الحلقة 71
تابع سؤال 277: نحن تكلمنا في الحلقة الماضية على تقديم الجار والمجرور وبيّنا قضية الإهتمام بالتقديم والصورة التي يؤدي إليها هذا التقديم فلا نعيد الكلام فيه. الآن الكلام على كلمة مؤصدة وموصدة. العلماء يقولون عندنا فِعلان: أَصَد ووَصَد يقولون كلاهما بمعنى، أصد مثل وصد لكن ما عندنا في العربية، في الإستعمال العربي وصد وأصد وإنما عندنا أوصد وآصد. أوصد الباب وآصد الباب كلاهما بمعنى، كلاهما بِزِنَة أفعل (أوصد بزنة أفعل، وآصد بزنة أفعل أيضاً لأن أصله أأصد بهمزتين). لما يكون عندنا همزتان في أول الكلمة، الثانية ساكنة هذه الساكنة تُقلب إلى جنس حركة ما قبلها. فإذا كانت حركة ما قبلها فتحة تقلب ألفاً، من أمن نقول آمن أصلها أأمن، إيمان أصلها إئمان بالكسرة، أُومن أصلها أؤمن فتُقلب وهذا القلب واجب وليس إختيارياً باختيارهم. إذا إلتقت همزتان في الأول الكلمة الثانية ساكنة تقلب إلى جنس حركة ما قبلها وجوباً وليس جوازاً.
آصد أصلها أأصد، أأصد وأوصد من أربعة أحرف، الفعل إذا كان من أربعة أحرف مثل دحرج لما تتصل به أحرف المضارَعة المفروض أن لا يتغير فيه شيء، يعني دحرج يبدأ بالدال والحاء (دح)، يدحرج يبدأ بالياء والدال لا يتغير، بعثر يُبعثر، زلزل يزلزل، لما نأتي إلى الرباعي المبدوء بهمزة مثل أكرم المفروض أن يقال يؤكرم بزِنة يدحرج لكن العرب ما قالوا يؤكرم. عندنا شطر بيت ما قبله شيء ولا بعده شيء – وأنا فتشت فلم أعرف قائله ورجعت في الموسوعة الشعرية في المجمع الثقافي في أبو ظبي وفيها مليوني وأربعمائة ألف بيت من الشعر ما وجدته – يقول الشاعر: فإنه أهلٌ لأن يُأكرم.
لما نأتي إلى آصد المفروض (يُأأصد) العرب لا تقول يُأأصد كما لا تقول يأكرم إنما قال يؤصد ومن أوصد ما قالوا يُأوصد وإنما قالوا يوصد, لما نأخذ إسم المفعول بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر سيكون عندنا من يؤصد مؤصَد ومن يوصِد موصَد، التأنيث مؤصدة وموصدة. إذن كلا اللفظين يعود إلى معنى واحد وهو من الرباعي وهو إسم مفعول فالمعنى واحد لكن بعض قبائل العرب نطقتها هكذا مثلما بعض قبائل العرب تقول أكّد الشيء يؤكّده تأكيداً وبعضهم يقول وكّد الشيء يوكّده توكيداً والتوكيد يقول علماؤنا أفصح من التأكيد. القبائل التي تقول يوكِّد أفصح من القبائل التي تقول يؤكد.
عندنا في مؤصدة قراءتان: قارئ البصرة أبو عمرو وأحد قراء الكوفة حمزة وحفص عن عاصم معناه بعض قبائل الكوفة قرأت مؤصدة وقبائل البصرة كانت تقرأ مؤصدة، المدينة (نافع) والآن أهل المغرب يقرأون بها، مكة (إبن كثير)، الشام (إبن عامر)، بعض قبائل الكوفة الأخرى (الكسائي وشعبة عن عاصم) كلهم كانوا يقرأون موصدة فالذي يقرأ مؤصدة في الحقيقة أقل من الذين يقرأون موصدة وكما قلنا سابقاً كلتا القرآتين ثابتة عن رسول الله r بقراءته إياها مباشرة أو بإجازتها عن ربه سبحانه وتعالى لهذه القبائل. فهذه إذن مسألة مؤصدة وموصدة كلتاهما بمعنى واحد لكن موصدة هل تعني مغلقة أو تعني مُطبقة؟ بعض العلماء قالوا هي على معناها مغلقة عليهم وبعض العلماء قالوا في قوله (عليهم نار مؤصدة) أي كأن النار جاءت من علو غطّتهم كأنها مطبقة عليهم بسبب حرف الجر (على) وقلنا أن هذه الصورة عندما نقول عليهم كأنه نزلت عليهم وشملتهم وغطّتهم وكلا القولين له ما يؤيده من لغة العرب.
سؤال 278: في سورة النساء آية 3 (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3)) فما الفرق بين لا تقسطوا ولا تعدلوا؟
الآية (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) عندنا الفعل قَسَطَ هو يأتي من بابين: قَسَط يقسِط قُسوطاً مثل جلس يجلس جلوساً وقَسَط يقسِط قَسْطاً مثل ضرب يضرب ضرباً. فعندنا القسط والقسوط بمعنى الظلم والجور، هذا قَسَط.
لما تدخل عليه الهمزة، عندنا الهمزة تدخل من معانيها السلب، يقولون من: شكى زيدٌ وجعاً فتقول أشكاه الطبيب يعني أزال شكايته. ومنه أيضاً أعجم الحرف بمعنى نقطه بمعنى أزال عجمته، السلب والإزالة. ومنه يقولون: أقذيت عين الصبي يعني أزلت القذى من عينه. فالهمزة تزاد أحياناً لمعنى السلب. فلما تقول أقسط بمعنى أزال أو سلب الجور والظلم، وهذا الفرق بين قسط وأقسط. قسط جار أو ظلم وأقسط أزال الجور وأزال الظلم، تحول عن الظلم. لكن عندنا القِسط بكسر القاف للعدل لأن فيه معنى التحول فصارت كلمة القِسط للعدل وليس للجور؟ القََسط بفتح القاف مصدره قسط، الظلم والقسوط مصدر ثاني لأنه يأتي من بابين. أما القِسط بالكسر فهو العدل ضد الجور بمعنى المساواة.
هنا لم يأت بالقِسط بالكسر ولا غرابة مثلما عندنا كلمة البَرّ ضد البحر بفتح الباء والبُرّ أي الحنطة بضم الباء والبِر بكسر الباء أي الإحسان فلا غرابة أن تأتي لفظة مغايرة لمعنى لفظة أخرى بتغير حركة واحدة وهذه من سمات العربية. فإذن الإقساط هو عدم الجور. لكن ننظر عدم الجور أن لا تكون ظالماً مع من استعملت؟ (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى) اليتيمة حينما تكون في حجر رجل مسؤول عنها، يتولاها، كأنما يصونها كأن يكون من أقارب هذه اليتيمة، يموت أبوها فتنقل إلى داره يكون وصياً عليها فلما يكون وصياً عليها وعلى أموالها أحياناً إذا تزوجها قد يظلمها في صداقها يعني لا يعطيها الصداق الكافي الذي تستحقه فيقول الله عز وجل للمؤمنين إذا داخلكم شك خشيتم أن لا تكونوا عادلين مع اليتيمة وخشيتم أن لا تزيلوا عنها الظلم فتحولوا إلى سائر النساء (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ) وقطعاً الإنسان إذا كان عنده أكثر من يتيمة لانه إذا كان عنده يتيمتين لا يستطيع أن يتزوج اليتيمتين لأنهما أختان لأنه لا يجوز الجمع بين الأختين. فمعناه لا يوجد هناك أكثر من واحدة، قد يفكر بالزواج من واحدة لكن قد لا يعدل باتجاهها، قد لا يزيل عنها الظلم، قد يظلمها، فإذن الظلم متوجه إلى واحدة وليس إلى متعدد فاستعمل كلمة الإقساط (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى) كأنهن في موضع معرضات للظلم، كل يتيمة معرضة للظلم، كل يتيمة عند إنسان. هذه اليتيمة المعرضة للظلم إن كنت تخشى أن لا تزيل عنها الظلم إذا تزوجتها أن توقعها في الظلم إذا تزوجتها عند ذلك لا تتزوج هذه اليتيمة وتحوّل إلى سائر النساء (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) يعني من النساء الأخريات وليس ممن في أيديكم من اليتيمات (مثنى وثلاث ورباع) كل منكم يتزوج اثنين، ثلاث، أربع. (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) هنا بإمكانه لما ذكر مثنى وثلاث ورباع ستكون لديه أكثر من امرأة بخلاف مع اليتيمة لا تكون إلا واحدة هناك قال إن خفتم أن لا تزيل عنها الظلم وإن خفتم ألا تقسطوا. هنا قال (ذلك أدنى ألا تعولوا) العدل فيه معنى المساواة والمعادلة، وتذكر كبار السن أنهم كانوا يضعون على الدابة ما يسمى بالعدلين عبارة عن كيسين في كل جانب كيس يضع فيه حاجياته ويحاول أن يعادل بينهما حتى لا يميل العِدل. فمع النساء المفروض كأنه أكثر من واحدة فيجب أن يكون هناك معادلة وليس إزالة ظلم عن واحدة وإنما فيه معنى التعادل. فلما تحدث عن التعدد إستعمل المعادلة، العدل من عِدلي الدابة، تكون عادلاً تساوي بينهما، ولما يتحدث عن اليتيمة استعمل إزالة الظلم (القسط) (فإن خفتم ألا تقسطوا). (فإن خفتم ألا تعدلوا) في النسوة المتعددات فواحدة. لما يكون عندك خشية تكتفي بواحدة. (أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا) تعولوا هنا بمعنى لا تعتدوا أي أن لا تتجاوزوا الحق. العَوْل هنا بمعنى العدوان، ذلك أدنى أن لا تعولوا أي أن لا تعتدوا من العدوان وليس من الإعالة (عال فلان بمعنى ظلم وليس بمعنى تكفّل) وهذا مستعمل في بعض اللهجات العامية عندنا مثل يقولون أولاد واحدة معينة دائماً يكونون معتدين فحيثما وجدت خصومة يقول الناس أولاد فلانة عايلين سواء كانوا موجودين أو غير موجودين. عايل أي ظالم أو معتدي (أدنى ألا تعولوا) أن لا تعتدوا في عدم المساواة بين النسوة.
سؤال 279: ما دلالة كلمة ليبلوكم في الآية (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) هود) ؟
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) هود) كلمة ليبلوكم، الإبتلاء هو الاختبار والامتحان والفعل يبلو متعلق بـ (خلق) يعني خلق هذه الأشياء من أجل امتحانكم ومن أجل ابتلائكم. هذا الكون كله خُلِق وأنتم خُلِقتم أيضاً من أجل الابتلاء والامتحان من سيكون مطيعاً لله سبحانه وتعالى ومن سيكون عاصياً؟. التعلق بخَلَق، ليبلوكم متعلقٌ بخَلَق وليس بما وراء خلق (في ستة أيام) وإن كانت كل هذه المعاني داخلة ضمن الامتحان والاختبار هي جزء منه، لما يسأل الإنسان لماذا ستة أيام؟ ما المراد بالعرش؟ ما المراد بالماء؟ كيف كان عرشه على الماء؟ هذا كله يندرج بالغيب الذي يؤمن به المؤمنون (الذين يؤمنون بالغيب) لأن كل ما غاب عنا إدراكه الخوض فيه هو كدٌ للذهن لا يوصل إلى نتيجة. ممكن أن تأتي بعض النظريات والأقوال هذا كله ليس من شأن القرآن الكريم. الإيمان بهذا النص القرآني هو جزء من الإيمان بالله سبحانه وتعالى وهذا الجزء أو هذه المساحة التي قلنا عنها أكثر من مرة اللفظ العام مفهوم لكن هناك مساحة في بعض الآيات هي مفهومة من حيث اللغة لكن فيها مساحة للغيب (قلنا هذا أكثر من مرة لكن الإعادة فيها نوع من الصالح).
فإذن (ليبلوكم) دلالتها ليختبركم أي أن هذا الوجود هو من أجل اختباركم أي أن تختبروا و الاختبارلا تعني أن الله سبحانه وتعالى لم يكن يعلم لأن الله عز وجل المستقبل في عينه ماضي. لكن حتى الإنسان الذي يدخل الجنة يعلم لماذا دخل الجنة.
الفرق بين البلاء والابتلاء: بلاه بالشيء وابتلاه كلاهما بمعنى اختبره مثل خَبِِر الأمر واختبر الأمر لكن الإختبار كأن فيه نوع من العمل. لما تقول خبرت هذ الشيء أي صار عندك خبرة به بجهد يسير إنما إختبرته فيه جهد، مثل جهد في الأمر واجتهد في الأمر، إفتعل فيه معنى بذل الجهد. ليبلوكم أي ليعلم من أخباركم علم ظاهر، أو علماً ظاهراً لأن العلم الباطن عند الله سبحانه وتعالى معلوم لكن حتى المخلوق يقتنع أن هذا حقّه بناء على فعله.
سؤال 280: هل القرآن نزل للإنس فقط أو للإنس والجن؟
هذا الكلام قد يطول لكن نحاول أن نوجز القول فيه. أولاً عندنا جِنّ آمنوا بهذا الدين (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29) الأحقاف) الله سبحانه وتعالى صرفهم إلى رسول الله r ولم يكن يعلم بهم، كان يقرأ القرآن، هؤلاء وجههم الله سبحانه وتعالى إلى رسوله r ليستمعوا فلم يكن قد رآهم وما أحسّ بهم r في هذا الموضع. (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ) أنصتوا أي إسكتوا، الإنصات بمعنى السكوت. (فلما قضي) معناه آمنوا ولّوا إلى قومهم، تحولوا إلى دعاة بمجرد أن سمعوا الذكر، تحولوا إلى داعين لهذا الدين (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى) الجزيرة كان الغالب عليها اليهودية، النصرانية كانوا في الجنوب فلا يبعد أن يكون الجنّ هؤلاء من أتباع موسى u أي من اليهود كما كان اليهود في المدينة (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30)) قالوا كتاباً من بعد موسى أي ما كانوا يعرفون النصرانية. (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31)) صاروا دعاة.
الموضع الثاني (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) الجن) عندنا حديث صحيح من عدة طرق لكن يلتقي عند إبن مسعود أنه سُئل في ليلة سميت ليلة الجنّ قال: كنا مسافرين مع الرسول rr فافتقدناه في الليل فتشنا عنه لم نجده إلى أن جاءنا مع الفجر فقلنا يا رسول الله افتقدناك، ظننا أنك حدث لك شيء، قال: لا وإنما جاءني داعي الجن فذهبت معه (يعني جاءه مخلوق من الجنّ ودعاه إلى قومه من الجنّ ليقرأ عليهم القرآن) – الحديث صحيح ورد في أكثر من كتاب – فقيل له: هل شاهده منكم أحد؟ قالوا لا، وإنما الرسول rr أخذنا فأرانا آثارهم معناه أن الرسول rr رآهم، لما يكلمهم معناه رآهم وحده أما أصحابه فصرّحوا بأنه لم يرهم منهم أحد وإنما فقط هو الرسول r. إذن نزل القرآن للإنس والجنّ معاً، خوطبوا به.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 13/12/2006م:
من هم (وما ملكت أيمانكم)؟
هل ما ذكره الدكتور حسام بخصوص الهمزة يمكن أن نطبقه على نجيناكم وأنجيناكم؟ وهل هناك طريقة لنعرف متى نضع نجيناكم ومتى نضع أنجيناكم؟
التذكير والتأنيث في سورة هود
ما الفرق بين الآيتين (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ (216) البقرة) (فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) النساء)؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 13/12/2006م
2009-01-27 18:46:31