سؤال 182: صحة ما جاء في الكتب عن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وافقت ربي في ثلاث
نقول ما ذكرناه في المرة الماضية ونحب أن نؤكده في أذهان المشاهدين أن كلام الله سبحانه وتعالى لا يشبهه كلام بشر وإذا ورد في بعض الأحيان لفظ أو لفظان هذا يكون من باب الموافقة مما ألقاه الله عز وجل على لسان بعض عباده. يمكن مثلاً أن الإنسان يشرب ماء أو يأكل طعاماً فإذا إنتهى منه قال: الحمد لله. فالحمد لله هذه لا يعني أنه وافق كلمة (الحمد لله رب العالمين). وإن جاءت متفقة فهذه كلمات تأتي عفو الخاطر يلقيها الله تعالى على لسان من يشاء بهذا القدر: كلمة أو كلمتين. أو يتعجب إنسان من شيء فيقول سبحان الله لا تعني أنها موافقة لقوله تعالى (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون). لكن لو كانت آية كاملة أو جزء آية كامل عندئذ تقتضي الوقوف ومع ذلك حتى هذا الذي ذُكِر أو هذا الذي ورد، أحياناً تشيع أمور ليس لها نصيب من الصحة أو من الدقة. ولقد وقفت عند ما نُسِب إلى عمر إبن الخطاب رضي الله عنه من مسألة (فتبارك الله أحسن الخالقين) عندما كان يقرأالرسول r الآيات المتعلقة بالخلق قبل أن يتمها تذكر الروايات أنه قال عمر: فتبارك الله أحسن الخالقين، فقال r: هكذا نزلت. أولاً هذه الرواية لم أجدها لا في صحيح البخاري ولا في مسلم ولا صحيح إبن حبان ولا في موطأ إبن مالك ولا في سنن إبن ماجه ولا في سنن النسائي ولا سنن الترمذي ولا سنن إبن داوود ولا في مسند الإمام أحمد مع أنها تتعلق بكتاب الله عز وجل وبحادث مع رسول الله r فكان من الأولى أن تُذكر. ذُكِرت في بعض كتب التفسير ونحن نقول دائماً كتب التفسير فيها تساهل ويُرجَع في مثل هذه الأمور إلى مظانّها فإذا كانت قضية لغوية يُرجع إلى المعجمات وإذا كانت تتعلق بالحديث يُرجع إلى كتب الحديث وهكذا.
كتب التفسير فيها نوع من التساهل والروايات الواردة في كتب التفسير تنسب هذه الواقعة مرة إلى عمر بن الخطاب ومرة إلى معاذ إبن جبل ومرة إلى عبد اله بن أبي سرح. وكلها تروى بكلمة التمريض (قيل) يعني الخبر معلول مريض فيه عِلّة ولو كان قائله معروفاً لجاء في الرواية: قال فلان، لكن قيل إن عمر كذا فقال له r هكذا نزلت. قيل إن معاذ إبن جبل كان زيد إبن ثابت يكتب فقال هذا الكلام فتبسمالرسول r قال: يا رسول الله لِم تبسمت؟ قال هكذا نزلت. ليس لها أصل في كتب الحديث من الذي قالها؟ عمر أو معاذ أو قيل عبد الله إبن أبي سرح ( قال r هكذا نزلت فقال إذا هكذا نزلت أنا نزل عليّ قرآن فارتدّ وبعد ذلك رجع إلى الإسلام، ما الذي أعاده مرة أخرى؟ هذا الكلام ينبغي أن نتوثق بشأنه من الصحاح حتى لو كان الحديث ضعيفاً لأن الحديث الضعيف فيه إحتمال خمسين في المئة أن يكونالرسول r قاله. لذلك كثير من العلماء يفضل الحديث الضعيف على الرأي لأن على الأقل فيه إحتمال أن رسول الله r قاله. هذا الكلام لا وجود له في الكتب التي رجعت إليها وهي كتب أصول. فإذن هذه الحكاية ينبغي أن تُطّرح أن عمر قال (فتبارك الله أحسن الخالقين) فقال له r: هكذا نزلت. ونقول: الآية نزلت هكذا وحفظها المسلمون من كلام الله عز وجل ما وافق أحدٌ فيها كلام الله سبحانه وتعالى.
المشكل في أيامنا هذه فيمن يعتلي المنابر لأن المنابر في الغالب يعتليها طلبة علم. العلماء الكبار يندر أن يعتلي أحد منهم منبراً ويخطب. كان في السابق مسجد جامع واحد في المدينة يخطب فيه كبير العلماء. كم من كبار العلماء يعتلون المنابر اليوم؟ هم قِلّة لأنهم لا يستطيعون تغطية كل المساجد. آلآف المساجد موجودة الآن فيها طلبة علم جزاهم الله كل خير لكن ينبغي أن يعلم كل إنسان مقداره في هذا الوجود، في هذا المجال من العلم حتى إذا سُئل عن أمر يقول إسألوا فلاناً فإنه أدرى مني ولا يقول أنا الشافعي أو أنا أبو حنيفة. إنما يوجّه الناس إلى كبار العلماء الذين يجب أن يكونوا هم مرجعية للأمة أما أن يقرأ إنسان كتيباً أو كتيبين ثم يُفتي ويكفّر فهذه مصيبتنا التي نعيش فيها الآن بسبب عدم إحترام المرجعيات العليا. هناك فرق بين خرّيج الأزهر والمدارس الدينية في السعودية والعراق وغيرهما وبين من قرأ كتب الشافعي وأبو حنيفة وقال أنا مفتي الأمة. من هو الشافعي وأبو حنيفة؟! هم رجال ونحن رجال!.هذا لا يجوز لأن هذا شرع الله
هذا الذي وجدته فيما يتعلق بـ (فتبارك الله أحسن الخالقين). البعض يقول أن عمر قال: وافقت ربي في أربع. والمشهور: وافقت ربي في ثلاث لكنهم يضيفون إليها هذه المسألة فصارت أربع.
قلت إذا كانت آية كاملة أو كلام طويل إذا قيل هكذا أكالب بالتواتر. أما أن يقال هذا الحديث ورد مثلاً في خمس مرات هذا ليس تواتراً ومع ذلك سآتي إلى نموذج من هذا:
قيل لأحد العلماء إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قرأت: (إذ تَلِقونه بألسنتهم، تلِقونه: قالت هي من ولق الكذب). المعروف أن الواو واللام والقاف كيفما تقلّبت : ولق، لوق، قوَل، وقل، تشير إلى معنى الحركة والخفوف كما ذكر إبن جِنّي. (لا آكل من الطعام إلا ما لُوِّق لي) أي ما عملت يد في تحريكه. هذه العربية. الأمر يخص السيدة عائشة رضي الله عنها لأن الكلام عن حديث الإفك والسند كله صحيح لأن المخاطَب قال للقائل أن عائشة قرأت (تلِقونه) وتقول هو من ولق الكذب (يعني حرّك لسانه بالكذب) تلِقونه موافق لرسم المصحف وموافق للعربية، سنده صحيح. لكن فقد التواتر، قال: أبي ثقةُ على فلان وفلان ثقة على عائشة، كلهم ثقاة قال: ولم لا تقرأ به؟ قال لأننا نجيء به عن الأمة عن الأمة. لذا نقول قرأ أهل مكة، قرأ أهل المدينة الأمة تقرأ وليس فرداً. فإذا كان يؤخذ كلام الأمة والفرد إن صح السند لا يؤخذ في القرآن، الكلام المتعلق بكلام الله عز وجل بهذا التعلق أن هذه الكلمة قيلت قبل القرآن والقرآن نزل بها هنا نطالب فيها التواتر.
نأتي إلى : (وافقت ربي في ثلاث) هذا الحديث ورد في كتب الحديث ومتعلق بالآية ورد في مسلم، وفي البخاري (حديثان) وفي صحيح إبن حبّان وعند الإمام أحمد في ثلاثة مواضع أما غير ذلك من كتب الحديث مما رجعت إليه فلم يرد فيه أبداً. فهو ورد في سبعة مواضع. لو دققنا في الحديث نجد الرواية عن عمر رضي الله عنه رواها إبن عمر (عبد الله) ورواها أنس وهما صحابيان جليلان. ننزل من إبن عمر نافع مولى إبن عمر. من أنس حُميد أحد التابعين. من حُميد تفرّعت الرواية فإذن هي ليست سبعة أحاديث وإنما حديث عن إبن عمر وحديث عن أنس رواه حُميد ووزعه فرواه هشيم أخذه البخاري، يحيى بن أيوب أخذه البخاري، عبد الله إبن بكر السهمي أخذه إبن حبّان، هشيم أخذه أحمد، إبن أبي عدي أخذه أحمد ويحيى أخذه أحمد ولكن كل هؤلاء يرجعون إلى حُميد فإذن هما حديثان وليس سبعة.
الحديث الذي عن إبن عمر نصّه في صحيح مسلم: ” حدثنا عقبة بن مكرم العمي. حدثنا سعيد بن عامر قال: جويرية بن أسماء أخبرنا عن نافع، عن ابن عمر. قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أُسارى بدر”. ( صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم)
ما ذكر نصوصاً وما قال: قلت كذا ونزل كذا. المقصود بـ وافقت ربي أي موافقة في الأحكام، مقترح أنه يا رسول الله لو نصلي في مقام إبراهيم. هذا حكم، إقتراح، فنزلت الآية بألفاظ القرآن الكريم وليس بلفظ عمر. في الحجاب قال: لو حجبت تساءك، نزلت الآية بألفاظ القرآن وليست كما قال عمر، في أسارى بدر : يا رسول الله لا نأخذ أسرى ونزلت الآية بلفظ القرآن فالكلام غير كلام عمر (ما كان لنبي أن يكون له أسرى). هذا الذي ورد في صحيح مسلم عن إبن عمر ما قال ألفاظاً، هذا إبنه وهو أوثق وهذه خمسين بالمئة من الرواية.
وهذا ما جاء في الرواية الثانية عن حُميد رواها لهشيم وليحيى بن أيوب وعبد الله السهمي ولأبن ابي عدي وهؤلاء نشروها عن حُميد. الرواية فيها كلام أولاً لكن مختلف (إبن عمر يقول : وفي أسارى بدر) بينما الأحاديث هذه تقول: في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي تطليق النساء، فالقسم الثالث مختلف. عمر لا يعقل أنه تكلم مرتين وإنما هو تكلم مرة واحدة وإبنه روى هذا : وفي أسارى بدر، وحُميد روى أنه في تطليق النساء فهذه تحتاج لدراسة. أنا لست مختصاً بالحديث ولكن محقق ونشرت كتاباً في تحقيق النصوص عنوانه: “تحقيق النصوص بين المنهج والإجتهاد” قبل ربع قرن نشرته لي جامعة بغداد وُبع سنة 1990م. أنا أعمل في التحقيق والتحقيق يقول أن الكلام هذا بحاجة إلى نظر. العبارات مختلفة مرة يقول:
حدثنا عمرو بن عون قال: حدثنا هشيم، عن حميد، عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: فقلت: يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فأنزلت: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}. وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن، أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فأنزلت هذه الآية. (البخاري، أبواب القبلة)
هذا النص إختلف في الحديث الآخر. هذه رواية النص فيها نصف الآية، وفي رواية أخرى بقيت ثلاث كلمات من الآية (أزواجاً خيراً منكن):
– [ 6896 ] أخبرنا بدل بن الحسين بن بحر الخضراني الحافظ الإسفراييني حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا عبد الله بن بكر السهمي عن حميد عن أنس قال قال عمر بن الخطاب وافقت ربي في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } وقلت يدخل عليك البر والفاجر فلو حججت أمهات المؤمنين فأنزلت آية الحجاب وبلغني شيء من معاملة أمهات المؤمنين فقلت لتكفن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن حتى انتهيت إلى إحدى أمهات المؤمنين فقالت يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت فكففت فأنزل الله { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزوجا خيرا منكن } (فهرس إبن حبّان، كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم رضوان الله عليهم أجمعين إلى النهاية)
وفي مكان آخر بقيت كلمتان (خيراً منكن):
– حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنس قال: قال عمر: وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، وقلت: يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب، قال: وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه، فدخلت عليهن، قلت: إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن، حتى أتيت إحدى نسائه، قالت: يا عمر، أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه، حتى تعظهن أنت؟ فأنزل الله: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات}. الآية. وقال ابن أبي مريم: أخبرنا يحيى بن أيوب: حدثني حميد: سمعت أنسا، عن عمر. [393] (البخاري، كتاب التفسير)
وفي رواية أخرى أضيفت كلمة مسلمات (ليبدلنه الله أزواجاً خيراً منكن مسلمات)
فالروايات مضطربة وإضطراب الروايات معناه أن رواة السند يتصرفون يعني أن راوي السند سمع هذه الكلمة العامة (وافقت ربي في ثلاث) في مسألة الحجاب فهو إستحضر الآية وذكرها، هذا ممكن ويمكن أنه إستحضر الآية ووظّفها. هم ثقاة ليسوا كذابين ولكن أراد أن يوضح. مع كل ذلك هذا حديث واحد في صحيح مسلم ليس فيه ذكر الآيات. والحديث الثاني كله يجتمع عند حُميد فأنا أعدّه حديثاً واحداً. أين التواتر فيه؟ وأنت تتكلم عن كتاب الله عز وجل؟، عن موافقة وهي غير موافقة؟ هناك إضطراب، هناك إختلاف، تقديم وتأخير في العبارات.
هذا من راوي السند الثقة هو تصرّف وقال هكذا وردت. ولو كانت منضبطة جميعاً بعبارة واحدة فهو حديث واحد. والحديث الواحد لا يؤخذ به. إذا كان الحديث (تلِقونه) الذي ذكرناه سابقاً ما أُخِذ به!. لذلك هذا الكلام على العين والرأس لكنه يُركن جانباً. ما نقول جاءت كلمات كثيرة من الآية ورأينا أن في بعضها وردت كلمتان فقط.
في بعض الأحاديث كلمتان إن صحت الرواية ويمكن أن يكون عمر قال ألا تخشين أن يبدله الله أزواجاً خيراً منكن لكن نزل كلام الله عز وجل. نريد هذه الفكرة أن تستقر في أذهان المشاهدين أن كلام الله عز وجل لا يشبهه كلام بشر وأن ما روي في ذلك إما أنه لا يصح كما في ختام الآية (فتبارك الله أحسن الخالقين) كما أوضحناه سابقاً أو أن فيه إضطراباً وروي في مكان مجملاً وفي مكان صار فيه نوع من التفصيل يعود إلى رجل واحد. وحتى لو صحّ نحن نطالب فيما يتعلق بالقرآن الكريم بالتواتر ليقرّ هذا في أذهان الناس أن كل شيء يتعلق بالقرآن يُطلب فيه التواتر.
وللفائدة أورد هنا ما وجدته في موسوعة الحديث للفائدة:
– أخبرنا يزيد بن هارون ثنا حميد عن أنس قال : قال عمر بن الخطاب وافقت ربي في ثلاث قلت : يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى (فهرس الدرامي، كتاب المناسك))
– حدّثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمّيّ. حَدّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ أَخْبَرَنَا عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ عُمَرُ: وَافَقْتُ رَبّي فِي ثَلاَثٍ: فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْحِجَابِ، وَفِي أُسَارَىَ بَدْرٍ.(المنهاج (النووي) كتاب فضائل الصحابة)
– حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا هشيم أنبأنا حميد عن أنس قال: قال عمر رضي الله عنه : -وافقت ربي في ثلاث قلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وقلت يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن قال: فنزلت كذلك. (فهرس مسند أحمد (مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه))
سؤال: ما الفرق بين جعل وخلق في سورة الأنعام (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1))؟
ذكر الزمخشري في أساس البلاغة أن أصل فِعل (خلق) هو التقدير ولذلك يقول: خلق البزّاز (أي الخيّاط) الثوب بمعنى قدّر أبعاده قبل أن يقصه بالمقص. هذا الأصل ثم قال: هذا الإستعمال: خلق الله الخلق على سبيل المجاز بمعنى أوجده على تقدير أوجبته حكمته سبحانه وتعالى. هذا هو الأصل.
أما (جعل) فالعلماء يقولون: لفظ عام في الأفعال وهو أعمّ من فَعَل وصَنَع وسبق أن ذكرت نماذج من تاج العروس سابقاً فيما يتعلق بهذا الموضوع. الخلق هو الإيجاد على تقدير توجيه حكمة الله سبحانه وتعالى ، الأصل الإيجاد على تقدير من غير مثال سابق. والجعل فعل عام يحمل معاني كثيرة منها الصُنع وإيجاد الشيء من الشيء والتبديل والإعتقاد والظنّ والشروع في الشيء (جعل يُنشد قصيدته) يعني شرع وبدأ، الحكم بالشيء على الشيء والنسبة والتشريف أيضاً وفيها معنى الإيجاد. معاني كثيرة يذكرها أصحاب المعجمات.
الذي رأيناه أن كلمة خلق وجعل إجتمعتا في أسلوب القرآن الكريم في أربعة عشر موضعاً. حيثما إجتمعتا تقدّم الخلق على الجعل لأن الخلق إيجاد والجعل شيء من شيء فهو من الخلق. لذلك في الآية (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)) خلق السموات والأرض مقدّم على جعل الظلمات والنور، لا يكون هناك ظلمات ونور إلا بعد خلق السموات والأرض. لكن الذي لفت نظرنا لم يسأل السائل عن آيتين متشابهتين بصورة متقاربة وهما آية في سورة النساء (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) النساء) وآية في سورة الأعراف (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) الأعراف). يُفترض في آية النساء أن تأتي بـ (خلق) و(جعل) كما جاء في آية الأعراف (خلق وجعل) لكنها جاءت (خلق وخلق). رجعنا إلى المواضع الأخرى في القرآن فوجدنا أنه إذا بدأ الكلام يبدأ بالخلق (خلق) وإذا بنى عليها شيئاً يبني بـ (جعل) إلا في هذا الموضع في سورة النساء وهذه تحتاج لوقفة.
إذا نظرنا في المواضع الأخرى التي جاءت فيها (خلق وجعل) نجد: في سورة الروم(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)) بدأت الآية (ومن آياته) ثم قال (وجعل بينكم)، في سورة النحل (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)) ثم قال بعدها (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72))، في سورة فاطر (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)) فطر الشيء بمعنى خلقه وبدأه وأوجده لذلك يقول أحد الصحابة: “ما علمت معنى فاطر إلى أن إختصم رجلان عندي في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها. يعني بدأتها”
فطر أي بدء الخلق فلما قال فطر قال بعدها (جعل)، (ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) القيامة) ذكر الخلق ثم ذكر الجعل. لما يكون الخلق مجرّداً (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) النجم) يذكر الخلق بدون الجعل، (وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) الليل) قسم.
إلا في آية سورة النساء (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)). وهذه تحتاج إلى وقفة:
جعل تأتي بعد خلق لأنها مرحلة لاحقة ويتصور هنا في آية سورة النساء أن يقول أيضاً (خلق وخلق) كما قال في آيات أخرى. الفارق أنه لما قال (وجعل منها زوجها) قال (ليسكن إليها فلما تغشاها ) مفرد، لكن هنا الكلام على خلق البشرية (وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء) فلما كان الكلام على خلق البشرية عموماً ذكر خلق الرجل وخلق المرأة و(وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء)، ما قال (جعل منها زوجها) لأنها ستقتصر عند ذلك إنما أراد أن يبيّن أنه إنطلق إيجاد البشرية من خلقين: خلق آدم وخلق حواء ثم (وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء). فلما تكلم على خلق البشرية إستعمل كلمة الخلق للزوجة. في الأماكن الأخرى لما كان الخلق محدداً قال (جعل). حيثما ورد وهذا هو أسلوب القرآن الكريم في الإستعمال حتى نقول أن كل كلمة في مكانها في القرآن الكريم.
Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:”Times New Roman”; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;}
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 22/4/2006م:
لماذا ورد السموات مثنى (زالتا) مع أن السموات جمع في الآية (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) فاطر)؟
ما المقصود بـ (أوحى في كل سماء أمرها) في الآية (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت)؟
لماذا تأتي كلمة السموات في القرآن بالجمع والأرض بالمفرد مع أن الله تعالى خلق سبع أراضين (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) الطلاق) ؟
ألا يوحي قوله تعالى (فتبارك الله أحسن الحالقين) أن هناك خالقين آخرين؟ الخلق هو الإيجاد فالذي يصنع شيئاً فقد خلقه. صنع السيارة وغيرها أي شيء فتبارك الله أحسن الخالقين فيما هو في أذهان الآخرين فيما يصنعوه يسموه خلقاً.
أنزل الله تعالى القرآن لنقرأه ولنطبّق آياته وقال تعالى (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) النور) أريد أن أطبق هذه الآية لكن لا أستطيع فهل نحن مقصرون في تطبيق ما أمر الله تعالى به؟
لماذا وردت كلمة قريب بالتذكير في الآية (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف)؟
لماذ أنّثت كلمة الطاغوت في الآية (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الزمر)؟
ما دلالة (أو) في الآية (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) الصافات)؟
ما معنى الآية (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) النساء) وما سبب نزولها؟
هل الآية (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)الكهف) توحي أن إبليس شمله الأمر بالسجود بطريقة غير مباشرة؟
لماذا وردت سلام نكرة في الآية (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)) والسلام معرفة في الآية (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) مريم)؟
لماذا جاءت لفظة مرضعة بتاء التأنيث في الآية (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج) مع أنه يمكن أن يقال للأفعال التي لا تنسب إلا للنساء بدون تاء التأنيث: مرضع كما نقول حامل وحائض؟
ما الفرق بين تبع هداي (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) البقرة) وإتبع هداي (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) طه)؟
ما الفرق بين إستخدام الضمير إننا في (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) طه) وإنا كما في (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)) (إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) طه)؟
ما الفرق بين إختلاف صيغة النصح في قوله تعالى في سورة الأعراف (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)) (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)) (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)) (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آَسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93)) وما الفرق بين أبلغتكم وبلّغتكم علماً أن منها ما يأتي قبل آية العذاب مع نوح وهود ومنها ما يأتي بعد كما مع صالح وشعيب؟
ما معنى يهدّي في الآية (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)يونس)؟ ولماذا يتعدى الفعل باللام عندما ينسب الفعل إلى الله تعالى ويتعدى بـ إلى لما ينسب لغير الله تعالى؟
ما الفرق بين الآيتين (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المؤمنون) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) الحج) ولماذا قال (جعلناه نطفة) مع أن بقية الأطوار كلها جاءت مع كلمة خلق؟
الآية (قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) طه) ألم يكن المتوقع أن يقال إن هذان إلا ساحران؟
ما الفرق بين سداً (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)) وردماً (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)) في سورة الكهف؟
ما الفرق بين جاء وأتى (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) طه) (فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) النمل)؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 22/4/2006م
2009-01-30 03:44:16