سؤال 297: أين فاعل تقطّع في الآية (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94) الأنعام)؟
هذه الآية (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (94)) لعله الذي دفعه إلى هذا السؤال أن هناك إحتمال أن يكون هناك تنازع كما نقول: “جاء وذهب زيد” فزيد فاعل لفعل ذهب، وجاء من فاعلها؟ (لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) (ما كنتم) فاعل (ضلّ) فأين فاعل تقطّع؟ هل هو نفسه؟
علماؤنا يرجحون أن يكون الفاعل مفهوماً أو ضميراً مستتراً تقديره هو يعود على المعنى المفهوم من كلمة (شركاء). يعني المعنى يكون: لقد تقطّع الوصل بينكم، الوصل مفهوم من كلمة (شركاء) لأن الشريك يتصل بشريكه. لقد تقطع الوصل بينكم، تكون (بينكم) ظرف. وعندنا قراءة سبعية (بينُكم) – وكما نقول دائماً هذه القراءات قرأتها قبائل عربية ومسندة للرسول r – عند ذلك كأن المسافة الرابطة بينهم الذي هو البيْن صار متقطعاً فلا وصلاً ونعود إلى لمعنى نفسه أن الوصل الذي بينهم تقطّع سواء جاءت (بينُكم) بالرفع أو القراءة المشهورة (بينَكم) بالنصب (قرأ بالنصب نافع والكسائي وحفص عن عاصم) وسائر السبعة قرأوا (بينُكم) والذين قرأوا بينُكم أكثر. تقطّع هذا الوصل الذي هو بينكم فصار البيْن مقطّعاً
سؤال 298: ما إعراب الجن في الآية (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) الأنعام)؟ هل هي مفعول أوّل مؤخّر أم بدل من شركاء؟
بعض العلماء يرى أنه هنا تقديم وتأخير للإهتمام لأن الفعل (جعل) يتعدى إلى مفعولين لما يكون بمعنى صيّر. تقول: “جعلت الماء ثلجاً” الماء مفعول به أول وثلجاً مفعول به ثاني. كأن الأصل في غير القرآن (وجعلوا الجن شركاء لله) هؤلاء الذين يتعاملون مع الجان من السحرة – وبالمناسبة وهو تحذير لجميع المشاهدين وفي برنامجنا إذا جاءت فرصة لنفع المشاهدين لا ندعها – هناك قنوات تذيع الآن من هؤلاء المتعاملين مع الجن، علماؤنا يُجمِعون إستناداً إلى أحاديثالرسول r أن أمثال هؤلاء يحرُم سؤالهم ” من سأل عرّافاً”، وهؤلاء يدّعون المعرفة ويسألون المشاهد عن إسم أمه، حرامٌ سؤال هؤلاء وهذا كلام علمائنا، كلام أهل الفقه وأهل الشرع لأن هؤلاء كالسحرة إن لم يكونوا سحرة فجعلوا لله شركاء الجن يستفيدون منهم، يتعاملون معهم، يستغلونهم، ممكن أن يقولوا حدث لك كذا عن طريق ما يخبره به الجنّ. إياكم ومكالمتهم، إياكم أن تسألوهم شيئاً، هذا للأسف موجود على أكثر من فضائية وأنا أعتقد أن وراء هذا اليهود لأنهم يسعون لإشغال الأمة ولإلهائها.
هذا رأي، والرأي الآخر يقول هي : (جعلوا لله شركاء) الجار والمجرور هو متعلق بأحد المفعولين وشركاء هو المفعول الآخر والجن عند ذلك يمكن أن يكون مفعول به لفعل محذوف تقديره (أعني)، أو يكون بدلاً أو عطف بيان من كلمة شركاء. فعلى كل الأحوال العناية والإهتمام بلفظ الجلالة قُدّم (وجعلوا لله) هذه مسألة كبيرة أن يجعلوا لله سبحانه وتعالى شركاء ثم بيّن أنهم جعلوا الجن شركاء. (وخلقهم) الله تعالى خلق كل هؤلاء فكيف تجعلونهم شركاء؟.
(وخرقوا له بنين) خرقوا مثل خلقوا لكن فيها معنى الكذب. نافع يقرأ (وخرّقوا) بالتكثير (في المغرب العربي) والقراءة المشهورة (خرقوا). والتخريق هو خلق الكذب. نقول هذا أخرق كأنه أحمق ويختلق الأشياء. (وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ). من حيث الإعراب ما دام المعنى مستقيماً لك هذا ولك هذا. القول بالتقديم والتأخير لا بأس به ويستقيم أن يكون الجن مفعول أول وشركاء مفعول ثاني وقد تقدم والجار والمجرور يتعلقان بـ (جعل). ولو نظرنا في نظام الآية كأنما أريد لها أن لا تكون لفظة الجان متصلة بكلمة الله سبحانه وتعالى حتى في النظم وحتى في الترتيب.
سؤال 299: ما دلالة تكرار صفة (صم بكم عمي) بنفس الترتيب في القرآن؟ ولماذا إنعكس الترتيب (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) البقرة) ثم (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) الإسراء)؟
في سورة البقرة قال تعالى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)) وفي سورة الإسراء قال (وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97)). الملاحظ هنا ملاحظتان: الملاحظة الأولى التي سأل عنها السائل هي إختلاف النظم والترتيب. في سورة الإسراء ذكر العمى أولاً ثم البكم ثم الصمم، وفي البقرة ذكر الصمم ثم البكم ثم العمى. لو تذكرنا الآيات نجد أن آية سورة البقرة نزلت في المنافقين. المنافقون الذين رأوا الإيمان وسمعوا كلام رسول الله r من كلام الله عز وجل وكأنه يُفترض أنهم تذوقوا شيئاً من الإيمان، عُرِض عليهم الإيمان ثم إنتكسوا بعد ذلك، يعني تحولوا من الإيمان إلى الضلال، فإذن مَثَلهم كمثل الذي استوقد ناراً، كأنه أُضيء أمامهم هذا الدين لكنهم لم ينتفعوا بذلك. شرع الله كيف يُقدّم؟ يُقدَّم منطوقاً. هؤلاء كأنهم لم يستفيدوا مما سمعوه وكأنهم لم يشهدوه. في الواقع هم شهدوا وكأنهم لم ينظروا في ملكوت الله سبحانه وتعالى التي دُعوا إلى النظر فيها. (فهم لا يرجعون) لا مجال لهم للرجوع إلى الدين، إبتعدوا لذلك إستعمل كلمة (لا يرجعون) وسنجد في موضع آخر في سورة البقرة استعمل (لا يعقلون) وسنتحدث عنها لاحقاً. فإذن صورة هؤلاء غير صورة الذين هم في سورة الإسراء. الذين في الإسراء كلام على أُناس في وقت المحشر وليس في الحياة. (ونحشرهم على وجوههم) الكلام في يوم القيامة.
كلمة (على وجوههم) بعض المفسرين ذهب إلى أن كلمة (على وجوههم) يعني به ضالّين كما نقول: خرج فلان هائماً على وجهه يعني ضال، تائه، لا يُبصر. وقسم قال لا يستقيم هذا الكلام، هو يستقيم من حيث اللغة لكن لأنه عندنا حديث رواه الترمذي والنسائي وأحمد أن أحد الأشخاص سألالرسول r: “قيل يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم؟ قال: إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم”. فصار المعنى هو على اللفظ. يمشي على وجهه (أفمن يمشي مكباً على وجهه) ذاك خافض وجهه. لكن هنا لولا وجود الحديث اللغة تسعف أنه يمشي على وجهه ضال، تائه. لكن نقول هذا التائه أو إذا كان وضع وجهه في التراب، الضال التائه صورته غير صورة الذي في الظلمة. الآية الأولى في البقرة في الظلمة (في ظلمات لا يبصرون) فقال تعالى (صم بكم عمي). هذا الهائم على وجهه لا يعرف أو كان وجهه في التراب. التائه أول ما يفقد يفقد بصره، لا يرى ولو كان يرى لعرف طريقه ولعرف أين يسير فيفقد البصر. حينما يفقد البصر يبدأ عند ذلك يصرخ لعله يسمعه أحد فيرشده، فإذا فقد الكلام أو كان أبكماً عند ذلك يعتمد على أذنيه لعله يسمع صوتاً فيتجه نحوه. فهذا النظام وهذا الترتيب.
في آية سورة البقرة كان هو في ظلمات (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)) لما هو لا يرى فيريد أن يتسمع كأنه فقط لا يسمع فيحاول أن يصرخ لعل أحداً يسمعه وإذا لم يسمعه أحد يحاول أن يبصر لعل نوراً ينبثق في داخل هذه الظلمة لكن قال لا يبصرون فالصورة مختلفة.
والشيء الآخر بين الآيتين أنه هنا يوجد حرف عطف في آية سورة الإسراء (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا) بينما لا يوجد حرف عطف في آية سورة البقرة (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) يعني هذه حالهم. بينما في آية الإسراء (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا) الواو، واو العطف لما تأتي نقول تأتي على نية تكرار العامل. لو ذكرنا مثالاً يتضح الأمر: لما نقول “خرج الطلاب فاهمين فرحين شاكرين” هذه حالهم، بهذه الأحوال خرجوا. زِنها بقولك “خرج الطلاب فاهمين وشاكرين ومسرورين”. لما يكون بالعطف كأنه تتكون جملاً جديدة فيها نوع من الإهتمام. نية تكرار العامل يعني نحشرهم عمياً ونحشرهم صماً ونحشرهم بكماً فيكون فيها نوع من التمييز لتنبيه أو لتركيز هذا المعنى.
فكرة الحشر على الوجوه، الحديث رواه الترمذي والنسائي وأحمد ” أن رجلاً قال: يا نبي الله كيف يُحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال r: أليس الذي أمشاه على رجليه قادر أن يحشره على وجهه يوم القيامة؟ قال قتادة: بلى وعزّة وربنا”.
هناك شيء آخر، عندنا في سورة الفرقان (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)) الحشر على الوجه نلاحظ كأنه السحب في سورة القمر (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)) إذن هذا يؤكد ما ورد في الحديث. السحب على الوجه كأنه يكون منبطحاً ويُجرّ لكن السحب يكون أيضاً وجهه على التراب، لو كان وجهه على التراب لما يضع وجهه في التراب أيضاً أول شيء يفقده هو النظر ثم يدخل التراب في فمه فيفقد الكلام ثم يدخل التراب في أذنيه فيفقد السمع. سواء نظرنا إليها على أساس الضلال ذاك أو على هذا الأساس وهو على وجهه يُجرّ جرّاً يعني يُسحبون بالسلاسل ثم في النار يسجرون نسأل الله السلامة.
تبقى مسألة في الآية التي سأل عنها السائل: في الآية في سورة البقرة قال تعالى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)) وبيّنا أنهم لا يرجعون إلى النور الذي فقدوه. وفي سورة البقرة الآية (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171)). (لا يرجعون) قلنا ليس لهم مجال للرجوع إلى النور لأنهم نافقوا وطُبِع على قلوبهم والعياذ بالله فلا مجال للرجوع فيناسبه (لا يرجعون). هنا أولاً لما تكلم في الآية السابقة لما تكلم على آبائهم قال (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً) على أبائهم أنهم لا يعقلون فالمناسب أن تختم الآية الثانية (لا يعقلون) فكما أن آباءهم لا يعقلون هم لا يعقلون.
والمسألة الثانية أن المثال الذي ضُرِب (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171)) صورتهم، صورة هؤلاء وهم يُلقى عليهم كلام الله سبحانه وتعالى كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء، مثل مجموعة أغنام الراعي ينعق فيها، يصيح فيها وهذه الأغنام تسمع صوتاً لكن هذا الصوت لا تستطيع أن تميزه أو تميز معانيه مهما تكلم الراعي. لو صرخ الراعي في أغنامه: أيتها الأغنام قفي، إتجهي إلى اليمين، أنا أناديك، هي تسمع أصواتاً لكنها لا تستطيع أن تعقلها، لا تفهم. فكأن هؤلاء وهم يستمعون إلى كلام الله سبحانه وتعالى كالأغنام وعندنا آية آخرى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف) مثّلهم لأنهم لا يعقلون كلام الله سبحانه وتعالى ولا يستعملون عقولهم في إدراكه جعلهم مثل الأغنام. هذه الصورة، ولذلك هذه الصورة التي يناسبها كلمة (لا يعقلون). وتلك الصورة تناسبها كلمة (لا يرجعون) في ختام الآية مع أن في الآيتين تكرر (صم بكم عمي) نفسها، لكن هناك قال لا يرجعون، لا يعودون إلى الإيمان وهنا قال (لا يعقلون) لأنه شبههم بالأغنام والبهائم التي تسمع أصواتاً ولا تدرك معناها. أنتم تسمعون القرآن لماذا لا تشغلون عقولكم وتفكرون فيه؟ فقال هؤلاء مثلهم مثل الأغنام والبهائم. فضلاً عن أنه ذكر آباءهم بصفة عدم العقل فتناسب من الوجهين.
بُثّت الحلقة بتاريخ 3/1/2006م
2009-01-27 18:38:39