الحلقة 218
إجابة على أسئلة المشاهدين
سؤال: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) طه) والآية (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ (47) طه) ما دلالة ذكر وحذف (له) في الآيتين؟ هل الآية الأولى لفرعون والثانية عامة؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين إمام البلغاء وسيد الفصحاء سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. قال سبحانه وتعالى (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا) الكلام لفرعون لأنه إذا لان لان ملؤه،
المقدم: هو من خلفه قومه، القوم كلهم
د. فاضل: فإذا لان لان قومه. (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ)
المقدم: الحوار لسيدنا موسى وأخيه هارون؟
د. فاضل: نعم، أول مرة قال له (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا) فإذا لان لان الآخرون. الآية الأخرى (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ) هذا تبليغ عام ليس له، ربنا قال إلى فرعون ملئه
المقدم: إذن هذا القول أنهم رسل الله إليه ليس لفرعون وحده وإنما للكل.
د. فاضل: للجميع، هذا تبليغ ولذلك ليس (له) خاصة. ذاك (له).
المقدم: لكنه قال (فاتياه)
د. فاضل: لكن القول للجميع (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ (103) الأعراف) كثيراً ما يحضر الملأ. فإذن الأولى له لأن الغرض واضح يلين فيلين الآخرون
المقدم: (لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) طه) له هو تحديداً بالفعل خشيته أو تذكره ومن بعده قومه. أما تبليغ الرسالة
د. فاضل: هو عام وليس له خاصة ولذلك قال (فقولا) ولذلك آمن رجل من ملأ فرعون (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ (28) غافر) إذن التبليغ عام والرسالة عامة
المقدم: إذن ليس المقصود بأن يقول (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ) ليس خاصاً بفرعون وحده ولكنه تبليغ عام
د. فاضل: ولهذا لم يقل (له)
المقدم: لكن إذا خارج القرآن (قيل له) هل نفهم أن الرسالة موجهة إلى فرعون وحده؟
د. فاضل: لكن فيها تخصيص الآن إذا كان معه ملأ وأنت تريد أن تبلّغه الدعوة هل تبلغه وحده؟
المقدم: لا، للملأ
د. فاضل: للملأ لأن الآية (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ) إذن (فقولا)
المقدم: ما الملأ؟
د. فاضل: أشراف القوم الذين يحيطون به، الحاشية والبطانة الذين حوله، كبار القوم وأشرافهم، الأشراف والحاشية والبطانة
المقدم: هم قريبون من مركز صنع القرار مع فرعون آنذاك.
سؤال: في سورة البقرة مرة يستخدم (وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا (35) البقرة) ومرة (فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً (58) البقرة) فما اللمسة البيانية في تقديم وتأخير (رغداً)؟
د. فاضل: الأولى (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا (35)) قدّم الرغد، هذه قصة آدم والثانية في قصة موسى (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً (58) البقرة) أخّر الرغد. رغد الجنة مقدّم أو مؤخّر؟ هو قدّم رغد الجنة قال (وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا) هذه لآدم وحواء، بينما تلك (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً) هذه لموسى (ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ) إذن هما ليسا سواء. هل رغد الجنة ورغد الدنيا سواء؟
المقدم: لا
د. فاضل: أيهما مقدّم؟
المقدم: رغد الجنة.
د. فاضل: إذن قدّم رغد الجنة قال (وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا) وفي الدنيا أخّر الرغد قال (فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً) هما ليسا سواء
المقدم: ولهذا حدث التقديم والتأخير فهما ليسا بمنزلة واحدة
د. فاضل: طبعاً. لما كان رغد الجنة هو المقدّم قدّم.
سؤال: الآية في سورة يوسف قال تعالى (قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ (90) يوسف) إخوة يوسف استعلموا عن كونه يوسف قال (قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي) فكانت الإجابة عنه وعن أخيه فلماذا لم يقل أنا يوسف فقط؟
د. فاضل: عندنا قاعدة في اللغة أن الإسم الظاهر أقوى من الضمير. الآن هم قالوا (أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ) السؤال مؤكد بإنّ واللام (أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ) قال (قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ) مؤكد (وَهَـذَا أَخِي) مؤكد أيضاً. لما كان السؤال مؤكداً بإنّ واللام الجواب يجب أن يكون مؤكداً أيضاً فقال (أَنَاْ يُوسُفُ) على التحقيق (وَهَـذَا أَخِي) من أبويّ، شقيقي، السؤال مؤكد فالجواب مؤكد..
المقدم: ولو قال أنا هو؟
د. فاضل: ليس هناك حرج في اللغة لكن من ناحية البيان. نحن عندنا قاعدة في اللغة أن الظاهر أقوى من الضمير، هذه قاعدة. إذن هو جاء بما هو أقوى يفيد التحقيق والتوكيد. كان السؤال كان مؤكداً بإنّ واللام (أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ) (أنا يوسف). أأنت فلان؟ أنا فلان
المقدم: رد بتأكيد على تأكيد، السؤال مؤكد فردّ بإجابة مؤكدة.
سؤال: (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الأعراف) هل أهل النار ينظرون أهل الجنة ويطلبون الماء؟ وهل يتنزهون في النار كما يحلو لهم؟ وهل الجنة والنار بجانب بعضهما؟
د. فاضل: ربنا قال (يُبَصَّرُونَهُمْ (11) المعارج) يعني يرونهم ولذلك ذكر في جملة مواطن أنه هناك مناداة بين أصحاب النار وأصحاب الجنة. ليس فقط هذا، هم يبصّرونهم حتى يزداد أهل الجنة سعادة ويحمدوا الله على ما هم فيهم على أن لم يجعلهم من هؤلاء ويزداد أهل النار حسرة وندامة. أحياناً يكون بينهم حوار، ربنا ذكر في سورة الصافات وهو يتكلم عن أهل الجنة فيما بينهم (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٥٠﴾ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ﴿٥١﴾ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ﴿٥٢﴾ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ﴿٥٣﴾ قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ ﴿٥٤﴾ فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴿٥٥﴾ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ﴿٥٦﴾) رآه. ويُذكر أن لأهل الجنة كوّة (فتحة) تطل على أهل النار متى شاؤوا يفتحونها ويرون أهل النار،
المقدم: المتحكم فيها أهل الجنة؟
د. فاضل: نعم، هكذا ورد في بعض الآثار أن هنالك كوة للمؤمن فإذا أراد أن يطلع يرى. ولذلك هذا حوار بينهما (فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴿٥٥﴾ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ﴿٥٦﴾) و(وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء (50) الأعراف) (يُبَصَّرُونَهُمْ (11) المعارج)
المقدم: وهم بجوار بعضهم؟
د. فاضل: ليس بالضرورة أن يكونوا بجوار بعضهم لكن ربنا يسمعهم النداء ويقرب بعضهم بحيث يرونهم. نحن الآن بالأجهزة الحديثة نرى ملايين الأميال والكلام يُسمع، هذا الآن نحن نصنعه فكيف بالله!
المقدم: القدرة الإلهية آنذاك غير محدودة، ليس المهم عنصر المكان بجوار بعضهم المهم أن الرؤية حاصلة والحوار حاصل
د. فاضل: الآن يحصل حوار بينك وبين غيرك وبينكم ملايين الأميال
سؤال: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق) هل الملائكة يعلمون السر فيكتبونه أيضاً؟ هل يعرفون السر كما يعرفون الجهر؟ وهل رقيب وعتيد أسماء الملكين؟
د. فاضل: ليس بالضرورة أسماؤهم، وإنما رقيب عتيد أحدهما رقيب والآخر عتيد يعني قد يكون وصفاً لهم رقيب عتيد.
المقدم: أحدهما يراقب والآخر يكتب. هل تعرف الملائكة السر؟
د. فاضل: هناك آية أخرى (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) الانفطار) يعلمون وليس يكتبون، معناه أنه يعلم، العلم أوسع من الكتابة فقسم يقولون حتى العزم والتقرير في بعض الأخبار هو يعلمها، إن هممت بشيء يعلمه وإن كان في نفسك،
المقدم: الملك أم الله سبحانه وتعالى؟
د. فاضل: الملك،
المقدم: (فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) طه)
د. فاضل: هذا ربنا سبحانه وتعالى هذا عام لكن ذاك للشخص الموكل به، قد يعلم أموراً ولذلك في الحديث “من همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة” هذا همّ من أين عرفها الملك؟ وفي حديث آخر “كتبها الله”
المقدم: لكن ليس بالضرورة أن يكون رقيب عتيد هم أسماء الملائكة الذين يسجّلون الأعمال.
سؤال: (وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى (72) الإسراء) هل أعمى هنا أعمى البصر أم أعمى القلب؟
د. فاضل: (وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى) هذا أعمى البصيرة
المقدم: (في هذه) يقصد الدنيا
د. فاضل: نعم.
المقدم: ويحشر يوم القيامة أعمى البصيرة أيضاً؟
د. فاضل: قسمان، قسم يُحشر أعمى (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) طه) (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا (97) الإسراء) هذا في الحشر، هذا قسم. هذا في الحشر لكن ما بعد الحشر ربنا أعلم كيف يجعلهم.
المقدم: هل (من) في (وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى) تفيد العموم والشمول؟
د. فاضل: من كان أعمى البصيرة وليس أعمى البصر
المقدم: ما المراد بأعمى البصيرة؟ أنه لا يوحد الله سبحانه وتعالى؟
د. فاضل: أن يكون كافراً لا يهتدي، غير مهتدي إلى الحق.
المقدم: حتى ربنا سبحانه وتعالى قال (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) طه) لمجرد الإعراض عن ذكر الله يُحشر أعمى
د. فاضل: ما المقصود بـ (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي)؟
المقدم: لم ينفذ تعليمات الله سبحانه وتعالى.
د. فاضل: أعرض عن الذكر كله
المقدم: لم يأتمر ولم ينتهي بأوامر ونواهي الله عز وجل.
د. فاضل: يحشره أعمى. وقال (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا)
المقدم: يكون أعمى البصر
د. فاضل: يحتمل أن يكون أعمى البصر
المقدم: هو لا يرى كيف يسير، لا يرى موضع قدمه
د. فاضل: هكذا، (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا) هذا في الحشر أما ما بعد الحشر الله أعلم.
المقدم: (فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى) الآخرة قد تكون قبل الحشر، أثناء الحشر، بعد الحشر؟ هي كلها آخرة
د. فاضل: كلها آخرة، الله أعلم، قد تكون مراحل، قد تكون رؤية العذاب ترهب أكثر من العذاب نفسه فلذلك قد تكون هذه مواقف أعاذنا الله منها جميعاً.
سؤال: في سورة الأعراف في قصة موسى (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ (111)) وفي سورة الشعراء في قصة موسى (قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)) ما الفرق بين الصيغتين في سورتي الأعراف والشعراء؟
د. فاضل: نذكر بعضها، وأظن هذا الكلام أثير قبل سنوات شيء من هذا. هذه المسألة الفرق في القصة بين الشعراء والأعراف. هذا المشهد يختلفون في مشاهد تذكر في الأعراف ولا تذكر في الشعراء لكن هناك بعض المواقف قريبة من بعضها. هذا الموقف بين فرعون وموسى الموجود في القصتين في الشعراء يتميز بأمرين التفصيل في ذكر الأحداث وقوة المواجهة والتحدي بين سيدنا موسى وفرعون. مثلاً تبدأ القصة في الأعراف بأقصر كلام (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٠٤﴾ حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿١٠٥﴾) انتهت، هذا في الأعراف. ثم قال (قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿١٠٦﴾). في الشعراء يذكر حوار ومحاجة بينهما في أمر الألوهية والربوبية فرعون يسأل موسى (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) الشعراء) وموسى يرد (قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ (24)) فرعون لم يرد عليه بحُجّة وإنما حاول أن يؤلب عليه من حوله (قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25)) يمضي موسى لا ينتبه لهذا الشيء فيقول (قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) الشعراء) فرعون يضيق به ويصفه بالجنون (قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)) هذا في الأعراف لم يذكر. ثم موسى يُعرض عن هذا، يرميه بالجنون حتى يستثيره، موسى يمضي في المحاورة (قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (28) الشعراء) حتى يستفز فيهم العقل والتفكير أنت ترميني بالجنون، فاقد العقل، لا، أنتم إعقلوا هذه المسألة. ثم يتوعده ويهدده بالسجن (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29))،
المقدم: هذا تهديد، لهجة شديدة في الخطاب
د. فاضل: هذه كلها لم تذكر في الأعراف. لاحظ، نأخذ بعض الملامح التي ذكرتها أولاً (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿١٠٩﴾ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿١١٠﴾) هذا قول الملأ، في الشعراء (قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34)) هنا فرعون هو الذي قال
المقدم: هنا قول الملأ وهنا قول فرعون
د. فاضل: مرة قال الملأ ومرة قال هو، في الشعراء المسألة فيها قوة لأنه هو الذي يتكلم.
المقدم: خارج القصة ما الذي حدث ملأ فرعون هم قالوا أو فرعون الذي قال؟
د. فاضل: كلاهما قال، قال فرعون وقال الملأ،
المقدم: يقولون القرآن فيه تعارض مرة يقول قال فرعون ومرة يقول قال الملأ فأيهما الذي قال؟
د. فاضل: هذا ليس فيه تعارض وإنما كل مرة يذكر واحداً منهما، كلاهما قال
المقدم: لكن في كل موقف يذكر ملمحاً معيناً
د. فاضل: لما كان الكلام بين موسى وفرعون اشتد فرعون هو الذي قال ولما كانت المسألة هكذا قال (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ) فكلاهما قال، ليس هناك مانع أن يقول هذا ويقول ذاك نفس القول. حتى زاد (بسحره) (يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) الشعراء) لاحظ التفصيل، في الأعراف ما قال هذا. الآن نأتي للسؤال الفرق بين وأرسل وابعث، في الأعراف قال وأرسل
المقدم: هو ماذا قال بالضبط أرسل أو ابعث؟ وهل هناك فرق بين أرسل وابعث؟
د. فاضل: عندنا أمرين من الناحية اللغوية ومن ناحية وضعها الفني، أصلاً تردد فعل الإرسال في الأعراف أكثر مما تردد في العشراء، تردد ثلاثين مرة في الأعراف وفي الشعراء 17 مرة. نأتي للمسألة لغوياً البعث هو إرسال وزيادة، إذن هو أعمّ. وفي اللغة أيضاً فيه معنى الإثارة والإنهاض والتهييج (بعثه). الإرسال مثل (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى (103) الأعراف) أرسلنا، أما بعث قد يكون من القوم أنفسهم تقيم تُنهض من القوم أنفسهم ليس بالضرورة إرسال.
المقدم: الإرسال يحتمل أن يكون من خارج القوم؟
د. فاضل: يحتمل. (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى) قد يكون فيه إرسال. أما البعث في اللغة قد يكون إثارة بارِك تُقعده وتُنهضه، حتى يقولون البعير بعثه فهاج. إذن صار البعث هو إرسال وزيادة لأنه يحتمل أن ترسل
المقدم: في كتب السيرة نقرأ بعث أسامة وليس إرسال
د. فاضل: وأحياناً تقيم تُنهض (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا (84) النحل) تقيمهم وليس إرسالاً، (إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا (246) البقرة) يقيم
المقدم: هل فيها ملمح الشدة والقوة؟
د. فاضل: إنهاض بارِك، فيه تهييج. بعث فيها تهييج، أهل اللغة ذكروا هذا
المقدم: هذا المعنى غير متوفر في إرسال
د. فاضل: لا، البعث فيه أمرين، الإرسال إرسال، البعث فيه إرسال وزيادة إنهاض وتهييج أحياناً. (إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا (246) البقرة) (وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) الشعراء) هم لا يكتفون بالإرسال وإنما أراد أن يقيموا في المدائن الناس ينهضون الناس ويؤلبونهم على موسى ويهيجونهم ضد موسى
المقدم: هذا في الشعراء، إذن السمت العام فيها فيه قوة.
——–فاصل——-
المقدم: نكمل مع أرسل وابعث
د. فاضل: إذن البعث فيه شدة وإنهاض فهو مناسب للجو الذي فيه السورة والتحدي والقوة. في الأعراف قال (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)) في الشعراء قال (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)) (سحّار) تضعيف فيها مبالغة (على وزن فعّال) مثل كاذب وكذّاب فيها مبالغة فأراد الناس المتمرسين بالسحر، المبالغين في السحر السحار البليغ في السحر يأتي وليس بأي ساحر وإنما ينتقي انتقاء وهذا مناسب للجو العام.
المقدم: مرة يقولوا (إِنَّ لَنَا لأَجْرًا (113) الأعراف) ومرة يقولوا (أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) الشعراء)
د. فاضل: في الأعراف قال (وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113)) لم يذكر لمن قالوا؟ لكن في الشعراء (فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)) في الأعراف لم يظهر لمن قالوا، في الشعراء قالوا لفرعون (أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا) هذا توكيد، حذف في الأعراف همزة الاستفهام (إِنَّ لَنَا لأَجْرًا). (أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا) تأكيد
المقدم: مرة يقول (قَالَ نَعَمْ وَإَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) الأعراف) ومرة (قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) الشعراء)
د. فاضل: في الأعراف (وَإَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)، في الشعراء (وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ).
المقدم: هل الفرق بينهما أن فيها تأكيد أيضاً؟
د. فاضل: (إذن) حرف جواب وجزاء، إن فعلتم إن غلبتم. (وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ (91) المؤمنون) إذن يعني لو كان ذلك لذهب كل إله بما خلق. سأزورك إذن أكرمك يعني إن زرتني
المقدم: هذه متعلقة عليها تحقيقاً وشرطاً.
د. فاضل: هم يسمونه حرف جواب وجزاء. هذه فيها معنى الجواب والجزاء. (إذن) يعني إن فعلت، إن غلبت، كلها فيها توكيدات
المقدم: هل يمكن أن نفهم هذا في سياقيات هو ربما يكون قال هذا أو قال ذاك رداً على كلامهم إذا كان كلامهم بالتأكيد يكون رده بالتأكيد وإذا لم يكن كلامه بالتأكيد فجوابه على مرادهم. مرة يقول (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ (123) الأعراف) ومرة يقول (قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ (49) الشعراء) غيّر حرف الجر، لماذا؟ وما اللمسة البيانية الموجودة؟
د. فاضل: أمنتم به وآمنتم له، آمنتم به بالله وآمنتم له الفرعون.
المقدم: الحوار بين من ومن؟
د. فاضل: بين السحرة وفرعون. (آمَنتُمْ لَهُ) يعني لموسى (إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ (49) الشعراء) هذا لا يصح أن يقال في الأعراف، ما قاله في الأعراف (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ (123) الأعراف).
المقدم: هي آمنتم به أو آمنتم له؟
د. فاضل: كل واحدة لها معنى، آمن به يعني بالفكرة أو آمن بالله. لغة انقاد له وصدق له (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) يوسف) بمؤمن لنا اي مصدّق لنا
المقدم: هنا آمنتم له يعني صدقتم سيدنا موسى. أما آمنتم به
د. فاضل: (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) الشعراء) نصدقك.
المقدم: فرق عجيب! حرف الجر يؤدي إلى تغير الدلالة بهذا الشكل؟!
د. فاضل: حتى في الشعراء (فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)) لأن موسى نال العزة بالكلام فقال السحرة (وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ) هذه ما ذكرها في الأعراف. في الشعراء ملامح عجيبة في الاختيارات حسب الموقف.
المقدم: مرة قال (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) الأعراف) ومرة قال (فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (49) الشعراء).
د. فاضل: نفس المسألة، التوكيد. (فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (49) الشعراء) هذه فيها زيادة اللام للتوكيد، في الأعراف قال (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123)) لما كان الموقف شديداً ونال من عزة فرعون قال في الشعراء (فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (49) الشعراء). وليس فقط هذه قال في الأعراف (لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124)) بينما قال في الشعراء (لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) الشعراء)
المقدم: (ثم) فيها تراخي بينما في الشعراء ليس فيها تراخي. (قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) الأعراف) (قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (50) الشعراء) زاد (لَا ضَيْرَ)
د. فاضل: في التهديد الشديد، في الشعراء قالوا (لَا ضَيْرَ)
المقدم: ما معنى (لَا ضَيْرَ)؟
د. فاضل: لا ضير يعني لا ضرر، لا بأس، قالوها في الشعراء في التهديد الكبير ما قالها في الأعراف للئلا يقال أنهم خافوا وخشوا من التهديد الكبير في الشعراء.
المقدم: هم قالوا الاثنين، قالوا هذه وهذه
د. فاضل: قالوها كلها لكن ذكر قسماً منها هنا وقسماً آخر هناك.
المقدم: (قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) الأعراف) (قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (50) الشعراء) مرة قالوها بدون (لا ضير) ومرة قالوها بـ (لا ضير)
د. فاضل: هم قالوها كلها لكن أحياناً تأخذ قسماً من الكلام وأحياناً تأخذه كله وقد يكونوا قالوا أشياء أخرى
المقدم: هل كانوا يتكلمون العربية؟
د. فاضل: لا، هذه أدق ترجمة بيانية لما قالوا. أنت الآن تكتب قصة باللغة الفرنسية إذا أردت أن تترجمها ترجمات مختلفة تختلف بحسب قدرتك البيانية، المعاني كلها صحيحة واحدة لكن أنت تصوغها بصياغة، تأتي قصة في غاية الجمال والدقة وأحياناً واحد ضعيف في الترجمة يصوغها بطريقة مختلفة لكن المعاني واحدة. هذه أدق ترجمة بيانية صيغت بأسلوب مُعجِز.
المقدم: إذن ربما تكون المعاني مشتركة لكن الفرق في البيان والبلاغة وقة التعبير. لكنهم بالقطع لم يكونوا يتكلمون اللغة العربية.
د. فاضل: لا،
المقدم: تكلموا بلغتهم لكن الله سبحانه وتعالى ترجم كلامهم للغة العربية.
د. فاضل: الآن هناك ترجمات للخيّام وغيره.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 21/1/2010م:
محمد من أبو ظبي: في الحلقة الماضية تكلمتم عن كلمة الأشهاد وذكرتم أن مفردها شاهد أو شهيد. كلمة شهود (وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) البروج) وكلمة شاهدين (وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (56) الأنبياء) وكلمة شهداء (شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ (135) النساء) هذه كلها جمع ما الاختلاف بينها وبين الأشهاد؟ وما مفرد كل منها؟
د. فاضل: شهود جمع شاهد مثا قاعد قعود وساجد سجود، شاهدين جمع مذكر سالم جمع شاهد، شهداء جمع شهيد هذا على الأكثر، هذا في الأكثر أما الدلالة نتكلم عنها لاحقاً. لكن إجابة ما مفرد الكلمات فهذه الإجابة مثل في القرآن سجداً وساجدين وسجود، هذا مفردها لكن ما الدلالة اللغوية هذا سؤال آخر.
أبو عبد الحي من العراق: مقطوعة هدية للدكتور:
وعواطفي أسلمتها للساني وأخذت عنك براعة الأهطال
يا فاضلاً عظم العلوم تفكراً وتدبراً وجفى عن الأموال
لله درك من مجيب فاهمٍ الجواب ووعى بسؤال
عرش الملوك أسرةٌ وأرائكٌ ومحل عرشك في الصميم الغالي
إني من الحدباء أزف تحيتي لكم جميعاً يا سامعين مقالي
التعليق: سبق التطر في البرنامج إلى قوله تعالى (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) القمر) وقوله تعالى (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) الحاقة) وكان عندي تساؤل لماذا اختار النخل تحديداً من دون باقي الشجر الذي لا يعلم عددها إلا الله؟ وقد فكرت في هذا الموضوع خمس سنوات وتوصلت إلى أن ذلك عن قصد وأرى ما يلي: أولاًالنخلة أشبه شجرة بالإنسان من ناحية البشرة والقوام والجذع غالباً. ثانياً النخل عندما تنقعر من أصلها لا تنبت لها أثر على اختلاف باقي الشجر مثل التفاح والتين، ثالثاً في الحديث الشريف “أكرموا عمتكم النخلة” وإن كان ضعّفه البعض.
عبد الموجود من العراق: ما المناسبة في قوله تعالى (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) النساء)؟ هل يناسب الرحمة القتل؟ وما اللمسة البيانية فيها؟
د. فاضل: يناسب عدم القتل لأنه قال (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ)
د. حارث من العراق: في سورة الإنسان الآية 21 (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) هنا كلمة استبرق هل هي صفة للثياب؟ ولماذا أتت مرفوعة ولم تأت واستبرقٍ؟
د. فاضل: الاستبرق غير السندس، السندس قماش والاستبرق قماش آخر. هما نوعان، عاليهم ثياب سندس خضر هذا واحد، وأيضاً هنالك استبرق، العطف على الثياب
المقدم: يعني ثياب سندس وثياب استبرق
د. فاضل: وليس من سندسٍ واستبرقٍ. ثياب سندس خضر صفة للثياب واستبرق. ما هو؟ هل هو بالصرورة ثياب أو غير شيء؟ ثياب خضر من سندس، هذه ثياب، واستبرق قد يكون للبطائن لأنه قال أحياناً (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ (54) الرحمن) إذن أمرين السندس شيء والاستبرق شيء آخر. فذكر أمرين. السندس ثياب والاستبرق قد يكون ثياب وقد يكون شيئاً آخر، ولهذا جاءت مرفوعة لأنها ليست معطوفة على سندس وإنما على ثياب.
بُثّت الحلقة بتاريخ 21/1/2010م
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2068
الرابط علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamasat21012010
رابط جودة عالية
http://ia340942.us.archive.org/3/items/lamasat21012010/lamasat210110.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia340942.us.archive.org/3/items/lamasat21012010/lamasat210110.rmvb
mp4 رابط
http://ia340942.us.archive.org/3/items/lamasat21012010/lamasat210110_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia340942.us.archive.org/3/items/lamasat21012010/lamasat210110.mp3
2010-01-22 06:57:10الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost