سؤال 163: هل كل من يتقي الله ويتوكل عليه يرزقه الله تعالى كما في الآية (ومن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) الطلاق) وقوله تعالى (توكل على الحيّ الذي لا يموت)؟
الآية موضع السؤال في أصلها تتعلق بالكلام في موضوع النساء وطلاق النساء لكن العبارة عامة. هي الآية بتمامها الكلام عن المطلقات (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)) لكن هذه القطعة من الآية هي عامة (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ). السؤال عن معنى التوكل، وهل من خلال الآية المتقي المتوكل مرزوق حتماً؟ فيما يتعلق بمعنى التوكل هناك أصل من أصول العقيدة الإسلامية أنه لا يتم أمر إلا برضى الله عز وجل، إلا بما يريد (وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) الكهف) (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) الإنسان). هناك أصل آخر أيضاً أن الإنسان ينبغي أن يسعى لأن معنى التوكل أن تخرج من طاقة نفسك وجُهدها وحولها إلى حول الله سبحانه وتعالى. أن تقول يا رب ليس لي حول، تُلقي بأمرك على غيرك هذا معنى التوكل. لكن فيه لمسة وهي أن المتوكل في المفهوم الإسلامي ينبغي أن يقدّم جميع الأسباب ثم يتوكل لأنه عندنا حديث عن الأعرابي الذي قال له r: أعقلها وتوكّل. أي إربط الناقة بالعقال لأن الناقة تربط من ثنيّة يدها حتى لا تستطيع أن تسير فتبقى باركة أو يمكن أن تقف لكن لا تستطيع أن تمشي. (إعقلها وتوكل): معناه إتخذ الأسباب وتوكل. الأسباب لا بد من إتخاذها لذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وجد أُناساً في المسجد في غير وقت الصلاة سألهم: ما تصنعون؟ قالوا: نحن المتوكلون على الله ويأتينا رزقنا، قال: بل أنتم المتواكلون إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة. وأمرهم بالسعي والعمل. في قوله تعالى لمريم عليها السلام (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا) هي ولدت حديثاً تحتاج إلى الرطب الحلو هي لا تستطيع أن تعمل وتحتاج إلى الرطب، كان الله عز وجل وهو قادر على أن ينزل عليها الرطب كرماً لها وقد جاءها بالغذاء لما كان يسألها زكريا (أنّى لك هذا قالت هو من عند الله) ذاك كان من غير سعي، الله تعالى كان يرزقها من غير سعي لكن (وهزي إليك بجذع النخلة) أنت تريدين وتحتاجين إلى رطب والرطب لا ينزل لوحده فينبغي أن تعملي وإن كان عملك في الحقيقة لا يؤدي إلى هز جذع نخلة ورجل بكامل قوته لا يستطيع أن يهز جذع نخلة فما بالك بإمرأة ضعيفة فما بالك وهي ولدت حديثاً؟ لكن القرآن الكريم يريج أن يعلمنا أنه ينبغي أن نقدم الأسباب، لا بد من سبب وإن كان ضعيفاً لكن حتى لا نتعبّد بالأسباب وننظر إلى أن السبب هو الفاعل أعطانا مثالاً لمريم كأن يأتيها الرزق وهي في مكانها من غير أن تقدم سبباً يأتي حتى لا نتعبد بالأسباب. فلا نقول السبب هو الفاعل وإنما الفاعل هو الله سبحانه وتعالى. فإذن التوكل غير التواكل: التوكل أنك تحسب الأمور حساباً دنيوياً هذا يكون كذا وهذا يكون كذا أفعل كذا وأفعل كذا ثم تعتقد يقيناً أنه لن يكون هناك نتيجة إلا بتوكلك على الله تعالى وإلقاء الأمر إليه جلّت قدرته أنه يا رب هذا كل ما أستطيعه والأمر إليك من قبل ومن بعد حتى يبقى المسلم وثيق الصلة بقدر الله سبحانه وتعالى لا ينفك عنه دائماً. هذا فيما يتعلق بالتوكل إذن نقدم كل الأسباب المؤدية إلى النُجح ثم نقول يا رب توكلنا عليك من قلوبنا لأنه أنت تقدم جميع الأسباب ثم لا يكون ما تريد في كثير من الأحيان.
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) هذا عهد من الله تعالى ينبغي أن نطمئن إليه لأنه عندنا شرط (من يتق الله) وجواب شرط (يجعل له مخرجا). التقوى وكن مطمئناً أن الله عز وجل سيجد لك مخرجاً ويرزقك من حيث لا تحتسب (يرزقك: هذا معطوف على المجزوم وهو مجزوم) وهو داخل ضمن العهد. الله تعالى يتعهد جلّت قدرته (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب). هنا وقفة قصيرة: الموظف يقول أنا رزقي واضح أشتغل الشهر بكامله ونهاية الشهر آخذ مرتّبي فرزقي ثابت واضح فكيف يرزقني من حيث لا أحتسب؟ هنا ينبغي أن نبيّن مفهوم الرزق. الرزق نوعان رزق بمال يدخل إليك هذا المنظور، ورزق بضُرٍ يدفعه الله عز وجل عنك هذا رزق أيضاً وهو مستور. يمكن هذا الموظف الذي يقول رزقي ثابت أنه ضرسه تؤلمه، فيذهب إلى الطبيب، يمكن أن الله سبحانه تعالى يجعل الأمر خفيفاً بحيث أنه لا يحتاج إلى تنظيف بسيط ويمكن أن تحتاج لحشوة جذر تكلف ألف درهم فالفارق هو رزقه لما كفّ عنك حشو الجذر وجعل أمره سهلاً المبلغ الفارق هو رزق جاءك وأنت لا تعلمه. الرزق الذي يدفع الله عز وجل عنك ضراً هو أرحم بك مما يدخل جيبك لأن الثاني يكون فيه ألم الضرس ودفع المال. فإذن هكذا ينبغي أن نفهم رزق الله عز وجل. الرزق ليس دخول شيء وإنما كفّ ما يقتضي الإنفاق أن الله عز وجل يكف عنك، فيكون رزقك من حيث لا تحتسب. فضلاً عن أن هناك رزق يأتيك ن حيث لا تحتسب أحياناً أنت جالس في ندوة معينة ويقال هناك أسئلة وأجوبة وجوائز وفجأة يأتيك سؤالاً تعرفه فيأتيك رزق أنت ما كنت محتسباً له. بالإضافة إلى بركة الله أن الرزق يبارك فيه. فإذن نثق ونطمئن أن من يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) يعني الله يكفيه ويغنيه عن غيره. عندما نقول حسبي الله يعني يكفيني الله سبحانه وتعالى. (فهو حسبه) أيضاً هذا عهد. هذا أسلوب الشرط والجواب. في الحديث الشريف “لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما تُرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً” ليس كما ترزق الطير في عشها وإنما تغدو أي تذهب وتفتش عن الحبوب فهي تقدم الأسباب ويمكن أن يذهب الطير إلى مكان ولا يجد حَبّاً لكن يجب أن يذهب ويفتش فالمسلم ينبغي أن يكون هكذا ويذهب يغدو ويعود. هذا التوكل الحق أن الإنسان لما يخرج من حول نفسه إلى حول الله سبحانه وتعالى بعد أن يقدم الأسباب لأن هذا أصل من أصول الفكر الإسلامي. الحول هو القوة والطاقة والجهد (لا حول ولا قوة) أي لا طاقة لنا.
إستخدام القرآن للفظ التوكل ولم يقل يعتمد مثلاً: لأنك كأنك توكل هذا الأمر كأنك تجعله وكيلاً عنك. نحن الآن نوكل شخصاً نقول وكّلته أي جعلته مقام نفسي بحيث له أن يبيع ما عندي ويشتري وأن تقيمه مقام نفسك. أما الإعتماد فأصله أن تتكئ على شيء تجعله عموداً لك كالعصى (إعتمد عصاه) أي إتكأ على العصا. تتكئ يعينك في شيء أما أن يكون وكيلاً عنك يعني يتصرف بدلك. لما توكل الأمر إلى الله سبحانه وتعالى لما تقول (اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك) هذه الخصلة من الشعر إسحبني حيث شئت يا رب، لو قلت هذا الإنسان نبيل كريم لن يخذلك وسيختار لك الخير فما بالك عندما تقولها لرب العزة سبحانه وتعالى تقول له يا رب ناصيتي يبدك أنت توكلت عليك تكون مطمئناً (فهو حسبه) أي يكفيه الله سبحانه وتعالى.
هل هناك لمسة بيانية بين الفعلين يتق ويتوكل؟ التقوى هو تجنب كل ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى كما يتجنب الإنسان ما يسيء إليه إذا سار في أرض مشوكة يشمّر ويسير فمن يتق الله أي من يتجنب معصية الله سبحانه وتعالى وإغضاب الله عز وجل. التقوى ليس خوفاً وإنما هي خشوع في القلب وتجنب لما لا يرضي الله سبحانه وتعالى. الإنسان يتجنب هذا الذي يغضب ربه عز وجل ، إتق الله يعني تجنب أن تسقطه، خف منه، فيها معنى الخوف، معنى الخشوع والهيبة وليس الخوف الإعتيادي الذي فيه خوف مع بغضاء وإنما هذا خوف مع حب، أنت تحب الله تعالى وتخشاه وتستحي منه. الخشية والخوف والإستحياء كله ينجمع في التقوى. أما التوكل أنك وأنت خاشع خاضع متجنب للمعاصي متقي تُلقي بأمور حياتك كلها إلى اله تعالى تقول يا رب تولّى هذا الأمر أنت وأنا قدمت الأسباب أنجح أو لا أنجح لا أدري لكن أنت كن وكيلي ولله المثل الأعلى نحن نقول فلان وكيلي فيقوم مقام نفسي فما تظن بالله سبحانه وتعالى عندما يكون مقام نفسك كيف سيعاملك، كيف سيختار لك؟ ولا شك كل ما يختار لك خير حتى ما يبدو في ظاهره أنه فيه أذى لكن هو فيه خير لك يقيناً.
تنكير كلمة (مخرج) هل هو للدلالة على أي مخرج؟ لم يقل يجعل له المخرج المعلوم. سيكون هناك مخرج ما هذا المخرج؟ لا ندري لكن على جه اليقين هناك مخرج كما قال موسى u (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)) لا يدري كيف ولكن هو يقيناً الله تعالى سيوجهني ويهديني إلى طريق الخلاص. كلمة (كلا) في الآية كلمة ردع وانظر إلى القرآن كيف استعمل؟ في البداية قال: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52)) رفعٍ لقيمتهم لكن لما قالوا (قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)) نزلوا رتبة وقال (أصحاب موسى) ولم يقل عبادي. في البداية قال (أسر بعبادي) رفعٌ لقيمتهم لأنهم كانوا هم المؤمنين لكن لما وصلوا البحر صار عندهم شك قالوا (إنا لمدركون) وهذا الشك أنزلهم رتبة من عبودية الله إلى صحبة موسى u وهي رتبة عالية ولكن شتان بين أصحاب موسى وعباد الله فقال تعالى (أصحاب موسى) ولم يقل عبادي.
سؤال 164: ما اللمسة البيانية في كلمة (لكن ليطمئن قلبي) على لسان إبراهيم u في آية 260 من سورة البقرة؟
الكلام على لسان إبراهيم u (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) البقرة) ينبغي أن نتذكر أولاً أن إبراهيم u في هذا الطلب كان يخاطب الله سبحانه وتعالى وكان الله تعالى يخاطبه وليس وراء مخاطبة الله عز وجل إيمان. يعني لما يكلّم الله عز وجل ويسمعه ويسمع كلام الله تعالى هل يحتاج إلى إيمان فوق هذا؟ هل يحتاج إلى دليل؟ هو يناجي ربه وربه يخاطبه إذن المسألة ليست مسألة إيمان أو ضعف إيمان أو قلة إيمان أو محاولة تثبيت إيمان لأن مخاطبة الله عز وجل هي أعلى ما يمكن أن يكون من أسباب الإيمان. وهو أي إبراهيم u الأوّاه الحليم، كليم الله عز وجل . فالقضية ليست قضية إيمان بمعنى أنه كان يمكن في غير القرآن أن يقال (أرني كيف تحيي الموتى ليطمئن قلبي) لماذا دخلت (أولم تؤمن قال بلى)؟ الله سبحانه وتعالى يعلم أنه مؤمن لأنه يكلّمه فكيف لا يؤمن. والتساؤل هو لتقرير أمر كما قال الله عز وجل في سورة المنافقون (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1)) كان يمكن في غير القرآن أن يقول (قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يشهد أن المنافقون لكاذبون) وإنما وضع بين هذه وهذه (والله يعلم إنك لرسوله) لماذا؟ لدفع ما قد يتوهمه إنسان أن تكذيب الله عز وجل لهم في الرسالة لأنهم قالوا (نشهد إنك ارسول الله) ولما يقول (إنهم لكاذبون) يعني لست رسولاً يحتمل هذا المعنى يعني: إما يقول كاذبون في إيمانهم أو كاذبون في نسبة الرسالة إليه فلو قال في غير القرآن مباشرة (قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يشهد أن المنافقون لكاذبون) يقولون الله شهد بكذبنا ونحن كذبنا الرسول r فأنت لست رسولاً. الآية (والله يعلم إنك لرسوله) جاءت في مكانها وهي جملة إيضاح وتثبيت معنى.
هنا قال (أولم تؤمن قال بلى) هذا للسامعين لأن السامع لما يسمع إبراهيم u يقول: أرني كيف تحيي الموتى هو سيسأل أي السامع: ألم يكن إبراهيم كامل الإيمان؟ فحكى لنا قال (أولم تؤمن قال بلى) إذن أثبت الإيمان لإبراهيم u حتى لا يخطر في قلوبنا أن إبراهيم u طلب هذا الأمر ليثبت إيمانه وهو مؤمن. قد يسأل سائل ألم يكن الله تعالى يعلم أن إبراهيم مؤمن؟ هذا أصل من أصولنا ، من أصول كل المؤمنين بالله تعالى من اليهود والنصارى والمسلمين وكل المِلل يدركون أن الله تعالى يعلم السر وأخفى، كلهم يقولون ذلك ويدركون ذلك (وإلهنا وإلهكم واحد) ربنا وربكم واحد لليهود والنصارى فالرب الذي يؤمنون به ونحن نعلم أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء فإذن هو عالم. هذا السؤال هو لتقرير أمر قد يخطر في ذهن المتلقي لما يسمع أن إبراهيم يقول (رب أرني كيف تحيي الموتى) يقول إذن إبراهيم كان في إيمانه شك فأثبت لنا هذه الجملة قال (أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) إذن ما موضع الإطمئنان هنا؟ علماؤنا يقولون أن إبراهيم u كليم الله عز وجل الأوّاه الحليم كان في قلبه شيء يريد أن يراه، أن يلمسه، أن يرى سر الصنعة الإلهية، أن يرى هذه الصناعة كيف تكون؟ ليس من قبيل تثبيت الإيمان وإنما من قبيل الإطلاع على سر الصنعة، هو يريد أن يطّلع وأن يرى. هذا ولله المثل الأعلى مثل شاب أبوه طبيب جرّاح يعمل عملية إستئصال زائدة لمريض فيقول يا أبي وهو رأى أن الشخص قد نجا: أنا أحب أن أرى كيف تعمل يمكن؟ فيقول نعم. هو يريد أن يرى سر الصنعة وليس إيماناً إنما إطمئنان القلب. إطمئنان القلب هو إستقراره. القلب نقول أنه غير مطمئن إذا كان يشغله شيء. هو كان يشغله أن يعرف الكيفية التي قلنا أن الله تعالى إختص بها نفسه لما تكلمنا عن الآيات المتشابهة. (أرني) هو يريد أن يرى سر صنعة الله ويشاهدها، وأرني تعني أريد أن أرى رؤية العين لأن إحياء الموتى لا يُرى فهو كان يتطلع إلى أن يرى هذا الشيء . والله تعالى لم يجبه لِماذا تريد أن ترى؟. هؤلاء الأنبياء مقرّبون إلى الله سبحانه وتعالى هو يختارهم فلا يفجأهم بردٍ يضربهم على أفواههم، لا. كما قلنا (أولم تؤمن) إعلام للآخرين حتى يثبت إيمان إبراهيم u وأنه لم يكن يريد رؤية هذا الإحياء ليتثبت إيمانه وإنما ليرى كيف تعمل يد القدر، ليرى سر الصنعة ويرى يد الله تعالى كيف تعمل في إحياء الموتى ولذلك قيل له: خذ أربعة من الطير. الأربعة يبدو أن الجبال التي حوله كانت أربعة والجبل هو كل مرتفع صخري عن الأرض وإن كان قليلاً والذي ذهب إلى المدينة المنورة يرى جبل الرماة مرتفعاً صخرياً واطياً ليس عالياً. (فصرهن إليك) أي إحملهن إليك حتى تتعرف إليهن وترى أشكالهن وهي أيضاً تشم رائحتك وتتعرف من أنت. ما قال القرآن قطّعهن لأن هذا معلوم من كلمة (واجعل على كل جبل منهن جزءاً). إذن أربعة طيور قسمهن أربعة أقسام ومن كل طير وضع قسماً على جبل فاجتمعت. هذا ليس مجرد إخراج ميت إلى الحياة وإنما بهذا التقسيم إبراهيم u كان يريد أن يرى هذا الشيء ليس شكّاً. أربعة فصرهن إليك أي ضمهنّ إليك أحياءً ثم ذبحهن وقطعهن كل طير إلى أربعة أقسام ووضع من الطير الأول والثاني والثالث والرابع على كل جبل ثم ادعهن اجتمعت جميعاً بمجرد أن ناداها وجاءت إليه مسرعات (يأتينك سعيا) فرأى يد الله عز وجل كيف تعمل شيء أحبّ أن يراه ولا علاقة له بقوة الإيمان أو بضعف الإيمان لأن إيمانه لا شك فيه وأثبته لنا القرآن الكريم بعبارة (أولم تؤمن قال بلى) كان يمكن في غير القرآن أن تحذف هذه العبارة.
في موقف شبيه قصة العزير (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) البقرة) أراه مثالاً في نفسه هو. مسألة إحياء الموتى كانت تداعب أذهان وفكر الكثيرين من باب الإطلاع على الشيء ولمعرفته وليس للشك لأنه كان هناك يقين بأن الله تعالى يحيي الموتى وهذا هو الإيمان.
سؤال 165: ما معنى الجمع في قوله تعالى ((وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80) النحل) وهل هو جمع نوعي؟
الصوف جنس ٌ مثل الماء. لما نقول ماء العراق عذب، تعني ماء العراق جميعاً. ولما نقول مياه العراق عذبة، المتحصل النهائي هو هو، لكن الصورة إختلفت: عندما تسمع كلمة مياه تعطي صورة الكثرة. هنا الصوف مثل الماء. كان يمكن في غير القرآن أن يقول من صوفها ووبرها وشعرها لكن لا تأتي هذه الصورة لأن وفي موطن بيان نعمة الله تعالى وبيان فضله على هؤلاء الناس. الجموع متواترة منذ البداية قال تعالى (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ (80) ما قال جلد لأن هذه نعمة يحسّها العربي حينما كان يأخذ من الجلود وهي خفيفة ويضعها على الجمل وحيثما وقف ربط بعضها ببعض وصنع بيتاً يقيه الشمس والبرد والمطر هذه نعمة عظيمة بالنسبة له.
الصوف ليس للبيوت فقط لأنه أثاثاً ومتاعاً إلى حين، هو للأثاث والمتاع وحتى الملابس تتمتع بها تكون جزءاً من المتاع فإذن هو إختار أن يستعمل الجمع في معرض الكلام على فضل الله سبحانه وتعالى على البشر وعلى كثير إنعامه.
(وجعل لكم من جلود) من جلود يمكن أن يقول جلد لكن هنا لغرض بيان عظيم فضل الله سبحانه وتعالى بإستعمال صيغة الجمع.
سؤال 166: ما الفرق بين كلمة الناس في سورة الناس؟
أصل السؤال متأتٍ من كلمة الناس التي هي قبل الأخيرة في السورة (في صدور الناس). بعض المفسرين قال كلمة الناس هنا بمعنى المخلوقين من الثقلين الإنس والجن فإذن هو يوسوس في صدورهم والناس الأخيرة (من الجنة والناس) هم البشر. لكن هذا الكلام مرجوح والرأي الراجح أن الناس حيثما وردت هي مقابل الجِنّة. الجِنّة والناس. عندنا الجِنّ يقابله الإنس وهما الثقلان، الجانّ يقابله الإنسان، والجِنّة تقابلها الناس لأن الجِنّة معناه المجموعة من الجِانّ ليس كل الجن وإنما أفراد من الجن. والناس هم أفراد من الإنس، وقد يطلق على الإفراد وقد يطلق على الجمع أو على مجموعة كبيرة أو على الإنس جميعاً فلما قابلها بالجِنّة التي هي لأفراد فمعنى ذلك أن كلمة الناس هنا يراد بها القِلّة.
لما يقول (قل أعوذ برب الناس) الإستعاذة هنا ثلاث مرات (برب الناس، بملك الناس، بإله الناس) أما في سورة الفلق فإستعاذ مرة واحدة والمستعاذ منه أربعة. وهذا سؤال ورد من أحد المشاهدين وهو: في سورة الناس المستعاذ به ثلاث الربوبية والألوهية والملك والمستعاذ منه واحد أما في سورة الفلق فالمستعاذ به واحد والمستعاذ منه أربعة فما الفرق؟
هذا الوسواس أي الذي يقوم بالوسوسة يعني فاعل مثل ثرثار الذي يثرثر ويقوم بالثرثرة. فالوسواس الذي يقوم بهذا الشيء في صدور الناس الذي هو محطة عمله. الصدر بحيث يغبّش عليه ومن هذا الغبش يدخل إلى القلب. لماذا قال الصدر؟ حتى يظهر أن القلب وما يحيط به لأن الصدر مكان القلب وهذا مجاز مرسل. الإستعاذة هنا لأن الوسوسة التي في الصدر أو في القلب تتعلق بشيء داخلي وليس بشيء ظاهري. والشيء الداخلي هو الذي يتعلق بالإيمان والإعتقاد ومن هنا تأتي الوسوسة. ولذلك إستعاذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس لم يعطف لأن القضية خطيرة فإستعاذ بالمربّي الذي يتعهد بالتربية وبالملك المالك المتصرف وبالمعبود الإله (بالصفات الثلاث) لتنجيه من هذا الأمر لتسلم له عقيدته الداخلية . بينما الأذى في سورة الفلق أذى خارجي ظاهري (حاسد قد يمكر بك، النفاثات قد يعملن شيئاً ضدك، الليل إذا أظلم قد تأتي منه أقعى أو غيرها ، السحر) كلها أضرار جسدية فهذه لا تقتضي كثرة الصفات وإنما صفة واحدة وهي (رب) لأن كل الأذى هو خلاف ما يريده الله عز وجل في تربيته لهم. خلاف التربية لأن الذي يؤذي لم يتربّى ولم يتلق التربية تلقياً صحيحاً والله تعالى أرشده إلى أن يتربى تربية صحيحة لكنه لم يفعل لذا إستعاذ برب الفلق. والفلق هو إنبثاق النور والضوء لأن عمل هؤلاء جميعاً يكون في الظلمة: الحاسد والنفاثات والساحر فهناك مناسبة عجيبة. وهنا أيضاً لما يقول (برب الناس) مسألة تربية، (ملك الناس) مسألة التملك والقهر لأن الملك ملك وقاهر ومتسلط.
فائدة هذا الترتيب : رب، ملك، إله: هو تدرج لأن التربية تكون في الصغر ثم الملك عادة عمله مع الجند ومع الكبار ، إله : المعبود الذي يفرّغ نفسه لعبادة الله سبحانه وتعالى هم عادة الكبار في السن أكثر من الشباب بعد أن يتفرغوا من الجندية أوغيرها. فهذا التردج هكذا من هنا جاء. الذي يوسوس في صدور الناس (من الجنة والناس) يعني هذا الوسواس يكون من الجن ويكون من الإنس، أما وسوسة الجن فهذا يدخل في مساحة الغيب الذي قلنا عنه في المتشابه (والراسخون في العلم يقولون آمنا به) . الجن يوسوسون، كيف يوسوسون؟ هذه مساحة المتشابه ونحن آمنا به. أما وسوسة الإنس فنحن نعرفها: الصديق الذي يوم القيامة يقول القائل (يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) الفرقان)، المستشارون الذين يوسوسون في صدور بعض الناس أو الحُكّام أو غيرهم ليقوموا بهذا العمل أو لا يقوموا بهذا العمل حينما لا تكون فيما يرضي الله عز وجل فهي من هذه الوسوسة. فوسوسة الإنس نحن نعاني منها في حياتنا. الوسوسة تطلق على الخبيث من الكلام أما المشورة فهي مطلوبة عموماً (وأمرهم شورى بينهم). الوسوسة كأنها كلام خافت هو ليست لديه الشجاعة أو الجرأة أن يصرّح بما يقول أو يُعلن الوسوسة عموماً لأن ما دامت بهذه الصورة وما دام يستعاذ منها فهي للشرّ وليست للخير لأن تلك نصيحة إذا كانت للخير فهي نصح أوإرشاد أو تذكير ولا تكون وسوسة لأن النُصح يكون واضحاً.
Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:”Times New Roman”; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;}
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 25/3/2006م:
إذا كان شرى بمعنى باع وإشترى بمعنى إبتاع فما دلالة شروه (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) يوسف) في موضع باعوه؟
(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) إبراهيم) لم لم تعمل (لا) عملها النافي للجنس؟
الرسول r أرسل إلى غيره ولا يشترط ذلك في النبي أو أن الرسول r أرسل بشرع فالرسالة أخصّ من النبوة فلماذا جاء (وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) مريم) و(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ (157) الأعراف ) وكان يكفي الرسالة تضمين للنبوة؟
(وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111) هود) فيها سبعة أنواع من التوكيد، ما توضيح هذه التوكيدات وما دلالتها؟
ما الفرق بين (تستطيع، تستطع، تسطع) فس سورة الكهف؟
لمذا بدأت بعض سور القرآن بالأحرف المقطعة مثل ألم، ألمر، حم عسق؟
لماذ تكرر الفعل (رأيت) في الآية (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) الإنسان)؟
ما معنى مكر الله في (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) الأنفال)؟
ما دلالة الجمع في (نفخنا) و (روحنا) في الآية (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) التحريم) علماً أنها وردت في آية أخرى نفخت (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) ص)؟
في سورة الشمس يستعمل الفعل الماضي في (جلاّها، تلاها) ثم يستخدم الفعل المضارع (يغشاها) فما دلالة هذا الإستخدام؟
ما هي الواو في (وثامنهم كلبهم) في سورة الكهف (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ (21)) ولماذا وردت رجماً بالغيب بعد وسادسهم كلبهم؟
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) الأعراف) لماذا ختمت السورة بكلمة تجهلون علماً أن ما طلبه بنو إسرائيل طلب شركي أو كفري يقتضي أن يقال فيه تشركون أو تكفرون؟ هذا درس لنا جميعاً حتى لا نكفّر الناس من كلمة واحدة.
ما معنى جهالة في الآية (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) النساء) وما تفسير الآية بكاملها؟
ما الفرق بين الضُرّ (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56) الإسراء) والضَرّ (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ (49) يونس) والضرر (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ (95) النساء)؟
ما الفرق بين يُهلِك بضم الياء وكسر اللام في (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) البقرة) ويَهلِك بفتح الياء وكسر اللام في (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) الأنفال)؟ هذا فعل رباعي والآخر ثلاثي.
لماذا حذفت النون في الأفعال يقاتلونكم، يضرونكم، يولونكم في (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111) آل عمران) ولِمَ قال في ختام الآية (لا ينصرون) ولم يقل لم يُنصروا؟ هذا حذف إعرابي للنصب والجزم. لا ينصرون هذا نفي.
الآية 73 في سورة يونس (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)) والآية 73 في الصافات تتحدث عن نوح (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)) وكذلك الآية 76 في الأنبياء (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)) والآية 76 في الصافات (وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)) تتحدث عن نوح وهناك غيرها من الأمثلة فهل لهذا دلالة؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 25/3/2006م
2009-01-30 03:49:08