إجابة على أسئلة المشاهدين
سؤال: في سورة القارعة في خاتمتها (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)) الأم معروفة بالرفق وجهنم معروفة فما دلالة تشبيه جهنم بالأم؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)) المقصود مأواه لكن هو عبر عن المأوى بالأم لأن الأم هي مفزع الولد الولد إذا خاف لجأ إلى أمه فيرجع إلى الهاوية، هذا تهكّم به
المقدم: إذا فزع من العذاب يذهب إلى النار
د. فاضل: يذهب إلى النار،
المقدم: يعني مرفأ الأمان وملجأ الأمان بالنسبة له جهنم.
د. فاضل: كما أن الأم مفزع الولد فهذا مفزعه وملجؤه النار، هذا تهكم به لكن إشارة أيضاً إلى شدة العذاب والهول
المقدم: وكأن كل الأمان الذي يناله في النار
د. فاضل: تحيط به كما تحيط الأم بولدها
المقدم: تشبيه بليغ، حذف أداة التشبيه والمشبّه به، تحتضنه
د. فاضل: تحتضنه وتحيط به
المقدم: تشبيه قاسي وقوي، (فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) ولم يقل كالهاوية أو مثل الهاوية وحذف أيضاً المشبه به للدلالة على كثرة ورعب وفزع وهول ما يلقاه هناك.
سؤال: في بعض الأحيان يستخدم القرآن كلمة وحي وأحياناً كلمة إذن (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) النبأ) وفي سورة القدر (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4)) وفي مواقع أخرى يستخدم الوحي (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) الزلزلة) ما الفرق بينهما؟
د. فاضل: (أَذِن) له أكثر من معنى، قد يكون بمعنى استمع (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) الإنشقاق) أي استمعت له،
المقدم: أذنت بمعنى استمعت
د. فاضل: بمعنى استمعت، والمعنى الآخر بمعنى أعلمه بالنداء بالكلام، أي أجازه رخضة، أذن له يعني رخّص، أجاز له، رفع المنع عنه، يعني أن يعلمه بالنداء بأن رخص له في هذا الأمر وأجازه ورفع الحرج ورفع المنع هذا أذِن. أوحى أصل الوحي هو الإشارة السريعة، هذا أصل الوحي
المقدم: أليس هو إلقاء في الروع؟
د. فاضل: هو عدة أنواع (فأوحى إليها الطرف أني أُحبها) أشار إليها، غمز. (فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11) مريم) فأوحي إليهم بالإشارة، أشار إليهم،
المقدم: وربنا سبحانه وتعالى أوحى إلى النحل (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا (68) النحل)
د. فاضل: إذن هو درجات. ويعني الوسوسة (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ (121) الأنعام) ومنه الإلهام والإلقاء في الروع (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ (7) القصص)
المقدم: ما كان يوحى إليها كما كان يوحى إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عبر ملك الوحي سيدنا جبريل
د. فاضل: لا، وإنما ألقى في روعها (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ (68) النحل. وقد يكون بدرجة أخرى وهو أن يرسل إليه الملك ويعاينه ويكلمه.
المقدم: كما أوحى الله تعالى إلى النبيين والرسل
د. فاضل: نعم، فهو إذن أنواع ودرجات يبدأ من الإشارة السريعة إلى الوسوسة إلى الإلهام ويمتد، كلٌ حسب السياق.
سؤال: سورة آل عمران الآية 7 (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) من هنّ أم الكتاب وما هي الأخر المتشابهات؟ هل يمكن شرح هذه الآية؟
د. فاضل: المحكمات يعني واضحة المعنى ظاهرة الدلالة وهي أصلها التي يُرجع إليه ويُرد إليها غيرها، هذه المُحكمة. المشتبهات أما تككون محتملة لمعاني كثيرة متشابهة أو ما استأثر الله بعلمه كما يقول قسم أو الخفي الذي لا يُدرك معناه عقلاً ولا نقلاً وإنما يُرجع أمره إلى الله مثل ما يُذكر في الصفات وما إلى ذلك ونحن غير مسؤولين عنها. نحن مسؤولين عن المحكم،
المقدم: أليست المتشابهات يعني المتقاربات فيما بينها؟ متقاربة في الدلالة؟
د. فاضل: محتملات لمعاني متشابهة كما السؤال ما هي اليد؟
المقدم: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ (10) الفتح) نقول مثلاً ما اليد؟
د. فاضل: نعم مثلاً
المقدم: المفروض أن نسلم بالمتشابهات هكذا كما جاءت ولسنا بمسؤولين عنها
د. فاضل: نسلم بها كما جاءت، نحن مسؤولين عن المحكمات واضحة الدلالة والتي يُردّ إليها الحُكُم أما المتشابهات فهي في الاعتقاد نقول كما قال ربنا سبحانه وتعالى
المقدم: أنت لا تحب أن تخوض في مثل هذه الأمور
د. فاضل: لا،
المقدم: لِمَ؟
د. فاضل: أخشى إذا قلت فيها. إذا سكت فأنا ناجي وإذا قلت يحتمل أن أقع في كلام كبير أُسأل عنه
المقدم: لا يُؤمن على الاجتهاد؟ له أجر أو أجران إذا أصاب أو أخطأ؟
د. فاضل: ذاك في الأحكام وليس في كل كل الكلام.
المقدم: إذن تأخذ موقفاً من المعتزلة؟
د. فاضل: أنا لا آخذ موقفاً وإنما أنا اقول ما قاله الله وأسكت. ماذا قال فأنا أقول به وأسكت.
المقدم: فقط. ونعم الرأي. ربما المعتزلة إلى حد ما بدأوا يفسروا ويأولوا ويتكلموا
د. فاضل: لا شك، تدخل فيهم المرجئة والقدرية
المقدم: نحن نأخذك مثالاً لنا ونلتزم بما قاله الله سبحانه وتعالى وتنتهي القضية ونرفع الحرج عن أنفسنا في المتشابهات
د. فاضل: نحن لسنا مكلفين ولا مسؤولين ويمكن إذا تكلمت كلاماً سأُسأل عنه وأنا لا أتكلم في هذ المسالة وإنما أقول ما قاله الله وأسكت.
سؤال: في كثير من الآيات يقول تعالى (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ (9) السجدة) (خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ (7) البقرة) تأتي السمع مفردة وليست جمعاً بينما لما يذكر الآذان الحسية يقول آذان وأبصار وأفئدة لكن لما يذكر الحاسة نفسها يأتي السمع مفرداً فهل يمكن معرفة اللمسة البيانية في هذا؟
د. فاضل: السمع مصدر بينما القلب آلة، المصادر لا تُجمع.
المقدم: وأبصار؟
د. فاضل: البصر في اللغة يأتي بمعنى العين، هو نور العين أو ما يُبصر به أو هو العين أيضاً فتجمع مثل العيون، القلب يُجمع لكن السمع مصدر يعني كيف يجمع الركض والمشي؟ لا يُجمع وهو يدل على القليل والكثير
المقدم: فلم يجمع السمع لأنه مصدر
د. فاضل: بينما تجمع الآذان (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) الكهف) الأذن هو الآلة في السمع، يجمع الآلة يقول الآذان، السمع هو المصدر. عندنا قاعدة المصدر لا يُجمع إلا إذا تعددت أنواعه، ليس كلها بمعنى تعداد الأنواع يعني اختلفت مثل ضروب مختلفة وعندهم غير الثلاثي يجمع مؤنث سالم لأن قسم قال هو قياس اجتماع اجتماعات، امتياز امتيازات، نشاط نشاطات، هي مختلفة لكن أصل المصدر لا يُجمع.
المقدم: هذه القاعدة على الاستثناء إذا تعددت أنواعه
د. فاضل: إذا تعددت أنواعه فيما ورد أيضاً.
سؤال: ما الفرق بين الأولاد والولدان؟ وما اللمسة البيانية في استخدام كل لفظة في مكانها؟
د. فاضل: الأولاد جمع ولد والولد مفرد ومذكر أما الولدان فهو جمع وليد صغير قريب عهد من الولادة ولذلك قال تعالى (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ (75) النساء) هؤلاء صغار لا يستطيعون أن يقاتلوا ولا أن يدافعوا عن أنفسهم فقال (والولدان) ما قال والأولاد، إذن الولدان جمع وليد
المقدم: والأولاد؟
د. فاضل: جمع ولد
المقدم: والولد يمكن أن يكون ذكراً وأنثى؟ ومفرد ومثنى وجمع؟
د. فاضل: أيضاً هكذا، يحتمل، كلمة ولد هي عامة (إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) الكهف) يكون جمع
المقدم: ليس ولد بمعنى الذكور فقط
د. فاضل: لا، الأولاد عامة للذكور والإناث، البنين ذكور
المقدم: بنين للذكور وبنات للإناث.
سؤال: في سورة البقرة (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ (53)) الكتاب والفرقان هل نبي الله موسى أُنزل عليه كتاب آخر؟ ما الفرق بين الكتاب والفرقان؟.
د. فاضل: الكتاب هو التوراة. والفرقان تأتي بمعنى الكتاب وتأتي بمعنى الآيات الدالة على صدقه.
المقدم: المعجزات؟
د. فاضل: نعم المعجزات. آتاه الكتاب وآتاه الفرقان وقد يستعمل الفرقان للكتاب لأنه يفرق بين الحق والباطل لكن لما الآن جمع وقال (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ) معناه أن الكتاب غير الفرقان لأنها معطوفة والأصل في العطف يقصد به المغايرة. فالفرقان تأتي بمعنى الآيات الدالة على صدقه وهي المعجزات.
المقدم: ألا نفهم الفرقان بمعنى الكتاب، المصخف أيضاً؟
د. فاضل: ممكن،
المقدم: (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ (106) الإسراء)
د. فاضل: هذا أمر آخر. الفرقان يأتي بمعنى القرآن والتوراة هي فرقان لكن عندما قال (الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ) هذه مغايرة.
المقدم: الكتاب هو التوراة والفرقان هي المعجزات
د. فاضل: القرآن هو فرقان وهو قرآن
المقدم: إذا استخدم في حال ذاته
د. فاضل: نعم، (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ (1) الفرقان)
المقدم: يعني القرآن المقصود به الكتاب.
د. فاضل: هذا الفرقان لأنه ما يفرق بين الحق والباطل. لكن عندما قال الكتاب والفرقان صار مغايرة صار الكتاب هو التوراة والفرقان هو المعجزات الدالّة عليه
المقدم: وهل مرة الكتاب يأتي بمعنى القرآن الكريم أيضاً؟ والكتاب هل هو التوراة أو القرآن أو الانجيل؟ أم الكتاب عام؟
د. فاضل: الكتاب عام. أهل الكتاب يقول يا أهل الكتاب، عام.
المقدم: من هم أهل الكتاب؟
د. فاضل: هم النصارى أو اليهود. والقرآن سمي أيضاً كتاب (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ (2) البقرة) يطلق عام.
المقدم: لا يختص بمدلول معين
د. فاضل: إلا في سياقه
المقدم: يعني هنا الكتاب لأنه متعلق بسيدنا موسى، إذا جاء مع سينا عيسى فهو الإنجيل وإذا جاء مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فهو القرآن. لما يقول (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ (2) البقرة) ما أشار إلى نبي من الأنبياء؟
د. فاضل: هو قال (الم ﴿١﴾ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿٣﴾ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥﴾ البقرة) أهل الكتاب لا يؤمنون بما أنزل إليك، فيها تحديد.
سؤال: في سورة البقرة (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (48)) (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (123)) ما الفرق بين الآيتين؟
د. فاضل: (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (48)) وفي آية أخرى (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (123)) في الأولى قدّم الشفاعة وأخّر العدل لأن قبل هذه الآية التي قدّم فيها الشفاعة قال (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (44) البقرة) هم يأمرون الناس بالبر ظن هؤلاء أن هؤلاء يشفعون عند الله لأنهم قد ينتفعون بما تقول، أحياناً الواعظ يعظ فيتنفع السامع وهو ما ينتفع به، فظن هؤلاء أن هؤلاء يشفعون لهم،
المقدم: أوليس ذلك الذي يحدث؟!
د. فاضل: لما يأمر بالبر وينسى نفسه لا يفعله فظن أن هؤلاء سينتفعون فما يقبل منها شفاعة، هؤلاء لا يقبل منهم شفاعة. (وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ) لأنه قال (وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً (41)) باعوا الدين، لما اشتروا معناها قبضوا الثمن وربنا لا يأخذ منهم كما أخذوا، لا يؤخذ منها عدل، هم أخذوا لكن ربنا لا يأخذ منهم، كلمة لا يؤخذ منها عدل بمقابل ما أخذوا هم والشفاعة بمقابل ما ظنوا لأنهم فعلوا ونصحوا وهم لم يفعلوا، فهؤلاء لا تقبل منهم شفاعة
المقدم: فأبطل ما في نفوسهم، لماذا غيّر الترتيب في الآية الثانية؟
د. فاضل: لأنها ليس فيها هذه الأمور (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (123)) ليس فيها الأمور التي في سياقها تستوجب التقديم والأخذ
المقدم: إذن الشفاعة لها ضوابط، الشفاعة ليست مطلقة لأي أحد في أيّ زمان
د. فاضل: إلا لمن ارتضى (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى (28) الأنبياء)
المقدم: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ (255) البقرة) حتى الشفاعة فيها إذن أيضاً. هل تؤيد الشفاعة المطلقة أم الشفاعة المقيدة؟
د. فاضل: الشفاعة المطلقة هي للرسول عليه الصلاة والسلام يشفع لأمته على العموم. والشفاعة المقيدة قد يشفع الرجل لأبيه أو أمه، ورد فيها آثار أنه يشفع.
المقدم: نريد أن نستقصي الشفاعة في القرآن كناحية لغوية فقط، هي فيها كلام كثير الدكتور مصطفى محمود عليه سحائب الرحمة كان له رأي وبعض علماء الإسلام وشيوخهم له رأي آخر فما رأيك في أن نحقق المسألة لغوياً بعيداً عن منطق الفقه والفُتيا لكن من الناحية اللغوية ماذا تقول آيات الشفاعة في القرآن الكريم؟.
سؤال: في سورة البقرة الآيتين 40، 41 (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)) (وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)) هل يمكن شرح الفرق بين خواتيم الآيتين؟
د. فاضل: الآيتان (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)) وبعدها قال (وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)) ارهبون يعني خافوا مني، الرهبة هي الخوف. إتقون فيها الحذر. ما الفرق؟ الأولى عامة للجميع جميع المخاطَبين كلهم يحتاجون للخوف من الله أما التقوى فللأئمة والعلماء. (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)) عام، (وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)) هذا معناه يعلم الآيات ويغيرها ويشتري بها فإذن هذه للأئمة الذين يعلمون ما في الكتاب، قال (فاتقون) وتلك عامة. هذه فيها خصوصية ولذلك قالوا التقوى للأئمة والرهبة عامة، التقوى أن تعلم، كيف تتقيه؟ بالعلم. يقولون التقوى ألا يراك حيث نهاك وألا يفتقدك حيث أمرك. ألا يجب أن تعرف المنهيات والأوامر؟ تحتاج إلى علم ولذلك قالوا التقوى للأئمة والرهبة للجميع. والإمام يحتاج إلى رهبة وإلى تقوى لا يغير ويلبس الكلام وما إلى ذلك لذلك قال (وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً) الجاهل لا يعلم، كيف يشتري؟! العالِم هو الذي يشتري، الذي عنده علم.
المقدم: الرهبة شدة الخوف
د. فاضل: نعم وقيل مع التحرّز. الرهبة عامة.
سؤال: (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ (75) النحل) (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا (29) الزمر) قال في الأولى يستوون بالجمع مع أنه يتحدث عن اثنين وفي الثانية قال يستويان مثنى فما دلالة الاختلاف؟ وما اللمسة البيانية؟
د. فاضل: آية النحل (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ (75) النحل) (وَمَن رَّزَقْنَاهُ) ليست بالضرورة أن تكون مفرد، كلمة (من) تكون للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث يبدأ بالإفراد ويأتي فيما بعد بالدلالة، يبدأ بالمفرد المذكر
المقدم: (وَمَن رَّزَقْنَاهُ) بدأ بالمفرد المذكر
د. فاضل: وقال (يستوون) بالجمع
المقدم: لكنه قال (وَمَن رَّزَقْنَاهُ)
د. فاضل: هو يبدأ بالمفرد (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) البقرة) (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ (10) الحديد) (أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا (10) الحديد) قال (من أنفق) مفرد ثم قال (أولئك) جمع، الأفصح فيها إلا لغرض بلاغي أن تبدأ بالمفرد المذكر وبعدها تأتي بما تريد.
المقدم: ربما يقوي الفهم أنه قال في البداية (عَبْدًا مَّمْلُوكًا) عبداً واحداً
د. فاضل: نفهم من هذا أنه يراد به الجنس ليس شخصاً واحداً، عندما قال هل يستوون وجاء بـ (من) قصد الكل. بينما الآية الثانية ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا (29) الزمر) هما اثنان فقال (لا يستويان).
المقدم: لأن الكلام عن اثنين فقط
د. فاضل: قال تعالى ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا (29) الزمر) هذا أقل من ذاك، هذا قلة بالنسبة للأول، هذا رجل فيه شركاء متشاكسون وذاك عبداً مملوكاً، فهذا أقل وأنسب للتثنية.
سؤال: (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ (6) القمر) (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (41) ق) ما الفرق بين المنادي والداعي؟
د. فاضل: النداء هو رفع الصوت في اللغة عموماً حتى لما تقرأ تعريف المنادى. الدعاء قد يكون بالرفع والخفض، تقول دعوت الله في نفسي، الدعاء يكون برفع الصوت أو خفضه أما النداء بالرفع. أصلاً الدعاء فيه طلب الفعل (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) الدخان) يدعون يعني يطلبون
المقدم: طلب فعل معين؟ أم أيّ فعل؟
د. فاضل: يدعو يعني يطلب، دعوت الله بكذا.
المقدم: الدعوة فيها طلب، هذا ملمح خطير
د. فاضل: أصل الدعاء فيه طلب، يدعو إلى كذا هناك شيء يدعو إليه. أما المنادى فليس بالضرورة وإنما هو رفع الصوت. الآيتان (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ﴿٤١﴾ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ﴿٤٢﴾ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ ﴿٤٣﴾ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ﴿٤٤﴾ ق) (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ (6) القمر) يدعو إلى شيء لم يقل هناك ينادي إلى شيء،
المقدم: ما قال ينادي إلى كذا.
د. فاضل: (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7) مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) القمر) (مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) مسرعين إليه، في الأولى لم يقل يسرعون إليه (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا) ناداهم فخرجوا. الثانية يدعوهم إلى شيء فيسرعون إليه (مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) يعني يسرعون إليه، فدعاهم إلى شيء (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ (125) النحل) الدعوة إلى شيء. ولذلك ناداهم أولاً ثم دعاهم واللطيفة أن ق قبل القمر في المصحف فبدأ بـ ق بالنداء، بعد أن ناداهم دعاهم، بعد أن خرجوا من الأجداث دعاهم ولذلك قال فقط (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) لم يقل ذهبوا إلى شيء. أما هناك دعاهم فذهبوا (مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) ناداهم فخرجوا ثم دعاهم فذهبوا.
المقدم: الدعوة فيها قوة وفيها طلب إلى شيء معين والنداء هو رفع الصوت. الدعوة تحتمل الرفع والخفض لكن إلى شيء وفيها قوة.
——-فاصل——
المقدم: سورة يونس الآية 35 (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ما اللمسة البيانية في كلمة (يهدّي)؟
د. فاضل: (يَهِدِّيَ) أصلها يهتدي حصل فيها إبدال للتاء دال. الدال غير قياسي، الآن الدال ضُعِّفت (يَهِدِّيَ) أبدل وأدغم، ونحن عندنا أن التضعيف يفيد التكثير والمبالغة، (لاَّ يَهِدِّيَ) يعني المبالغة في عدم الاهتداء
المقدم: أيضاً يبالغ في الفعل بالسلب؟ ليس المبالغة فقط بالإيجاب؟
د. فاضل: لا، ليس بالضرورة
المقدم: هل هذه توبيخ، سخرية، تخويف، وعيد؟
د. فاضل: لا، من باب الاحتجاج. هؤلاء شركاؤكم الأصنام.
سؤال: ما الفرق الدلالي بين الخراب والهدم والدمار والهلاك؟ وكيف يستخدمها الله سبحانه وتعالى في القرآن؟
د. فاضل: الخراب ضد العمران،( يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ (2) الحشر) وقد يكون الخراب بمعنى ترك المكان (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا (114) البقرة) يعني يتركها،
المقدم: ألا تعني يهدمها؟
د. فاضل: لا، يعني لا يجعل فيها مصلّين، يمنع المصلين بصورة من الصور إذا كان متسلطاً ظالماً هذا خراب. الهلاك هو الموت وهو عام يستعمل في الإنسان وغير الإنسان في الأموال وفي كل شيء، الهلاك عام ليس بالضرورة عقوبة، (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ (176) النساء) يعني مات. عن سيدنا يوسف (وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ (34) غافر) الهلاك ليس بالضرورة عقوبة وهو عام (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ (29) الحاقة) (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا (6) البلد) (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا (16) الإسراء) يميتهم، (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (88) القصص) هالك ليس بالضرورة عقوبة.
المقدم: (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) المرسلات)
د. فاضل: ليس بالضرورة عقوبة
المقدم: ما لم تأت قرينة سياقية تحدده
د. فاضل: (وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا (58) الإسراء) (وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا (4) الأعراف) هذا شيء آخر. ليست مختصة بالإنسان (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ (29) الحاقة) (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا (6) البلد)
المقدم: هي عامة للإنسان للحيوان للنبات والجماد
د. فاضل: كله يدخل في الهلاك إذن ليس بالضرورة عقوبة. الدمار عقوبة (فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) الإسراء) الدمار هو اسئصال الهلاك وليس بالضرورة الإنسان، الإنسان وغير الإنسان (دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ (10) محمد) (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ (137) الأعراف) (ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172) الشعراء) (أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) النمل) الدمار العقوبة والهلاك ليس بالضرورة عقوبة. الهدم هو ضد البناء، شيء مبني تهدمه (لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ (40) الحج) التهديم هو نقيض البناء،
المقدم: ليس فيه رائحة عقوبة؟ إشمام بعقوبة؟
د. فاضل: لا، هدم البناء لأي سبب، لو أردت أن تجدد البيت القديم تهدمه ثم تبنيه، الهدم ضد البناء.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 28/1/2010م:
عارف من سلطنة عمان: متى إعادة حلقة الخميس؟
المقدم: في الساعة الثانية منتصف ليل الجمعة
(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء) (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) الرحمن) في الإسراء قدم الإنس على الجن وفي سورة الرحمن قدم الجن على الإنس؟ فما دلالة التقديم والتأخير؟
عندما نرفع من الركوع نقول سمِع الله لمن حمد هل هناك فرق بين سَمِع وسَمَع؟ وهل يمكن أن نقول ربنا لك الحمد بدون الواو أو يجب أن نقول ربنا ولك الحمد؟
د. فاضل: هي سمِع وليس سَمَع، أصل الفعل في اللغة الفصيحة سمِع. أما في الرفع من الركوع هذه عبادة تؤخذ كما هي لكن لغة “ربنا لك الحمد” ليس فيها شيء.
أحمد من العراق: في سورة المدثر (فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ (51)) ما هو إعراب قسورة؟
د. فاضل: من قسورة، إعرابها ليس فيه إشكال جار ومجرور، أما من حيث المعنى القسورة هو الأسد. قسورة من قسر يقسر الفريسة وحيء بالواو فعوَل، هذه موجودة.
عدنان من سوريا: الحرف جيم والحرف نون سمعت في اللغة العربية يقال أنه عندما يجتمع حرف الجيم والنون يدلان على الإخفاء فهل هذا صحيح؟ مثال على ذلك كلمة الجنة وتعني البستان الخفي، الجنين تعني الطفل في رحم أمه، الجن مخلوقات خفية وما إلى ذلك من اجتماع الحرف جيم مع الحرف نون مع العلم أني قرأت في سورة يس أنه يذكر أن الجنة بمعنى البستان يستطيع أصحاب البستان أن يقطفوا منه ما يشاؤون فمعنى ذلك أنه موجود على وجه الأرض فهل يمكن توضيح هذا الأمر.
د. فاضل: لاحظ أهل اللغة أحياناً عندما يجتمع حرفين أو حتى الحرف الواحد يرون له دلالة أحياناً مثل القاف والطاء قطع، قطف، قطن، قطر، قطم، قطّ، قظز تدل على القطع والفصل، أحياناً ليس في كل اللغة، النون نبت، نبر، نبع كلها ظهور، نبش، نبغ، أحياناً يحصل هذا الشيء. وعندهم الجيم والنون، الجنة تخفي ما فيها ومن فيها والجنين مخفي والجِنّ (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ (76) الأنعام) فهذا الشيء موجود إلى حد كبير في اللغة لاحظها أهل اللغة القدامى.
المقدم: وأبو البقاء الكفوي صنع كتاب الكليّات وهو قريب من هذا الذي تفضلت به.
إلياس من العراق: سؤال نحوي “الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخير” ما إعراب الجملة؟
د. فاضل: إما أن نعرب الخيل مبتدأ، معقود إما نعربه خبر والخير نائب فاعل لاسم المفعول أو تعربها إعراباً آخر مبتدأ وخبر مقدم ومبتدأ مؤخر والجملة خبر. الخيل معقود في نواصيها، الخيل مبتدأ ومعقود خبر للخير والخير مبتدأ ثاني والجملة خبر للمبتدأ الأول “الخير معقود في نواصيها”، عندنا إعرابان مبتدأ وخبر ونائب فاعل وإما مبتدأ أول وخبر للمبتدأ الثاني ومبتدأ ثاني.
(يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا (13) الحديد) كيف يرجعون ويلتمسون وراءهم نورا؟ من أين هذا النور؟
د. فاضل: هذا يوم القيامة. هذا تهكم بهم، المنافقين عندما ينقطع نورهم في المحشر يؤتى لكل واحد نور ثم المنافق يذهب عنه نوره ويبقى للمؤمنين نورهم فيقولون (انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ) اي انظروا لنا نقتبس من نوركم، سخرية منهم ولذلك قال المفسرون قال هذا لما قال (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ (142) النساء) قالوا هذه منها.
المقدم: على غرار (ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) الدخان) هذه سخرية.
بُثّت الحلقة بتاريخ 28/1/2010م
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2071
الرابط علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamasat280110
رابط جودة عالية
http://ia341241.us.archive.org/0/items/lamasat280110/lamsat280110.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia341241.us.archive.org/0/items/lamasat280110/222.rmvb
mp4 رابط
http://ia341241.us.archive.org/0/items/lamasat280110/lamsat280110_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia341241.us.archive.org/0/items/lamasat280110/lamsat280110.mp3
2010-01-29 07:44:43الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost