من شِعر الدكتور فاضل السامرائي
في برنامجه لمسات بيانية أجاب الدكتور فاضل بأدبه والمعهود وتواضعه الجمّ وخُلُقه الكريم على سؤال حول شعره قائلاً أنه ترك الشعر في نهاية الخمسينيات بعد أن كتبه لعشر سنوات وكان آخر ما كتب في تلك المرحلة في عام 1964م ثم انصرف لأشياء أخرى وأن الله تعالى أبدله خيراً من الشعر كالقرآن والنحو واللغة العربية ويضيف قائلاً أنه يرى أنه لا يصلح للشعر وأن شعر العلماء يكون من باب الرصف. ولكنه نظم بعض الأبيات في أحداث العراق وقصيدة أخرى كتبها في الأشهر القليلة الماضية من باب الموشحات. وهذه وقفة مع أشعار الدكتور:
رباه (في رحلة الإيمان .. الحج 2000م )
سعيت ولم أركب إليك النواجيا
|
يسابقني قلبي إليك وخاطري
|
جفوت منامي والخليّون هجع
|
وناموا وما نامت عيون مسهّد
|
فزعت إلى مولاي أطرق بابه
|
فهل يفتح المولى لمثلي بابه
|
وهل يغسل الأوضار صب مدامع
|
أتيت إلى الرحمن أطلب عفوه
|
فهل يقبل الديّان مني رجعة
|
علمت بأن الله يقبل عبده
|
منيبا إلى ربي ليقبل توبتي
|
فيا رب لا تطرد ذليلا مضيقا
|
يلوذ برب البيت والركن خائفا
|
أيرجع مطرودا وقد خاب ظنه
|
وأنت الذي قد طبق الكون جوده
|
لقد قيل فيما قبل من شعرِ مَنْ مضى
|
فكيف، وقد جئت الذي أوجد الورى
|
فما من مجير غير حلمك سيدي
|
فحسبي ربي أن أفوز بنظرة
|
فيا ليت شربي غير ودك غصة
|
|
وجئتك يا رباه رَجلان حافيا
|
مغذا إليك السير هيمان صاديا
|
نيام ولكن الكرى ما اهتدى ليا
|
يبيت طوال الليل يقظان صاحيا
|
وأستصرخ الرحمن أن يفتحنْ ليا
|
وقد جئته صفرا من البِرِّ عاريا
|
وقد كنّّ سودن السنين الخواليا
|
وقائمة الأوزار ملأى كما هيا
|
وبي من كبير الإثم والذنب ما بيا
|
إذا جاء توابا، وقد جئت ساعيا
|
وقد قيل لي: لا يطرد الله آتيا
|
هوى مستجيرا عند بيتك جاثيا
|
ويمسح مسكوبا على الخد جاريا
|
وقد كان حسن الظن كل رجائيا؟
|
وليس جواد في الحقيقة ثانيا
|
“ومن قصد البحر استقل السواقيا”
|
وعم نداه الكائنات الثمانيا
|
وما من مجيب غير فضلك داعيا
|
وحسبي ربي أن تكوننْ راضيا
|
ويا ليت شربي من ودادك صافيا
|
|