لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 66

اسلاميات

الحلقة 66:

سؤال: ما دلالة اختلاف ختام الآيتين مع أن صدرهما واحد (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) النساء) (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (116) النساء) ؟

(فقد افترى إثماً عظيماً) والثانية (فقد ضل ضلالا بعيداً) ذكرنا سابقاً أن هذا الأمر حتى يتضح ينفعنا العودة إلى السياق لماذا اختار هذه الفاصلة دون تلك؟. الآية الأولى (فقد افترى إثماً عظيماً) هذه الآية نزلت في أهل الكتاب قبلها قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً (47)) أهل الكتاب نزل عليهم كتاب نزل بالتوحيد لا بالشرك فعندما يشركون يكونون قد افتروا على الله هم يفهمون الناس أنه نزل بالشرك إما بالتثليث أو عزير ابن الله أو غيرها من الأقاويل ينسبونها إلى الله وإلى الكتب يقولون هذا هو الذي نزل، هذا افتراء فختم الآية (فقد افترى إثما عظيما) لأنهم كذبوا على الله، افترى يعني كذب والإثم هو الذنب. إذن لما كانت الآية في أهل الكتاب هم افتروا واكتسبوا إثماً. هذه مسألة والمسألة الأخرى أن السياق أصلاً في ارتكاب الآثام إضافة إلى هذا، إضافة إلى أنهم افتروا واكتسبوا إثماً السياق هو في ارتكاب الآثام (يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ) (مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) (وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ) (انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ) (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) هذه كلها آثام إذن ناسب ختم الآية (فقد افترى إثماً عظيماً). الآية الثانية في كفار قريش لم يعرفوا كتاباً، لا يعلمون شيئاً غافلين لم ينزل إليهم كتاب وإنما هم ضالون. إذن هناك فرق في الآية الأولى نزل عليهم كتاب فافتروا أما الثانية فلم ينزل إليهم كتاب فهم ضالين إضافة إلى أن السياق في الضلال (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى) تبين له الهدى وشاقق الرسول r هذا ضلال، (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) (وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ) إذن الآية الثانية في سياق الضلال إضافة إلى أنها نزلت في أناس لم ينزل إليهم كتاب ولا عرفوه فهم ضالون السياق في الضلال أيضاً. أما في الآية الأولى فإضافة إلى أنهم أهل كتاب غيّروا وافتروا وحرّفوا السياق في ارتكاب الآثام إذن من كل ناحية كل فاصلة ناسبت السياق الذي وردت فيه (فقد افترى إثماً عظيماً) مناسبة للسياق ولمن نزلت فيهم والآية الثانية (فقد ضل ضلالاً بعيداً) مناسبة للسياق ولمن نزلت فيهم.

سؤال: لماذا يتكرر صدر الآية نفسه هو هو (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)؟

(أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) التوحيد، جميع الأنبياء يركزون على أمور أساسية في غاية الأهمية، أولئك أشركوا مع أهل الكتاب والشرك هو أكبر الكبائر فينبغي إذن أن ينبه أنه لا يغفر، أنتم يا أهل الكتاب لا تقولوا نحن عندنا علم، إن الله لا يغفر هذا الشرك لأنكم تعلمون وافترتيم على الله فهذا لا يغفر لكم ولا يغرنكم أنكم أهل كتاب. وأنتم أيها الضالون لا تقولوا نحن لم نعلم فالشرك لا يغفر والآن أخبرناكم وعلمناكم وأرسلنا لكم من يخبركم بهذا الأمر فإذا بقيتم على شرككم لا يُغفر لكم والشرك مسألة أساسية وجميع الأنبياء نهوا عن الشرك وأمروا بالتوحيد هذه ليست مسألأة ثانوية خاصة بقوم دون قوم وأصل خلق الإنس والجن للعبادة والعبادة تقتضي التوحيد ونفي الشرك.

سؤال: ما هو البرهان في آية سورة يوسف (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ (24) يوسف) يقال أن الذي رآه يوسف u يمكن أن يكون جبريل أو يعقوب أو العزيز فهل يمكن أن تكون هذه رؤية معنوية رؤيا الخوف والخشية من الله من عمل المعصية لأنه ذُكر أن يوسف u هو من المحسنين والمخلَصين والمتقين؟

(ولقد همت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه) ثم ينسحب السؤال على البرهان وأثير سؤالاً في السابق كيف همّ بها؟ معنى الهمّ أنه أراد أن يفعل الفاحشة. لقد هممت أن أفعل كذا أي أردت وحاولت ودفعتني نفسي إلى أن أفعل كذا فالهمّ بداية الفعل. في هذه المسألة أنا أميل إلى رأي أهل اللغة في هذه الآية، لو رجعنا إلى اللغة هو لم يهمّ بها أصلاً (وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه) لا نقف عند (وهمّ بها) وإنما تقرأ الآية كاملة. (ولقد همت به/ وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه) لو قلت همت به وهمّ بها أين جواب وموقع (لولا أن رأى برهان ربه)؟ هذه من حيث اللغة لم يهمّ بها. (لولا) هنا حرف امتناع لوجود، (لولا) تأتي في موطنين للتحضيض لولا فعلت هذا يحضّه، (فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) المنافقون) تدخل على الأفعال (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ (12) النور) تحتاج لفعل ولا تحتاج إلى جواب نقول لولا فعلت هذا. إذن لولا حرف تحضيض أو امتناع لوجود. حرف امتناع لوجود لو قلت لولا أخوه لضربته تكون لم تضربه امتنع الضرب لوجود الأخ (حرف امتناع الجواب لوجود الفعل) (يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) سبأ) امتنع الشيء لوجود أمر. وفي الشعر قيل: ولولا بنوها حولها لخرّبتها، تقدّم أو تأخر، يجوز أن يتقدم معنى الجواب كما في قوله تعالى (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ (77) الفرقان) أصلها لولا دعاؤكم لا يعبأ بكم ربي، (إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا (42) الفرقان) لولا أن صبرنا لكاد أن يضلنا، يجوز التقديم والتأخير، عموم أدوات الشرط أن يتقدم ما يدل على الجواب أو يتأخر، كنت ضربته لولا أخوه أو لولا أخوه لكنت ضربته. صاحب البحر المحيط يقول: قارفت الذنب لولا أن عصمك الله، تكون لم تقارف الذنب لوجود عصمة الله، همّ بها لولا أن رأى برهان ربه، هذا منطوق اللغة. لغة ما همّ بها طرفة عين هذا من حيث اللغة لم يهمّ بها أصلاً (وهم بها لولا أن رأى برهان ربه). هو لم يحاول لوجود (لولا) لولا العصمة لهمّ بها إذن لم يهمّ بها، لولا برهان ربه لهمّ بها لكنه ما همّ. البعض قال أنها همت به فعلاً وهمّ بها تركاً وهذا لا يصح لغوياً لأن الكلام سيكون ولقد همت به وهمّ بها ولا يعود لقوله (لولا أن رأى برهان ربه) لا يعود لها موقع ولا وجود وليس لها موقع في الكلام أصلاً. يقتضي أن نقول ولقد همت به وهم بها، و(لولا أن رأى برهان ربه) لا يعود لها وجود ولا دلالة. قسم من كبار المفسرين مثل صاحب البحر المحيط قال لم يهمّ بها ونص كلامه ” لم يقع منه u همٌّ البتة”. إذن من حيث اللغة لم يهمّ بها. المفروض أن نفهم هذه الآية على أنه امتنع الهمّ لوجود البرهان.

uسؤال: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) القصص) ويلكم ثواب الله خير لماذا لم يقل أوتوا التقوى؟ هل لأن أهل العلم الشرعي بالذات لديهم بصيرة ونور أكثر من أهل التقوى والصدق؟ أم هم الأقدر تمييزاً في هذا الإختيار المصيري بين الدنيا والآخرة؟ فهل يحق لي كطالبة علم أن أتفكر في بعض الآيات وأسأل أهل العلم؟ يجوز أن تفكر وتسأل.

(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي (78) القصص) لأنه ادعى أن ما حصل عليه من علمه لكن هذا العلم الذي عنده أورده موارد الهلكة فهؤلاء الآخرون الذين أوتوا حق العلم هم الذين يعرفون ماذا كان ينبغي أن يكون وليس العلم الذي ادعاه قارون حتى أورده موارد الهلكة، فعلم هؤلاء بمقابل علم هذا الشخص الذي ادّعاه لنفسه. هذا أمر والأمر الآخر هو ذكر الذين أوتوا العلم ولم يذكر التقوى لئلا يُظن أن التقوى هي نقيض العلم لو قال التوقى معناه العلم لا ينفع. لو لم يذكر العلم وقال التقوى ستصبح التقوى بمقابل العلم لكن التقوى ليست بمقابل العلم العلم أيضاً يأتي بالتقوى وليس نقيضاً لها كأن معنى أن الذي أوتي العلم يريد الهلكة لكن المتقي ينجو من ذلك والأمر ليس كذلك الذي يعلم حق العلم هو الذي ينجو لأن المؤمن والمتقي قد لا يكون عالماً وإذا لم يكن عالماً قد يقع في جهله ويقع في أمور هو لا يعلمها لكن الراسخون في العلم الذين يعلمون حق العلم هم المتقون فعلاً كما قال تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء (28) فاطر) ذكر العلم لأن هؤلاء هم المتقون حقاً وكلمة أوتوا العلم لم ترد في جميع القرآن إلا في المدح والثناء. إذن هذا الذي أوتي العلم حق العلم هو متقي وهو مؤمن (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) الإسراء) إذن الذين أوتوا العلم يعني يعلمون حق العلم ماذا كان ينبغي أن يفعل، الذي ضلّ لم يؤتى حق العلم هذا ورد موارد الهلكة أنه لم يعلم حق العلم ولو علم حق العلم لخشي (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) إذن الذين أوتوا العلم ويعلمون بأحوال الدنيا والآخرة هم الذين قالوا.

سؤال: (وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) العنكبوت) ذكر قصة موسى في آيتين مع أنه ذكرها في عدة سور أخرى بعدة آيات؟

(وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)) لم يذكر لهم دعوة ولا شيء. (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)) (حاصباً) عاد و(الصيحة) ثمود و(ومنهم من خسفنا به الأرض) قارون و (منهم من أغرقنا) هذا فرعون. (وما كان الله ليظلمهم) ذكر عقوبة مجموعة من الأقوام وليس هناك قصة.

سؤال: ما خصوصية استعمال القرآن لكلمة القرآن والفرقان (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) يوسف) وفي الفرقان (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الفرقان)؟

(وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) البقرة) البعض يقول الفرقان هي المعجزات، الكتاب التوراة والفرقان المعجزات وإما قالوا الكتاب والفرقان يقصد التوراة نفسها. نقول هذا أبو حفص وعمر، (فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) طه) الظلم هو الهضم. هذا الأصل وليس القاعدة المطلقة. يقولون الكتاب والفرقان الكتاب التوراة والفرقان المعجزات ويقولون الكتاب والفرقان هو نفس الكتاب التوراة وأضاف ذكر كلمة الفرقان كون هذا الكتاب فرقان، أضاف شيئاً آخر لكلمة الكتاب. (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الفرقان) القرآن، (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً (29) الأنفال) هم مؤمنون يجعل لكم فرقاناً وعندها ستميز بين الحق والباطل وتعرف ما يصح وما لا يصح “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك” البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب. القرآن هو الإسم العلم على الكتاب الذي أنزل على مجمد r واسم الكتاب الذي أنزل على محمد القرآن وهذا القرآن فرق بين الحق والباطل إذن القرآن فرقان والإنجيل فرقان والتوراة فرقان والمعجزات فرقان تفرق بين الحق والباطل. (وقرآناً فرقناه) هذا يعني منجّماً.

سؤال: ما الفرق بين عام وسنة وحول وحجج؟

(وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ (130) الأعراف) حتى يقال أسنت الناس أي أصابهم قحط، العام بمعنى الخصب والرخاء (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) يوسف). حتى في قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا (14) العنكبوت) ألف سنة فيها شدّة وارتاح خمسين سنة فقط. هذا أشهر ما قيل في كلمة عام وسنة في المعجمات.

الحول: من التحوّل انقلاب دوران الشمس وصيف وشتاء هذا أصلها. لكن كيف يأتي استعمال الحول في القرآن؟. الحول تدل على شتاء وصيف ولفظها من التحول لما صار تحول صار صيفاً وشتاء صار حولاً. الحول لم يستعمله القرآن إلا في الطلاق والموت فقط في عموم القرآن لم ترد كلمة حول إلا في هذا (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ (240) البقرة) و (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (233) البقرة) لو لم تكن مطلقة هو مكلف بالزوجية، سياق الآية كلها في المطلقات. (وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) لأنها مطلقة ولم لم تكن مطلقة لكان مطكلفاً بها بالزوجية. بينما قال (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ (14) لقمان)، (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) لم يقل عامين كاملين لأن الموت تحول في الحياة والطلاق تحول في الحياة. ليس هذا فقط، أصلاً فعل حال يحول يأتي بمعنى حجز (وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) هود) حجز بينهم، وهنا الآية أن هناك حاجر بينهما والموت حاجز والطلاق حاجز. ومن أعجب الاستعمالات مع أن الدلالة تدل على فترة زمنية محددة لكنها الواضح أن هناك فوارق لغوية ومن غرائب الدقة والاستعمال أن الحياة تحولت هذه أصبحت مطلقة والآخرى توفى زوجها إذن صار تحول في الحياة. (حولين كاملين) (وفصاله في عامين) الموقف يكاد يكون واحداً لكن الظروف مختلفة فاستخدم هنا كلمة غير الكلمة الأخرى. (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) النمل) (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ (33) الأنعام) فهِم العرب هذه الكلمات والفوارق اللغوية الموجودة في القرآن الكريم ولم يؤمنوا بهذا القرآن، دقة متناهية في استخدام اللفظة القرآنية.

الحجج(قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ (27) القصص) الحِجّة بمعنى السنة. الحج أصل الكلمة في اللغة الزيارة تدل على قصد الزيارة ولكن استعملت في العبادة المعروفة وفي الأصل الحج القصد للزيارة لكن في العبادة شيء خاص، صارت زيارة البيت الحرام بمواقيت معينة ومناسك معينة. الزائر ينبغي أن يعود إلى أهله لأن الزائر لا يبقى، موسى u جاء فاراً وليس دار إقامة (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ (29)) إذن هي ليست إقامة وإنما زيارة واستعمل ما يدل على الزيارة جاء فارّاً إلتجأ زائراً ثم عاد فاستعمل ما يدل على الزيارة وليس ما يدل على الإقامة. عام وسنة وحول لا تدل على الزيارة. ما نراه مترادفاً هناك سمات فارقة بين كلمة وأخرى ولذلك قال (ثماني حجج) ولو قال عام أو سنة أو حول لا تدل على المعنى المطلوب. أنسب شيء أن يقول حجج في الآية. جمع سنين تصبح عامة وليست مخصصة.

سؤال: لماذا جمع السنة على سنين في آية سورة الكهف (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)) ولم يقل ثلاثمائة سنة؟

(ثلاثمائة سنين) جاءت هذه بعد تمام الكلام (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائةٍ سنينَ) هذا تنوين قطع لأن الجملة انتهت، ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة، ثم يبين سنين هذا إيضاح بعد الكلام هذا يكون في الأشياء المراد لفت النظر إليها. إما يقال ثلاثمائةِ سنة، البدل يمكن إحلاله محل الأول المُبدل منه يمكن أن نقول ولبثوا في كهفهم سنين. سنين: هي بدل من العدد منصوب (ملحق جمع مذكر سالم).

سؤال: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ (29) الشورى) كلمة فيهما هل تدل على أن هناك دواب في السموات أو الكون الآخر؟

سؤال: في سورة الأنعام استعمال كلمة يصدفون (أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157) الأنعام) (انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) الأنعام) ما دلالة الفاصلة في الآيات؟

(حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ (96) الكهف) مرّ بصدف مائل فأسرع حتى لا يقع عليه. إذن صدف هو الجانب والناحية أيضاً، فرق بين أعرض عنه وصدف عنه. الإعراض قد يكون خفيفاً تسمع شيئاً ثم تعضر عنه لكن صدف عنه أن تذهب في الجانب عنه يُعرض ويتركه ويمشي. الصدف أكبر من الإعراض، الإعراض قد يكون في القليل والصدف مخصص لما هو أشد ولذلك قالوا الصدف هو الإعراض الشديد إذن يصدف أعرض إعراضاً شديداً وذهب في جانب وناحية. صدف إذن أعرض إعراضاً شديداً وذهب في ناحية.

سؤال: في تعداد الأنبياء (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) الأنعام) ما دلالة اختلاف الفاصلة القرآنية في الآيات؟ ولماذا اختيار صفة الصالحين مع أنبياء محددين؟

(وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)) الفواصل تختلف وننظر سبب الاختيار. (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا) هو أنعم عليهما بالهداية.


جودة عالية
http://ia360935.us.archive.org/0/items/Lamasat61-70/lamasat66.avi

جودة متوسطة
http://ia360935.us.archive.org/0/items/Lamasat61-70/lamasat66.rmvb

mp4 جودة
http://ia360935.us.archive.org/0/items/Lamasat61-70/lamasat66_512kb.mp4

جودة صوت
http://ia360935.us.archive.org/0/items/Lamasat61-70/lamasat66.mp3