الحلقة 14:
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة إسلام كات ستيفنز الذي صار فيما بعد يوسف إسلام :
تناولنا قصص العرب الأوائل الذين تأثروا بالقرآن فصاروا قادة للإسلام وقادة للبشرية بسبب القرآن. مع الأيام إنتشر الإسلام بين الناس وكثير منهم اسلموا لسبب آخر غير القرآن كالتعامل الجيد وحُسن خلق المسلمين. ولما تخلّفنا ما عاد لدينا نموذج جيد نقدمه للناس من دولة عادلة أو راقية وهذه كانت أيام عزّنا ومجدنا. ثم جاءت حركة الترجمة التي توسع فيها نشر القرآن بلغات العالم المختلفة وقد ساهم الكثيرون في دعم عملية الترجمة مادياً ومن الناحية العملية وساهموا مساهمة عظيمة لعله يتحقق بهم حديث الرسول r: “لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس”. وهؤلاء اهتدى على أيديهم قوم كثيرون بحمد الله. الترجمة لها مشاكل ولا تعبّر عن حقيقة القرآن لكن ومع مساوئ الترجمة هي أفضل بكثير من عدم الترجمة فإما أن يعرف الشخص العربية أو لا يصله القرآن! هذا غير معقول. نحن نشجع حركة الترجمة – مع أنها لا تغني عن القرآن – ونؤيد حركة الترجمة ولكن ندعو إلى إتقانها والتأكد من حسن إختيار الترجمة. من الذين تأثروا بالقرآن المترجم رغن ما فيه من نقص كان كات ستيفنز المغني البريطاني المشهور وله قصة عجيبة لها ارتباط بالقرآن.
لقد رفض كل مغريات الدنيا وهرب من العالم إلى الإيمان فوجد الهناء والطمأنينة. وقد كان من المطربين البريطانيين المشهورين في العالم وشهرته ضربت الآفاق ثم صار اسمه فيما بعد يوسف إسلام. قصة إسلامه يرويها بنفسه بهذه الكلمات التي لها بالغ التأثير في نفوس كل من يقرأها. أذكر مرة كنا نجلس معه في لقاء في أميركا وإذا بعدد كبير من الأمريكان النصارى يحضرون اللقاء وكان قد اعتزل الغناء وإذأ بأعداد هائلة يسلّمون عليه فقال له أحدهم حتى لو أصبحت هندياً أو بوذياً أو أي شيء فأنا أعبدك. (وسيعود الآن إلى الغناء العالمي لخدمة الإسلام إن شاء الله). يقول يوسف إسلام في حديثه عن قصة إسلامه:
ولدت في لندن قلب العالم الغربي في عصر التلفزيون وارتياد الفضاء، ولدت في عهد وصلت فيه التكنولوجيا إلى القمة في بلد معروف بحضارته. تعلمت في مدرسة كاثوليكية حيث علموني المفهوم النصراني والمسيحي للعقيدة وللحياة. وعرفت ما يفترض أن أعرفه عن المسيح وعن القدر وحدثوني كثيراً عن الله وقليلاً عن المسيح وأقل عن الروح القدس. وكانت الحياة حولي مادية فيها أجهزة الإعلام التي تعلمنا أن الغنى هو الثروة الحقيقية والفقر هو الضياع الحقيقي وأن الأميركي هو المثل للغنى والعالم الثالث هو المثل للجهل والفقر والضياع لذلك كان لا بد من أن أختار طريق الغنى والفوز بنعيم الحياة ولذلك بنيت فلسفتي بالحياة أنه لا علاقة لي بالدين، أسهل طريقة للنجاح أن اشتري غيتاراً واستغل صوتي الجميل. كان عمري 18 سنة وبدأ إسمي يظهر وكان لي ثمانية أشرطة مسجلة ومنتشرة بين الناس وبدأت اجمع الكثير من الأموال حتى أصبحت في القمة وعندما وصلت صرت أتطلع إلى الأسفل وبدأ القل ينتابني من السقوط وخسارة كل شيءفبدأت بالخوف والقلق وبدأت أشرب الخمر لأني كنت أشعر أن الناس حولي يلبسون أقنعة ولا أحد يكشف عن وجهه الحقيقي ولا بد من النفاق. وتغيرت حياتي وبدأت أعتزل الناس وكنت أشرب الخمر من أجل أن أغني لأني بدأت أخاف أن افشل واعتزلت الناس فأصابني المرض ونقلت إلى المستشفى وكنت مريضاً بالسل وسبحان الله كانت فترة المرض خيراً لي لأني بقيت وحدي معتزلاً الناس وبدأت التفكير فقد كان عندي إيمان أساسي ولكن الكنيسة لم تعرّفني عن حقيقة الإله وبدأت أفكر وكان معي كتب كثيرة عن العقيدة وعن عقيدة الشرق (وعلى فكرة أن حياة الغرب فيها الكثير من القلق فان 80% من شبابهم يتعاطون المخدرات وكان هو نموذجاً من هذا الشباب). كان ينتابني شعور أن أتجه إلى غاية لا أدرك كنهها ولا أدري ما هو مفهومها ولم أقتنع أنه يجب أن أكون خالياً فبدأت ابحث عن السعادة التي لم أجدها لا في الغنى ولا في الفن والشهرة ولا في الكنيسة فبدأت أطرق باب البوذية والفلسفة الصينية ودرستها وظننت أن السعادة هي في معرفة ما سيحدث لك في الغد – وكثير من الناس يظن ذلك أن الراحة في رؤية الطالع عن طريق النجوم وقراءة الفنجان وغيرها-. فصرت قدرياً وآمنت بالنجوم وآمنت بالتنبؤ بالطالع. يقول وجدت كل هذا هراء (وأنا درست البوذية والزرادشتية والكثير من العقائد الأخرى والتشافي بالأحجار وكل هذا هراء)، ويقول انتقلت إلى الشيوعية وظننت أن الخير أن نقسم خيرات العالم بين الناس ولكن وجدت أن الشيوعية تنافي الفطرة فالعامل يجب أن يأخذ مجهوده والكسول لا يجب أن يأخذ شيئاً ثم اتجهت إلى العقاقير المهدئة لارتاح وبعد فترة أدركت أنه لا توجد عقيدة توضح لي مأ أبحث عنه فيئست وبقيت على معتقدي الأول في الكنيسةورجعت إلى التأليف الموسيقي والتلحين ثم صار عندي عقيدة أن الموسيقى هي ديني ولا دين لي سواه واخلصت لهذا الدين. وكان شعوري كان من خلال معرفتي بالكنيسة إن الإنسان لا يكون كاملاً كالإله إلا إذا أخلص لعمله ثم حدث أن أهداني شقيقي الأكبر نسخة من القرآن الكريم عام 1975.
بقيت معي هذه النسخة حتى زرت القدس ورأيت المسلمين واليهود وبدأت أهتم بالقرآن وأنا لا أعرف ما به لأن النسخة كانت عربية وبدأت أبحث عن نسخة مترجمة للقرآن وكانت هذه المرة الأولى التي أفكر فيها بالإسلام لان في الغرب كان هناك فكرة إن الإسلام للشرقيين و العرب و الهنود والأتراك وخاصة أن أهلي كانوا من اليونان وهناك عداء بين اليونان والأتراك المسلمين بسبب الحروب التي بينهم وكان بديهياً أن أكره القرآن الذي يدين به هؤلاء الأتراك المسلمين. فقلت أجرّب القرآن فبدأت بالفاتحة (بسم الله) ولم أجد هذا بأي كتاب آخر وثم (الرحمن الرحيم)، بسم الله والرحمن الرحيم على عكس ما نحن نتصوره عن المسلمين من العداوة والقسوة عندهم إنهم يبدأون بالرحمة (الحمد لله رب العالمين) كل الحمد لخالق العالمين رب المخلوقات، إلى تلك اللحظة لم أكن اعرف ما هو الإله؟ كانوا يقولون لي إله واحد ولكنه مقسم إلى ثلاثة وأنه إله اليهود والنصارى. مفهوم جديد أن الله واحد ولا يشاركه أحد. بدأت أفهم الإسلام أن الله قادر على كل شيء وبدأت أفكر في الآخرة وأنها خالدةوالإنسان ليس كتلة لحم تتحول إلى رماد ويخلّصنا المسيح بل ما تفعله في الحياة الدنيا تجده في الآخرة. القرآن هو الذي دعاني للإسلام أما الكنيسة فجلبت لي التعاسة وهي التي دفعتني إلى القرآن عندما عجزت أن تجيب عن تساؤلاتي الرئيسية. هذا ما دفعني فوجدت أجوبتي كاملة. ولاحظت أن القرآن لا يشبه أي كتاب آخر ولم يكن عليه اسم مؤلف مثل الإنجيل حيث كل فصل فيه له مؤلف فيقال هذا كتاب دانيال أو غيره ولكن القرآن لم يكن كذلك ولهذا أيقنت بمفهوم الوحي الذي أوحى الله به إلى النبي المرسل. تغيّر كات ستيفنز واعتزل الغناء ونقل أمواله التي جمعها في حياته للدعوة فأسس المدارس والمساجد – ويقول يوسف إسلام حاولت أن أبحث عن خطأ واحد في القرآن فلم أجد. لم يكن القرآن رسالة واحدة بل وجدت كل الأنبياء وعيسى وموسى مجتمعون في رسالة واحدة ودين واحد على عكس ما كان يقال لي . هذه باختصار قصة يوسف إسلام وصل إلى يديه نسخة من القرآن فتغيرت حياته لذا علينا أن ننشر القرآن فهذا كفيل بأن يسحر عقول وقلوب الناس ببيانه وروحانيته وعلمه.
انشروا ترجمات القرآن بين الناس مع بعض التوضيح لتبيان بيانه للناس وتأثيره ليهتدوا به كما اهتدى يوسف إسلام ولتقوموا بمهمتكم تجاه الإسلام .