نظرات في السور

نظرات في سورة الكهف – 3 – د. أحمد نوفل

نظرات في سورة الكهف

الحلقة الثالثة

تتمة أوجه الربط والتوأمة بين السورتين المتجاورتين:

1.      توجيه للنبي صلى الله عليه وسلم بالصبر والثبات في السورتين (وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74))، في سورة الكهف (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (28))

2.      الكلام عن بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93)) في سورة الإسراء وفي الكهف (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ)

3.      في الإسراء (أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا (91)) في سورة الكهف (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33))

4.      الشمس مذكورة في السورتين (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ (78) الإسراء) (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت (17) الكهف)

5.      الأموال والأولاد في السورتين (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ (64) الإسراء) (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (46) الكهف)

6.      الجبال موجودة في السورتين (وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً  (37) الإسراء) (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ (74) الكهف)

7.      (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا (41)) في الإسراء وفي الكهف (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54))

8.      الموعد في كل من السورتين، سورة الإسراء موعد أن ندخل المسجد (وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ (7)) (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5)) وسورة الكهف مليئة بالقصص التي لها حديث عن المواعيد، موعد موسى مع العبد الصالح وقصة ذو القرنين وموعد القرى التي جعل الله لها موعدا (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا (59))

9.      الإسراء سورة الصراع مع بني إسرائيل والنصر عليهم إن شاء الله وإنهاؤهم من الوجود ليس ظلماً ولا عدواناً إنما بما صنعت أيديهم جزاء وفاقاً. سورة الكهف فيها التركيز على اسمها (الكهف) لا بد هؤلاء الذين يملكون الجو والطيران أن تختفي من تحت أنظارهم في هذا الصراع يعني كأن الكهف في هذا الصراع وقاية لك وحماية لك في صراعك مع بني إسرائيل

10.

سورة الكهف جُل آياتها في القصص يعني هي سورة قصصية، فيها قصة آدم، قصة صاحب الجنتين وصاحبه، موسى والعبد الصالح، أول السورة قصة أصحاب الكهف، آخر السورة قصة ذي القرنين، وكل واحدة من هذه القصص تحتاج كتاباً خاصة ذو القرنين وموسى والعبد الصالح تحتاج إلى تحليل النص بعيد عن الإسرائيليات والأباطيل، نتعلم فن تحليل النص ونستخرج من الكنوز الكامنة في هذا النص وتحليل النص، هل أترك هذا النص وتحليله وأنقل من الشعبي الذي كله كذب ونقص؟!

خذوا قاعدة: ما من سورة من سور القرآن العظيم تضم جناحيها على مجموعة من القصص إلا ويكون بين قصص هذه السورة تعانق وتناسق بالضرورة حتماً مقضياً، هذا كلام الله لا يمكن أن يكون مجموعة من القصص في سورة واحدة ليس بينها ناظم ينظمها ولا رابط يربطها، بينها علاقات لكن هذه العلاقات قد نختلف في وجهات النظر من حيث أوجه الربط لكن نتفق أنه لا بد أن هناك أوجه ربط.

الندوي علّامة الهند رحمه الله يرى أوجه الربط ملخصة في كلمة واحدة “الصراع بين الإيمان والمادية” ينتظم قصص سورة الكهف جميعاً.

صاحب الظلال رحمه الله يرى وجه الربط مختلفاً يقول: سورة الكهف فيها تصحيح ميزان العقيدة وتصحيح قيم الفكر والنظر وفق منهج الله وتصحيح القيم. الكلام عن العقيدة والتوحيد (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)) آخر السورة (وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) وفيما بين أول السورة وآخرها تجد الحديث عن التوحيد والشرك ينتظمها. إذن تصحيح العقيدة وعمود العقيدة وركنها توحيد الإله العظيم سبحانه، أخطر حقيقة في الوجود أنه لا إله إلا الله، من أين جاؤوا لله بولد؟! من أين زعموا لله شركاء وأندادا؟! هذا ينقض نظام الكون كله وينقض الدين كله. موضوع الشرك موضوع طويل، ليس الشرك أن تعبد حجراً، هذا انتهى وانقضى ومضى، لا يعني أن الشرك اختفى وإنما الشرك الآن في صور مختلفة، الشرك في القوة، اليوم من ملك القوة تألّه على الناس في الأرض وأغلب الناس مفتون بالقوة. الدجّال عنده قوة يقول للرجل أنا ربك فيقول لا، ربي الله، فيقتله من أجل عقيدته، فتنة شديدة!! إذن القوة شرك، أغلب الناس في نهاية الزمان يتبعون الدجّال. الآن الشرك الأخطر شرك القوة من ملك القوة استعمر الناس واستضعفهم، من عدِم القوة استُضعِف. لا ترى قوياً إلا الله لا تخشى إلا الله، هذا هو التوحيد. عبادة الحجر بطلت من زمن لكن الشرك الآن تخفّى بأثواب جديدة فانتبهوا أن لا يكون في قلبنا خوف من أحد لأن القوة لله جميعاً، العزّة لله جميعاً، لا أحد يملك العزة إلا الله، لا أحد يملك القوة إلا الله. اليوم الدعاة يجب أن يركزوا على شرك القوة، الناس تغض النظر عن شرك القوة بينما هذا هو الشرك الذي ينبغي أن يُحذَر منه كل الحذر لأن فيه كل الخطر، شرك القوة والقرآن جاء يخلصنا من كل صور الشرك وينقّي قلوبنا بالتوحيد، نقّى الله سرائرنا وقلوبنا وضمائرنا بتوحيده سبحانه لا يجعل فيها محبة وخشية إلا له ومنه.

http://www.youtube.com/watch?v=uDtyihvUQw0

إضافات تدبرية للمواضيع المشتركة بين السورتين سورة الإسراء والكهف (إعداد موقع إسلاميات)

1.      كلمة المسجد وردت في السورتين في الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى (1)) (وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ (7)) وفي الكهف (لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا (21))

2.      قصة رفض ابليس السجود لآدم وردت في السورتين. في الإسراء (فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61)) وفي الكهف (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ (50))

3.      ذكر وسيلة النقل في البحر، في الإسراء ذكرها بلفظ الفلك (رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ (66)) وفي الكهف بلفظ السفينة (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ (71))

4.      ذكر الباطل في السورتين. في الإسراء (وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)) وفي الكهف (وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ (56))

5.      ذكر اليتيم في السورتين. في الإسراء (وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ (34)) وفي الكهف (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ (82))

6.      ذكر المساكين في السورتين. في الإسراء (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ (26)) وفي الكهف (لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ 79))

7.      الدعوة إلى التوحيد في السورتين. في الإسراء (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهًا آخَرَ (22)) (وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ (39)) وفي الكهف (أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ (110))

8.      ذكر السنين في السورتين. في الإسراء (وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ (12)) وفي الكهف (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ (25))

9.      ذكر الرحمة في السورتين. في الإسراء (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ (8)) وفي الكهف (فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا (65)))

10.  ذكر الأذن في السورتين. في الإسراء (وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا (46)) وفي الكهف (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ (11))

11.  ذكر العلم في السورتين. في الإسراء (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ (36)) (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85)) وفي الكهف (مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ (5)) (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65)) (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66))

12.  الكفر بآيات الله وردت في السورتين. في الإسراء (ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا (98)) وفي الكهف (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ (105))

13.  جهنم جزاء الكافرين وردت في السورتين. في الإسراء (مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا (98)) وفي الكهف (ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106))