لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 193

اسلاميات

الحلقة 193

إجابة على أسئلة المشاهدين

المقدم: أطرح فكرة على المشاهدين: ما رأيكم أن نتلقى استفساراتكم في بداية الحلقة وفي منتصفها وفي نهايتها. نأخذ جزءاً من السئلة ثم أواصل حواري مع الدكتور ثم نأخذ جزءاً آخر وأواصل الحوار فهل توافقون على هذا؟ أم على ما نحن فيه أتم حواري مع الدكتور فاضل السامرائي ثم نأخذ الأسئلة في آخر عشرين دقيقة من البرنامج؟ تواصلوا معنا وأخبرونا ماذا تفضلون؟

سؤال: في سورة البينة وفي القرآن عندما يتكلم الله تبارك وتعالى عن الذين يُزجّون في النار يقول (خالدين فيها) والذين يذهبون إلى الجنة يقول (خالدين فيها أبداً) وهذا يظهر في سورة البينة (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا (6)) وبعدها مباشرة قال (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)) فكيف نفهم هذا؟ وما هي اللمسة البيانية في هذه الآية؟

د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين أفصح البلغاء سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. ذكر الأبد أو عدم ذكر الأبد لا يختص بالجنة أو بالنار أساساً وإنما هو المقام والسياق. هناك أمران، والخط واضح في التعبير القرآني في ذكر (أبداً) أو عدم ذكرها. إذا كان الكلام فيه تبسط وتفصيل في وصف أحد الفريقين يذكر (أبداً) وإذا كان فيه إيجاز سواء في الجزاء أو في الوصف لا يذكر (أبداً)، هذه مسألة، والمسألة الأخرى يتعلق إذن كان الأمر تهديد بالعذاب أو الوعد بالجنة يذكر أبداً وإلا لا يذكرها. مثال قال ربنا (وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68) التوبة) وقال في آية أخرى (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22) التوبة) عندما أوجز آية واحدة قال (خالدين فيها) وعندما فصّل في الجزاء وفي الوصف قال (خالدين فيها أبداً). مثال آخر (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) الأحزاب) قال السعير وقال أبداً (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)) الكلام متصل، فصّل في العذاب. بينما قال (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) الأحزاب). عندما فصّل قال أبداً وعندما أوجز أوجز. نأتي إلى الآيتين في سورة البينة

المقدم: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا (6)) وقال (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)) مع الجنة قال خالدين فيها أبداً

د. فاضل: نحن نضعها في سياقها قال (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) لاحظ التفصيل كثير فأوجز في مقام الإيجاز وفصّل في مقام الأجر الكبير والتفصيل، هذا خط واحد في التعبير.

سؤال: (وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) الحجر) (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا (59) غافر) (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا (7) الحج) (إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا (15) طه) (وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا (21) الكهف) متى نقول آتية ولآتية ومتى يذكر لا ريب فيها ومتى لا يذكرها؟

د. فاضل: هو يجمع آتية ولا ريب فيها إذا كان الكلام على الساعة يعني إذا كان السياق في ذكر الساعة تحديداً. (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا (7)) هذه في سورة الحج وتبدأ السورة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)) ثم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ (5) الحج) فقال (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا (7)) الكلام عن الساعة ويستمر في الكلام والسياق الذي ترد فيه الآية عن الساعة. إذا كان السياق في ذكر الساعة يقول (لا ريب فيها) في غافر قال (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59)) ثم يستمر ويقول (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ (47) غافر) فإذن الكلام في الساعة. يبقى ذكر اللام لأن قسماً قال لماذا ذكر اللام؟ لا يصح في آية الحج أن يذكر اللام، لا يصح أن يقول وأن الساعة لآتية لأن (أنّ) مفتوحة الهمزة، اللام لا تقع في خبر المفتوحة الهمزة مطلقاً، لا يجوز أصلاً. هو عندما يقول (أَنّ الساعة) لا يمكن أن يقول لآتية أبداً

المقدم: لغة لا تصح؟

د. فاضل: لا تصح

وبعد ذاتِ الكَسْرِ تصحبُ الخَبَر لامُ ابتداءٍ

المقدم: ليس الفتحة

د. فاضل: لا يصح.

المقدم: لماذا لا يصح؟

د. فاضل: لغةً لا يصح، هناك فرق كبير بين إنّ وأنّ.

المقدم: مع أنها حروف ناسخة ومؤكِّدة

د. فاضل: أنّ وما دخلت عليه مفرد ليس لها معنى، بينما إنّ وما بعدها جملة. (أن محمداً حاضرٌ) ليس لها معنى لا بد أن يكون معها ضميم، هذه في حكم المفرد، مصدر، لا بد أن يكون معها شيء مثل يسرني أن محمد حاضر، أما (إن محمداً حاضر) جملة تامة.

المقدم: وإن كان نفس العامل مشترك؟

د. فاضل: ليس لها دخل وليست المسألة هكذا!. أن مصدرية وإن شرطية.

المقدم: هل هناك فرق دلالي بين إن الساعة وأن الساعة؟

د. فاضل: طبعاً. (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا (7) الحج) هذا معطوف على ما قبلها (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ (6) الحج) دخل عليها حرف جر. بينما (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59) غافر ) جملة مستقلة وحتى توكيدها أكثر فتختلف. أما إذا قال (آتية) هو لا يخاطب الرسل بقولهم (لا ريب فيها) أبداً. عندما يخاطب الرسول r لا يقول لا ريب فيها أي رسول كان.

المقدم: ما الحكمة؟

د. فاضل: لا يحتاج الرسول r إلى نفي الريب.

المقدم: أحسنت، يكفي الإخبار فقط

د. فاضل: هو قال (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) الحجر)

المقدم: لكنه أكّد باللام

د. فاضل: لأن السياق، هو كان يتكلم عن أصحاب الحجر فذكر عذابهم في الدنيا وسيأتيهم العذاب في الآخرة مؤكَّد.

المقدم: ومرة يقول (آتية) بدون توكيد

د. فاضل: عندما لا يقتضي الكلام. قال تعالى (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) طه) كلام موسى ثم قال (إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) طه) لا يزال الآن في طور الرسالة، هناك في طور التبليغ والذكر ومن باب التصبير للرسول (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) الحجر). تلك فيها تبليغ وضيق صدر وهذه ليس فيها شيء لا يحتاج إلى توكيد.

المقدم: إذن وقت الكلام عند الله سبحانه وتعالى أولويات للحديث وأسس معينة يود أن يظهرها للخلق تتبدل من خلال هذه الكلمات.

د. فاضل: لا شك

المقدم: يعني ليس على غرار آي القرآن كله تكون (إن الساعة لآتية) أن الناس تنكر الساعة تنكر البعث والنشور

د. فاضل: السامع المخاطَب في أي سياق هو؟ وفي أي مقام؟

المقدم: الآيات القرآنية تنزل لمعالجة مسرح لغوي معين أو حالة لغوية معينة أو حالة اجتماعية معينة أم هي مجرد شروط وقوانين يقولها رب العزة هكذا ونحن نطيع نقول سمعنا وأطعنا؟

د. فاضل: هذه أسباب النزول. يسألون فيجيب، (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ (219) البقرة)، أجاب عن أسئلتهم

المقدم: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) طه) (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ (217) البقرة).

إستطراد من المقدم: إذن لا نفهم بلاغيات القرآن إلا في مسرح الحالة في أسباب النزول، ما نستطيع أن نعزلها؟

د. فاضل: أسباب النزول تنفعنا نفعاً كبيراً جداً في معرفة الاختيار في المقام والسياق وما إلى ذلك.

المقدم: مرة يقول (وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا (18) الكهف)؟

د. فاضل: لاحظ في أي مقام؟ هذا ليس في خطاب أي رسول من الرسل ولا في مقام ذكر الساعة وإنما في أصحاب الكهف (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا (21) الكهف) ليس هناك داعي ليقول آتية، هو أقام الدليل على نومهم ثلاثمائة سنة.

المقدم: وكأن نومهم ثلاثمائة سنة وقيامهم دليل على الساعة

د. فاضل: (لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) ما هو وعد الله حق؟ أن تأتي الساعة، ذكرها.

المقدم: المقصود بوعد الله الساعة؟

د. فاضل: طبعاً

المقدم: إذن حسب السياق.

د. فاضل: حسب السياق وحسب المقام.

المقدم: هل الساعة يوم القيامة؟ يوم ينفخ في الصور مقصود به الساعة؟ والقارعة والزلزلة؟

د. فاضل: نعم، وهذه أسماء لها.

المقدم: لكن الساعة من حيث اللغة، كلمة الساعة بمعنى الوقت أو الحين أو الموعد

د. فاضل: (لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ (35) الأحقاف)

المقدم: هذه ساعة وتلك ساعة؟

د. فاضل: تلك إسم لأحداث يوم القيامة الساعة وهذه للوقت.

المقدم: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ (55) الروم) هذه ساعة الوقت ستين دقيقة

د. فاضل: أياً كان تقديرها صار فيما بعد ستين دقيقة هو وقت.

سؤال: في حوارات الأنبياء مع أقوامهم حول الأصنام التي ينهونهم عن عباداتها يقولون مرة (مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ (23) النجم) أو (مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ (71) الأعراف)؟ ما دلالة اختلاف الأفعال؟ كيف نفهم الفرق بين نزّل وأنزل؟ مع أن المسرح اللغوي في النقاش واحد وهو أسماء الأصنام.

د. فاضل: نزّل (فعّل) يفيد الاهتمام والتوكيد والمبالغة أكثر من أنزل. فإذا كان السياق أو المقام فيه اهتمام وتوكيد ومبالغة يأتي بـ (نزّل) وإذا كان دون ذلك يأتي بـ (أنزل). في الأعراف قال (قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (71) فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ (72)) في يوسف (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ (40)) السجينان لم يردا على يوسف ولم يقولا له شيئاً وهو لم يكن بنفس الشدة عليهم ولم يقل كما في الأعراف (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ)، إذن المقام اختلف،

المقدم: والمقام سؤال عن رؤيا

د. فاضل: فلا يحتاج إلى هذه الشدة، المقام اختلف، يستعمل (نزّل) لما هو آكد وأقوى وأهمّ. في مواطن أخرى (وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ (37) الأنعام) (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ (50) العنكبوت) نُزِّل وأُنزل ولو عدت إلى السياق ستجد الإختلاف واضحاً. مثلاً نُزِّل (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) الأنعام) لاحظ الكلام (وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) الأنعام) (وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ (37) الأنعام). بينما تلك (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) العنكبوت) إلى أن قال (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ (50) العنكبوت) لاحظ الفرق بين وصف هؤلاء ووصف هؤلاء.

المقدم: يعني ليست الصيغة في نزّل وأنزل متعلقة بدرجات النزول من علوٍ إلى سِفل مثل (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ (105) الإسراء) (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) القدر) مرة أنزلنا هل من علوٍ إلى سفل مراحل النزول؟

د. فاضل: قسم كان يذهب إلى أن نزّل فيها تدريج يعني فيها أكثر من مرة وأُنزل قد يكون مرة واحدة ويستشهدون بقوله تعالى (وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ (4) آل عمران) لكن هذه أحد المعاني وليست قاعدة مضطردة دائماً.

——–فاصل———

سؤال: في سورة البقرة في حوار الله تبارك وتعالى مع الملائكة قال (وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)) وفي سورة النور (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29)) لم يذكر كنتم فما دلالة هذا الاختلاف؟

د. فاضل: قيل بالنسبة للملائكة هم كانوا يقولون لن يخلق الله خلقاً أكرم عليه منا ولا أعلم منا، لا أكرم ولا أعلم، هذا ما يكتمونه في أنفسهم فقال (وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ).

المقدم: إذن ما يبدون أنه خلق أكرم منهم، هم قالوا (قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء (30) البقرة)

د. فاضل: هذا ما أبدوه، (وما كنتم تكتمون) ما كانوا يقولونه في أنفسهم وفيما بينهم أن ربنا لا يخلق أكرم منا ولا أعلم منا

المقدم: ولهذا كان الإختبار (فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) البقرة)

د. فاضل: في الإكرام أسجدهم له وفي العلم اختبرهم بالعلم.

المقدم: الله أكبر! لمحة طيبة. عندما قالوا لن يخلق الله خلقاً أكرم منا أسجدهم له

د. فاضل: أسجدهم له

المقدم: وعندما قالوا ولا أعلم منا

د. فاضل: اختبرهم بالعلم

المقدم: فما عرفوا وأنبأهم آدم. هذا الكلام يجعلنا نحس بمسؤولية مخيفة تجاه الله سبحانه وتعالى والأمر لا يمر هكذا! وأنت تتكلم أنا أستشعر عظمة الله سبحانه وتعالى حينما أمر الملائكة بالسجود وكرّم أبانا آدم في أنه يعلم أكثر من الملائكة ويُنبيء الملائكة بأسماء الأشياء، شيء كبير بالفعل وليس هيناً!. والآية (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29) النور)؟

د. فاضل: في دخول البيوت غير المسكون، الآن ماذا يُظهرون عندما يدخلون في البيوت غير المسكونة التي فيها متاع لكم؟ ما يبدون وما يكتمون الآن عند الدخول ليس المهم فيما مضى، الآن ماذا يكتمون هم؟ هذا المهم الآن عند الدخول، هل يدخلون لفساد أو إطلاع أو تجسس أو لماذا يدخلون؟ ماذا يكتمون الآن؟ هذا هو المهم.

المقدم: مع أن الملاحظ للقارئ أن الأفعال مضارعة حتى في بداية سورة البقرة (إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)) أفعال مضارعة سُبٌِت بـ (كنتم) وفي سورة النور أيضاًً بالمضارع (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29))

د. فاضل: كنتم تكتمون الإستمرار في الماضي،

المقدم: إستمرار الحدث في الماضي، هم يكتمون شيئاً في الماضي ليس حادثاً عرضياً.

إستطراد من المقدم: لِمَ قالت الملائكة (قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء (30) البقرة)؟ وهل كان هناك بشر قبلنا؟

د. فاضل: يقولون اطّلعوا على ما في اللوح المحفوظ لأن الله تعالى سجّل فيه كل ما يحصل إلى يوم القيامة، اطّلعوا على بعضها فقالوا ما الحكمة؟

المقدم: لكن ليس بالضرورة أن يكون هناك خلق آخر قبلنا على الأرض؟

د. فاضل: قسم يذهب إلى هذا

المقدم: الدكتور عبد الصبور شاهين كان له كتاب “أبي آدم” يذهب إلى أنه كان هناك خلق قبل آدم. هل تتحمل اللغة هذا؟

د. فاضل: لغة تتحمل هو تفسير كيف قالوا ذلك؟ لا بد أنه حصل، وقسم قال لا، ما في اللوح المحفوظ مدوّن يكفي، علموا هذا مما دُوِّن في اللوح المحفوظ.

المقدم: إذن من حيث اللغة لا حرج ويمكن للغة أن تحتمل؟

د. فاضل: نعم تحتمل.

سؤال: في قوله تبارك وتعالى (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ (90) الأنعام) وفي آية أخرى (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ (18) الزمر) ما الفرق بينهما وما اللمسة البيانية بين آية الزمر والأنعام (هدى الله) و(هداهم الله)؟

د. فاضل: الموضعان صلة موصول (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ) (هدى الله) جملة صلة، صلة الموصول و(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ) (هداهم الله) صلة الموصول وقطعاً هناك عائد لأن الموصول لا بد أن يكون له عائد، يعني قطعاً في آية الأنعام التقدير هداهم الله، لا بد من وجود عائد (ضمير) يعود على الإسم الموصول (الذين). إذن من حيث التقدير قطعاً (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ) يعني هداهم الله تقديراً.

المقدم: خارج القرآن نقول أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده.

د. فاضل: نعم، يمكن الذكر ويمكن الحذف.

المقدم: إذن لِمَ حذف هنا؟

د. فاضل: هذا هو السؤال. إذا كان الموضع هو واحد وهذا هو في التقدير قطعاً حاصل فلماذا الذكر والحذف؟ لو لاحظنا آية الأنعام فيها شرائع مختلفة وأنبياء ورسل وشرائع منسوخة فذكر جملة من الرسل، ذكر إبراهيم ونوح وإسحق ويعقوب وسليمان وداوود، ذكر جملة من الرسل (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) الأنعام) ذكر مجموعة من الرسل هذا أمر. هذا (فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ (18) الزمر) يعني الكلام على الرسول r

المقدم: الله يأمره

د. فاضل: (فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (18) الزمر). إذن تلك في شرائع مختلفة منسوخة وأنبياء منهم من ذكر ومنهم من لم يقصصه لم يذكر هود ولا شعيب ولا صالح في هذا السياق، إذن أخرج الحذف مخرج العموم لأن الذِكر تخصيص، فلان يُكرِم ويعطي يعني يُكرم زيداً ويعطي الدنانير. الذِكر موطن تخصيص والحذف عام (وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (216) البقرة)

المقدم: الله يعلم كل شيء ونحن لا نعلم شيئاً.

د. فاضل: لو ذكر الغيب حدد الغيب.

المقدم: إذا لم يُقيّد فهو يُطلق أما إذا لم يُقيّد فهو يُخصِّص

د. فاضل: نعم، فهنا حذف أخرجه مخرج العموم لأنه ليس نبياً واحداً ولا رسول، مجموعة من الرسل والشرائع منسوخة، بينما هذا واحد (فَبَشِّرْ عِبَادِ) هذه للمؤمنين وتلك أقوام وشرائع أيُّها الأعم؟ الأنبياء من قصّ ومن لم يقصص. (هدى الله) هدايات كثيرة، هذه واحدة فخصص

المقدم: مع أن المفهوم ضمناً

د. فاضل: لكن أخرجه مخرج العموم إذافة إلى أن الذكر يفيد التوكيد عادة. الذكر آكد من الحذف.

المقدم: واضح من كلامكم أن الحذف والذكر موضوع كبير جداً ما رأيك أن نخصص مجموعة حلقات للذكر والحذف فقط لأنه واضح بالفعل أن له أسس وأصول وقواعد وضوابط. وبهذا تختلف صلة الموصول

د. فاضل: ليس هذا فقط، اختلف في الإطلاق وفي التوكيد، تلك الاية نُسخت هؤلاء ليس هناك هدى آخر (فَبَشِّرْ عِبَادِ) هل هناك هدى غير هدى الرسول r الأخير؟ ليس هنالك هدى آخر أصلاً فهذا آكد.

المقدم: لما قال (الذين هدى الله) عام ولما قال (هداهم الله) أخص

د. فاضل: أخص وآكد ليس هنالك هدى آخر، هؤلاء فقط دون غيرهم. وفي القرآن الكريم أحياناً يحذف كأن ما فيه للإطلاق هذا يحذف مع أنه تقدير (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً (48) البقرة) معناها لا تجزي فيه قطعاً لأن هذا صفة، لا بد أن يكون (فيه)

المقدم: ولماذا الحذف؟

د. فاضل: بينما قال (يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) النور) (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ (281) البقرة) ذكر (فيه) مع أنه في الاية الأخرى لم يذكر (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً (48) البقرة) ذاك مطلق لأنه أخرجه مخرج العموم. إذا قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا (33) لقمان) هذا الجزاء يمتد لما بعد وليس في ذلك اليوم، يمتد إلى الجنة وستتغير أمور إذا جزى عنه لا يتعلق بذلك اليوم فقط وإنما يتعلق بالمصير العام في الجنة أو النار بينما (يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار) في ذلك اليوم فقط ذاك يناسب ما في الجنة وما في النار، النفع والدفع من (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً) أعمّ لأنه ينفعه أمد طويل أو يدفع عنه مدى طويل بينما (تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار) وقت واحد، (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ) يوم واحد. فيخرجه مخرج العموم في الحذف.

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 8/10/2009م:

عبد العزيز من العراق: في سورة الكهف الآية 19 (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ) الشخص من ضمن أصحاب الكهف فلماذا قال كم لبثتم ولم يقل كم لبثنا؟

ما الفرق بين ينهَون وينأون؟

أبو مجدي من دبي: نرجو أن تكون الأسئلة في يوم خاص خارج الهواء وليس في وقت خاص.

عماد من الشارقة: أرجو أن تتلقى الأسئلة عبر الفاكس أو الانترنت لإعطاء الدكتور مجالاً أكبر للإجابة على أسئلة المشاهدين.

وفيق من الأردن: ما هو إعراب (أيهم) في الآية (ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) مريم)؟

د. فاضل: إما أن نعربها إسم استفهام مبتدأ، جعلوا (لَنَنزِعَنَّ) كأنما مثل جملة العِلّة مثل التعليق. أو مفعول به لأن (أَيُّهُمْ) تكون مبنية على الضم، إذا أُضيفت وصدر وصلها ضمير انحذف، هو إسم موصول لكن مبني على الضمّ (وأيٌ وأُعرِبت ما لم تُضف وصدر وصلها ضمير انحذف) صدر وصلها ضمير انحذف فبُنيت على الضمّ.

حسين من الأردن: لا نريد أن تكون الأسئلة خلال الحلقة.

أبو عبد العزيز من سلطنة عمان: نرجو أن تكون الأسئلة خارج الحلقة أو في ختامها. ونطلب من الدكتور شرح اللمسات البيانية للقرآن الكريم من الدفّة إلى الدفّة.

شريف من السعودية: أول سورة يس (يس) هي أحرف مقطعة وليس لها علاقة بإسماء الأنبياء وفي موطن آخر في القرآن يقول (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) الصافات) ما العلاقة بين إل ياسين ويس؟

عبد الله من أبو ظبي: سورة يونس الآية 35 (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ما اللمسة البيانية في كلمة (يهدّي)؟

في سورة يوسف (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا (22)) وفي سورة القصص قال (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا (14)) ما اللمسة البيانية في الفرق بين الآيتين؟

عبد المجيد من السعودية: حلقة يوم الخميس إذا كان فيها أسئلة وأجوبة يكون فيها تفاعل أكثر مع المشاهدين وحلقة الإثنين تكون للدكتور.

الترتيب من الأعلى للأدنى مثل (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (8) النحل) وفي بعض المواطن من الأسفل للأعلى مثل (دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا (12) يونس) بينما في موطن آخر (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ (191) آل عمران) يختلف الترتيب بحسب السياق فهل يمكن إعطاء نبذة عن هذا النوع من الترتيب؟ مثل الآية التي فيها الطوفان والجراد والقمل ابتلاءات قوم فرعون (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ (133) الأعراف)؟

في سورة الحج (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)) وفي البقرة (أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)) ما الفرق بين القائمين والعاكفين؟

غازي من السعودية: سئلتم قبل عدة حلقات عن كلمة (friend) وأجبتم عنها فهل هي كلمة عربية قديمة؟

محمد من العين: في سورة نوح قال تعالى (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17)) ما الوجه البياني في كلمة نباتاً وليس المصدر إنباتاً؟

طاهر من سوريا: الغفور الرحيم ومرة واحدة قال الرحيم الغفور فما الفرق؟ ورد سبعين مرة (الغفور الرحيم) ومرة واحدة (وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) سبأ).

د. فاضل: في سورة سبأ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)) المغفرة للأعمال، كل موضع تقدّم فيه الغفور الرحيم تقدّم ذكر العمل على الرحمة إلا هذه تأخّر ذكر العمل فيها. كل المواطن في القرآن الكريم التي تقدّم فيها الغفور الرحيم ذكر العمل قبلها إلا في هذا الموطن ذكر العمل بعدها. هذه قاعدة في القرآن كله لم تتخلف.

د. منى من دبي: في سورة التحريم الآية 6 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) ما اللمسة البيانية بين (ويفعلون ما يؤمرون) بعد (لا يعصون الله ما أمرهم) لأن معناها يفعلون ما يؤمون؟

ذكرت لنا قاعدة في يشاقق الله ورسوله لما يذكر الرسول r يقول يشاقق، في سورة الأنفال (ومن يشاق الله) جاءت بتشديد القاف مع أنه ورد ذكر الرسول r.

د. فاضل: لا، يشاقق الله. يشاقق مع الرسول r.

بُثّت الحلقة بتاريخ 8/10/2009م


روابط الحلقة فيديو وصوت

رابط الحلقة فيديو

http://ia311041.us.archive.org/3/items/lamasat080909/lamasat080909_512kb.mp4

رابط الحلقة صوت mp3
http://ia311041.us.archive.org/3/items/lamasat080909/lamasat080909.mp3

روابط الحلقة من قسم الفيديو:

برنامج لمسات بيانية الدكتور السمرائي الحلقة 193 الجزء1

برنامج لمسات بيانية الدكتور السمرائي الحلقة 193 الجزء2

برنامج لمسات بيانية الدكتور السمرائي الحلقة 193 الجزء3

برنامج لمسات بيانية الدكتور السمرائي الحلقة 193 الجزء4

برنامج لمسات بيانية الدكتور السمرائي الحلقة 193 الجزء5

برنامج لمسات بيانية الدكتور السمرائي الحلقة 193 الجزء6

2009-10-10 05:31:50الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost