سورة لقمان ذكرنا سابقاً كيف يتعلق أولها بآخرها قلنا (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)) مرتبط بقوله (بالآخرة هم يوقنون) (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)). عندما أنهينا سورة لقمان ذكرنا ترابط الأول بالآخر سورة السجدة: (الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)) في الخواتيم قال (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23)) المرية يعني الشك أي لا تكن في شك وهذا متعلق بقولهم أنه مفترى فلا تشكّ. قال في أوائل السورة (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10)) وفي آخرها يقول (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28)) كأن هذه الآية تالية للآية الأولى.
سورة الأحزاب: مطلعها (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)) وآخرها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)) الخطاب في الأول للنبي r والخطاب عام في الختام، الموضوع التقوى وكأنه أمر النبي أولاً بالتقوى ثم عمم الخطاب لكل المؤمنين. في الأول قال (وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)) وفي آخرها (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)) كأنه لا تطع الكافرين وأطع الله ورسوله. في الأول (وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)) وفي الآخر (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73)) لا تطعهم لأن الله سيعذبهم في الآخرة، هذا تناسب طيب.
سؤال من المقدم: نلاحظ في بعض السور أنه يجمل في بدايتها ويفصل في نهايتها هل هذا تفصيل بعد إجمال؟
سورة سبأ: في أوائلها قال (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)) وفي آواخرها (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51) وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ (52)) الكلام عن الساعة، أنى لهم التناوش به وقد كفروا به من قبل؟ هذا الكلام كله عن الساعة. ثم ذكر جزاء الذين آمنوا في أول السورة (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)) وفي الآخر (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)) هؤلاء ربنا يرزقهم وهؤلاء حيل بينهم وبين ما يشتهون، في البداية ذكر جزاء المؤمنين وفي النهاية ذكر جزاء الكافرين.
سورة فاطر: تبدأ (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)) وفي آخرها (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)) إذن هو يرحمهم ولو يؤاخذهم بما كسبوا فيها رحمة، إذن ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. (لو) حرف امتناع لوجود امتناع نزول العذاب لوجود رحمة الله، ما ترك على ظهرها من دابة وهو الآن تارك فإذن الرحمة موجودة. هو منع الأخذ لوجود الرحمة، لو آخذهم بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة، إذن هو لم يؤاخذهم لوجود الرحمة (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا). قال في أولها (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)) وقال في أواخرها (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44))، وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك أفلم ينظروا كيف كانت عاقبة الذين من قبلهم كأنما يوضح لهم كيف فعل الله بالأقوام الماضية، إن يكذبوك فلينظروا كيف فعل الله بالأقوام الماضية.
سورة يس: تبدأ (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)) وفي الآخر (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)) أليس هو العزيز؟ الذي يملك كل شيء لا أعز منه إذن هو العزيز، الذي بيده ملكوت كل شيء يملك كل شيء لا أعز منه إذن هو العزيز، العزيز هو الحق الذي يملك كل شيء وهذه من دلائل العزيز (وإليه ترجعون) له صفات العزة كلها. لما قال (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)) يعني عزته منزّهة عن كل نقص. (سبحان) إسم مصدر بمعنى تنزيهاً، سبحان الله يعني تنزيهاً لله. فإذن هو نزّه عزّته معناه أنه رحيم. في أولها قال (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)) وقال في آخرها (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74)) تفصيل عدم الإيمان بأنهم اتخذوا من دون الله آلهة. في أولها قال (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)) وفي آخرها قال (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78)) في بداية السورة جاء بالجواب (إنا نحن نحيي الموتى) وهم قالوا (من يحيي العظام وهي رميم).
سؤال من المقدم: من الذي ضرب لنا المثل في الآية (وضرب لنا مثلاً) هل هو العبد الآبق من رحمة الله؟
r أتزعم أن ربك سيحيي هذه بعد موتها؟ فقال ربنا تعالى (وضرب لنا مثلاً) كأن هذا الشخص غير مصدق أن الله تعالى سيحيي هذه العظام بعد أن تتفتت. (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78))، نسي خلقه أي كيفية خُلِق هذا الإنسان الذي يضرب المثل. الذي يحيي العظام وهي رميم هو الذي يحيي الموتى هو الله سبحانه وتعالى، من يحيي العظام؟ إنا نحن نحيي الموتى. قررت في بداية السورة وفي ختام السورة كانت مجرد سؤال ثم أجاب (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81)).
سورة الصافات: (إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5)) وقال في الآخر (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)). رب العالمين أليس هو رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق؟ بلى. (العالمين أي المكلّفين). في الأولى ذكر المسكن وفي الآخر ذكر الساكن فهو رب المسكن ورب الساكن. في أولها قال (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18)) وفي الآخر قال (فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176))
سورة ص: في أولها (ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1)) وفي آخرها (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87)) الكلام عن القرآن. الذكر يأتي بمعنى الشرف في القرآن (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) الزخرف)، والقرآن ذي الذكر أي ذي الرفعة والشرف. في الختام قال (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ) رفعة وشرف وتذكير. (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ) و(وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ) الكلام عن القرآن، كيفما نفهم كلمة ذكر أهو تذكير أو شرف فهو في الحالتين مذكور (ذكر) والقرآن نفسه والقرآن ذي الذكر إن هو إلا ذكر
سورة الزمر: قال في أولها (إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)) وفي آخرها (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)) قُضي هنا بمعنى حكم وقضاء. الفرق بين الحكم والقضاء أن الحكم قد يكون من الحِكمة أو من القضاء فالحُكم أعم (فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) الشعراء) بمعنى الحكمة (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) مريم) أي الحكمة لأن الصبي ليس حاكماً فيأتي بمعنى القضاء (إن الله يحكم بينهم). ذكر الحكم في الحالتين (إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) (وقضي بينهم بالحق)
سورة غافر: قال في أولها (مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)) وفي آخرها (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)). نلاحظ (مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4)) (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82)) كأنما لو وضعتها بعدها تكون متناسبة. قال في الأول (فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)) وفي الآخر قال (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84)) البأس بمعنى شدة الذين أنزلنا عليهم العذاب، تفصيل صورة العقاب وكيف موقفهم منه (فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ) (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا)، هذه مترابطة كل الترابط.
سورة فصلت: (حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5)) وفي الآخر (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)) كلام عن الكتاب (كتاب فصلت آياته). قال في الأول (فأعرض أكثرهم) وقال في الآخر (ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ) الإعراض نتيجة الكفر.
سؤال من المقدم: ألا يجوز أن يقل قائل أن أعرضوا لها نفس الدلالة لكفرتم به فما أفادت تلك الآية؟
(بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4)) يعني أعرضوا عن النار وعن التبشير، أما هذه (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ) كل واحدة توضع في سياقها وفي مكانها. الكمات في سياقها وهي متناسبة حتى لو غيّرنا وجئنا بالمرادفة أحياناً يكون المعنى ضعيفاً من الناحية البيانية. في القرآن لا يوجد ترادف وحتى اختيار السبيل على الصراط على الطريق له سبب لكن هنالك فروق دلالية بين الكلمات. في اللغة أنه ليس في أصل اللغة ترادف لكنها لغات لغة تستعمل لفظة وأخرى تستعمل لفظة أخرى تدل على نفس الشيء فلما اجتمعت صار ترادفاً فمثلاً لغة تقول مدية ولغة تقول سكين. في الحديث قيل لأبي هريرة الذي هو من اليمن قيل له ناولني السكين فلم يفهمها ثم أشار إليها فقال: المُدية تريد؟. وهم جمعوا صفات الأسد هو إسمه الأسد والباقي كلها صفات تدل على المشية أو الشكل وليست أسماء، رئبال صفة المشي وغضنفر من هيأته وليس كل أسد غضنفر. قسورة قالوا أنها ليست عربية وإنما حبشية ولكنهم قالوا فَعْوَل وهي موجودة في اللغة من قسور مثل جهوري قسر يعني يقسر الفريسة وهي عربية من قسر.
سورة الشورى: قال في بداية سورة الشورى (حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4)) هذه بدايتها، وقال آخرها (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)) ثم يقول (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)). نلاحظ في البداية قال (كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)) وفي النهاية (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) بدأت بالوحي وانتهت بالوحي. (كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) وفي آخرها (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)) في الأول قال (له ما في السموات وما في الأرض) وفي آخرها (الذي له ما في السموات وما في الأرض). خاتمة الآية الثانية (وهو العلي العظيم) وفي النهاية (ألا إلى الله تصير الأمور)، العلي العظيم إليه تصير الأمور، إذن مرتبطة في الوحي وله ما في السموات وما في الأرض وفي صفات الله سبحانه وتعالى.
سؤال من المقدم: ماذا يسمى هذا الأسلوب؟ هل هو أسلوب تقرير (له ما في السموات ما في الأرض) (له) بمعنى الملكية على القطع؟
(ألا إلى الله تصير الأمور) والحقيقة أنه من صفات العليّ العظيم أنه تصير إليه الأمور فهو توضيح للمسألأة ذكراً لنا أمراً آخر يبين لنا صفات العلي العظيم أنه إليه تصير الأمور لا إلى غيره، هو العلي العظيم تحديداً، يعني لكونه العليّ العظيم باعتبار الحصر المبتدأ معرّف والخبر معرّف، هو العليّ العظيم ليس غيره وليس عليّ عظيم. المبتدأ معرّف والخبر معرّف يكون للحصر، هو العلي العظيم. (ألا إلى الله تصير الأمور) أيضاً حصر لأنه قدّم الجار والمجرور على عامله أصلها تصير الأمور إلى الله، وحصراً: ألا إلى الله تصير الأمور جاء بـ ألا الاستفتاحية وقدّم (إلى الله) الجار والمجرور، فهذا حصراً يعني كما حصر العلو والعظمة عليه سبحانه في الأول حصر المصير إليه في الآخر.
سؤال من المقدم: في خارج القرآن لو قلنا تصير الأمور إلى الله فما الفرق بينهما؟
(وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)) قد يقال لماذا لم يكلمه الله فأجاب (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) (كذلك يوحي إليك ربك) هنا الكلام بمعنى الوحي عن طريق جبريل u (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا). نسبة الوحي دائماً لله سبحانه وتعالى (كذلك يوحى إليك) في هذه المعاني والأصل في اللغة أن الوحي هو الإشارة (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11) مريم) أشار إليهم، وبالنسبة لأم موسى (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ (7) القصص) أوحى بشكل ما أي أوقع في قلبها. قال تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) النحل) يعني ألهمها. فالوحي هو الإشارة أو الإلهام وقال الشاعر:
سورة الزخرف: في أولها قال (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)) هذا أولها، قال في آخرها (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)). نلاحظ: ما يأيتهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون كأنها متتمة للآية الأولى. الإسراف في الآية أي في أعمالهم لا يرعوون بدون ضوابط يسرفون في المعاصي ويجاوزون الحدود (الإسراف مجاوزة الحد) ثم ذكر الاستهزاء (كانوا به يستهزئون) ثم قال (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)). قال في أولها أيضاً (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)) وفي أواخرها (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)) كأنها استكمال للآية الأولى من خلق السموات والأرض؟ من خلقكم؟.
سؤال من المقدم: ما دلالة اختيار صفتي العزيز العليم؟
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)) (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)) يؤفكون بمعنى يُصرَفون عن الحق. هو كأنه هو استكمال سؤال ثم ترقى للسؤال عن أنفسهم، كأنما هو سؤال آخر في موطن واحد في سياق واحد.
سورة الدخان: في أولها (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)) وفي آخرها (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)) الكلام في البداية عن القرآن (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)) وآخرها (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)) أيضاً عن القرآن. وفي أولها (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)) وفي آخرها (فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)) صاحب الشك يترقب ماذا سيحصل له. ارتقب بمعنى انتظر. هم في شك فارتقب إنهم مرتقبون، الشك يترقب ماذا سيحصل؟. هم وهو، أخبر عنهم ثم أمره، هم في شك أنت ارتقب ماذا سوف يحصل في شكهم ما نتيجة هذا الشك؟ ما مآله؟ هم في شك فارتقب أنت.
سورة الجاثية: أولها (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3)) ثم يقول (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9)) هذه أوائل السورة، نلاحظ ماذا يقول في الآخر (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (31)). (تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ) هذا في الآخر، في الأول (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا) هذا تناسب طيب. قال (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا) يصف الأفاك الأثيم في الأول والأفّاك صاحب الإفك أي الكاذب، ذكر أموراً وصف الأفاك الأثيم بها. في الآخر قال (ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35)) وفي الأول (وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا) هذا عن الأفاك الأثيم، هذا تناسب جيد ظاهر. هزوا بمعنى استهزاء وسخرية. في البداية قال (أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9)) وفي الآخرة (فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35)) العذاب يكون في النار فاليوم لا يخرجون من النار أي خالدين ولا يقبل منهم اعتذارٌ أصلاً وهذا عذاب مهين. كأن كونهم لا يخرجون من النار ولا يستعتبون صورة من صور العذاب المهين يوم القيامة. ثم قال في البداية (إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3)) وفي النهاية (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)) صاحب الآيات التي ذكرها رب العالمين (وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)). الآيات في السموات ينبغي أن يٌحمد عليها الله وينزه ويعظّم، إذن فيها تناسب.
سورة الأحقاف: قال في أولها (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)) وفي أواخرها (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29))، هؤلاء نفر الجن ذهبوا يستعمون القرآن الذي أُنزل (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى) (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2))
سؤال من المقدم: يستخدم القرآن الكتاب والقرآن والذكر فما الفرق بينها؟
r (المصحف من الصحف). فالكتاب مكتوب لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ وبقية الكتب التي أنزلت والقرآن كان يُقرأ، يُكتب ويقرأ، مكتوب ومقروء. تنزيل الكتاب لأنه مكتوب عند الله في اللوح المحفوظ وقرآن لأنه يُقرأ. (مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3)) وفي آخرها قال (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33)) أجل مسمى في الآية الأولى ما هو هذا الأجل؟ أجل مسمى يعني يوم القيامة. أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض (إنا خلقنا السموات والأرض) أليس الله بقادر على أن يحيي الموتى بهذا الأجل المسمى؟ بلى قادر سبحانه. (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34)) (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3)) فعاقبتهم أن يعرضوا على النار. ثم قال في النهاية (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)) وفي الأول قال (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)) قل ما كنت بدعاً من الرسل فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، فإنك لست بدعاً فاصبر كما صبروا وما أدري ما يفعل بي ولا بكم.
سؤال من المقدم: القرآن يفسر بعضه بعضاً فهل هناك تفسير للقرآن بالقرآن؟
سورة محمد: في بدايتها قال (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1)) وفي أواخرها (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34)) أضلّ أعمالهم فلن يغفر الله لهم، هم هؤلاء نفسهم. في أوائلها قال (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)) وفي أواخرها قال (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)) فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم، كأنهما متتابعتان. ضربَ الرقاب: ضربّ مفعول مطلق فاضربوا ضربَ الرقاب.
سورة الفتح: تبدأ (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)) وقال في آخرها (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28)) بالهدى ويهديك ودين الحق ليظهره على الدين كله وينصرك، الهداية والنصر في الأول والهداية والنصر في الآخر، في البداية أجمل وفي النهاية وضح الهداية والنصر. (وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)) (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى (28)) يقصد القرآن وكأن القرآن هو هداية للناس. (وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)) (وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ (28)) هذا هو النصر، هذا متناسب. قال في أولها (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4)) وفي آخرها (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، الكلام عن أصحابه r والذين معه هم المؤمنون هؤلاء نفسهم. في أولها قال (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5)) وفي أواخرها (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)) الأجر العظيم تكفير السيئات والمغفرة وكأن هذه الآية توضح تلك كيفية الهداية وكيفية النصر وكيفية إنوال السكينة وكيفية تكفير السيئات وهذا ارتباط بين الآيات. سؤال من المقدم: إذا قال أحد هذا الكلام لا بد أن تتفلت منه بعض العبارات على الأقل أما أن نجده بهذه الحبكة وتلك الصياغة؟ وليس في وقت واحد وإتما في سنوات متباعدة متفرقة تأتي آيات وتوضع كل واحدة من سورة وتوضع في مكانها فهذا ليس بكلام بشر لا نجد فيه إلا الترابط واللحمة بين البدايات والنهايات.
سورة الحجرات: بدأت (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)) هذا مطلع السورة، لا تقدموا معناها لا تقطعوا أمراً وتجزموا به وتجترئوا عليه قبل أن يحكم الله تعالى به. لا تذكرون حكم أو تجترئون على إصدار حكم لا تجترئوا ولا تقطعوا أمراً إلا بعد أن يحكم الله فيه وقال في آخرها (قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16)) كأن الحكم قبل حكم الله كأنهم يعلمون الله. هل أنت تُعلِّم الله؟ كلا، إذن لا تقدموا. في الأول قال (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)) وفي الختام (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16)) وليس هذا فقط وإنما ختمها (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)) سميع بصير بكل شيء وعليم بكل شيء. لا تقدِّموا – أتعلّمون الله بدينكم؟ لا تقدموا أسلوب نهي واستفهام استنكاري أنكر عليهم هذا الأمر كيف يقدمون؟ هل يعلّمون الله؟ إذن لا تقدموا.
سورة ق: السورة الخمسون، خمسون سورة متتابعة فيها تناسب وتناغم بين البدايات والنهايات. أولها (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1)) وآخرها (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)) يذكر القرآن في البداية والنهاية. (وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ) هذا قَسَم. في البداية قال (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3)) رجع بعيد يعني رجعهم إلى الدنيا بعيد لا يقتنعون بالحياة أن يرجعهم إلى الحياة وقالوا (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (10) السجدة). (ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) رجع أي أن يرجعهم إلى الحياة هذا أمر بعيد بالنسبة لهم. وقال (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44)) يوم تشقق الأرض عنهم معناها البعث، الآية (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44)) وهم قالوا (ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ)، (ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44)) وهذه مقابل (ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) هذه مرتبطة وكأنها تكذبهم فيما ذهبوا إليه من مزاعم. قال في البداية (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)) وقال في النهاية (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)) ما مسنا من لغوب لا كلل ولا فتور، لغوب أي كلل وفتور وفعلها لَغَب. أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وما مسنا من لغوب، هذا ارتباط وثيق.
سورة الذاريات: قال (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5)) هذا قسم وجواب القسم (وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6)) وقال في الآخر (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)). (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ) في الآخرة إما جنة أو نار والدين هنا للحساب (وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ). إن ما توعدون لصادق وإن الدين لواقع فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون.
سورة الطور: أقسم بالطور وما إلى ذلك (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8) يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11)) وفي آخرها (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45)) هذا الذي ذكر عذاب ربك لواقع هذا ذكره في الأول فذرهم حتى يلاقوا يومهم فيه يصعقون اليوم الذي ذكره في الأول (يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47)) (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11)).
سورة النجم: قال في البداية (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)) الله تعالى لا يحتاج إلى قسم وإنما هو يقسم بمخلوقاته تعظيماً لما يخلق ثم مناسبة لجواب القسم. وقد كُتِبت في أقسام القرآن (التبيان في أقسام القرآن) يذكر المناسبة بين القسم وما أقسم عليه. (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)) الضلال سقوط والغواية سقوط وهوى يعني سقط، إذن ليس قَسَماً عشوائياً وإنما لغرض معين وحكمة ومتناسبة مع ما ورد في السورة من قَسَم. (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)) وفي الآخر (هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56)) لا ضلال ولا غواية، هذا نذير مما ذكره الأنبياء السابقون والرسل وما أنذروا به أقوامهم إذن هو ليس ضلالاً ولا غواية ولا نطقاً عن الهوى وإنما هو وحي يوحي، هذا النذير واحد من النذر الأولى وليس ضلال ولا غواية ولا نطق عن الهوى، هذا نذير من النذر الأولى. (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60)) هو في أول السورة ذكر المعراج (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)) (لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)) فكانوا يضحكون ولا يصدقون، أفمن هذا الحديث أي المعراج تعجبون، أفتمارونه على ما يرى أي تجادلونه، المراء من الجدل، هو يرى فهل يجادَل على ما يرى؟!. (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60)) ذكر لهم أهل الجنة وأهل النار والذي حصل لهم وكأن المفروض أنهم يروا أنفسهم أين هم والنار وما فيها تهددهم؟ ينبغي أن تبكوا على أنفسكم ولا أن تضحكوا وأنتم سامدون عابثون! انظروا أين مصيركم أفتضحكون من هذا الحديث؟! هم يضحكون سخرية والحريّ بهم أن يبكوا. آخر آية (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا {س}(62)) الآيات الأخيرة مرتبطة بسياقها هي في المكان الذي وردت فيه وهي مرتبطة أيضاً بالأول وكلٌ له دلالة، في سياقها بما ورد من سياق فتكمل سياقها وتبيّنه وترتبط بأوائل السورة بدلالة أوائل السورة. في الأول قال (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)) هذه آلهة هم يعبدونها (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) يعني دعكم من هذه الآلهة. (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)) ذكر معتقداتهم كأنه يصور الله تعالى ما حالهم عليه من الضلال ثم يقطع بالصواب (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) اي دعكم من هذه الآلهة. إما قد يكون تبيان وتوضيح أو إضافة أو تفصيل بعد إجمال.
سؤال من المقدم: ماذا ينبغي على المسلم أن يفعل حينما يستمع إلى هذا الكلام أو يقرأه؟
سورة القمر: نحن وقفنا في الحلقة السابقة عند سورة النجم والآن نبدأ بالسورة الرابعة والخمسين سورة القمر تبدأ بقوله تعالى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)) ثم ذكر من أحداث هذه الساعة فقال (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7)) يتكلم عن أحوال الساعة (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8))، (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)) وفي الآخر يقول (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46))، اقتربت الساعة ذكر الساعة ثم ذكر في الآخر وقوع الساعة (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)) تلك أحداث الساعة وهنا أحداث هؤلاء في هذه الساعة ماذا سيحصل لهم؟ (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)) إلى أن يقول (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)) وكأن هذه صورة متوازنة لما سوف يحصل يوم القيامة، أحداث الساعة أولاً واقترابها ثم ذكر في الآخر ماذا يحدث فيها خاتمة المجرمين وخاتمة المتقين. (أدهى وأمر) إسم تفضيل من أي شيء يجدونه في حياتهم الحالية من أمور مريرة وشديدة، أدهى وأمر من كل ما يعلمونه من أمور شديدة ومريرة. إذن هي مرتبطة أولها بآخرها وهي في سياق واحد. في قوله تعالى (اقتربت الساعة) كأنها تحذير للناس لكي يستعدوا ويجهزوا أنفسهم لهذا اليوم وذكر الصنفين المتقين والمجرمين.
سورة الرحمن: السورة الخامسة والخمسون في أولها (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)) إذن ذكر أولاً خلق الإنسان وفي نهايتها ذكر نهاية الإنسان. هنا بداية الخلق وهناك نهاية الخلق (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)). ذكر المجرمين (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ (44)) وذكر المتقين في آخرها (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)) (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)) (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)). بدأت بإسمه الجليل (الرَّحْمَنُ (1)) وانتهت (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78))، الرحمن علم القرآن تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام، تعظيم لصفاته سبحانه وتعالى. إذن ذكر خلق الإنسان أولاً زذكر نهاية الإنسان المتقي والمشرك، ابتدأ بالرحمن ثم انتهى بتعظيمه سبحانه وتعالى (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)).
سورة الواقعة: بعد أن ذكر الواقعة ذكر إنقسام الخلق إلى أزواج ثلاثة: أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون (فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10))، ذكر أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، هي ثلاثة أصناف (المقربون وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال) وفي آخر السورة (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)) لم يصرِّح في الختام بأصحاب الشمال لأنه وضح لنا من هم أصحاب الشمال بقوله (المكذبين الضالين). المقربين، أصحاب اليمين، أصحاب الشمال، المقربين أصحاب اليمين المكذبين الضالين، هذا ترابط قوي.
سورة الحديد: بدايتها قال (لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)) ثم قال بعدها (لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5))، هذا في بدايتها وفي نهايتها (وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)) الملك ملكه والفضل فضله. الفضل بيد الله ما دام له ملك السموات والأرض حصراً فالفضل بيده حصراً، هو الملك وهو المتفضل يعطيه من يشاء، فإذن له الملك وله الفضل.
سورة المجادلة: بعد أن ذكر قصة المجادِلة (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)) قال (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)) يحادّون أي يحاربون، وفي أواخرها قال (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20)) كُبتوا يعني (في الأذلين) أي في الأسفل. ثم ذكر حكم المؤمنين وموقفهم من هؤلاء فقال (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ (22)) المفروض أن يكون المؤمنون هكذا لا يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم. ذكرهم في الأول فقال (كُبِتُوا) ثم ذكرهم في الآخر قال (فِي الْأَذَلِّينَ) ثم ذكر حكم المؤمنين كيف يتعاملون مع هؤلاء.
سورة الحشر: تبدأ بقوله (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) وآخرها (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)) نفسها بإضافة أسماء الله الحسنى.
سورة الممتحنة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ (1)) هذا أولها وفي آخرها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)) تتولوا يعني لا تجعلوهم أصحاب لكم وأولياء عليكم تدافعون عنهم أو تمالئونهم، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) لا تتخذوا أي لا تجعلوا أعداء الله أولياء لكم، لا تتولوهم، هؤلاء غضب الله عليهم، أعداء الله وأعداؤكم هؤلاء قوم غضب الله عليهم فلا تتولوهم. إذن في الأول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ (1)) وفي الآخر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)) وكأن أعداء اله قوم غضب الله عليهم. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ (1)) (قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)) توضيح.
سورة الصف: بدايتها (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)) وفي أواخرها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ). كونوا أنصار الله، إن الله يحب من يقاتلون في سبيله صفاً، وجههم إلى الجهاد وقال كونوا أنصار الله.
سورة الجمعة: بدأت بقوله (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)) وفي أواخرها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)) التسبيح هو ذكر لله تعالى ، فاسعوا إلى ذكر الله والصلاة هي تسبيح وذكر. (فأقم الصلاة لذكري) الصلاة ذكر والصلاة تسبيح ودعاء. (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) فأنتم أيضاً سبحوا الله واذكروه واسعوا إلى ذكر الله.
سؤال من المقدم: واضح أن الصلاة في القرآن الكريم لها عدة دلالات اصطلاحية، الصلاة بمعنى الدين كما في قوله (أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا (87) هود)؟
(فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)) تسبيح، فناسب تسبيح المؤمنين وذكرهم تسبيح ما في السموات وما في الأرض، الكل يسبح بحمد الله فأنتم أيضاً سبحوه.
سورة المنافقون: عموم السورة في المنافقين عدا آيتين في الآخر، تبدأ (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1)) وكلها في صفات المنافقين عدا آيتين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)) لأنه في السورة قال المنافقون (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7)) وكأن الكلام رد عليهم (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ) كأن هذه الآية رد على ما يقول المنافقون. والسورة أصلاً في المنافقين ويمكن أن نقول أن في السورة وحدة موضوع.
سورة التغابن: تبدأ (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)) وفي الآخر (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)) كلتاهما في الله وصفاته عز وجل. بعد الآية الأولى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)) وفي الآخر ذكر الذين كفروا (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10)) ثم انتقل بعدها إلى الذين آمنوا إلى خاتمة السورة (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)) إلى آخر السورة. السورة كلها واقعة في سياق واحد.
سورة الطلاق: أغلب السورة في أحكام الطلاق. تبدأ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ (1)) وفي آخرها (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11))، يا أيها النبي، رسولاً من عند الله، هذا النبي هو رسول من عند الله. السورة كلها في أحكام الطلاق.
سورة التحريم: بدأت السورة بالكلام عن أزواج النبي (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)) بدأت بالحديث عن أزواج النبي وأنه أسر لأحداهن ونبأت به وحذّرهما، وختم الكلام على امرأتين من أزواج الأنبياء السابقين عصتا ربهما امرأة نوح وامرأة لوط (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)) ثم ذكر امرأتين صالحتين امرأة فرعون ومريم بنت عمران. في البداية والحتام الكلام على النساء وطاعتهن. في البداية بدأ الكلام على نساء النبي r وانتهى الحديث عن النساء أيضاً وذكر نماذج وذكر تحذير أنه كونها زوجة نبي لا ينفعها مثل زوجة نوح (فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) لا تقل إحداهن أنا أمرأة نبي هذا تحذير وكأنها رسالة إلى نساء النبي r أن انتبهوا. فالكلام كله في النساء وطاعة الله، العلاقة واضحة بين أزواج النبي r وزوجات الأنبياء السابقين. الخيانة هنا ليست بمعنى المصطلح الحديث الآن وإنما هي بمعنى عدم الإيمان به.
سورة الملك: تبدأ بقوله (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)) وخُتِمت بملكه وقدرته (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)) المُلك مُلكه. ثم ذكر (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)) وذكر من أساء ومن أحسن في الآخر خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً إذن منهم من يسيء ومنهم من يحسن فقال فيمن أساء (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)) وقال فيمن أحسن (قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29)). فذكر خاتمة الابتلاء (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)) فكان هنالك نوعين ممن أطاع وممن عصى وهذا خاتمة الابتلاء. وبدأت بمُلكه وخُتمت بملكه وقدرته.
سورة القلم: قال في أولها (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)) وفي آخرها (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)) برّأه تعالى. هم يقولون مجنون والله تعالى يقول ما أنت بنعمة ربك بمجنون.
سؤال من المقدم: الله تبارك وتعالى أثبت الحكم في بداية السورة فهل لهذا دلالة، نفهم أنه ربما يأتي بقولهم ثم يكذب هذا القول؟
(لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)). فإذن هم قالوا بعد نزول الذكر عليه وربنا سبحانه وتعالى نفى هذا الأمر عن الرسول rr (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)) ثم وضح لنا أنهم يقولون إنه لمجنون فأراد أن يبرئ ساحته. ذكر (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) لأنهم قالوا (وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ). فائدة الخطاب من الله تعالى للنبي r (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)) لأن كثرة الكلام لو كان غير الرسول r قد يثبت في نفسه شيئ فأراد أن يثبته.
سورة الحاقة: بدأت بعقوبة المكذبين بالحاقة والقارعة في الدنيا (الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4)) ثم ذكر إهلاك ثمود وعاد (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6)) ثم ذكر الحاقة وأحوالها المؤمنين والمكذبين بها (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19)) (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25)). إذن قال في أولها (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4)) ثم ذكر عاقبتهم وفي الآخر قال (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49)) وهم كذّبوا، (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ) فأهلناكم (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6)) (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50)) عاقبتهم الحسرة، أولئك أهلناكم وأنتم عاقبتكم الحسرة.
سورة المعارج: السورة السبعون ذكر العذاب الواقع الذي ليس له دافع (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)) ثم ذكر اليوم (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)) وختم السورة أيضاً بذكر ذلك اليوم (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)) في الأول ذكر اليوم هذا وفي الآخر ذكر حالهم.(فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)) هذا يوم القيامة ثم ذكر هذا اليوم في آخر السورة (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)) النُصُب يعني الأصنام.
سورة نوح: هي في قصة نوح من أولها إلى آخرها (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1)) إلى آخرها (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)) من أول السورة إلى آخر آية هي قصة واحدة.
سورة الجن: أكثرها في شأن الجن الذين استمعوا لرسول الله r (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)) النفر ليس له عدد معين ويعني مجموعة، وقد يقال على الواحد نفر وهذه كلمة عربية فصيحة ووردت في القرآن (أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) الكهف) و(نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ) مجموعة وجمعها أنفار. مما ذكر فيها (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)) وفي آخرها (إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27))، (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)) (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ) الرسالات بالوحي.
سورة المزمل: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)) وفي آخرها (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) كأنه استجاب، أمره في البداية (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا) فاستجاب (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ). وأمره (وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)) وفي الآخر قال (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ) أول مرة أمر الرسول r ثم اتجه إلى المؤمنين (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ) كان الأمر للرسول r على العموم والشمول أما للمؤمنين (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ). هنالك بعض الخصوصيات للرسول r قيام الليل كان على الرسول rr واجب وهو منذوب بالنسبة المؤمنين.
سورة المدثر: تبدأ (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2)) هي أصلاً سورة الإنذار. المزمل والمدثر حالات لرسول الله r ساعة نزول الوحي عليه. لما قال (قُمْ فَأَنْذِرْ) ذكر الموقف من هذا الإنذار ماذا حصل فقال (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14)) موقفه من الإنذار وذكر في آخر السورة موقف هؤلاء من الإنذار (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)) وقال في آخر السورة (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)) فهي في عمومها في الإنذار والموقف من الإنذار وموقف المستمعين من الكفار من هذا الإنذار (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) حمر وحشية شديدة النفر لا تألف هي التي نفرت وليست مستنفَرة.
سورة القيامة: بدأت السورة بالقسم بيوم القيامة (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1)) وختمت بالقيامة (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (36)) إلى أن يقول (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40))، بدأت بالقيامة وختمت بالقيامة.
سورة الإنسان: السورة من أولها إلى آخرها في الإنسان. بدأت بالإنسان قبل أن يكون شيئاً مذكوراً (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1)) وختمت بخاتمته إما أن يكون مرحوماً أو معذباً (يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)). السورة في الإنسان أصلاً بدأت في الإنسان قبل أن يكون شيئاً مذكوراً وختمت بنهايته إما أن يكون مرحوماً أو أن يكون معذباً فهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً.
سورة المرسلات: بدأها بالقسم (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)) وقال (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)) ثم ذكر من أحوال يوم القيامة (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)) ثم أنذر (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)). المرسلات قسم يقول الملائكة وقسم يقول الريح ومصدرها مرسلة وهي إسم مفعول. ثم نلاحظ أن هذه السورة أيضاً بدأت بيوم القيامة بأحواله (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)) ثم ختمت بما يحدث يوم القيامة للمكذبين والمؤمنين (هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35)) (هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38)) ثم (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41)) ذكر ما يحصل في هذا اليوم (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) ثم ختمها بما يحصل للمكذبين والمؤمنين (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41)) (هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39)) ذكرها في الأول والآخر. هي أصلاً في الإنسان من بدايتها إلى نهايتها، في بدايتها (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20)) وفي نهايتها (هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36)) أو (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41)) طائفتين وعلى الإنسان أن يختار وتستمر اللازمة (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) من أولها إلى آخرها.
سورة النبأ: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)) تبدأ كما يقول المفسرون يتساءلون عن البعث يخوضون فيه وينكرونه ويستهزئون به (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)) هذا سؤال، (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)) سيأتيهم الجواب، سيعلمون الجواب. إذن التساؤل كما يقول أصحاب التفسير هو عن البعث كأنهم يخوضون فيه إنكاراً واستهزاءً. وختمت بذلك اليوم (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)) إذن هم استهزأوا بيوم القيامة ويخوضون فيه (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ) فبدأت بتساؤلهم واستهزائهم وخوضهم في اليوم الآخر وانتهت بذكر ذلك اليوم الآخر وما ستؤول حالهم إليه إما أن يكون مؤمناً فينجو وإما أن يكون كافراً فيقول (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا). إذن هي من أولها إلى آخرها في اليوم الآخر.
سورة النازعات: أقسم ثم قال (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)) الكلام عن القيامة وختمت (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)) بدأت أيضاً بالساعة وختمت بالساعة (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)) ماذا سيحدث، ثم بدأ بسؤالهم متى ستقع (إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44)). (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43)) هذه أمرها إلى الله أنت لا تعلمها (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)) إذن الكلام كله في الساعة.
سورة عبس: ذكر في أولها صنفين من الناس (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)) (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)) وانتهت بذكر هذين الصنفين (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39)) هذا من يخشى (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)) هذا من استغنى وكأنه يصوِّر موقفهم من الرسول rr الآن وفي يوم القيامة.
سورة التكوير: هذه أيضاً في أحداث الساعة ثم أقسم على أنه قول رسول كريم وفي الآخر قال (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)) هذه أحداث الساعة.
سورة الانفطار: من أولها لآخرها في الساعة، أولها (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)) وفي آخرها (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19))، في أولها وآخرها عن أحداث الساعة.
سورة المطففين: والسور القصيرة إما أن تكون ذات موضوع واحد مثل المعوذتين والإخلاص والمسد والنصر والكافرون والكوثر والماعون وقريش والفيل والهمزة والعصر والتكاثر والقارعة والزلزلة والقدر والضحى موضوعها واحد وإما أن تكون في ذكر المؤمنين والكافرين وعاقبة كل منهما هذه بقية السور القصيرة. فإذن من هذا يتضح أن سور القرآن بالتتابع هي مرتبطة أولها بآخرها.
سؤال من المقدم: هل لنا أن نحكم على موقع السورة ارتباط السورة بالسورة التي قبلها والسورة التي بعدها طالما بدأنا مع فضيلتكم بتناسب أوائل السور بأواخرها؟
هذا الموضوع كُتِب فيه، كتب فيها كتاب خاص “نظم الدرر في تناسب الآيات والسور” ثم كثير من كتب التفسير تُعنى بذلك مثل روح المعاني والبحر المحيط يعنى بعلاقة السور بما قبلها وبما بعدها وهذه تحتاج أيضاً إلى حلقات.2009-01-27 06:31:09الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost