الحلقة 142
سؤال: نتكلم عن مميزات اللغة العربية الفصحى ومقارنتها بما تحيا وسطه من لغات أخرى وما يكتنفها من بعض الكلام الذي قد يعمل على تشويه صورتها لدى أبناء اللسان العربي الواحد. من بعض مشكلات اللغة العربية المستحيلة أو التي لها حل لها هي صعوبة الإعراب فهل الإعراب ميزةٌ أم عَيْب؟ وإذا كان ميزة فلِمَ تكتنفه الصعوبة دائماً؟
نحاول أن نوجز القول في هذا الموضوع لأنه لا يعني كثيراً من المشاهدين لكن إزاء هذه الضغوط والكلام قد نفرد حلقة أو حلقتين في هذا الشأن. وللعلم أن اللغات قسمات لغات مبنية ولغات مُعرَبة. اللغة العربية من اللغات المعربة وهي لم تنفرد بهذا لأن اللغات السامية كانت تعرب والنبط كانت لغتهم معربة واللغة الآشورية والبابلية الأكادية كانت معربة كما في العربية في المفرد والمثنى وجمع المذكر، إذن هي لغة معربة وهنالك بما يقابلها لغة مبنية. لا شك أن الإعراب فيه صعوبة تعرف حالاتىالمفردة حتى تتكلم بصورة سليمة يعني لو أخذنا مثلاً الإسم أو الفعل المضارع المعرب يجب أن تعرف حالاته الإعرابية الثلاث نقول حضر خالدٌ، رأيت خالداً، ذهبت مع خالدٍ أما في الإنجليزية Khaled came, I saw Khaled, I went with Khaled الفعل المضارع تقول أنا أذهبَ، أريد أن أذهبَ، أنا لم أذهبْ يجب أن تعرف الحالات الإعرابية في الإنجليزية مثلاً: I go, I want to go, I didn’t go وفي الفرنسية نفس الشيء لكن السؤال هل السهولة مزيّة دائمة؟ مثال لو كان عندنا حاسبتان أو جهازا تسجيل فيديو أو غسّالتان، حاسبتان إذا كانت في إحدى الحاسبتين مزايا مهمة جداً لصاحب الشأن فيها تقنية متطورة جداً لا تدانيها حاسبة أخرى لكن هذه الحاسبة أصعب إذا كانت تقدم مزايا في غاية الأهمية بحيث تعجز عنها الحاسبة الثانية مع صعوبتها نتعلم الصعوبة، إذا كانت توازي أو أكثر إذن السهولة تلك ليس فيها مزية، إذن ليست دائمة. وكذلك الفيديو إذا كان يقوم بأشياء يعجز عنها أي جهاز آخر أيسر أسهل وعندما تتساوى المزايا تكون السهولة لكن إذا كان هنالك أمور أخرى مهمة في غاية الأهمية لمستعِمل الآلة توازي هذه الصعوبة وأكثر منها ولا تكون السهولة مزية إذن ليست دائماً وإنما بما تقدمه من مزايا هذا المقياس. في اللغة في أصلها وجِدت للتعبير عن المعاني يعني أمر ثابت ما كان أكثر دقة في التعبير عن المعاني وأكثر اتساعاً وشمولاً في الدلالة عليها يكون أمثل وأحسن، الإعراب في هذا المجال تؤدي ما لا تؤديه اللغات المبنية في الدقة. استكمالاً لهذه المسالة اللغة العربية تبدو وكأنها جهاز متطور جداً ذو تقنية عالية متطورة وأن اللغات المبنية بالنسبة لها كأنها جهاز قديم متخلف.
نسأل ما هي أغراض الإعراب؟ هو أولاً الإعراب في العربية للتعبير عن المعاني في الأصل أعرب يعني أبان أعرب الرجل عن حاجته يعني أبان عنها إذن الإعراب في الأصل هو التعبير عن المعاني بالنسبة للغة العربية كثير من التعبيرات لا يعرف معناها إلا بالإعراب وأحياناً الجُمل يختلف معناها باختلاف الإعراب يعني على سبيل المثال تقول كيف أنت ومحمدٌ؟ كيف أنت ومحمداً؟ الدلالة مختلفة، كيف أنت ومحمدٌ يعني كيف أنت؟ وكيف محمد؟ تقول أنا بخير ومحمد بخير، تسأل عنه وعن محمد. كيف أنت ومحمداً؟ يعني كيف العلاقة بينكما؟ ليس مجرد عن الحال، هل العلاقة جيدة أو باردة؟ (كيف أنت ومحمداً) الواو هنا واو المعيّة، إذن اختلف المعنى. هم يضربون لنا مثلاً كم رجلاًً عندك قال الحق؟ كم رجلٍ عندك قال الحق؟ كم رجلٌ عندك قال الحق؟ كم رجلاً هذه استفهامية تسأل عن عدد يجب أن تجيب عنه بعدد أربعة خمسة ستة. كم رجلٍ يعني رجال كثير قالوا الحق عندك هذا ليس سؤالاً وإنما هذه (كم) الخبرية تفيد التكثير (وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا (4) الأعراف) يعني كثير، كم رجلاً هذا سؤال، كم رجلٍ هذا إخبار بالكثرة. كم رجلٌ عندك قال الحق؟ يعني كم مرة قال هذا الرجل الحق؟ السؤال عن رجل واحد لكن كم مرة قال الحق؟ كم مرة قال هذا الرجل الحق؟ السؤال عن رجل واحد لكن الاستفهام عن كم مرة قال الحق وليس السؤال عن عدد الرجال. سل أيُهم قام؟ هذه استفهام من الذي قام، سل أيَهم قام؟ هذه إسم موصول يعني سل الذي قام، سل من قام، كيف نعرف هذا الاختلاف؟ من الإعراب. في قوله تعالى (أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ (3) التوبة) البعض قرأها (ورسولِه) قالوا أوبرئ الله من رسوله؟ لا لم يبرأ، هي ورسولُه، معنى البراءة لم يختلف ولكن الاختلاف في قوة البراءة وتوكيدها. وكذلك المضارع تقول لا يذهبْ محمود، هذه جزم، ناهية. لا يذهبُ محمود، هذه نفي هو لا يذهب، كيف عرفناها؟ بالإعراب. أعطني فأمدَحك، يعني أعطني حتى أمدحك يعني المدح غير قائم، أعطني فأمدحُك أعطني لأني أمدحك المدح قائم، ذاك لم يمدح وهذا مدح. لم تؤذه فيرهبْك، لم تؤذه فيرهبَك، لم تؤذه فيرهبُك، لم تؤذه فيرهبْك، هذه عطف جزم على جزم لم تؤذه فلم يرهبْك جازمة. (لم تؤذه فيرهبَك) هذه فاء السببية لم تؤذه فلماذا يرهبك هو؟ ليس هنالك داعي لرهبتك. (لم تؤذه فيرهبُك) أنت لم تؤذه ولكن مع ذلك يخاف منك لماذا؟ لا أعلم، هذه معاني في الإعراب إذن هذه عربية معربة تعبير عن المعاني حتى نفهم اللغة العربية.
هنالك غرض آخر وهو السعة في التعبير والحرية في التعبير بينما اللغات المبنية ليس لها هذه الحرية. أعطيك جملة سنفهم المعنى العام مهما تغيرت الأوضاع لأن كل كلمة تحمل دلالتها “أعطى محمدٌ خالداً كتاباً، محمدٌ أعطى خالد كتاباً، خالداً أعطى محمدٌ كتاباً، كتاباً أعطى محمدٌ خالداً، كتاباً خالداً أعطى محمد، كتاباً خالداً محمدٌ أعطى، أعطى خالداً كتاباً محمدٌ، أعطى خالداً محمدٌ كتاباً، أعطى كتاباً محمدٌ خالداً، أعطى كتاباً خالداً محمدٌ، هذه عشر صور يقابلها في الإنجليزية Mohamed gave Khaled a book. واحد أمام عشرة، أيّ الحرية أكثر؟! العشرة أكثر وهي واضحة معلومة ومعلوم في كلها من الآخِذ ومن المعطي إذن هنالك سعة في التعبير واضحة في الإعراب.
سؤال من المقدم: هل لهذا دلالة خاصة؟ لِمَ نحتاج إلى هذه السعة؟
الدقة في المعنى. كل جملة لها دلالة المعنى العام واحد لكن الدقة لا. (أعطى محمدٌ خالداً كتاباً) المخاطَب خالد لا يعلم شيئاً عن مفردات المسألة كلها فهي إخبار أولي بكل جزئيات المسألة. (محمدٌ أعطى خالداً كتاباً) المخاطّب يعلم أن شخصاً ما أعطى خالد كتاباً لكنه يتصور أنه هو سعيد مثلاً فتقول له محمد أعطى يعني عنده معلومة وتصور أن شخصاً ما أعطى خالد كتاباً، من الذي أعطى؟ وكأنه يستفهم من الذي أعطى خالد كتاباً؟ محمدٌ أعطى. (خالداً أعطى محمدٌ كتاباً) المخاطَب يعلم أن محمد أعطى كتاباً لشخص لكن من هو هذا الشخص؟ خالد تحديداً، هذه معلومة أخرى تختلف عن المعلومة الأولى كأن السؤال لمن أعطى الكتاب؟ لخالد. (كتاباً أعطى محمدٌ خالداً) المخاطَب يعلم أن محمد أعطى خالداً شيئاً ما لكن ما هو هذا الشيء الذي أعطاه؟ كتاباً. (كتاباً خالداً أعطى محمد) المخاطَب يعلم أن محمداً أعطى شخصاً ما شيئاً ما لكن لا يعلم لمن أعطى وماذا أعطاه؟ كتاباً خالداً، وهكذا باقي الصور.
سؤال من المقدم: كل هذه التعبيرات والدلالات لا يقابلها شيء في اللغة الإنجليزية؟
ممكن، هو صعب ولا يمكن وتعتبر اللغة الإنجليزية خرساء بالنسبة لهذه الدلالات مقارنة بالعربية. اللغة هي للتعبير عن المعاني فكيف نعبر عنها باللغة المبنية؟ لا نستطيع. أكرمت زيداً، زيداً أكرمت، لا يمكن أن نقدم المفعول به في اللغة الإنجليزية أو اللغة المبنية. في القرآن (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) الفاتحة) كيف نقدم هذا باللغة المبنية؟!. صبرٌ جميل وصبراً جميلاً كل واحدة لها دلالة في المعنى غير الأخرى. صبرٌ جميل هذا أمر بالصبر الثابت الدائم (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ (18) يوسف) أما صبراً فهو أمر بالصبر في هذه المسألة فقط (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) المعارج). نوضح أن هذه في القرآن مستعملة (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ (4) محمد) (ضربَ) بالنصب مثل صبراً جميلاً يقول النحاة إنه منصوب لأنه هذا الضرب موقوف في هذه المعركة فقط (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) وليس كالملاقات العادية في الشارع والطرقات. (الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ (229) البقرة ) (فإمساكٌ) مثل صبر وصبراً، هذه الحالة الثابتة على وجه الدوام فجاءت بالرفع، كيف نعبر عن هذا الفرق باللغات المبنية؟!. ويلٌ له وويلاً له كل له دلالة (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) يس) بالنصب (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) القمر) لم يقل وكلَ شيء فعلوه، لا يمكن أن تقول وكلَّ شيء فعلوه في الزبر المعنى خطأ لأنها تعني أنهم فعلوا كل شيء في الزبر وهم لم يفعلوا شيئاً في الزبر، أصلاً لا يصح. (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) القمر) لا يمكن أن تقول كلُّ شيء تصير غير معنى وتعني المخلوقات على قسمين قسم خلقه ربنا وقسم خلقه واحد آخر. (مررت بالرجل الكريمِ، مررت بالرجل الكريمُ، مررت بالرجل الكريمَ) الكريمِ صفة، الكريمَ نصب مفعول به أعني الكريمَ أو أمدح الكريم والكريم خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو يعني مررت بالرجل هو الكريم، هذا الإعراب ونحن يعنيننا المعنى كيف نعبر عنه باللغات المبنية؟!. مررت بالرجل الكريمِ عندما نقولها بالإتباع (الكريمِ) معناه أن المخاطَب قد يعلم أنه كريم أو لا يعلم يمكن تكون معلومة جديدة، هو لا يعلم، أنت لا تقطع إلا إذا كان المخاطَب يعلم اتّصافه بالصفة، لا يصح أن تقطع لا يجوز أن تقول بالرجل الكريمَ والمخاطَب لا يعلم أنه كريم أو تقول الكريمُ وهو لا يعلم أنه كريم حقيقة أو ادّعاءً لا بد أنه يعلم في الحقيقة أو تدّعي أنه يعلم فإذا قطعت بالمدح فالقطع أمدح وإذا قطعته بالذمّ فالذم أوجب، لأنه مشهور لما تقول الكريمَ يعني المعروف بالكرم. لما تقول مررت بالرجل اللئيمِ أحدهم بقول لا هذا الرجل طيب جيد ولو قلت مررت بالرجل اللئيمَ يعني كلكم تعرفون أنه لئيم ولو قلتها بالرفع مررت بالرجل اللئيمُ أقوى فإذا كان كريم فكرمه أشيع وإذا كان لئيماً فلؤمه أكثر ليس هنالك أحد إلا ويعلم لؤمه، اللئيمَ أقل، كيف تعبر عنها باللغات المبنية؟ لا يمكن، كل هذا ثراء في الدلالة. (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء (177) البقرة) الصابرين لم يقل الصابرون هذا تعظيم ومدح. (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ (25) الذاريات) حيّاهم بأحسن من تحيتهم، هم قالوا سلاماً وهو قال (سلامٌ) (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا (86) النساء) سلامٌ جملة إسمية وسلاماً جملة فعلية والإسم أقوى وأثبت وأدوم من الفعل، هذه قاعدة. يتعلّم أقوى أو متعلم؟ سلاماً فعلية وسلامٌ إسمية والإسم أثبت وأقوى وأدوم. (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) حياهم بأحسن منها رد التحية بأحسن منها، هذه كيف تعبر عنها باللغات المبنية كالإنجليزية وغيرها؟! وضع المفردات سهل لكن هذا تغيير قواعد، لا يمكن. تقول محمد مشياً ومحمد مشواً، محمد سيراً ومحمد سيرٌ، كيف نعبر عنها وكل واحدة لها دلالة مع أن الدلالة العامة أنه مشى لكن كل واحدة لها دلالة، هذه مساحة تعبير.
سؤال من المقدم: مساحة التعبير في المعنى في اللغة العربية وما يقابلها في اللغات الأخرى هل هذه خصيصة تنماز بها اللغة العربية عن اللغات الأخرى؟
طبعاً، (وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ (61) يونس) (وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ (3) سبأ) هذه مساحة في التعبير، اللغة العربية فيها مساحة واسعة في التعبير ليس فقط في الإعراب هذه لغة القرآن وفي الأبيات لحافظ ابراهيم (وسعتُ كتاب الله لفظاً وغايةً) هذه فيها مساحة تعبيرية واسعة جداً. أولاً في تنوع الأبنية وتعددها، عجيب وعجاب (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) ص) (فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) ق) كيف يعبّر عنها في اللغات الأخرى؟! كل واحدة لها دلالة. غفّار وغفور كيف يعبر عنها؟! (همّاز وهمزة)، (فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) المدثر) (يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) القمر)، نقول مجروح وجريح كلاهما إسم مفعول لكن لكل واحد دلالة، مجروح غير جريح، ولهان ووله، قال ربنا (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) النبأ) (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ (29) الفتح) كلاهما جمع شديد، هذا التنوع في الأبنية للمعنى الواحد هذه المساحة الهائلة في التعبير إترك الإعراب، كيف تعبر عنها اللغات الأخرى بغض النظر عن الإعراب؟! كيف نترجم غفار وغفور وعجيب وعجاب في القرآن؟!
سؤال من المقدم: في الإنجليزية لا يوجد صيغ أو أبنيه كما يوجد في العربية؟
لا يوجد، أليست العربية جهاز متطور في هذه المسألة؟ هل يمكن أن تقابلها لغة مبنية؟ ومن هنا يستحيل ترجمة القرآن الكريم يمكن ترجمة المعاني فقط ولكن لا يمكن ترجمة النص، أولاً الإعراب لا يمكن.
سؤال من المقدم: لماذا اختار الله تبارك وتعالى العربية لغة القرآن؟
أولاً (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (4) إبراهيم) لكن سبحانه وتعالى عندما جعل خاتمة الرسالة في هذا القوم لا شك أنها لغتهم وجعل القرآن معجز.
استطراد من المقدم: في عهد الرسول r كانت هناك لغات وأقوام وحضارات ولم يكن للعرب ذكر آنذاك لكن اختار هذه اللغة الخاملة بالنسبة للغات الحضارية الأخرى آنذاك لعلمه تبارك وتعالى نها تستوعب كل هذه المضامين التي يريدها
ولا يمكن للغة أخرى أن تستوعب هذه المعاني.
ثم عندنا تعدد الصور التعبيرية للمعنى الواحد مثل إصبر، صبراً، صبرٌ، صبارِ (إسم فعل هذا قياس) مثل نزالِ، تصبر بمعنى فعل أمر، كيف نعبر عن هذه؟! ليس صعباً وإنما يستحيل أن نعبر عنها. هو يمشي، هو يمشي مشياً، هو ليمشي (لام ابتداء)، لهو يمشي، ليمشينْ، ليمشينّ، هو مشي، هو مشيٌ، إنه يمشي، إنه ليمشي، إنْ أخوك ليمشي، كل هذه تعبر عنها بالانجليزية بقولك he walks، صور كثيرة جداً مقابل واحدة وليست صوراً فقط وإنما معاني ودلالات مختلفة وهذه كلها في القرآن (لَّيْسَ الْبِرَّ (177) البقرة) (وَلَيْسَ الْبِرُّ (189) البقرة) كيف تعبر عنها باللغات المبنية؟!.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 11/8/2008م:
-
(وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) يس) ربما يكون هناك إشارة للطائرة وليس فقط للسفينة فهل هذا وارد؟ كلمة المشحون نعرف أن الشحنات تتوزع على سطح الطائرة الخارجي؟
-
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) الصافات) ما إعراب (بزينة)؟ زينة بدل، بزينة وهذه الزينة هي الكواكب.
-
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) يوسف) ما معنى كلمة عربياً هنا؟ هل كما قال المؤرخون هي تعني العربي البدوي أو الفصيح؟
-
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (20) الرحمن) ما معنى البرزخ هنا؟
-
ما الفرق بين ألف سنة وخمسين ألف سنة (وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج) (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج)؟
-
مداخلة: يقال أنه يوم من الأيام ادعى أناس من الأعراب أن القرآن ليس بمعجز فبعث النبي r برجل من أكابر الرجال الذين يفهمون في النحو بعث إليه وأجلسه في حضرته r فأراد r أن يستفز هذا الرجل لكي يبطل ما يدّعي المدعون فقال للرجل إجلس هنا ثم أجلسه هنا فاستفز علميته فقال الرجل أتهزأ بي يا ابن قسورة العرب وأنا رجل كبارا في قومي إن هذا لشيء عجاب؟ فأفحم الجُلاّس وابتسم النبي r.
-
كيف يمكن دراسة اللغة العربية؟ تقرأ أوليات اللغة العربية والأساسيات ثم تقرأ في كتب التفسير المتوسطة ثم تترقى في كتب التفسير يحصل عندها معلومات جيدة جداً ولا يمنع أن يكون لها اختصاص آخر غير اللغة العربية.
-
(فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) الكهف) (وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)) اختلاف الفاء والواو؟
-
بعد الخطاب بالجمع في آيات سورة الإسراء (لا تقتلوا، لا تقربوا، أوفوا) يتحول الخطاب للمفرد في الآية (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ (36) الإسراء) فما دلالة الضمة في (تقفُ)؟
-
(إنه كان خبيراً بصيراً) (إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96) الإسراء) متى تأتي بعباده ومتى لا تأتي؟
-
(إِِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (55) الكهف) (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ (137) آل عمران) متى تأتي سنة ومت تأتي سنن؟
-
(وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ (97) الإسراء) بينما في مواطن أخرى وردت (صم بكم عمي) فما دلالة الاختلاف في الترتيب في آية سورة الإسراء؟
-
(الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) الماعون) في الرواية الأولى يقال الماعون هو الزكاة وفي رواية أخرى يقال هو القدر أو الشيء الذي نأخذ فيه الطعام فما المقصود بالماعون؟
-
(أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الرعد) هل في هذا المعنى دلالة على دور القلب واعتراف القرآن بالقلب من ناحية العواطف والحب والكره مع أننا نعلم علمياً أنها مجرد عضلة عاملة تضخ الدم فهل في هذا دلالة على اعتراف القرآن بدور القلب في عملية العواطف والحب؟
-
ما هي اللمسات البيانية في الأحرف المقطعة في بدايات السور؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 11/8/2008م
2009-01-23 22:30:52الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost