لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 225

اسلاميات

الحلقة 225

إجابة على أسئلة المشاهدين

سؤال: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ (4) الطلاق) (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ (15) النساء) ما الفرق بين اللآئي واللآتي في القرآن الكريم؟.

د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين إمام البلغاء سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. القرآن استعمل اللاتي واللآئي لكن من خصوصية الاستعمال في القرآن الكريم أنه استعمل اللآئي في حالتي الظِهار والطلاق فقط.

المقدم: اللآئي في الظِهار والطلاق

د. فاضل: فقط، وفيما عدا ذلك يستعمل اللاتي

المقدم: لكن اللغة تفرق بينهما؟

د. فاضل: لا، لا تفرق لكن هذا من خصوصيات استعمال القرآن الكريم وهو اختيار عجيب.

المقدم: لماذا إذا كان لا يوجد فروق لغوية بين اللآئي واللاتي؟

د. فاضل: نحن عندنا الهمزة ثقيلة في اللغة ، استعمل اللآئي في حالتي الظِهار والطلاق التي هي ثقيلة على الإنسان. وكأنما تقارب كبير في الاشتقاق بينها، طبعاً اللآئي ليست مشتقة ولكن كأنها متقاربة في اللفظ مع اللأي

المقدم: التعب والنصب والإجهاد

د. فاضل: التعب والإبطاء والاحتباس والجهد والمشقة والشدة

المقدم: نقول وجده بعد لأي يعني مشقة وتعب وجهد

د. فاضل: والمظاهِر والمطلق مبطئ عن امرأته بعيد عنها وفيها مشقة على الطرفين، اختيار عجيب.

المقدم: مناسبة في منتهى الدقة

د. فاضل: مبطئ عنها، محتبس عنها فيه جهد ومشقة، فقط في الظهار والطلاق استعملها فقط في هاتين الحالتين. أما البقاي استعمل اللآتي (وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ (23) النساء) (مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ (50) يوسف) لكن هذه استعملها خاصة.

المقدم: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ (4) الطلاق)؟

د. فاضل: هذه في الطلاق

المقدم: هو يراعي دقة اللفظ من حيث الدلالة في مكانها الصحيح، خارج اللغة يجوز اللآئي واللاتي الاثنان بمعنى

د. فاضل: كلها بمعنى.

سؤال: (لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) طه) لماذا حرّق العجل ونسفه في اليم ولم يرمه مثلاً أو دفنه تحت الأرض؟ لماذا لم يدفنه؟ وكيف نفهم التحريق؟

د. فاضل: في اللغة نحرّقه يعني نبرده وأيضاً نحرقه. حرّق برد بالمبرد ثم يحرقه، فيها معنى التحريق، حرّقه بمعنى برده بالمبرد وحرقه أيضاً بالنار حتى يبين أولاً عجز هذا الإله عن الدفاع عن نفسه يبرده ويحرقه لا يستطيع أن يفعل شيئاً، وينسفه في اليم يعني يؤول إلى العدم يذوب مع الماء وينتهي، يؤول إلى العدم، لو بقي منه شيئ قد يكون مدعاة للعبادة لو دفنه ربما يخرجونه ويعبدوه

المقدم: فأراد أن يستأصل شأفته يبرده ويذره في الماء فيذوب مع الماء وينتهي أمره.

د. فاضل: إذا بقي منه شيء يمكن أن يعظموه

المقدم: قوم عجيب بنو إسرائيل! يذوقون الذل والهوان والعذاب وأول ما يعبروا يقولون لموسى (اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ (138) الأعراف)!.

سؤال: (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ (50) الأحزاب) قال (خَالِصَةً لَّكَ) وليست له علماً أنه يتكلم عن النبي؟ ما دلالة الالتفات؟

د. فاضل: الآية في الخطاب للرسول (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ (50) الأحزاب) هذا في الأصل الخطاب والسياق للنبي ثم جاءت (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ) (خَالِصَةً لَّكَ) عاد إلى الخطاب الأول للنبي.

المقدم: حتى في البداية لم يقل وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها لك إنما قال (إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ)

د. فاضل: كلمة نبي فيها تعظيم، فيها إجلال وفيها تعظيم وفيها تكريم إذن هي راعت مقام الإجلال والتعظيم فيها التزكية للنفس، معنى عبادة

المقدم: ليس الغرض دنيوي شهوانية بحتة

د. فاضل: ولذلك قال (خالصة لك) يعني لا تحل لأحد آخر بعده

المقدم: حتى إذا قال “إو وهبت نفسها لك” ربما يشم فيها الدنيا

د. فاضل: لكن كلمة النبي فيها، هذه أمور عبادية ولذلك قال (إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ) إذن ليس الغرض أمور جسدية أو دنيوية

المقدم: وكأن هذا الوهب للنبي متعلقة بتشريع لكنه تشريع خاص لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط ولهذا قال (إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ). لكنه قال (إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا) وما قال أن تستنكحها

د. فاضل: هي وهبت نفسها للنبي إذا أراد فليس فيها إشكال.

المقدم: لم تغير الضمير (خَالِصَةً لَّكَ)؟ ماذا يسمى هذا التغير في الضمير؟

د. فاضل: هذا يسمى التفات يعني إلتفت من اخطاب إلى الغيبة إلى الخطاب مرة ثانية. الإلتفات للنبي لأن المقام مقام تعظيم للشخص ليس لذاته وإنما للصفة التي اتصف بها

المقدم: هل للإلتفات هذا فائدة بلاغية أو بيانية؟

د. فاضل: طبعاً، أهل اللغة يقولون فيه إثارة وتجديد لأن تغيير الأسلوب مدعاة إلى الانتباه وتجديد الأمر والتشويق والنشاط الذهني. هذا شيء عام

المقدم: حتى لا يكون هناك رتابة في الحوار والحديث كله على نمط واحد

د. فاضل: نعم ولكن في القرآن هناك مراعاة خاصة للمقام أيضاً، الإلتفات ليس هكذا

المقدم: ليس التغيير فقط لدفع الملل

د. فاضل: سبق أن ذكرنا عدة أمور مثل (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) الكوثر) لم يقل فصلِّ لنا مع أنه قال (إنا) هذا التفات لأنه لو قال فصلِّ لنا يعني كونه معطي والمعطي لا يستحق الصلاة، هل إذا أعطاك واحد تصلي له؟! الصلاة للرب

المقدم: وكأنه يخصص درجة من العبادة بالعطاء أياً كان هذا العطاء

د. فاضل: بسبب أنا أعطيناك، الصلاة للرب

المقدم: هل هناك من يتسرب إليه ما تفضلت به؟ اللغة تحتمل؟

د. فاضل: الصلاة ليس بسبب العطاء، لو لم يعطك؟

المقدم: نصلي

د. فاضل: إذن ليس بسبب العطاء،

المقدم: وكأن العطاء ليس سبباً للصلاة أو مدعاة

د. فاضل: أنت تشكر له لكن ليس لكونه أعطاك تصلي، ماذا لو ما أعطاك؟

المقدم: لا بد أن نصلي. الصلاة ليست مرهونة بالعطاء

د. فاضل: ليست مرهونة ولذلك التفت حتى ما ترتبط الصلاة بالعطاء

المقدم: ولو قال إنا أعطيناك الكوثر فصلِّ لنا

د. فاضل: لكان العطاء سبب الصلاة

المقدم: القرآن يلتفت بشيء مدروس مقدّر ليس مجرد دفع الرتابة والملل واتقاد الذهن وشحذ الذهن والهمة

د. فاضل: كلها فيها أغراض.

المقدم: إذن حتى في قوله (إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ) عملية مقدسة متعلقة بتشريع، لم يقل إن أردت أن تستنكحها

د. فاضل: (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ) النبي هذه الصفة التي فيها تعظيم وإجلال واحترام

المقدم: لكن لما قال (خَالِصَةً لَّكَ)

د. فاضل: هذه شخصية، يعني لا تحل لأحد آخر فيما بعد. إن وهبت وأنت قبلت بها فلا تحل هذه المرأة لشخص آخر مثل زوجاته لا تحل لأحد بعده.

المقدم: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (6) الأحزاب)

سؤال: في سورة الأحزاب لماذا استخدم المفرد المذكر (يقنت) مع أنه يتكلم عن النساء (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31))؟

د. فاضل: أشرنا إشارات سابقة في غير هذه المسألة أن (من) لها لفظ ولها دلالة، معنى (من) مفرد مذكر ويبقى المعنى مختلف لأنها قد تدل على الواحد أو على الاثنين أو على الجمع أو على المذكر أو المؤنث

المقدم: هي لعموم التعبير

د. فاضل: عموم العاقل واحد أو أكثر مذكر أو مؤنث. لكن لفظها مفرد مذكر الأكثر في اللغة أو القرآن أنه إذا ذكر (من) يبدأ بمراعاة لفظها وهو المفرد المذكر ثم يبين معناها فيما بعد. يبدأ بالمفرد المذكر ثم يذكر المعنى وذكرنا في حينها (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) البقرة) بدأ بالمفرد ثم يبين المعنى فيما بعد. الآن نجريه على الآية: (من يقنت) مفرد مذكر (وتعمل) رجع للمعنى، يخصص

المقدم: هذا يجري على سنن العربية؟

د. فاضل: هذا هو سنن العربية إلا لغرض بلاغي في القرآن أحياناً يخرج منها. أحياناً يقول (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ (49) التوبة) سقطوا جمع، لكن أحياناً إذا اقتضى الأمر يفرق (ومنهم من ينظر إليك  ومنهم من يستمعون إليك، ومنهم من يستمع إليك) كلها فيها أغراض من حيث الكثرة والقلة لأننا نعرف أن المستمعين أكثر من الناظرين قال (ومنهم من ينظر إليك) لأنهم أقل وقال (ومنهم من يستمعون إليك) لأنهم أكثر يصير مراعاة بحسب المقام والسياق. لكن الأصل أنه أولاً يراعي اللفظ وهو الإفراد والتذكير ثم يرجع على المعنى.

استطراد من المقدم: هل كان القرآن الكريم بحاجة ملحة إلى كل هذه البلاغة وهذا البيان وهذه الفصاحة ألا يكفي أن يعبر عن المعنى بأقصر طريق وتنتهي؟

د. فاضل: القرآن هو معجزة الرسول r الذي تحداهم بها والمعجزة ينبغي أن تعجز الآخرين. لما موسى جاء بمعجزته (العصى) جاؤوا بالسحرة يعني أعجز الآخرين دلالة على أنه نبي والآخرون ما يستطيعون أن يفعلوا فعله. معجزة الرسول r هي القرآن

المقدم: من جنس ما تفوق فيه قومه من صناعة

د. فاضل: فجاء بالمعنى المفهوم بأسلوب لا يستطيع أن يفعله شخص فهو من ناحية مُعجِز ومن ناحية يدل على المعنى

المقدم: مسيلمة كان يقول عليكم باليمامة ودفوا دفيف الحمامة إنها حرب صرامة لا يلحقكم بعدها ندامة، ويقول الفيل وما أدراك ما الفيل له خرطوم طويل وذنب قصير

د. فاضل: هذا التعظيم (ما أدراك)، كلام مضحك!

المقدم: رصف المباني في حد ذاته ربما يقوم به أي أحد لكن انتقاء كلمة مع مفردة مع كلمات مع مجموعة هذا هو الأمر الأصعب

د. فاضل: هذا هو النظم

المقدم: إذن ليست المشكلة في المفردة فالمفردة يعرفها الكل وهي مطروحة في الطريق

د. فاضل: نعم

المقدم: لكن نظم الآيات والكلمات بعضها مع بعض.

سؤال: في سورة مريم (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18)) على من يعود الضمير في (إن كنت)؟

د. فاضل: يعود على الملك جبريل الذي رأته أمامها (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)) هي ما تعرفه.

سؤال: في سورة مريم (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)) من الواهب هنا؟ ليهب الله لك أو لأهب أنا لك غلاماً زكياً؟

د. فاضل: هذا سبب. أضرب لك مثلاً أنت في كلامك تقول أرسلني فلان لأعطيك هذا الكتاب، من معطي الكتاب؟

المقدم: الذي أرسلني.

د. فاضل: أنت السبب. أنت موصل الكتاب، سبب.

المقدم: الله سبحانه وتعالى هو الواهب، جبريل ذهب يبلِّغ

د. فاضل: هذا مجاز عقلي يبين سبب الهبة

سؤال: في معظم القرآن يجمع (هدى) مع (على) (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة) أما مع الضلال فيذكر (في) فما دلالة هذا؟ دائماً (على) تأتي مع الهدى و(في) تأتي مع الضلال فما اللمسة البيانية في هذا؟

د. فاضل: (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) سبأ) (فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) التوبة). (على) مقصود بها الاستعلاء، و (في) للظرفية. (على الهدى) يعني متمكن مبصر لما حوله، في الطريق متثبت، ثابت عليه، (في) معناه ساقط فيه، لما يقول (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) يونس) أي ساقطون (فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ) (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ (71) طه) يثبتهم فيها يجعلها قبوراً لهم. (في) تفيد الظرفية في الأصل لما يقول (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) يونس) (فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ) يعني ساقطين في اللجة، ساقطين فيها والساقط في الشيء ليس كالمستعلي

المقدم: تدلهم عليه الأمور ولا يعلم الصح من الخطأ

د. فاضل: ولذلك هو يستعمل (في) مع الريب والشك والطغيان والضلال.

المقدم: لكن هذه الأحرف قد يتعاور بعضها مكان البعض؟

د. فاضل: قسم يذهب إلى أنه يتعاور وقسم يقول قد تكون للتضمين أحياناً

المقدم: ما معنى التضمين؟

د. فاضل: تضمن فعل معنى فعل آخر يصل بهذا الحرف فيكون له معنيان مثل (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) النور) ما قال يخالفون أمره معناها يبتعدون فحذرنا من الابتعاد وليس المخالفة كلها

المقدم: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) يخالفون هنا ضمّنها معنى فعل ثاني يبتعدون

د. فاضل: ينحرفون يبتعدون

المقدم: الدليل أنه يأتي بقرينة سياقية (عن)

د. فاضل: لو قال يخالفون أمرنا يعني يخالفونه كله. هو حذرنا من الابتعاد فقط وليس من المخالفة

المقدم: إذن فهم آي القرآن ليس بالأمر الهيّن أو اليسير. مسألة أن فعل يكون فيه تضمين لفعل آخر، ليس مسألة يخالفون أنهم يبتعدون ويتركون، مجرد الابتعاد فليحذروه فكيف بالذي يخالف كل الأمور؟

د. فاضل: هذا أمر فظيع! إذا خالفها كلها، هو حذرنا من مجرد الابتعاد. مسالة التضمين فيها رسالة، التضمين في القرآن له رسالة

المقدم: ليتنا نخصص حلقة لمثل هذه الأمور.

سؤال: السخاء والكرم والجود ما الفروق اللغوية بينها؟

د. فاضل: السخاء هو أن يلين الإنسان عند السؤال يسأله واحد فيكون سهلاً، يسهل للطالب أمره، يسأله السائل يطلب منه فيستجيب ويعطيه مباشرة هذا سخاء. الجود يعطي من دون سؤال

المقدم: السخيّ يعطي بسؤال عن طيب نفس مباشرة والجواد يعطي بلا سؤال

د. فاضل: نقول جادت السماء. من دون سؤال يعطي،

المقدم: ولهذا هو الجواد سبحانه!

د. فاضل: طبعاً، السخي ليس من صفات الله

المقدم: الله! تدبر أسماء الله تعالى فيها قصة كبيرة إذا وضعت الكلمات المتقاربة دلالياً ولم اختار سبحانه وتعالى هذه الأسماء تحديداً أتصور فيها كلام طيب

د. فاضل: هناك كتب في تفسير أسماء الله

المقدم: السخاء أن يعطي عن طيب نفس إذا سئل لكن الجود أن يعطي بدون سؤال.

د. فاضل: الكرم قد يكون في اللغة بمعنى ضد اللؤم.

المقدم: إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

د. فاضل: الكريم يستعمل في المحاسن الكبيرة ليس خاصاً بالإنسان، يستعمل في الخيل والشجر والإبل، يستعمل في المحاسن الكبيرة (أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) سبأ) (إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) يوسف) (وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) الإسراء) (وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا (31) النساء) (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) النمل) عموم محاسن كبيرة كريم، رزق كريم ومدخل كريم ومقام كريم

المقدم: ولهذا من أسماء الله سبحانه وتعالى الكريم مجمع للخصال الحسنة والمحامد والمحاسن الطيبة سبحانه وتعالى

د. فاضل: فرق بين كريم وجواد وسخي

سؤال: (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي (143) الأعراف) لماذا قال (لن تراني) ولم يقل لن أُرى وكأن المقصود بها موسى عليه السلام أنه لن يراه فقط بينما غيره يراه؟

د. فاضل: أولاً هو يخاطب شخصاً معيناً وفي هذه الحياة الدنيا أنت لن تراني (لَن تَرَانِي) أنت لا قابلية لك لرؤيتي، أنت لا تطيق رؤيتي.

المقدم: ولو قال لن أُرى؟

د. فاضل: يعني أصلاً لن أُرى في الدنيا والآخرة. هنالك أحاديث أن ربنا سبحانه وتعالى يُرى في الآخرة، يقول ربنا من أشد العذاب عندما قال تعالى (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15) المطففين) ومن أعلل الجزاء لما قال (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) القيامة)

المقدم: اللهم اجعلنا منهم وكل المشاهدين والمستعمين الكرام. هل (لن) فيها نفي للحاضر والمستقبل على التأبيد؟

د. فاضل: لن للمستقبل لكن هل فيها تأبيد؟ الراجح ليس فيها تأبيد لأنه قال (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) مريم)

المقدم: محتمل أن تأتي مقيدة؟

د. فاضل: محتمل أن تأتي مقيدة

المقدم: ولهذا قال (لَن تَرَانِي) خاص بالشخص في هذا التوقيت

د. فاضل: في هذا التوقيت الآن أنت في هذه الحال لن تراني لا تطيق رؤيتي، أنت الآن في هذه الحال في هذا الظرف لا قابلية لك لرؤيتي

المقدم: وكأنه إخبار للشخص الذي يحدثه وهو سيدنا موسى. لن أُرى ربما يفهم منها العموم والشمول

د. فاضل: لن أُرى تصير عامة، أنت الآن في هذا الوقت في هذه الدنيا أنت لا تطيق رؤيتي

المقدم: ربما بعد هذا قد يراه

د. فاضل: في الآخرة وفيها أحاديث

المقدم: اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين.

—-فاصل——

سؤال: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) الإسراء) ما اللمسة البيانية في الآية؟ وما معنى الجناح، جناح الذل؟ والعلاقة بين الذل والرحمة في نفس الآية؟

د. فاضل: هذا أسلوب مجازي معناه تواضع لهما تذلل لهما و (من) هذه تعليلية يعني من فرط الرحمة (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) من رحمتك بهما (من) تعليلية مثل (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ (151) الأنعام) بسبب، (من) تعليلية. اخفض لهما يعني تذلل لهما بسبب الرحمة، من رحمتك بهما مثل ما يفعله الطائر لما يضم فراخه يضع أحياناً جناحه عليهم من رحمته بهم مثل الطائر أنت تذلل لهما، إرحمهما وتواضع لهما كما يفعل الطائر رحمة بهما.

المقدم: وكأنه يهدهد أبويه رحمة بهما

د. فاضل: (من الرحمة) تعليل، (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) من رحمتك بهما

المقدم: إذن لا حرج أن يذل الإنسان لأبيه وأمه هكذا المطلوب

د. فاضل: من الرحمة يتذلل لهما

المقدم: اللهم اجعلنا من الذين يتذللون لآبائهم واجعلنا من الظافرين بهم يا رب العالمين. يحضرني قول القائل حينما قال:

لا تسقني ماء الملام فإنني صبٌ قد استعذبت ماء بكائي

قال أعطني شربة من ماء الملام قال أعطيك شربة من ماء الملام شريطة أن تعطيني قطعة من جناح الذل. هذه صورة اللفظ نفسه ربما يكون صعباً على الفهم كيف يكون جناح الذل، هذا التركيب فيه كلام كثير!

د. فاضل: مثل الطائر

المقدم: حتى لو قال ارحمهم أو اعطف عليهم

د. فاضل: ليست مثل الجناح يتذلل لهما من فرط رحمته بهما وربنا قال (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ (54) المائدة) فكيف بالأبوين؟

المقدم: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) اللهم اجعل منا الولد الصالح الذي يدعو لآبائنا وأمهاتنا يا رب العالمين لتقر أعينهم بنا في الدنيا والآخرة.

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 20/2/2010م:

عبد الله من السعودية: نلحظ كثيراً ظاهرة كسر بداية الأسماء عند المذيعين ومقدمي البرامج خاصة في التلفزيون يقولون مِلف، عِلاقة، مِنطقة، بِرميل، المِريخ، هل هذا من اللغة أو من الفصاحة المصطنعة؟

المقدم: هناك بعض الأخطاء عند الإخوة الإعلاميين وهناك من تعقب هذه الأخطاء مثل الدكتور أحمد مختار عليه سحائب الرحمة كان له كتاب عن الأخطاء اللغوية وهناك مصنفات كثيرة في مثل هذا الموضوع.

محمد من الأردن: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) القدر) نعلم أن الروح هو جبريل عليه السلام، هل هذا صحيح؟

د. فاضل: قسم قال جبريل وقسم قال ملك من الملائكة. لأن ربنا سمى جبريل الروح (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) الشعراء) بناء على هذا قسم ذهب أن المقصود جبريل وقسم قال هو ملك آخر ملك عظيم كبير يقابل صف الملائكة في عظمته هكذا قالوا. بناء على ذلك اختلفوا ما المقصود بالروح.

شريف من السعودية: في سورة القيامة (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)) لماذا اختلفت؟

د. فاضل: ناضرة معناها جميلة (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) المطففين) من النضارة والجمال (نضرة بالضاد) وجوه يومئذ ناضرة جميلة تنظر إلى ربها، ناضرة غير ناظرة، هذا جناس يعني اتفاق الكلمات واختلافها في حرف.

ميسرة من مصر: ما معنى ميسرة؟

د. فاضل: الميسرة من اليُسر ومن الغنى (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ (280) البقرة) بمقابل العُسر، الميسرة هي من اليُسر ومن الغنى اليسار هو الغنى واليسار هو السهولة.

هاشم من العراق: ملاحظة بالنسبة للوقت هو وقت صلاة وأغلب المصلين في المسجد لو أمكن تأخير البرنامج ساعة يكون أفضل.

(وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا (60) النور) لماذا (لا يرجون) بالمذكر؟

د. فاضل: هذا هو التعبير الطبيعي، هذا ليس مذكر لأن الفعل واوي رجا يرجو. مشى يمشي يمشين، هن يمشين وهم يمشون. يعفو هم يعفون وهن يعفون، هم يرجون وهن يرجون لأن هذا الفعل واوي وليس يائي، هذا التعبير العادي لكن الإعراب يختلف، هم يرجون مرفوع بثبوت النون وهن يرجون هذا مبني على السكون متصل بنون النسوة. (لا يرجون) هذا مبني على السكون متصل بنون النسوة مثل يضربن، يمشين، فعل معتل الآخر ولكنه واوي، سما يسمو هنّ يسمون وهم يسمون، رمى يرمي هم يرمون وهن يرمين لأن الفعل يائي. هذا التعبير العادي في اللغة لا يكون غير ذلك لا يمكن. تقول هن يدرسن، هن يرجون نفس الشيء.

علي من اليمن: في قوله تعالى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا (38) يس) فيها عدة قراءات أريد أن أعرف توجيه القرآءات وأريد أن أعرف الحديث الذي يذكر أنها تجري وتستقر تحت العرش

د. فاضل: إذا صح الحديث انتهى الأمر.

هشام من مصر: سورة الحجرات الآية 9 (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) لماذا وردت اقتتلوا جمع وطائفتان وبينهما مثنى؟

د. فاضل: لما يقتتلون أليس الأفراد سيقتتلوا فيما بينهم؟ إذن هم جمع، هم طائفة عامة لكن الطائفة تضم أفراداً والأفراد هم الذين يقتتلون. وأصلحوا بينهما يعني بين رؤوس الطائفتين وليس مع كل واحد من الأفراد.

وائل من السعودية: الآية 11 من سورة آل عمران (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) لماذا لم يقل فأخذناهم بذنوبهم؟

د. فاضل: ذكرنا قاعدة عامة أنه ليس هنالك في القرآن ضمير جمع لله، تعظيم لله إلا ويأتي قبله أو بعده ما يدل على المفرد. في كل القرآن ليس هنالك موطن مطلقاً في جميع القرآن ربنا يذكر نفسه بضمير الجمع إلا ويكون قبله أو بعده ضمير يدل على الإفراد، (بِآيَاتِنَا) جمع، (فَأَخَذَهُمُ) ربنا هو الذي أخذهم بنفسه فأظهر الإفراد هنا.

أم حمزة من ليبيا: ما هو إعراب (حمالةُ الحطب) بقراءة قالون؟

د. فاضل: (وامرأته حمالةُ) مبتدأ وخبر وحمالةَ على النصب على الشتم مفعول به. إذا كانت مرفوعة فهي مبتدأ وخبر امرأته مبتدأ وحمالةُ خبر وإذا كانت منصوبة فهي على الشتم أذم حمالةَ الحطب.

بُثّت الحلقة بتاريخ 20/2/2010م


من قسم الفيديو

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2098

الرابط علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamasat225

رابط جودة عالية
http://ia360930.us.archive.org/2/items/lamasat225/lamasat225.AVI

رابط جودة متوسطة
http://ia360930.us.archive.org/2/items/lamasat225/lamasat225.rmvb

mp4 رابط
http://ia360930.us.archive.org/2/items/lamasat225/lamasat225_512kb.mp4

رابط صوت
http://ia360930.us.archive.org/2/items/lamasat225/lamasat225.mp3

2010-02-21 11:39:10الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost