كلمة دخان في القرآن الكريم
إعداد صفحة إسلاميات
كلمة (دخان) وردت فقط في سورتي فصلت (استوى إلى السماء وهي دخان) الآية 11 وسورة الدخان (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم) الآية 10-11
د. أحمد نوفل
———————————
وقفة تدبرية بقلم صفحة إسلاميات:
آية سورة فصلت تدل على الانقياد العجيب للكون استجابة لأمر الله تعالى فهذه السماء التي نراها كل يوم وما فوقها من سموات لا نراها كانت دخانًا أول الخلق فاستجابت لأمر الله تعالى لما قال لها وللأرض (فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) ومن أبرز مقاصد سورة فصلت: دعوة المعرضين إلى الاستجابة لله تعالى. فليتنا نخضع طوعًا لأوامر الله تعالى حتى ننسجم مع الكون الذي نعيش فيها ونتناغم مع مخلوقاته تسبيحًا لله تعالى وتمجيدًا وتقديسًا وطاعة تامة له سبحانه وتعالى.
وسورة الدخان تركز على الإنذار بالعذاب المرتقب من خلال تخويف المكذبين بالقرآن بترقب العذاب الدنيوي والأخروي، مع إظهار عظمة القرآن وتنزله وما تضمنه من الإنذار للمكذبين، والخير والرحمة للمؤمنين.
والآية في سورة الدخان (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾) آية تهديد للكافرين الذين هم في شك يلعبون، يشكّون في الآيات الثابتة البيّنة التي جاءت في هذا الكتاب الحكيم (حم ﴿١﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴿٣﴾ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿٤﴾ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿٥﴾ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦﴾ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ﴿٧﴾ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨﴾) وهذا الدخان قد يكون من أمارات الساعة كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات ” طلوع الشمس من مغربها والدخان والدابة وخروج يأجوج ومأجوج وخروج عيسى ابن مريم والدجال وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس – أو تحشر – الناس – تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا” . . [ تفرّد بإخراجه مسلم في صحيحه ]
في الموضعين ارتبطت لفظة الدخان بالسماء فكأنها خاصة بها وحدها، فقد بدأ خلق السماء وهي دخان ومن أمارات الساعة الدخان وهذا تناسب بين بدء الخلق ونهايته، ولعل في هذا إشارة وتنبيه للإنسان أنه ينبغي عليه أن يستجيب لأمر الله تعالى كما استجابت السماء طوعًا حتى يكون وقت تأتي الساعة بأماراتها من الناجين فلا يغشاه الدخان المبين منذرًا بالعذاب الأليم.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.