لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 158

اسلاميات
الحلقة 158

اللمسات البيانية في سورة يس

المقدم: نُكمل رحلتنا في هذه الحلقة مع آي سورة يس وكنا بدأناها في الحلقات المنصرمة. وصلنا إلى قوله تبارك وتعالى (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)) شرحنا جزءاً من هذه الآية ووقفنا عند (وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ) ما معنى خشي الرحمن بالغيب؟

د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين أفصح من نطق بالضاد سيدنا محمد وعلى آل وصحبه أجمعين ومن سار على هداه إلى يوم الدين. قال سبحانه وتعالى (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)) خشي الرحمن بالغيب فيها أكثر من معنى يُذكر: من المعاني التي تسبق إلى الذهن أنه خشي الرحمن وإن لم يشاهده كما آمن به بالغيب خشيه بالغيب.

المقدم: ما معنى الخشية؟

د. فاضل: الخوف مع التعظيم

المقدم: ليس الخوف في حد ذاته وإنما الخوف نتيجة التعظيم

د. فاضل: نعم، ويكون في الغالب عالِماً بما يخشى

المقدم: إنما يخشى الله من عباده العلماء لأنهم يعلمون

د. فاضل: كما آمن به سبحانه بالغيب خشيه بالغيب، آمن به ولم يشاهده كذلك خشيه ولم يشاهده وهذا طبعاً من تمام الإيمان لأن الناس عادة يخشون من يشاهدهم ويشاهدونه إذا كانوا يعلمون أن هنالك من يراقب أفعالهم توقفوا عند أمورلا يفعلوها وإن كانوا يحبون أن يفعلوها فإن غاب عن أعينهم ذهبت الخشية. أما هذا فإنه يخشى الرحمن لأنه يعلم أنه حاضر معه (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ (4) الحديد) يراقب أفعالكم وهذا من معاني الخشية، هذا أحد المعاني، أحد الأوجه. من أحد معاني يخشى أنه يخشى عقابه الذي سيكون بالغيب وهو يوم القيامة

المقدم: ليست خشية خاصة بذات الله وإنما بعقابه

د. فاضل: بعقابه، (اتقوا النار) ومرة يقول (اتقون) فهو إذن يخشى عقابه الكائن يوم القيامة وهو غيب يوم القيامة غيب وما يحصل فيه غيب. إذن من معاني هذا التعبير أيضاً أنه يخشاه وهو لم يشاهده وأنه يخشى عقابه وهو غيب يوم القيامة. من معاني أيضاً هذا التعبير أنه يخشى الرحمن إذا غاب عن أعين الناس بمعنى يعني هنالك أناس كثير يفعلون أفعالاً إذا خلوا إلى أنفسهم فإن علموا أن أحداً شاهدهم توقفوا عنه لا يفعلونه، إذا أمن مراقبة الناس فعل لكن هذا الفعل قد لا يفعله أمام الناس. فهذا يخشى الرحمن وإن غاب عن أعين الناس

المقدم: يخشى الرحمن أمام الناس وبعيداً عن أعين الناس؟

د. فاضل: يخشى الرحمن وإن لم يشاهده ويخشى عقابه الذي في الغيب ويخشاه إذا غاب عن أعين الناس فكثير من الناس وإن كان عندهم دين لكن إذا خلوا إلى أنفسهم قد يفعلون أفعالاً لا يفعلونها أمامهم، هذا يخشى الرحمن وهو غائب عن أعين الناس. فإذن هذه عموم أنواع الخشية

المقدم: التي تتجلى في قوله (وخشي الرحمن بالغيب) ليس بالغيب الغيب المطلق لأننا في الدنيا لم نرى الله؟

د. فاضل: هذا أحد الأوجه التي تُذكر في هذه الآية.

المقدم: يعني إطلاق عموم دلالة كلمة الغيب بالنسبة للناس وبالنسبة لرب الناس، سبحان الله!

د. فاضل: وهم غائبون عنه ربنا سبحانه وتعالى الإيمان به بالغيب وما وعد الله به غيب

المقدم: بالتأكيد أننا لا نرى الله سبحانه وتعالى فما أفادت كلمة غيب هنا؟

د. فاضل: لأنه آمن به بالغيب. ربنا سبحانه وتعالى ذكر الملائكة أنه يؤمنون به، ايضاً ربنا سبحانه وتعالى غائب عن الملائكة لم يروه وهم يؤمنون به، فهذا إيمان بالغيب ليس كل الناس يؤمنون بالغيب.

المقدم: حينما نقول اتبع الذكر المنطق إذا قلنا اتبع الذكر يقصد به يخشى الرحمن ويؤمن بالغيب، إتباع الذكر في حد ذاته.

د. فاضل: كل متبع يخشاه بهذه الأوجه كلها؟ أحياناً مع أنه متبع لبعض الأمور لكن قد تفلت منه أمور لا يفعلها أمام الناس وإنما يفعلها أمام نفسه، يحصل هذا الشيء، هذا أمر آخر إتباع مع الخشية والخشية بالغيب

المقدم: (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14) البقرة) لكن هنا الخشية كما ذكرتها معنى الخوف فما الإادة التي استفدناها من كلام الرحمن مع الخشية؟ كان يأتي إسم آخر، ما دلالة وجود الرحمن مع الخشية؟

د. فاضل: أحياناً يسبق إلى الذهن أن الرحمن لا يعاقب الناس يقولون (رحمته سبقت غضبه) (رحمتي وسعت كل شيء) فيتجرأ على فعل إلتجاء أو اتكالاً على الرحمن الرحيم، هكذا يذهب أن رحمتي واسعة والله غفور رحيم فيفعل الأشياء اتكالاً على هذه الصفة، على صفة الرحمن الرحيم، فربنا حذّرهم قال لا مع أنه رحمن لكن ينبغي أن يُخشى يعني رحمته لا تمنع عقابه ولا تمنع غضبه،

المقدم: لا نغترّ برحمته كثيراً

د. فاضل: لا تتكل على هذا وتترك كل شيء، وإنما الرحمن يعاقب فلا تتكلوا على رحمته فلذلك كان هذا تحذيراً مهماً وكبيراً. ثم إذا كان المنعِم رحمته كثيرة فينبغي أيضاً أن تخشى هذا الراحم وإلا يقطع عنك نعمتك. يعني إذا كان واحد يرحم إنساناً ويفعل له الخير هل ينبغي له أن يخالفه أو يحاربه؟ أو يطيعه؟ هذا يعاقِب بقطع الرحمة عنه إذن كونه رحمن ينبغي أن يُخشى ويُطاع لئلا يقطع عنه رحمته ولئلا يعاقبه بسلب ما أنعم به عليه . جو السورة هو يشيع فيها العزة والرحمة (تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)). هناك أمر آخر مهم، هذا توجيه أن تكون الرحمة تنبغي أن تكون مقرونة بخشية الراحم، لا يصح الاتصاف بالرحمة وحدها لأنها قد تكون ضعفاً في غير محلها، قد تكون ضعفاً إن لم يكن معها قوة وخشية. يجب أن يكون معها قوة وخشية إذا كان الشخص لا يخاف من المٌربي ولا يخشاه متكلاً على رحمته يسيء

المقدم: “من أمِن العقاب أساء الأدب”

د.فاضل: قد تكون الرحمة وحدها في غير موضعها ستكون موطن ذم وموضع نقص، يعني هذا توجيه للمربي ليجمعوا بين الرحمة والخشية من الراحِم يجب أن تجمع الأمرين الرحمة والخشية والخوف من هذا الراحم، لا تترك كل شيء وتتركه يفعل ما يشاء ولا تعاقبه لأنك ترحمه هذا سيسيء ويفعل ما يشاء “من أمِن العقاب أساء الأدب” إذن هذا توجيه للمربين ليجمعوا بين الرحمة والخشية من الراحِم.

المقدم: إذن وجود صفات أو أسماء لله فيها قوة وعزة هذا مطلوب بجانب الرحمة

د. فاضل: طبعاً، ولذلك قال (نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (50) الحجر) يجمع

المقدم: هذه مقرونة بتلك

د. فاضل: حتى سيدنا إبراهيم قال (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) مريم)

المقدم: أو نقول هنا أن الخشية هنا خوف بسيط أو عذاب بسيط مقرون بالرحمن أم لا تعطي هذه الدلالة؟

د. فاضل: عندما حذر (وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (50) الحجر) صفة فيها شدة ولذلك هذا الاقتران اقتران في غاية الكمال الخشية والرحمة.

المقدم: مع إسم الرحمن أيضاً لكن عودة بسيطة لكلمة الغيب يقول ربنا تبارك وتعالى (وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ) وفي مواطن أخرى يذكر الخشية فقط (يخشون ربهم) بدون كلمة الغيب وبدون كلمة الرحمن أيضاً، فما الفرق بين هذه الآية وتلك؟ كيف نفهم سياقاتهما الدلالية؟

د. فاضل: لما يقول (يخشون ربهم) هذه خشية مطلقة، يعني غير مقيّدة بالأمور التي تُذكر، عامة على كل حالة سواء كانت بالغيب أم لا. مثلاً عند غيبتهم عن عيون الناس أو عند حضورهم هم يخشون الرحمن في كل حال ليست في حالة دون حالة فستكون خشية مطلقة يدخل فيها (بالغيب) لما قال (يخشون ربهم) صارت الخشية مطلقة وصارت الخشية بالغيب جزءاً من تلك.

المقدم: يعني هنا أطلق الخشية، عامة.

د. فاضل: عامّة في كل الأحوال. الآن ماذا ذكرت؟ يخشى ربه بالغيب وإن لم يشاهده يخشى ربه، يخشى عقابه أيضاً هذا دخل في قول يخشى ربه، يخشى إذا غاب عن عيون الناس هذا أيضاً يخشى ربه فهو يجمع كل المواطن التي تُذكر بالغيب وغيرها. تلك ستكون جزءً من الإطلاق، يخشون ربهم بالغيب هي حالة من حالات الخشية وتلك خشية عامة مطلقة وهذه مقيّدة.

المقدم: حينما يقيّد بالغيب (وخشي الرحمن بالغيب) إذا كانت الخشية من العبد لله بالغيب فهي في غير الغيب أعمّ بالنسبة للناس وهذا العموم يدخل فيه التقييد؟

د. فاضل: لا، الخصوص يدخل فيه التقييد وليس العموم، العموم مطلق سواء كان في هذه أو غيرها.

المقدم: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (23) الزمر) بدون بالغيب.

د. فاضل: الآية (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) هذا الأمر اقشعرار الجلود ولينها هل يشعر بها غير صاحبها؟ لا، مع الناس أو وحده؟ إذن دخل فيها (بالغيب) لأنه لا أحد يعلم غير الله سبحانه وتعالى فإذا قال هنا بالغيب ليس لها هنا موضع أصلاً، لا تفيد، هذا الأمر لا يعلمه إلا صاحبه وربنا سبحانه وتعالى، من يعلم بهذا؟

المقدم: هذه خصيصة بين العبد وبين ربه

د. فاضل: (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) هذه القشعريرة أمر داخلي ولين القلوب.

المقدم: هذه القشعريرة أمر داخلي ولين القلوب يعلمه اللخ سبحانه وتعالى وفيه غيب.

د. فاضل: إذا قال هنا (بالغيب) ماذا ستفيد هذه العبارة؟

المقدم: إذن لا توجد في القرآن الكريم كلمة زائدة أبداً؟

د. فاضل: لا، مستحيل. حتى في سورة الرعد أيضاً ذكر (يخشون ربهم) قال تعالى (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ (21) الرعد) ليس فيها غيب، آية الزمر عرفناها فماذا عن هذه؟ هذا الأمر يتضح عند ذكر كل سياق ورد فيه (بالغيب) وهذه الآية، ينبغي أن يُعلم السياق حتى يعلم لماذا هنا لم يقيد وهناك قيد. نقرأ سياق آية الرعد هذه ونقرأ سياقات أخرى حتى يتبين الفرق لماذا هنا أطلق وهناك قيّد. في الرعد قال (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)) أطلق في هذه الآية. الآن نقرأ ماذا قال في الغيب، ماذا ورد في الغيب، قال تعالى في الأنبياء (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49)). وفي موطن آخر (إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18) فاطر) (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) الملك) (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ق) (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) يس) هذه بالغيب وتلك مطلقة. لو لاحظنا أولاً حتى نفهم النص الذي يظهر من آية الرعد التي هي مطلقة وصفهم بأنهم أولو الألباب ذكر أولو الألباب (إنما) وقصّر التذكر عليهم (إنما) أداة قصر (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)، (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ) هذا وصف عام يشمل جميع كل ما أمر الله به، لا ينقضون الميثاق (وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ)، يصلون ما أمر الله به أو يوصل (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ)، يخشون ربهم (وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ)، يخافون سوء الحساب (وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ)، (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ)، (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً)، هذه مطلقة بالغيب وزيادة (سِرًّا وَعَلَانِيَةً)، (وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ). جزاؤهم (أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ) يدخل معهم من صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم (يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) والملائكة يدخلون عليهم يحيونهم سلام عليكم (وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ). لو نظرنا في جميع الآيات التي ورد فيها قوله (يخشون ربهم بالغيب) تشمل الجزء مما ذكر في آية الرعد. كما أطلق الخشية أطلق الوصف وأطلق الأجر، لما كانت الخشية بالغيب جزء من الخشية العامة تلاحظ كل ما ورد في القرآن في هذه المواطن هو جزء. حتى تكون المسألة واضحة، في الأنبياء قال (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49)) ذكراً للمتقين، يخشون ربهم بالغيب، من الساعة مشفقون. لاحظ في سورة الرعد (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) (في سورة الرعد أكثر). في سورة الرعد أكثر فأصبح هذه الصفات (الذين يخشون ربهم بالغيب) جزء مما ذكر في الخشية العامة. نلاحظ في سورة فاطر (إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)) أمران يخشون ربهم وأقاموا الصلاة هذه جزء مما ورد في سورة الرعد. في سورة الملك (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)) فقط يخشون ربهم بالغيب لم يذكر شيئاً آخر، سورة ق (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ق) متقين، أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب، في سورة ق لم يذكر عبادة بدنية كلها عبادات قلبية (أواب، حفيظ، قلب منيب) لم يذكر عبادة بدنية مثل الإنفاق وإقامة الصلاة، سورة الرعد أعمّ. في سورة يس قال (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) يس) لم يذكر صفات أخرى. إذن تلاحظ عندما قال (بالغيب) هي جزء من الخشية العامة والصفات التي ذكرها هي جزء من الصفات المطلقة المذكورة في قوله (يخشون ربهم). في يس قال (مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) لكن نلاحظ في سورة الرعد ذكر اتباع الذكر على درجة الإحسان. أنت عندما تنفق تكون اتبعت الذكر لكن هؤلاء ما اكتفوا وإنما أنفقوا سراً وعلانية هذا إحسان في الانفاق ليس مجرد إتّباع. مثال آخر، هو قال (وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) لاحظ (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا (40) الشورى) هذا اتّباع (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ (40) الشورى) هذا أعلى، (وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) هذا أعلى، هذا إحسان في الإتباع وليس اتباعاً فقط.

المقدم: إذن هو يقصد ليس مجرد إتباع الذكر وإنما الإحسان في الإتباع؟

د. فاضل: فما ذكر في الرعد قال (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً) ولما قال (وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) هذا إحسان في الإتباع، إذن صارت آية يس جزء مما ورد في قوله (يخشون ربهم). لاحظ حتى الجزاء، الجزاء في آية الرعد أعلى مما ذكر في يس. في يس قال (فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) وفي الرعد (أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)). في يس قال مغفرة وأجر كريم الأجر لا يعني الجنة.الأجر هو الجزاء على العمل ولا يعني الجنة بالضرورة. قال تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) النساء) هذه في الدنيا وقال (لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أجراً عظيماً) الجزاء على العمل وليس بالضرورة الجزاء هو الجنة.

المقدم: إذن في يسى ليس المغفرة والأجر الكريم لا يدل دلالة قاطعة على أن الجزاء هو الجنة

د. فاضل: ليس بالضرورة وإنما الجزاء على العمل زولا يشترط أن يكون الجنة. (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا (20) المزمل) لا تعني الجنة. يمكن أن تكون حسنات لكن الأجر هو الجزاء على العمل. ما ذكر في الرعد أعلى لأنه ذكر الجنة ويدخلون عليهم من كل باب.

د. فاضل: قد تقول يخشون ربهم بالغيب أعلى من يخشون ربهم؟ هو أشمل لأن قد تكون أحياناً الخشية بالحضور أعلى من الخشية

المقدم: كيف وقالوا (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)؟

د. فاضل: قسم من الناس ضعاف نفوس لا يحبون أن يُتهموا بالتدين يقولون هذا رجعي ويقولون هو معقد فيعمل أعمالاً أمام الناس لا يرتضيها هو ويخشى أن يُتهم بالرجعية والتخلّف ولو رجع إلى نفسه لا يفعلها، مثلاً أنا لست صائماً للتدين وإنما للصحة، يخجل أن يُتهم أنه متدين. يقول أنا لا أمتنع عن الخمر تديناً وإنما لأنها مذهبة للعقل أو تضر بالصحة، يعني هو يراعي الناس يفعل أفعالاً محرّمة بدافع المجاملة لا يخشى الله. الخشية أمام الناس وإظهارها أعل، يُظهر خشيته من الله أمام الناس ستكون أعلى وستكون أكمل لأن فيها إظهار وتعظيم لشعائر الله

المقدم: مهما سمع من كلام ومهما اتُهم من انهامات هو ثابت

د. فاضل: تقوية لضعفاء المؤمنين ولذلك ربنا ذكر عن قوم (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) المدثر) فإذن الخشية المطلقة أكمل وأشمل لأن أحياناً تكون الخشية أمام الناس وإظهار أنك تخشى الله هذه فيها تقوية للإسلام وتقوية لشعائر الدين وتقوية للآخرين.

المقدم: إذا صنع هذا ربما يقال له هذا رياء مثلاً؟

د. فاضل: المهم هو وأمام الناس قد تكون أكمل

المقدم: يعني ذكر الخشية بتقييد الغيب هذه أشمل؟

د. فاضل: أشمل، ولذلك كان أجرها كما ذكر كثير.

المقدم: هل الله سبحانه وتعالى فعلاً يحب اللغة العربية؟ وإذا كان يحبها هو أنزل كتباً أخرى بغير لغات؟

د. فاضل: هو تحدى بها الخلق وتحدى بها الناس وتحدى به العرب لم يتحدى بلغات أخرى.

المقدم: هذا التحدي فيه تعظيم للغة، يتحدى بها لأنها قوية في حد ذاتها. والله هذا يفسر لنا الإنهيالات التي تنهال على اللغة العربية ولن تنال منها ولن تطال إن شاء الله.

المقدم: نكمل رحلتنا مع الخشية بالغيب والخشية بدون غيب بالشمول والعموم.

د. فاضل: ذكرنا الآن الفرق بين الخشية المطلقة وبين الخشية المقيّدة. أذكر أمراً في هذه الآية (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) يس) وفي هذه الآية ذكر نوعين من العبادة عبادة ظاهرة (اتبع الذكر) وعبادة قلبية (خشي الرحمن بالغيب) وذكر نوعين من الجزاء (مغفرة وأجر كريم) المغفرة ما يتعلق بالذنوب والأجر الكريم ما يتعلق بالعمل الصالح إذن شمل كل أنواع العبادة القلبية والظاهرة وكل أنواع العمل العمل السيء مغفور لهم والعمل الصالح مأجورون عليه.

المقدم: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)) فكرة عامة عن هذه الآية:

د. فاضل: يقولون أصول الإيمان ثلاثة التوحيد والرسالة والحشر،

المقدم: يعني نؤمن بالله وملائكته واليوم الآخر؟

د. فاضل: والباقي كله يدخل في هؤلاء الثلاثة، لما ذكر الرسالة يذكر الكتب

المقدم: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

د. فاضل: لذلك قالوا الأصول ثلاثة التوحيد والرسالة والحشر. هذه الآيات التي ذكرناها في يس تجمع هذه الأصول: ذكر التوحيد في قوله تعالى (تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)) وذكر الرسالة (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3)) وذكر الحشر (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى (12)) إذن إلى هنا جمعت الآيات كل أصول الإيمان. ثم ارتباط هذه الآية بما قبلها واضح قال (لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)) قبل (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) عاقبة الإنذار والتبشير بعد إحياء الموتى. متى يحصل هذا؟ عاقبة الإنذار والتبشير؟ بعد الإحياء، عندما يحيي الموتى. عندما ذكر (لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)) قال (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) قال بعدها (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى) فيتضح الإنذار والبشارة.

المقدم: الإنذار في الدنيا

د. فاضل: وعاقبته؟

المقدم: البشارة في الآخرة.

د. فاضل: وعاقبة الإنذار؟ في الآخرة أيضاً عاقبته إذا لم تفعل فلك النار لك جهنم. الأمران، عاقبة الأمرين ستكون في الحياة بعد الموت الإنذار والتبشير، ولذلك عندما قال (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) قال بعدها (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى) كله سيحصل والعاقبة والنتيجة التي سترونها ستحصل للجميع بعد أن يحيي الموتى (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)

لو لاحظنا أنه (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى) توكيد بـ (إن) وضمير الفصل (نحن)، أصلها نحن نحيي الموتى (إنّ) للتأكيد ثم جاء بضمير الفصل (نحن) لإفادة القصر والتوكيد. من يحيي الموتى حصراً؟ الله تعالى لا يشاركه في ذلك أحد.

المقدم: ألا تكون (إنّ) بمعنى (نحن)؟

د. فاضل: (نحن) هذا يسموه ضمير الفصل له أغراض من جملتها القصر فإذن الآن أفاد التوكيد والقصر.

المقدم: في موطن آخر قال (وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) الحجر)

د. فاضل: هذا السياق.

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 16/3/2009م:

نحن نسأل السؤال وتمر شهور طوال أو أسابيع عدة ولا نسمع جواباً أليس هناك من آلية لإفراد حلقة للإجابة عن أسئلة الأسبوع في الأسبوع نفسه؟ نخصص حلقة الخميس للإجابة على الأسئلة.

في سورة النساء آية 33 (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا) قرأنا كل التفاسير تقريباً وكل الشروح الموجودة يحار فيها الحليم والله لأنها تتضارب مما يشوش على القارئ. ما هو تفسير هذه الآية؟ ما هو إعراب (موالي) لكي نفهم الآية؟

الآية 107 في سورة المائدة (فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ) هذه أيضاً كيف أُعربت (الأوليان) في كتب التفسير وكتب الإعراب تجعل المعنى متضارباً فأريد أن أسمع رأي الدكتور فاضل في إعرابها لكي نستطيع أن نفهم شيئاً من تفسيرها.

هل هناك آيات في القرآن الكريم في تحريم التخاطب أو التعامل مع الجن؟

في سورة النمل يقول تعالى (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)) وقع القول عليهم هنا أي ظهرت علامات القيامة وفي نفس السورة (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ (85)) أي وجب عليهم العذاب فلماذا لم يقل تعالى وحق القول عليهم كما هي في آيات كثيرة في القرآن الكريم؟ وما هي اللمسات البيانية؟

سألت منذ شهور طويلة عن سبب الآيات الاعتراضية

في سورة البقرة يقول الله سبحانه وتعالى (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا (259)) في قراءة عاصم وفي قراءة ورش (كيف ننشرها) فما هو الفرق في المعنى بين الكلمتين؟

بالنسبة لوجود الخشية مع الرحمة ألا يجوز أن تكون الخشية من الله مع علم صاحبها بصفة الرحمة وسعتها أوقع في القلب وأجمُّ أدباً مع الله وأحسن خُلُقاً وأن الله تعالى في هذا الموضع يريد خشية مبعثها الحياء منه وهو الرحيم لا خوفاً من العقاب وكفى؟

بُثّت الحلقة بتاريخ 16/3/2009م


رابط الحلقة 158 (فيديو)


2009-03-16 21:37:29الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost