لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 157

اسلاميات

الحلقة 157

أسئلة المشاهدين

سؤال: عندما أدخل الله سبحانه وتعالى آدم وزوجه حواء إلى الجنة تعهد الله سبحانه وتعالى لآدم قائلاً (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) طه) الجمع بين الجوع والعُري قال (تجوع وتعرى وتظمأ وتضحى) لماذا هذا الجمع؟ وكيف نفهمه في سياق اللمسات البيانية؟

د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين وإمام المتقين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. هم قالوا هنالك تناسب بين الجوع والعري، الجوع هو خلو الباطن من الطعام والعُري هو خلو الظاهر من اللباس. والظمأ ألم الباطن و(تضحى) ألم الظاهر، ضحى أن تكون بارزاً للشمس تؤذيه الشمي وليس في الشمس أصلاً لا تضحى يعني لا يصيبك حرّ.

المقدم: لا يتوقف عند دلالة الشمس لاقترانه بالضحى؟

د. فاضل: لا ليس لذلك. ثم الحر يؤذي إلى الظمأ لو كان واحد في حرّ ألا يظمأ؟ صار تناسب بين الظمأ والحرّ (لا تظمأ فيها ولا تضحى) لكن السؤال يخيل إلي (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) طه) لماذا همزة أنَّ مفتوحة؟ أظن هذا كان أصل السؤال.

(إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) طه) لماذا فتح همزة إن (وأَنك)؟ هناك قراءة (إِنك) لكن نحن على قراءة حفص (وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى). هنا مصدر مؤول و(أنّ) مصدرية، هذا معطوف على إسم إنّ، أين إسم إنّ؟ (إنّ لك) (لك) هذا الجار والمجرور خبر إنّ، (أن لا تجوع ولا تعرى) هذا إسم إنّ (مصدر).

المقدم: (ألاّ) أصلها (أن) و (لا)؟

د. فاضل: ألا مصدرها (أن – لا)، (أن) مصدرية ناصبة فهذا المصدر هو إسم إنّ. (وأَنّك) أيضاً مصدر لأن (أنّ) مصدرية فكما أن (أن) مصدرية (أنّ) مصدرية، (أنّ) بالفتح مصدرية ليست إنّ، أن وأنّ مصدرية.

المقدم: أليست أن المؤكدة؟

د. فاضل: طبعاً من أخوات إنّ لكنها مصدرية.

المقدم: المصدرية تدخل على الفعل فقط؟

د. فاضل: (أنّ) مثل بقية أخواتها تدخل على المبتدأ والخبر. فإذن المصدر هذا (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) هذا معطوف على المصدر السابق الذي هو إسم إنّ (ألا تجوع فيها ولا تعرى) (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) هو أيضاً معطوف على إسم إنّ. لو قال (إِنّك) لو قالها بالكسر تصير استئنافية،

المقدم: تكون استئنافية؟ يعني الكلام يتوقف عند (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى)؟

د. فاضل: ذاك أمر آخر و(إِنك) حكم آخر. هذا العطف على ما قبله (على إسم إنّ).

المقدم: أوليس بحكم آخر؟

د. فاضل: هو عطف عليه ليس جملة مستقلة

المقدم: فعطف على (ألا تجوع)

د. فاضل: نعم، هذا محل النصب معطوف على (ألا تجوع فيها ولا تعرى)

المقدم: وطالما عُطف على (ألاّ) بالفتح يكون هو مفتوحاً أيضاً؟

د. فاضل: حتى يصير مصدراً لأنه لو عطف بالكسر لا يكون مصدراً ولن يكون معطوفاً في الأصل، تصير جملة على جملة.

المقدم: عظيم، هو عطف مصدر على مصدر وليس عطف جملة على جملة

د. فاضل: لا، قطعاً لا، لو قال (إنك) لصارت جملة على جملة.

المقدم: (وأَنّك) جملة مستقلة أيضاً؟

د. فاضل: لا، ليست جملة مستقلة. لما تقول (أنّ محمداً حاضرٌ) ليست جملة، (إنّ محمداً حاضرٌ) جملة. لما تقول (أنّ محمداً حاضرٌ) ليست جملة وليس لها معنى أصلاً إلا أن يكون معها كلام، ضمير مثل (علمت أنّ محمداً) (سرّني أن محمداً) لا بُدّ. (أَنّ محمداً حاضرٌ) ليست جملة هذه مفرد مصدر. (إن محمداً حاضر) جملة مستقلة.

المقدم: (إنّ) واسمها وخبرها لا بأس، لكن (أنّ محمداً حاضرٌ)؟

د. فاضل: إسمها وخبرها لكن ليس جملة

المقدم: أليس الخبر حكم على المبتدا؟

د. فاضل: لا، لما تحذف مثل لما تقول (إن تأتني) كامل؟ أو تأتي بشيء بعدها؟!.(محمدٌ حاضر) جملة كاملة تامة المعنى، (إنّ محمداً حاضرٌ) جملة مؤكدة تامة المعنى، (أنّ محمداً حاضرٌ) ليست جملة، نُعربها لكنها ليست جملة والعربي لا يقولها أصلاً، أصلاً لا تُقال لا بد يكون معها ضمير لأنها مصدر، هذه حكمها حُكم مفرد، حُكم كلمة واحدة.

المقدم: (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى؟)

د. فاضل: معطوفة على (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى) المصدر

المقدم: معطوفة على (ألا تجوع فيها ولا تعرى) على المصدر، هذا مصدر معطوف على مصدر.

د. فاضل: إن لك هذا ولك هذا، لك هذا ولك أيضاً أنك لا تظمأ فيها ولا تضحى.

المقدم: لك ألا تجوع ولا تعرى

د. فاضل: ولك أيضاً أنك لا تظمأ فيها ولا تضحى.

المقدم: عجيب سبحان الله!. إذن لو قال وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى؟

د. فاضل: لا، هذا حكم آخر، هذه جملة جديدة حكمها مختلف.

المقدم: وبالتالي تتغير الدلالة.

د. فاضل: أصلاً هو هنا السؤال لماذا كان المصدر هناك أن وهنا أنّ؟

المقدم: هو قال (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى) (ألا) عبارة عن أن – لا

د. فاضل: (ألا: أن – لا) (أن) الناصبة الداخلة على الفعل وهذه أنّك أيضاً مصدرية لكن غاير بين الحرفين مع أنهما مصدران كلاهما.

المقدم: هل لهذا أثر في الدلالة؟ يعني مثلاً تلظمأ وكونه يؤذى بالشمس أو بالحرّ أقوى من الجوع والعري؟

د. فاضل: نعم، طبعاً الجوع يسده الأكل والعُري يسده اللباس. ماذا حصل لآدم؟ ما الذي أخرجه من الجنة؟ الأكل مع أنه غير جائع. أكل من الشجرة وهو غير جائع، يعني هو خرج بسبب الأكل ماذا ترتب عليه؟ أنه عرى. ترتب على الأكل الإخراج من الجنة، الثاني لم يحصل في الجنة فلم يظمأ ولم يضحى. الذي حصل له أنه أكل من الشجرة.

المقدم: الفعل الأول وقع

د. فاضل: وقع والثاني على أثره ماذا حصل؟ (يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا (27) الأعراف) إذن كل مسألة لها حكم. هذا الأول هو الذي حصل والثاني لم يحصل لذا أكّد الثاني

المقدم: ولهذا جاء مع الأول بـ (أن) الخفيفة والثاني (أنّ) دقة متناهية، دقة عجيبة الشكل.

سؤال: هل بنفس هذه الدقة نستطيع أن نفهم كلام الله سبحانه وتعالى حينما طلب من آدم أن يسكن الجنة وأكل من الشجرة ووسوس له الشيطان وقال ربنا سبحانه وتعالى (قال اهبطا) بضمير الغائب ومرة يقول (قلنا اهبطوا) بضمير المتكلم ما الفرق مع أن الموقف واحد؟

د. فاضل: لا الموقف ليس واحداً. لو نقرأ النص يوضح المسألة. في سورة طه قال (وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122)) ما قال ثم اجتبيته الكلام أصلاً في الغائب (ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)) السياق بالغيبة. (ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)) الكلام كله في الغائب. حتى في سورة الأعراف (وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24)) ناداهما ربهما غائب، (قال اهبطوا – قال فيها تحيون وفيها تموتون) في الغائب. في البقرة قال (وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)) (وقلنا – وقلنا اهبطوا) ضمير المتكلم (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)) متكلم، لما كان السياق في الغيبة قال (قال) بالغائب ولما كان السياق في المتكلم قال (قلنا)

المقدم: هل هناك فرق كبير بين أن يكون السياق للغائب أو للمتكلم؟ الموقف بمجمله كله أن الله تعالى قال لآدم وحواء اهبطوا، هذه القصة لكن ما الذي يمكن أن نستفيده دلالياً، مرة يقول قال ومرة يقول قلنا مع أن آدم وحواء هبطا من الجنة؟

د. فاضل: لا، أنت تسرد كلاماً عن شخص غائب فتتكلم عنه بالغيبة، تتكلم عن نفسك في المسألة تتكلم بضمير المتكلم.

المقدم: ألا يُحدِث هذا إزعاجاً لدى المتلقي؟ المتكلم في الحالتين هو الله سبحانه وتعالى

د. فاضل: كما هو شأنه. يعني ربنا سبحانه وتعالى يتكلم عن قصة نوح ويذكر قال وقال (فَدَعَا رَبَّهُ (10) القمر) يذكر أمراً يسرد القصة بصيغة الغيبة فيكون السياق هكذا.

المقدم: أو بضمير المتكلم.

المقدم: بنفس السياق عندما يتحدث ربنا سبحانه وتعالى داخل قصة واحدة مثلاً عندما يتحدث عن سيدنا نوح فمرة يقول (فأنجيناكم) ومرة (نجيناكم) كيف نفهم الغرض مع أن المتحدث عنه واحد وهو سيدنا نوح وقصة واحدة؟.

د. فاضل: فعّل (نجيناكم) وأفعل (أنجيناكم) أحياناً تفيد التكثير والمبالغة لها دلالة مثل فتّح وقطّع التكثير وقد تكون للمبالغة (وصى وأوصى، كرّم وأكرم)) قد يفيد استغراق وقت أطول مثل علّم وأعلم. إذن فعّل وأفعل قد تكون للإهتمام والمبالغة وقد تكون للإسراع أو عدم الإسراع، الوقت الأطول. لاحظ عندما يقول (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ (49) البقرة) لأن بقاءهم في البحر قليل ليس مثل بقاء بني إسرائيل قال أنجيناكم لأن أسرع بينما نجيناكم تحتاج لوقت طويل. (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ (24) العنكبوت) لم يجلس في النار كثيراً، لم يجلس فيها أياملاً وليالي وإنما بسرعة أنجاه الله.

المقدم: أفعل فيها سرعة إلى حد ما إذا ما قورنت بـفعّل.

د. فاضل: أو تأتي للمبالغة. الآن نأتي إلى أصل السؤال هو أحياناً في قصة واحدة وهي قصة نوح مرة يقول (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ (73) يونس) ومرة يقول (فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) الشعراء). من حيث اللغة، من حيث السياق نحن أحياناً نتكلم عن الدنيا نقول الدنيا قصيرة وتنتهي ومرة نقول الدنيا طويلة. لو نقرأ المقطعين التي يقول فيها مرة يقول نجيناه ومرة أنجيناه حتى يتوضح سبب الاختيار. قال في يونس (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)). في الشعراء قال (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120)) من المقطعين سنرى أن الموقف في الشعراء أشد والمحاجّة أطول والتهديدات أشد. لماذا؟ لاحظ أصلاً في يونس لم يذكر لهم قولاً وإنما كل الكلام كان الكلام لنوح مع قومه هم لم يردوا عليه لم يقولوا شيئاً. في الشعراء وصفوا المؤمنين بأنهم أراذل (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) وطلبوا طرد المؤمنين (وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) وهددوه بالرجم إن لم يكفّ (قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) شكا إلى ربه تكذيب قومه (قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ)، دعا بالنجاة له ولمن معه (فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) إذن السياق في الشعراء أشد لا يحتمل البقاء. كأنما ذاك في أول الدعوة لا يزال فيها متسع لأنهم لم يردوا عليه لم يتكلموا شيئاً وإنما كان هو مبلِّغاً الموقف عندما استطال صار فيه شدة لا يحتمل البقاء هددوه بالرجم ثم دعا ربه، هناك لم يدعُ ربه. فإذن ذاك المقام يستدعي البقاء الطويل حتى نجا، هنا لا يحتمل ولذلك قال (فَأَنْجَيْنَاهُ) في المقام الذي يستدعي الإسراع جاء بفعل الذي فيه معنى الإسراع. وفي المقام الذي لا يستدعي الإسراع، الذي فيه متسع جاء بالفعل الذي فيه متسع، ثم الدعاء والدعاء يستجاب له بسرعة (وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) قال (فَأَنْجَيْنَاهُ). هناك لم يذكر أصلاً. كان فيها سرعة استجابة الدعاء إذن هناك أكثر من مناسبة تستدعي وضع كل فعل في مكانه.

المقدم: هذا يجري على سنن اللغة العربية؟ والعربي القديم كان يفهم الفرق بين هذا وذاك؟

د. فاضل: نعم فعّل وأفعل. يعلمون الفرق، الفرق بين علّم وأعلم.

المقدم: هل يعلمون الفرق الذي تفضلت به الآن أنّ هذا في موقف فيه وقت فيقتضي (نجيناه) وهذا فيه سرعة فيقول أنجيناه؟

د. فاضل: المتأمل الذي يفهم العربية يعلم هذا، المتأمل الذي ينظر فيها يعلم هذا.

سؤال: ما الفرق بين الموت والوفاة في سورة الزمر (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42))؟ بحسب فهمي أن الموت لا يشترط انفصال الروح عن الجسد بمعنى أنه ربط الموت بالنوم والوفاة انفصال الروح عن الجسد فهل هذا الفهم صحيح؟ ما هو نوع وفاة سيدنا عيسى (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ (55) آل عمران)؟

د. فاضل: قالوا الوفاة قطع التصرف بالحركات الاختيارية بمعنى نائم، ربنا سمى النوم وفاة (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ (60) الأنعام) (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ) الوفاة تأتي بمعنى النوم. في اللغة الوفاة من معانيها النوم

المقدم: يعني أقول أنا ذاهب لأتوفى، هذا يجوز في اللغة؟

د. فاضل: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ (60) الأنعام) (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) يعني مستوفي شخصك من الأرض. مثل توفّى المال يعني استوفاه وأخذه. (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) يعني آخذك من الأرض كما يتوفى صاحب المال ماله.

المقدم: أيضاً يعني فيها معنى رفع سيدنا عيسى؟

د. فاضل: نعم. الوفاة تأتي بمعنى الموت وتأتي بمعنى النوم وتأتي بمعنى قطع التصرف بالحركات الاختيارية معاني كثيرة،

المقدم: أما الموت فهو دلالة قطعية ثابتة على الموت.

سؤال: سورة الفتح (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ (10)) ما دلالة رفع (عليهُ)؟

د. فاضل: من حيث اللغة، هذه لغة الحجاز تكلمت أكثر من مرة في هذه المسألة. عليهُ أصلاً لغة، لغة الحجاز يقولون عليهُ وبهُ كلها على نمط واحد (وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ (63) الكهف) لغة الحجاز يقولون ذهبت إليهُ. هو ليس مُعرباً وإنما مبني كما نقول نحن (منهُ) لا نقول منهِ مع أن (من) حرف جر، (لهُ) هذا ليس له علاقة إن كان حرف جر أو غير حرف جر، هذه لغة، لغة الحجاز كلها هكذا بالضبط، يعني عندهم منهُ مثل إليه مثل لهُ مثل عليهُ كلها واحدة، منهُ، لهُ، عليهُ كلها عندهم. الآخرين عندهم هذا الضمير إذا كانت ياء ساكنة أو كسرة قبل الضمير يكسرون الضمير مثل (بهِ، إليهِ، عليهِ، فيهِ) ما عدا ذلك يضمّون مثل (منهُ، لهُ). إذن هي لغة من حيث السؤال. السؤال لِمَ اختار هنا هذه اللغة بينما في القرآن في مواطن أخرى يقول إليه وعليه (وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ (16) الشورى) إذن لماذا اختار هنا الضم؟.

المقدم: ما الفرق بين الضم والرفع؟

د. فاضل: الضم بناء والرفع إعراب.

د. فاضل: لماذا اختار الضم؟ ذكروا سببين الأول الآية في صلح الحديبية (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) الفتح) هذه البيعة كانت على الموت وهذه أثقل البيوع ليس هناك أثقل من هذه البيعة فجاء بأثقل الحركات وهي الضمة مناسبة لأثقل حالات المبايعة.

المقدم: الضم والفتح والكسر أثقلهما الضم.

د. فاضل: نعم، الضم أثقلهم ثم الكسرة ثم الفتحة. فجاء بالضمة التي هي أثقل الحركات لأثقل حالات المبايعة المبايعة على الموت، هذا سبب. والسبب الآخر أنه عندما تقول (عليهُ الله) تفخم لام الجلالة ولو قال عليهِ الله ترقق، هنا جاء بالضم لتفخيم لفظ الجلالة دلالة على تفخيم هذا العهد، تفخيم لفظ الجلالة (عليهُ الله) لأن العهد هذا مفخم وغليظ إشارة إلى تفخيمه فيصير مناسبة بين التفخيم اللفظي وتفخيم المعنى.

المقدم: هذا الدرس الصوتي وتأثيره على الجانب الدلالي.

د. فاضل: تقول لي لم يرد في القرآن عليهِ الله في القرآن مطلقاً؟ أقول لك لا، لم يرد في القرآن مطلقاً (عليهِ الله)

المقدم: إذن هي مقصودة، الله لا يأتي مرققاً في هذا الموقف لا بد أن يكون مفخماً. هل كان أبو جهل يفهم أنه قال عليهُ لأن الله تأتي مفخمة؟ ويفهم أنه لو قال عليهِ تأتي مرققة؟

د. فاضل: أبو جهل هذه لغتهم، قريش هذه لغتهم هم أهل الحجاز.

المقدم: أبو جهل ما كان يفهم المسرح اللغوي آنذاك ولو فهم آمن

د. فاضل: هو كان يعلم أن هذا القرآن معجز وكان يذهب يستمع إليه وكان يعلم أن هذا ليس كلام بشر (وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ (33) الأنعام)

سؤال: سورة التوبة (حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)) ما اللمسة البيانية في قوله تعالى (عن يد وهم صاغرون)؟

د. فاضل: (عن يد) يعني عن قدرة لأنها لا تؤخذ من الفقير، تؤخذ من الغني ولا تؤخذ من فقير.

المقدم: هل هذا من المعاني المجازية؟

د. فاضل: هذا استعمال العرب يقولون عن يد، ضيق ذات اليد. صاغرون إما بمعنى خاضعون خضعوا أو جريان أحكام الإسلام عليهم، فيها معنى الصَغار وقسم يقولون فيها الذل والهوان وعندما يكون مغلوباً فهو خاضع.

سؤال: لكن بقراءة القرآن الكريم إذا كان الموقف واحد أو الحالة واحدة أو المطلوب من شخصين أو عدة أشخاص أو جماعة واحدة نجد أن الفعل يتغير، مثلاً في سورة النور من الآية 6 إلى الآية 9 (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9)) ما الفرق بين اللعنة للرجل والغضب للمرأة؟ ففي سورة النور في الملاعنة بين الزوج والزوجة (لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ) (غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا)

د. فاضل: اللعن في اللغة معناه الطرد إبليس لُعن فطرده من رحمته. لو هذا الرجل أجرى الملاعنة على زوجته وفعل ماذا يكون حكم المرأة؟ حكم المرأة أن تُقتل إذا كانت متزوجة، المحصَن الزاني يُرجم حتى الموت إذن أن يُلعن يعني أن تُطرد من الحياة فهو يُلعن من رحمة الله هو يُطرد من رحمة الله إذا كان كذاباً كما طردها من الحياة يطرده الله من رحمته إذا كان كاذاباً.

المقدم: مرة ثانية، اللعن الطرد من رحمة الله

د. فاضل: هذا بعد أن تُقسم هي يفرِّق بينهما لكن لو صح ما قاله الحُكم أن تٌطرد من الحياة تُرجم تموت، تُطرد من الحياة فجزاؤه إن كان كاذاباً أن يُطرد من رحمة الله كما طردها من الحياة. وإذا كان صادقاً عليها غضب الله، إذا هي نكلت

المقدم: (لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) لأنه يكون كاذباً كذبه يستتبع أن تُفضي هي أن تموت وبالتالي هي تُطرد من الحياة وهو يُطرد من رحمة الله. لكن اللعنة أقوى من الغضب

د. فاضل: لا شك هو قتلها رجمها حتى ماتت فكما رجمها وطردها من الحياة فهو أيضاً يُطرد من رحمة الله، كما طردها يُطرد.

المقدم: لكن هو طردها من الدنيا

د. فاضل: هو كان سبباً في القتل. أما بالنسبة لها ليس عليه شيء فهي لو كانت كذلك كانت فاعلة فِعلة فاحشة عظيمة فعليها غضب الله،

المقدم: ولا يقام عليها الحد؟

د. فاضل: لا إذا هي لم تنكل

المقدم: إذن الجزاء الواقع عليه غير الجزاء الواقع عليها في حال شهادتها هي،

د. فاضل: هل يُرجم هو إذا رمى زوجته؟

المقدم: لا، فاختلف الفعل، هذه رحمة بالمرأة بصراحة، الرجل عليه لعنة شديدة!

د. فاضل: مثل ما فعل، هو أدّى إلى شيء،  أدى إلى إزهاق روحها

المقدم: ربما حتى الضرر الإجتماعي أو الضرر النفسي واقع في كلا الحالين لكن الواضح أن هذا عند الله سبحانه وتعالى كبير وله صدى أقوى هنا لعنة وهنا غضب، سلِّم يا رب.

د. فاضل: حى نلاحظة وراءها قال (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) النور) لعنوا

المقدم: ولم يقل الرجال،

د. فاضل: لعنوا، (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) النور) هذه جزاؤها كبير الذين يرمون المحصنات

المقدم: ملعون في الدنيا والآخرة. لم لم يتحدث عن رمي الرجال؟

د. فاضل: الزاني المحصن إذا شهدوا عليه له أيضاً. المحصنة والمحصن نفس الحكم يجري على الإثنين

المقدم: لكن ربما نزول الآيات في حديث الإفك كان خاصاً بالسيدة عائشة عليها رضوان الله.

سؤال: سورة النساء (فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)) وفي الإسراء (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (54)) متى تأتي وكيلاً ومتى تأتي حفيظاً؟

د. فاضل: في النساء قال (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)) وفي الإسراء (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54)) من يطع الرسول r فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليكم حفيظا يعني ليس عليك حفظهم وأن تردهم إلى الطريق كما يرد الراعي الغنم أنت لست مسؤولاً عن ذلك، لا تحفظهم أنت لست مسؤولاً عنهم لست مسؤولاً أن تردهم، من تولى تولى لست مسؤولاً أن تحفظ أعمالهم وتحاسبهم عليها. الوكيل (إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ) أنت لست وكيلاً تدافع عنهم، هذه فيها عذاب، هناك تولى فيها رحمة. تدافع عنهم كما يدافع الوكيل مثل سيدنا إبراهيم لما جاءت الملائكة على قوم لوط (يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) هود) ما أرسلناك عليهم وكيلاً تدافع عنهم، ما أحد جعلك وكيلاً عليهم إن يشأ يرحمكم وإن يشأ يعذبكم، أنت لست وكيلاً عنهم تدافع عنهم كما أنك لست وكيلاً عنا نحن ما وضعناك وكيل

المقدم: تحتمل وكيل عن الله ووكيل عن الناس؟

د. فاضل: أنت لست وكيلا عليهم تدافع عنهم ولا أنت وكيلا عنا تقصرهم على الإسلام

المقدم: هل نقول وكيلاً عليهم أو عنهم؟

د. فاضل: أحد أمرين إذا أنت وكيل عنهم تدافع عنهم وهذه منفية. وكيل عليهم يعني نحن لم نضعك وكيلاً عليهم،

المقدم: يعني الله سبحانه وتعالى لم يوكله عليهم أساساً

د. فاضل: نعم أنت لست وكيلاً عنا عليهم تقصرهم لم نفوضك أن تفعل ما ترى، أنت لست وكيلاً عنا.

المقدم: لا إله إلا الله، الآية مخيفة والله.

د. فاضل: (يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) هود)

المقدم: يعني ليس من خصوصيات عملهم المجادلة وليس من رسالته وإنما هو فقط للتبليغ

د. فاضل: للتبليغ فقط أنت لست وكيلاً ولا حفيظاً

المقدم: يعني لم توكَّل عليهم ولم توكَّل بحفظهم حتى تردّهم أنت تبلغ فقط عليك البلاغ.

د. فاضل: من تولى تولى لست عليهم حفيظاً.

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 12/3/2009م:

في سورة البينة (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)) صحف مطهرة فيها كتب قيمة هل هي إشارة عن القرآن الكريم ولماذا هي بهذه الصيغة؟

في سورة الأحزاب الآية 59 (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)) في آية سورة النور (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ (31)) الخطاب مباشرة للمؤمنات بينما في الأحزاب فالخطاب لنساء المؤمنين.

في سورة المائدة الآية 17 (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)) (إن أراد أن يهلك المسيح) كأنه يتكلم عن المستقبل بينما الله تعالى متوفيه ورفعه كما ذكر الدكتور قبل قليل.

في سورة المؤمنون الآية 31 و42 (ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (31)) (ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42)) استعمال آخرين مع قرون ومع قرناً أليس المفروض أن يقال قرناً آخر؟

(تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا (229) البقرة) و(تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا (187) البقرة) ما سبب الاختلاف بين تعتدوها وتقربوها معها كلها حدود الله.

في سورة إبراهيم (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)) لماذا لم يذكر المؤمنات؟ مع أنه في أكثر من موطن ذكر المؤمنين والمؤمنات. فهل المؤمنين هنا شملت المؤمنات أم أنها خاصة بالرجال؟

(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ (20) الحديد) لماذا ذكر في الأموال ولم يقل بالأموال؟

هل للدكتور كتاب شامل للتفسير اللغوي للمصحف كاملاً؟ لا ليس هناك للمصحف كاملاً لكن هناك كتب لمسات بيانية، بلاغة الكلمة في القرآن الكريم وكتاب على طريق التفسير البياني، من أسرار البيان القرآني وأسئلة بيانية تتناول الإعجاز البياني في القرآن الكريم.

قرأت على الانترنت أن أحد الإخوة يدّعي أن الآية القرآنية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) النور) وهو يدعي أنها تستأذنوا وليس تستأنسوا فما رأي الدكتور فاضل في هذا؟. وهو يدعي أنها موجودة في فتح الباري لإبن حجر العسقلاني في الجزء الثاني صفحة ويدعي أنها موجودة في الطبري. كما أنه ذكر في آية أخرى (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ (60) المؤمنون) يقول ما أتوا وليس ما آتوا وكذلك يدعي أنه استند على ابن حجر العسقلاني في فتح الباري الجزء 11 صفحة 7، فما رأي الدكتور في هذا الإدّعاء أن القرآن غير محفوظ بينما الله تعالى يقول (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر)؟ القراءات المتواترة عشر وهناك قراءات شاذة وهناك تفسير لبعض الآيات في زمن الصحابة كان يكتب الكلمة ويكتب تفسيرها بجوارها يكتبها له هو، أما القراءات هي عشر هي فاستأنسوا أما تستأذنوا فليست من القراءات متواترة، ربما أحدهم كتبها لنفسه أن تستأنسوا معناها تستأذنوا.

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الرعد (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا (41)) ما مدى هذا النقص؟

بُثّت الحلقة بتاريخ 12/3/2009م

روابط الحلقة (فيديو)

http://www.youtube.com/watch?v=jPl2yeYK3aM

2009-03-13 07:09:07الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost