نحن وقفنا في الجلسة الماضية لكن استشكلت مسألة القراءات. تكلمنا على القراءات في قوله تعالى في سورة آل عمران الآية 56 و57 تبدأ بقوله تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57)) هنا بصيغة المتكلم (فأعذبهم) أنا للمتكلم الله سبحانه وتعالى و (,اما الذين آمنوا ) انتقل الى الغيبة فقال (فيوفيهم) هو ولم يقل فأوفيهم وبينا حقيقة في الحلقة الماضية أن استعمال الحضور والغيبة والإفارد والجمع هذا نوع من التلوين في الخطاب. التلوين في القرآن الكريم يخاطب مرة بالافراد ومرة بالجمع ومرة بالمعظِّم نفسه ومرة بالافراد لكن يرد السؤال: لِمَ الإفراد هاهنا ولِمَ الجمع هاهنا؟ ولِمَ استعمل التكلم هاهنا ولِمَ استعمل الغيب هاهنا؟ فضلاً عن التلوين في الخطاب وليس مجرد التلوين. قلنا عندما قال تعالى (فأعذبهم) فيها معنى الحضور بالنسبة للسامع. السامع يستشعر الحضور والسامع يستشعر الغيبة أما الله تعالى فهو حاضر في كل حين استعمال الحضور لأنه يشير الى الدنيا والآخرة. الدنيا حاضرة والآخرة غائبة فاستعمل الحضور هنا (فأعذبهم في الدنيا والآخرة) وقلنا أن الكافر والمشرك أو المُاحِد هو في حقيقته معذّب في الدنيا لسبب يسير أن الموت حقيقة يتفق عليها الجميع لذا سمّاه القرآن الكريم اليقين (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) ولو سألت المُاحِد الذي لا يؤمن بشيء: تموت أو لا تموت؟ يقول لك أموت فالموت يقين لكن الخلاف هو ما بعد الموت. الشاعر يقول:
قال المنجّم والطبيب كلاهما لا تُبعث الأجساد قلت إليكما
إن صحّ قولكما فلست بخاسر وإن صحّ قولي فالخَسار عليكما
هذه الفكرة حقيقة تراود غير المؤمن بالله وتخطر في باله أنه لو كان ما يقوله الناس صحيح هناك آخرة كيف سيكون موقفي؟ لذلك هذا الكافرحقيقة هو مُعذّب دائماً لا يستطيع أن ينفكّ من هذه الفكرة فهذا عذاب الدنيا ولا تستطيع أن تجد انساناً غير مؤمن بالله واليوم الآخر يضع رأسه على المخدة وينام خلال ثواني إلا المؤمن يضع رأسه على المخدة وينام بعد أن يحاسب نفسه على ذلك اليوم ويستغفر ويحمد الله تعالى يضع رأسه وينام حتى يتعجب الناس كيف ينام بهذه السرعة. فعذاب في الدنيا والآخرة حقيقة للكافرين فاستعمل الحاضر. لمّا كان الكلام عن الأجور ودفع الأجور وقلنا أن الأج بعد انتهاء العمل وليس في الدنيا استعمل معه صفة الغائب (فيوفّيهم) لكن في الوقت نفسه أشرنا أن كلمة (فيوفّيهم) ترتبط بنهاية الآية (والله لا يحب الظالمين) غيباً. للغائب تنسجم هذا الغيب مع هذا الغيب لكن أشرت في وقته أن هذه رواية حفص عن عاصم تلك التي نقرأ بها، لكن عاصماً روى لشُعبة لتلميذه الثاني (فنوفّيهم) بالنون واستشكل الأمر. وهي قراءة حقيقية لما نقول (نوفّيهم) بالحضور مع التعظيم لأن هذا الأجر وفاء الأجر من العظيم يكون له عظمة. لم يقل (فنعذّبهم) لأنه لا يريد أن يأيّسهم من كل شيء. (نوفّيهم) تمهّد للآية التي بعدها لأنه انتقل بعد ذلك بالكلام الى المعظِّم نفسه تعالى (ذلك نتلوه عليك).
القراءة الثانية نحن نقول دائماً نجمع بين القراءات. القراءة الثانية هي تمهّد للآية التي ستأتي لأن فيها التعظيم (ذلك نتلوه) لم يقل (أتلوه). مسألة القراءات ينبغي أن نقف عندها وقفة قصيرة جداً للإيضاح: قلنا أن القرآن الكريم نزل في أمة أمّية في غالبها ولا شك في أمية العرب الذين كانوا يقرأون ويكتبون قِلّة لأن القراءة والكتابة حاجة، البدوي في الصحراء لا يحتاج إليها لكن ابن قريش المشتغل بالتجارة يحتاج إليها لذلك كان القُرّاء الكاتبون في قريش أكثر من غيرهم حتى بعض النساء من قريش كُنّ يقرأن ويكتبن فلما نزل القرآن بلغة قريش والقبائل الأخرى كانت تُسمع الآية ثم تقولها بلهجتها فالرسول r r من رحمته بأمته سأل الله عز وجلّ أن يخفف عن أمّته فأجاز لهم أن يقرأوا بقراءات متعددة سماها الأحرف ونزل بها جبريل ولا يقرأ بشيء من القرآن بما يوافق العربية بل بما يوافق الرواية (أن يكون مرويّاً). جميع المسلمين يُجمعون على هذا بدءاً من أقدم كتاب وصل إلينا كتب سيبويه الذي يقول: “والقراءة سُنّة متّبعة”. هم يقولون، علماؤنا يقولون هكذا. ثبن في أيام الرسول r r أن القرآن كان يُقرأ بهذه القراءات المختلفة بلا شك لأن عندنا حوادث في الصحيحلمّا سمع عمر بن الخطاب أحد الصحابة يقرأ بغير ما يقرأ هو فتلببه وأخذه لرسول الله r وقال: يا رسول الله هذا يقرأ بغير ما أقرأتني فقال اقرأ وقال هكذا نزلت وهكذا نزلت فلا تختلفوا. وهذه حقيقة يستفيد منها بعض المفكرين المسلمين أن وحدة الأمة مقدمة على اشياء كثيرة وأن الصواب يتعدد، لا تقول لي أنا صواب وما عدا صوابي خطأ، لا. (يوفّيهم) صواب و(نوفّيهم) صواب وهذا في كتاب الله عز وجل لكن لمّا تعلّم الناس القراءة والكتابة أول من حاول أن يوقف هذه القراءات عمر رضي الله عنه لأنه أراد أن يجمع الناس على حرف واحد ويقول الرخصة انتهى أمرها ولذلك لما سمع عربياً يقرأ (فتربصوا به عتى حين) الحاء عين، سأله : من أين الرجل؟ قال : من العراق، لأن هذه رخصة لهذيل كانت فقط الهذليون يقرأون (عتى) وأجازها لهم الرسول r r: ابن مسعود هذلي فكان يقرأ (عتى حين) (وليس كل حاء تُقرأ عين) هذه قبائل. أم الهيثم تقول:
إن لم يكن فيكن ظل ولا جنى فأبعدكنّ الله من شيراتي
ِشيراتي أي شجراتي، بدّلت الجيم ياء كما يحدث الآن (الريال والدياية) الابدال ليس في كل موضع. قال عمر: من أين الرجل؟ قال: من العراق، قال: من أقرأك (عتى حين)؟ قال: ابن مسعود. (وابن مسعود صحابي هذلي يقرأ بين يدي رسول الله r : فتربصوا به عتى حين وأجازها له بأمر من ربه) مع هذا يكتب عمر اليه: أن الله عز وجل أنزل القرآن وجعله عربياً وأنزله بلغة قريش فأقريء الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل. لاحظ موقف عمر رضي الله عنه الموحّد. ابن مسعود أدرك ماذا يريد عمر فاستجاب. ثم جاء عثمان فنبّه الكَتَبة وقال: إذا اختلفتم في حرف فاكتبوه بلغة قريش فإنه بها نزل. يعني ينبغي أن نتوقف عند هذه الرُخَص. قد يقول قائل الآن نلغي القراءات، لا. القراءات علم الخاصّة. أنا حقيقة لا أميل لهذا الذي يجلس في المشرق ويقرأ (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين) ماذا يريد أن يقول للناس؟ يفهم بالقراءات؟ أنت في بلاد المشرق فاقرأ (مالك يوم الدين) لا أقول حرام أو صلاتك باطلة لكن أقول أنت تربك الناس على خلاف ما أراد عمر وعلى خلاف ما أراد عثمان فأردوا أن يجمعوا لكن لمّا كُتِب المصحف من غير نقط ولا شكل لمّا ذهبت نُسخ المصحف في الأمصار وكان الصحابة قد انتشروا في الأمصار، كل مِصر وجدوا ما يوافق رسم المصحف قال إذن هذا الذي أراده عثمان فبقيت هذا الذي يسمى القراءات وهي من آثار الأحرف التي كانت رُخَصاً للقبائل. نحن الآن تأتينا قراءة متواترة يعني ترويها أمة عن أمة يني قبائل وهذا الذي وقع لعاصم: الكوفة كانت موطناً لتجهيز الجيوش قبائل العرب كانت تأتي الى الكوفة فيعقد لها الوالي الألوية لتذهب لنشر الاسلام ففيهم من شتى القبائل. بعض القبائل كانت تقرأ (فنوفيهم) فأقرأها عاصم لشعبة لأنه لا يستطيع أن يلغيها وبعضهم يقرأ (فيوفيهم) فأقرأها لحفص. والقراءات لا يتغير المعنى فيها ولا تتصور إنه إذا قُرئ كذا وكذا المعنى الأساسي ثابت فيها فأحببت حقيقة أن أبيّن للإخوة المشاهدين الذي يريد أن يتابع الموضوع ويتوسع فيه أن يقرأ كتاباً موجزاً في هذا الباب كتبه مكّي ابن ابي طالب القيسي الأندلسي وهو من القُرّاء وسأحتاج لاسمه فيما بعد والكتاب اسمه الإبانة وهو كتيب صغير مطبوع طبعتين فيه بيان للأمر الذي لخصته الآن.
اختلاف الإعراب في بعض الكلمات هل ينسحب تحت هذا الموضوع كما في قوله تعالى (والصابئون) في سورة المائدة (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69)) و(الصابئين) في سورة الحج (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)) ؟ هنا مرفوعة وهنا منصوبة، ألا يُحدِث هذا إرباكاً عند القارئ أو حاشا لله أن هذا خطأ نحوي موجود داخل المصحف؟
فيما يتعلق بالقراءات هنا لا مجال للقراءتين لأن رسم المصحف توقيف ورسم الواو غير رسم الياء. هذه وردت هكذا وهذه وردت هكذا ليس فيها خلاف لكن يبقى السؤال: لماذا قيل هنا الصابئين وهناك الصابئون؟
هي في الحقيقة ليست مشلكة ونحن ينبغي أن نتذكر أن أعداء الاسلام من مشركي العرب كانوا حريصين أن يتلمسوا أي مخالفة للغتهم ليقولوا هذا ليس من لغتنا لكن لم يقل أحد منهم كيف تقول هذا الكلام لأنهم كانوا يدركون ما معناه ويفهمونه وما عندهم أي إشكال فيه وعلى مرّ التاريخ في الأندلس كان هناك احتكاك بين المسلمين وغير المسلمين درسوا العربية ومع ذلك لم يعترضوا على هذا ولما صارت الأمة في الحال الذي هي عليه الآن بدأت بعض الأصوات تنعق والمسلمون مساكين لا يستطسعون أن يفعلوا شياً يعني نحن والقرآن يُقرأ في كل الاذاعات من أوله إلى آخره وأنا أذكر قبل أكثر من ثلاثين عاماً أستاذنا عابد توفيق الهاشمي في إذاعة ما أعدّ برنامجاً: نصوص من كتاب كذا لم يكن يعلّق فقط يقرأ من النصوص، قامت الدنيا ولم تقعد أنتم تثيرون علينا الناس وأنتم ضدنا. هذا التساؤل قيل لي أن بعض الأديان الأخرى يرطن بهذا وهذا ليس مشكلة لأنه الذي يعرف أن ينصب في مكان ينصبه في مكان آخر في آية أخرى أطول في سورة البقرة (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)) مع البُعد أما هنا (والصابئون).
عندما تنصب اسماً في موضعين، الاسم ورد في ثلاث مواضع: الصابئون والصابئين: في موضعين جاء منصوباً وفي موضع جاء مرفوعاً. المفروض أن نقول لِمَ رفع هنا؟ ولا نقول أن هذا خطأ في القرآن. هذا الكلام ظلم وجهل بما عليه اللغة العربية. الآية (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69)) المائدة هذه الآية حقيقة الكلام كان مع الرسول r r في البداية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)) ثم (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)) (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69)) هؤلاء الذين يؤمنون ويلتزمون بما أنزل على الرسول r r. لِمَ رُفِعت؟ الذين آمنوا شأنهم منتهي نقول إن الذين آمنوا. هنا عندنا في اللغة أحياناً الخبر يُحذف إذا دلّ عليه دليل. تقول : من في المكتبة؟ محمد. هناك دليل يعني محمد في المكتبة. إما أن يسبق في السؤال وإما أن يأتي بعد ذلك. في الشواهد النحوية نقول: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف (يعني نحن بما عندنا راضون) من أين علِمنا؟ بما جاء بعد ذلك. خُذ من بشر بن خازم هذا عربي فصيح قُتِل قبل البعثة بثمانين عاماً جاهلي ديوانه مطبوع يتكلم على الشقاق بين عصبته وبين عموم قومه ، ماذا يقول؟ وإلا فاعلموا أننا وأنتم بغاة ما بقينا في شقاق. (نا) في أننا اسم أن، لو كانت الواو عاطفة (وأنتم) كان معطوفاً على منصوب كان يقول (وإياكم) لأن (أنتم) ضمير رفع. هنا ابتدأ جملة جديدة (لما يعطف على منصوب يعطف منصوباً) إذن إننا بغاة للتقدير. إن: حرف مشبه بالفعل و(نا) اسمها) في محل نصب ثم قال (و) هذه مثل (والذين هادوا) في آية سورة المائدة، (نا) تقابل الذين آمنوا.وهي اسم إن ثم جاءت الواو في كلمة (وأنتم) كما في (والذين هادوا) في محل رفع بدليل الصابئون.
إعراب (إن الذين آمنوا): إن: حرف مشبه بالفعل، الذي اسمها في موضع نصب، آمنوا: صلة الموصول. الواو هنا استئنافية أو عاطفة لجملة يعني وخبر إن محذوف سيدل عليه ما سيأتي تقديره الكلام: إن الذين آمنوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ابتدأ كلاماً آخر معطوف على الكلام السابق (والذين هادوا والصابئون والنصارى) الذين: مبتدأ في محل رفع خبره (من آمن بالله واليوم الآخر فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) جملتا الشرط والجواب يعني الذين هادوا هذا حكمهم (من آمن بالله واليوم الآخر) هذه جملة خبر المبتدأ (الجملة خبرية جملة خبر) فماذا عندي؟ عندي مبتدأ حُذِف خبره لدلالة ما بعده عليه (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) جاءت الواو لتعطف الجملة الجديدة المكونة من مبتدأ ومعطوفات على المبتدأ وجملة خبرية. الذين وحدها مبتدأ وهذه (هادوا) في موضع رفه وهذه معطوفة على المرفوعات وهذا شبيه تماماً قول بِشر (إننا وأنتم بغاة) أخبر عن أنتم بقوله بغاة ولو كانت الواو عاطفة على مفرد كان لا يستطيع أن يقول أنتم. عطف الجملة واستأنفت وعطفت الجملة.
هذا المعترض جاهل بالعربية وأشك أنه يجهل ذلك لأنه عندما يطّلع على ما قاله العلماء في هذا سيقتنع لكنه عالم ويريد أن يُضِل الناس على علم. (تابع الإجابة في الحلقة القادمة)
اسئلة المشاهدين خلال حلقة 13/12/2005م
- في سورة المؤمنون آية 85 قال تعالى (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85)) ولم يقل (الله) لماذا؟
- في سورة نوح في الآية (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)) لماذا ذكرت بعض أسماء الأصنام باستخدام لا وبعضها بدون لا النافية؟
- لماذا بعض أسماء سورة القرآن وردت مرفوعة مثل الكافرون والمؤمنون وبعضها ودر بالجرّ بالاضافة مثل سورة الحجِ وسورة البقرةِ؟
- في سورة الفتح قال تعالى (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)) مبني على الرفع وليس على الجر لماذا؟
- في سورة الكهف (قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64)) لمذا حُذفت ياء المضارع ولم يسبقها جزم ولا نصب؟
- هل يجوز القراءة بالقراءات الواردة عن الصحابة مثل قراءة حمزة؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 13/12/2005م
2009-01-30 16:30:55الدكتور حسام النعيمي>لمسات بيانيةhttp://islamiyyat.com/wp-