إعداد صفحة إسلاميات
لم ترد كلمة (ذرة) في القرآن الكريم إلا مقترنة بكلمة (مثقال) في ستة مواضع هي:
1. (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ﴿٤٠ النساء﴾)
2. (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴿٦١ يونس﴾)
3. (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ﴿٣ سبإ﴾)
4. (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ﴿٢٢ سبإ﴾)
5. (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧ الزلزلة﴾)
6. (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨ الزلزلة﴾))
والذرة كما ذكر أهل التفسير هي البعوضة أو صغير النمل أو الهباءة..
وورد في ظلال القرآن في تفسير آيتي سورة الزلزلة:
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) .
ذرة: كان المفسرون القدامى يقولون:إنها البعوضة، وكانوا يقولون:إنها الهباءة التي ترى في ضوء الشمس. فقد كان ذلك أصغر ما يتصورون من لفظ الذرّة. فنحن الآن نعلم أن الذرة شيء محدد يحمل هذا الاسم وأنه أصغر بكثير من تلك الهباءة التي ترى في ضوء الشمس, فالهباءة ترى بالعين المجردة، أما الذرة فلا تُرى أبدا حتى بأعظم المجاهر في المعامل. إنما هي “رؤيا” في ضمير العلماء! لم يسبق لواحد منهم أن رآها بعينه ولا بمجهره وكل ما رآه هو آثارها !
فهذه أو ما يشبهها من ثقل, من خير أو شر, تحضر ويراها صاحبها ويجد جزاءها!
عندئذ لا يحقر “الإنسان” شيئا من عمله خيرا كان أو شرا. ولا يقول: هذه صغيرة لا حساب لها ولا وزن إنما يرتعش وجدانه أمام كل عمل من أعماله ارتعاشة ذلك الميزان الدقيق الذي ترجح به الذرة أو تشيل !
إن هذا الميزان لم يوجد له نظير أو شبيه بعد في الأرض إلا في القلب المؤمن، القلب الذي يرتعش لمثقال ذرة من خير أو شر وفي الأرض قلوب لا تتحرك للجبل من الذنوب والمعاصي والجرائر ولا تتأثر وهي تسحق رواسي من الخير دونها رواسي الجبال .إنها قلوب عتلة في الأرض مسحوقة تحت أثقالها تلك في يوم الحساب !!
أيّ دقة هذه؟! وهل يستطيع ميزان في الدنيا أن يقيس مثقال ذرة لا يكاد يراها بالعين المجرّدة؟! فسبحان من خلق كل شيء ومن لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء وسبحان من لا يظلم مثقال ذرة وسبحان من يعلم مثقال الذرة ويحاسب بمثقال الذرة، سبحان الذي وضع الميزان (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴿٧﴾ الرحمن) فيا من لا يملك مثقال ذرة احرص على أن تزن أعمالك في الدنيا بمثقال الذرة فهي وإن كانت كالهباءة في الدنيا إلا أنها ستوزن يوم القيامة في ميزان عدل لا يظلم الناس شيئًا فاحرص على ذرات الحسنات وحذار من ذرات السيئات!!