحر البيان القرآني، وسنبدأ ان شاء الله ابتداء من هذه الحلقة نتكلم عن الاستعاذة وسورة الفاتحة ثم ننتقل بعد ذلك الى الموازنة بين آيات في سور متعددة أو في سورة واحدة تبدو للناظر فيها مدعاة لسؤال سؤال بياني، سؤال عن الجانب البياني فنقول عند ذلك كما قال الامام الرازي :جاء الاختيار ههنا لهذا السبب ونقول أيضا ليس جازما هذا جازما وانما هذا الذي نتلمسه من خلال المعرفة بلغة العرب ومن خلال ذلك سنحاول أن نعيش في بعض الأجواء التي كان يعيش فيها العربي الفصيح عندما كان يتمتع ويتلذذ بقراءة القرآن الكريم يتفهم المعنى ويهتز للبيان القرآني كيف جاء بهذا الأسلوب ،كيف؟ هكذا بعض العرب لما يسمع الآيات يقول كأن الصاعقة نزلت على رأسي ،التي هي آيات العذاب لانه يتحسس تماما الفارق بين كلام البشر وكلام الله سبحانه وتعالى.
فنبدأ بفضل الله تعالى بالاستعاذة التي هي الآية الكريمة التي تقول : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) النحل) ثم نبدأ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)) ونحاول أن ننجز الفاتحة باٍذن الله تعالى لنبدأ بها كما بدأ بها القرآن الكريم هي في أول المصحف فنبدأ بها ثم ننتقل بعد ذلك، ليس شرطا أن يكون الانتقال في كل الآيات في سورة البقرة المتعلقة بالجوانب البيانية وانما نحاول أن ننتقل في الجوانب البيانية التي تعتقد أنها قد تكون مظنة سؤال لدى المسلم وهو يتلو كلام الله سبحانه وتعالى بعض المتأملين في تلاوة القرآن الكريم يعني يتلى بطريقتين، اختصارا الطريقة الأولى أن يقرأ الانسان القرآن وهو يحرص على الحصول على أكبر عدد ممكن من الحسنات لأنه في الحديث كل حرف بعشر حسنات الى سبعين ضعفا والله سبحانه وتعالى يضاعف لمن يشاء فيحرص أن يقرأ أكبر كمية من الآيات أو من السور ،يقول عليه الصلاة والسلام : (لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) عندما يقرأ ألم عبادة لله عز وجل فهذه النية الخالصة يتيقن أنه سجلت له ثلاثين حسنة والله يضاعف لمن يشاء، فاذا مضى في القراءة يحاول أن يحصل على الحسنات لأنه ما يدري ما يدخله الجنة، أي حسنة تكون في ميزانه فيرجح؟ ترجح كفة الحسنات، هذه قراء وفيها تفهم يعني وهو يقرأ وعنده مصحف بجانبه معاني الكلمات ،المطبوعات الجديدة أو القديمة التي تذكر معاني الكلمة، الألفاظ مثل تفسير الجلالين بشكل موجز أو يفهم المعنى العام واذا أشكل عليه شيء يسأل -يسجل ويسأل بعد ذلك -هذه القراءة فيها نوع من السرعة لا نقول سرعة من غير فهم، لا تكون قراءة والتلاوة التانية أن يقرأالآية ويتوقف عندها فيتأمل ما فيها من معاني وطبعا البعض كان يقلرأ ويحفظ وموضوع اللحفظ هذا موضوع آخر، فيتأمل في الآية ثم ينتقل الى التي تليها ويربط بين الآيات فنقول لديه ختمتان ختمة سريعة مع تفهم المعنى وختمة تأملية قد تستغرق عنده سنة أو سنتين أو عشر سنوات وأحد العلماء يقول أنا منذ ثلاثين عاما وأنا في ختمة واحدة، يقصد ختمة تأملية أما هو دائماً يختم القرآن الكريم بالنظر في معانيه العامة فنحن انتقينا في القرآن الكريم سورة الفاتحة يجب أن يتأملها الانسان فهو يصلي ويقرؤها عدة مرات في اليوم *لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب * فنريد ان يتأملها في ضوء ما سنذكر غير ذلك حقيقة ما نتوقع أو ما فعلا ورد عليه سؤال يعني هناك سؤال يكون مثلا أنه في الآية (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (48) البقرة) في مكان آخر (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (123) البقرة) يعني تقدمت هنا وتأخرت هنا ممكن هذه تكون في هذا المكان وهذه تكون في هذا المكان ،يرد استعمال هذه اللفظة ههنا مرة استعملت هكذا ومرة في آية أخرى استعملت بهذه اللفظة وممكن لفظة أخرى تحل مكانها يعني من خارج اللفظتين، هذا يحصل في البال والانسان يقرأ في كلام الله عز وجل فاٍذا ما ورد عليه سؤال أو ما تتوقع أنه يرد بشأنه سؤال، أما الآيات التي لا يتوقع أن يرد بشأنها سؤال فسوف لن نقف عندها، إلا كما الفاتحة سنقف عندها كاملة اٍن شاء الله تعالى .فنبدأ بالاٍستعاذة:
الاستعاذة هي آية من سورة النحل وفيها خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ومعلوم بأن الخطاب الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالتشريع بالتطبيقات مشمولة به أمته، يعني لما يقال له (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) النحل) معنى أنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأي مخاطب آخر يصلح له هذه التاء المخطبة، فاٍذا قرأت يعني أنت ايها المتلقي فضلا عن الرسول عليه الصلاة والسلام ،فهو أمر عام يعني لما نجد الآيات التي تخاطب الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يكون في أمر خاص في ذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم نقول ان أمته مشمولة بهذا أيضا فالآية هي آية من سورة النحل محاطة قبلا وبعدها بقوله عز وجل (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97) النحل) فاٍذا قرأت القرآن، لا بد من ربط فهذه الفاء فاء رابطة يعني تربط بعدها بما قبلها، هناك علاقة اٍذ لابد من بيان هذه العلاقة والوقوف عند الآية التي قبلها (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100) النحل) سنقف عند هذه الآيات بمناسبة الوقوف عند الاٍستعاذة، الآن جميع المسلمين عندما يريدون أن يقرأوا القرآن يبدأون بعبارة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم استجابة للآية الكريمة فنحن لما نبدأ قرأة القرآن نبدأبهذا ، وأول سورة في القرآن هي الفاتحة وأكثر سورة تتردد على لسان المسلم يوميا هي سورة الفاتحة وهذا الذي جعلنا نبدأبها. (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97) النحل) مما يلاحظ على البداية هذه، إن الآية الكريمة بدأت بلفظة من ولفظة من هنا بمعنى الشرط يعني من يفعل كذا يكن له كذا ، يحتاج الى جملتين جملة الشرط وجملة جواب الشرط، لفظ مفرد مذكر اللفظ يعني هذه الميم الفتحة والنون ،اللفظ عند العرب هذا هو مذكر ومفرد معناه يمكن ان يكون للمذكر أو للمؤنث و يمكن أن يكون للمفرد أو المثنى أو الجمع . ولهذا لما يستعمل في هذه المواطن العامة يأتي في صيغة الاٍفراد مناسبة للفظ لأن اللفظ أظهر ،أول ما يبدأ به مراعات اللفظ ثم يراعى المعنى أيضا قد يكون المعنى أيضا للواحد للمثنى أو للجمع فعند ذلك يجري الكلام على الجمع الذي نلاحظه هنا ،لاحظ من عمل، عمل للمفرد وعمل مع من يمكن أن يكون للمذكر وهو الأصل ويمكن أن يدخل معه المؤنث لكن الجهد ينصرف تباعاً للمفرد المذكر فدفعا لهذا التصور يعني المقصود الاٍناث أيضاً جاءت الآية الكريمة (من ذكر أو أنثى) حتى يشمل الجنسين هذا كلام عام لغرض الاٍشتراك والبناء على هذا الاٍشتراك من عمل، عمل بالاٍفراد قال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) بهذه الذات، وهو مؤمن للذات التي تشمل المذكر والمؤنث (وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) لاحظ ما زال الكلام على الأفراد، ولنجزينهم انتقل اٍلى الجمع اٍذن نفهم واذا كانت العبارات جاءت بالاٍفراد نفهم أن المقصود بهذا الاٍفراد هو جنس المفرد، الجنس عموما جنس الذكور وجنس الاٍناث جنس الذكر وجنس الانثى، اٍذا عمل صالحا ماذا يناله؟يحييه الله عز وجل حياة طيبة في الدنيا وبالمجموع يجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون، هذه المواءمة والمزاوجة بين الاٍفراد والجمع هي ليست غريبة وليست جديدة يعني في القرآن الكريم نماذج لاحظ في سورة البقرة (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8)) يعني من هذه سواء كانت شرطية أو موصولة حكمها واحد (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ) يقول مفرد) آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) ما قال وما هو بمؤمن تراها أولا لفظ من، فقال ومن الناسمن يقول، يقول هو ثم قال: (وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) استعمل الجمع فهذا سياق حقيقة في لغة العرب هم هكذا يتكلمون وجاء القرآن الكريم يعني لنقل وافقته لغة العرب في هذا قبل نزوله تدرج العرب أو تدرج الناس في ذلك المكان من سورة الى سورة وفي أصواتها وفي معاني أصواتها اٍلى أن وصلوا اٍلى لغة موحدة هي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم هكذا القرآن سابق للغة العرب ولذلك فهو حاكم عليها وليست هي حاكمة على القرآن ،فاٍذا هذه المواءمة بين الفردية والجماعيةهي من سنن العرب في كلامهم بل هي من أساليب القرآن الكريم لكن يبقى شيء هل من حكمة من استعمال الاٍفراد ههنا والجمع ههنا؟ وصحيح هذا هو أسلوب لغة العرب هكذا يتكلمون لكن نحاول أن نتلمس هذا الذي قال عنه أبو فخر الرازي رحمة الله عليه الاٍختيار يعني اختيار الاٍفراد والجمع هل من حكمة؟ نقول الحكمة لا بد منها ونحاول أن نصلا ٍلى ما نحسبه من ذلك الأمر من تلك الحكمة .لاحظ الآية من عمل صالحا، عمل وهذه الفردية من عمل صالحا العمل الذي ينبني عليه السؤال هو فردي يعني السؤال لا يكون عن عمل جماعي واٍنما المحاسبة سواء كان السؤال في القبر أوالمحاسبة يوم القيامة هي فردية يسأل كل اٍنسان عن عمل نفسه باٍفراده فقال :من عمل هو أو هي من يتحمل كما قلنا معاني ولاسيما لما صرح بكلمة من ذكر أو أنثى فاٍذا ذكر أولا من عمل العمل للفرد، وأريد أن نلاحظ شيئا اختيار عمل على فعل، نحن عندنا عمل وعندنا فعل عمل الشيئ وفعل الشيئ العلماء من خلال نظرهم في لغة العرب واستعمالات لغة العرب قالوا :العمل هو فعل لكن فيه جهد وزمن لكن لا بد أن يكون فيه جهد وأن يكون فيه زمن العمل، الفعل لايشترط فيه ذلك كما قال الله عز وجل على لسان فرعون لموسى عليه السلام: (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) الشعراء) ما قال له عملت عملتك التي عملت، والذي فعله أنه وكزه أي ضربه بجمع يده على صدره فقتله هذه عملية سريعة يعني لا تحتاج اٍلى زمن واٍلى جهد كبير، موسى عليه السلام يبدو أنه كان ممن آتاه الله عز وجل من القوة بحيث بضربة واحدة قضى على عدوه (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ (15) القصص) يعني الوكز: الضرب بجمع اليد اٍما على الحنك واٍما على الصدر. الضرب جاء في القرآن ما قال لنا أين كان لكن قال وكزه يعني ضربه بجمع يده يعني تكون يده مجموعة أصابعها مجتمعة وضربه هكذا، فقال: (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) العمل أظهرمن الفعل. هذا لما نأتي اٍلى المواءمة والمواءمة بين الصوت والمعنى يقولون العلاقة اعتباطية يعني لا توجد، اعتباطا سمي ذاك الشيء كذا وهذا الكلام وقلت هل يمكن أن توضع كلمة كتب للضرب وضرب للكتابة ممكن يعني ليست هناك علاقة لكن لما جاء بعض العلماء ويدرس لغة العرب ويدرس الجانب الصوتي فيها قال لا يمكن هناك علاقة في العربية ،العربية لها سمة خاصة أنه هناك علاقة بين الصوت والمعنى فلما نأتي اٍلى (عمل) نجد أنها مكونة من ثلاثة أحرف هي: العين والميم واللام ،عمل هذا التكوين ،عمل ففعل مكونة أيضا من أحرف هي :الفاء العين واللام يعني المشاهد الكريم لو كتب الأحرف المقطعة للكلمتين فاء ،عين،لام فعل عين،ميم،لام عمل سيجد أن هناك حرفان مكرران صحيح المكان اختلف لكن الأصوات المستعملة غير الحركات يعني أصوات الحركات هي ثلاثة صوامت يسمونها صامتة، هناك حرفان مشتركان ولذلك أدت الكلمتان معنى متقاربا يعني العمل والفعل متقاربان أحيانا نضع واحد مكان الثاني، ثم نأتي للمعجم مثلا نريد أن نعرف معنى عمل:عمل الشيء فعله، تأتي اٍلى فعل فعل: فعل الشيء عمله يفسرون الواحد بالثاني لكن لما نأتي للدقة للاٍختيار نجد أنه هناك حرف واحد مختلف وهو في مكان فاء في فعل وفي مكان ميم في عمل ،العين واللام مشتركة لما تستخرج الفاء والميم نجد أن الفاء مهموس يعني لا يهتز معه الوتران يعني مجرد هواء يخرج ،الشفة تقرب من الثنايا العليا يخرج الهواء بالصوت يصير فـــــــ ،الميم لاحظوا الجهد المبذول فيه ضم الشفتين ويهتز معه الوتران ويأتي الهواء الذي فيه اهتزاز الوترين مدبدبة فيه ويصطدم بانغلاق المجرى فيرجع فيخرج من الانف بغنة اٍذن الميم الزمن الذي يستهلكه في الولادة غير الزمن الذي يستهلكه الفاء في الولادة والجهد ،جهد وعزمن قالوا في عمل الجهد يعني اهتزاز الوترين، الوتران هما المنطقة المرتفعة في الحنجرة -الغربيون يسمونه حسب معتقدهم -أن البروز الحنجري يعني الحلقة الاخيرة من القصبة الهوائية آخر ثلاث حلقات هو الحنجرة فهناك الوتران الصوتيان وهما غضروفان أشبه بشفتين يهتزان مئة وخمسين اٍلى مئتين وخمسين مرة في الثانية ،الميم يصحبه هذا الاٍهتزاز وهذه الحركة والرجوع والروح من الأنف والغنة ،الفاء ليس فيه ذلك فاٍن الجهد المبذول خروج الميم أعلى هكذا أن العمل يكون فيه الجهد أكثر من الفعل والزمن المستغرق كذلك بعد هذه القوة ،الميم يسمونها متوسط بين الشدة والرخاوة فهو ليس شديدا لكن فيه صفة الغنة تضاف اٍليه الفاء ما فيه اٍلا الرخاوة يعني الفاء مهموس رخو بينما الميم متوسط بين الشدة والرخاوة ومجهور يهتز معه الوتران ،فمن هنا جاء تميز عمل على فعل. بالله عليكم هل تعلمون لغة في الدنيــــــــــا هكذا تكون ؟هـــــــــذه لغة القرآن .أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.