الحلقة 156
اللمسات البيانية في سورة يس
المقدم: فكرة عامة عن الآية (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8))
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آل وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. قال تعالى (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8)) الأغلال جمع غُلّ حلقة من حديد تحيط بالعنق أو باليد أو تجمع بينهما بقصد التعنيف والإذلال والمقمح الذي يرفع رأسه ويغض بصره لأن الأغلال عريضة في أعناقهم إلى الأذقان وهي ضيقة،
المقدم: من الأيدي إلى الأذقان؟
د. فاضل: ذكر الأعناق هنا فقط لم يذكر الأيدي هنا
المقدم: سواء كان في الأيدي أو الأعناق فهو غل
د. فاضل: نعم، لكن عندما قال (إلى الأذقان) يعني هي شملت كل العنق، عريضة لم تترك شيئاً إلى الذقن، وهي ضيقة عريضة فلا تدعه يتحرك لا يستطيع أن يحرك رأسه ولا أن يطأطئ عنقه ولذلك قال (فهم مقمحون).
المقدم: ما معنى مقمح؟
د. فاضل: مقمح هو الذي يرفع رأسه ويغض بصره لأن الغلّ يمنعه لا يستطيع أن يتحرك فهو إذن في حالة رافع رأسه لكن يغض البصر لا يستطيع أن يتحرك. جعل في أعناقهم أغلال ثقال غلاظ عراض المساحة تستوفي كل العنق فيبقى هكذا لا يستطيع أن يحرك رأسه، مرفوع الرأس مغمض العينين
سؤال: إذا نظرنا في هذه الآية سيدي الدكتور فاضل في قوله (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً) نعلم أن المفعول به غالباً يكون مرتبطاً بفاعله فلِمَ التقديم والتأخير بين (في أعناقهم أغلالاً)؟
د. فاضل: التقديم والتأخير بحسب السياق والمقام الذي يرد فيه كما هو معلوم. فالكلام الآن عن الأغلال أو عن هؤلاء الناس؟ لم يذكر شيئاً من صفات الأغلال ولا شيء وإنما هو كل الكلام عنهم (في أعناقهم، فهم مقمحون، وجعلنا من بين أيديهم سداً، لقد حق القول على أكثرهم،) إذن ليس الكلام عن الأغلال وإنما الكلام عليهم، هكذا هو السياق (لقد حق القول على أكثرهم، وسواء عليهم أأنذرتهم) فلما كان الكلام عليهم قدّمهم، ليس الكلام عن الأغلال ليس هناك صفة للأغلال ولا ذكر شيئاً متعلقاً بها قال فقط (أغلالاً) ولم يقل فهي إلى الأذقان وإنما قال فهم مقمحون. لما كان الكلام عليهم هم قدّم ما يتعلق بهم.
المقدم: هل هذا الأسلوب مُتّبع في اللغة الأعلى؟
د. فاضل: هذه في اللغة العليا في البلاغة والتقديم والتأخير بحسب ما يقتضيه المقام والسياق فمرة يقدم الأفضل ومرة يقدم المفضول ومرة يقدم الأضعف ومرة يقدم الأقوى ومرة يقدم الأسبق في التربة وهكذا بحسب السياق.
سؤال: تسمح لي كإبن لك يتعلم منك، إذا قيل مثلاً إنا جعلنا أغلالاً في أعناقهم سنوجد المبررات لهذا أيضاً ونقول أنه اهتم بالأغلال فقدّمها
د. فاضل: لكن لم يذكر شيئاً يتعلق بها،
المقدم: إذن حتى الإهتمام لا بد له من قرينة سياقية
د. فاضل: (لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9)) كل الكلام وكل السياق يتعلق بهم وليس بالأغلال ليس إلا هذه العبارة (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا) الباقي أولها وآخرها وكل السياق هو الكلام عنهم.
المقدم: إذن فهم الكلمة القرآنية يتأتى من خلال نظم الكلمات داخل الآية ليست مجرد وجهات نظر
د. فاضل: أحياناً تكون مثل القانون الرياضي، أحياناً تكون الأمور ليس فيها اجتهاد – لمن يعلم- ، مثل الحكم النحوي مثلاً فاعل مرفوع، أحياناً تكون هكذا كأنه هو حُكم رياضي.
المقدم: في الآية التي تفضلت بها (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) نلاحظ سيدي أن الله سبحانه وتعالى قال (من بين أيديهم) ولم يقل وجعلنا بين أيديهم سداً فماذا أفادت (من) هنا؟
د. فاضل: حتى قبلها قال (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ (8)) أكّد بـ(إنّ) وأسند الجعل إلى نفسه حتى تأتي كلها (وجعلنا) لم يقل لقد جُعلت في أعناقهم أغلالاً نسبه إلى نفسه دلالة على أنه لا يتمكن أحد من إزالة هذا الأمر أو من فك هذه الأغلال، إنا جعلناها هكذا مؤكدة بنسبة الجعل إليه سبحانه هو. لو قال لقد جُعلت في أعناقهم أغلالاً يأتي واحد ويقول نفك الأغلال هذه،
المقدم: السياق يحتمل هذا؟
د. فاضل: لو قال هكذا، لكن عندما أسندها مؤكد إلى نفسه معناها ما قدّره الله حصل. ثم نأتي (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) طبعاً (من) تسمى ابتدائية تفيد ابتداء الغاية (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا) يعني ليس هنالك فاصل وإنما أمامهم بحيث ملتصقين بها، (وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) يعني ملتصقة بهم من الخلف بحيث تمنعهم من الحركة، لو قال (بينهم) هذه تحتمل المسافة البعيدة والقريبة، هناك فرق (بين أيديهم) قد تكون مسافة بعيدة عنهم و(خلفهم) قد تكون مسافة بعيدة لكن عندما قال (مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ) أي ملتصقة بهم لا يستطيعون أن يتحركوا (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ (6) ق) ما قال من فوقهم الفرق بينهم وبين السماء بعيد، (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ (19) الملك)، (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا (10) فصلت) ملتصقة بها. إذن (مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ) هذه يعني السد ملتصق بهم لا يستطيعون أن يتحركوا لا من خلفهم ولا من الأمام (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا)
المقدم: أيضاً نفس السؤال معذرة تقديم قوله تبارك وتعالى (من بين أيديهم) على (السد) ولم يقل وجعلنا سداً من بين أيديهم؟
د. فاضل: هو لم يتكلم على السد أصلاً غير هذه وإنما السياق كله عليهم هم من الأول إلى الآخر من قوله (لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)) ويستمر إلى ما بعدها كل الكلام عليهم وليس على السد وليس هناك وصف للسد أصلاً فقط قال (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا (9)). وهذه نظير الاية التي مرت (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً (8)) فهي نفس الشيء لما كلن الكلام عليهم هم قدّم ما يتعلق بهم.
المقدم: قال (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا (9)) لماذا ترك الجانبين ولم يأت بأربع جهات؟
د. فاضل: هو قال (فأغشيناهم) يعني غطاهم أيضاً فهم لا يبصرون. ثم نأتي للسؤال لماذا ترك الجانبين؟
المقدم: فأغشيناهم بمعنى عشّينا عليهم؟
د. فاضل: نعم جعل عليهم غشاوة إما بالسدّين أو إضافة إلى السدّين غطاهم كلهم. أما السؤال لماذا ترك الجانبين؟ هو عندما قال (مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) فهم لا يستطيعون الحركة منهم من الحركة إذا هم لا يستطيعون الحركة لا إلى اليمين ولا إلى اليسار لما كان السدين ملتصقين بهما كيف يتحركوا؟ لا يستطيعوا أن يتحركوا. ثم أغشاهم لا يبصرون كيف يتحركون؟ لا يعلمون أين يذهبون، ومنعهم من الحركة أصلاً. وقالوا إذا اتجهوا إلى اليمين سيكون السدّ أمامهم جعلهم بين أيديهم وإذا اتجهوا إلى اليسار أيضاً سيكون السد من أمامهم ومن خلفهم لأنه ملتصق بهم، انتهت المسألة والتكرار لن يضيف شيئاً. فهو منعهم من الحركة والإبصار في كل الأحوال لا يبصرون ولا يتحركون.
المقدم: في قوله تبارك وتعالى (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (9)) وفي سورة البقرة قال تبارك وتعالى (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)) ما سبب الاختلاف بين آية سورة البقرة وآية سورة يس؟
د. فاضل: أولاً كل موطن اقتضى ما ذُكر فيه علاوة على أن ما ذكر في سورة يس يفيد ما أفاد في سورة البقرة لكن كل تعبير مناسب لما ورد فيه. لما قال (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ) مثل (وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ) أفاد عدم الإبصار. لما قال (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (9) يس) هم لا يسمعون إذا كان السد عالياً وأغشاهم لا يسمعون قال (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ). إذا انسدت منافذ السمع والإبصار والحركة يفقه؟ لا يفقه إذن صار ختم في القلوب. هو أفاد من ناحية إضافة إلى أن المقام يختلف، يعني هو الآن أفاد ما في البقرة ماذا أفاد؟ قال (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ) و(وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ)، عندما قال (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (9)) السد مانع والغشاء مانع، كيف يسمعون؟
المقدم: هل الغشاء متصل بالسمع أم متصل بعدم الإبصار؟
د. فاضل: هو قال (فأغشيناهم) إذا أغشاهم إذن فكيف يسمع؟
المقدم: ربما نفهم (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ) لا يبصرون نتيجة الغشاوة الموجودة
د. فاضل: تمام، والسمع أيضاً السمع واضح أنه لا يكون.
المقدم: إذن هم في عزلة
د. فاضل: هم في عزلة وإذا انسد السمع والبصر كيف يفقه؟! لكن يبقى السؤال لماذا هذا الاختيار؟ما السبب في أنه اختار، هذا السؤال الذي تفضلت به؟ (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (9)) ما سبب الإختيار في كل من الموضعين؟ لماذا لم يقل كما قال في ختام آية البقرة (ختم على قلوبهم)؟ هذا السؤال. طبعاً لو قرأنا الآيات في كل موطن من الآيتين قال (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)) ما الغرض من الصراط؟ الصراط هو الطريق والغرض أن يسير عليه، ذكر الصراط للسير وهو ذكر في يس ما يمنع السير (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (9)) قال (عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)) فذكر ما يمنع السير على الصراط. وجود السد من بين ايديهم ومن خلفهم سيمنعهم من السير فمناسب مع ما ذكر (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)) لأن الغرض من ذكر الصراط هو السير فيه، الآن ذكر ما يمنع السير على الصراط المستقيم وهو السدّ، قطع الطريق عليهم بينما في البقرة قال (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)) إذن يتعلق الأمر بالإيمان والتقوى ليس في السير،
المقدم: سياق مسرح الأحداث أو سياق الحالة تحتلف.
د. فاضل: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)) هذا غير أمر، ذاك السير والصراط وهذا ما يتعلق بالإيمان والتقوى. والتقوى في القرآن وفي حديث يقول (التقوى هاهنا) في القلب فقال (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ (7)) فمن أين تأتيهم التقوى؟! وذكر انسداد منافذ العلم والإيمان (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)) إذن منافذ الإيمان انسدت والتقوى ختم على قلوبهم فمناسب كل واحدة مناسبة للسياق الذي ورد فيه لما قال (عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4)) ذكر ما يمنع السير على الصراط (السد) وعندما ذكر التقوى ذكر ما يمنع من التقوى والقلب.
المقدم: يعني هو في الحالين ذكر ما يمنع من المراد الموجود في السياق؟
د. فاضل: مع العلم أن المفهوم العام هو أيضاً كل واحدة تؤدي لكن ذكر كل واحدة بما هو مناسب للسياق الذي ورد فيه.
المقدم: والله هناك سؤال يحيرني أسأل أم لا أسأل وليعذرني المشاهدون وليعلمني الدكتور: هل الله سبحانه وتعالى كان يقصد كل هذا الذي نفهمه الآن ونفسره؟ هذه الكلمة هنا وتلك توضع هنا وهذه لا توضع هنا؟ هل هو مقصود في حد ذاته؟
د. فاضل: كل لفظة وكل تغيير في لفظة أو اختيار مرادف على آخر أو اختيار لفظة على أخرى هو مقصود قصد تام دقيق حتى الكلمة لما يحذف منها أو يجعلها كما هي (توفّاهم – تتوفاهم) (تنزّل – تتنزل) (يضّرعون – يتضرعون) كله مقصود كل حرف كل اختيار كل كلمة لا نعلم إلا الأمر القليل من ذلك وما أودعه من الأسرار هذا أكبر مما عندنا بكثير ولذلك في الأثر يقولون أن ربنا يجمع المفسرين يوم القيامة في الجنة ثم يبدأ يفسر فكأنهم لم يعلموا شيئاً ولم يعرفوا شيئاً.
المقدم: يفسره الله تبارك وتعالى؟
د. فاضل: نعم يجمع المفسرين فيفسره لهم.
المقدم: ويبدو أنهم لا يعلمون شيئا؟ لا إله إلا الله. إذن هذا الكلام مقصود لذاته؟
د. فاضل: طبعاً. ومقصود ما هو أكثر من ذلك ونحن لا نعلم إلا القليل.
المقدم: صحيح (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
المقدم: بخصوص المقصود هنا قال تعالى (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (9)) لم يكرر (وجعلنا) مه أنه في سورة النبأ مثلاً كرر وجعلنا (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)) كرر الجعل هنا فلماذا؟
د. فاضل: أنت الآن سائر في طريق جعل من بين أيديك سداً وطبعاً السير إلى الأمام هو المهم لأن أنت تمضي إلى أمر، إذن أنت الآن ماضي جعل من بين أيديك سداً أليس هذا المهم؟ انقطع الطريق فسترجع، الآن منعك من الرجوع. أيّ الأهم أن يكون السد من أمامك الذي يقطعك أو العودة؟ العودة ليست هي المقصودة أنت القصد أن تسير إلى الأمام فذكر فيما هو أهم (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا) وحذفه مما هو دونه في الأهمية لأن الأمام والخلف ليسا بنفس المنزلة، أنت سائر إلى مكان. أنت الآن منطلق من هنا تريد أن تذهب إلى مكان قطع عليك الطريق إذن الغاية الأساسية انقطعت وهي السير إلى الأمام فأنت أردت أن ترجع فقطع عليك الطريق، الذهاب إلى الأمام أهم فقال (جعلنا) ولم يكرر في الرجوع لأنهما ليس بنفس المنزلة (ومن خلفهم سداً) لم يقل وجعلنا من خلفهم لأنهما ليسا بنفس المنزلة.
المقدم: ولما قال (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا)؟
د. فاضل: الليل والنهار كلاهما للإنسان لا بد كلاهما لا يمكن أن تكون حياة بلا ليل ولا نهار.
المقدم: هنا لو قال (وجعلنا الليل لباسا والنهار معاشا)
د. فاضل: لا كلاهما بنفس المنزلة ولو قال هذا لكان المعنى أن الليل أهم من النهار. (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) القصص) النوم والحركة كلها مطلوبة لا بد منها فهما بمنزلة واحد فكرر جعلنا.
المقدم: تكرار الفعل جعلنا يدل على أنهما بنفس المنزلة
د. فاضل: توكيد
المقدم: وذكره أمامه واحدة وعدم ذكره أمام الثانية؟
د. فاضل: ليسا بنفس المنزلة.
المقدم: لا حول ولا قوة إلا بالله، جميل.
د. فاضل: ليسا بنفس المنزلة.
المقدم: إذا قال ربنا تبارك وتعالى (وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (10)) إذن لماذا الإنذار؟
د. فاضل: للإعذار (وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) الأعراف) حتى تقوم عليهم الحجة.
المقدم: ما معنى للإعذار؟
د. فاضل: للعذر، قد يقولون أنت لم تنذرنا فكيف تقيم علينا الحجة؟! حتى تقيم الحجة عليهم (لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ) لتقيم الحجة عليهم (قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ) من حيث البلاغ بلّغنا. ثم إذا كان الإنذار وعدمه سواء بالنسبه لهم فليسوا سواء بالنسبة إليه
المقدم: بالنسبة لمن؟
د. فاضل: بالنسبة للمنذِر، للرسول
المقدم: الخطاب لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟
د. فاضل: طبعاً، هو قال سواء عليك أو سواء عليهم؟
المقدم: سواء عليهم
د. فاضل: إذن ليس عليك سواء أنت هذه المهمة لا بد أن تقوم بها
المقدم: وكونهم يؤمنوا أو لا يؤمنوا هذا أمر آخر
د. فاضل: هذا أمر آخر أنت مكلّف بالدعوة هذه لا تسقط، الإنذار لا يسقط حتى لو علمت أنهم لا يستجيبون. الإنذار عظيم ولذلك لم يقل سواء عليك فيكون عمله هباء ثم يدخل هو في صحيفة الأعمال الحسنة له سواء استجابوا أم لم يستجيبوا هو دوّن حسنات، إذن ليسوا سواء بالنسبة لهم.
المقدم: هو حجة له وحجة عليهم
د. فاضل: وأحياناً قد يستفيد آخر سامع قد يكون بالنسبة لهؤلاء سواء عليهم لكن حتى لو نقل هذا أو سمع أحد هذا عن طريق الاستهزاء قد يقتنع شخص آخر، محتمل. أحياناً أنت تنقل كلاماً عن شخص وأنت كأنما تستهزئ به لكن السامع يقتنع به فقد ينتفع آخر بهذا الإنذار إن لم ينتفع هؤلاء فقد ينتفع آخر مما يسمعون. ثم أنت عليك أن تبلِّغ سواء استجابوا أم لم يستجيبوا (فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ (40) الرعد) وهذه في قائمة حسناته على كل حال.
المقدم: هل نفهم من هذا أن الله تبارك وتعالى قضى عليهم أنهم لن يؤمنوا أبداً؟
د. فاضل: علِم ذلك
المقدم: علم أن قلوبهم غُلف.
المقدم: ربما في خارج القرآن نقول أنذرتهم أو لم تنذرهم؟
د. فاضل: لا، بعد همزة التسوية تأتي أم وليس أو، هذه قاعدة وأم غير أو أصلاً. لاحظ سندخل في حكم نحوي: أنت تقول هل عندك فلان أو فلان؟ لا يجوز أن تقول عندك فلان أم فلان؟ لا يصح. لما تقول هل عندك فلان أو فلان؟ تقول نعم أو لا، يعني هل عندك أحدهما؟
المقدم: يعني هل عندك محمد أو أحمد؟
د. فاضل: هل عندك واحد منهما؟
المقدم: هذا أو ذاك
د. فاضل: بماذا ستجيب؟
المقدم: نعم عندي فلان
د. فاضل: هذه للتصديق، بينما (أم) للتعيين أعندك فلان أم فلان؟ تقول عندي فلان ما تقول نعم.
المقدم: إذن الأول للاستخبار هو موجود أو غير موجود هذا أو ذاك، لكن الثانية يحتمل أن أحدهما موجود.
د. فاضل: تعيين طبعاً، (أم) للتعيين ولذلك تقع بعد الهمزة لا تقع بعد (هل). قال تعالى (هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ (93) الشعراء) لم يقل (أم) يعني لا هذا ولا ذاك، هل ينصرونكم أو ينتصرون؟ لا هذا ولا ذاك، هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا؟ لا هذا ولا ذاك، (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98) مريم) ستجيب عنها لا، أما (أم) فهي للتعيين.
المقدم: وهنا التعيين مقصود في حد ذاته
د. فاضل: (وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (10)) هما أمرين، هذه أو تلك السواء تقتضي هذه أو تلك.
المقدم: (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)) فكرة عامة عن هذه الاية؟
د. فاضل: بالنسبة للذين تقدموا قال (وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (10)) يبقى من يستفيد من الإنذار؟ أولئك سواء عليكم
المقدم: إذن هنالك طائفتان
د. فاضل: هنالك (وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (10)) وطائفة أخرى تستفيد من الإنذار قال (إنما تنذر) إنذراً نافعاً (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)) يعني ينفع من كان حياً يؤثر فيه الإنذار. في هذه الآية ذكر صنفين يستفيدان من هذا الإنذار (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)) طائفة من المؤمنين الذين استجابوا هم كانوا مؤمنين تأتي الآية فتزيدهم إيماناً وطائفة من كان له قلب فسمع فيستفيد. إذن هذه عندما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب أن هنالك طائفتان تستفيدان الطائفة المؤمنة الذين هم اتبعوا في الأصل فيزيدهم إيماناً (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا (124) التوبة) فيستفيدوا منها وطائفة أخرى ممن كان له قلب حيّ فيسمع فيستفيد إذن هذه تنفع طائفتين الطائفة المومنة وطائفة أخرى لها قلب فتنتفع بالإنذار يعني قسمين المؤمنين ومن كان حيّ القلب يستمع ويستفيدز إذن هو إنذار نافع قسمين من اتبع الذكر يعني كان مؤمناً ومن سيتبع من إذا سمع الإنذار اتّبع. لكن يبقى السؤال هو قال (مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) يقولون هذا ماضي يعني المؤمنين، لا، أحياناً الفعل الماضي يكون للإستقبال مثلاً لما قال (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) البقرة) هو لم يخرج بعد، هل هي فقط للماضي؟ هو للمستقبل و(خرجت) ماضي دل على الإستقبال. (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) البقرة) هل التوبة بعد الكتمان أو قبله؟ بعد الكتمان، (يكتمون) فعل مضارع وقال (تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا) معناها يتوبون لأن هذا واقع بعد يكتمون بعد المضارع فأحياناً الماضي يأتي للمستقبل.
المقدم: هذه من أساسيات اللغة أيضاً، جرياً على سنن العربية.
د. فاضل: طبعاً،
المقدم: هل لهذا دلالة معينة؟
د. فاضل: هذا للتوكيد أنه تنزّل المستقبل منزلة الماضي مثل أحوال القيامة (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ (99) الكهف) فإذن هو الآن اتبع الذكر تشمل صنفين صنف سيتّبع وصنف اتّبع (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ) كما ذكرنا الآن من كان له قلب فاتّبع ومن كان له قلب حيّ فيتبع عندما يسمع (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) يس)
المقدم: ربنا تبارك وتعالى قال (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) لماذا اتّبع وليس تبِع؟
د. فاضل: افتعل تفيد المبالغة والاجتهاد في الأمر يعني فرق بين صبر واصطبر، جهد واجتهد، اصطبر فيها مبالغة في الصبر (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا (132) طه) فاتّبع للمبالغة في الإتباع وليس إتباعاً عرضياً وإنما مبالغة في الإتباع ويدلنا على هذا لو قرأنا الاية (وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ) هل هذا متّبع كيفما كان أو متّبع مجتهد في الإتباع؟ مجتهد. لما قال (فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) هل هذه للمتّبع هكذا أو المجتهد؟ للمجتهد. فإذن (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) مناسب لما بعده من الصفات (وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) هذا المبشّر بالمغفرة والأجر الكريم هذا مبالغ في الإتّباع وليس هكذا كيفما كان. فهو مناسب.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 9/3/2009م:
قال فضيلة الدكتور من قبل أنه لفهم آيات القرآن الكريم يجب أن نعرض السياق القرآني ونفهم على ماذا يدور فلو تفضل الدكتور وشرح لنا كلمة السياق وما هي أنواع السياق وكيفية فهم آيات القرآن الكريم في ظل السياق القرآني.
قال الحق في سورة النساء في الاية 92 في أمر الديّة (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92)) لم التقديم والتأخير هنا (وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ) وقال الحق تبارك وتعالى (وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) بارك الله فيكم وأحسن إليكم وجزاكم الله خيراً
هل يوجد كلمات غير عربية الأصل في القرآن الكريم مثل إدريس أو استبرق
ما الفرق بين استطاعوا واسطاعوا في الاية (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) الكهف)؟ وهل تستخدم كلها؟
سؤال لغوي: قال الله تعالى في سورة الواقعة (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21)) ما السر واللمسة البيانية من الاختيار مع الفاكهة (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ) والاشتهاء مع الطير (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)؟
يقول الحق في سورة الرعد الآية الأخيرة (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)) من عنده علم الكتاب؟ ويقول عز وجل في سورة النمل الآية 8 (فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8)) ما معنى (من في النار وما حولها).
استفسار في الآية 90 في سورة النساء (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90)) لماذا تكررت بهذه الصيغة اعتزلوكم، لم يقاتلوكم، ألقوا إليكم السلم، لماذا التأكيد؟ لم يقل مثلاً اعتزلوكم فلم يقاتلوكم؟
في سورة البروج يقول سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)) ما دلالة إضافة الحريق على العذاب؟
في قصة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قدّم قوم فرعون مرة (قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) آل عمران) ومرة (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) طه) ما دلالة التقديم والتأخير؟
في سورة إبراهيم الآية 4 (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)) ما اللمسات البيانية في الآية إبراهيم من العراق وكان يتحدث بلسان أهل العراق ولما هاجر إلى الشام وفلسطين لم يكن أصلاً من أرض فلسطين فكيف كان بلسان قومه؟ وكذلك نبي الله لوط كان من العراق وحتى مع نبينا يوسف لم يكن من أهل مصر عندما أخذه العزيز إلى مصر فكيف يكون بلسان قومه؟
عندما هاجر نبي الله لوط هاجرت معه زوجه وكانت مؤمنة به فلماذا عوقبت في أرض الشام؟
عندما أقرأ سورة الجن الآية الأولى أفهم من الآية أنه لم يكن هناك نبي نزل على الجن وإنما نبينا محمد هو أول نبي نزل على الإنس والجن فهل هذا صحيح؟
منذ مدة تقدمت بسؤالين السؤال الأول حول الآيتين 58 و59 من سورة النور (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59)) تنتهيان بنفس النهاية فما الحكمة في ذلك؟ وما العلة البيانية في أن لا تكونا آية واحدة وليستا آيتين؟
السؤال الثاني يتعلق بشكل مشابه يتعلق بالآيتين 50 و51 من سورة الذاريات (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51)) أيضاً الآيتين تنتهيان بنفس الشكل فلماذا ليستا آية واحدة على سبيل المثال؟ وما الحكمة في أن تكون لهما نفس الخاتمة؟
في سورة الإسراء (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71)) هذا الذي أوتي كتابه بيمينه يقرأ ولم تأت آي أخرى تدل على من أوتي كتابه بشماله لكن الآية التي بعدها (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72)) فهل نستنتج من هذه الآية الثانية أن من أوتي كتابه بشماله سوف يكون أعمى؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 9/3/2009م
رابط ثاني للحلقة (فيديو)
=================
2009-03-10 11:48:00الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost