تابع سورة الحديد
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25))
نظرة عامة على الآية: قال سبحانه وتعالى في سورة الحديد (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)) ربنا سبحانه وتعالى ذكر أنه أرسل الرسل بما ذكر: البينات والكتاب والميزان وذكر الغرض (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) ثم ذكر إنزال الحديد وذكر أن فيه بأساً شديداً (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) ثم ذكر العِلّة (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ) ثم بيّن أنه سبحانه ليس محتاجاً للنصر (إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) ولكن هذا ما يتعلق به الجزاء وليس لنصرة الله لأنه هو القوي العزيز. ليس المقصود نصرة الله لأنه هو القوي العزيز لأن الله تعالى ليس محتاجاً لذلك وإنما هو نصر لدعوته وإقامة شرعه. هذا العمل يتعلق به الجزاء للشخص في قائمة حسناته.
سؤال من المقدم: ما دلالة تقديم البينات على الكتاب والكتاب على الميزان؟ هل له غرض بياني معين؟
(وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) الجن) أقسط الهمزة تسمى همزة السلب يعني رفع الظلم والجور سلبه رفعه وأزاله أي عدل مثل جار أي ظلم وأجار أزال الجور ومنعه، صرخ وأصرخ أي أزال صراخه، عجم الكتاب وأعجمه أي أزال عجمته.
سؤال من المقدم: لماذا قال (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) ولم يقل بالعدل؟.
(وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ (42) المائدة) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ (135) النساء) لكن هنا استعمال القسط أنسب في هذا الموضع. أولاً لم يستعمل العدل مع الميزان مطلقاً في القرآن كله لم يستعمل إلا القسط لأن القسط هو الحصة والنصيب والغرض من الميزان أن يأخذ الإنسان نصيبه ولذلك لم ترد في القرآن كلمة العدل مع الوزن (وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ (152) الأنعام) (ونضع الموازين القسط () ) (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) الرحمن) ومن أسماء الميزان القسطاس (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (35) الإسراء) باعتبار يأخذ حقه. القسط عامة لكن مع الميزان لم تستعمل إلا كلمة القسط لأن من معاني القسط الحصة والنصيب والغرض من الميزان الحصة والنصيب. وللعلم كلمة يقوم لم ترد في القرآن مع العدل (قوامين بالقسط) فقط (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (25) الحديد) (وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ (127) النساء) (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ (18) آل عمران ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ (135) النساء) (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) الرحمن) (وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ (85) هود). إذن هنالك أمران: الأول أنه ذكر الوزن ولم يستعمل القرآن مع الوزن إلا القسط وقال ليقوم ولم يستعمل مع يقوم في الوزن وغير الوزن إلا القسط. إذن هناك أمران اقتضيا ذكر القسط دون العدل. يقوم أي ينهض به (وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) المعارج) القيام بالعمل (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) الحج) ينهض بالأمر يقوم به. لم يستعمل القيام مع العدل وإنما استعمله مع القسط وليقوم لم يستعمل القيام مع العدل وإنما استعمله مع القسط.
سؤال من المقدم: في قوله تعالى (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) ما هو ارتباط الآية بما قبلها؟
(بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ (5) الإسراء) (قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ (33) النمل) (وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) الأحزاب) إذا اقتضى الأمر الحرب لإقامته لأن الحق لا يقوم من نفسه إذا لم تكن هنالك قوة تحميه وتحفظه لا يمكن أن يقوم وتضيع الحقوق وإذا اقتضى الأمر حتى لو أُعلن الحرب على الظالم أو على الظلم ومن يتعدى الحدود نعلن الحرب (وأنزلنا الحديد) حتى تحمي حقوق الله.
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً (54) الروم) ليس لها علاقة بالردع (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ (12) مريم) أحياناً ليس لها علاقة بالردع وإنما عامة. (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ (60) الأنفال) هذه إعداد القوة للبأس. إذن القوة عامة والبأس خاص (قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ (33) النمل) وهم مع ذلك أشداء في الحرب لأنه قد يملك الإنسان قوة لكن ليس لديه بأس، يملك أدوات الحرب لكنه ليس ذا بأس. نرى جنوداً عندهم قوة لكنهم ليسوا أشداء في الحرب. فإذن القوة عامة (ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً) ليست مخصصة بحالة صراع.
دلالة كلمة أنزلنا مع الحديد: (وأنزلنا الحديد) كلمة أنزلنا هذه ما معناها؟ القدامى والمحدثون يقول القدامى أن الحديد أنزله الله تعالى من السماء ولم ينشأ في الأرض، أنزله ربنا وهذا ما يكيل إليه المحدثون أن الحديد أُنزل وقالوا كل عمر الأرض لا يكون حديداً وبحثوا فيها بحوثاً كثيرة والمحدثون يميلون أن المقصود بأنزلنا الإنزال أن الحديد منزل إلى الأرض ولم يتكون في الأرض واكتُشف بعد أن أنزله ربنا. وقسم يقول أنزلنا بمعنى خلقنا (وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ (6) الزمر) أيضاً القدامى اختلفوا فيها هل تكونت الحياة في الأرض أو ربنا كوّنها عنده ثم أنزلنا. المحدثون أكثرهم يميلون إلى الإنزال ويعتبرون هذه الآية من الاعجاز العلمي. أنزل قاولا أنها موجودة بمعنى خلق وقد يكون هذا وهذا وقد يكون أنزله ثم اكتشفه الناس. والأظهر أن الإنزال يكون من عند الله سبحانه وتعالى والله أعلم.
(لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ) ما معنى بالغيب؟ يقولون هي للدلالة على إخلاصهم ونصرتهم لله فهم ينصرونه سواء علِم بهم الناس أم لم يعلم بهم الناس. هم فعلوا ذلك وإن لم يطّلع عليهم أحد، غائبين عن عيون الناس. وقسم يقولون ينصرونه ولا يبصرونه، ينصرون الله وهم مؤمنون به. أنت تعبد ربك ولا تبصره هذا هو الغيب. الغيب إما غيب عن الناس أخفياء يفعلون ذلك أخفياء وليس بالضرورة أن يطّلع عليهم أحد وبالغيب أي يعبد ربه بالغيب مؤمناً به كما يؤمن بالآخرة بالغيب فهو ينصره بالغيب أي مؤمن به ولم يره. والآية تحتمل المعنيين إحداهما دليل إخلاص والإيمان بالغيب من شدة الإخلاص.
سؤال من المقدم: ختمت الآية بقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) وفي سورة الحج (إن الله لقوي عزيز) ما اللمسة البيانية بين الآيتين؟
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)) هذه الآية في سياق الإذن للمؤمنين بالجهاد (وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) ثم وعدهم بالنصر المؤكد (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ) اللام لام القسم والنون للتوكيد قسم وتوكيد فصار مؤكداً. هنا من الذي ينصر؟ الله سبحانه وتعالى. في الحديد قال (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) هناك المؤمن هو الذي ينصر الله ووفي الحج الله تعالى هو الذي ينصر المستضعفين. إذن آية الحديد فيمن ينصر الله (وليعلم الله) هنا ربنا هو الذي ينصر (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ) من الأقوى الناصر أو الذي يُنصر؟ الناصر أقوى. إذن آية الحج قطعاً تحتاج لتوكيد ولا يمكن أن يكونا سواء في واحدة ذكر من ينصر الله والثانية ذكر أن الله تعالى هو الذي ينصر الناصر هو أقوى ولهذا قال (إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) لا يمكن أن يكونا سواء وهذا ميزان في التعبير.
نظرة عامة على الآية (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (26)) النبوة مقدمة على الكتاب فهل في هذا لمسة بيانية؟
r مكلّف بالتبليغ وليس شرطاً أن يكون له كتاب، لم يذكر تعالى أن صالح وهود لهما كتاب، الله تعالى ذكر صحف إبراهيم وموسى والانجيل والزبور. الرسول r مكلف بالتبليغ ووجود كتاب ليس شرطاً بكونه نبياً أو رسولاً. القرآن ذكر اسماعيل قال (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) مريم) ولم يذكر له كتاب. الكتاب ليس شائعاً كالنبوة فالنبوة أعم وقد يتأخر الكتاب عن النبوة كما ذكرنا في موسى u فشيء طبيعي أن تكون النبوة أولاً ثم الكتاب. وقد تكون النبوة بدون كتاب فإذن النبوة أعم من الكتاب وقد تكون أسبق من الكتاب وهي أيضاً فيمن عنده كتاب هنالك حجج تصدقه بالنبوة حتى يكون سبيلاً لتصديق الكتاب. فالنبوة أسبق من الكتاب فمن حيث العموم هي أعم ومن حيث الإنزال تكون اسبق وتكون سبيلاً للإيمان به.
سؤال من المقدم: (فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) ما قال كثير منهم ضالون وإنما قال فاسقون مع مهتدي؟
(أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى (16) البقرة) لكن الفرق بين الفسق والضلال أن الضلال قد يكون عن غير قصد وعن غير علم. الضلال هو عدم تبيّن الأمر تقول ضلّ الطريق قال تعالى (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف) هذا من دون معرفة ضلّ ولا يعلم، ضل عن غير قصد. وقد يُضلّ بغير علم (وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ (119) الأنعام) أما الفسق فهو بعد العلم تحديداً وحتى يكون فاسقاً ينبغي أن يكون مبلَّغاً حتى يكون فسق عن أمر ربه. إذن هنا زيادة أنهم مبلّغون ثم خرجوا فإذن هم فاسقون لو قال ضالون قد يعطيهم بعض العذر أنهم عن غير قصد لكنهم فاسقون بعد المعرفة وبعد التبليغ فسقوا. في قوله (ولا الضالين) ولا الضالين عامة لأن الضلال عام واليهود والنصارى منهم وليس حصراً عليهم. (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) النجم) نفى عنه الضلال بعلم أو بغير علم أما الفسق فلا يكون إلا بعد علم، ينبغي أن يعلم أولاً حتى يقال عنه فاسق ولذلك هذه أدل على الذم (وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) لأنه أرسل لهم الكتاب والنبوة والميزان (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) هذا بعد التبليغ (فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) تنكّبوا الصراط بعد المعرفة. أصل الفسق هو الخروج عن الطريق يقال فسقت الرطبة أي خرجت من قشرتها. زيادة في الذم لما قال (وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) لم يقل كثير منهم مهتد وإنما قال وكثير منهم فاسقون لم يصف المهتدين بالكثرة. (مهتدٍ) بدون ياء هذا منقوص أصلها مهتدي وهذه مبتدأ مرفوعة (مهتد)، (منهم) خبر، مهتدٍ مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل لأنه منقوص يقدر عليه الضمة أصلها مهتديٌ مرفوع علامة رفعه الضمة والضمة ثقيلة فحذفت الضمة بقي التنوين والياء مهتدي إلتقى ساكنان حذفنا الياء وبقي التنوين فصارت مهتدٍٍ.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 11/6/2007م:
-
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (35) الأحزاب) رغم أن المسلمين والمسلمين تشمل الجميع ؟
-
(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ (14) الحجرات) (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ (11) الفتح) فمن هم الأَعراب؟
-
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ (36) البقرة)، ثم قال (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ (37)) ذكر فأزلهما، فأخرجهما بالمثنى ثم ذكر آدم عند التلقّي بالمفرد دون حواء؟ فما دلالة هذا الاختلاف؟
-
(وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ (36)) لم عبّر عن الأمم الذين أُهلِكوا بالقرن؟
-
(مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117) آل عمران) (فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ (69) الإسراء) (بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) الأحقاف) (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) الذاريات) (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) الحاقة) ومرة واحدة استعمل الريح بالخير ثم أعقبها بالشر (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ (22) يونس). الرياح استعملها مبشِّرات (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء (57) الأعراف) (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ (46) الروم) (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ (32) الحجر) (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء (48) الروم) الرياح يستعملها في الخير والبشرى والريح يستعملها في الشر والعقوبة. (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ (36) ص) سخر الريح لسليمان تذهب وتأتي هذا خاص ولم يسخر له جميع الرياح لأن الريح تأتي بمعنى القوة (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ (46) الأنفال). حتى نلاحظ أمراً آخراً قوله تعالى (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ (45) الكهف) لم يعلّقها بأحد وإنما ذكر الحياة الدنيا بينما قال (مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ (18) إبراهيم) هنا الأعمال، الذين كفروا، الأولى يتكلم عن أمر طبيعي ولم يذكر الذين كفروا ولم تتعلق بأحد، أما هنا يتكلم عن أعمال الذين كفروا رماد أي أعمالهم احترقت لأن الرماد بقية النار واشتدت به الريح وفي يوم عاصف، يعني إشتداد وريح وفي يوم عاصف، ولا يقدرون مما سبوا على شيء. الريح إذن في عموم الاستعمال تستعمل في العقوبات والشر والرياح في التبشير والخير في العموم.
-
u في سورة طه (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ (12) طه) ثم قال بعدها (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا (14)) وفي سورة النمل (يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)) فما الفرق بينها؟
-
(وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ (46)) ما معنى الأعراف؟ وهل هي تشمل الرجال والنساء أو يقصد بها الرجال فقط؟
-
(فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي (79) الأعراف) بالإفراد وفي الآية (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)) (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي (62)) (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي (93)) بالجمع فما دلالة الإفراد في الأولى والجمع في الثانية؟