الحلقة 173
إجابة على أسئلة المشاهدين
المقدم: إنهالت عليّ إتصالات غير عادية من الحلقة المنصرمة على ذكر يأجوج ومأجوج وحكاية السدّ وتكلم فيها كثير من المشاهدين والمستمعين الأحباب فأردت أن أعرض الموضوع أمام حضرتك نفرد له حلقة خاصة أم تتكلم فيه في عجالة ثم نُكمل رحلتنا مع أسئلة المشاهدين ونفرد لها حلقة خاصة في خلال بحث حضرتك وما بحثته وأعلم أنك وقفت أمامها، فالرأي لكم سيدي.
د. فاضل: ما السؤال؟
المقدم: هل يأجوج ومأجوج موجودون بالفعل يعيشون الآن نراهم ويروننا؟ أم هم خلف السد لا يظهرون إلا يوم القيامة ينحتون في السد؟ أم أن السد إنهار وخرجوا؟ أم ماذا؟ وهل الواحد فيهم بالفعل طول الجبل ولا يموت إلا إذا رأى ألفاً من أحفاده؟ وله اذنان يفترش إحداهما ويلتحف بالأخرى؟ ومنهم من يصل طوله إلى طول الجبل ومنهم من يصل طوله إلى شبر؟ كل هذه الأسئلة الموجودة في الكتب.
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. هذا الكلام في يأجوج كلام طويل لكن الآن في هذه المناسبة هم ناس من الناس مثل بقية الناس كانوا يفسدون في الأرض
المقدم: هم بشر من أولاد آدم؟ أم جنس خاص بحالهم؟
د. فاضل: لا، هم من أولاد آدم. أما كونهم موجودين أو غير موجودين قطعاً أولئك الأوائل ذهبوا وبادوا يأتي نسل آخر منهم فيما بعد. هنالك حقيقة حديث صحيح في البخاري ليس بالنسبة ليأجوج ولكن كلام عام، الرسول r صلى الله عليه وسلم قال:” أرأيتم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد” يعني بعد مائة سنة من هذه الليلة لا يبقى رجل أو لا يبقى أحد من الناس، هم عموم الخلق ولذلك المحدثين نظروا فرأوا أنه بعد هذه لم يبق أحد من الصحابة بعد هذا بمائة سنة لم يبق أحد منهم هذه معناها أنه ليس هنالك أحد من ذلك الجيل بعد تلك الليلة، كل الجيل الموجود يموت
المقدم: انتهى، انقرض. يعني الجيل الأول من يأجوج ومأجوج الذين كانوا في عصر ذي القرنين انتهوا، لم يعمّروا طويلاً.
د. فاضل: ذهبوا. هم ناس من الناس. في هذا كلام طويل وكثير.
المقدم: نُفرد له حلقة مستقلة لأن السؤال الذي يداعب الجميع هل هم داخل السد أم خرجوا؟ هل خرجوا أم ما زالوا ينحتون بالسد أم خرجوا؟
د. فاضل: هم انتهوا وبادوا وماتوا
المقدم: وأحفادهم وأولادهم؟ هل هم محجوزون خلف السد؟ ألا يمتلئ هذا السد بهم؟ ألا يغص بهم المكان؟
د. فاضل: هذا الكلام كُتِب عنه كلاماً جيداً، كلاماً طويلاً كتب عنه المحقق والمدقق أبو الكلام آزاد الهندي تحدث عن شخصية ذي القرنين.
المقدم: في كتاب “شخصية ذي القرنين”. نُفرِد لها حلقة معنا بإذن الله تبارك وتعالى نتعرض لها.
سؤال: في سورة الإنسان (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)) ما اللمسة البيانية في (من كأس) و (يشرب بها)؟
د. فاضل: يشرب بها معناها يرتوي بها، الشرب معناه الارتواء
المقدم: ما معنى عين؟
د. فاضل: عين الماء، ورد في القرآن جنات وعيون يجري منها الماء
المقدم: يشرب بها؟ ألا نقول يشرب منها أي من العين؟
د. فاضل: يشرب بها كما قال الأولون لها دلالتان: الباء تفيد الإلصاق مثل أقام بالبلد مثل (في) يشرب بها يعني هم موجودون في العين ويرتوون بها. يعني يتمتعون بالنظر والشرب موجودين في المكان، (مِنْ كَأْسٍ) الكأس يُنقل.
المقدم: خارج القرآن نفهمها يشربون منها بكأس مثلاً؟
د. فاضل: يشربون حتى يرتوون وهم في نفس المكان في العين نفسها يذهبون إلى العين ويرتوون . فتكون لهم لذة النظر والريّ لأن (من) لا تنفع لو قلت لواحد أكلت من تفاح بستانك هل بالضرورة أن يكون في البستان؟
المقدم: لا.
د. فاضل: ليس بالضرورة. فلما أشرب من الكأس ليس بالضرورة أن أكون في العين
المقدم: يشربون من كأن يعني ليس بالضرورة أن يكونوا في العين. ويشرب بها؟
د. فاضل: يعني هو في العين يشرب حتى يرتوي.
المقدم: يعني هؤلاء درجة وتلك درجة.
د. فاضل: نعم ولذلك قال تعالى في سياق الآيات (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)) هذا أعلى، هؤلاء المقرّبون (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿٢٢﴾ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ﴿٢٣﴾ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴿٢٤﴾ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ﴿٢٥﴾ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴿٢٦﴾ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ﴿٢٧﴾ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴿٢٨﴾ المطففين) إذن هما نوعان الأبرار وعباد الله المقرّبون، المقربون أعلى فإذن لما كانوا أعلى كان الجزاء أعلى. أولئك يمزج لهم (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا) (وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ)
المقدم: مزاجها ألا تعني طعمها؟
د. فاضل: لا، يعني ممتزجة ليست صِرفة. التسنيم كما يقال هو أعلى شراب في الجنة
المقدم: إسمه تسنيم؟
د. فاضل: ربنا سمّاه تسنيم. هذا أعلى شراب كما قيل. الأبرار يمزج لهم من هذا الشراب بقدر أعمالهم كيف كانوا يمزجون في أعمالهم في الدنيا يُمزج لهم. المقرّبون خالص من العين وبالعين. أولئك كان يمزج لهم (وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ)
المقدم: هنالك فارق
د. فاضل: هنالك فارق، ذاك ممتزج. هذه (يشرب بها) في العين نفسها يكون في العين ويشرب بها حتى يرتوي. فإذن يشرب بها تكون أعلى وتحتمل معنيين الري والوجود في المكان.
المقدم: أما يشربون من كأس فتعني الريّ فقط؟.
د. فاضل: (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18) الواقعة)
المقدم: لي سؤال آخر يشربون من كأس هل هذا الكأس الذي نشرب به؟ أم كأس بمعنى آخر؟ هل هو أداة الشرب؟
د. فاضل: الكأس أداة الشرب.
المقدم: ليس من العين في حد ذاتها وإنما ماء العين يُنقل إليهم بالكأس.
د. فاضل: يُمزج لهم هؤلاء
المقدم: عباد الله المقرّبون يأخذون من المصدر.
د. فاضل: من المصدر فيتمتعون بلذتيّ النظر والشرب
المقدم: اللغة العربية إذا قالت يشرب بـ أو يشرب من؟ هل هذا تضمين؟
د. فاضل: نعم عند أهل اللغة هذا تضمين والباء تفيد الإلصاق. في الألفية يقولون:
بالبَا إستعِن وَعَدّ عَوّضْ ألصِقِ
سؤال: (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ (214) البقرة) هناك قراءة لهذه الآية (حتى يقولُ) بالرفع فهل رفع الفعل المضارع لنفي حالة الإستقبال وهو حالة شاذة، لنفي حالة الاستقبال أم هنالك شواهد في اللغة يأتي الفعل المضارع مرفوعاً بعد (حتى) فهل يمكن تبيان هذا الأمر؟.
د. فاضل: نقرأ الآية (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ (214)) في قراءة حفص عن عاصم يقولُ وهناك قراءة يقولَ ولغةً يصح.
المقدم: (حتى) ألا تنصب؟ هل لها ضوابط حتى تنصب؟
د. فاضل: (حتى) تنصب إذا أفادت الاستقبال فقط. إذا لم يكن الإستقبال هي لا تنصب وإنما تكون ابتدائية. حتى النحاة يقولون سِرتُ حتى أدخلَ المدينة (بالنصب) إذا أنت لم تدخلها بعد، لم تصل إليها بعد.
المقدم: إذن معنى هذه الجملة أني لم أصل إلى المدينة بعد.
د. فاضل: “سِرتُ حتى أدخُلُُها” يعني وأنت في سكك المدينة، أنت فيها، في داخلها. تقول جئت حتى أزورَ فلاناً يعني أنت لم تذهب إليه بعد. جئت حتى أزورُ فلاناً يعني أنت زرته تقول لماذا جئت؟ تقول حتى أزورُ فلاناً تقولها بالرفع.
المقدم: لا نقول حتى أزورَه جواباً للسؤال لماذا جئت؟
د. فاضل: حتى أزورَه يعني أنت لم تزره بعد.
المقدم: عجيب. إذن (حتى) تنصب إذا كانت للإستقبال ولم يقع الفعل بعد.
د. فاضل: إذا لم تكن للإستقبال ترفع. يقولون مرض فلان حتى لا يرجونَه يعني هو الآن لا يُرجى، حتى يرجوه هذا مستقبل. هذا من حيث الحكم.
المقدم: إذن (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ (39) الأنفال)، استقبال
د. فاضل: (قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) طه) لم يرجع بعد. إذن هذا نصب. يبقى هنا.
المقدم: لماذا اختار النصب هنا؟
د. فاضل: ما دلالة النصب وما دلالة الرفع؟ (مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ) سيكون هذا القول مستقبل لما بعد إصابة الباساء والضراء، بعد الإصابة إذن صار استقبال. متى يقول؟ بعد الإصابة إذن صار استقبال، هذا من ناحية. من ناحية أخرى هذه الحادثة ماضية أو حالية؟ إخبار عن قوم ماضين أو موجودين؟
المقدم: قوم ماضين
د. فاضل: (الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم) فإذن ماضين. فكونه في الماضي يمكن أن تقوله بالماضي ترفعه لأن هذا بالماضي. فإذن هي من ناحيتين ننظر إلى ما بعد الباساء والضراء سيكون نصب أو تنظرها إلى كل الأحداث التي حصلت ماضية فتكون بالرفع، كل واحدة لها دلالة.
المقدم: لكن من المشهور عن اللغة العربية والمشتغلين فيها يقولون دكتوراة في (حتى) هل هذا من قبيل السخرية باللغة الغربية أم حتى لها إشكالية في اللغة كما جاء في أحد الأفلام: أكلت السمكة حتى رأسِها أو حتى رأسَها أو حتى رأسُها؟
د. فاضل: كلها ممكنة.
المقدم: ما هي إشكالية (حتى) في اللغة؟
د. فاضل: ليس فيها إشكالية لكن فيها قسم من الأحكام. كل واحدة لها معنى. أكلتُ السمكة حتى رأسِها يعني الرأس ما أكلته.
المقدم: حتى رأسِها يعني ما أكلت الرأس، أكلت السمكة إلا الرأس.
د. فاضل: أكلت الرأس حتى رأسَها يعني أكلته، هذه عطف،
المقدم: حتى رأسَها عطف؟
د. فاضل: طبعاً. حتى رأسُها مأكول تكون (حتى) إبتدائية.
سؤال: (الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) الماعون) في الرواية الأولى يقال الماعون هو الزكاة وفي رواية أخرى يقال هو القدر أو الشيء الذي نأخذ فيه الطعام فما المقصود بالماعون؟
د. فاضل: الماعون قالوا كل ما فيه منفعة من قليل أو كثير، يطلق على الإعانة بالمال، ما يستعان به من آلآت البيت الفأس والقدر.
المقدم: في الأرياف في مصر يطلقون على الإناء أو الصحن ماعون.
د. فاضل: هو ماعون أيضاً. الصحن أيضاً ماعون ولذلك قالوا الماعون في اللغة يطلق على كل ما فيه منفعة على الإعانة بالمال،
المقدم: المال نفسه إسمه ماعون؟
د. فاضل: نعم، ولذلك حتى الزكاة يقولون ماعون. ولذلك قسم يقول هو من المعون الإعانة، هو نفسه المعون والماعون. معون إعانة، المعون هو الماعون. فالماعون عامة كل إعانة كل ما فيه منفعة من قليل أو كثير هو الماعون وهو المعون من أعان. فيُطلق على الإعانة بالمال أو غير المال، كل هذا ماعون. (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) كل أنواع الإعانة حتى وسائل البيت إسمها ماعون فيمنعوها.
المقدم: منتهى البخل والشح!.
سؤال: كلمة ضامر في الآية (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) الحج) ما معناها وما مضمونها. البعض فسرها على أنه الدابة لكن البعض يقول هذا قصور في التفسير لأنها لا تشمل وسائل النقل الحديثة.
د. فاضل: نسأل هذا الخطاب لمن؟ طبعاً (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)) إذن الخطاب لسيدنا إبراهيم، ماذا قال يأتوك أو يأتوه؟
المقدم: قال يأتوك.
د. فاضل: إذن يأتوك يعني يأتوا لإبراهيم وليس للبيت، ماذا كان هناك من وسائل يأتوك؟ الجِمال، لا يوجد شيء آخر. لم يقل يأتوه حتى نطلب أنه يشمل الآلات والطائرات، لم يقل يأتوه وإنما قال يأتوك.
المقدم: لفتة طيبة. نحن نحفظ القرآن هكذا لكن ما لُفِت نظرنا لهذه النقطة بالفعل. المفروض أن يأتوا البيت
د. فاضل: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا) كيف يأتون؟
المقدم: إما ماشين وإما راكبين. ما معنى ضامر؟
د. فاضل: الجمل الذي أنهكه السفر.
المقدم: لا تعني الحصان مثلاً؟
د. فاضل: على أي دابة جعله صفة عامة.
المقدم: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا) لماذا رجالاً وليس نساءً؟
د. فاضل: رجالاً يعني يمشون على أرجلهم.
المقدم: يعني راجلين
د. فاضل: طبعاً. الفُلك لا تصل البيت لأنها ليست على بحر حتى تأتيها الفلك.
المقدم: الذي كان معروفاً وقتها.
د. فاضل: لا، حتى الآن.
المقدم: الآن هناك طائرات وسيارات
د. فاضل: نعم لكن لم يقل يأتوه وإنما قال يأتوك.
المقدم: أحدهم كان يقول مرة من الذين عندهم هوس الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يقول أن السيارات التي نركبها في القرآن قلت أين؟ فقال (وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ (19) يوسف) يقول هذه السيارة التي نركبها الآن، لكن هذا تفكير غير منضبط.
د. فاضل: أحياناً يصير هناك هوس في هذه الأشياء.
المقدم: هذا تفكير غير منضبط والذي يفكر يجب أن يفكر في نطاق اللغة أيضاً.
سؤال: نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، هل هذه المسألة مطلقة؟ كتب النحو تشير إلى أن نيابة حروف الجر نيابة حرف عن حرف فهل هذا مضطرد في القرآن الكريم أيضاً؟ فأنا أدرِّس الطلاب على أن النيابة لا تنطبق في حروف الجر في القرآن الكريم قد تنطبق في كلام العرب ولكن هذا لا ينطبق على آيات القرآن الكريم فوددت أن يشير الدكتور فاضل على هذه المسألة.
د. فاضل: النحاة لهم رأيان كبيران، الكوفيين والبصريين. الكوفيين يقولون بالنيابة أما جمهور النحاة لا يقولون بذلك إلا نادراً لا يقولون أن حروف الجر يقع بعضها مكان بعض، يقولون بالتضمين يعني لفظ يُشرَب معنى لفظ فيأخذ حكمه. يعني يُذكر فعل ويذكر معه حرف جر يتعل بفعل آخر، يُذكر مع فعل آخر ليس معه. يذكر فعل يؤتى بحرف جر يتصل بفعل آخر ليس بهذا الفعل في الجملة نفسها يجمع فعلين فعل هذا وذاك الفعل بحرف جر واحد. مثل نصر قال تعالى (وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا (77) الأنبياء) الكوفيون يقولون (على) (نصرناه على القوم) نصر لا يتعدى بـ(من)
المقدم: نقول نصرناه على القوم خارج القرآن
د. فاضل: وفي القرآن بصفة عامة (وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) البقرة). هنا معناها نجيناه لأن (من) تتعدى مع نجّى (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ (88) الأنبياء) النصر اكتسب معنيين النصر والنجاة. كيف النصر والنجاة؟ لأن هنا ليس فقط نجى هؤلاء ولكن عاقب أولئك
المقدم: كونه سبحانه وتعالى نصره يعني عاقب آخرين.
د. فاضل: ونجّاه، صار أمرين. نحن نقول نجيناه من الغرق لكن لا نقول نصرناه من الغرق. نقول نجيته من الغرق، نجاه من الغرق لا يمكن أن يقول نصرناه من الغرق لا يصح لغة لأن الغرق ليس محارباً، ليس مقاوماً
المقدم: إذن هنالك شرط ولا بد أن يكون هنالك قرينة سياقية.
د. فاضل: إذن قالوا هذا تضمين. يعني نجّى هذا وعاقب أولئك فصار نصراً.
المقدم: ما معنى التضمين؟
د. فاضل: إشراب لفظ معنى لفظ آخر.
المقدم: يعني هنا الفعل المذكور نصر ضمّنه معنى نجّى.
د. فاضل: نحن الآن ذكرنا معنى (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا) نحن نقول شرب من الماء، معنى ارتوى ارتوى من، صار تضمين. (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ (63) النور) نحن نقول خالف أمره ولا نقول خالف عن أمره، لم يقل الذين يخالفون أمره وإنما قال (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) نحن نقول خالف الأوامر. ما المقصود؟ يعني بتعدون عن أمره، ينحرفون، ليس فقط المخالفة وإنما أيّ انحراف يذحره الإنسان، أيّ ابتعاد
المقدم: يعني هنا ضُمِّن معنى الابتعاد
د. فاضل: هذا قاله القدامى. ينحرفون عن أمره أو يبتعدون، هذه مخالفة عظيمة. (سمع الله لمن حمده) نحن نقول سمعت فلان،
المقدم: سمع الله من حمده، الفعل متعدي بذاته.
د. فاضل: سمع لـ يعني استجاب. سمع لي يعني استجاب لي.
المقدم: ولكن نأتي الفعل الذي تُضمِّن معناه هل هو فعل قريب الصلة يقترب منه دلالياً
د. فاضل: يأتي بمعنيين
المقدم: يعني يقترب منه دلالياً. وإذن هنا نصرناه بمعنى النصر والنجاة ومعاقبة الآخرين.
د. فاضل: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) نحن نقول سأل عن لكن هنا ليس السؤال عنه. السؤال عن مثل (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ) وإنما دعاه لنفسه طلبه لأن سأل به يعني دعاه، طلبه لنفسه، (وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) الأنفال) إذن هو دعا بالحجارة قال (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) المعارج) هو طلب العذاب، دعا به.
المقدم: ليس المفهوم سأل عن العذاب
د. فاضل: ربنا يقول سأل عن مثل (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ) سأل عن يعني استفسر أما هنا سأل به ليس بمعنى يستفسر وإنما طلبه. سأل به معناه دعاه وطلبه. فهذا التضمين يجمع المعنيين في تعبير واحد.
———فاصل———–
سؤال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ (14) التغابن) من المخاطَب بهذه الآية النساء أم الرجال؟
د. فاضل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) التغابن) فعلاً هذه فيها أكثر من إشارة. أولاً من حيث الواقع فعلاً هنالك بعض الأزواج يجلِبن على بعولتهن مصدر شقاء ومحاربة ويخاصمنهم وما تجعل له سبباً للراحة ونحن نسمع أن زوجة قتلت زوجها. ومن الأولاد أيضاً من يعادون آباءهم، من يعقون آباءهم عقوقاً كثيرة ويجرّعونهم الغُصص. وعندنا بالعامية مثل يقول ولد رحمة وولد زحمة
المقدم: ولد زحمة بمعنى ماذا؟
د. فاضل: يعني مزعج. أيضاً قيل عداوتهم ليس بالضرورة هذا فقط وإنما أحياناً يحولون بينهم وبين الطاعات لا ينفق لأنه يخشى أن يقصّر على أولاده
المقدم: وهذا فيه عداوة. يعوقهم عن طريق الخير
د. فاضل: في الحديث “الولد مجبنةٌ مبخلةٌ محزنة”. مجبنة يجعله يجبُن لا يذهب للقتال، ما يأمر بالخير لا ينهى عن المنكر
المقدم: لأجل ابنه، نحن نقول هذا، نربي الأولاد وحينما نجب المال ندخر للأولاد ونصنع لهم
د. فاضل: مجبنةٌ مبخلةٌ محزنة
المقدم: محزنة لماذا؟
د. فاضل: إذا مرض أو إذا أصابه شيء
المقدم: هذا للولد فقط أو الولد والبنت؟
د. فاضل: الأولاد هي عامة للذكر والأنثى، الأبناء هي للذكور (يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ (141) الأعراف) أما الأولاد فللذكور والإناث عامة (وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ (233) البقرة).
المقدم: الأولاد للذكور والإناث والأبناء للذكور. أليست الأولاد جمع ولد؟ نقول ولد وبنت؟
د. فاضل: نقول ابن وبنت.
المقدم: هذا تعبير شائع خاطئ. يعني نقول إبن وبنت وليس ولد وبنت.
د. فاضل: الولد هو الولد والبنت ذكر وأنثى. لكن الاستعمال الجاري الآن ولد وبنت لكن في اللغة لا، الولد هو الولد والبنت.
المقدم: يقولون البنت مثل الولد
د. فاضل: البنت مثل الإبن.
المقدم: البنت ليست مثل الولد وإنما البنت ولد
د. فاضل: طبعاً البنت ولد (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ (233) البقرة) يعني هل يرضع الذكور فقط؟
المقدم: لا، الذكور والإناث. إذن الأولاد فعلاً عدو؟
د. فاضل: هو ما قال كلهم.
المقدم: إذن حرف الجر (من) هنا له دلالة؟ ليس للعموم والشمول؟
د. فاضل: لا، هي تبعيض، (من) فيها تبعيض، فعل بعضهم.
سؤال: تكلم ربنا سبحانه وتعالى عن طعام اليهود فقال (وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (57) البقرة) وقال فيما بعد على لسانهم (لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ (61) البقرة) مع أن المنّ والسلوى طعامان؟
د. فاضل: هو نهج واجد ولما يكون نهج واحد يتكرر يصير طعاماً واحداً. المن والسلوى يتكرر نفسه يصير النهج واحداً
المقدم: ولو تعددت الأصناف وتكررت يكون طعاماً واحداً
د. فاضل: سيكون واحداً.
المقدم: إذن منّ وسلوى منّ سلوى يتكرر إذن صار طعاماً واحداً. هل طعام إسم جنس؟
د. فاضل: نعم إسم جنس وإن كان بعضهم المنّ كان شراباً أما السلوى فهو طعام.
المقدم: ما هو المنّ والسلوى؟
د. فاضل: السلوى طير والمن شراب يتحلون به.
المقدم: هل هو موجود الآن في هذه الأيام؟ واسمه منّ أيضاً؟
د. فاضل: نعم موجود ينزل على الأشجار وهو حلو ويصنعون منه حلوى
المقدم: موجود. من المنّ وهو حلو المذاق. والسلوى طائر؟
د. فاضل: نعم طير. فقسم قال الطعام هو السلوى والمنّ شراب يشربونه يتحلون به معناه طعام واحد.
المقدم: يعني في الحالين هو طعام واحد. إذا تكرر يكون طعاماً واحداً.
سؤال: من المعلوم أن يوم القيامة فيه شفاعة فكيف نفهم قوله تعالى (مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ (254) البقرة)؟
د. فاضل: ولا شفاعة قبل الإذن بها. لا شفاعة إلا من بعد أن ياذن الله لمن يشاء ويرضى (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ (255) البقرة) فقبل الإذن ليس هنالك شفاعة (وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى (26) النجم) فإذن لا شفاعة قبل الإذن.
المقدم: إذن هل هناك شفاعة؟ وهل هي مطلقة أو مقيدة؟
د. فاضل: هنالك شفاعة بعد الإذن. وربنا سبحانه وتعالى ياذن لمن يأذن وقد يشفع الرجل الصالح في قسم من أهله، والرسول r صلى الله عليه وسلم طبعاً له الشفاعة العظمى
المقدم: هل الشفاعة قبل أن يُذهَب بالناس إلى النار؟ هل الناس الذين يشفع لهم لا يدخلون إلى النار؟
د. فاضل: لا، قبلها.
المقدم: أين ترتيب الشفاعة؟ ليس فيها قول فصل؟
د. فاضل: الله أعلم أين، فيها وفيها قسم يخرج من النار بالشفاعة وقسم لا يدخلون النار بالشفاعة.
المقدم: مسألة الشفاعة هذه مسألة شائكة. الأمة فيها علماء قالوا هل يخلّد مرتكب الكبيرة في النار أم يخرج منها؟ هل هناك شفاعة أو ليس هنالك شفاعة؟
د. فاضل: المعتزلة وغير المعتزلة.
المقدم: الزمخشري له باع كبير في هذا الموضوع.
سؤال: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) البقرة) فكيف حصر الظلم على الكافرين مع أن من غيرهم من هو ظالم وليس بكافر؟
د. فاضل: هذا من باب المبالغة يسموه القصر الإدعائي قصر المبالغة. تدّعي القصر في هذا لأنه مبالغة في هذا الأمر. يعني الكافرون هم أولى بهذه التسمية من غيرهم.
المقدم: الكافرون هم الظالمون لأنهم ظلموا أنفسهم لماذا لم يقل الظالمون هم الكافرون؟
د. فاضل: لا، هم قالوا الحمد لله الذي لم يقل ذلك. قالوا الحمد لله الذي قال هذا ولم يقل ذلك.
المقدم: وإلا هلك الظالمون ومن منّا لم يظلم نفسه؟!
د. فاضل: نعم. مثلما يقول (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ (12) البقرة) (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء (13) البقرة) أليس هناك مفسدون وسفهاء غيرهم؟! هذا يسمى قصر ادعائي يقصد به المبالغة فيه.
سؤال: معلوم أن كيد الشيطان أعظم من كيد النساء فكيف نفهم قوله تعالى في حق الشيطان (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) النساء) وفي حق النساء (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يوسف)؟
د. فاضل: هو قال (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) هذا الكلام وهذا القول (فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)) هذا قول السيّد أو قول الشاهد. إما الشاهد لامرأة العزيز أو الزوج
المقدم: إذن هذه حالة خاصة
د. فاضل: طبعاً هذا قوله هو (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) لما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم، هذا قول قاله هو لليس بالضرورة أن يكون صحيحاً
المقدم: إذن هذا ليس حكماً من الله عز وجل؟
د. فاضل: لا، أما كيد الشيطان فالله تعالى هو الذي قال (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)
المقدم: الجميع كلام الله عز وجل لكن هذا ليس حكماً من الله عز وجل لكنه حكاية عن الشاهد الذي شهد.
د. فاضل: نعم هذا حكاية عنه.
المقدم: إذن هذا ليس حكماً من الله عز وجل أن كيد النساء عظيم.
د. فاضل: لا، وإنما هذا كلام يحكيه عن موقف هذا الرجل قد لا يكون صحيحاً
المقدم: ونساؤنا اغتررن بهذه القصة وقالوا كيد النساء غلب كيد الشيطان
د. فاضل: كيد الشيطان بالنسبة لكيد الله ضعيف (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)
المقدم: إذا قيس بكيد الله.
د. فاضل: ويذهب كيد الشيطان بالاستعاذة منه أما هذا القول هو حكاية عن قوم. ربنا قال فرعون عن قوم موسى (قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) الشعراء) هذا ليس كلاماً صحيحاً لكن ذكره ربنا تعالى. يعقوب عليه السلام لما أولاده ذهبوا بأخي يوسف (فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ (81)) قال (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا (83) يوسف) هذا كلام يعقوب لكنه ليس صحيحاً، هم لم يفعلوا ذلك فهو يحكي عما قاله لكن ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً، هذا كلام قاله.
المقدم: وإذا كان صحيحاً فليس بحقيقة وإنما ربما يحتمل الصواب والكذب
د. فاضل: ليس أكيد، هناك من كيد الرجال ما هو عظيم أيضاً.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 21/5/2009م:
صالح من ليبيا: نطلب زيادة عدد الحلقات في الأسبوع. كلمة (أوكي) هل هي عربية الأصل؟ بمعنى بلوغ الشيء نهايته؟
د. فاضل: هذه إنجليزية ليست عربية وليس عندنا حرف o في العربية أصلاً.
محمد من أبو ظبي: في سورة يس (وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)) لما جميع إذا قال كل الذين يحضرون فماذا تعني كلٌ ولمّا؟
د. فاضل: لمّا معناها إلا، و(إن) نافية، ما كلٌ إلا مُحضَر وجميع يعني مجموعين. الكل ليس معناها مجموع ليس بالضرورة، حضر كل الطلاب قد يكونوا حضروا متفرقين مثل (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ (185) آل عمران) جميع يعني مجتمعين كلهم يجمعهم ربهم مع بعضهم في نفس الوقت. و(إن) نافية معناها (ما) ولمّا معناها إلا ، كلكم إلا جميع محضرون.
في سورة التغابن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) التغابن) من المقصود بالأزواج؟ الرجال أم النساء؟
د. فاضل: هي عامة.
في سورة الروم (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)) ما دلالة إختلاف خواتيم الآيات وما علاقتها بالآيات؟
عبد العزيز من السعودية: في قوله تعالى (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) النازعات) ما وجه الشبه بين عشية وضحاها في الاية؟
محمد من السعودية: في سورة البقرة (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)) السؤال (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ) ما الحكمة في ورود هذه الجملة في مكانها؟ ولماذا لم تأت في آخر الآية؟ هل هذا الرجل كان آية في أنه نظر إلى الشراب والطعام؟ لو جاءت في آخر الآية بعد (ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا)؟
أبو فراس من الأردن: الفرق بين الوفاة والموت ذرحها الدكتور فاضل سابقاً إذن شهادة الوفاة التي تصدر من المستشفيات يجب أن تكون شهادة الموت.
محمد من الشارقة: قول الله عز وجل في سورة البقرة (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17)) ثم بعد ذلك قال (أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19)) ما وجه الشبه بين الصيّب والنار؟ وما العلاقة بين ورود المثل بعد الآخر؟
أم مريم من تونس: هل هناك لمسة بيانية في عدم الخلط بين القراءات؟
في سورة يونس الآية 20 (وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (20)) مرة يقول (فقل) ومرة (قل) فما اللمسة البيانية في استخدام (فقل) و(قل)؟
في الاية الرابعة في سورة يونس (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ (4)) وفي الاية 6 و7 و8 (إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (8)) يستعمل تعابير مختلفة فما اللمسة البيانية في الاختلاف بين الايات؟
حيدر من الشارقة: يقول تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (218)) في سورة البقرة فهل المغترب في سبيل كسب العيس يعتبر مجاهداً؟
هذا البرنامج أعتبره من خيرة البرامج لأنه يربي جيلاً على دينه فيوم الخميس يكون للأسئلة والمعروف أن يوم الخميس هو عادة لزيارة الأهل فهل يمكن أن يكون البرنامج في فترة بين المغرب والعشاء يوم الخميس أو في غير يوم الخميس.
هدى من ليبيا: في الاية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) التغابن) كيف يتم التطابق بينها وبين الاية (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ (26) النور)
في سورة المؤمنون (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)) من هم الذين ملكت ايمانهم؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 21/5/2009م
2009-05-23 12:02:34الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost